ملفات خاصة

 
 
 

يمنحوننا البهجة ونحرمهم من الدعاء!

طارق الشناوي

عن رحيل الجوكر وصانع البهجة

لطفي لبيب

   
 
 
 
 
 
 

من الذى أفسد إلى هذه الدرجة مشاعرنا تجاه من يعيشون معنا ونعيش معهم، نصلى الجمعة ونعبد الله الواحد الأحد، هم يصلون الأحد ويعبدون الله الواحد الأحد؟!.

لاحظنا جميعًا أن هناك قلوبًا من حجر وبدرجة إيمان صفر مربع، يعتقدون أن الله خلق الجنة فقط للمسلمين، رغم أنهم لا يشكلون أكثر من ٢٠ فى المائة من عدد سكان العالم، والباقى فى جحيم إلى أبد الآبدين، وهكذا شاهدنا مع رحيل نجوم كوميديا بحجم جورج سيدهم والمنتصر بالله وإبراهيم نصر وصولًا إلى لطفى لبيب وغيرهم، من يحرّم الدعاء لهم بالجنة، بحجة أنهم لم ينطقوا الشهادتين.

هؤلاء الفنانون منحونا البهجة فى الدنيا، وبمجرد الرحيل نستمع إلى أصوات لها ملامح السيوف، تقول لا يستحقون المغفرة ولا الرحمة، معتبرين أن من يدعو لهم بالجنة يرتكب معصية عقابها المستحق أن يحشر معهم فى النار.

يقولون: لماذا تدعو لهم بالجنة وهم لا يدينون بالإسلام؟ ترد عليهم: ندعو للجميع، خاصة من أسعدونا فى الدنيا، فيصبح الواجب مضاعفًا، إلا أنهم يعودون بنا دائمًا للمربع رقم واحد، قائلين: (لم يسبق لهم أن أعلنوا الشهادتين).

مع رحيل مشاهير الأقباط، خاصة الذين تقف أسماؤهم فى منطقة محايدة، مثل إبراهيم ولطفى والمنتصر، لا تشى الأسماء مباشرة بالديانة، المتفرج عادة يكتشف عند إعلان مكان الوداع أن هذا الفنان مسيحى، على الفور يملأ المتطرفون (النت) بكلمات نارية تحرمهم من كل حقوقهم، قائلين: عتبة الجنة لا يمكن أن يقطعها من لا يحملون وثيقة الإسلام. مع الأسف، صرنا نعتبر مادة الدين رئيسية فى تحديد المجموع، ويسعى البعض لعودة (الكتاتيب) التى كانت سائدة فى مصر خلال الأربعينيات والخمسينيات.

عندما نحب فنانًا مسيحيًا ويعز علينا عدم دخوله الجنة، نعلن على الفور أنه أشهر إسلامه قبل الرحيل، مثلما أشاعوا عن نجيب الريحانى أنه أسلم قبل أن يأتى إليه عزرائيل بلحظات، كان الريحانى يتبرك بالمصحف الشريف ووجدوه بجواره عند الرحيل، كما أنه كان صديقًا شخصيًا للشيخ محمد رفعت، ويحب سماع القرآن الكريم بصوته.

الثقافة المريضة التى تربينا عليها هى المسؤول الأول عن هذا التردى، مثلما ندعو للشفاء للمسلمين فقط بدلًا من أن يمتد الدعاء للبشر أجمعين.

هل نحن نربى أولادنا حقًا على التسامح، هل نحن تربينا أساسًا على التسامح؟!، لم يدرك أغلبنا أن ما نعيشه من تدهور يأتى أساسًا من غياب تلك الفضيلة.

أتذكر الشاعر الكبير الراحل أحمد شفيق كامل، مؤلف أغنيات مغرقة فى العاطفية لأم كلثوم، مثل (إنت عمرى) و(أمل حياتى) و(الحب كله) وغيرها.

كان الأستاذ شفيق قد تعرف فى سنوات عمره الأخيرة على الشيخ محمد متولى الشعراوى، وصار من حوارييه وأتباعه، وبناء على نصيحته اعتزل شفيق كتابة الأغانى العاطفية، وفى مرحلة ما كان يحرم أيضًا أن يحصل على قيمة الأداء العلنى لأغنياته على اعتبار أن فلوسها حرام.

سألت الأستاذ (شفيق): أسعدتنا وأدخلت السكينة فى قلوبنا ولا تزال موسيقى بيتهوفن، فهل تعتقد أنه سيدخل النار مع كتاب لم يقرأوا الشهادتين مثل شكسبير وموليير وديستوفسكى؟.

أجابنى بأن هذا السؤال بالفعل كان يؤرقه، وسأل الشيخ الشعراوى فقال له: غير المسلم يلقى جزاءه عن الأشياء العظيمة التى قدمها فى الحياة فقط فى الحياة، قلت له: أى أن مصيرهم هو العذاب؟ أجابنى: قطعًا وبئس المصير.

كلما تذكرت شاعرنا الكبير أحمد شفيق كامل دعوت له بالجنة والمغفرة، مثلما أدعو لنجيب الريحانى وجورج سيدهم وإبراهيم نصر والمنتصر بالله ولطفى لبيب.. لعلهم جميعًا يلتقون الآن فى الجنة!!.

 

####

 

لطفي لبيب الله يرحمه

حمدي رزق

وكتب الفنان الكبير «صبرى فواز» عبر صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك» معربا عن ضيقه وحنقه من بعض مرضى القلوب الذين يضنون على طيب الذكر الفنان الجميل «لطفى لبيب» بالرحمة فحسب لأنه مسيحى!

يقول فواز: «هل تعلم أيها (الل..) ياللى بقى فى إيدك موبايل وبتكتب (ما ينفعش نترحم على لطفى لبيب).. أنه ساعة ماكان (أبوك) بيتعلم المشى لسه، كان الأستاذ لطفى لبيب بيحارب العدو على الجبهة؟! كأحد أبطال حرب أكتوبر اللى دخلوا الجيش سنة ٦٧.. وفضل لحاااد ما خلصت حرب أكتوبر ٧٣».

ضجر صبرى فواز مبرر تماما، أخشى سيصاب بفرع وهلع عندما يطالع سؤالا أشبه بعقاب فورى: وما ديانة صبرى فواز؟!

لا أتزيد، محركات البحث (جوجل تحديدا) يزحف على حوائطها الإلكترونية هذا السؤال كحية رقطاء تسعى فى أثر فواز، لسبب أنه رفض (التنطع الدينى) على فنان جميل رسم الابتسامة على وجوه الطيبين. بصراحة، جو خانق هذا الذى نعيشه، نتنفسه، نسبة ثانى أكسيد الكربون زائدة فى الفضاء العام. المحتسبون الجدد ينشطون مجددا فى الفضاء الإلكترونى. يحتكرون الرحمة، ويوزعونها على هواهم الصحراوى. جماعة (لا تجوز عليه الرحمة) لوثوا الفطرة الطيبة التى جبل عليها عامة المصريين الطيبين بسخام (هباب) صدورهم، تعبر عنها ألسنة الأفاعى متربصة فى الدغل الإلكترونى، ألسنة حداد، حادة، طويلة تستاهل قطعها!

الله يرحمه ويبشبش الطوبة اللى تحت راسه، العم الطيب «لطفى لبيب» لو علم غيبا أن هناك من سيقابل ابتسامته الطيبة بهذا العبوس والجحود والنكران والإنكار ويضن عليه برحمة الله التى وسعت كل شىء، أخشى كان سيغادرنا حزينا، ولكنه حتى آخر نفس لم يكن ليفقد ابتسامته أبدا.

ضيق الفنان «صبرى فواز» تعبير عن ضيقنا جميعا، أكلما رحل عنا رجل طيب، إنسان، فتشنا فى ديانته، هذا يدخل فى باب العيب، ولكن إن طلع العيب من أهل العيب ميبقاش عيب، بين ظهرانينا من لا يعرف العيبة ولا يحترم الشيبة، ولا يتعظ أمام جلال الموت، أخشى الموت مبقاش له جلال يا جدع!

جرب أن تكتب عن جواز الرحمة على غير المسلمين، سيقفز فى وجهك كلام موجع مؤذ تنشره مواقع تحمل لافتات إسلامية، ومقولات منسوبة لمن يزعمون إمامة، تنتهى جميعا أنه من قبيل (الاعتداء فى الدعاء)، تخيل الدعاء بالرحمة الترحم على غير المسلمين من قبيل الاعتداء فى الدعاء!!

يا ويلااااااه الترحم على العم الطيب «لطفى لبيب» صار من قبيل الاعتداء فى الدعاء، وهو من عاش يحنو على خشاش الأرض، ويحدثك عن طيبته طوب الأرض.

إذا لم تكن رحيما مترحما وهذا شأنك، فلا تتنطع على الرحماء المترحمين، ولا تستنكر ترحمهم، ولا تستنكف إنسانيتهم، ولا تحرف بوصلة الرحمة، ولا تتجاوز فى حق الأموات، أصمت وأكفّ الطيبين شرك.

المعلم الراقى، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا، قام لجنازة يهودى، ومنسوب إلى صاحب الخلق العظيم قوله، «إذا رأيتم الجنازة فقوموا» وجاء فى بعض الروايات: قالوا: يا رسول الله إنها جنازة يهودى فقال: أليست نفسًا؟!

هذا الذى أضجر «صبرى فواز»، وضاق به صدره، يترجم (التألى على الله)، تجرؤ على مقام الله وقدرته وعلمه، سبحانه أرحم الرحمين، تعنى «الأكثر رحمة من بين الرحيمين». وهى صفة من صفات الله عز وجل، وتعنى أن الله تعالى أرحم وأكثر رأفة بعباده من أى أحد آخر..

أخشى تاليا سؤلا سقيما من محتسب بائس يروج بين الناس، وما ديانة كاتب هذه السطور؟!

 

المصري اليوم في

01.08.2025

 
 
 
 
 

خالد سرحان:

«جنازة لطفي لبيب كانت مظاهرة للوحدة الوطنية» (فيديو)

كتب: محمد هيثم

تحدث الفنان خالد سرحان عن علاقته بالفنان الراحل لطفي لبيب، كما تحدث عن جنازته التي أقيمت مساء أمس الأربعاء بعدما رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 77 سنة، إثر تدهور حالته الصحية خلال الأيام الماضية.

أضاف خالد سرحان في مداخلة هاتفية مع إنجي على، اليوم الخميس، عبر برنامج «أسرار النجوم»، على «نجوم إف إم»: «جنازته قبل ما تكون مظاهرة حب كانت مظاهرة للوحدة الوطنية، فهو ابن مصر البار والمحارب في انتصار 6 أكتوبر، أقول الله يرحمه ويحسن إليه فهو صانع البهجة، ولي معه ذكريات عظيمة، ولم يكن يحب الجلوس في البيت رغم مرضه».

وأضاف: «لطفي لبيب كان مريضا بفيروس سي ومع ذلك عالج ناس كثيرة على حسابه قبل طرح العلاج الأخير الذي طرحته الدولة، وهذا أمر لم يكن أحد يعرفه عنه، والكبير دائما كبير بأخلاقه، نحن في حالة حداد على الفنان الكبير لطفي لبيب».

وكان الفنان لطفي لبيب قد رحل عن عالمنا صباح الأربعاء، بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية، التي تركت أثرًا كبيرًا لدى الجمهور العربي، وتميز خلالها بخفة الظل والأداء المتقن والروح الطيبة التي انعكست على الشاشة وخارجها.

 

####

 

محمود البزاوي يشارك صورة نادرة لـ لطفي لبيب وصلاح السعدني

من مسرحية «الملك هو الملك»

كتب: محمد هيثم

شارك الفنان محمود البزاوي صورة نادرة من مسرحية «الملك هو الملك»، تجمع الفنان الراحل صلاح السعدني والفنان لطفي لبيب، الذي رحل عن عالمنا صباح يوم الأربعاء الماضي، عن عمر ناهز 77 سنة.

ونشر محمود البزاوي الصورة عبر حسابه على «فيسبوك»، وظهر خلالها لطفي لبيب وهو يحمل صلاح السعدني على كتفيه وعلق عليها قائلًا: «عم صلاح وعم لطفي من مسرحية الملك هو الملك الله يرحمهم».

يُذكر أن لطفي لبيب كان قد دخل المستشفى قبل أيام، وتم نقله للعناية المركزة نتيجة إصابته بالتهاب حاد في الحنجرة والرئة، مما تسبب في منعه التام من الكلام، وهو ما زاد من تدهور حالته، وتوفي صباح يوم الأربعاء الماضي.

 

####

 

ريهام عبدالغفور:

«لطفي لبيب علمنا الوطنية وحب مصر» (فيديو)

كتب: محمد هيثم

تحدثت الفنانة ريهام عبدالغفور عن علاقتها بالفنان الراحل لطفي لبيب، مؤكدة أنه كانمصدرًا للبهجة والسعادة أنها تعلمت من الرضا والأخلاص في العمل.

وقالت ريهام عبدالغفور في مداخلة هاتفية مع إنجي على، عبر برنامج «أسرار النجوم»، على «نجوم إف إم»: «لطفي لبيب كان طيبا ومصدر للبهجة والطاقة الإيجابية ولما اشتغلت معه في بدايتي في فيلم (صاحب صاحبه) احتواني بشكل غير طبيعي وكان صديقا لوالدي واشتغلت معه في المسرح أيضا وتعلمت منه كل شيء، كان مصدرا للبهجة والأمان لكل من حوله».

وأضافت: «كان يحكي لنا دائما عن تجربته في الحرب وعلمنا حب الوطن، وكان يحكي لنا عن بناته وتعلما منه الإخلاص في الأبوة، وهذا جانب آخر رائع في شخصيته».

تابعت: «تعلمت منه أيضا فكرة الرضا في العمل ويعطي دروس لكل واحد بأهمية الرضا في الحياة، ولم يكن له علاقة بما يفعله الآخرين ولكنه كان دائما ممتنا لربنا ويشكره على النعم التي منحها له، كان يترك أثرا في كل دور، كان إنسانا استثنائيا في كل أعماله، كان شخص خاص جدا وفيه إجماع من الجميع على حبه».

يُذكر أن الفنان لطفي لبيب كان قد دخل المستشفى قبل عدة أيام، وتم نقله للعناية المركزة نتيجة إصابته بالتهاب حاد في الحنجرة والرئة، مما تسبب في منعه التام من الكلام، وهو ما زاد من تدهور حالته، وتوفي صباح يوم الأربعاء الماضي.

 

####

 

أسرة لطفي لبيب تفاجئ جمهوره بإلغاء العزاء:

«شكرًا لكل من شاركنا الوداع»

كتب: علوي أبو العلا

أعلنت أسرة الفنان الراحل لطفي لبيب عن إلغاء العزاء الذي كان مقررًا إقامته يوم السبت المقبل 2 أغسطس، وذلك عبر منشور كتبته ابنته على حسابها الشخصي بموقع «فيسبوك».

ووجّهت الأسرة رسالة شكر لكل من قدّم واجب العزاء وشارك في وداع الفنان الكبير، جاء فيها: «أسرة الفنان العظيم لطفي لبيب تتقدم بخالص الشكر لكل من شارك في عزاء الفنان، وتعلن أنه تم إلغاء عزاء يوم السبت 2 أغسطس».

وجاء هذا القرار بعد توافد عدد كبير من الفنانين والجمهور لتشييع الجثمان وتقديم واجب العزاء خلال الجنازة والعزاء، اللذين أُقيما أمس الخميس في كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة، والتي شهدت حضورًا فنيًا واسعًا ومشاعر حزن كبيرة من زملائه وأحبائه.

كان لطفي لبيب قد رحل عن عالمنا الأربعاء 30 يوليو، بعد أزمة صحية مفاجئة، عن عمر ناهز 77 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا ومحبة راسخة في قلوب جمهوره وزملائه.

 

المصري اليوم في

01.08.2025

 
 
 
 
 

لطفى لبيب.. المقاتل المبهج تأثيرات كبيرة لأدوار صغيرة

مشير عبدالله

«لطفى لبيب»، الذى رحل عن دنيانا قبل أيام؛ ممثل استطاع أن يترك أثرا لا ينمحى من ذاكرة المشاهد عن أى دور له فى أى عمل - مهما كان حجمه - فما بالنا لو كان عدد هذه الأعمال هو 408 أعمال فنية، وهو رقم كبير، منها 147 فيلما سينمائيا!

تنوع ظهور الفنان الراحل فى هذه الأعمال ما بين الظهور فى مشهد واحد كما فى بداياته عام 1984 من خلال فيلم «المشاغبون فى الجيش» مع سعيد صالح وسمير غانم ويونس شلبى وإخراج نيازى مصطفي، ثم توالت الأدوار. فهو من الممثلين الذين بدأت حياتهم العملية بعد التخرج فى كلية الآداب ثم التحاقه بمعهد الفنون المسرحية، لكنه بعد التخرج ظل فى الخدمة العسكرية لمدة ست سنوات مثله مثل كل دفعته آنذاك، فقد بدأ خدمته عام 1967، فهو أحد أبطال حرب الاستنزاف، وحتى العبور فى حرب أكتوبر عام 1973. فى هذا الصدد يروى المنتج صفى الدين محمود أنه حينما كان قادما من مهرجان الأقصر، ذات مرة، ومعه ممثلون كثيرون منهم لبيب.. وبمجرد أن وصلوا إلى المطار لاحظوا ترحابا كبيرا به من العاملين فى المطار، وكان جميعهم يتحدثون عن أنه لو علم رئيس المطار بأن لطفى لبيب موجود فى المطار سيفرح جدا.

وأضاف: «فقلت فى نفسي: لعله معجب به .. لكننى كنت مندهشا من أنه كان معنا نجمات ونجوم كثيرون.. لكن بعد دقائق قليلة رأيت رئيس المطار وهو يجرى بزى ملكى على عم لطفى لبيب، ويوجه له التحية العسكرية.. وتبين أن رئيس المطار واحد من أعضاء الكتيبة 26 سابقا قبل أن يُصاب فى إحدى المناورات، ويُكلف بإدارة المطار».

وتابع : «سألته عن ذلك، فقال لى إن الحواديت لا تنقطع عبر الأجيال، عن بطولات لطفى لبيب فى الكتيبة 26، وأى واحد فى الكتيبة عارف عبر الأجيال دور عم لطفى فى الحرب فى الفترة من 1967 الى 1974. وباختصار فإن ما رأيته فى عين الضابط من تقدير وفى عين عم لطفى من امتنان.. كان درسا كبيرا للجميع».

بدأ لطفى لبيب حياته الفنية من خلال مسرحية «المغنية الصلعاء» وهى الأولى من 13 مسرحية مثل فيها على مدى تاريخه الفني، و232 مسلسلا، وواكب فى خلال تاريخه الفنى العديد من المحطات المهمة، وأيضا الانكسارات، سواء بسبب المرض الذى أقعده فى أواخر سنوات عمره أو بعدم طلبه للتمثيل، لكنه استطاع استغلال هذه السنوات فى كتابة القصص خصوصا عن فترة الخدمة العسكرية وبطولاتها، بدأ ظهوره المحدود فى السينما من خلال أدواره الصغيرة. وفى الأفلام السينمائية بدأ لبيب يظهر فى أدوار أكبر بالتوازى مع ظهوره التليفزيونى من خلال فيلم «كراكيب» مع صلاح السعدنى وآثار الحكيم.. إخراج عمر عبد العزيز عام 1989 ثم «صف عساكر» مع أحمد بدير وعايدة رياض إخراج إسماعيل جمال ثم «تحت الصفر» لنجلاء فتحي، والحب القاتل لفاروق الفيشاوى وإسعاد يونس، وغرام وانتقام بالساطور إخراج محمد شبل 1992 ، وفارس المدينة لمحمد خان.

ثم بدأ ظهوره السينمائى يصبح أكبر وضوحا بعد تألقه فى مسلسل أرابيسك فى شخصية زقزوقة الشرير.. صبى رمضان «المنتصر بالله» مع صلاح السعدنى والمخرج جمال عبد الحميد، ومسلسل الزينى بركات فى دور بائع الجواري، ليؤدى بعده شخصية الدكتور أحمد الأيوبى فى فيلم النوم فى العسل مع عادل إمام إخراج شريف عرفة عام 1996، وكذلك ظهر فى فيلم «أرض أرض» مع فاروق الفيشاوى وإلهام شاهين والمخرج إسماعيل مراد. ثم كانت النقلة الكبيرة الأولى فى مشواره الفنى من خلال فيلم جاءنا البيان التالى مع محمد هنيدى فى شخصية فخرى كامل رئيس القناة التى يعمل بها نادر سيف الدين «هنيدي» وعفت الشرببينى «حنان ترك» إخراج سعيد حامد 2001 ، ثم اللمبى مع محمد سعد فى شخصية «أبو نوسة» التى يحبها اللمبي، وفى عام 2002 شارك فى فيلم صاحب صاحبه مع هنيدى وأشرف عبد الباقى وإخراج سعيد حامد. وفى عام 2003 ظهرت له أربعة أفلام دفعة واحدة هي: عايز حقى مع هانى رمزى إخراج أحمد نادر، وأول مرة تحب يا قلبى مع جالا فهمى وتامر عبد المنعم إخراج علاء كريم فى دور المنتج فكرى الوحش، وفيلم بحبك وأنا كمان مع مصطفى قمر وسمية الخشاب إخراج محمد النجار.. أيضا فى شخصية المنتج بكري، وفيلم حرامية فى تايلاند مع كريم عبد العزيز وماجد الكدوانى إخراج ساندرا.

وفى 2004 شارك فى فيلم صايع بحر مع أحمد حلمى وياسمين عبد العزيز إخراج على رجب، وفيلم الباشا تلميذ مع كريم عبد العزيز وياسمين عبد العزير فى دور والد إنجى إخراج وائل إحسان، وفيه كان أداء الكوميديا للطفى من منطقة صعبة إذ تجمع كل مشاهده بين العصبية والكوميديا. كما شارك فى فيلم أشتاتا أشتوت مع مدحت صالح وعلا غانم إخراج عمر عبد العزير فى دور الملك مرجان. وفى 2005، جاءت السنة التى انتقل بها إلى النجومية ففيها ظهرت له سبعة أفلام دفعة واحدة هي: شباب تيك اواي، وعلى سبايسي، وليلة سقوط بغداد، وواحد كابتشينو، وبحبك وبموت فيك، وسيد العاطفي، وأخيرا السفارة فى العمارة مع عادل إمام فى دور السفير الإسرائيلى إيلى كوهين الذى جعل من لبيب البطل الثانى نظرا لنجاحه فى أداء هذه الشخصية. وهكذا توالت الأعمال والأفلام بعد ذلك، ومنها شخصية أبو رضا فى فيلم كده رضا عام 2007 مع أحمد حلمى والد التوائم الثلاثة، وكركر مع محمد سعد وعندليب الدقى مع هنيدى وكشف حساب، وعصابة الدكتور عمر مع مصطفى قمر إخراج على إدريس، وخليك فى حالك مع أحمد عيد وشيكامارا والتوربينى وأسد وأربع قطط مع هانى رمزى بأدائه البسيط الخفيف مع الفور كاتس إخراج سامح عبدالعزيز. وفى 2008 كان فيلمه الكبير طباخ الرئيس فى شخصية حازم الذى يتصل به الرئيس ويسأله «وديت الشعب فين يا حازم؟ وفى العام نفسه شارك فى فيلم مبروك أبو العلمين حمودة مع هنيدي، وأشرف حرامى واتش دبور مع أحمد مكى وفى 2009 كان طير أنت مع مكى أيضا وميكانو وواحد صفر وبوبوس مع عادل إمام، وفى 2010 شارك فى زهايمر أيضا مع عادل أمام والثلاثة يشتغلونها والفيلم الأيقونى عسل أسود مع أحمد حلمى فى شخصية السائق راضى التى أضفى عليها من الأداء الخاص به. وشارك لبيب أيضا فى العديد من الأفلام مع النجوم أنفسهم إذ أصبح بالنسبة لهم الشريك الأساسى فكل أفلامهم مع نجوم الجيل السابق والجيل الحالى فهو شريك أساسى فى نجاح الأفلام فى السينما المصرية فى آخر عشرين عاما. لطفى لبيب المقاتل الحربى لم يهتم على الإطلاق بحجم الدور الذى يُعرض عليه حتى إنه فى مكالمة هاتفية مع أحد المؤلفين الذى عمل معه العديد من الأفلام اعتذر بأنه لم يرسل له الفيلم الذى بيده نظرا لصغر دوره فيه.

ويقول: «فما كان من لبيب إلا أنه سمّعنى كلمتين بايخين كنت أستحقهم لأنى نسيت أن دى مهنته التى يحترفها ويحبها وإن أى دور هو رزق لازم الفنان يتعامل معه بجدية، ويحاول يطلع منه حاجة كويسة حتى لو ما كانش فرحان به، فلم يكن فى مشهد من الأدوار التى عملها إلا وضع فيه روحه وخبرته بأمانة ومسئولية».

بل قدّم فى بعضها أدوارا تدخل فى قائمة الأدوار التى «لا تشتعل ولكن تساعد على الاشتعال»، بحسب تعبيره الساخر العبقري، فى وصفه لأهمية الأدوار الصغيرة التى جسدها من حيث المساحة.. هكذا فارقنا لطفى لبيب الممثل صانع البهجة بألف وجه.

 

الأهرام اليومي في

03.08.2025

 
 
 
 
 

لطفى لبيب نجم خط الوسط

كتب سهير عبد الحميد

الرضا دائمًا كان عنوان حياة الفنان الكبير لطفى لبيب الذى فارقنا بجسده قبل أيام، وهذا جعله متصالحًا دائمًا مع منح الحياة ومحنها، فعلى مدار 45 عامًا قدم خلالها أكثر من 350 عملًا، تميز فيهم كواحد من نجوم خط الوسط، هكذا كان يصف نفسه دائمًا، مثله مثل حسن حسنى، وصلاح عبدالله، وقبلهم عبدالفتاح القصرى وزينات صدقى، وحسين رياض، فقد كان راضيًا تمامًا بوجوده ضمن نجوم الأدوار الثانية، التى لا يمكن الاستغناء عنهم ووجودهم بمثابة الوتد لهذه الأعمال.

لطفى لبيب لم يفكر يومًا بالبطولة المطلقة، وكان يتعامل مع الفن من باب حب المهنة بالدرجة الأولى ..والرضا لم يكن فقط تجاه الأعمال التى يقدمها لكن أيضًا الرضا فى مرضه، فعندما أصيب بجلطة فى ذراعه وقدمه جعلته غير قادر على العمل كان راضيًا تمام الرضا، وتعايش مع وضعه الجديد واستغل وقت فراغه فى حبه الثانى بعد التمثيل وهى الكتابة، حيث كان يجهز لكتاب جديد وكان يلتمس العذر لكل من لا يسأل عنه.

ينتمى الراحل لطفى لبيب، لجيل كبار النجوم الذى زاملهم فى معهد الفنون المسرحية وهم محمد صبحى والراحلون نبيل الحلفاوى وهادى الجيار وشعبان حسين ويسرى مصطفى، وكان يدرس لهم فى ذلك الوقت الفنانين الكبار سعد أردش وجلال الشرقاوى ونبيل الألفى، وعلى الرغم من تخرجه فى المعهد عام 1970، لكنه بدأ مسيرته الفنية متأخرًا بسبب التحاقه بالتجنيد لمدة 6 سنوات واشتراكه فى حرب 1973 كواحد من أبطال الكتيبة 26 وهى أول كتيبة عبرت القناة يوم السادس من أكتوبر، ثم سفره للعمل بالخارج لمدة أربع سنوات ولم يبدأ مسيرته الفنية إلا عام 1981 من خلال مشاركته بمسرحية «المغنية الصلعاء» ، لكن تظل البداية الحقيقية له هو فيلم «السفارة فى العمارة» بدور السفير الإسرائيلى والذى كان فاتحة خير عليه .

المتابع لأعمال النجم لطفى لبيب سيلاحظ أن هناك قاسمًا مشتركًا بين هذه الأعمال وهو خفة ظله وروحه، فلم يكن هناك فنان يستطيع أن يحل مكانه فهو صاحب الدور القصير المميز وتعتبر السينما صاحبة الرصيد الأكبر من أعماله بجانب التليفزيون، فمن أبرز أعماله «أرض الأحلام» و«النوم فى العسل» و»جاءنا البيان التالى» و«مبروك أبوالعلمين حمودة» و«يا أنا يا خالتى» و«صايع بحر» و«عايز حقى» و«بحبك وأنا كمان» و«صاحب صاحبه» و«رشة جريئة» و«كركر» و«كدا رضا» و«ثمن دستة أشرار» و«عسل أسود» و«365 يوم سعادة «وبشترى راجل» و«أبو شنب»، حيث شارك معظم نجوم الكوميديا أعمالهم مثل محمد هنيدى وأشرف عبدالباقى  ومحمد سعد وأحمد حلمى وياسمين عبدالعزيز وأحمد عز ومصطفى قمر، أما فى التليفزيون فهناك أعمال عديدة تنوعت بين التراجيدى والكوميدى.

وعلى الرغم من أن أعماله المسرحية لم تكن كبيرة مقارنة بالتليفزيون والسينما، لكنها كانت مميزة، أبرز هذه الأعمال «الملك هو الملك» مع النجم الراحل صلاح السعدنى و«سوق الحلاوة» مع نيللى، و«طرائيعو» مع محمد هنيدى و”سى على وتابعه قفه” مع محمود الجندى ومحمد الحلو و«ليلة من ألف ليلة» مع يحيى الفخرانى. واعتبر النجم الراحل لطفى لبيب أن فترة تجنيده ومشاركته فى حرب 1973، من الفترات المهمة فى حياته، والتى أثرت فيه تأثيرًا عظيمًا لذلك حرص على توثيق هذا الكلام فى كتاب جمع فيه ذكريات 6 سنوات وأطلق عليه «الكتيبة 26»،  وحرص على إهدائه لكل زملائه من أفراد الكتيبة، وتمنى فى حياته أن يتحول هذا الكتاب لعمل فنى ليبرز بطولات هذه الكتيبة ودورها العظيم.

رحم الله الفنان الكبير لطفى لبيب بقدر ما رسم البسمة على وجوه كل محبيه.

 

المصرية في

09.08.2025

 
 
 
 
 

أبيض وأسود

المواطن لطفى لبيب

بقلم حسام حافظ

وداع وسائل الاعلام للفنان الكبير لطفي لبيب اختلف كثيراً عن وداع غيره من الفنانين فهو لم يتعامل أبداً مع الجمهور كفنان له مساحة من الخصوصية لا يسمح لأحد بتجاوزها بل كانت تفاصيل حياته واعماله عند الجمهور المستمع لحواراته التليفزيونية وكلنا نعلم انه ترك الدراسة بجامعة الاسكندرية وجاء للقاهرة من أجل حبه للتمثيل ولذلك اتجه للدراسة في معهد الفنون المسرحية وذكر ذلك أكثر من مرة كما انه واحد من أبطال حرب أكتوبر 1973 وعبر القناة مع الكتيبة 26 وحكي بالتفصيل يوميات ذلك الانتصار العظيم في كتاب تمني أن يتحول لفيلم عن نصر أكتوبر.

كان لطفي لبيب نموذجاً للمواطن المصري الطيب البسيط الذي يحب التواصل مع الناس مثل الذي تجلس إلي جواره في المواصلات العامة فيحكي لك ملخطاً لقصة حياته لأنه متصالح مع نفسه وفي حالة رضا عن مشوار حياته الطويل الذي يشاهده كل يوم يمر أمامه مثل شريط السينما وكان يعشق عمله وعندما مر بأزمته الصحية قبل 8 سنوات وافقدته بعض الحركة كان يذهب إلي الاستديو علي كرسي متحرك يستمتع بمشاهدة الفنانين والفنيين وهم يعملون لأنه يفتقد مناخ العمل أكثر من العمل ذاته.

يتذكر الجمهور دوره في فيلم »السفارة في العمارة« ولا ينساه وهو من أصعب الأدوار ويذكر ليبب في أكثر من حوار ان الفنان الكبير عادل أمام  هو الذي اتصل به تليفونياً ليرشحه للقيام بهذا الدور ورغم أهمية الأداء التمثيلي للأدوار علي الشاشة إلا انه يعتبر الممثل المبدع الثاني للعمل لأن المبدع الأول هو  المؤلف ثم المخرج وبعد ذلك يأتي دور الممثل الذي تأتي أهميته الكبيرة في ان الجمهور ينسب نجاح أو فشل العمل إليه وهنا تكمن صعوبة مهنة التمثيل.

تربي لطفي لبيب علي خشبة المسرح القومي وقام بأداء أهم أدواره في مرحلة الشباب لذلك فإن للمسرح مكانة كبيرة في عقله وقلبه ويصفه بالشاحن الذي يقوم بشحن الطاقة الفنية للممثل ليتمكن من الاستمرار في العمل وقد ساهم المسرح في ثقافة الفنان وتنمية الوعي بالتاريخ والسياسة والمجتمع لذلك يقدر لطفي لبيب تاريخ عمالقة الفن مثل نجيب الريحاني الذي يتمتع بمكانة خاصة عنده لأنه علي حد تعبيره »يمزج بين الضحك والمرارة« والمشاهد يضحك وفي نفس الوقت يأسي لحال الشخصية التي يقدمها الريحاني.

المواطن لطفي لبيب لا ينسي مصر ابداً وهو يقول في صلاته »اكرمني يارب واحفظ بيتي وأولادي« ثم يدعو لمصر بان يحفظها الله لأنها البيت الكبير علي حد تعبيره من أجل كل ذلك كان وداع لطفي لبيب مختلفاً لققد فقدنا فناناً يعشق هذا الوطن وأبناءه الطيبين.

 

الجمهورية المصرية في

13.08.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004