اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

»عرب لندن«:

دراما تُسقط وهمَ الهوية المحلية

ماهر منصور/ دمشق

 
     
  

بلا لبس، تقدّم الدراما الاجتماعية »عرب لندن« للمخرج أنور قوادري نفسها بوصفها نموذجاً لدراما عربية، إذ تسقط عنها هويتها المحلية، وقد بدأت تصالح الواقع الذي فرضته الفضائيات العربية، حين أسقطت وهمَ المسافة والهوية مع مشاهدها العربي، فخاطبته في أيّ مكان كان، كما لو أنه مشاهدها الوحيد.

ذلك هو امتياز »عرب لندن« الأول، حين انطلق من هذا الفهم، فاختار أن تنهل مادته الدرامية من مجتمع مفتوح يضمّ الجميع، من دون أن يقع أسير اليافطات العريضة، التي غالباً ما أُرهقت بها الأعمال الفنية المشابهة.

وفي »عرب لندن«، يبدو المخرج أنور قوادري ـ وهو كاتب العمل أيضاً ـ حريصاً على تقديم صورة كاملة الملامح عن العرب في لندن، حتى لو حشد حكايات عن أولاد العرب هناك بالجملة. لكنه في الوقت ذاته لا يريد من ذلك مهمة توثيقية لمرحلة ما من تاريخ العرب المغترب؛ إذ سعى لتوظيف كلّ حكاياته ضمن سياق درامي متماسك، متجاوزاً في كثير من الأحيان فخَّ الانسياق خلف مقولة العمل الفكرية، فأبقى مسلسله ضمن حدود الفن، من دون أن يعني ذلك أنَّ العمل ظلَّ حيادياً تجاه قضايا كبرى، لطالما كانت حديث العرب في الغرب وهمّهم الشاغل هناك. فهو هنا، يناقش قضايا اجتماعية (قانون الأحوال الشخصية...)، وقضايا سياسية (حرب الخليج الثانية، اتفاقية أوسلو...)، وبطبيعة الحال لا بدَّ من أن تعرّج أحداث المسلسل على حكايات التفرقة العنصرية التي يواجهها العرب على يد بعض المتزمتين الإنكليز، وتداعيات الحرب على الإرهاب، فضلاً عن تأثيرات آلة الإعلام الإسرائيلي على الإعلام البريطاني... وفي تعدّد هذه القضايا، كان ما ينذر بأننا سنكون أمام دراما أشبه بفيلم وثائقي، وهو الأمر الذي وعاه أنور قوادري، مخرجاً وكاتباً، فاختار الجوانب الأكثر إنسانية في حياة أبطاله، ولم يرد أن يقدّمهم بوصفهم أبطالاً قوميين؛ فمن يتحدث بهذه القضايا الكبرى، هو رجل من لحم ودم يكره ويحب ويخطئ، وحياته ليست مكرَّسة للحديث عن تلك القضايا، بل تأتي في أحاديث هامشية بوصفها جزءاً من حياة معيشة لا كل الحياة، من دون أن يعني هذا أنَّ الحوار لم يكن يسقط أحياناً في هوة الخطابية.

في الرؤية الفنية للعمل، يبدو المخرج أنور قوادري متحرّراً من عقدة »أنا المخرج«، فلا يصرّ الرجل على لمسة فنية له داخل كلّ مشهد، بقدر ما يبدو مشغولاً بإبراز طاقة ممثليه. وهو بذلك يتماهى مع كافة عناصر العمل الفنية، دون أن يجهد حواراته برؤية بصرية، رغم إغراء الأمكنة التي جرى التصوير فيها (سلوفينيا، ولندن، وسوريا).

في عرب لندن، البطولة للنص أولاً. ولكن، وبحكم طبيعة النص أيضاً، ثمة مساحات كبيرة لبطولات فردية، توزَّعت على عدد من نجوم المسلسل؛ ربما بدا الفنان عابد فهد الأبرز بينهم، وقد أدَّى دوره بحرفية، تؤهله ـ برأيي ـ ليكون إلى جانب دوره في مسلسل »أسمهان« أفضل ممثل سوري هذا العام. إلا أننا لا يمكن أن نسقط إلى جانبه الدورَ المركب والصعب الذي أداه الفنان جهاد سعد، وتميّز النجم المصري عبد الحميد توفيق بعفويته في الأداء، وقد بدا منسجماً مع شخصية »الحاج الأوروبي« إن صحَّ التعبير.

في »عرب لندن«، ثمة اكتشاف جديد لطاقة عدد من الممثلين الخليجيين. وهذه نقطـة أخرى لصالح أنور قوادري؛ فقد شاهدنا ممثلين عرفناهم من قبل في أعمال خليجية، ولكننا في »عرب لندن« تعرفنا عليهم من جديد، مثل النجم العماني إبراهيم الزدجالي.

تعرضه القناة »الليبية« الساعة ٢٣.٠٠ والقناة الأرضية السورية، الساعة ١٧.٣بتوقيت بيروت.

السفير اللبنانية في 26 سبتمبر 2008

 

 

»باب الحارة ٣«:

 استنساخ سلب الجزء الثالث جدّته

ماهر منصور/ دمشق

حتى الساعة مازالت نسبُ مشاهدة مسلسل »باب الحارة« مرتفعةً، وهو الأمر الذي شهدت عليه استطلاعات عديدة، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسَّسة »ألفا للأبحاث والمعلوماتية واستطلاعات الرأي« أنَّ »٨٢؟ من الفلسطينيين كان مسلسل »باب الحارة« المفضَّل لديهم، وكانت وكالة »سانا« السورية رأت أنَّ المسلسل مازال »يحظى بأعلى نسبة مشاهدة للعام الثالث على التوالي«، إلا أنَّ ذلك كله لا يبدو مؤشراً لنجاح المسلسل، فنسب المتابعة الجماهيرية المرتفعة للجزء الثالث من المسلسل بدت مدفوعة بنجاح الجزء الثاني من المسلسل، في وقت ظلَّ الجزء الثالث منه حتى الساعة يفتقد القدرة على شدِّ الجمهور، إذ مازالت أحداثه تدور في المكان ذاته التي انتهت إليه أحداث الجزء الأول، وكل ما يعدُّه صانعو »باب الحارة« جديداً في مسلسلهم لا يتعدَّى، حتى الآن، مشاهد معدودة كان من الممكن أن تُحشر في الحلقة الأولى من المسلسل، لتشكِّل نقلة لما تمكن تسميته بجزء ثالث حقيقي للمسلسل.

في مراجعة سريعة للجزء الثالث، نجد أنَّ البناء الدرامي للمسلسل مازال ينحو بالاتجاه ذاته أي ذلك المتعلق بصراعات نساء، وقصص عن »كيدهن«، وصورة رجل فاسد يكيد لكل أهل الحارة الطيبين، و»قبضاي« أهوج، و»جاسوس« للغرباء عن الحارة، ورجل شرطة همّه الرشوة« مطولات من الثرثرة لا غاية منها سوى عرض جانب من العادات والتقاليد.. هذا بالضبط ما كان عليه الجزء الثاني، وهو بالضبط حال الجزء الثالث على الرغم من دخول حارة »الماوي« كمكان مفترض للأحداث، بالإضافة إلى حارة »العكيد أبو النار« وحارة »الضبع«، وما هو جديد أنَّ »القبضاي« الأهوج صار اثنين »أبو النار« و»أبو عرب« والجاسوس صار جاسوسين، وظلَّ أبو غالب محتفظاً بتمثيل وحيد للشر في مواجهة الطيبين، بينما حافظ صراع النسوان على حدَّته ومساره في الجزء الثالث.. وبقيت المعالجة الدرامية لكل الشخصيات السابقة نفسها، وكأن المسألة استنساخ شخصيات لا استيلاد شخصيات جديدة.

وفي حين بدا اقتحام الكاميرا لحياة صاحب المقهى »أبو حاتم« موفَّقاً في البداية، ولكن الفضاء الجديد سرعان ما أخذ الأحداث إلى الدوائر ذاتها التي تدور في فلكها أحداث البيوت الداخلية، كما كنا نتابعها في بقية بيوت أهل الحارة.

نقطتان اثنتان على الأقل، كان من الممكن أن تشكِّلا حوامل لجزء جديد من المسلسل لم ينجح الكاتب ولا المخرج في استغلالهما، الأولى في تعويض غياب »أبو عصام« من خلال الاستفادة وتطــوير أحداث وسط عائلته، سواء لجهة التطرق إلى مصير الزعامة أو مصير زوجته »أم عصام«، أو لجهة العمل على التناقض في شخصيتي ولديه »معتز« و»عصام« في استحداث محور رئيسي للأحداث.

أما النقطة الثانية فهي ظهور ابن »أبو سمعو الحارس« الذي كان من شأنه أن يثير محوراً جديداً للصراع بين الخير والشر، ولكننا بقينا حتى الحلقة الخامسة عشرة على الأقل من دون ان نلحظ حضوراً لهذه الشخصية.

ولعل تفعيل دور رئيس المخفر »أبو جودت« كان من الممكن أن يفعل الفعل نفسه، لكن المسلسل اكتفى بتوسيع صلاحيات الرجل على أربع حارات، من دون أن يزيد على أحداث شخصيته شيئاً، بل ركز على تلقِّيه الرشوة في أكثر من محك.

قبل مشاهدة العمل، كانت »السفير« قد توقَّعت من خلال دراستها لأحداث الجزء الثاني، وطبيعة شخصياته وما انتهت إليه أننا سنكون أمام جزء ثالث بالترتيب ـ أول بالأحداث، ولكننا اليوم، نحن على القناعة بأنَّنا أمام جزء مستنسخ عن الجزأين السابقين، ما من جديد فيه أكثر من ترتيبه بوصفه جزءاً ثالثاً وحسب.

تعرضه قناة »أم بي سي« عند ٢٢.٠٠ و١٠.٠٠ بتوقيت بيروت

السفير اللبنانية في 22 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)