اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

بعد أن تحولت إلى ظاهرة.. غزت الشاشات المصرية والعربية

مسلسلات >السيت كوم: قليل من الضحك.. كثير من الاستظراف

طارق مصباح

 
     
  

فجأة أصبحت الست كوم موضة فى هذا الموسم الرمضانى لتسيطر على الشاشات العربية فى ظل اختفاء المسلسلات الكوميدية وانحدار مستوى المسلسلات الدرامية، والسيت كوم هى اختصار "لسيتويشن كوميدي" أو مايعرف بكوميديا الموقف وهو نمط مختلف عن الدراما التليفزيونية، انتقل من الإذاعة إلى التليفزيون فى الأربعينيات يجمع بين تقنية التليفزيون والمسرح ويعتمد فى جزء كبير منه على حضور الممثل وفهمه للشخصية وقدرته على الإضحاك ويصور كمسرحية تليفزيونية مبنية على مواقف كوميدية سريعة الإيقاع تتميز بحضور "القفشة" والدعابة الخفيفة وكثافة الحركة فى مجموعة حلقات ذات أحداث منفصلة شخصيات متصلة محددة الهوية والبيئة وكذا العلاقات البينية لا يوجد موسيقى تصويرية فى السيت كوم ومعظم الحلقات تسجل فى استديو به جمهور وتستخدم الضحكات كفواصل، وزمن الحلقات يتراوح بين 20 و26 دقيقة ولاتكتب إبداعيا مثل الأفلام والمسلسلات الدرامية، ولكن الكتابة تخضع لرد فعل الجمهور المستهدف وتبعا لمجريات الأحداث التى يشاهدها جمهور حى أو من خلال استخدام تراك صوت لضحكات وردود فعل الجمهور.  

ويعتبر مسلسل السيت كوم الامريكى "هابى دايز" أحد أشهر سيت كوم عالمى، وقد شهدت الأعوام الماضية محاولات متباينة لتقديم هذا النمط التليفزيونى وان كانت متفاوتة من حيث الجودة فقدمت هالة خليل تجربة "شباب اون لاين" بطولة احمد الفيشاوى ولقاء الخميسى وشريف حمدى ولاقت قبولا معقولا وقدم احمد المهدى تجربة "الجراج" ولم تلق اى قبول، ومحاولات هنا وهناك لمحاولة تسويق هذا النمط التليفزيونى الجديد على المشاهد العربى لم تفلح فى إثارة الانتباه ليظهر كاتب مبدع يمتلك حرفية كتابة "السيت كوم" وهو "عمرو سمير عاطف" صاحب أكثر تجارب السيت كوم نجاحا جماهيريا على مستوى الوطن العربى والذى سبق أن قدم "بكار" المسلسل الكرتونى الذى سبق أن حقق أيضا نجاحا كبيرا عند عرضه فى مواسم رمضانية متتالية ليواصل عمرو سمير النجاح فيقدم مسلسلين ناجحين ينتميان إلى السيت كوم، العمل الاول "تامر وشوقية" من بطولة احمد الفيشاوى ومى كساب والثانى هو"رجل وست ستات " بطولة اشرف عبد الباقى وسامح حسين، ونظراً للنجاح الساحق الذى حققته تجاربه الأولى لمسلسلات >السيت كومومن الأعمال البسيطة التى لاقت نجاحا أيضا هذا العام (عباس وإيناس) تأليف وبطولة شريف حمدى وشاركه البطولة منة فضالى ومن إخراج رفعت عزمى وهو أول مسلسل بممثلين اثنين فقط وجميع الحلقات تم تصويرها فى ديكور واحد وينتمى إلى مايعرف بـ "الاستاند أب كوميدي" والتى يقوم فيها الممثل بسرد الأحداث على المشاهدين أو الجمهور دون ظهور ممثلين آخرين ويشارك الجمهور فى الأحداث كبطل، فنصف مشاهد الحلقة الواحدة يشكو الزوج زوجته للجمهور متحدثا لعدسة الكاميرا مع استخدام الأصوات كردود لفعل شخصيات لا تظهر على الشاشة.  

باقى التجارب جاءت مكررة ومستنسخة وبدت متعجلة لتساير الموضة وفشلت فى إبداع سيت كوم عربى ضاحك وظلت سطحية تفتقد الحرفية فى كتابة السيت كوم والقصور فى البناء الدرامى وافتقاد الحس الكوميدى لخلق مواقف كوميدية فبدت نمطية وعدم الدقة فى رسم الشخصيات والافتقاد إلى العمق وبدت تلك الأعمال كمحاولات ساذجة لإثارة الضحك بالغصب أو افتعاله باستخدام تراك الضحك وعدم الاختيار السليم للممثلين وتقديم كثير من الوجوه الجديدة التى تفتقد إلى الموهبة على قاعدة الأوفر وافتقاد بعض المؤلفين والمخرجين لحرفية العمل فى مسلسلات السيت كوم حيث تصور البعض انه بمجرد وضع شريط تراك ضحك الجمهور لحلقات قصيرة منفصلة انه بذلك يقدم >سيت كوموجاء فى مقدمة تلك الأعمال التى لم تجد قبولا جماهيريا سيت كوم حيث يستخدم المشاهد حقه فى استخدام "الريموت كونترول" عند إذاعة فاجعة السيت كوم ما يسمى "شريف ونص"، تأليف شريف شعبان وبطولة شريف رمزى وراندا البحيرى وأحمد راتب وسوسن بدر ودرة التونسية وإخراج، يحيى ممتاز حيث لم تشفع كل محاولات مخرج موهوب ووجه جديد على الإخراج الدرامى مثل يحيى ممتاز أن تنتشل المسلسل من السقوط المدوى ويعود ذلك ليس فقط للكتابة ولكن لسوء اختيار الممثلين حيث بدت ملامح شريف رمزى كحائل بين الأداء الكوميدى وكذلك أداء راندا البحيرى كفتاة مسترجلة بالإضافة إلى افتقاد العمل أى ملمح كوميدى واضح، وتدور أحداث حلقات "شريف ونص" حول شاب تخرج فى الجامعة "شريف" ويبحث عن فرصة عمل مناسبة وفى كل حلقة يعمل فى وظيفة مختلفة ولكنه يفشل كل مرة وليجد "ليلي" تلك الفتاة التى تربطها بشريف علاقة غرامية لتسانده وتساعده على تجاوز أزماته.  

كذلك راهن الكثيرون على سيت كوم "العيادة" فى مزاحمة "تامر وشوقية " و"راجل وست ستات" وتم توفير ميزانية عالية لتنفيذ عمل ناجح، وحملة دعائية مميزة وتم استضافة الكثير من نجوم الفن كضيوف شرف لضمان إقبال المشاهدين ولكن النتيجة جاءت اقل من كل التوقعات باستثناء الكوميديان "محمد شرف" النجم الحقيقى لهذا السيت كوم رغم صغر الدور الذى يقدمه، وأيضا برزت موهبة الممثلة التى قامت بدور الممرضة فى "العيادة" وتبقى نقطة الضعف الرئيسية فى المسلسل فى الممثلة "بسمة" التى بذلت كل المحاولات والحركات المصطنعة لاستجداء إضحاك المشاهدين ولكن خفة الظل موهبة من عند الله والنتيجة ما نشاهده رغم الأداء الظاهر والمميز لمحمد شرف وادوارد، و"العيادة" بطولة ادوارد وخالد سرحان وبسمة ومحمد شرف.  

وفكرة "العيادة" تعتمد على قيام ثلاثة من الأطباء حديثى التخرج ذى اختصاصات مختلفة بتأجير شقة صغيرة وتحويلها إلى عيادة ثلاثية اختلاف مما يؤدى الى العديد من المواقف الكوميدية.  

أما الشيء المؤسف حقا هو أن الفشل لاحق طلعت زكريا أيضا فى مسلسل "راسين فى الحلال" الذى يقوم على فكرة أن طلعت زكريا يمتلك مكتبا للزواج، لكن السيت كوم فشل أيضا وأصاب طلعت زكريا بالعقم الكوميدى، لذا يجب التوقف والتمعن فى كل الأعمال المستقبلية المنتمية لدراما السيت كوم لدراسة ايجابيات وسلبيات تلك التجارب السابقة إنتاجا وتأليفا وتمثيلا وإخراجا لكى يتم توظيفها بشكل أفضل وانسب مستقبلا ودون الإسراف فى إنتاجها بهدف الربح السريع باعتبارها موضة يجب استغلالها سريعا قبل أن تأخذ وقتها وتنتهى لتحل محلها موضة جديدة يهرع إليها صناع الدراما من جديد.  

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

 

حيرة المتلقى مع مسلسلات رمضان

صناع الدراما أعينهم على الفلوس.. والعلاج فى أيدى المشاهدين

جوزيف فكري 

من الملاحظ فى رمضان هذا العام عرض عدد كبير من المسلسلات والمتلقى لا يجد الوقت الكافى لمتابعة كل هذا الكم، ما جعل صناع الدراما يركزون فى المقام الأول على الكم وليس الكيف، طرحنا هذه المشكلة على عدد من المهتمين. 

فى البداية، يرى الأديب الروائى يوسف القعيد أن من رابع المستحيلات على أى مشاهد على وجه الأرض أن يتابع حتى الأعمال الجيدة التى يرغب فى متابعتها، هذا الموضوع يصيب المشاهد بحالة من الدوار نظراً لتكرار الممثلين وتشابه الأحداث والتصوير فى أماكن واحدة تقريباً، فثلاثة أرباع التصوير فى مدينة الإنتاج الإعلامى، أنا أسمى هذا إرسالا من طرف واحد، هم يريدون عددا من المسلسلات كى تأخذ فلوس الإعلانات، مستحيل متابعة 60 مسلسلا كل مسلسل يعاد مرتين أو ثلاث مرات وأحياناً أربعا، أى أكثر من ساعات اليوم نفسه فما بالك أن الإنسان عنده حياته والتزاماته وعمله وقراءاته.. فهذا الكم الكبير من المسلسلات سببه الإعلانات والشركات الراعية وإثراء السوق المصرية وإثراء غير متكافئ لصالح سوريا وإثراء خليجى، أى أنت كنت محتكر عملية لكن دخل فيها آخرون ظروفهم أحسن منك بكثير ودخلوا فى فنياتك الآن أهم ثلاثة أعمال فى مصر عملها ثلاثة مخرجين أردنيين وسوريين ولبنانيين.. هذا الوضع يؤكد أن صناع الدراما فى مصر لا يهمهم المشاهد ولا الأوقات التى ممكن أن يشاهد فيها العمل بل يريدون الإعلانات من أجل الفلوس.. قال المؤرخ المصرى ابن إياس، وهو مؤرخ مهم جداً: >لقد اتسع الخرق على الراتقويقول المخرج على عبدالخالق: إن العلاج فى يد المشاهد لأن كله يتنافس لصالح المشاهد، لابد أن تكون المنافسة بالجودة وليس بالكثرة فإذا كانت الكثرة مطلوبة فالجودة أهم. 

ويرى المخرج عمر عبدالعزيز أن سبب كثرة المسلسلات هو كثرة الإعلانات التى تتحكم فى الفن وفى المشاهد وأن كثرة القنوات أدى إلى إنتاج كم كبير وكيف قليل والمشاهد لا يتحمل هذا الانفتاح ولا يكون أمامه إلا أن يفلتر روحه وأن يتجه لأعمال معينة يختارها من هذا الكم الهائل. 

ويتفق الناقد د.رفيق الصبان معه فى أن زيادة الإعلانات وراء زيادة المسلسلات، ويقول إن الإعلانات تستغل المسلسلات كى تبقى فى الصورة، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى أن الإعلانات تكون أكثر من العمل الدرامى، إن قلة الإعلانات تؤدى إلى قلة المسلسلات، وبالتالى نشاهد المسلسلات براحة شديدة، طالما أن فيه إعلانات فيه إنتاج وهذا بيأخذ من أعصاب المشاهد ووقته وتذوقه للمسلسل. 

ويؤكد الناقد طارق الشناوى أن كل سنة سوف يزداد عدد المسلسلات لأن المسألة تجارية وقد توالت محطات جديدة هذا العام مثل الحياة والساعة تحتاج مادة درامية تتباهى بها فى رمضان فمن هنا ترى هذا الكم الضخم من الإنتاج. 

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

 

شريف حلمي: أنا مرعوب من لعب دور «هيكل» فى مسلسل «ناصر»

ماهر حسن 

أكثر من فنان جسد شخصية الأستاذ هيكل فى أعمال متفرقة عن عبدالناصر وثورة يوليو وكان شريف حلمى أحدث من جسد شخصية الأستاذ هيكل فى مسلسل ناصر الذى يعرض حالياً، فكيف كان ترشيحه لأداء هذا الدور وما ملابسات الترشيح وما طبيعة الرهان الفنى الذى خاضه شريف حلمى فى هذا الدور الفارق فى مسيرته الفنية، شريف زارنا فى «العربي» الناصرى وكان لنا معه هذا اللقاء. 

·     فنانون غيرك جسدوا شخصية الأستاذ هيكل فى أعمال متفرقة، ألم يشكل هذا لك استفزازاً فنياً لتقدم بصمة مختلفة فى تجسيد الشخصية ذاتها، وما طبيعة الرهان الفنى الذى واجهك أثناء تأديتك للدور؟ 

}} أولاً شخصية الأستاذ شخصية مغرية على الصعيد الإنسانى والدرامى وجميع الأدوار التى جسدته لم تشبعنا بشكل كامل، فالشخصية الحقيقية كانت أكثر ثراء والأستاذ يستحق عملاً فنياً مستقلاً بذاته يغطى جميع ملامحه الإنسانية والفكرية، كما أنه سيظل الصحفى العربى الأبرز فى صحافتنا العربية وحياته منذ بدأ فى الإجيبشيان جازيت حياة حافلة بالدراما. 

ولأن الأستاذ يسرى الجندى من المثقفين الرفيعى المستوى فهو يعرف جيداً من يكون الأستاذ هيكل وقد كانت هذه الشخصية فى ناصر هى الأكثر أغواء له بعد شخصية الزعيم عبدالناصر ولذلك فلقد كان لى عظيم الشرف والحظ معاً بتجسيد هذه الشخصية.. وأقول إن الأستاذ لم يوف حقه إلى الآن فى الأعمال الدرامية. 

·         هذا استدعى بالضرورة عكوفك «لمذاكرة الأستاذ» سواء بالقراءة أو المشاهدة وبالأخص الكتب الحوارية التى أنجزت عنه؟ 

}} نعم بالتأكيد وأنا بالطبيعة وقبل المسلسل كنت حريصاً على متابعة الأستاذ وقراءة كتبه وقراءة ما كتب عنه، وكنت دائماً ما أستريح لفكره وتحليلاته ورؤاه وآرائه فى كل القضايا لما يتمتع به من عقلانية ووفرة وقوة مصادر بل إنه كان شاهد عيان على بعض الوقائع السياسية المهمة، لكن حينما أسند إلى الدور وقعت فى حيرة وقلت من أين أبدأ فى «مذاكرة الأستاذ» وبدأت بكتاب الأستاذ عادل حمودة «هيكل الحرب.. الحب.. والسلام» فقد كان كتاباً مفيداً حدد لى الكثير من البدايات والملامح كما عنى بالجانب الإنسانى للأستاذ أعنى ملامحه الإنسانية.. هذا غير بعض كتب الأستاذ.. وكيف تعرف على التابعى وطبيعة علاقته بالزعيم عبدالناصر ومصطفى وعلى أمين. 

·         اتسم أداؤك فى الحلقات الأولى بشيء من التحفز أو لنقل العصبية والأستاذ معروف بهدوء طبعه؟ 

}} هل تظن أن إنساناً مثل الأستاذ هيكل الذى ما شاء الله رغم سنواته الخمسة والثمانين مازال يتمتع بطاقة جبارة.. هل كان هادئاً تماماً فى سن الشباب حينما كان عمره 25 عاماً وقام بإحياء مؤسسة الأهرام وجعل منها أشهر مؤسسة صحفية فى الشرق الأوسط.. هل كان هادئ الأداء تماماً، كما أن هذه النوعية التحليلية لدى الأستاذ ملمح من أهم ملامحه ككاتب صحفى ولذلك فلا ينفع أن يكون أدائى محايداً لهذه الشخصية. 

·         كانت هناك مشاهد فى مسلسل ناصر كنت أنت أحد المشاركين فيها لكن لم يتم تنفيذها.. لماذا، وهل أنت حزين لهذا؟ 

}} نعم كان هناك مشهد مهم جداً لم يتم تصويره، وهذا المشهد الذى كان يجمع بين عبدالناصر وعبدالحكيم عامر والأستاذ هيكل قبل الثورة بخمسة أيام حينما التقوا فى منزل اللواء نجيب ثم اصطحبهم هيكل فى سيارته حتى ميدان رمسيس ودار بينهم حوار.. وطلب منه الزعيم عبدالناصر أن يذهبوا لمنزل هيكل ليواصلوا المناقشة.. وبخاصة فى أعقاب انتخابات نادى الضباط.. وكان الأستاذ قد اقترح عليهم أن يذهب ألف ضابط لسراى عابدين ويوقعوا احتجاجاً فى دفتر التشريفات واعترض عبدالناصر تحسباً أن يحدث ما حدث لعرابى، وأن يستعين الملك بالإنجليز، وهذا الموقف قد عمق الثقة بين هيكل وناصر إذا واجه الأستاذ قلق الزعيم بأن جعل له الموقف حيث تشرشل كان فى عطلة والملحق العسكرى فى مصر حصل على عطلته، فضلاً عن سحب عدد من الوحدات من منطقة القنال لإيران لمساندة مصدق ومعنى هذا أنه لكى يستعين الملك بكل هؤلاء فإن هذا سيستغرق خمسة أشهر على الأقل، وهذا المشهد كان تعس الحظ فقد كان هناك أكثر من «أوردر» لتصويره لكنه لم يتم. 

·         هل كان هناك تحد آخر واجهك فى تجسيدك لدور هيكل؟ 

}} إنه شخصية فذة غنية الأبعاد ككاتب وكإنسان وجمع بين الموهبة وعشق مهنته، وهذا سيظهر تباعاً فى الحلقات القادمة، التى ستكشف أيضاً كيف كان الأستاذ هيكل ينتصر لمهنته دائماً حتى فى مواجهة الرئيس رغم صداقته الوثيقة به. 

·         ما المشهد الذى جسد هذا المعني؟ 

}} حينما توفى شهدى عطية فى السجن تحت وطأة التعذيب.. وذهب هيكل للزعيم عبدالناصر الذى بادره بقوله «شكلك عايز تقول حاجة.. لكنك محرج» فقال له الأستاذ «أنا مش محرج ولكنى مندهش».. فلما سأله الزعيم الناصر لماذا فقال له الأستاذ إن إنجازات الثورة كانت لصالح الناس وكانت ذات توجه اشتراكى ورغم ذلك مات أنبل شيوعى فى مصر فى السجن وهو شهدى عطية، فقال ناصر إزاى قال له الأستاذ اسأل فاتصل الزعيم بوزير الداخلية طالباً منه ملف شهدى وقال لهيكل ماتصدقش الكلام ده لأنه مبالغ فيه، فقال له هيكل لا ياريس أنا مصدق ولدى معلومات وأنا متأكد منها وهناك شهود وسأنشر هذه التفاصيل غداً فى الأهرام.. إذن فهو لم ينس مهنته فى هذه اللحظة وفى ظل هذه العلاقة القوية مع رئيس الدولة.. ولذلك فلم يمانع الزعيم وقال: «خلاص ياهيكل انشر علشان الناس تعرف إن مافيش حد فوق القانون». 

·     هذا هو عملك الثانى مع يسرى الجندى بعد «من أطلق الرصاص على هند علام» فهل جاء ترشيحك لهذا الدور على إثر ما تحقق من انسجام فنى بينك وبين يسرى الجندى، وما ملابسات ترشيحك، وهل قوبل باعتراض ما من المخرج باسل الخطيب؟ 

}} فى الحقيقة أن أدائى فى عملى الأول مع الأستاذ يسرى شجع على ترشيحى لهذا الدور، وقال الأستاذ يسرى أنت موهوب ولم تأخذ فرصتك الحقيقية حتى الآن، وقد قال هذا الكلام على الهواء مباشرة فى أحد البرامج التليفزيونية، وقد رشحنى فى حين توقعت أن يسند لى دوراً آخر فى مسلسل ناصر، والمخرج باسل الخطيب رحب بالترشيح، وأنا اترعبت فى البداية من هذا الترشيح. 

·         ما أبعاد صعوبة هذا الدور، هل من بينها أنه قد أصبح لزاماً عليك تجاوزه بدور أكبر وأكثر تميزاً؟ 

}} نعم بالتأكيد وهو رهان صعب لكن كان من الضرورى أن أجسد هذه الشخصية وأقوم بهذا الدور حتى وإن لم أقم بغيره بعد ذلك، ولكن أنا عندى أمل فى نفسى. 

·         ما توقعاتك المتعلقة برأى الأستاذ هيكل فى أدائك وتجسيدك لشخصيته؟ 

}} أنا مرعوب جداً من هذا. 

·         هل هناك مشهد عن خطاب التنحى الذى طلب الزعيم من هيكل أن يكتبه، هل نعتبره من المشاهد الصعبة فى المسلسل؟ 

}} كان من أصعب وأجمل المشاهد، بدأ المشهد بمكالمة تليفونية للمشير عامر مع الزعيم ثم أعطانى الزعيم التليفون لأكلم المشير، ثم قلت له كل الكلام كذب.. فسألنى عبدالناصر عملت إيه فى الخطاب فقلت له كانت أسوأ ليلة فى حياتى، وأسوأ مهمة فى حياتى لقد أنجزت مشروع الخطاب لكن قلمى توقف عند فكرة تولى شمس بدران منصب رئيس الجمهورية المؤقت.. فلم أستطع لأن عقلى مش مقتنع لأننا بذلك نكافئ المهزومين والمسئولين عن الهزيمة وهو واحد ممن فقد الشعب الثقة فيهم، وأنا شايف إن زكريا محيى الدين أفضل، ووافق عبدالناصر، والحقيقة لابد أن أتوقف هنا عند الأداء المتميز جداً للفنان والزميل مجدى كامل، فلقد استطاع بأدائه ومؤهلاته الشكلية والفنية، ولا تنس أنه معيد فى معهد المسرح أن يحفزنا جميعاً وكان بحق هو القاطرة بين الزملاء الممثلين، وقد أدى دوره هذا بحماسة وتميز وهو يوقن أنه يؤدى دور شخصية عربية وعالمية لعبت دوراً جوهرياً فى محيطها الإقليمى والدولى. 

العربي المصرية في 23 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)