اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

القبائل تضغط على المسلسلات البدوية

الرقابة الاجتماعية.. تجليات رمضان 1429هـ

هدى فايق

 
     
  

تتقدم أخبار منع عرض الأعمال الدرامية قدوم رمضان من كل عام وربما تكون هناك بعض الأعمال التي ينفذها منتجوها وهم مستعدون لخوض معركة لعرضها على شاشة رمضان تأتي في مقدمتها الأعمال الدرامية التي تضم شخصيات دينية لا زال الجدل محتدما حول إمكانية تجسيدها على الشاشة أم لا..

ضمت القائمة هذا العام مسلسل "قمر بني هاشم" ومسلسل "بدر الكبرى" واللذين وجدا طريقهما للعرض في فضاء القنوات الخاصة الرحب..

للرقابة.. ثمن

غير أن ما يثير الكثير من علامات الاستفهام هو منع مسلسل أسمهان بقرار من وزير الإعلام السوري بعدما تقدم ورثتها بشكوى رسمية لإساءة أحداث المسلسل لشخصيتها وأفراد عائلتها.. متناسين بأن من حق التناول الدرامي للشخصيات العامة إضفاء بعض الخيال كي لا تظهر الشخصية بلا أخطاء.

غير أن ذلك لم يشفع لمسلسل ناصر الذي واجه نفس المصير مع التلفزيون المصري الذي رفض عرضه دون إبداء أسباب!.

على الرغم من أن المسلسل -حتى الآن- لم يقدم ما يسيء للصورة التي كرسها الإعلام الرسمي للزعيم جمال عبد الناصر لكن ربما هي الخوف الغريزي لدى السلطات الذي دعمه النجاح الكبير للمسلسل التاريخي "الملك فاروق" في العام الماضي والذي فتح العديد من الملفات وأعاد قراءة التاريخ بما يناقض الرواية الرسمية له.. فضلا عن عمق تغلغل صورة الزعيم الشعبي في وجدان الشعب العربي بأكمله مما سيزيد من تأثير الصورة التي ربما تدفع على المقارنة بصورة الزعيم الحالي أيا كان اسمه..

لكن الإعلام لم يعد رسميا في مجمله ولم تعد للقنوات الرسمية التي تفترش الأرض مساحة كافية للمشاهدة بعد أن أمطرتها القنوات الفضائية المختلفة الرؤى والمشارب بوابل من الفراغ الفضائي الذي يمكنها من استيعاب كل ما تلفظه القنوات الأرضية.

على العكس فالقنوات الفضائية تتهافت لشراء الأعمال التي يثار جدل حول عرضها على القنوات الرسمية في محاولة لجذب المشاهد الذي يرغب في الممنوع بطبعه.

وعلى هذا فقد تم عرض مسلسل ناصر وكذلك مسلسل أسمهان وغيرهما من المسلسلات التي لاقت إقبالا واضحا من القنوات.. ولم تكسب القنوات الأرضية غير عار الخوف من كل ما يمس الثوابت السياسية.

لكن كل ذلك يبدو طبيعيا أو مكررا إذ تشهده ساحة الصحافة كل عام، غير أن هذا العام ظهر نوع آخر من الرقابة التي نالت من قامة القنوات الفضائية ذات الملكية الخاصة وأجبرتها على الخضوع لها وخصوصا خلال شهر رمضان؛ إذ تمكن شيعة الكويت رمضان الماضي من وقف مسلسل "للخطايا ثمن" بعد تدخل رئيس وزراء الدولة ووزير الإعلام لدى قناة m b c التي كانت تنوي بثه.. تراجعها ربما فتح الباب لاعتراضات واجهتها هذا العام مع اختياراها للمسلسل البدوي "فنجان الدم" الذي لاقى اعتراضا كبيرا من القبائل السعودية على أحداث المسلسل التي تدور حول قبيلة نجدية تقاتل من أجل أن تستوطن السهول بعد نذر نذره شيخها بأن تنزل القبيلة السهل إذا ما بلغ عدد رجالها الألف... وتتمكن في النهاية من الانتصار ونيل زعامة البادية.

الرقابة الاجتماعية

جاء قرار تأجيل المسلسل إلى ما بعد رمضان بتوصية من الديوان الملكي السعودي بعد تقديم قبائل كبيرة في السعودية شكاوى تطالب بوقف عرضه لأنه يمس سمعة قبائلهم.. تأجيل العرض هو القرار الذي توصلت إليه القناة خصوصا مع عدم طرح فكرة إلغاء عرضه كما حدث مع سابقه نظرا للتكاليف التي تكلفتها القناة لإنتاجه في مواجهة الإنتاج فائق المستوى الذي قدمته قناة دبي مع المسلسل البدوي "صراع على الرمال".

لم تقف رقابة القبائل البدوية عند حد تأجيل عرض مسلسل؛ إذ تمكنت مجموعة من القبائل التي يحاكي مسلسل "سعدون العواجي" البدوي جزءا من تاريخها من وقف عرضه على قناة أبو ظبي الإمارتية بعد حلقته الثامنة بدعوى إثارته للنعرات القلبية التي عفا عليها الزمن.

جاء قرار الوقف للمسلسل الذي أنتجته شريكة الريف للإنتاج الفني وقام ببطولته الممثل السوري رشيد العساف أيضا بناء على قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن تلقى العديد من البرقيات والرسائل التي تدعوه للتدخل لوقف عرضه وهو ما يعد السابقة الأولى التي تتمكن فيها جماعة ضغط من وقف عرض مسلسل مر من الرقابة الأولية وبث جزء منه حصريا!!

الرقابة الاجتماعية على الأعمال الفنية والتي باتت تتشكل ملامحها عاما وراء عام من خلال جماعات الضغط التي تسعى عن طريق السلطة السياسة إلى فرض رؤيتها ووقف بث ما تراه من وجهة نظرها يسيء إليها, هي بمثابة حاجز ظهر دون سابق إنذار في وجه أسطورة الإعلام الحر التي دشنتها الفضائيات المستقلة.

فالفضائيات المختلفة التي تمثل المتنفس لكل الأعمال المطرودة من جنة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي أصبحت محكومة بالإضافة لتابوهات الرقابة المعروفة بالقوى الاجتماعية المختلفة التي لا ترغب في تمثيلها دراميا..

حالة الرقابة الاجتماعية على ما يقدمه الإعلام وخصوصا الأعمال الدرامية والتي ظهرت في شهر رمضان الحالي تكشف عن جانب مثير للاهتمام يتمثل في تغير جذري في قناعة المتلقي الذي ظل منذ نشأة النظريات العلمية القائلة بمدى تأثير المواد الإعلامية على قناعات المتلقي واتجاهاته وربما سلوكياته مؤمنا إيمانا راسخا بأن شيئا مما يتلقاه عبر الوسائل المختلفة لن يغير بداخله شيء.

غير أن الخوف الذي انتاب القبائل العربية والذي دفعها للاستنجاد بأعلى سلطة في الدولة ينم عن خوف متنامٍ من فاعلية الأعمال الدرامية ومدى تغلغلها في نفس المتلقي لتشكل وعيه وإدراكه ومن ثم اتجاهاته وتقوده طبقا لدعوى هذه القبائل إلى ربما مواجهة قد تنم عن حرب كالتي يرى أحداثها على الشاشة.

الصورة.. أقوى

ربما تأتي هذه القناعة كنوع من رد الفعل البسيط تجاه موجة التأثير عالية المستوى التي اجتاحت العالم العربي خلال الأشهر القليلة الماضية جراء عرض المسلسلات التركية المدبلجة التي نالت من الجميع وعمرت بيوت وخربت أخرى...

فقد اعتقد الجمهور أن حالة الهوس الجماعي التي أصابت الجمهور العربي بشخصيات المسلسلات التركية هي نوع واضح من التأثير المتعمد لوسائل الإعلام على الجمهور؛ ولذلك سارعت كل جماعة تحاول الحفاظ على مصالحها إلى محاولة قطع الطريق على الصورة كي لا تصل للمشاهد الذي يستقبلها ويتفاعل معها كما يهيأ لهم.

لو كان الأمر بتلك البساطة لتمكنت مئات الأعمال الدرامية التي تحث على الفضيلة من إنتاج مجتمع عربي -مشهود له بكثافة المتابعة للأعمال الدرامية– خالٍ من العيوب..

لا ننكر تأثير وسائل الإعلام لكنه ليس تأثيرا مباشرا ولا أحاديا؛ بل يتضافر مع العديد من العوامل المجتمعية والنفسية التي تدفع به إلى أن يغير من اتجاه أو معتقد أو سلوك فرد.

صحفية مصرية

إسلام أنلاين في 21 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)