اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

أكثر من 40 مسلسلا على شاشة رمضان

الدراما السورية ملامح نجاح وبوادر تعثّر

حسين الجمو

 
     
  

تعيش الدراما السورية احد أكثر مراحل نجاحها تحدياً، فأكثر من أربعين عملا درامياً على خارطة البرامج الرمضانية هذا الموسم تتنوع بين الأعمال التاريخية والبيئة الشامية والاجتماعية والكوميدية، ويبدو أن النجم عباس النوري وجد في مسلسل “أبو جعفر المنصور” الذي يقوم بدور البطولة فيه ما يعوضه عن فقده لدوره في مسلسل “باب الحارة” في نسخته الثالثة.

وتطل مسلسلات البيئة السورية - التي تعود غالبيتها إلى النصف الأول من القرن العشرين - من خلال سبعة مسلسلات خمسة منها تتناول البيئة الدمشقية (باب الحارة، أهل الراية، أولاد القيمرية،بيت جدي، الحصرم الشامي) وواحدة للبيئة الحلبية هي “حديث الروح” من تأليف وليد إخلاصي وإخراج فهد ميري، وأخرى للبيئة الساحلية “الحوت” من تأليف كمال مرة وإخراج رضوان شاهين وبطولة بسام كوسا وسلوم حداد.

الجزء الثالث من “باب الحارة” بدأ يستهلك نجاح الجزأين السابقين، فالكثير من المشاهدين لا يعرفون أن هذا المسلسل تعرض لنقد كبير في وسائل الإعلام السورية خاصة طريقة تناوله للمجتمع، واستغرب الممثل عباس النوري نفسه من ان الصحافة السورية تهاجم المسلسل فيما تمدحه الصحافة العربية. والعمل يستمد النجاح من الدعم الرسمي والشعبي للفكرة التي يروج لها لاستحضار التاريخ الناصع، لكنه للأسف تاريخ لا توجد فيه امرأة واحدة تتقن القراءة والكتابة، وكأن تاريخ المرأة الدمشقية هو تاريخ النميمة، وهذا ربما يلقي الضوء على الفئات المنبهرة بمثل هذه الأعمال ومستواهم الثقافي. ولعل من اكتفى بقراءة الكتب المدرسية في سوريا يدرك أن هذه الأحداث في جميع هذه المسلسلات لا توثق شيئاً حقيقياً، بل هي “فانتازيا بيئية”، لأن المقاومة المنظمة والشعبية ضد الفرنسيين جرت خارج أسوار دمشق، مناطق المقاومة الكبرى كانت في جبل العرب جنوب سوريا وفي جبال اللاذقية وحلب، وكانت النخبة الدمشقية مشغولة بالمفاوضات السياسية أو لنقل تتحمل الشق السياسي من المقاومة. والسوريون يعرفون دمشق في حقبة “أبو شهاب” من خلال الشخصيات الوطنية أمثال عبد الرحمن الشهبندر، ومحمد علي العابد وخالد العظم، مع ذلك لا يتقاطع المسلسل مع أي من هذه الأسماء ولو من بعيد. وإن كنا نأخذ أمثلة من “باب الحارة” فلأن المسلسلات الأخرى هي توائم لها.

في عمل آخر وهو “الحوت”، يقع المسلسل في خطأ قاتل بتقديمه عملا بيئياً ساحلياً باللهجة الشامية (باب الحارة)، ولأن لكل لهجة مخزونها المعرفي والفني والفلكلوري والتاريخي المرتبط بها، لذا من الواجب السؤال ما الذي تفعله هذه اللهجة في اللاذقية وجبلة؟ أم أن المخرج أراد الاستفادة من لهجة “باب الحارة” للدخول إلى بورصة النجاح الشعبي؟. أهالي اللاذقية لا يمكنهم مشاهدة هذا المسلسل دون أن يتخيلوا أنها تجري في دمشق لكنها مصورة في اللاذقية، هذا ما قاله احد أبناء تلك المنطقة والثقافة. ولمن يريد المقارنة فإن اللهجة الساحلية هي تلك القريبة جداً من لهجة المسلسل الكوميدي “ضيعة ضايعة” الذي عرض قبل فترة على شاشة تلفزيون أبوظبي. ويبدو أن نجاح العمل الدرامي داخل سوريا لم يعد مهماً، وهذا مرتبط بالغرور الفني الذي بدأ يلوح في أفق الدراما السورية.

وتستمر الدراما السورية بتقديم الأعمال التاريخية الناجحة، وتقدم عملين كبيرين هذا العام، الأول هو أبوجعفر المنصور” الخليفة العباسي من تأليف محمد البطوش وإخراج شوقي الماجري وبطولة عباس النوري . والمسلسل الثاني “قمر بني هاشم” الذي يقدم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من إخراج محمد شيخ نجيب وسيناريو محمد عبد الكريم.

وتشكل الأعمال التاريخية من هذا النوع رافعة الدراما السورية الحقيقية، ولا غبار على هذه الأعمال بدءاً من النطق السليم للغة العربية إلى قوة الأداء التمثيلي والإخراجي، إضافة وهو الأهم، التحقيق التاريخي في العمل. ولعل الجرأة التاريخية تمثلت في “قمر بني هاشم” حيث كسر هذا المسلسل الحظر على منع تجسيد صوت الصحابة، فنجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسلسل متحدثاً دون تجسيد صورته، ولم يسبق لأعمال السيرة النبوية أن تناولت شخصية سيدنا عمر قبل إسلامه بهذه الشفافية، وقامت أسرة المسلسل بالرجوع لعلماء دين بخصوص التوافق على شكل تقديم سيرة الرسول (ص).

أما الأعمال الملحمية فيتصدرها مسلسل “الصراع على الرمال” من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وسيناريو هاني السعدي وإخراج حاتم علي الذي يحقق نجاحات متتالية. ولعل هذا العمل الملحمي أعاد حاتم علي للانتصار للسلام بعد أن انتصر للانتقام في ملحمة مشابهة وهي “الزير سالم” قبل ثلاث سنوات.

ولم تغب مسلسلات السيرة عن الدراما السورية عبر مسلسلين، “أسمهان” من تأليف قمر الزمان علوش وممدوح الأطرش وإخراج شوقي الماجري، وأثار المسلسل الذي يتناول قصة حياة الفنانة أسمهان جدلا كبيراً بعد اعتراض الورثة وتدخل وزير الاعلام السوري لصالحهم بمنع عرضه وتسويقه في سوريا نظرا للنفوذ الكبير الذي تتمتع بها عائلة الأطرش في سوريا. والمسلسل الآخر “لورنس العرب” من تأليف هزوان عكو وإخراج ثائر موسى وبطولة جهاد سعد، ويتناول قصة الضابط الانجليزي لورنس العرب الذي كان عراب دخول بريطانيا إلى المنطقة العربية.

والنجاح في هذا اللون الدرامي سيستمر مستقبلا باعتبار أن التاريخ لا يزال خاما من حيث التناول الدرامي، فهي السوق المستقبلية للدراما السورية في ظل غياب المنافسة تماما. لكن هذا مشروط بالابتعاد عن الشخصيات المقلقة والمثيرة للخلافات، كما حدث في مسلسل “فنجان الدم” الذي أعلنت قناة ال “إم بي سي” تأجيل عرضه بسبب اعتراضات قبلية، إضافة إلى” سعدون العواجي” الذي أوقف تلفزيون أبوظبي بثه بأمر من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لتناوله سيرة العشائر. وتحظى المسلسلات الاجتماعية على خارطة الدراما السورية خلال شهر رمضان بحصة الأسد، 24 مسلسلاً إضافة إلى أربعة مسلسلات كوميدية اجتماعية. ولعل استجابة الدراما السورية للتغيرات الحاصلة في المجتمع هي الأسرع مقارنة بغيرها، ففي “ الخط الأحمر” لم يعد الحب والفشل العاطفي أو الفقر وحده آفة المجتمع بعد انتشار أمراض في غاية الخطورة مثل الإيدز الذي يتناوله العمل من خلال ثلاثة شباب أصيبوا بهذا المرض بعد اعتدائهم على فتاة تحمل المرض. ويمكن تصنيف مسلسل “ليس سرابا” من تأليف فادي قوشقجي وإخراج المثنى صبح وبطولة عباس النوري وكاريس بشار،باكورة المسلسلات الاجتماعية وأجرأ مسلسل اجتماعي في تاريخ الدراما السورية بتناوله العلاقات الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين ومواجهة التطرف الاجتماعي بأسلوب يضع هذا العمل في أحضان المجتمع.

والتحدي الذي يواجه صنّاع الدراما السورية والتي ربما يسبب لها سقوطاً مدوياً هو حالة الغرور والتسليم بالنجاح، الأمر الذي حذّر منه النجم السوري فارس الحلو مراراً، وهناك أسباب لنجاح الدراما السورية بعيدا عن الموهبة الفذة للممثلين والمخرجين لعل أبرزها جمود الدراما المصرية ضمن قالب يكون فيه البطل الأوحد وكأنه فرعون العمل الدرامي، بينما يعج المسلسل السوري الواحد بالنجوم. هذا العامل لن يستمر طويلاً، والعجيب أن لا شيء يدعو لبقاء هذه الثغرة الكبيرة في الدراما المصرية حتى الآن.

ومشكلة أجور الفنانين في سوريا لم تجد حلا لها، ويكون الثمن في غاية الخطورة عندما يظهر الممثل في أكثر من عمل بما يشوش المشاهد، الممثل الكبير خالد تاجا يشارك في سبعة مسلسلات دفعة واحدة، والممثل الشاب باسل خياط في تسع مسلسلات وكل من أسعد فضة ومنى واصف ولورا أبو أسعد في ست مسلسلات وعباس النوري وكاريس بشار وسلافة معمار في خمسة مسلسلات. هذه التكرارات هي الطريق الوحيد امام الممثل السوري لتحسين وضعه المادي، فلا يوجد ممثل سوري يشترط ما يشترطه نجوم الدراما المصرية الذين يتقاضون ملايين الجنيهات، وهذه نقطة لصالح السوريين لكنها خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بحرص.

الخليج الإماراتية في 16 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)