اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

«ناصر» و«أسمهان» و«العارف بالله».. هل نجح الفنانون في تجسيدهم؟

القاهرة ـ (دار الإعلام العربية)

 
     
  

يظل التحدي دائماً لمن يقوم بتجسيد دور البطل في دراما السيرة الذاتية هو أن ذلك البطل معروف مسبقاً للجمهور، وله صورة متكونة داخل العقل الجمعي للمشاهدين، صورة في إطار له قيمته التاريخية ومدى تأثيره وصنعه للأحداث، في الفترة التي عاش فيها إلى جانب تأثيره في الآخرين ومدى تقبلهم له.

هذا بالضبط ما أضفى على دراما شهر رمضان لهذا العام، أبعاداً أخرى، حيث اتسعت مساحة قصص السيرة الذاتية لتشمل عدداً كبيراً من الشخصيات، ما بين سياسية وفنية ودينية، وإن حاول أغلب الكتّاب تصور تقاطعات كثيرة لهؤلاء الأشخاص، بما يجعل لهم إطاراً لوجود جوانب مختلفة لهم. ورغم اجتهاد الفنانين القائمين على توصيل تلك الأدوار. إلا أن هناك تبايناً ملحوظاً في أدائهم، جعل البعض يبتعد تماماً عن مكونات الشخصية التي يؤديها، ويرتجل أسلوباً خاصاً به لم يقنع المشاهد بملامح الشخصية الأصلية في بعض الأحيان، وبعض الممثلين نجحوا بقدر ما في أدوارهم، فخلق هذا نوعاً من البحث عن صفات أخرى، ومقومات تحملها الأحداث المقبلة في تلك الأعمال. لسنا هنا بإصدار حكم ما على النجوم القائمين بتلك الأدوار لكننا نحاول تلمس مدى اقترابهم من الشخصية الأصلية وتعبيرهم عنها، بما يؤصل لوجود الشخصية داخل الأذهان.

«ناصر»: رغم أن مجدي كامل سبق له تجسيد شخصية الزعيم جمال عبدالناصر، قبل عامين في مسلسل «العندليب»، إلا أن تلك المرة لها طابع خاص، فهي العمود الفقري لهذا العمل الدرامي، وتنبع أزمة مجدي من أنه سيتم وضعه في مقارنة مع الراحل أحمد زكي الذي أدى الشخصية نفسها في الفيلم السينمائي«ناصر56»، ونجح في ذلك نجاحاً كبيراً، لأنه استطاع الوصول لتلك التوليفة بين صلابة عبد الناصر إزاء اتخاذ أي قرار سياسي مصيري، وبين عبد الناصر الأب داخل بيته أو مع أحد أفراد الشعب المسؤول منه. ورغم إدراك مجدي لنجاح زكي في ذلك إلا أنه تطلع لطريقة أداء تناسبه معتمداً على اقتراب ملامحه بشكل كبير من ملامح الرئيس الراحل.

ولكن تبقى مشكلة واحدة، وهي كيفية تدعيم التشابه الشكلي بالأداء الذي يتناسب مع الشخصية، ويرى بعض من النقاد أن مجدي لم يستطع الوصول إلى القراءة الكاملة لشخصية ناصر، فظهر الأداء مشوشاً بعض الشيء، ينقصه رائحة ذلك الزعيم التي يحتفظ بها كل من عاصره، والتي وصلت بطريقة أو بأخرى للأجيال اللاحقة. وعلى العكس من ذلك تماما، اتفق الغالبية من النقاد على أن أداء لقاء الخميسي لشخصية «تحية عبد الناصر» كان جيداً ساعدها على ذلك كون تلك الشخصية ليست معروفة للشعب، وذلك لانحسار نشاطها كزوجة لرئيس جمهورية، عما كانت عليه السيدة جيهان السادات مثلا حرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

«أسمهان»

هي تلك الأميرة التي قدمت إلى مصر لتكون حدثاً في حد ذاتها، فنسجت حولها الأساطير، وساعد على ذلك ما اعترى حياتها من غموض، وظهور دلائل تؤكد تعاملها مع أجهزة مخابراتية في ذلك الوقت، إلى جانب حادث وفاتها الغامض، وعدم معرفة إذا ما كان قتلاً أم انتحاراً، أو حتى حادثاً قدرياً.

شخصية بتلك المواصفات قادرة على إثراء أي عمل يتناول قصة حياتها، وهو ما وضعه القائمون على المسلسل في حسبانهم، لكن تأتي الرياح دائماً بما لا تشتهي السفن، فوفق ما نشر عن العمل متضمناً أراء مختلفة للنقاد، إلا أنها اتفقت أن العمل لم يأتي معبراً تماماً عن صاحبته، ولم يلق القبول المفترض في بعض الدول العربية، وإن حقق نجاحاً مذهلاً في بعضها الآخر. ويرى البعض الآخر من النقاد أن سولاف فواخرجي لم تفشل في تقديم أسمهان، ولكنها لم تجد المساعدة من النص الأصلي في التألق والوصول إلى وجدان المشاهد العربي.

واختلف الأمر بعض الشيء بالنسبة لأحمد شاكر، الذي قدم شخصية الموسيقار فريد الأطرش في المسلسل ذاته، وساعده على ذلك مكونات شخصية فريد الأصلية المتسمة بالطيبة التي تصل في بعض الأحيان إلى حد السذاجة، خاصة أن تلك الطيبة كانت تبدو في الملامح الأصلية للموسيقار الراحل، ويضاف إلى ذلك الشبه الكبير بين أحمد شاكر وفريد، إلى جانب توفر المادة الأرشيفية التي أضافت أبعاداً أخرى مثل الأغنيات والحفلات المسجلة والبرامج، خلافاً للراحلة أسمهان التي لم يتوفر لها سوى القليل من ذلك، لظروف موتها في سن صغيرة.

«العارف بالله»

هناك شيء لابد من وضعه في الاعتبار، حين يقوم النقاد بتقييم أداء فنان لشخصية دينية، وهو أن الهالة الإيمانية تظل مسيطرة على عقلية المشاهد، فيتعامل مع الشخصية بشيء من التقديس، من دون التطرق للجوانب الإنسانية والخاصة في تلك الشخصية، وهو ما ينطبق على أداء الفنان حسن يوسف في هذا المسلسل.

فمن الصعب أن ترصد التغييرات التي طرأت على الشخصية الحقيقية بمجرد تجسيدها، خاصة أن الكثيرين لا يدركون حقيقة أبعادها الإنسانية، وينتظروا ما يأتيهم من خلال التجسيد الذي يقوم به الفنان لها، لكن يرى بعض من النقاد أن حسن يوسف لم يوصل سوى الملامح العامة لشخصية الشيخ عبد الحليم محمود في مسلسل «العارف بالله»، وذلك لمحاولاته إضفاء مساحة من الروحية والمثالية عليها، فتاهت ملامحها الأصلية وذابت من دون أن يكون لدينا فكرة.

البيان الإماراتية في 23 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)