اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

موضة المسلسلات الرمضانية هذا العام

سهي علي رجب

 
     
  

دراما السير الذاتية.. بين مقص الرقيب وحق الورثة هدي عبدالناصر قدمت ليسري الجندي جميع الدراسات والأبحاث التي أعدتها عن والدها اتهم فيصل الأطرش مسلسل أسمهان بأنه يحتوي علي أحداث ملفقة تسيء إلي سمعة وأصالة أسرته فريق عمل العارف بالله: المسلسل لاقي كل المساندة والترحاب من الدكتور منيع عبدالحليم محمود الابن الأكبر لشيخ الأزهر الأسبقشكلت السياسة والدين والسير الذاتية محور أزمات مسلسلات الدراما الرمضانية هذا العام وهددت عددا من المسلسلات بعدم العرض، بل وأوقفت بعضها بالفعل. وما بين إشكالية تدخل أسر الشخصيات التاريخية في صنع الدراما التليفزيونية الخاصة بسير هؤلاء الأشخاص وحساسية القضايا السياسية التي تناقشها مسلسلات رمضانية أخري ومسألة جواز ظهور شخصيات الصحابة وعدم ظهورها في المسلسلات الدينية ثارت أزمات عديدة بات معها ضروريا الكشف عن التفاصيل والأبعاد الخفية وصولا إلي الأسباب الحقيقية التي أشعلتها.فبينما وصف مخرج مسلسل سعدون العواجي نذير العواد قرار قناة أبو ظبي وقف المسلسل بـالمتعجل، اعتبره بطل المسلسل رشيد عساف قرارا حكيما وصائبا.وكان رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أصدر قرارا في وقت سابق بإيقاف عرض المسلسل، بعد مناشدات عدد من القبائل العربية لكون المسلسل يحاكي حقبة من تاريخها. وأشار العواد إلي أن المسلسل تم إيقافه وأحداثه الفعلية لم تبدأ، لافتا إلي أنه حصل علي الموافقة لتصوير العمل مباشرة من أحفاد سعدون العواجي.اما رشيد عساف الذي يجسد شخصية سعدون فرأي أن قرار الإيقاف شأن داخلي يخص دولة الإمارات وحدها وكل دولة تعمل بما تراه مناسباً، وأضاف: نحن فقط نلتزم بتقديم العمل وتسليمه في موعده، ولا نستطيع أن نتدخل في قرارات الغير. ولم يخف الممثل السوري تلقيه عدداً من التهديدات بالتصفية بعد بداية عرض المسلسل، إضافة إلي بعض الشكاوي من قبيلة معينة، أبرزها شكوي تتهمنا بأننا نشبّه شخصية سعدون العواجي بقاطع طريق، وهذا غير صحيح إطلاقا.ويروي المسلسل في ثلاثين حلقة قصة الشيخ سعدون العواجي هو شيخ عموم قبيلة ولد سليمان التي هي من أفخاذ قبيلة عنزة الكبيرة له شأن بين قبائله ورئاسته لهذه القبيلة العريقة جعلته مطاعا بين أفراد القبيلة شجاعا ومشهورا بفروسيته وشاعرا مجيدا، ويقدم المسلسل ـ بحسب شركة الإنتاج ـ قراءة متمعنة لحقبة تاريخية استعرضت سيرة شخص اشتهر بأخلاقه الحميدة التي مكنته من أن يكون محور مسلسل يطل من خلاله المشاهد علي تشابكات الحياة البدوية.وصُوّّر العمل، الذي كان يبث حصريا علي تليفزيون أبوظبي ويعاد بثه علي قناة الإمارات، في مدينة تدمر السورية نظرا الي تشابه تضاريس المدينة مع المناطق التي عاش فيها العواجي آنذاك، حيث سكنت قبيلته في مناطق امتدت من شمال نجد إلي حفر الباطن، وصولاً إلي منطقة الجزيرة بين العراق وسورية.منع سياسي أم فني؟كما أثار قرار عدم عرض مسلسل ناصر تأليف يسري الجندي وإخراج باسل الخطيب علي التليفزيون المصري الأرضية،حفيظة محبي الرئيس الراحل،حيث اعتبروا إصرار التليفزيون علي هذا الموقف بمثابة تجاهل لمسيرة وتأثير الزعيم الراحل في المصريين واتجه البعض إلي التلميح بأن هناك موقفا سياسيا وراء هذا الرفض. ولم يقتنع الكثيرون بالمبررات التي ساقها المسؤولون وعلي رأسهم وزير الإعلام أنس الفقي الذي صرح بأن العمل لم يقدم للعرض علي لجنة المشاهدة صاحبة الرأي في إجازة أي عمل للعرض علي التلفزيون وقال أيضا إن طبيعة المسلسل تفرض أن يشاهد بعناية ودقة وأنه لا يصح وضع زعيم بحجم عبدالناصر في موضع واحد مع مسلسلات فكاهية وتراجيدية وفوازير وتسالي فمسلسل عبدالناصر يستحق أن يراه المصريون بتمهل ودون أن يتحولوا عنه لشيء آخر.ومن هنا أعرب مؤلف المسلسل يسري الجندي عن حزنه الشديد متسائلا عن الهدف من استبعاد عرض مسلسل ناصر الذي يؤرخ لمرحلة من أهم المراحل في تاريخ مصر حيث تدور أحداثه في الفترة من قبل ثورة يوليو حتي قيامها بموضوعية تامة.وأوضح الجندي أنه حرص علي إخراج العمل وسيناريو المسلسل في أفضل صورة،نافيا أن يكون مبعث عدم عرض المسلسل ضعف مستواه،حيث اعتمد علي الوثائق التاريخية ومذكرات عبدالناصر نفسه في حرب فلسطين بالإضافة إلي أكثر من 38 س قدمتها ابنة الرئيس الراحل الدكتورة هدي عبدالناصر لفريق العمل ومعها جميع الدراسات والأبحاث التي أعدتها عنه وعن حياته وكذلك قامت بمراجعة كل ما يتعلق بجوانب أسرة الرئيس الراحل في المسلسل وهو ما يؤكد انه راعي أكثر درجات الدقة والموضوعية لكي يخرج بما يليق ومكانة عبدالناصر. وألمح الجندي إلي لعبة الإعلانات ودور الوكالات الإعلانية التي أصبحت تسيطر علي توجهات التليفزيون والتي من الممكن أن تكون سببا خفيا في إبعاد المسلسل، مشيرا إلي أن التليفزيون المصري أخيرا دخل في لعبة مع الوكالات الإعلانية التي تجري وراء أعمال النجوم دون النظر إلي طبيعة العمل فتشتري الأعمال التافهة بأسعار عالية لمجرد وجود نجم بها.أحداث ملفقةولم يكن مسلسل أسمهان ذي الإنتاج المصري السوري أقل حظا من مسلسل ناصر فيما أثير حوله من جدل خلال الفترة السابقة والذي بدأ بإعلان عائلة الأطرش حصولها علي موافقة من وزير الإعلام السوري محسن بلال تقضي بمنع عرض المسلسل أو تصديره إلي أي فضائية دون الرجوع إلي الورثة الشرعيين وتعديل الملاحظات التي طلبها فيصل الأطرش،ابن شقيق الفنانة أسمهان،في سيناريو المسلسل حيث اتهم فيصل الأطرش المسلسل بأنه يحتوي علي أحداث ملفقة لا تمت إلي الحقيقة بصلة وتسيء إلي حد كبير إلي سمعة وأصالة أسرته.وأكد منتج المسلسل إسماعيل كتكت أن المسلسل معروض علي أكثر من عشر قنوات فضائية مشيرا إلي أن ما حدث لم يكن أكثر من ضجة مفتعلة وخطاب سوري داخلي ليس لنا علاقة به كجهة إنتاج مصرية تنتج مسلسلا عن شخصية عامة واتبعت في ذلك جميع الإجراءات القانونية الواجبة.وأوضح كتكت أن وزير الإعلام السوري لم يصدر قرارا بالمنع كما أشاعت عائلة الأطرش وإنما أصدر توجيها داخليا لمسؤولي التليفزيون السوري بمشاهدة العمل والتأكد من دقته وموضوعيته قبل إصدار قرار بعرضه وهذا ما حدث ووجد مسؤولو التليفزيون السوري أن العمل لم يتناول عائلة الأطرش بسوء واستند إلي وقائع تاريخية مثبتة بالوثائق مما دفعهم إلي عرضه علي شاشات التليفزيون السوري.ومن جانبه أوضح الفنان يوسف شعبان الذي يجسد شخصية أحمد حسنين باشا في المسلسل أن أصل الضجة والخلاف ترجع إلي أمور مادية،حيث طالب فيصل الأطرش ابن فؤاد الأطرش شقيق المطربة أسمهان،باسم أسرة الأطرش بمقابل مادي ضخم مقابل موافقته علي السماح بعرض المسلسل وهو ما لم تقبله جهة الإنتاج.وفي هذا السياق أكد الناقد الفني مدحت الجيار رفضه لمنع عرض مسلسل أسمهان،موضحا أن أسمهان لم تكن شخصية فنية فقط ولكن كان لها جانبها السياسي الذي يجب توضيحه. ورأي الجيار أن المسلسل سواء كان سياسيا أو تاريخيا يحكي عن سيرة ذاتية فإن الأساس في تقييمه يرجع للوثائق التي تؤرخ للشخصية أو الأحداث السياسية التي شاركت فيها الشخصية فإذا كان المسلسل لا يختلف مع الحقائق التاريخية الثابتة والمؤكدة حسب الوثائق الموجودة فليس من حق أحد سواء كان رقيبا أو من أسرة صاحب السيرة الاعتراض علي العمل.والشيوخ أيضاولم تسلم مسلسلات رمضان الدينية هذا العام برغم ندرتها من الجدل الكثيف،حيث اصطدم مسلسل العارف بالله الذي يتناول سيرة شيخ الأزهر الأسبق الدكتور عبدالحليم محمود مؤخرا بقرار الرقابة،ففي الوقت الذي أشار فيه صناع العمل الي ان اصرار الرقابة علي حذف بعض المشاهد سيؤثر بالسلب علي سير الاحداث لكون هذه المشاهد تمثل احداثا مهمة في حياة ومسيرة ومواقف الامام الراحل وكل المقربين منه وكبار السياسيين والازهريين ممن عاصروه و كانوا علي علم بها و رفضت الرقابة التراجع عن موقفها وشددت علي ضرورة حذفها قبل عرض الحلقات التي تتضمنها وجميعها بالنصف الثاني من الحلقات.يأتي في مقدمة هذه المشاهد التي أصرت الرقابة علي حذفها و أدت لاشتعال الحرب بينها وبين صناع العمل حادث المنصة الشهير والذي راح ضحيته الرئيس الراحل انور السادات وكذلك اصرت الرقابة ايضا علي حذف كل مشاهد الصدام والخلافات التي وقعت بين انور السادات والشيخ عبدالحليم محمود شيخ الازهر في هذا الوقت خاصة مشهد الصدام الشهير بينهما حول قانون الاحوال الشخصية فمن المعروف ان عبدالحليم محمود وقف بقوة ضد هذا القانون ورفض تنفيذه لكونه يخالف شرع الله كما قال وقتها.وكان قد أجمع القائمون علي العمل سواء مؤلفه الدكتور بهاء الدين إبراهيم أو مخرجه محمد الشال أو الفنان حسن يوسف الذي يجسد شخصية الدكتور عبد الحليم محمود في وقت سابق أن المسلسل برغم تناوله لمناطق حساسة وإلقائه الضوء علي الانقسامات بين السنة والشيعة لم يواجه مشكلات من أي نوع سواء رقابية أو اعتراضات من أسرة الشيخ عبد الحليم محمود حول سياق الأحداث في المسلسل.ونفوا ما تردد في الآونة الأخيرة عن وجود خلاف بين أسرة المسلسل وأسرة الشيخ حول بعض تفاصيل شخصيته مؤكدين أن المسلسل لاقي كل المساندة والترحاب من الدكتور منيع عبدالحليم محمود الابن الأكبر لشيخ الأزهر الأسبق.وحول ما تثيره مسلسلات السير الذاتية من مشكلات قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله : من المفروض ألا يكون هناك أي خلافات حول هذه المسلسلات، وعلي صناع هذه الأعمال ألا يستسلموا لابتزاز الورثة وإلا ستظل الدراما محسورة في بعض الأعمال التي تدور في فلك افكار استهلكت، فالسير الذاتية نتحدث فيها عن حياة زمن بأكمله وليس فرد واحد فقط، ومنع هذه المسلسلات هو قرار غير مقبول فلا يوجد قانون يجرم الكتابة عن شخصية عامة لأن تاريخ هذه الشخصية معروف من خلال الكتب والمستندات والإنجازات وغيرها.وفي هذا السياق يقول الناقد الفني طارق الشناوي إن دراما السير الذاتية يواجه صناعها مشكلات علي مستويين، المستوي الأول هو الورثة والذين غالبا ما يكون رفضهم لأسباب مادية، أما المستوي الثاني فهو مستوي الجمهور، حيث يخشي المؤلف كتابة بعض الحقائق لأن الجمهور يكون قد كون خلفية لديه عن الشخصية فلا يمكن تغيير هذه الصورة، فيضطر المؤلف للتغاضي عن بعض هذه الأحداث والمواقف منعا لتعرضه للهجوم من الجمهور.

جريدة القاهرة في 16 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)