اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

باستثناء بعض المسلسلات

الشاشة في رمضان <كرسي حكواتي>

محمد صالح أبو الحمايل

 
     
  

من الجيد بل والمطلوب أن يكون شهر رمضان المبارك مناسبة لإظهار الفن والإبداع في جميع المجالات الفكرية والثقافية والتاريخية، بعروض محلية تبرز القدرات العملية في تلك المجالات، ومدى التطور والتقدم الحاصل في هذا المجال لدى العاملين فيه، وخلال السنوات الماضية قدم التلفزيون العربي مجموعة من المسلسلات التاريخية والترفيهية شدت الجماهير إليها بنسب كبيرة، ولكنها لم تضف الشيء الكثير إلى الثقافة الجماهيرية، ولعل حاجة الصائم إلى الإسترخاء بعد يوم الصوم، هو ما يبرر ويسمح لمرور أعمال سطحية ومواقف متناقضة واحياناً تبني مواقف غير أخلاقية وتبريرها كرمى لعيون البطل النجم، هذه الرتابة في مواضيع المسلسلات الرمضانية، لا بد وان تدفعنا إلى البحث في حقيقة الفن التلفزيوني وصناعته، وهل ان التلفزيون العربي يتطور في هذاالمجال، هذه المسلسلات تشير إلى عكس ذلك تماماً، ما عدا بعض المسلسلات التاريخية <العربية السورية> خاصة التي استعانت بالخبرات الفنية الأجنبية، أما ما عداها، فقد حول هذه الصناعة الفنية إلى <كرسي حكواتي> يجتر قصصاً وأحاديث باتت مجموعة، ويسعى غالباً إلى السطو على روائع فنية وأدبية عالمية فيشوهها ويجردها من فكرتها الأساسية ومراميها الإنسانية والأخلاقية، كما هو حاصل مع مسلسل <بنت من الزمن ده>

المأخوذ عن إحدى روائع <برنارد شو> والمقتبس للسينما تحت عنوان <سيدتي الجميلة> وتتلخص تلك القصة في رهان عالم إنسانيات مع صديق له ان البشر جميعاً متساوون، وأنه يستطيع أن يجعل من فتاة تسرح في الشوارع وتتكلم الإنكليزية بسوقية، إلى سيدة مجتمع مفضلة، أما كاتب سيناريو المسلسل العربي، فرغم بلادته الفكرية وانعدام ملكة الإبداع لديه، فإنه يصب جام غضبه ونقده على القيم الغربية ويدعي إمتلاكه الحصري لهذه الفكرة، بعملية تزوير وقحة، ويستمر المسلسل بحوارات سوقية رغم أنه لا يبخل بعرض صورة المجتمع السفلي لتجمعات الحثالة في مصر وكأنه لا يوجد في مصر غير تلك التجمعات العشوائية البائسة؛ ثم يأتي مسلسل <يحيى الفخراني> <شرف فتح الباب> ليعرض لأخلاقيات الأمانة والسطو على المال العام، وليبرر فعلة السطو على المال العام بالظلم الذي لحق بالبطل المحبوب من قبل الشركة التي يعمل فيها، لكنه لا يغفل المأساة العائلية التي أحدثتها فعلته،مع استمرار التأكيد على أن المختلس هو في النهاية ضحية ومظلوم، تلك هي القيمة الأخلاقية التي يراد الترويج لها من خلال هذا المسلسل، المسلسل المتميز الذي يقدمه التلفزيون العربي، رغم عدم مغادرته لدائرة الحكاية هو مسلسل الفنانة <يسرا> <في ايد أمينة>، ويتميز هذا المسلسل في محاولته تناول مشكلة عماله الأطفال في مصر، والأوجه المتعددة لهذه المشكلة، لكن أهم ما يتعرض له هذا المسلسل هو طليعية الصحفيين المصريين في تناولهم للقضايا الإجتماعية والإنسانية، ومدى المعاناة التي يعيشونها في تناولهم لهذه القضايا لحد التضحية بمواقع قيادية وبحياة رغيدة، ولكن مسألة تطوير القدرات والإمكانات التقنية والفنية تبقى هي مشكلة الإنتاج التلفزيوني العربي، أم تلك القدرات فهي بحاجة لأن تتكامل مع قطاعات أخرى، في مجال الألعاب الرياضية، والبهلوانية والمخاطرات، واستعمال الكومبيوتر وابتكار الخدع الخارقة، فمنذ إختراع السينما وتحريك الصورة، ارتبط هذا الفن بالحركة وتطورها في مجال عرض الصورة، وليس بتجميدها على <كرسي الحكواتي>، والغريب أنه قد بات هنالك رأي معارض لأفلام ومسلسلات الحركة <الأكشن> واعتبار هذا النمط من الأعمال من التقاليد الغربية المناقضة لقيمنا وحضارتنا، والإكتفاء باستعمال التقنية المستورة دون السعي إلى تطويرها في خدمة الرتابة والكسل الجماعي، والمضحك المبكي، إذا ذهبنا إلى مقارنة مع الإنتاج <الهندي> الذي لا يسلم من السخرية ونظرة التعالي، وأصحاب الأدب يعرفون علم الأدب المقارن ولكنهم لا يلتزمونه، فالسينما الهندية رغم إغراقها بالمآسي والدموع فهي تتفوق باستعمال التقنيات الحديثة المبتكرة·

ويبقى لنا أن نأمل أن يصبح شهر رمضان بالإضافة إلى كونه شهراً للعبادة والتوبة والمغفرة شهراً للثقافة والإبداع والتفوق، وليس مناسبة للبطالة والكسل والإسفاف، وتحريف القيم وتشويه الثقافة بادعاء المحافظة عليها وحمايتها·

اللواء اللبنانية في 10 سبتمبر 2008

 

مسلسل <في ايد أمينة>

تحدي التعتيم على سرقة الأطفال والتجارة بالأعضاء البشرية

سليمان نبيل أصفهاني 

ضمن صراع المسلسلات الدرامية خلال شهر رمضان المبارك على الفوز بالمرتبة الأولى وما في هذا المجال من مئات الأفكار وعشرات النجوم والمخرجين والمؤلفين، دخل مسلسل <في ايد أمينة> الى صلب تلك المنافسة ومن ابوابها الواسعة بعد أن تمكن المؤلفان محمد الصفتي وعادل مبارز أن يضعا الاصبع على الجرح، استناداً إلى محاور واقعية تمت صياغتها في قالب درامي شيق له ابعاده الانسانية والاجتماعية وحتى السياسية، لذا جاءت تلك التركيبة متنوعة في شكلها ومضمونها، وبعيدة كل البعد عن المعالجة الروتينية الموجودة في العديد من المسلسلات الأخرى·

محمد الصفتي وعادل مبارز وضعا أمانة تلك القصة غير العادية في عهدة المخرج محمد عزيزية الذي بادر إلى استيعاب وزن النص الدامي، ووظفه في قوالب تدخل إلى خانة التسلسل على صعيد الترابط بين الأحداث وبنفس الوقت التناقض في بعض أحداث الحلقات ومما أعطى المسلسل المذكور نكهة خاصة من التشويق والجاذبية، لذا فان أكثر من فضائية عربية بادرت الى الاستفادة من ذلك العمل الذي عبر عن طاقة جديدة يصار التطرق إليها للمرة الأولى في الاطار الدرامي إلا وهي عمالة الأطفال وسرقة الأعضاء البشرية وخطف الأطفال·

الممثلة يسرا ومعها الفنان هشام سليم وخيرية أحمد ومحمود الجندي وروجينا وايهاب فهمي، وآخرون انغمسوا في القصة المخصصة لمسلسل <في أيد أمينة> فبرز التناغم بين العناصر وهي ممثلة بالسيناريو والاخراج، وبين الواجهة أي الممثلين الذين كانوا بارعين في ترجمة الخطوط العريضة لهذا العمل الذي جاء جريئاً في الدخول الى مثل هذا الإطار الذي يطال عصابات موجودة على أرض الواقع، وليست من نسيج الخيال·

يسرا وبخبرتها ومرونتها وانسجامها مع النص، قدمت دور أمينة الصحافية التي بلغت الأربعين من عمرها، وهي تعشق العمل الميداني وتؤمن بأن موقع الصحافي الحقيقي بين الناس مشاركاً في صنع الخبر وليس مجرد ناقل له أو معلق عليه، حيث يبرز النص ان أمينة تتمتع بمهارات مكتسبة المممثلة في الثقافة الواسعة والتمسك بقيم عزة النفس والاخلاص للصداقة، والعمل بغض النظر عن المقابل، وهي بنفس الوقت لها صلة قوية بالواقع المتمثلة في المظهر اللائق والشخصية الجذابة، والبراعة في الحديث والعقلانية وامتصاص الصدمات بمرونة وهدوء·

ويأخذ النص طريقه الى حياة أمينة الخاصة حيث ليس من المتوقع لمثلها ممن تضطرهم ظروف العمل للبقاء أيام خارج المنزل أن تحظى بحياة أسرية مستقرة، فإذا بها تصطدم بموجات غضب زوجها، الذي يلح عليها في ترك العمل كمراسلة صحافية والاكتفاء بكتابة المقالات لكنها ترفض باصرار، لأنها على قناعة انها لم تخلق للجلوس خلف المكاتب، فتندفع في صراعات كثيرة عن مافيا خطف الأطفال وسرقة الأعضاء البشرية وعمالة الأطفال، انطلاقاً من قصص واقعية أخذت من أحد المراكز المتخصصة في مصر، إضافة الى روايات تابعها المصور عادل مبارز المشارك في كتابة القصة·

مسلسل <في أياد أمينة> تجاوز الخط الدرامي العادي الذي يصب عادة في خانات الغرام والانتقام والزواج والطلاق، ليطرح مشكلة حقيقية نابعة من الشارع الشعبي العربي العام، فإذا بالقصة تتسلسل بكل شفافية من مصر إلى جميع الأقطار العربية، لتكشف النقاب عن حالات خفية لها وجودها، لكنها بعيدة عن العلن لأسباب غير مفهومة، بالنتيجة أصاب المسلسل المذكور هدف التميز، بكل ما تحمله الكلمة من معنى·

اللواء اللبنانية في 10 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)