اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

يميزه الإبهار السمعي والبصري...

«صراع على الرمال»: «ثورة» في الدراما البدوية

مايا الحاج

 
     
  

تحتل المسلسلات التاريخية حيّزاً واسعاً في خريطة شهر رمضان التلفزيونية، وتدخل المسلسلات البدوية ضمن هذه الخانة، لكن المفارقة أنّها، دون غيرها من هذه الأعمال، تتصّف بغالبيتها بركاكة ناتجة عن ضعف الإنتاج ما يُفقد العمل كثيراً من قيمته ومصداقيته. فغالباً ما تصوّر في بقعة محدّدة من صحراء نائية، لا يعيش فيها سوى أبطال المسلسل داخل عدد ضئيل من الخيم إلى جانب الخيول التي لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة، ما يُعيق مخيّلة المشاهد عن تصوير واقع الحياة البدوية بتفاصيلها وحيثياتها...

كان هذا قبل بدء عرض «صراع على الرمال» الذي قلب كل المقاييس بضخامة إنتاجه التي ظهرت جليّاً من خلال قدرة المسلسل على نقل الجوّ القبلي إلى المشاهد إلى حدّ أنه يشعر وكأنه واحد من القبائل التي يتعرّف من خلالها إلى طبيعة الحياة البدوية. ويدور التصوير في مواقع شاسعة من الصحراء المغربية والسورية والخليجية. كما أنّ العدد الهائل من المشاركين في العمل والكومبارس جعلوا من الصحراء القاحلة عالماً بدوياً تتوافر فيه كلّ أسباب الحياة من «الغدير» أو المستنقعات المائية المحفورة بطريقة هندسية مدهشة إلى رصد الزواحف والأفاعي والذئاب وغيرها من الحيوانات التي يمكن تواجدها في الصحاري. يضاف الى هذا كله اعتماد إسم كبير في مجال تصميم المعارك الحربية مثل الإسباني ريكاردو كروز الذي يُعدّ الأول في مجاله عالمياً، فضلاً عن الاستعانة بأمهر الفرسان وأقوى الخيول التي سبقت أن شاركت في أضخم الأفلام التاريخية العالمية مثل «الساموراي الاخير» و«مملكة الجنة» و«غلادياتور». كل هذه العناصر بمثابة خطوة مهمة تجعلنا أمام أسلوب جديد ومغاير في التعاطي مع «المعركة» بحيث يُسمح للمشاهد العربي أن يستمتع بمتابعة مشاهد قتالية تلفزيونية لم يسبق أن رآها سوى في السينما العالمية، الأمر الذي ساهم في تحويل «صراع على الرمال» من مجرّد مسلسل بدوي إلى ملحمة عربية تجسّد مفهوم «الفروسية» بكل صدق وواقعية.

وبعيداً من السخـــاء الإنتـــاجي الذي يعدّ النقطة التي تُحسب للعمل، يتمتع هذا المسلسل أيـــضاً بالقدرة على الجمع بين الواقع والخـــيال بأسلوب عذب وجذّاب.

فالأحداث تدور حول قبيلتين عربيتين متـــخاصمتين عاشتا على أطـــراف شبه الجزيرة مطلع القرن الثامن عشر وتحـــــديداً فترة خـــــضوع العالـم العربي للحـــكم العثـــماني. «الحنظل» و «العجيل» قبيلتان باعدتهما الحرب ولكن جمعهما الحبّ وذلك من خلال شخصية الفارس «فهد» إبن شيخ  قبيـــلة العجيل (تيم حسن) الذي يقع فريسة الهـــوى بعدما يضعه القدر صدفة أمام «الهنوف» إبنة شيخ قبيلة الحنظل (صبا مبارك)، فيصبح هذا الحب بمثابة العقدة التي لا يمكن أن تحلّ إلاّ في نهاية ميلودرامية تكرّس فكرة أنّ الحب وحده القادر على إعادة الطبيعة إلى مسارها الأساسي.

ويتخلّل الأحداث أشعار عاطفية وجدانية مميزة كتبها نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتضفي إلى العمل جمالية خاصة، وينشدها الفنان حسين الجسمي بصوت أشبه بقطرات الندى التي تروي اللهجة البدوية الجافة وتكسر حدّة الخطابية الفجة، فيغدو المسلسل أشبه بملحمة يتقاطع فيها الحب والثأر والبطولة والشهامة والصراع والإخلاص بطريقة فنية شاعرية قد تكون فريدة من نوعها... كما أنّ الموسيقى التصويرية التي صاغها طارق الناصر وهو الحائز جائزة أحسن موسيقى تصويرية العام الفائت عن مسلسل «الملك فاروق»، لعبت دورها المركزي في ترجمة روح الحياة القبلية.

واللافت في العمل أنه يعرض الحياة البدوية وكأنها تجسيد للحياة بمعناها الواسع والعام. ففيه نجد كل النماذج الإنسانية والسيكولوجية الموجودة في العالم، كالرجل الشهم والحالم والحليم مثل «فهد» (تيم حسن)، والعاشق الرومانسي الشفاف الذي لا يجد سوى في الشعر ملاذاً له كشخصية «عامر» (باسل خيّاط). أو الشخصية الحقودة التي لا تحب أحداً والقادرة على أن تدوس على كل القيم لا بل الناس من أجل الوصول إلى هدفها كدور «ذياب» (عبد المنعم عمايري) باتقان وحرفية بالغتين، إلى حدّ أنه يمكن القول إن «ذياب» فجّر موهبة عمايري وقد يكون هو الدور - المبدّل في مسيرته التمثيلية. وتعدّ هذه الشخصية المحرّكة للأحداث مثالاً للشرّ في أبشع صوره إذ يعمد «ذياب» إلى زرع الفتن بين القبيلتين من أجل الاستفادة من العداوة بينهما والاستيلاء على «المشيخة»... وليس غريباً على مخرج بحجم حاتم علي الذي وقّع اسمه على أهم الأعمال التاريخية مثل «صقر قريش» و «ربيع قرطبة» و «ملوك الطوائف» و «التغريبة الفلسطينية» أن يهدي إلى العالم العربي عملاً مميزاً مثل «صراع على الرمال» الذي نتج عن خيال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وكتبه كسيناريو وحوار هاني السعدي ونقله إلى اللهجة البدوية هشام كفارنة.

الحياة اللندنية في 19 سبتمبر 2008

 

«مجنون ليلى»

مالك القعقور 

يمكن القول إن اللبنانيين قرروا أخيراً ولوج مضمار «المسلسلات الرمضانية» من خلال مسلسل «مجنون ليلى».

الخطوة بحد ذاتها جيدة خصوصاً إذا ما كان هدفها الاعتداد بتجارب دول مجاورة سبقت لبنان أشواطاً في هذا المجال، بينما بدا اللبنانيون طوال الفترة السابقة التي نمت فيها ظاهرة «المسلسلات الرمضانية»، متقاعسين عن خوض غمارها انتاجاً وتمثيلاً، مكتفين باستهلاك ما ينتهجه الآخرون عبر شاشاتهم وفضائياتهم التي أثبتت فعلاً نفسها محلياً واقليمياً.

دخل اللبنانيون إذاً هذا المضمار هذا العام، عبر إنتاج مسلسل «مجنون ليلى» الذي يعرض فعلاً حصراً على شاشة «المستقبل» وليس كما هي الحال مع مسلسلات كثيرة تعرض على عدد من الشاشات العربية وبينها شاشات لبنانية، مع ادعاء الحصرية في عرضها.

وعلى رغم هذه الإيجابية يمكن تسجيل ملاحظات على الاختيار والأداء.

فبالنسبة إلى الاختيار ما هي الجدوى في اختيار قصة تاريخية ملؤها الحزن والأسى المتأتي من الحقد العائلي الذي فرّق الحبيبين، ليس فقط الحبيبين الشهيرين قيس وليلى، بل أيضاً سعيد، وهو شقيق قيس، وحبيبته عصماء، بينما شبع اللبناني حزناً وأسى من واقعه وما يعيشه من أوضاع صعبة على غير صعيد؟ وكذلك ما الجدوى من اختيار قصة مثّلت مراراً وبكل أشكال فنون التمثيل وفي حقب مختلفة من الزمن؟ هل هو ابتعاد عن الواقع اللبناني أم افتقار إلى كتابة مسلسل يقارب في شكل أو في آخر، ما مرّ بالمجتمع اللبناني من تغيرات وحروب؟

أما في ما يتعلق بالشكل، فبدا أن المسلسل وما فيه من جهد واضح، لم يستطع أن يقدم الجو الذي عاش فيه قيس وليلى ولا حتى باختيار الموقع الطبيعي للتصوير، علماً أن القصة تدور في نجد أي في بلد صحراوي طبيعته قاسية ولا يمكن الناس أن يعيشوا إلا في واحات وليس في أرض فلاة وضعت فيها بضع نخلات رفعاً للعتب.

وفي ما يتعلق بالمضمون، فهو لا يخلو من مبالغات في تصور قدرة النساء - وليس ليلى وحدها - على اشهار حبهن والدفاع عن حقوقهن إلى حدود الموت ناهيك بجرأتهن في اتخاذ القرار، وهذا الأمر مثار عجب بخاصة إذا علمنا أن النساء اللواتي يعشن في تلك الأرض التي دارت فيها أحداث المسلسل، لا يجرؤن بعد مرور مئات الأعوام، على تخطي التقاليد قيد أنملة. فهل إسقاط جرأة اللبنانيات على قصة تاريخية يعتبر تطويراً لها؟

الحياة اللندنية في 19 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)