اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

فوانيس

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

يوميات

فوانيس عماد النويري

في القبس الكويتية يومياً في رمضان

 
     
  

منوعات

في فترة من الفترات كان المشاهد يشاهد الأعمال الفنية لوجود الممثل النجم مثل محمود عبد العزيز أو جمال سليمان، وفي فترة من الفترات أصبحت المشاهدة مرتبطة بأسماء مؤلفين معينين مثل أسامة أنور عكاشة او قمر الزمان علوش وهذا العام تحول ارتباط المشاهدة بمخرجي الأعمال الدرامية. ازعم ان شوقي الماجري وباسل الخطيب ومحمد عزيزية وحاتم علي ومحمد دحام الشمري وغيرهم من المخرجين المميزين سيكونون من نجوم الدراما العربية خلال الأعوام القليلة المقبلة.

***

إعلاميا تنوعت أسباب الحجاب والاحتجاب لبعض الفنانات ما بين اتهام بعض الجهات المشبوهة بتدبير حملة لضرب سمعة الفن المصري، واتهام هؤلاء الفنانات بسعيهن إلى الاحتفاظ بالنجومية بعد كبر السن وانحسار الأضواء. ومع نجاح مسلسل «الملك فاروق» تم اتهام بعض الجهات المشبوهة بضرب سمعة التاريخ المصري، ومع تنامي ظاهرة المسلسلات البدوية يتم اتهام جهات مشبوهة لضرب الدراما المصرية. وارى ان الموضوع يتم تكبيرة دون داع، ويتم أيضا اللعب الاعلامي فيه، من خلال أقلام خفية تحاول ان تثير الفتن.

***

فن التمثيل ليس مجرد استنساخ لصورة شخصية ما وإعادة بثها فنيا للدرجة آلتي تجعلنا نصدق الشخصية المقلدة على أنها حقيقية. وليس فن التمثيل فقط هو القدرة على التقمص آو تقليد الآخرين. من المهم أيضا ان يستطيع الممثل تقديم قراءة ثانية للشخصية التي يلعبها. على شاشة رمضان تألق الفنان عبدالحسين عبدالرضا في «التنديل» وشاركه التألق الثلاثي المميز عبد العزيز جاسم وجاسم النبهان وابراهيم الحربي. ولا نقلل من ادوار الأبناء ولا ننسى هيا الشعيبي وأحلام حسن. في هذا المسلسل حاول البعض ان يخرج من جلده القديم وحاول البعض الآخر تقديم قراءة ثانية للشخصية وشعرت أحيانا ان عنصر التمثيل ووجود الكبار في هذا المسلسل طغى أحيانا على بقية العناصر. في التنديل يمكن القول ان البطل الحقيقي هو التمثيل.

27 سبتمبر 2008

 

استفتاء

في الاستفتاء الخاص بي لشهر رمضان اخترت مسلسل «أسمهان» كأفضل وأسباب الاختيار تعود إلى تكامل العناصر الفنية في إظهار سيرة ذاتية لفنانة مشهورة رحلت في ظروف غامضة ولقدرة المخرج على استحضار الجو العام الذي دارت فيه الأحداث، والاهم من ذلك هو تقديم صورة الفنانة دون اللجوء إلى حالة التقديس التي تلجا إليها بعض مسلسلات السيرة الذاتية، فقد تعاملنا في المسلسل مع أسمهان الفنانة بكل لحظات ضعفها وتقابلنا معها كانسانة لها نزواتها وأخطاؤها مثل كل البشر.

وكأفضل ممثلة اختار سولاف فواخرجي التي تألقت في تجسيد شخصية أسمهان من خلال دراسة متعمقة لتفاصيل الشخصية وأجمل ماكان في هذا التجسيد حالة توحد الممثلة سلاف مع شخصية أسمهان وبلا مبالغة يمكن مقارنة أداء سلاف بأداء كيت بلانشيت عندما جسدت دور إليزابيث وماريون كويتلارد عندما جسدت شخصية المطربة الفرنسية الشهيرة أديت بياف.

وكأفضل ممثل اختار يحيى الفخراني في دور شرف فتح الباب في المسلسل الذي يحمل الاسم ذاته، فهو واحد من أهم غيلان التمثيل في بلاد العرب وقادر دائما على إدهاشنا وإمتاعنا بمعزوفات تمثيلية راقية هذا رغم تحفظاتي على المسلسل.

وكأفضل مخرج اختار بلا تردد شوقي الماجري الذي اخرج عملين من أهم أعمال رمضان هما «أسمهان» و«ابوجعفر المنصور». من خلال العملين يثبت الماجري انه مخرج صاحب رؤية فنية متفردة، كما انه قادر على صناعة تشكيلية لقطة تحتل في كل الأحوال بصمته الخاصة التي تدل على مخرج موهوب يتملك مفردات لغته البصرية.

وكأفضل ممثلة دور ثان اختار هند صبري في «بعد الفراق» حيث تألقت في دور سكرة وأجادت في تقمص الشخصية وأعطت الكثير من الوقت لكي تبدو صادقة وبسيطة في أدائها.

وكأفضل ممثل في دور ثان أرشح بسام كوسا في «الحوت» فقد اجتهد في استيعاب ملامح الشخصية كما أبدع في تجسيد دوره وأداه بفهم وتعمق.

وإذا كانت هناك شهادات تقديرية من الممكن منح شهادة للممثل احمد شاكر عن «أسمهان» وشهادة أخرى إلى ورد الخال عن تجسيدها شخصية علياء في «أسمهان» وشهادة ثالثة عن التصوير في «قمر بني هاشم» وشهادة رابعة لأنور قوادري في الاخراج وكتابة السيناريو عن «عرب لندن».

25 سبتمبر 2008

 

ظل المشاهد

مسلسل «ظل المحارب» من المسلسلات التي مرت مرور الكرام رغم وجود مجموعة مميزة من الممثلين على رأسهم هشام سليم وعلا غانم وباسم ياخور وعبد الرحمن ابوزهرة ومحمد كامل وغيرهم. والمسلسل حافل بالشخصيات السياسية التي مرت ومازالت تمر على صفحات التاريخ العربي، ومن هذه الشخصيات شخصية حاكم الدولة الديكتاتور وقائد الثورة الانتهازي وأعضاء الحزب الذين يبحثون طوال الوقت عن مصالحهم.

والمسلسل يريد قول أشياء كثيرة لها صلة بالواقع العربي السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومن خلال قصص الحب الحقيقية والمفتعلة هنا أوهناك يرغب المسلسل في توضيح وإبراز والإشارة إلى العيوب والجروح التي تعاني منها المجتمعات العربية مع الاشارة إلى الشعارات التي يتم تداولها منذ بدايات الاستقلال وحتى الآن. وغير ذلك كله يتضمن المسلسل إطلالة على النظم السياسية لمجتمعات العالم الثالث بشكل عام مع نقد لهذه النظم التي قادت شعوبها نحو الفقر والتخلف.

المشكلة الأولى التي يعاني منها هذا المسلسل هي وجود شخصيات رمزية لا تمثل نفسها، وإنما تمثل أفكارا مجردة خالية من المشاعر الحقيقية والأحاسيس، مما افقد المشاهد جزءا كبيرا من التعاطف المطلوب بينه وبين هذه الشخصيات. والمشكلة الثانية ان اغلب ماجاء في المسلسل من أفكار وشعارات لم يكن غريبا على أذن المشاهد العربي، ولطالما تم التعامل مع هذه الشعارات وتلك الأفكار في أكثر من وسيلة اعلامية ومن خلال أكثر من عمل درامي في السينما والمسرح. ويعني ذلك أن دراما العمل لم تنجح كثيرا في عمل إسقاطات على الواقع المعاصر باعتبار ان الواقع المعاصر ونتيجة الانفتاح الاعلامي، وحرية تداول المعلومات، وانهيار الخطوط الحمراء في بعض الفضائيات بالنسبة للبرامج التي تناقش كل القضايا بحرية ومن خلال مشاركة فعالة من المشاهد، كل ذلك ادى إلى انتفاء الغرض من وراء ترميز دراما «ظل المحارب»

يعني كل ذلك انه لا معنى من فضح شخصيات يعرف الجميع انها كذلك..

ولا معنى من إسقاطات درامية فنتازية على واقع مكشوف ومفضوح.

وأحيانا يهين بعض الكتاب وعي المشاهد وبدلا من التعامل معه مباشرة يتم التعامل مع ظله.

24 سبتمبر 2008

 

الدراما البدوية

    خلال السنوات الماضية، ومن خلال متابعة رمضانية متواضعة، نجد أن هناك طابعا دراميا معينا يغلب على الانتاج التلفزيوني الرمضاني، بحيث يصبح «الموضة السائدة» خلال سنتين أو أكثر، لتأتي موضة جديدة لاحقا وتغطي على القديمة.

منذ سنوات، ظهرت موجة الدراما الفنتازية، التي تزعمها المخرج السوري نجدت انزور، وكان من أشهر مسلسلاتها «الجوارح» و«الكواسر» و«الفوارس». إلا أن هذه الدراما واجهت هجوما وانتقادات شديدة، نظرا إلى خلوها من واقعية الزمان والمكان، وغرقها في جماليات الصورة على حساب الموضوع. وتتابعت الموجات والموضات وكان منها موجة الدراما التاريخية وموجة دراما السيرة الذاتية (مازالت اثار هذه الموجات موجودة حتى هذة اللحظة) والآن وبعد مرور أكثر من 15 سنة على ظهور الفانتازيا، نجد نوعا آخر من الدراما يطفو على السطح، ألا وهو الدراما البدوية. ومن الاعمال التي عرضت «راس غليص» و«نمر بن عدوان» ومن الأعمال البدوية التي تعرض هذه الأيام «صراع على الرمال». وضمن الأعمال التي لم تجد فرصة للعرض وتم إيقافها «فنجان الدم» و«سعدون العواجي» وضمن الأعمال التي تم إنتاجها ولم تجد فرصة للعرض «نيران البوادي» وضمن الاعمال التي تعرض أيضا على الشاشة الرمضانية هذا العام «عقاب 2».

القصص كما شاهدنا ونشاهد: شاب بدوي يحب شابة من قبيلة معادية، ويقعان ضحايا هذه الخلافات.. أو قبيلة تسعى لأخذ ثأرها من قبيلة أخرى.. أو شيخ قبيلة أضاع أولاده ويسعى للبحث عنهم بعد مرور أكثر من عشرين عاما على اختفائهم. ويكتشف في النهاية ان بطل القبيلة التي يعاديها هو ابنه ويحدث ذلك في اللحظات الأخيرة قبل أن يهم بقتله. ويمكن القول ان محدودية الموضوعات وتكرارها يرجع إلى «محدودية» البيئة البدوية وغلبة وسيطرة المواريث والعادات والتقاليد القبلية على كل مناحي الحياة، وكما يقول البعض ان قطاعا كبيرا من المشاهدين تابع ويتابع الدراما البدوية بسبب ان هذه الأعمال تذكرهم بقصص كانت ترويها الجدات والأجداد، كقصة نمر بن عدوان، ووضحى وابن عجلان، وغيرهما. كما أن البعض الآخر من المسلسلات فيه شخوص تعتبر كنماذج يمكن الاحتذاء بها إذ تتميز شخصياتها بالقوة والجرأة والكبرياء. وهكذا، المسلسلات البدوية لن تتوقف عن الشاشة، فهي موجودة منذ انطلاق إنتاج الدراما العربية في المنطقة، وستبقى موجودة حتى يأتي نمط جديد من المسلسلات ويغطي عليها. لكن من المهم ان تبتعد الشبهات عن هذه المسلسلات ومن المهم ايضا ان تكون بعيدة عن دوائر التهويل والتفخيم والتضخيم واثارة النعرات القبلية.

21 سبتمبر 2008

 

قرقيعانيات

هدى الخطيب في «البارونات» غير هدى الخطيب في «صج حظوظ» في كل مسلسل تحاول هدى تغيير جلدها، وبشكل عام أصبحت هدى صاحبة خبرة تمثيلية كبيرة في أداء شخصية «البيزنس وومن» وتليق لها شخصية المرأة النسرة المسيطرة التي لا تخلو حياتها العاطفية من الرومانسية والمشاعر الرقيقة. في «صج حظوظ» ورغم إمكانات المسلسل المتواضعة في الفكرة وفي التنفيذ، تتألق هدى الخطيب مع طارق العلي، ويقدمان سويا ثنائيا كوميديا ناجحا نتمنى ان نشاهده في أعمال مقبلة.

***

هيا الشعيبي كوميديانة موهوبة ومنتشرة ومشاركة في أكثر من عمل وبعد النجاحات التي حققتها في الفترة الأخيرة عليها ان «تقنن» في اختياراتها المقبلة.

***

احمد شاكر ينجح في تجسيده لشخصية الفنان الراحل فريد الأطرش، وورد الخال ممثلة موهوبة وقادرة على الإمساك بشخصية عاليا ام أسمهان وعابد فهد يقدم واحدا من أجمل أدواره في تجسيد شخصية الأمير حسن. ويستحق مسلسل «أسمهان» أن يحقق اعلى نسبة مشاهدة في هذه الأيام لأنه بالفعل يستحق المشاهدة.

***

باسل الخطيب ليس في أفضل حالاته في «ناصر»، وخالد صالح ليس في أفضل حالاته في «بعد الفراق»، وهدى حسين في أفضل حالاتها في «فضة قلبها ابيض»، وفاطمة عبد الرحيم ممثلة قديرة في «ظل الياسمين».

***

أفتش عن «عقاب 2» واشعر بتشبع من المسلسلات التاريخية وانتظر ان تتسارع الأحداث في «التنديل» وفقدت اهتمامي بأحداث «في أيد أمينة» و«شرف فتح الباب» وارى ان مسلسل «جامعة اي شي» لا يليق بمحمد الصيرفي و شيماء واكره «الكاميرات الخفية». ومازلت أتابع «عرب لندن» وافتقد «مسك وعنبر». ويعجبني خليفة خليفوه وبثينة الرئيسي في «البارونات».

20 سبتمبر 2008

 

 دراما خليجية

الاشكاليات التي تقف في طريق الدراما التي تصنع في الخليج كثيرة بداية من اختيار النصوص وحتى مشاكل الانتاج والتوزيع والعرض. وما حدث هذا العام في رمضان يؤكد ان الدراما الخليجية كان بإمكانها ان تحقق نجاحات كثيرة على مستوى العرض الرمضاني العربي، لو تم الاهتمام قليلا باختيار نصوص لا تعتمد على كتاب ناقصي الخبرة ومنتجين لا يهمهم كثيرا جودة العمل أو نجاحه. ضمن المسلسلات المعروضة يمكن الاشارة إلى بعض الأعمال المميزة لكن كان هناك استسهال في إنتاج بعض الأعمال الأخرى التي جاءت لمجرد تعبئة ساعات الارسال المطلوب تعبئتها في رمضان.

الافكار والموضوعات التي تطرح في المسلسلات وتدور حولها الأحداث لا تختلف كثيرا عن تلك الأفكار والموضوعات التي جرى طرحها في أعمال السنوات السابقة. في «التنديل» هناك صراع النفوذ والغيرة والحسد بين التجار، وهناك الصراع المقولب بين التاجر الطيب والتاجر الجشع. وهناك مرة ثالثة صراع الأبناء من اجل غد أفضل. نموذج المرأة في المسلسل هو النموذج السلبي الذي يخضع لسطوة المجتمع الذكوري ضمن حالة من انحسار الفكر المستنير وكأننا مازلنا نقدم دراما الستينيات. وفي «فضة قلبها ابيض» تم تقسيم الشخصيات منذ البداية، وتمت قولبتها. واذاكانت النجمة سعاد عبدالله قد اختارت ان تقدم دورا يمثل تحديا لاي ممثل فإنها في زحمة الأحداث تنسى أحيانا أنها فضة الشخصية الرئيسية في المسلسل وليست النجمة سعاد عبدالله. وفي «ظل الياسمين» نحن بصدد الأفكار ذاتها عن الحب من غير أمل والزواج بالاكراه. وفي «البارونات» هناك صراع الثروة والنفوذ وزواج المصلحة وقصص الحب الشبابية التي تتم في الخفاء.

ومن الناحية الفنية من الصعب التوقف عند محطات تميز فحتى هذه اللحظة لا يقدم لنا محمد دحام الشمري أفضل ما عنده في «التنديل»، وغافل فاضل يبذل أقصى ما عنده في «فضة قلبها ابيض» في حدود المكان والزمان والشخصيات والأحداث. وفي «صج حظوظ» كان من الممكن تقديم طارق العلي بشكل أفضل، وفي «جامعة اي شي» كما يبدو فان العمل قد تم تنفيذه بسرعة وضُرب بتعليمات المخرج طول وعرض الحائط.

الدراما التي تصنع في الخليج او تمولها دول الخليج تبحث لها عن مكانة مميزة بين الدراميات الأخرى. وهي ليست في مجال منافسة مع الدراما السورية او الدراما المصرية لان اغلب أفكار وموضوعات المسلسلات الخليجية ولدت ونشأت وترعرعت في حضن دراميات بعيدة عن واقع المجتمعات الخليجية ولم تستطع ان تتجاوزها حتى الآن، ونحن في انتظار ان تقف الدراما الخليجية على اقدامها لكي يكون لها موضوعاتها الخاصة ولكي يكون لها صبغتها التي لا تقلد احدا.

18 سبتمبر 2008

 

دعوة «أوربتية»

«الدراما الرمضانية ما لها وما عليها» كان موضوع الحلقة الاخيرة من برنامج «اوراق خليجية» الذي يعده ويقدمه الاعلامي المتميز محمد القحطاني على قناة الصفوة «اوربت» وكان لي شرف المشاركة في الحلقة مع الفنان الكويتي القدير سعد الفرج.

ثقافة المنع كانت المحطة الأولى التي توقفنا عندها بعد ان شهدت الأعوام القليلة الماضية العديد من حوادث بعض المسلسلات مثل «الطريق إلى كابول» و«أسد الجزيرة» و«فنجان الدم» و«سعدون العواجي» وغيرها وكان من المهم الاشارة الى ان ثقافة المنع يجب ان تواجهها ثقافة التحصين، لانه في عصر السماوات المفتوحة، ومع التقدم التقني في وسائل الاتصال، ومع حرية تداول المعلومات الرقمية والصورية أصبح من الصعب إخفاء المعلومات والصور، ومن المهم تحصين المشاهد العربي وإعطاؤه الثقة ليكون قادرا على الاختيار بوعي. ونسيت ان أقول في المقابلة انه في القريب العاجل سيصبح من السهل ان يصنع اي شخص فضائيته الخاصة على الانترنت وهذا يمثل حقيقة الخيال.

وضمن اللقاء تحدثنا عن منافسة الدراما الخليجية للدراما المصرية والدراما السورية وارى ان هذا الموضوع تصنعه مبالغات كثيرة، لبعض الذين تربوا في أحضان الاثارة الصحفية لان هناك خطوات كثيرة للدراما الخليجية يجب عليها ان تقطعها لتحقق قدرا مطلوبا من التميز على مستوى المضمون والشكل. ولا يقلل ذلك أبدا من وجود أعمال متميزة يمكن الاشارة إليها على أنها حققت الكثير من النجاح على مستوى المشاهدة، وعلى مستوى التقدير النقدي.

وكانت هناك إطلالة على ظاهرة نجاح المسلسل التركي على الشاشات العربية وكان لنا ان نحاول تفسير الظاهرة بالقول ان المسلسل التركي قدم العديد من الأشياء التي يفتقدها المسلسل العربي منها مشهدية الجمال، وإنسانية الموضوع، ورقي العلاقات الإنسانية، وتقنية فنية متطورة تحتفي بتشكيل اللقطة.

تناول اللقاء أيضا قرارات النقيب اشرف زكي وتأثيرها على العلاقات الفنية العربية وكان من المهم أيضا المرور على حالة الردة الثقافية والفنية التي تعيشها المجتمعات العربية.

شكرا للصديق العزيز محمد القحطاني على دعوته «الاوربتية» وكان اللقاء بحق «غبقة» حوارية صريحة من اجل واقع درامي رمضاني أفضل.

17 سبتمبر 2008

 

أسمهان و«الماجرية»

شوقي الماجري في مسلسل «أسمهان» يعطي درسا مهما في كيفية صناعة الصورة وفي طريقة إعداد الممثل. في صورة الماجري هناك حركة ممثل لا يكتفي بالجلوس على المقاعد ليقول حواراته وانما هناك حركة فعل ورد فعل بين الممثلين تعبر عن الأفكار والعواطف وفي أكثر المشاهد من النادر ان نجد حوارات الصالونات وإنما يحرك الماجري كاميرته باستمرار مع وجود لقطة استهلالية تعبر عن وجهة نظر المخرج في طبيعة المشهد ككل وهي في الأغلب تكون لقطة بانورامية عامة للمكان. وفي الصورة (الماجرية) هناك اهتمام بالتفاصيل لمحاولة خلق أجواء الزمان والمكان مع اختيار الزي المناسب واللون المناسب وزاوية التصوير المناسبة. هذا غير إضاءة معبرة توحي بالحالة النفسية للشخصية وتساعد على تكثيف التعبير الدرامي المطلوب تكثيفه وهنا يمكن الاشارة إلى مشاهد الأمير حسن مع الأميرة أمال (اسمهان) ومشهد لقاء الأمير فؤاد بوالده. كما يمكن الاشارة أيضا إلى اختيار عدسات مُفلترة للتصوير أعطت وتعطي الانطباع بزمن الأحداث وهو ما يدل على مخرج يعرف أدواته جيدا.

واذا كانت حركة الشخصيات الخارجية المتدفقة في اللقطة الواحدة إنما هي اصدق تعبير عن حالة الشخصية الداخلية، فهناك أيضا حركة الطبيعة المجسدة في الأمطار ونيران الشموع والمشاعل وتساعد حركة الطبيعة هذه على زيادة جرعة التأمل عند المشاهد لكي يستوعب الحكاية بطريقة أفضل.

في مسلسل «اسمهان» لسنا بصدد حكاية من حكايات السيرة الذاتية فقط عن فنانة موهوبة عاشت وماتت في ظروف غامضة، وإنما نحن بصدد رؤية فنية تسود أجواء المسلسل ككل لتعطينا في النهاية مشهديه بصرية تحتفي بتشكيلية اللقطة تماما كما تحتفي بالأداء التمثيلي والأداء الصوتي. قد نلوم المخرج قليلا على عدم إعطاء فترة استراحة للعين والأذن من جماليات الصورة والصوت لكن هذا يحسب للمخرج ولا يحسب عليه.

اضافة الى «عمر الخيام» و«تاج من شوك» و«الارواح المهاجرة» و«اخوة التراب» وغيرها ينضم مسلسل «اسمهان» الى اعمال المخرج شوقي الماجري المتميزة لتمثل كل تلك المسلسلات مدرسة لها بصمتها الخاصة في مجال الاخراج التلفزيوني في بلاد العرب. وتحية لمخرج يحاول اسعادنا بمشهدية بصرية مختلفة في ظل واقع صوري لا يحتفي كثيرا بالصورة.

16 سبتمبر 2008

 

صورة

صورة الرجل في اغلب المسلسلات العربية الرمضانية صورة لا تبشر أبدا بالخير فهو اما زوج مغلوب على أمرة وإما رجل أعمال فاسد معدوم الضمير، وإما لص يرغب في التوبة ولا يستطيع، وإما ممثل للعدالة لا يستطيع أن يحقق العدالة وإما مدرس مسخرة يعرض نفسه للكثير من المواقف التي تقلل من قيمته امام تلامذته، وإما صحافي مرتزق يبيع قلمه لمن يدفع اكثر، وإما تاجر عصفت بتجارته الأيام وأصبح يعيش على ذكريات الماضي. وإما مهاجر ترك الأوطان بسبب الفقر او اليأس من حدوث تغيرات جوهرية لمصلحة إنسانية الإنسان.

ولنا ان نراجع نماذج الرجال الأبطال في «فتح الباب» او «في ايد امينة» او «كلمة حق» او «بعد الفراق» او «التنديل» او «صج حظوظ».

من الواضح ان البطل الدرامي في المسلسلات العربية يشهد حالة «انحسار» اخلاقية وفي حركته نوع من التردد والخوف. ولا نتحدث هنا من باب التعميم فمازالت هناك نماذج مشرفة تأتينا بين الحين والحين من خلال مسلسلات مشرقة.

الموضوع ليس حالة وجدانية للحنين للماضي لكن حقيقة لا نستطيع ان ننكر انه في ما مضى من ايام كانت للبطولة جلالها وروعتها. وفي ما مضى من مسلسلات كانت الخلافات بين الشخصيات والحكام على مصائر الاوطان. كانت هناك مظلة اخلاقية ووطنية يحتمي تحتها كل افراد المسلسلات.

البطل في المسلسل العربي الجديد لايعرف «ساسه من راسه» ومحاط بواقع مرعب، ويعيش تحت ضغوط لا تعطيه فرصة للشعور بالأمل.

في ما مضى من أيام كانت الخلافات في المسلسلات بين الشخصيات وبين الحكام على من يدفع أكثر فداء للوطن. وما حدث هو ان الخلافات أصبحت الان بين الشخصيات والحكام على من يدفع أكثر لقتل سوزان تميم!!

15 سبتمبر 2008

 

الفخراني وفتح الباب

غني عن الذكر ان الفنان يحيى الفخراني استطاع ان يحقق نجاحا كبيرا كبطل تلفزيوني لأهم الأعمال الرمضانية التي عرضت خلال الأعوام الماضية، ومازلنا نذكر له، ليس على سبيل الحصر، خماسية «ليالي الحلمية» و«الليل واخره» و«زيزينيا» و«أوبرا عايدة» و«للعدالة وجوه أخرى» وقبلها «نصف ربيع الآخر» وبعدها «عباس الأبيض» و«يتربى في عزو».

ومما يؤكد تفرد الفخراني هو حجم مبيعات مسلسله «شرف فتح الباب» الذي يعرض هذه الأيام على غالبية القنوات الفضائية العربية إلى جانب المحطات الأرضية.

وغني عن القول ان نجومية الفخراني تأتي وتتأكد كل يوم من جدية اختياراته للأدوار آلتي يقوم بأدائها ومن الارتباط الدائم بالموضوع الإنساني. ومن محاولته الدائمة لتطوير نفسه وأدواته الفنية. لكن هناك شيئا غامضا ومحيرا في مسلسل الفخراني الأخير .

البطل الدرامي طبقا للمفهوم الارسطي يصل إلى مصيره البائس نتيجة وجود شيء معيب في شخصيته فهاملت مثلا كان شديد القلق وعطيل كان شديد الغيرة وماكبث كان شديد الطموح. وعلى مر العصور ومع تطور العقل البشري وتعقد الحياة تغيرت مفاهيم الدراما وتغير أيضا مفهوم البطل لكن ستبقى هناك أساسيات وثوابت من الصعب تغييرها، ومن هذه الثوابت أننا في الدراما لا نستطيع ان نقدم بطلا مصابا بالجنون ولا نستطيع أيضا ان نقدم بطلا من المجرمين أو من اللصوص والمرتشين.

في «شرف فتح الباب» ومنذ البداية قبل شرف ان يتقاضى الرشوة باعتبار انها حق مشروع له ولاولاده بعد أن سرقته الدولة. ومهما كانت الدوافع فان منطق الدراما لا يجب ان يساير الواقع. وإذا كان هناك في الواقع من يحللون الحرام تحت الكثير من الذرائع فلا يجب ان تفعل الدراما ذلك لأنه ضد الطبيعة وضد القانون الاخلاقي والقانون الوضعي.

قد يتوب شرف عما فعل في نهاية المسلسل وقد يستطيع ان يلقي بالجناة الحقيقيين في السجن، وقد يرفض استخدام أموال الرشوة المخبأة في خزان المياه فوق السطح، لكن كان من المهم التمهيد للانقلاب الذي حدث في شخصية شرف والذي فاجأنا به.

في كل الأحوال علينا الانتظار حتى نرى كيف سيتعامل الكاتب مع بطله، وكيف سيحل الكاتب المشكلة التي أوجدها منذ البداية بقبول شرف الرشوة وتحليله لها باعتبارها حقا مشروعا. ولا يقلل ذلك من إعجابنا بأداء الفخراني وتألق هالة فاخر وبثينة رشوان وإصرار الفخراني الجميل على الدفع بمجموعة من الوجوه الجديدة التي تثبت أنها كانت جديرة بالاختيار.

14 سبتمبر 2008

 

بطل لكل مشاهد

في سالف العصر والأوان عندما كان التلفزيون في بداياته الأولى وكانت القنوات تقتصر على واحدة او اثنتين، وكانت الفضائيات أيامها في علم الغيب قبل ان تتوالد بالشكل الجنوني الذي نراه الآن. في ذاك الوقت كانت القضايا واضحة وكان الأبطال أيضا معروفين فالكل يعرف من هو صلاح الدين الايوبي تماما كما يعرف سيف بن ذي يزن وعنترة ابن شداد. و كانت هناك مواصفات وملامح يتم الاتفاق عليها بالنسبة لأي بطل يتم اختياره.

مع تحول الشاشة الصغيرة والكبيرة من الأبيض والأسود إلى الملون ومع ظهور الشاشات (البلازمية) والفضائيات التي تنتشر مثل انتشار النار في الهشيم، ومع وجود الوفرة الإنتاجية، ومع تناقص تكلفة إنشاء قنوات السماء المفتوحة لمن يدفع أصبح من العادي ان يستثمر رجال الأعمال في «بيزنس» الفضائيات المربح على جميع الأصعدة ومن تلك الأصعدة إنتاج الأعمال التاريخية وإعمال السيرة الذاتية. ومع حالة الانكفاء القومي التي يعيشها التاريخ العربي في الوقت الحالي كان لابد من ظهور أبطال جدد وهو «بيزنس» آخر تقوم به بعض الفئات ربما لتوسيع الهوة الموجودة أصلا بين الشعوب والقبائل ربما بهدف إثارة النعرات الطائفية وربما بهدف التفاخر وصنع تاريخ جديد تتحدث به الأجيال المقبلة حتى لو كان تاريخا مبالغا فيه. وليس مستغربا ان تحل ميريام فارس بدلا من ام كلثوم وان يحل نمر بن عدوان بدلا من صلاح الدين مع احترامنا لكل الأسماء والشخصيات.

مع بداية شهر رمضان تم إيقاف بث مسلسل «فنجان الدم» من بطولة جمال سليمان الذي قيل انه يثير النعرات الطائفية، وبالأمس القريب تم إيقاف بث مسلسل «سعدون العواجي» من بطولة رشيد عساف استجابة لمناشدات تقدمت بها العديد من القبائل العربية التي يحكي المسلسل حقبة من تاريخها. ومازلنا نرى ان المنع لن يمنع المشكلة من التفاقم بل سيساعد على انتشار هذه المسلسلات، ولن يستطيع احد ان يمنع احد من رغبته في إضفاء صفات البطولة على اي احد. وإذا كانت الجغرافيا قد تم ويتم تغييرها فانه من المهم قبل تغيير التاريخ ان تقوم الحكومات والمؤسسات المسؤولة بإنشاء لجان تكون مسؤوليتها مراجعة السير الذاتية لأبطال التاريخ.

اصبح لكل مواطن فضائية ومفت ومحلل استراتيجي وبرنامج كروي وبرنامج طبيخ ونخشى ان يأتي اليوم الذي يصبح فيه لكل مواطن بطل تاريخي!!

13 سبتمبر 2008

 

تمثيل وانتظار

غير تألق عبد الحسين عبد الرضا في «التنديل» يعجبني عبد العزيز جاسم وهو يؤدي بطريقة استثنائية تجسد موهبته وتؤكد انه واحد من كبار نجوم التمثيل في الكويت ويعجبني أيضا إبراهيم الحربي الذي يقدم واحدا من أفضل أدواره على الشاشة الصغيرة وهناك إشارة أيضا إلى عبد المحسن النمر وعبير الجندي.

وفي «فضة» وغير الأداء الصعب والمبهر الذي تقدمه سعاد عبدالله، فإن هدى حسين تدخل حلبة المنافسة وتجيد تجسيد الشخصية الشريرة الطماعة التي تقف لفضة بالمرصاد في انتظار الانقضاض على ما تملكه والتهام قلبها الأبيض.

وفي «عرب لندن» يواصل عابد فهد انتقالاته وتنويعاته في اختيار شخصيات جديدة وصعبة.

ومازلت أرى ان يسرا لم تضف جديدا في دورها فهي تعيد تقديم شخصيات قدمتها من قبل على عكس هشام سليم الذي يزداد نضجا مع كل دور جديد يقدمه، وعلى عكس جيهان فاضل التي تحاول ان تثبت أنها ممثلة يمكن الاعتماد عليها.

وفي «بعد الفراق»، وفي أول أدوارها على الشاشة الصغيرة، تجسد هند صبري شخصية سكرة بحرفية كبيرة وتؤكد أنها ممثلة لها حضورها البهي ولها طلتها المميزة. ويؤخذ على خالد صالح تجسيده لدور لا يتلاءم أبدا مع سنه ويكرر غلطة يحيى الفخراني في «المرسى والبحار».

وفي «كلمة حق» هناك إشارات لا بد منها لإبراهيم يسري الذي ينضج مع مرور السنين، وهناك إشارة أيضا الى سامي العدل الذي يؤكد انه لم يدخل عالم التمثيل بمحض الصدفة، وحتى هذه اللحظة لم أتابع بشكل كاف ما يقدمه داود حسين في «الفطين»، لكن مازلت على اعتقادي ان داود ممثل قدير وموهوب ويسعدني ابتعاده عن التقليد الذي استهلك الكثير من طاقته. وفي «صج حظوظ» أتابع من بعيد وكلما أتاح الوقت ذلك طارق العلي فهو يستحق المتابعة.

وفي «أسمهان» تؤكد ورد الخال في دور الأميرة عاليا ان المواهب العربية في مجال التمثيل كثيرة وتحتاج فقط الفرصة لتثبت وجودها، وغير سلاف فواخرجي التي ستترك بصمة مهمة بعد تجسيدها لشخصية أسمهان يمكن الإشارة إلى احمد شاكر الذي يجسد دور فريد الأطرش.

وفي مسلسل «ناصر» يمكن القول ان مجدي كامل لم يقنعنا حتى هذه اللحظة انه قادر على تقمص روح عبد الناصر، وربما حدث ذلك في الحلقات المقبلة.

12 سبتمبر 2008

 

عرب لندن

شاهدت ضمن ما شاهدت عدة حلقات من مسلسل «عرب لندن» قصة وسيناريو وحوار أنور قوادري، وهو في الأصل مخرج سينمائي، ومن أعماله فيلم «ناصر» الذي قام ببطولته الفنان خالد الصاوي. عرب لندن من الممكن ليكونوا عرب اليونان او عرب ايطاليا او عرب فرنسا أو اي عرب آخرين يعيشون خارج بلاد العرب، وهم في مسلسل القوادري يظهرون على طبيعتهم، ويخرجون من عباءة الشخصية الفصامية والازدواجية المقيتة. ويعني ذلك ان عرب هذا المسلسل يعيشون على طبيعتهم، ويتحدثون بحرية، ويوجهون سهام النقد لكل ما لا يعجبهم في المجتمعات العربية من دون خوف. في مسلسل القوادري هناك أبواب مفتوحة على كل القضايا العربية وهناك نقاشات بين الشخصيات عن حرية المرأة والأصولية والخيبات السياسية العربية والتخلف عن مواكبة العصر وأسباب الهزائم المتلاحقة التي تعصف بحياتنا من كل جانب. وفي المسلسل مجموعة من الشخصيات التي تمثل بعض النماذج من العرب المهاجرين ويتناول المسلسل من خلال عرض بانورامي قضايا هذه النماذج ومشاكلها اليومية وتأثيرها على الصعيد العائلي أو المهني فهناك ابنة المليونير المناضل، وهناك الصعلوك الذي يتغذى ويتعشى على الأمجاد العربية السابقة، وهناك أيضا الشباب الذي يبحث عن هويته والشابات اللواتي يبحثن عن الحب والأمان في غربة لا تمسح دموع الغريب. وهناك أيضا المواطن السعودي الذي تزوج بريطانية، وأنجب منها ابنتين وعندما عاد إليها بعد فترة وجدها قد أقامت علاقة مع أحد البريطانيين، فحاول الحصول على حضانة بناته لكنه اصطدم برفض القانون البريطاني. ومن مصر يقدم المسلسل شخصية «بيومي» وهو صاحب مقهى النيل الذي يتورط بزواج عرفي إلى جانب زواجه الأصلي ويخفي هذا الزواج عن عائلته وعن السلطات البريطانية التي تمنع تعدد الزوجات. ومن سوريا يقدم شخصية سامي شريك بيومي الذي صدمته صعوبة الحياة في لندن ولكنه يصمم على الاستمرار لتحقيق حلمه.

أحداث المسلسل تبدأ عام 1990 مع بداية دخول القوات العراقية الى الكويت، ويتناول المسلسل فترة الغزو العراقي على الكويت، وما مر به الشعب العربي عامة والكويتي خاصة من مصاعب في ذلك الوقت.

لا نريد ان نسبق الأحداث لكن من المهم الاشارة الى ان المسلسل يحكي بجرأة عن بعض الموضوعات المسكوت عنها كما يقدم رؤية فنية تهتم بالتفاصيل كما يشارك في العمل مجموعة مهمة من نجوم التمثيل في العالم العربي منهم عابد فهد وباسل خياط وتوفيق عبد الحميد ونيرمين الفقي ويس حمدان ومحمد المنصور ومحمد بكري وخالد سامي وإبراهيم الزدجالي وغيرهم.

و«عرب لندن» من المسلسلات التي تستحق المشاهدة.

10 سبتمبر 2008

 

فتح الباب ودراما الملايين

لفترات طويلة تعاملت الدراما العربية في المسلسلات والأفلام مع موضوع الرشوة والفساد بخجل شديد وكان أقصى ما يمكن اختلاسه بضعة آلاف من الجنيهات، وكان أقصى ما يمكن تقديمه من رشوة بضع مئات من الجنيهات، ولأن ثبات الحال من المحال فقد زادت قيمة الاختلاسات وأصبحت بالملايين وزادت أيضا قيمة الرشوة وبدلا من عشرات أو آلاف الجنيهات أصبحت أيضا بالملايين.

ثلاثة مسلسلات تعرض الآن على الشاشات الفضائية الرمضانية تدور موضوعاتها حول الاختلاس وتلقي الرشاوى. في «شرف فتح الباب» يتلقى شرف رشوة بمبلغ مليوني جنيه مقابل تسهيل اختلاسات بمبلغ 10 ملايين جنيه.

وفي مسلسل «رمانة الميزان» يتلقى البطل رشوة بمبلغ 3 ملايين جنيه مقابل الحصول على براءة احد المجرمين ويرفضها حتى الحلقة الرابعة.

وفي «كلمة حق» ترفض البطلة رشوة بمبلغ مليون جنيه لتصمت عن قول الحق في جريمة قتل والقاتل هو واحد من طبقة الأثرياء الجدد ولكنها ترفض تغيير شهادتها حتى الحلقة الخامسة.

طبعا نحن لا نعرف حتى هذه اللحظة كيف ستكون نهايات هذه المسلسلات؟ وهل سيستمر الأبطال في مقاومة الرشوة أم لا؟ لكن كما يبدو فان الفساد والرشوة والحصول على الملايين أصبح واحدا من الموضوعات الرئيسية في الدراما الرمضانية وأيضا في دراما الحياة.

في دراما الحياة تقول لغة الأرقام التي مازالت رهن التحقيق ان هشام طلعت مصطفى دفع 11 مليون جنية لقاتل سوزان تميم، وان ابنة تميم قبل مقتلها اشترت شقة بمبلغ 28 مليون درهم، كما عثر في شقتها على مجوهرات بمبلغ 5 ملايين دولار، بالإضافة إلى ثروة تتخطى10 ملايين دولار. وعلينا ان نتخيل كم مليار من الممكن ان يدفعها هذا الهشام مقابل أن تعود له سمعته؟

الدراما الرمضانية معذورة الى حد كبير عندما توزع ملايين الاختلاسات وملايين الرشوة وملايين الفساد على موضوعات مسلسلاتها وفي زحمة العروض قد تكون هنا أو هناك ملايين أخرى لا نستطيع أن نشاهدها ولا نستطيع أن نراها، وما خفي كان أعظم.

والى حد كبير نرى ان حال المسلسلات من حال الفن وحال الفن من حال الوطن.

9 سبتمبر 2008

 

سعاد.. وفضة

مهما قدم من ادوار ومهما حقق من نجاحات يبقى الممثل في حالة تحد دائمة لكسر الشخصية السينمائية او الشخصية التلفزيونية التي تعلق بها وتعلقت به على مر السنين. ويحدث ذلك كنوع من التغيير حتى لا يمل الجمهور وكنوع من إثبات الذات والقدرة على التنوع وتقديم كل الشخصيات مهما كانت صعوبتها. ونذكر هنا الراحل احمد زكي عندما نجح في تقديم شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأصر فيما بعد على تحدي نفسه وتقديم شخصية الرئيس الراحل أنور السادات.

وعلى سبيل الإشارة لا الحصر نور الشريف، فعل ذلك في فيلم «الصرخة» عندما قدم شخصية الأبكم، ونبيلة عبيد فعلت ذلك عندما قدمت شخصية المعاقة عقليا في «ديك البرابر»، ويحيى الفخراني فعل ذلك في «مبروك وبلبل» وحنان ترك فعلت ذلك في مسلسل «سارة»، وحتى النجوم العالميين يحاولون دائما الخوض في هذا التحدي ونذكر هنا راسل كرو في «العقل الجميل»، وداستن هوفمان في «رجل المطر»، وجيمي فوكس في «راي»، ثم أخيرا سعاد عبداللة في «فضة قلبها ابيض».

يرى السير بيتر هول الذي يعد واحدا من أهم وأشهر مخرجي المسرح البريطاني ان الممثل الهوليوودي يتميز بشخصية تمثيلية خاصة به، كأن يبرع في أداء أدوار معينة، أما في بريطانيا فالممثل يطمس أي تمايز في شخصيته، فكلينت أيستود، وجاك يكلسون، وأمثالهما، عادة يمثلون الأدوار نفسها التي اشتهروا بها، في حين أن الممثلين البريطانيين مثل دانيال داي لويس وبوب هوسكينز هم كالحرباء، يستطيعون تقمص مجموعة من الشخصيات في الأدوار التي يلعبونها، وداي لويس الذي حاز الأوسكار في فيلم «قدمي اليسرى» استطاع بسهولة أن يتحول من دور الكسيح كريستي مور إلى دور شاب قوي في فيلم «آخر الموهيكان»، أو أن يعمر ويصبح متحجرا عاطفيا كما فعل في فيلم «زمن البراءة».

دافيد سوشيه الذي انتزع الإعجاب في دور البروفيسور الأميركي العنيف في فيلم «أوليانا» يقول إنه ما من أحد يكره نظام النجومية الذي يحتاج إلى أبطال يعشقهم، ولكن هذه ليست طريقة طبيعية لأي ممثل لكي يتقدم في عمله.

في «فضة قلبها ابيض» تدخل سعاد عبداللة منطقة شائكة، وتختار شخصية صعبة وترغب في التحدي، وتثبت أنها فنانة قديرة لا تخاف المناطق المحظورة. وعلينا الانتظار حتى نرى.

8 سبتمبر 2008

 

سوزان وأسمهان

بجانب مسلسلات رمضان التي يشدني بعضها حتى الساعات الأولى من الصباح تشدني أيضا مسلسلات الواقع. وإذا كان مسلسل «ناصر» لم يستطع حتى الحلقة الأخيرة ان يقنعني بأحداثه المختارة فان مسلسل «أسمهان» تجذبني اليه اللغة البصرية المتفردة التي يتعامل بها المخرج شوقي الماجري مع السيناريو المكتوب. ولا أخفي اعجابي بسلاف فواخرجي التي تقدم لنا الرقي في الشخصية والرقي أيضا في الأداء التمثيلي. وفي «أيد أمينة» يبدو ان الفنانة يسرا تريد ان تسترجع بعض أمجادها التلفزيونية القديمة بإعادة استنساخ شخصية البطلة المذيعة أو الطبيبة أو المدرسة أو موظفة الحكومة التي تقف أمام فساد الواقع . ويشدني كثيرا الفنان يحيى الفخراني في «شرف فتح الباب»، وارى ان يحيى الفخراني من الممثلين القلائل على الساحة التلفزيونية الذين يرغبون في تقديم أقصى ما عندهم من عطاء فني لاسعاد المشاهد. وأتابع أيضا «التنديل» وافتقد فيه حتى الآن وجود المخرج محمد دحام الشمري وارى ان الكاميرا تتحرك ببطء شديد ونادرا ما تستغل المكان باعتباره احد العناصر المهمة في التكوين الجمالي للصورة. اعرف أن قدرات دحام كبيرة ومتفردة وانتظر الحلقات المقبلة. وارى ان فوازير «وراها وراها» لم تحقق حتى الان اي نجاحات على مستوى الابهار الاستعراضي المطلوب بالنسبة لنوعية هذه البرامج. وأتابع بحزن مسلسل قتل سوزان تميم وارى أنها دراما عصرية عن تقاطع دنيا البيزنس مع دنيا الجنس والسياسة، واشعر بالفخر لقرار النائب العام في مصر بالنسبة لهذه القضية التي شغلت ومازالت تشغل الرأي العام. وارى ان مصير سوزان تميم هو مصير اي فنانة تريد ان تلعب مع الكبار. هكذا كان مصير مارلين مونرو وبعدها أسمهان.. وهكذا كان مصير سعاد حسني مع اختلاف الشخصيات والأماكن والظروف والنهايات، ولا يعني ذلك أبدا انني أوافق على ما يفعله الكبار لان الملايين التي دفعت لقتل سوزان كان في استطاعتها إطعام ملايين من الجياع الذين يعيشون تحت خط الفقر في المجتمعات العربية، انها إحدى عادات التاريخ السيئة فالكبار يتقاتلون على المال والجاه والنفوذ والسلطة والنساء. ويدفع الثمن الغلابة الذين يبحلقون في ما تعرضه الفضائيات بقية النهار. وعلى الفضائيات كانت هناك كليبات سوزان تميم وكانت هناك إعلانات «مدينتي» كان هناك القاتل والمقتول. ابتعد قليلا عن حكاية سوزان تميم وأغير القناة وأتابع من بعيد سباق الرئاسة الأميركية بين اوباما ومكين!.

7 سبتمبر 2008

 

ممنوعات

كما تواردت الأخبار الفضائية فان فضائية أم بي سي راهنت على مسلسل «فنجان الدم» باعتباره الأول من نوعه الذي ينصف أهل البادية لناحية الثقافة والعلم والخلق الرفيع، وفجأة اختفى المسلسل دون تقديم إيضاحات واضحة. وقد علم في ما بعد ان احد مواقع الانترنت نشر تقريرا يقول إن المسلسل يسيء إلى قبيلتي شمر وعنزة. وقد سارع نجم المسلسل جمال سليمان الى نفي هذا الاتهام، موضحا ان «العمل متعوب عليه وهو أفضل ما تناول البادية وقبائلها باحترام وبحث تاريخي معمق خلافا عن الأعمال الأخرى التي تقدم البدو على أنهم مجرد خيمة و«شوية معيز» وبدوي لئيم وآخر غادر وثالث حكيم مع شاب وصبية يحبان بعضهما البعض».

التاريخ الفني للتعرض للقبائل والطوائف والمهن والجنسيات هو تاريخ حافل وهناك العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي تعرضت للنقد او الإيقاف أو المنع أو المحاكمة بسبب تدخل اراء هنا او هناك ترى ان هذه الأعمال صورت بعض الشخصيات أو بعض القبائل او بعض الشعوب بطريقة مبالغ فيها، ونذكر هنا وليس على سبيل الحصر «الافوكاتو» و«بحب السيما» و«العندليب» و«هذا سيفوه» وغيرها. وتصب قرارات المنع ودعوات التحريض للمنع في اغلب الأحيان اعتمادا على «تابو» الرقابات العربية الثلاثي «الجنس والسياسة والدين».

طبعا من حق الساسة ان يمنعوا ما هو ضد سياستهم، ومن حق رجال الدين أن يمنعوا الاعتداء على القيم الدينية، ومن حق رجال الأخلاق ان يقفوا ضد من يحاربون الأخلاق، لكن إذا مارست كل فئة ممنوعاتها ومحظوراتها، لن يتبقى ما يمكن ان يقال، وستدخل كل الأعمال الفنية بلا استثناء في دوائر المنع والمصادرة نتيجة وصاية لا يمكن أبدا ضمان عمق معرفتها ونزاهتها، وسيتحول امر الرقابات في النهاية الى محاكم تفتيش تحاسب الأعمال الفنية على النيات قبل عرضها. مع عدم الأخذ في الاعتبار ان الفن الحقيقي لم يقف أبدا في يوم من الأيام مع القبح ومع تشويه الاخر. ومع الاخذ في الاعتبار أيضا ان الفن له قوانينه الخاصة.

لا يغيب عنا ابدا ان هناك خطوطا حمراء في ما يقال وفي ما يعرض. ولا بد من الحرية المسؤولة.

ويغيب عن الذين يمنعون أننا نعيش في عصر السموات المفتوحة، وانه لم يتبق الا القليل حين تصبح الرقابات العربية مجرد ذكرى من زمن قديم.

6 سبتمبر 2008

 

أبوقتادة وأبوسعف

على شاشة سما دبي يعرض الجزء الثالث من المسلسل الكارتوني «فريج»، وكما يبدو فإن الجزء الجديد أصبح أكثر جرأة لمناقشة قضايا ومشاكل تمس الواقع الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات بشكل خاص، ومنطقة الخليج بشكل عام، وضمن الموضوعات التي يناقشها «فريج» المنافسة غير الشريفة، والتسوق، ومكر النساء، وغيرها من العادات الغريبة عن المجتمع العربي الخليجي.

وفي مسلسل شعبية الكارتون أُضيفت شخصيات جديدة سودانية وسعودية ولبنانية مع الحرص على ان تكون أصوات الشخصيات حقيقية.

وفي المسلسل الكارتوني «سوبر هنيدي» يقدم محمد هنيدي كوميديا بوليسية حافلة بالمغامرات ومنفذة بتقنية الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد

وعلى قناة الوطن يقدم المسلسل الكارتوني «بوقتادة وبونبيل»، ويقدم هذا المسلسل للعام التالي على التوالي ويحقق نجاحات كبيرة على مستوى المشاهدة، وعلى «الراي» يعرض المسلسل الكارتوني «ام سعف جت كوم» الذي يتطرق من خلال شخصياته النسائية الكارتونية الى الكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية في قالب كوميدي خفيف الظل. وقد تم عمل هذا المسلسل بالنظام الثلاثي الأبعاد ويقوم بأداء الأصوات مجموعة من نجوم الكوميديا في الكويت على رأسهم طارق العلي. وتتنوع الأماكن والمواقف التي تعيشها شخصيات المسلسل وهي تعكس واقع اجتماعي حقيقي وتناقش وتنتقد حالات غالبا ما تحدث في حياتنا اليومية.

ومن الملاحظ ان عدد المسلسلات الكارتونية يتزايد كل عام، ومن الملاحظ أيضا ان القائمين على تنفيذ وتحقيق هذه المسلسلات يستخدمون احدث وسائل التقنية لانتاج هذه الأعمال خصوصا إتقان العمل من حيث الصوت والصورة، ثم يأتي النجاح في اختيار الموضوع المناسب.

ويمكن القول ان هذه المسلسلات لم تعد تجذب الصغار فقط وإنما أصبحت تشد انتباه الكثير من الفئات العمرية الأخرى، وأصبح لها قاعدة جماهيرية من الممكن ان تتزايد خلال السنوات القليلة المقبلة كما حدث لافلام التحريك السينمائية التي اصبحت مدخولاتها تنافس على المراكز الاولى في شباك التذكر.

نتمنى بالطبع ان نشاهد المزيد من هذه المسلسلات مع الوضع في الاعتبار ان التطور في صناعتها سيساهم في كسر احتكار الغرب لها، كما سيسهل تقديم موضوعات لها صلة حقيقية بالواقع العربي. وتحية لصناع هذة المسلسلات التي تسعدنا بوجودها على الشاشات العربية..

5 سبتمبر 2008

 

اتحاد وتطوير

رة التسعينيات من القرن الماضي، ومع التطور التقني في وسائل الاتصال، شهدت ظهور العديد من الفضائيات العربية، وقد جسد ذلك طفرة إعلامية غير مسبوقة في تاريخ الإعلام العربي ساعدت على انتشار ديموقراطية الإعلام وأدخلتنا عصر السماوات المفتوحة، وساهمت في تشكيل ذوق ووجدان ووعي المواطن العربي، فان هناك الكثير من السلبيات أيضا التي صاحبت التجربة فشريط الرسائل الذي يظهر أسفل الشاشة جاءت خلاله شتائم وألفاظ نابية وإباحية ساعدت على زيادة جرعة النعرات الطائفية والقبلية، إلى جانب ظهور قنوات خاصة في السحر والدجل والشعوذة وأصبح من المتاح ان يذهب هؤلاء السحرة والمشعوذين إلى كل بيت في وضح النهار بدلا من الاختباء في أماكن لا يعرفها إلا عدد محدود من الدلالين والنصابين الصغار. هذا غير انتشار قنوات الغناء العاري والمسلسلات التي تسبب الفصام والتخلف العقلي. ولأسباب كثيرة كانت الحاجة ملحة وضرورية لإنشاء كيان ينظم حالة الفوضى التي يعاني منها فضاؤنا العربي، ولذلك قوبل إعلان تأسيس اتحاد القنوات العربية الخاصة الذي يترأسه الشيخ فهد سالم العلي الصباح بترحاب شديد ليكون هيئة عربية تتمتع بالشخصية الاعتبارية والأهلية والقانونية لمزاولة نشاطه وتحقيق أغراضه إضافة إلى استقلاله الاداري والمالي في حدود نظامه الأساس.

وكما أعلن فان الاتحاد سيكون لسان حال جميع الفضائيات الخاصة، وسيقوم بتمثيلها لدى كل الجهات الرسمية وغير الرسمية مدافعا عن حقوقها وحقوق الإعلاميين، وكل العاملين فيها ورعاية مصالحها ومصالحهم، كما أن الاتحاد يهدف إلى تأكيد حقوق العاملين في الفضائيات في الفكر والإبداع وحرية التعبير والنقد البناء دون الخروج عن القيم والمبادئ والأصول.

و سيعمل الاتحاد أيضا على إيجاد علاقة تكاملية تعاونية تنافسية بين القنوات في جو من المنافسة الايجابية لتكون القنوات قادرة على مواجهة الغزو الفكري الذي يستهدف قيمنا وهويتنا العربية، وفي الوقت نفسه ستكون هناك وسيلة واضحة وفعالة في نقل الصورة الصحيحة لحضارتنا وثقافتنا وواقعنا وفكرنا ومعتقداتنا الى الآخر في كل مكان

طبعا مشروع اعلامي طموح ومهم وله أهداف نبيلة وسامية وطالما طالبنا بضرورة وجود ميثاق شرف فضائي ليحد من انتشار الفوضى الموجودة الآن في السماوات المفتوحة

هذا الاتحاد جدير بالإشارة والتشجيع، لكن تبقى ضرورة الاستمرار في تطوير آليات العمل الإعلامي الخليجي خصوصا في مجال الفضائيات فهناك ضرورة لتدريب الكوادر الإعلامية الخليجية في مجال التلفزيون بشكل دوري للاطلاع على المستجدات في مجال الفضائيات العالمية، وهناك ضرورة لإنشاء مؤسسة عربية متخصصة في رصد وقياس الرأي الخليجي والعربي والعالمي ويمكن لهذا الاتحاد ان يلعب دورا مهما في هذا المجال. وغير ذلك كله مطلوب من الاتحاد ايضا الدعوة الى تشجيع إنشاء شركة آو شركات متخصصة في إنتاج الصناعات الفضائية اللازمة للعمل الإعلامي الخليجي والعربي بشكل عام.
ان التحديات التي تواجه الأعلام العربي تحديات كثيرة ومثيرة للقلق، فغير التدفق الإعلامي الغربي وما يحدث من تطور سريع للتقنيات الاعلامية الحديثة فان الكثير من مناطق العالم العربي مازالت في حاجة ماسة الى تحديد معالم هويتها الثقافية والاجتماعية والسياسية في عالم أصبح يؤمن بالكيانات الكبيرة الموحدة.

من هنا يأتي دور اتحاد الفضائيات الخاصة، وأهمية امتلاكه لاستراتيجية واعية لتطوير السياسات الإعلامية بما يتناسب وحجم التغيرات، وسرعة إيقاع التطورات في مجالات الحياة المختلفة.

4 سبتمبر 2008

 

دراما مختلفة

رغم العديد من المشاكل والقضايا التي واجهت الواقع الدرامي المصري خلال العام المنصرم فان الدراما المصرية حاضرة أيضا على كل الشاشات الفضائية العربية من خلال أكثر من أربعين عملا تم انجازها خلال العامين الماضيين باعتبار. وإذا كان موضوع التضييق على الفنانين العرب للعمل في المسلسلات المصرية مازالت تتردد اصداؤه هنا وهناك فانه من الملاحظ مشاركة أكثر من مخرج وأكثر من ممثل وأكثر من فني من الدول العربية في تنفيذ وتحقيق العديد من المسلسلات المصرية، ونذكر هنا ليس على سبيل الحصر المخرجة رشا شربتجي ومحمد عزيزية ورزان مغربي وباسم ياخور وأيمن زيدان وغيرهم.

النجوم الكبار متواجدون فيحيى الفخراني يعود مع حكاية «شرف فتح الباب» ليقدم لنا دراما جديدة من تأليف محمد جلال عبد القوي واخراج السورية رشا شربتجي وكما عودنا الفخراني فأننا نتوقع دراما ناجحة ومؤثرة على مستويي الأفكار والإبداع الفني. ويتواجد نور الشريف في الجزء الثاني من «الدالي»، وتعود يسرا في «أيد أمينة»، كما تعود ميرفت أمين في «طيارة من ورق»، وسميرة احمد في «جدار القلب»، وفى «بعد الفراق» تظهر هند صبري في أول إطلالة تلفزيونية لها، وفى إطلالة مماثلة تظهر الفنانة اللبنانية نور في مسلسل «دموع القمر»، ويتوالى حضور فيفي عبده في مسلسل «قمر».

وتتنوع الدراما المصرية هذا العام ما بين الاجتماعي والديني والفنتازي إضافة الى دراما السيرة الذاتية.

من الدراما الدينية سيعرض «العارف بالله» و«علي مبارك»، ومن دراما السيرة الذاتية سيعرض «ناصر» الذي يصور أجزاء من السيرة الذاتية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومن الدراما الفنتازية سيعرض «ظل المحارب» الذي تدور أحداثه في دولة افتراضية ويحمل إسقاطات على الواقع المعاصر.

والمسلسلات الاجتماعية من المتوقع ان تلقي الضوء على العديد من المشكلات المعاصرة التي يواجهها جيل الشباب مثل عدم وجود فرص عمل كافية والعنوسة وعدم الزواج بالنسبة للفتيات. هذا إلى جانب القضايا الشائكة دائمة الاستمرار مثل المحسوبية والفساد واستغلال النفوذ.

ومن خلال قراءة أولية للدراما المصرية في رمضان يمكن الاشارة الى عدة ملاحظات تم رصدها بسرعة أهمها غياب بعض الوجوه التي كانت تحرص على التواجد في رمضان مثل نبيلة عبيد ونادية الجندي، كذلك يلاحظ انحسار تجربة النجمات المحجبات التي طغت خلال العامين الماضيين ونلاحظ غياب سهير البابلي وسهير رمزي رغم وجود صابرين في مسلسل «الفنار».

ويلاحظ ان الدراما المصرية تم تدعيمها هذا العام بالعديد من نجمات السينما أمثال هند صبري وغادة عادل ونور، كما تم تدعيمها أيضا ببعض الوجوه الجاذبة من لبنان أمثال نيكول سابا ورزان مغربي ومايا نصري.

مشكلات الدراما المصرية كثيرة وتشاركها تلك المشكلات بقية الدراميات العربية ومن هذه المشكلات الخطابية وسيطرة النجم وغياب الرؤية االابداعية لتقديم أعمال مميزة من الناحية التقنية إضافة إلى الاستسهال وإعادة تقديم الأفكار دون محاولة جادة للخروج إلى آفاق أوسع وأرحب لتقديم معالجات درامية جديدة ومختلفة لما يدور حولنا في عالم حافل بالصراعات والمشكلات من كل لون.

مع متابعة ما تقدمه الدراما المصرية هذا العام هل نستطيع القول إننا أمام دراما تحاول ان تغير نفسها وتلحق بالسباق. هذا ما نتمنى.

3 سبتمبر 2008

 

سيرة مرئية

كما تذكر صفحات التاريخ، يعد أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية. نهض إلى الخلافة بعد أن صقلته التجارب وأنضجته المحن، وخبر الناس وعاشرهم ووقف على دواخلهم وخلائقهم، وما إن أمسك بزمام الأمور حتى نجح في التغلب على مواجهة صعاب وعقبات توهن عزائم الرجال وتضعف ثبات الأبطال، وتبعث اليأس والقنوط في النفوس. وكانت مصلحة الدولة شغله الشاغل، فأحكمت خطوه وأحسنت تدبيره، وفجرت في نفسه طاقات هائلة من التحدي، فأقام دولته باليقظة الدائمة والمثابرة الدائبة والسياسة الحكيمة.

ومن الأعمال الجليلة التي تُذكر للمنصور كما جاءت في الكتب التي تعرضت لسيرته مثل «تاريخ بغداد» و«دولة بني عباس» عنايته بنشر العلوم المختلفة، ورعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم، وقيامه بإنشاء «بيت الحكمة» في قصر الخلافة ببغداد، وإشرافه عليه بنفسه، ليكون مركزا للترجمة إلى اللغة العربية. وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان فبعث إليه بكتب في الطب والهندسة والحساب والفلك، فقام نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية.

كان الخليفة أبو جعفر المنصور رجل عمل وجد، لم يتخذ من منصبه وسيلة للعيشة المرفهة والانغماس في اللهو والاستمتاع بمباهج السلطة والنفوذ، يستغرق وقته النظر في شؤون الدولة، ويستأثر بمعظم وقته أعباء الحكم.، وكان يعرف قيمة المال وحرمته، فكان حريصا على إنفاقه فيما ينفع الناس، ولذلك عني بالقليل منه كما عني بالكثير، ولم يتوان عن محاسبة عماله على المبلغ الزهيد، ولا يتردد في أن يرسل إليهم التوجيهات والتوصيات التي من شأنها أن تزيد في دخول الدولة، وكان يمقت أي لون من ألوان تضييع المال دون فائدة، حتى اتهمه المؤرخون بالبخل والحرص، ولم يكن كذلك فالمال العام له حرمته ويجب إنفاقه في مصارفه المستحقة؛ ولذلك لم يكن يغض الطرف عن عماله إذا شك في أماناتهم من الناحية المالية بوجه خاص لأنه كان يرى أن المحافظة على أموال الدولة الواجب الأول للحاكم.

وشغل أبو جعفر وقته بمتابعة عماله على المدن والولايات، وكان يدقق في اختيارهم ويسند إليهم المهام، وينتدب للخراج والشرطة والقضاء من يراه أهلا للقيام بها، وكان ولاة البريد في الآفاق يكتبون إلى المنصور بما يحدث في الولايات من أحداث، حتى أسعار الغلال كانوا يطلعونه عليها وكذلك أحكام القضاء. وقد مكنه هذا الأسلوب من أن يكون على بينة مما يحدث في ولايات دولته، وأن يحاسب ولاته إذا بدر منهم أي تقصير. (وليس هذا كل شيء).

نحن إذن أمام سيرة مرئية غنية وعامرة بكل المواقف والأعمال التي تستحق أن تترجم مرئيا لكي يقترب منها المشاهد والمحب للدراما التاريخية، وأتصور أن مسلسل «ابوجعفر المنصور» سيكون واحدا من الأعمال المميزة على الشاشة الرمضانية لما توفر له من عناصر كثيرة للنجاح من ناحية الانتاج ومن الناحية الفنية.

2 سبتمبر 2008

 

دراما رمضان وجود واختيار

الدراما العربية مع كل عام يتزايد وجودها وتأثيرها وانتشارها في جميع الفضائيات، سواء الخاصة أو الحكومية. وكما يبدو، ومنذ سنوات قليلة، فان الدراما المسلسلة أصبحت هي زينة البيوت، وفوانيس الأطفال، ولمة أهل الفريق بعد الإفطار، ويبقى الوضع على ما هو عليه من بداية الشهر وحتى نهايته، ومن بعد الافطار وحتى مجيء ابو طبيلة، الذي كان احدى العلامات المميزة لشهر رمضان، واصبح الآن من ذكريات الماضي، بعد ان احتل وظيفته ابوطبيلة الفضائي الذي عبر الفضائيات الدينية.

على خارطة الدراما العربية اصبحت الدراما الكويتية تمتلك مساحة لا بأس بها، والموضوع الرئيسي في هذة الصفحة يلقي الضوء على المشاركات الكويتية المسلسلة في احتفالية رمضان الفضائية العربية، ويمكن وبشكل مبدئي رصد العديد من الملاحظات على هذا التواجد، وأولى هذه الملاحظات هي عودة الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا من خلال مسلسل «التنديل» بعد غيبة وفترة توقف كانت مطلوبة للراحة ومراجعة الحسابات، ونحن ننتظر دائما من عبد الحسين أن يقدم الجيد والجديد لان نجومية الفنان وشهرته وحب الناس له لها ثمن كبير، على الفنان ان يكون جاهزا دائما لكي يدفع هذا الثمن.

ومسلسل عبد الرضا الجديد من إخراج المتألق محمد دحام الشمري، والبطولة لجاسم النبهان، عبدالعزيز جاسم، إبراهيم الحربي، وعبدالمحسن النمر، ويعني ذلك أننا بصدد عمل تتوافر له العديد من عناصر النجاح، خصوصا ان وراءه أسماء بارزة في مجال التمثيل ومخرج حقق الكثير من النجاحات على مستوى الدراما الكويتية والخليجية. وبجانب عبدالحسين عبدالرضا ستتواجد القديرة حياة الفهد في «الداية»، والقديرة سعاد عبداللة في «فضة قلبها ابيض»، وهو تواجد سيثري الساحة الدرامية لماعرفناه من إصرار هؤلاء النجوم على التميز.

وبجانب تواجد الكبار من الملاحظ تقديم أكثر من عمل تراثي فبجانب «التنديل»، هناك «لاهوب» من بطولة احمد جوهر الى جانب الفنانين أحمد الصالح، غانم الصالح محمد المنصور، ويتناول العمل حقبة الأربعينات في الكويت.

وضمن الأعمال الكويتية الدرامية التراثية الكوميدية المقدمة أيضا مسلسل «عيال أبو سالم» من بطولة غانم الصالح، عبدالرحمن العقل، محمد جابر، ومنى شداد. ووجود مثل هذه الأعمال التراثية يعني حالة من التنوع الدرامي وعودة مطلوبة الى الماضي للاستفادة والتذكر، واخذ المواعظ والعبر، والمهم الا يستحوذ علينا هذا الماضي فمثل ما فيه من ذكريات جميلة كان فيه الكثير من الآلام والأحزان. ومن المهم أيضا الا يكون اللجوء إلى الماضي كنوع من الاستسهال في الكتابة وكبديل لمواجهة الواقع.

وهناك إشارة إلى تواجد نجمي الكوميديا داوود حسين وطارق العلي، فداوود حسين يعود من خلال «الفطين»، وهو دراما اجتماعية في إطار كوميدي تتناول التفاصيل اليومية لعدة عائلات كويتية،، والعمل من بطولة عبير الجندي، أحمد السامان، طيف، عبير احمد، احمد ايراج، أمل العوضي. ويتابع النجم الكوميدي طارق العلي أعماله الكوميدية في رمضان خلال مسلسل «الدنيا حظوظ»، والبطولة لطارق العلي إلى جانب هدى الخطيب، هيا الشعيبي، والهام الفضالة.

ونرى ان داود حسين كان من الذكاء عندما تقبل ان يغير جلده وان يبعد قليلا عن مجال التقليد، بعد ان استهلك الكثير من طاقته. ولاشك في ان طارق العلي له إطلالته الكوميدية المميزة وتواجده على الخارطة الرمضانية أمر محمود وله مذاقه الخاص.

بجانب الأعمال السابقة هناك العديد من الأعمال التي نشير إليها في الموضوع الرئيسي لصفحة قبس سات، وتشير كل الأسماء وكل الأعمال المشاركة الى أننا بصدد وجبة درامية كويتية عامرة تجمع بين كل أنواع الدراما «الكوميدي، التراثي، والاجتماعي»، ويبقى ان نشاهد وان تكون عندنا قدرة على الاختيار ومن المؤكد ان الأعمال الجيدة والمميزة ستفرض نفسها.

وكل رمضان وانتم بخير.

1 سبتمبر 2008

 
     
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)