اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

هاجمه الإخوان بسبب »ناصر« واتهم بالإفلاس الفني في »نسيم الروح«

يسري الجندي لـ»السفير«: لم أسعَ لتأليه عبد الناصر وأجّلت »العائد« حفاظاً عليه

محمد حسن/ القاهرة

 
     
  

قد يكون الاسم الأبرز بين مؤلفي المسلسلات الرمضانية هذا العام، اسم يسري الجندي الذي أتم ثلاثة أعمال تلفزيونية هي »ناصر« و»نسيم الروح« و»العائد«. وفي حين نجح الأول والثاني في حجز موقع على خارطة البرمجة الرمضانية بقي الثالث بعيداً عن الشاشة.

حاورت »السفير« المؤلف يسري الجندي حول أعماله الثلاثة والانتقادات التي وُجهت إليها، وكان آخرها اتهام على لسان عصام العريان القيادي الإخواني، الذي أكد ان مسلسل »ناصر« يحوي العديد من المغالطات التاريخية المتعلقة بمواقف الإخوان المسلمين، معتبراً ان الجندي »أهمل عن عمد الدور الرائد لكتائب المتطوعين من الإخوان في حرب فلسطين عام ،١٩٤٨ برغم ما سجله التاريخ سواء الحربي أو السياسي عن بطولاتهم«.

يعول الجندي كثيراً في معرض إجابته على الحلقات العشر الأخيرة من المسلسل، وهو يعتبر ان أي انتقاد لا يمكن ان يكون موضوعياً قبل انتهاء المسلسل، مشدداً على ان العبرة في تقديم أدلة تاريخية دامغة لا مجرد اعتراضات، ويضيف: »لقد حرصت على مراجعة العمل من قبل مؤرخَين حولهما إجماع كبير هما الدكتوران يونان لبيب رزق وجمال شقرة أستاذ التاريخ في جامعة عين شمس«.

ينفي الجندي الاتهام الذي وُجه إليه أيضاً لجهة تناوله عبد الناصر بصفته أسطورة منزهة عن العيوب والنقائص، خصوصاً بعدما تردد انه اضطر إلى إجراء تعديلات كي يجتاز المسلسل الأجهزة الرقابية ويحصل على موافقة ورثة الرئيس الراحل: »لم أكتف بجانب واحد من حياة الرئيس عبد الناصر بدليل أنني أوردت ضمن الأحداث أنه تم فصله من المدرسة الثانوية لنشاطه السياسي، ثم أعيد بعد توسط أقاربه مع مسؤولي المدرسة... أقصد أنني لم أمل إلى التجميل ولا إلى التقليل من شأنه، وسيثبت ذلك في النصف الثاني من المسلسل حين نناقش انجازات الثورة ونقائصها ايضاً«.

وتابع المؤلف: »لا توجد شخصية مقدسة في التاريخ البشري كله باستثناء الأنبياء والرسل، حتى ثوار »يوليو«، لهم انجازات بقدر ما لهم من اخطاء«.

أما بالنسبة إلى مسلسل »نسيم الروح« الذي قدم بطولته الفنانون أيمن زيدان ومصطفى شعبان ونيللي كريم وشيرين وغيرهم، فقد اتهم هذا العمل ايضاً بمحاكاته فيلم سينمائي سبق وكتبه الجندي نفسه منذ أكثر من ثلاثين عاما تحت عنوان »سعد اليتيم«، ما قد يعني انه يعاني إفلاساً فيعيد تقديم أعماله القديمة. رداً على ذلك قال الجندي: »ما حدث مقصود، وهذا لا يعني إفلاساً أو عجزاً بل إبداعاً وحرفية شديدة، لأن اختيار قصة قديمة وعرضها في ثوب جديد صعب، وسبق أن قدمت »التيمة« مثلاً نفسها منذ عشرين عاماً في مسلسل »حصاد الشر«، كما قدمت »علي الزيبق« في المسرح والتلفزيون وكانت لكل منهما معالجة مختلفة، وتطور الأحداث سيؤكد الاختلاف بين الفيلم والمسلسل لأن الفيلم كان يستعرض زمن الفتوات من دون الخوض في السياسة، أما مسلسل »نسيم الروح« فمستوحى من »تيمة« شعبية أصلها قصة »إيزيس وأزوريس« التاريخية، ويبدأ مع انكسار حركة عرابي وينتهي مع ثورة سعد زغلول، ويستعرض أزمة الانتماء التي يعيشها معظم الشباب المصريين الآن، والتي أدت إلى حدوث العديد من الكوارث، أخطرها الشعار الذي ظهر حديثاً ويطلقه بعض الشباب وهو: »لو لم أكن مصرياً لوددت ألا أكون مصرياً«.

يعتبر الجندي ان مصر اليوم انقسمت إلى مصرين: »مصرنا التي سرقت والتي نشعر معها بالغربة، ومصرهم التي يستمتعون بها. أنا أميل إلى المقاربات الاجتماعية وسبق أن قدمت مسلسل »التوأم« في إطار اجتماعي، ومسلسل »من أطلق الرصاص على هند علام« بالإضافة إلي مسلسلات الخيال العلمي والفانتازيا«.

أما عن مسلسل »العائد« الذي لم يعرض الى الآن فقال الكاتب يسري الجندي: »لقد رفضت انتاج هذا العمل قبل عدة سنوات مع شركة »الفادي للانتاج الفني«، لأنهم طلبوا مني وقتها زيادة عدد حلقاته حتى يدر لهم ربحا مجزيا، لكني رفضت لأن فكرته وأحداثه لا تستوعب أكثر من ثماني عشرة حلقة، وكانت النتيجة فسخ العقد إلى أن تعاقدت مؤخراً مع »مدينة الانتاج الإعلامي« التي قبلت العمل من دون زيادة عدد الحلقات، وكنت أتمنى عرضه خلال رمضان لولا ان الملحن محمود طلعت تأخر في تسليم الموسيقى التصويرية وموسيقى شارتي المقدمة والنهاية، ولهذا تأجل عرضه الى بعد رمضان«.

السفير اللبنانية في 19 سبتمبر 2008

 

الإخـوان والضبـاط الأحـرار فـي »ناصـر«: أخـذ وردّ

هلال شومان 

بدا أن دورةً كاملة مرَّت على مصر. المشهد: لقاء جمال عبد الناصر ورفيقه (صفوت) قيادياً من الإخوان، في الحلقة الثالثة عشرة من مسلسل »ناصر«. الزمان: منذ أقل من ستين عاماً بقليل.

ينبري رفيق ناصر في ختام المشهد (مثَّل دور ناصر مجدي كامل، فيما اضطلع أحمد سلامة بدور رفيقه صفوت الذي يعلنه ناصر متابعاً لأعمال المقاومة في قناة السويس) الى توجيه اتهامه الى ممثل الإخوان في الاجتماع الشيخ فرغلي: »أنتم تريدون السلطة ولا يهمكم إن احترقت البلد«. اتهام جاء في معرض حمل الإخوان قضية فلسطين قبيل حرب عام ١٩٤٨ وخلالها، ثم تخليهم عنها وعن أعمال المقاومة في القناة بعد انتهاء الحرب.

لا يتوقف المسلسل هنا، بل يورد ـ في مشهد لاحق ـ تصريحات صحافية لمسؤول الإخوان يعلن فيها »وجود الوطن في التاريخ قبل الدين، ورؤيته لأعمال المقاومة في القناة كحركات (عنف؟) لا تقدِّم ولا تؤخر بل تحصد أرواح مصريين من دون داعٍ«.

يأتي تبرير الإخوان في المسلسل في معرض أنهم »لن يخوضوا معركة حزب »الوفد« في القناة. ولاحقاً، في مشهد تالٍ، يشير المسلسل إلى الإخوان على لسان عبد الناصر بوصفهم »جماعة متقلّبة«، سائلاً زميله الضابط عبد المنعم كيف بإمكانه أن يكون عضواً في جماعة كهذه، مما يدفع الضابط إلى حسم خياره بتركه الاجتماع إياه.

يعبر المشهدان بسرعة على بداية علاقة الضباط الأحرار (من سيصبحون لاحقاً أساس السلطة الحاكمة المصرية) بالإخوان، وهي علاقة كانت دائماً بين علوّ وهبوط. وهذه العلاقة المتذبذبة ستستمر مع استثناء الإخوان من قرار حل الأحزاب عام ،١٩٥٣ ثم حادثة إطلاق النار على عبد الناصر في المنشية والتي اتُّهِم بها الإخوان المسلمون، ومن ثم الاعتقالات التي شملت أعضاء منهم، وعلاقة السادات الانفتاحية عليهم في الفترة الأولى من حكمه وحملة الاعتقالات التي طالتهم لاحقاً، ثمّ علاقة نظام مبارك بهم في الثمانينيات والتسعينيات.

بعد ثلاثة أيام على عرض حلقة »ناصر« التي احتوت المشهديْن المذكورَين، حفلت الصحف والمواقع المصرية باعتراضات »إخوانية« على المشاهد المذكورةالإخوان أون لاين«، »الدستور«)، قبل أن تتناقل الخبر مواقع عربية أخرىالجزيرة«، »العربية«). فالدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين صرِّح لأكثر من جريدة وموقع أن »المسلسل يحفل بمغالطات تاريخية، وأهمل عن عمدٍ الدور الرائد لكتائبِ المتطوعين من الإخوان في حربِ فلسطين«. كما أبدى انزعاجه من »تصوير مواقف الجماعة على أنها كانت تُهادن القصر وتقف معه في مؤامراته على الحركة الوطنية وتدعمه ضد حزب »الوفد«، فضلاً عن تصوير المسلسل الجماعةَ بأنها لم تشارك في معارك القناة التي كان يقوم بها الفدائيون المصريون ضد المحتل«. وأكد العريان أنّ »وثائقَ السفارة الإنجليزية في القاهرة أكدت هذا الدور البطولي لمجاهدي وفدائيي الإخوان«.

أما الكاتب يسري فقد دعا لانتظار عرض الحلقات كاملة ومن ثم الحكم بعدها على المسلسل برمته (أنظر المقابلة أعلاه).

لكن المسلسل يستمر في حلقته الثامنة عشرة بطَرْق العلاقة ذاتها، فيورد مشهداً آخر لصفوت (ذات الشخصية التي تواجدت في مشهد اجتماع ناصر بالشيخ فرغلي)، وهو يسخر من شيخ إخواني لا تعجبه الأغاني المادحة لقانون الإصلاح الزراعي، منتقداً ضمنياً اعتراض الإخوان على هذه القوانين، ويقوم صفوت بسؤال الشيخ: »ألستم من تدعون نهاراً وليلاً بالعدل؟«

الثابت أنه لم يسبق لعمل تكلّم عن عبد الناصر أنْ تطرَّق لهذه العلاقة الجدلية مع الإخوان بهذا القدر من التركيز، حتى أن المسلسل بدا بمشاهده السابقة مسلسلاً عن »ناصر والإخوان«، لا مسلسلاً عن »ناصر«. والمنحى الذي يسلكه المسلسل حتى الآن يوحي أنه يخوض معركة إسقاط كاملة على الحاضر، وأنه لن يكتفيَ بمشاهد خاطفة كالتي مرَّت على الهواء. والسؤال الذي ستجيب عليه الحلقات المقبلة: كيف سيتعامل المسلسل مع الاعتقالات التي طالت الإخوان فيما بعد، هل بوصفها رداً على حادثة المنشية الشهيرة، أم أنه سيتخطى تبسيطاً كهذا إلى بحث أكثر عمقاً للعلاقة الجدلية بين الإخوان وناصر؟

السفير اللبنانية في 19 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)