ملفات خاصة

 
 
 

كلوديا كاردينالي:

ملهمةٌ وهبَها جمالُها سحرَ أداء وحضور

نديم جرجوره

رحيل أيقونة الجمال السمراء

كلوديا كاردينالي

   
 
 
 
 
 
 

يحدث رحيلُ كلوديا كاردينالي (23 سبتمبر/أيلول 2025) بعد خمسة أشهر وأسبوع واحد على احتفالها بذكرى ميلادها الـ87 (15 إبريل/نيسان 1938). هذا غير عابر. هذا تفصيلٌ غير ثانوي، لأنّه يطرح سؤال الشيخوخة لأناسٍ يملأون المشهد العام بأعمال وحكايات ولحظات فارقة، وبخفايا تتكشّف تدريجياً أحياناً، أو لا تتكشّف نهائياً. هذا عمرٌ شاهدٌ على مسارات وانقلابات وإخفاقات، كما على ابتكارات تدفع العالم، أو أفراداً منه على الأقلّ، إلى الأفضل والأجمل والأعمق.

رحيلها غير مفاجئ. فالأعوام، التي يُظنّ أحياناً أنّها ثقيلةٌ على المرء، تبدو، وإنْ لوهلةٍ، وقتاً لتأمّل أو تذكّر، أو ربما لفراغٍ يمنح سكينة أو بعضها، أو تمريناً على صمتٍ دائم وغياب غير مُنتهٍ. والانتظار قاسٍ غالباً، والإدراك الواعي بأنّ الموت مُقبلٌ "بعد قليل" أقسى من انتظاره. أمْ أنّ هذا كلّه مجرّد "تأبين"، في لحظة وداع، بينما الراحلة، في أعوامها الأخيرة أو أكثر، غير عابئة بموتٍ، وغير منتظرة إياه، فمن يملك تاريخاً كامتلاكها مثله لن يكترث ببقايا عمرٍ، طالما أنّ العمر معبّأٌ باختبارات وعلاقات واشتغالات وانفعالات، كثيرٌ منها تصنعه كاردينالي بوعيّ ورغبة، ولعلّ بعض هذا يحصل من دون توقّع، أو سعي إليه.

أمّا العمر، فواضحٌ في جسدٍ، لن تتردّد كلوديا كاردينالي عن تعريته من كلّ ثيابٍ، باستثناء لباس البحر، في لقطات من "والآن... سيداتي سادتي" (2002) للفرنسي كلود لولوش. حينها، تبلغ الممثلة الإيطالية 64 عاماً فقط، ورغم هذا يظهر ترهّلٌ وشيخوخة في جسدٍ، يفتن العالم أعواماً مديدة، زمن شبابٍ ساحرٍ لامرأة تبدأ عارضة أزياء، بعد ولادتها في تونس، ذاك البلد العربي الأفريقي الذي تعود إليه مراراً، وإحدى عوداتها مرتبطة بـ"جزيرة الغفران" (2022)، للتونسي رضا الباهي، مُتحدّية فيه، مُجدّداً، عمراً يتقدّم، فتكشف بعض ترهّل الجسد، وكثيراً من سحرٍ تمنحه لشخصية في أداء يقول إنّ العمر، وإنْ يتقدّم وهذا لا فرار منه، غير مُتمكّن من تغييب جمال تمثيل لمن يصنع من جماله تمثيلاً، يُصبح حياةً وشغفاً وعيشاً.

رغم أنّ الفيلمين هذين غير بالِغَين مرتبةً سينمائية، كتلك التي تبلغها أفلام كثيرة لها مع سينمائيين ماهرين في ابتكار الأفضل والأجمل والأعمق، وللمخرِجَين لولوش والباهي حضورٌ فاعل وإنْ في أفلامٍ أهمّ؛ رغم هذا كلّه، تُضفي كلوديا كاردينالي بهاءً، يُكمِل النصّين السينمائيين، ويساهم في تحويلهما إلى متتاليات بصرية، تروي في الأول (والآن... سيداتي سادتي) حكاية "لصٍ نبيل على طريقة أرسين لوبين"، يلتقي شابّة مغنية (جاز)، ترغب في اختبار مختلفٍ في حياتها، فتتحوّل العلاقة إلى مسرحٍ تنكشف على خشبته تفاصيل ذات وروح وانفعال. بينما في الثاني (جزيرة الغفران)، تستعيد تلك المتتاليات البصرية ذاكرة فردية وتاريخاً جماعياً في تونس، منذ عام 1952، عبر لقاء عائلي تتداخل فيه مصائب ماضٍ وملذّاته بنوعٍ من سكينة راهنٍ، يجهد في الاغتسال من ذاك الماضي.

غير أنّ كلوديا كاردينالي أعتق من فيلمين، تشارك فيهما لحاجةٍ إلى التمثيل، أو لرغبةٍ في عمل، أو لتأكيد حضورٍ يصعب نسيانه، وإنْ في غيابها. فالبدايات (أواخر خمسينيات القرن الـ20) تفتح لها دروباً سينمائية، تكتسب منها مهارة أداءٍ، يُفترض به أنْ يوحي بكونه تمثيلاً، فإذْ بها تجعله حيوياً وعفوياً، يقترب أحياناً من البراءة. تنويعات اشتغالاتها (وسترن سباغيتي، رومانسيات، مواضيع اجتماعية، إلخ) تمرين دائم على إظهار المخبّأ في تربيتها الفنية، المنبثقة من عملٍ لا من دراسة وتعمّق في الدراسة. فجمالها عاملٌ أوّل، يُكسبها شهرةً لا علاقة لها بالتمثيل، وهذان الجمال والشهرة يدفعانها إلى مهنةٍ، تبرع فيها إلى اللحظة الأخيرة.

يُقال إنّ مُشاركتها في "الحلقات الذهبية" (1956، 18 د.)، للفرنسي رونيه فوتييه، تُثير انتباه المصري عمر الشريف، الذي يُقنع جهات إنتاجية لاختيارها في دور عاملةٍ في منزل فنانة عربية، في "جحا" (1959)، للفرنسي أيضاً جاك باراتييه، الذي تُمثِّل فيه إلى جانبه (الشريف). وإذْ يعاين الأول أحوال تونس بعد الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، فإنّ الثاني يختار القاهرة، زمن رخائها الاجتماعي والاقتصادي والحياتي، ليروي حكاية عجوز يقترن بشابّة جميلة، ستشعر سريعاً بملل تلك الحياة الزوجية، ما يدفعها إلى أحضان شابٍ فقير، تُغرم به لشدّة ما تشعر بأنّه ملائم تماماً لها. كأنّ بدايات كاردينالي محكومةٌ بأدوار عاملة فقيرة، تُقيم في مدنٍ عربية، في تأسيسٍ لمستقبلٍ تنتقل فيه من بلدٍ إلى آخر، أي من سينما إلى أخرى، لاكتساب مهارات، ولإدراك ثقافات، ولاختبار أنماطٍ "ملائمة لها تماماً".

أمّا تعداد أفلامٍ لها، تُنجزها في بقاعٍ مختلفة من العوالم السينمائية، فشبه مستحيل، لوفرتها. فكاردينالي، التي تُنتخب "أجمل إيطالية في تونس" عام 1957 (بعد عامٍ واحد على استقلال البلد)، تمتلك ـ كغيرها من مجايلاتها الممثلات، تحديداً صوفيا لورين (1934) وجينا لولوبريجيدا (1927 ـ 2023)، إضافة إلى بريجيت باردو (1934) ـ تلك الطاقة الأدائية على منح كلّ شخصية، وإنْ يكن الفيلم عادياً وغير مُجدِّدٍ، حيويةَ حضور، وبهاء إطلالة أمام الكاميرا. والجمال، المولودة فيه تلك الممثلات وغيرهنّ القليلات، يجذب عيون مخرجين كثيرين وقلوبهم وانفعالاتهم، لكنّه يفرض عليهم ما يتجاوزه بوصفه جمالا محضا: أداءٌ باهر في كلّ الأدوار.

 

####

 

رحيل الممثلة كلوديا كاردينالي عن 87 عاماً

(فرانس برس)

غيّب الموت، أمس الثلاثاء، عملاقة سينما ستينيات القرن العشرين الممثلة الفرنسية ــ الإيطالية كلوديا كاردينالي التي رحلت عن 87 عاماً في مقر إقامتها في ضواحي باريس. وأفاد مدير أعمال كاردينالي لوران سافري وكالة فرانس برس بأن النجمة رحلت "محاطةً بأبنائها" في نيمور، قرب باريس، حيث كانت تسكن، لكنه لم يشر إلى سبب وفاتها.

وقال سافري في رسالة نصية إلى "فرانس برس" إن كاردينالي التي أدّت أدواراً في أفلام لعدد من أبرز المخرجين، مثل لوكينو فيسكونتي، وفيديريكو فيليني، وريتشارد بروكس، وهنري فيرنوي، وسيرجيو ليوني، "تترك وراءها إرث امرأة حرة وملهِمة، في مسيرتها فنانةً وامرأةً على السواء". وأوضح أنّ موعد المأتم ومكانه لم يُحدّدا بعد.

ورأى وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي، أمس الثلاثاء، أن وفاة كلوديا كاردينالي تُمثل رحيل "واحدة من أعظم الممثلات الإيطاليات على مر العصور". وقال الوزير في بيان إنها "جسّدت رقة إيطالية أصيلة وجمالا فريدا، وشاركت في أكثر من 150 فيلما طوال مسيرتها الفنية الطويلة، بعضها يُعتبر من روائع سينما المؤلف". وأضاف "بعدما أصبحت معروفة عالميا، ألهمت أبرز مخرجي القرن العشرين بموهبتها الاستثنائية".

وكانت كلوديا كاردينالي التي برزت من خلال أدوارها في "إيل غاتوباردو" Il Gattopardo و"وانس آبان إيه تايم إن ذي ويست" Once Upon a Time in the West و"أوتّو إيه ميدزو" Otto e mezzo، من أشهر ممثلات السينما الإيطاليات، إلى جانب جينا لولوبريجيدا وصوفيا لورين.

وشاركت في أفضل أفلام مرحلة النهضة السينمائية الإيطالية (بولونييني وزورليني وسكويتيرتي)، وتألّقت في هوليوود (إدواردز، بروكس، ليوني)، وفي فرنسا (بروكا، فيرنوي)، وحتى في ألمانيا مع فيرنر هرتزوغ وفيلمه الشهير "فيتزكارالدو" Fitzcarraldo.

وكانت كلود جوزفين روز كاردينالي المولودة في حلق الوادي بالقرب من تونس العاصمة في 15 إبريل/ نيسان 1938، لأب فرنسي وأم إيطالية من جزيرة صقلية، في السابعة عشرة، عندما فازت بمسابقة جمالية من دون أن تترشح لها.

وانقلبت حياتها عندها رأسا على عقب، إذ كوفئت "أجمل إيطالية في تونس" برحلة إلى مهرجان البندقية السينمائي، حيث أحدثت ضجة كبيرة، وتلقّت عروضا سينمائية عدة. وكانت بدايتها في أفلام إيطالية، مع أنّ لغتها الإيطالية كانت سيئة، وكانت تتحدثها بلكنة فرنسية، وهي تجيد أيضا العربية والصقلية.

الفتاة ذات الحقيبة رحلت

في الثانية والعشرين، شاركت لوكينو فيسكونتي بطولة فيلم "روكو وأشقائه" Rocco e i suoi fratelli عام 1960، ما أهّلها بعد بضع سنوات لواحد من أهم أدوارها في فيلم "إيل غاتوباردو"، إلى جانب آلان دولون وبيرت لانكستر عام 1963.

في العام نفسه، شاركت في تحفة سينمائية إيطالية أخرى هي "أوتّو إيه ميدزو" للمخرج فيليني، حيث لعبت دور ملهمة الشخصية الرئيسية، وهو مخرج. وكانت كلوديا كاردينالي تقارن دائما ببريجيت باردو. ومثّلت "سي سي" السمراء، و"بي بي" الشقراء، شكّلتا معا لاحقا فيلما بعنوان "فتيات النفط" (1971). كما حقّقت نجاحا باهرا في مسيرتها الفنية الأميركية، إذ لعبت دور البطولة في فيلم "النمر الوردي" (1963) للمخرج بليك إدواردز، وفيلم "المحترفون" مع بيرت لانكستر.

أما دورها في الفيلم الإيطالي الأميركي الشهير "وانس آبان إيه تايم إن ذي ويست" (1968) للمخرج سيرجيو ليوني، إلى جانب تشارلز برونسون وهنري فوندا، فقد نالت عنه جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1993 وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2002.

وقال الرئيس السابق لمهرجان كان السينمائي جيل جاكوب لوكالة فرانس برس "لقد رحلت الفتاة ذات الحقيبة". وأضاف "كانت جميلة، بسيطة، وهادئة، ولكن عندما كانت الكاميرا تصوّر، كانت تشرق بابتسامة ونظرة حنونة، عزّزها صوتها الأجش. مجّدها العظماء، وخدمتهم، وكنّا نحبّ هذه الشخصية الرقيقة حبًّا جمّا".

 

العربي الجديد اللندنية في

24.09.2025

 
 
 
 
 

كلوديا كاردينالي.. رحيل أيقونة السينما الإيطالية عن 87 عامًا

القيادي: البلاد/ مسافات

رحلت الممثلة العالمية كلوديا كاردينالي، إحدى أبرز نجمات السينما الإيطالية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، عن عمر يناهز 87 عامًا، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية ووسائل إعلام فرنسية.

من هي كلوديا كاردينالي؟ نشأة تونسية وبداية غير متوقعة

ولدت كاردينالي في تونس لأسرة ذات أصول صقلية، وبدأت رحلتها مع الأضواء عام 1957 بعد فوزها بمسابقة جمال في تونس، ما منحها تذكرة لحضور مهرجان البندقية السينمائي.

وبسبب نشأتها في بيئة تتحدث اللهجة الصقلية وتعليمها في مدرسة ناطقة بالفرنسية، جرى دبلجة صوتها في بداياتها السينمائية، قبل أن تثبت حضورها كوجه لامع في الشاشة الإيطالية.

واجهت النجمة الراحلة تحديات شخصية في بداياتها، بعدما حملت سرًا نتيجة علاقة مسيئة.

أنجبت ابنها باتريك عام 1958 في لندن، وقدّمته لسنوات على أنه شقيقها الأصغر، بينما تولى والداها رعايته.

انطلاقة عالمية من "8 ونصف" و"الفهد"

انفجرت شهرة كاردينالي عالميًا عام 1963 عندما شاركت في فيلم "8 ونصف" للمخرج فيدريكو فيليني، وفي العام ذاته تألقت بجانب برت لانكستر في فيلم "الفهد" للمخرج لوتشينو فيسكونتي.

لاحقًا، فتحت هوليوود أبوابها أمامها لتشارك في أفلام شهيرة مثل "النمر الوردي" للمخرج بليك إدواردز و"حدث ذات مرة في الغرب" لسيرجيو ليوني عام 1968.

صعوبات في السبعينيات ومقاطعة فنية

تراجعت مسيرتها في السبعينيات عقب انفصالها عن المنتج فرانكو كريستالدي وارتباطها بالمخرج باسكوال سكويتييري الذي أنجبت منه ابنتها كلوديا.

حينها، مارس كريستالدي ضغوطًا لإقصائها من الوسط الفني الإيطالي، ما جعلها تخسر أدوارًا مهمة مثل المشاركة في فيلم "البريء" لفيسكونتي.

لكنها عادت للواجهة عبر دورها في مسلسل "يسوع الناصري" عام 1977 للمخرج فرانكو زيفيريلي، قبل أن تواصل التعاون مع مخرجين أوروبيين بارزين.

اشتهرت كاردينالي بصوتها الأجش المميز، وحضورها الجريء الذي تحدى الأعراف، حتى أنها حضرت لقاءً مع البابا بولس السادس بارتداء تنورة قصيرة. 

وفي عام 2022، صدر كتاب عنها بعنوان "كلوديا كاردينالي.. التي لا تُقهَر".

تكريم ومسيرة ممتدة حتى الألفية

حصلت النجمة الإيطالية على جائزة الإنجاز مدى الحياة في مهرجان برلين السينمائي عام 2002، واستمرت في التمثيل حتى سنواتها الأخيرة، حيث ظهرت في المسلسل السويسري Bulle عام 2020.

كما لاقت أعمالها المسرحية في فرنسا إشادة واسعة، لتؤكد مكانتها كرمز فني متعدد المواهب.

وقالت الراحلة في أحد لقاءاتها:  "لقد عشت أكثر من 150 حياة مختلفة، من القديسة إلى العاشقة، ومن المتمردة إلى المرأة الحالمة. إنها متعة عظيمة أن أعيش هذا التنوع، وأعمل مع أعظم المخرجين الذين منحوني كل شيء."

تم نشر هذا المقال على موقع القيادي

 

البلاد البحرينية في

24.09.2025

 
 
 
 
 

رحيل أيقونة السينما الإيطالية كلوديا كاردينالي عن 87 عاماً

هاري سيكوليتش وكليزيا سالا

Role,بي بي سي نيوز

توفيت الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي، وهي من أيقونات العصر الذهبي للسينما الإيطالية، عن عمر 87 عاماً.

امتدت مسيرة الفنانة المولودة في تونس على مدى ستة عقود، واكتسبت شهرة واسعة من خلال أفلام مثل "الفهد" و"النمر الوردي"، ومثلت أمام مخرجين عظماء مثل فيديريكو فيليني ولوتشينو فيسكونتي.

توفيت الممثلة في مدينة نيمور في فرنسا والى جانبها أولادها، بحسب ما أفاد وكيل أعمالها لوران سافري.

وقال سافري لوكالة فرانس برس: "تترك لنا إرث امرأة حرة وملهمة، كامرأة وكفنانة".

ولدت كاردينالي في تونس أثناء حقبة ما يسمى بـ"الحماية الفرنسية في تونس"، لأبوين صقليين في أبريل/نيسان من عام 1938، وفازت بمسابقة جمال عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها حيث اختيرت كـ"أجمل امرأة إيطالية في تونس".

وكانت جائزة فوزها بالمسابقة عبارة عن رحلة إلى مهرجان البندقية السينمائي، حيث تواصل معها المخرجون والمنتجون للمشاركة في صناعة الأفلام.

وقالت لاحقاً إنها ترددت في التخلي عن آمالها في أن تصبح معلمة "لتجرب هذا الشيء السينمائي"، على حد تعبير والدها.

واتسمت مسيرتها المهنية المبكرة بالتحديات. وكانت تلعب أدواراً صغيرة في مراهقتها عندما اغتصبها رجل لا تعرفه.

وعندما علمت أنها حامل في شهرها السابع أثناء التصوير، أقنعها مرشدها بالولادة سراً في لندن، بعيداً عن معارفها.

عرّفت ابنها باتريك على الناس لعدة سنوات بعدها، باعتباره شقيقها الأصغر.

وفي عام 2017، صرّحت لصحيفة "لو موند" الفرنسية أنّ ابنها كان سبب مسيرتها السينمائية، لأنها أرادت "كسب عيشها بنفسها وأن تكون مستقلة".

وبما أنها نشأت وهي تتحدث الفرنسية والعربية واللهجة الصقلية لوالديها، فقد كان يُنظر إلى لهجتها الإيطالية على أنها غير مقبولة، وكان صوتها يدبلج من قبل ممثلات إيطاليات أخريات.

اكتسبت شهرة واسعة في عام 1963 عندما ظهرت في فيلم "8 1/2" لفيليني الذي حاز على جائزة الأوسكار، اضافة الى فيلم الدراما التاريخية الملحمية "الفهد"، الذي أصبح من أفلام فيسكونتي الكلاسيكية.

ولأن تصوير الفيلمين جرى في نفس الوقت، كانت كاردينالي تتنقل بين صقلية وروما، وقالت إنها كانت تضطر إلى صبغ شعرها مرة أسبوعياً.

قالت كاردينالي عن ذلك: "أرادني فيسكونتي امرأة سمراء ذات شعر طويل. أما فيليني فأرادني امرأة شقراء".

عملت في هوليوود في ستينيات القرن الماضي، حيث لعبت دور البطولة في فيلم "النمر الوردي" للمخرج بليك إدواردز، وفيلم "ذات مرة في الغرب" للمخرج سيرجيو ليون، وظهرت مع ممثلين من بينهم هنري فوندا وتشارلز برونسون.

خلال فترة وجودها في الولايات المتحدة، تحدثت كاردينالي عن تظاهرها بعلاقة مع الممثل روك هدسون لمحاولة إبقاء مثليته الجنسية سراً.

وقالت لمجلة فارايتي في عام 2017: "في ذلك الوقت في أمريكا، إذا كان معروفاً أنك مثلي الجنس، لم يكن يُسمح لك بالعمل في هوليوود".

أشاد النقاد بكاردينالي ووصفوها بأنها "تجسيد للسحر الأوروبي في فترة ما بعد الحرب".

وفي حديثها عن مسيرتها المهنية لاحقاً، قالت كاردينالي إنّ: "أفضل مجاملة تلقيتها على الإطلاق كانت من الممثل ديفيد نيفن أثناء تصوير فيلم النمر الوردي".

وتضيف: "حيث قال لي: كلوديا، إلى جانب السباغيتي، أنت أعظم اختراع في إيطاليا".

بعد انفصالها عن المنتج السينمائي فرانكو كريستالدي في أوائل السبعينيات، بدأت كاردينالي علاقة استمرت مدى الحياة مع المخرج النابولي باسكوالي سكويتيري، الذي أنجبت منه ابنة، اسمتها أيضاً كلوديا.

استمرت كاردينالي في التمثيل حتى بلغت الثمانينيات من عمرها، وظهرت في المسلسل التلفزيوني السويسري "بولل" في عام 2020.

في عام 2000، اختيرت كاردينالي سفيرة للنوايا الحسنة لليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) تقديراً لدفاعها عن حقوق النساء.

في عام 2002، حصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة في مهرجان برلين السينمائي.

وقالت عن مسيرتها في عالم التمثيل: "لقد عشت أكثر من 150 حياة: عاملة في الدعارة، قديسة، رومانسية، كل أنواع النساء، ومن الرائع أن تتاح لك هذه الفرصة لتغيير نفسك".

ووصفها وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي بأنها "واحدة من أعظم الممثلات الإيطاليات على مر العصور"، وأنها تجسد "النعمة الإيطالية".

 

الـ BBC العربية في

24.09.2025

 
 
 
 
 

سيدة السينما الأوروبية .. أبرز المعلومات عن الراحلة كلوديا كاردينالي

 وليد عيسى

غيب الموت، مساء أمس الثلاثاء، أسطورة الشاشة الفضية وأيقونة السينما الفرنسية – الإيطالية كلوديا كاردينالي، عن عمر ناهز 87 عامًا، وذلك في مقر إقامتها بمدينة نيمور الواقعة في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس

نشأة كلوديا كاردينالي

وُلدت كاردينالي في تونس العاصمة عام 1937، لأسرة من أصول إيطالية مهاجرة من جزيرة صقلية. نشأت في بيئة متعددة الثقافات جمعت بين الطابع العربي المتوسطي والتقاليد الأوروبية، وهو ما انعكس لاحقًا على شخصيتها الفنية الغنية.

خطت أولى خطواتها نحو الأضواء حين فازت بلقب “أجمل فتاة إيطالية في تونس” عام 1957، ما منحها فرصة للمشاركة في مهرجان البندقية السينمائي، ليكون ذلك بداية انطلاقتها نحو عالم التمثيل.

الصعود إلى النجومية

بدأت مسيرتها الفنية في أواخر خمسينيات القرن الماضي، لكنها سرعان ما برزت في الستينيات، لتصبح إحدى نجمات الحقبة الذهبية للسينما الأوروبية. امتازت بجمال طبيعي لافت وكاريزما قوية، إضافة إلى حضور تمثيلي متمايز منحها مكانة مميزة بين نجمات زمانها.

تعاون مع عمالقة الفن السابع

عملت كلوديا كاردينالي مع كبار المخرجين العالميين، وهو ما رسّخ مكانتها كنجمة من الطراز الرفيع. من أبرز محطاتها تعاونها مع لوكينو فيسكونتي، حيث شاركت معه في فيلم الفهد (Il Gattopardo) عام 1963، الذي عُدّ من روائع السينما الإيطالية، بجانب فيديريكو فيلليني، حيث جسّدت أحد أهم أدوارها في فيلم ثمانية ونصف (8½)، الذي يُعد من كلاسيكيات الفن السابع، بالإضافة إلي سيرجيو ليوني، حيث لعبت دورًا أيقونيًا في فيلم ذات مرة في الغرب (Once Upon a Time in the West) عام 1968، الذي كرّسها كنجمة عالمية، وأخيرًا ريتشارد بروكس وهنري فيرنوي، حيث قدماها في أدوار أظهرت تنوعها الفني وقدرتها على الانتقال بين السينما الأوروبية والأمريكية.

الإرث الفني والإنساني

لم تكن كلوديا كاردينالي مجرد ممثلة، بل شكلت رمزًا ثقافيًا يعكس صورة المرأة القوية، الحرة والمستقلة. عُرفت بمواقفها الإنسانية ودفاعها عن حقوق المرأة، إلى جانب مشاركتها في فعاليات دولية تدعم قضايا اجتماعية وثقافية.

على مدار أكثر من ستين عامًا، ظهرت في أكثر من 150 عملًا سينمائيًا وتلفزيونيًا، تاركة خلفها إرثًا فنيًا يُدرّس للأجيال المقبلة من السينمائيين والممثلين.

ردود الفعل على رحيلها

أعلن مدير أعمالها لوران سافري خبر وفاتها في تصريح لوسائل الإعلام الفرنسية، مؤكدًا: “لقد تركت لنا إرث امرأة حرة وملهمة، في مسيرتها كفنانة وكإنسانة على السواء.”

وقد نعَت العديد من الأوساط الفنية والثقافية في أوروبا والعالم رحيلها، معتبرين أن السينما فقدت واحدة من آخر رموزها الكبار الذين شكّلوا هوية الفن السابع خلال القرن العشرين.

من هي كلوديا كاردينالي؟

ويرصد «نيوز رووم » أبرز معلومات عن الفنانة الإيطالية كلوديا كاردينالي منذ النشأة حتى الوفاة، مرورًا بأبرز أعمالها وتكريماتها:

- ولدت كلوديا كاردينالي في تونس لأبوين إيطاليين في 15 أبريل 1938.

- قدمت أكثر من 150 فيلما، وأصبحت رمزا للهوية الإيطالية، وتعاونت مع أعظم المخرجين ليس فقط في إيطاليا ولكن في الولايات المتحدة وفرنسا.

- شاركت كاردينالي النجم المصري العالمي الراحل عمر الشريف في العديد من الأفلام العالمية وارتبطا بصداقة طويلة.

- قدمت أدوار البطولة بجانب نخبة من أشهر الممثلين العالمين أمثال جون واين، وشون كونري، وويليام هولدن، وهنري فوندا، وإيلي والاش، وأورسون ويلز، وبيتر فينش، وأنتوني كوين، وجاك بالانس، وديفيد نيفن، وبيرت لانكستر.

- فازت بالعديد من الجوائز من بينها جائزة «الدب الذهبي» للإنجاز مدى الحياة في مهرجان برلين السينمائي عام 2002، وجائزة «الأسد الذهبي» للإنجاز مدى الحياة في مهرجان البندقية السينمائي عام 1993.

- أدرجتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز ضمن أجمل 50 امرأة في تاريخ السينما، في اعتراف رمزي بجاذبيتها.

- تنوعت أفلامها خلال مسيرتها الفنية الطويلة التي استمرت لأكثر من ستين عامًا ما بين الكوميديا الإيطالية إلى أفلام الغرب الأمريكي، ومن الدراما إلى الأفلام التاريخية، وأفلام هوليوود، ومن بين أفلامها «النمر الوردي» وفيلم «حدث ذات مرة في الغرب»، «وانس أبون إيه تايم إن ذا وست»، «أنطونيو الجميل» و«الفتاة ذات الحقيبة» و«8 ½» للمخرج فيديريكو فيليني، و«كان ياما كان في الغرب».

- استقرت بعد مسيرتها الحافلة التي جابت بها العالم، في باريس خلال سنوات تقاعدها حيث عاشت بسلام مع عائلتها وتوفيت هناك.

 

موقع "نيوز روم" في

24.09.2025

 
 
 
 
 

أجمل إيطالية في تونس”..

رحيل كلوديا كاردينالي عملاقة سينما ستينات القرن العشرين عن 87 عاماً

(أ ف ب)

باريس: غيّب الموت، الثلاثاء، عملاقة سينما ستينات القرن العشرين الممثلة الفرنسية-الإيطالية كلوديا كاردينالي، التي رحلت عن 87 عامًا في مقر إقامتها في ضواحي باريس.

وأفاد مدير أعمال كاردينالي لوران سافري وكالة فرانس برس بأن النجمة رحلت “محاطةً بأبنائها” في نيمور قرب باريس، حيث كانت تسكن، لكنه لم يشر إلى سبب وفاتها.

وقال سافري، في رسالة نصية إلى وكالة فرانس برس، إن كاردينالي، التي أدّت أدوارًا في أفلام لعدد من أبرز المخرجين مثل لوكينو فيسكونتي وفيديريكو فيليني وريتشارد بروكس وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني، “تترك وراءها إرث امرأة حرة وملهمة، في مسيرتها كفنانة وكامرأة على السواء”.

وأوضح أنّ موعد مأتم الراحلة ومكانه لم يُحدّدا بعد.

 

####

 

ماكرون: كلوديا كاردينالي ستبقى “في قلوب الفرنسيين إلى الأبد

(أ ف ب)

 باريس: وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، عبر منصة “إكس”، الممثلة كلوديا كاردينالي، التي توفيت الثلاثاء عن 87 عاماً، بأنها كانت “نجمة إيطالية وعالمية”، مؤكداً أنها ستبقى “في قلوب الفرنسيين إلى الأبد”.

ولاحظ الرئيس الفرنسي في منشوره أن كاردينالي “كانت تجسّد حريةً ونظرةً وموهبةً أضافت الكثير إلى أعمال الكبار، من روما إلى هوليوود، وباريس التي اختارتها وطناً لها”.

وغيّب الموت، الثلاثاء، نجمة سينما ستينات القرن العشرين في مقر إقامتها في ضواحي باريس، على ما أفاد مدير أعمالها وكالة فرانس برس.

وأدّت كاردينالي أدواراً في أفلام لعدد من أبرز المخرجين مثل لوكينو فيسكونتي وفيديريكو فيليني وريتشارد بروكس وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني.

وكانت كلوديا كاردينالي، التي برزت من خلال أدوارها في “إيل غاتوباردو” (Il Gattopardo) و”وانس آبان إيه تايم إن ذي ويست” (Once Upon a Time in the West) و”أوتّو إيه ميدزو” (Otto e mezzo)، من أشهر ممثلات السينما الإيطاليات، إلى جانب جينا لولوبريجيدا وصوفيا لورين.

 

القدس العربي اللندنية في

24.09.2025

 
 
 
 
 

رحيل كلوديا كاردينالي عن 87 عاما:

أيقونة السينما الأوروبية وسفيرة حقوق المرأة

بقلمRita Konya & Corriere della Sera

توفيت الفنانة كلوديا كاردينالي، أيقونة السينما الأوروبية والناشطة في مجال حقوق المرأة، عن عمر ناهز 87 عامًا في مدينة نيمور قرب باريس، تاركة وراءها إرثًا فنيًا وإنسانيًا استثنائيًا.

توفيت الفنانة الفرنسية - الإيطالية كلوديا كاردينالي مساء الثلاثاء في منزلها بمدينة نيمور قرب باريس، محاطةً بأفراد عائلتها عن عمر ناهز 87 عاماً.

ونقلت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" عن وكيل أعمالها لوران سافري قوله: "لقد تركت لنا إرث امرأة حرة وملهمة، كامرأة وكفنانة".

وُلدت كلوديا كاردينالي في منطقة حلق الوادي بتونس لأب صقلي وأم فرنسية في 15 أبريل 1938.

بدأت مسيرتها المهنية كمدرسة، قبل أن تفوز عام 1957 بمسابقة جمال نالت فيها لقب "أجمل امرأة إيطالية في تونس"، وحازت بفضلها على تذكرة فردية لمهرجان البندقية السينمائي، ما شكّل نقطة انطلاق لمسيرتها الفنية.

إلى جانب بريجيت باردو، بَرَزَتْ كواحدةٍ من أيقونات السينما الأوروبية في الستينيات.

في عام 1962، تألّقت في دور البطولة إلى جانب جان-بول بلموندو في فيلم "كارتوش"، ثم شاركت في ثلاثة من أبرز أفلام العقد: "النمر" للمخرج لوتشينو فيسكونتي، و"8½" لفيديريكو فيلليني، و"النمر الوردي".

وكان فيسكونتي قد اختارها لأول مرة في دورٍ ثانوي في فيلمه "روكو وإخوته"، بعد أن لفتَ حضورُها الاستثنائي على الشاشة انتباهَه.

وفي عام 1968، أدّت دور جيل ماكبين في الفيلم الغربي الإيطالي الشهير "حدث ذات مرة في الغرب" للمخرج سيرجيو ليون، ثم جسّدت عام 1982 دورًا محوريًّا إلى جانب كلاوس كينسكي في فيلم "فيتزكارالدو" للمخرج فيرنر هيرزوغ.

لها طفلان، هما باتريك وكلوديا. وكانت شخصية ليبرالية ذات مواقف سياسية واضحة، وناشطة بارزة في الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق المثليين.

وعيّنت سفيرةً للنوايا الحسنة لدى اليونسكو لحقوق المرأة عام 1999، وحصلت على وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة فارس عام 2008.

وفي عام 2018، كانت ضيفة الشرف في الماراثون الثاني للأفلام الكلاسيكية في بودابست.

 

موقع "يورو نيوز" في

24.09.2025

 
 
 
 
 

رحيل النجمة العالمية كلوديا كاردينالي

غيّب الموت عملاقة سينما ستينات القرن العشرين الممثلة الفرنسية-الإيطالية كلوديا كاردينالي التي رحلت عن 87 عاما في مقر إقامتها في ضواحي باريس

وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة "إكس" الممثلة كلوديا كاردينالي التي توفيت عن 87 عاما بأنها كانت "نجمة إيطالية وعالمية"، مؤكدا أنها ستبقى "في قلوب الفرنسيين إلى الأبد".

وأشار الرئيس الفرنسي في منشوره إلى أن كاردينالي "كانت تجسّد حريةً ونظرة وموهبةً أضافت الكثير إلى أعمال الكبار، من روما إلى هوليوود، وباريس التي اختارتها وطنا لها".

وغيّب الموت الثلاثاء نجمة سينما ستينات القرن العشرين في مقر إقامتها في ضواحي باريس، على ما أفاد مدير أعمالها .

وأدّت كاردينالي أدوارا في أفلام لعدد من أبرز المخرجين مثل لوكينو فيسكونتي وفيديريكو فيليني وريتشارد بروكس وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني.

وكانت كلوديا كاردينالي التي برزت من خلال أدوارها في "إيل غاتوباردو" Il Gattopardo و"وانس آبان إيه، وغيرها، من أشهر ممثلات السينما الإيطاليات، إلى جانب جينا لولوبريجيدا وصوفيا لورين.

 

الإتحاد الإماراتية في

24.09.2025

 
 
 
 
 

كانت ملكة جمال تونس..

وفاة الممثلة الإيطالية التونسية كلوديا كاردينالي عن عمر ناهز 87 عامًا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—

توفيت الممثلة الإيطالية الشهيرة كلوديا كاردينالي، عن عمر ناهز 87 عامًا، في مدينة نيمور الفرنسية، محاطةً بأولادها، وفقًا لما ذكره وكيل أعمالها لوران سافري، لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء.

وحققت الممثلة الراحلة شهرةً كبيرة بتجسيدها نقاء الشباب في فيلم "8½" للمخرج فيديريكو فيليني، الذي شاركت فيه مع مارسيلو ماستروياني عام 1963، وأشيد بدورها  في فيلم "The Leopard" الحائز على جوائز للمخرج لوتشينو فيسكونتي، والمقتبس عن رواية تاريخية،  في العام ذاته،  وكذلك عن الدور الذي لعبته  بفيلم "Once Upon a Time in the West" للمخرج سيرجيو ليوني عام 1968.

كما لعبت الممثلة الراحلة  دور البطولة في عدد من أشهر الأفلام الأوروبية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومثّلت خلال مسيرتها في أكثر من 100 فيلم وإنتاج تلفزيوني.

البدايات
بدأت كاردينالي مسيرتها السينمائية في سن الـ 17 بعد فوزها بمسابقة جمال في تونس، حيث وُلدت لأبوين صقليين هاجرا إلى شمال أفريقيا. قادتها المسابقة إلى مهرجان "فينيسيا السينمائي"، حيث لفتت أنظار صناعة السينما الإيطالية.

وقبل مشاركتها في مسابقة الجمال، كانت تتوقع أن تصبح مُعلمة.

وقالت كاردينالي أثناء تسلمها جائزة الإنجاز مدى الحياة في مهرجان "برلين السينمائي" عام 2002: "إن عملي في صناعة الأفلام كان مجرد صدفة. عندما سألوني: هل ترغبين في العمل في مجال السينما؟ أجبتُ بالرفض، وأصرّوا لمدة 6 أشهر".

وجاء نجاحها بعد الشهرة العالمية التي حققتها صوفيا لورين، ووُصفت بأنها النسخة الإيطالية من بريجيت باردو. ورغم أنها لم تصل يومًا لمستوى نجاح الممثلة الفرنسية، إلا أن كاردينالي كانت تُعتبر نجمة، وعملت مع كبار المخرجين في أوروبا وهوليوود.

وقالت ذات مرة: "لقد منحوني كل شيء.. من الرائع أن أعيش كل هذه الحيوات. لقد عشتُ أكثر من 150 حياة، لنساءٍ مختلفات تمامًا".

وكان من أوائل أدوارها دور فتاة صقلية ترتدي ملابس سوداء في الفيلم الكوميدي الكلاسيكي "Big Deal on Madonna Street" عام 1958. وأنتج الفيلم آنذاك فرانكو كريستالدي، الذي أدار مسيرتها الفنية في بداياتها، والذي تزوجته بين عامي 1966 و1975.

ممثلة أوروبية أولى

لطالما لعبت هذه السمراء الجذابة ذات العينين الواسعتين دور امرأة جريئة. ونظرًا لصوتها العميق وتحدثها الإيطالية بلكنة فرنسية قوية، فقد دُبلج صوتها في أفلامها الأولى.

ولم تحقق مسيرتها المهنية في هوليوود سوى نجاح جزئي لأنها لم تكن ترغب في التخلي عن السينما الأوروبية. ومع ذلك، حققت بعض الشهرة بتعاونها مع روك هدسون في فيلم الإثارة الكوميدي "Blindfold" عام 1965، وفيلم كوميدي آخر بعنوان "Don't Make Waves" مع توني كورتيس بعد عامين.

وتعتبر كاردينالي نفسها فيلم "The Professionals" عام 1966، من إخراج ريتشارد بروكس، أفضل أفلامها الهوليودية، حيث لعبت دور البطولة إلى جانب بيرت لانكستر وجاك بالانس وروبرت رايان ولي مارفن.

وفي مقابلة  مع صحيفة "الغارديان"عام 2002، روت أن استوديو في هوليوود أراد توقيع "عقد حصري" معها، لكنّها رفضت، وأوضحت السبب قائلة: "أنا ممثلة أوروبية وكنت أذهب إلى هناك من أجل السينما".

ومن بين جوائزها السينمائية جائزة "الأسد الذهبي" للإنجاز مدى الحياة التي حصلت عليها في مهرجان "فينيسيا السينمائي" بعد قرابة الــ 40 عامًا من ظهورها الأول على الشاشة.

وفي عام 2000، عُيّنت كاردينالي سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للدفاع عن حقوق المرأة.

وأنجبت ولدين، أحدهما من كريستالدي والآخر من رفيقها اللاحق، المخرج الإيطالي باسكوالي سكويتيري.

 

الـ CNN بالعربية في

24.09.2025

 
 
 
 
 

المرأة الأكثر سحرًا في السينما..

رحيل كلوديا كاردينالي بعد مسيرة ذهبية

غيّب الموت، يوم أمس الثلاثاء، عملاقة سينما ستينيات القرن العشرين الممثلة الفرنسية الإيطالية كلوديا كاردينالي التي رحلت عن "عمر ناهز 87 عامًا محاطةً بأبنائها" في مقر إقامتها في نيمور بضواحي باريس، على ما أفاد مدير أعمالها لوكالة فرانس برس.

وأدّت كاردينالي المولودة في تونس أدوارًا في أفلام لعدد من أبرز المخرجين مثل لوكينو فيسكونتي، وفيديريكو فيليني، وريتشارد بروكس، وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني.

وقال مدير أعمالها لوران سافري في رسالة نصية إلى فرانس برس: "إنها تترك لنا إرث امرأة حرة وملهَمة، في مسيرتها كفنانة وكامرأة على السواء".

"واحدة من أعظم الممثّلات"

ونعى وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي "واحدة من أعظم الممثّلات الإيطاليات على مرّ العصور"، وقال في بيان: إنّ "كاردينالي جسّدت الرقي الإيطالي الأصيل وجمالًا فريدًا، وشاركت في أكثر من 150 فيلمًا على مدار مسيرتها الفنية الطويلة، بعضها يُعتبر من روائع سينما المؤلف".

ونشأت كاردينالي في تونس لعائلة من أصول صقلية، ودخلت عالم السينما في عام 1957 بعد أن فازت في مسابقة جمال بتونس، وكوفئت برحلة إلى مهرجان البندقية السينمائي.

وبعد سلسلة من الأدوار الصغيرة، انطلقت إلى الشهرة العالمية في عام 1963 عندما شاركت في فيلم "1/2-8" للمخرج فيديريكو فيلليني، بينما لعبت دور البطولة إلى جانب بيرت لانكستر في فيلم "الفهد" أو "ذا ليوبارد" في العام نفسه.

مكنتها شهرتها المتزايدة من اقتحام هوليوود، لتظهر في الفيلم الفكاهي "النمر الوردي" (ذا بينك بانذر) من إخراج بليك إدواردز وفيلم "حدث ذات مرة في الغرب" (وانس أبون إيه تايم إن ذا وست)للمخرج سيرجيو ليون عام 1968.

وتأثرت مسيرة كاردينالي الفنية في السبعينيات، بعد أن انفصلت عن المنتج السينمائي فرانكو كريستالدي لتبدأ علاقة استمرت مدى الحياة مع المخرج باسكوال سكويتيري، الذي أنجبت منه ابنة تدعى كلوديا أيضًا.

"المرأة التي لا تقهر"

واشتهرت كاردينالي ذات الصوت الأجش، والمدخنة الشرهة بسمعتها كامرأة مستقلة شرسة ومتحررة الروح، وقد تحدت ذات مرة بروتوكول الفاتيكان بحضورها اجتماعًا مع البابا بولس السادس مرتدية تنورة قصيرة. وصدر عام 2022 كتاب يحتفي بحياتها بعنوان "كلوديا كاردينالي. التي لا تقهر".

وأقامت كاردينالي معظم الوقت في فرنسا، وكانت صديقة للرئيسين فرانسوا ميتران وجاك شيراك، ثم اتجهت إلى المسرح في مطلع هذا القرن، وحازت على الإشادة لظهورها على المسرح.

أما دورها في الفيلم الإيطالي الأميركي الشهير "وانس آبان إيه تايم إن ذي ويست" (1968) للمخرج سيرجيو ليوني، إلى جانب تشارلز برونسون وهنري فوندا، فقد نالت عنه جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1993 وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2002.

واستمرت في تقديم أفلام بلغات أوروبية متنوعة حتى أواخر حياتها، وقالت إن التمثيل كان مهنة عظيمة.

وأضافت: "لقد عشت أكثر من 150 حياة، عاهرة وقديسة ورومانسية، وكل أنواع النساء، وإنه لمن الرائع أن تتاح لك هذه الفرصة لتغيير نفسك". وأردفت: "لقد عملت مع أهم المخرجين. لقد منحوني كل شيء".

وقال الرئيس السابق لمهرجان كان السينمائي جيل جاكوب لوكالة فرانس برس "لقد رحلت الفتاة ذات الحقيبة".

وأضاف: "كانت جميلة، بسيطة، وهادئة، ولكن عندما كانت الكاميرا تصوّر، كانت تشرق بابتسامة ونظرة حنونة، عزّزها صوتها الأجش. مجّدها العظماء، وخدمتهم، وكنّا نحبّ هذه الشخصية الرقيقة حبًّا جمًّا".

المصادر: وكالات

 

التلفزيون العربي في

24.09.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004