ملفات خاصة

 
 
 

ويس أندرسون... مخرج التَّصميم الهندسي للإنسان والزمان

يعود إلى عروض مهرجان «كان» بأسلوبه المتفرد

كانمحمد رُضا

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

يحرص مهرجان «كان» سنوياً على اختيار أفلام أميركية ذات طابع مستقل، متحرِّرة من السائد الهوليوودي، من خلال أعمال لمخرجين اشتهروا برؤاهم الذاتية وأسلوبهم الخاص في التأليف، مثل سبايك لي، وجيم جارموش، وديفيد لينش، وقبلهم روبرت ألتمن، وودي ألن، وألكسندر باين. كذلك كانت للمهرجان جولات ناجحة مع المخرج ويس أندرسون الذي يوالي عرض أفلامه فيه كلَّما حقق جديداً.

ويشارك أندرسون العام الحالي بفيلم كوميدي بعنوان «المخطط الفينيقي»، بعد أن قدَّم قبل عامين فيلم «أسترويد سيتي»، الذي انضم بدوره لما سبق لهذا المخرج أن حققه وخصَّه في هذا المهرجان الفرنسي.

إلى الصدارة

ينتمي فيلم أندرسون الجديد إلى مجموعة أفلامه السابقة، لا من حيث الحكاية التي تضمُّ مواقف مختلفة لشخصيات متعددة، بل من حيث ذلك الأسلوب الخاص الذي يميِّز كلّ ما يحقِّقه. أسلوب يعتمد الشكل الهندسي ويعمد إلى حلول فنية خاصّة به تُميِّز أفلامه عن أي مخرج آخر من أي مكان.

لم يدرس أندرسون الهندسة المعمارية أو علم الهندسة مُطلقاً، كما لم يُمارس فنَّ الرسم من قريب أو بعيد (كما فعل لينش على سبيل المثال). وذلك لم يمنعه، منذ أن بدأ الإخراج سنة 1998، من تشكيل أفلامه على نحو هندسي، ومنحِ الصورة ألواناً أساسية تُعبِّر عن المكان والمعنى الذي يجسِّدهما. ألوانه فاقعة حين يرغب في ذلك، وخافتة في حالات أخرى. حتى عندما تكون خافتة أو باهتة، تبقى مُميَّزة بدرجة كبيرة من دفع اللون إلى الصدارة؛ لذلك، فإن مُشاهدة أفلامه هي تجربة في التصاميم الشكلية وألوانها، تُحيط بالحكاية وتٌلّمُ بتفاصيل عدَّة يوفِّرها المخرج في أي مشهد، وفي أي فيلم له.

في «المخطط الفينيقي» مثال جاهز: مشهد يتألف من غرفة واسعة ذات سقف وجدران من الخشب بُنيَّة اللون، فيها 3 شخصيات. إلى اليمين رجل بسترة بنيَّة يحمل حقيبة حمراء وجهازاً تحتها. وراءه بأمتار قليلة فتاة بلباس راهبة. إلى يسار الصورة، وعلى بُعد مماثل، يقف رجل بيد مربوطة لعنقه (إثر حادثة)، يرتدي سترة لونها بيج. الغرفة نفسها موضَّبة، تحتوي على مكتب في منتصفها أمام نافذة، وعلى الأرض انعكاسات لنور الشمس.

ديكوريست

توزيع الشخصيات في الفيلم ينتمي إلى رؤية المخرج، حيث تُحسب تفاصيل كل لقطة بدقة شديدة، من حيث المساحة والمسافات، وحتى انعكاس ضوء الشمس على الأرض. الفيلم بأكمله مصمَّم على هذا النحو، كما لو أن المخرج رسم كل مشهد على حِدَةٍ قبل تصويره، وهذه ليست المرة الأولى.

يمكن ملاحظة هذا الأسلوب المميز لدى أندرسون في جميع أفلامه؛ فهو «ديكوريست» ومخرج في آنٍ معاً. في فيلم «عائلة تَننباوم الملكية» (2001)، يلعب المنزل حيث تعيش شخصيات العائلة دوراً محورياً في تعريفها، يُفسِّرها من خلال محتويات غُرَفه وتوزيع الألوان فيها. وأمضى المخرج 6 أشهر في تصميم الديكورات واختيار الألوان، مقابل 6 أسابيع فقط لتصوير الفيلم.

في لقطة من فيلم (The Darjeeling Limited) «دارجالينغ ليمتد» عام 2007، تُظهر 3 ممثلين جالسين على كنبة عريضة داخل غرفة ضيقة ذات جدران برتقالية داكنة وحمراء باهتة. طريقة جلوسهم ووضع أيديهم أمامهم تبدو متجانسة، لأن الغاية هي توفير صورة ثلاثية الأبعاد لشخص واحد. هؤلاء هم 3 إخوة ركبوا القطار في مهمة روحانية. بدلاً من تناول شخصياتهم بشكل منفصل، يعرض المشهد اختلافاتهم وتماثلهم، ليختزل كل شيء في تلك اللقطة، فإذا بهم أقرب إلى حالة واحدة متعددة الشخصيات. هذا التماثل يطرح مُجدداً الرغبة في استخدام التصميم العام بوصفه بديلاً للدراسة النفسية أو حتى الاجتماعية.

الأسلوب كلغة

أحد أفضل أفلام أندرسون هو (The Grand Budapest Hotel) «فندق بودابست الكبير» 2014. الفندق من الخارج هو معمار كلاسيكي زهري اللون. المشاهد الداخلية حمراء قانية أساساً. بهو الفندق يتألف من سجادة عريضة في الوسط وسجادتين على جانبيها، وسُلَّم مغطى بدوره بالسجاد، وفي أعلاه مكتب الاستقبال تحت نوافذ بيضاء. المصابيح موزَّعة بالتساوي في كل مكان.

الغاية هنا هي توفير نظرة محدَّدة لفندق كلاسيكي في زمن كلاسيكي (الثلاثينات) في مدينة أوروبية تتنفَّس أريح تلك الفترة الفاصلة بين حربين عالميتين. لم يعد هناك داعٍ، والحال هذا، لمشاهد توفِّر تصويراً للمدينة أو للمكان عموماً. مرّة أخرى، تتكفَّل الصورة بتوفير المعلومات المطلوبة. حين تنتقل الأحداث من تلك الفترة الزمنية إلى أخرى (الستينات)، يتغيَّر الاعتماد على اللون الأحمر القاني وتبعاته البرتقالية والوردية. هذا يتماشى مع الرغبة في تصوير انتقالِ زمني من عصر الفخامة الأرستقراطية في العقود السابقة إلى بقايا تلك الفخامة بعدما بهتت الألوان.

أمّا أندرسون، فبلغ هذا التشكيل الخاص به في فيلم (The French Dispatch) «ذَا فرنش ديسباتش» الذي عرضه مهرجان «كان» سنة 2021. يختار لون المبنى التقليدي القديم من الخارج من دون تمييز يُذكر. لكن المشاهد الداخلية هي التي تتنوَّع. لا تنتقل من ألوان فاتحة إلى أخرى هادئة وخافتة، بل يتناوب عليها التصوير بالألوان والأبيض والأسود.

كل ما يفعله أندرسون من جهد في توظيف الألوان والتصاميم والتفاصيل هو أسلوب خاص به يقوم على توفير التشكيل الصالح لأن يلعب دور البطولة إلى جانب الشخصيات. ينتمي إلى فن الرسم وفن الهندسة وفن المسرح في آن معاً. هذا من دون أن ينفي أحدنا انتماء هذا المزيج إلى السينما أساساً. ما يقدّمه أندرسون هو أسلوب مغاير ومنفرد ينتمي إليه وحده. هو نفسه يقول: «قرَّرت أن هذا الأسلوب هو مثل خط يدي لا أستطيع تغييره».

 

####

 

شاشة الناقد: بطلات تحت سطح الحياة

كانمحمد رُضا

The Jacket ★★★

* إخراج: ماتييس بوب

* بلجيكا | دراما | ألوان (71 د)

* عروض 2025: جوائز السينما العربية

يعمد المخرج ماتييس إلى دمج الحكاية الدرامية بالشكل التسجيلي. الدراما تقع على الأرض أمام أعين المشاهد، والتسجيل هو المعالجة الغالبة، مشهداً وراء آخر.

انتقل المخرج إلى مخيم شاتيلا في لبنان ليقصَّ حكاية ممثل فلسطيني (جمال هنداوي) سيلعب دوراً على خشبة المسرح. يخضع في هذا المشهد لتوجيهات المخرج التي تتطلب أن تقوم السترة التي يرتديها بدور رمزي سياسي. إنها التجسيد لحال الأمم، أو كما يقول الفيلم في أحد مشاهده: «السترة هي مفهوم ورمز للدول الكبرى التي وضعت لبنان والعالم في سترات».

وفي مشهد آخر، يربط المخرج البلجيكي الوضع بواحد من قرارات المحكمة الإسرائيلية التي تقضي بطرد 4 عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس، وهو ليس قراراً منفرداً عن قرارات أخرى صدرت طوال العقود الماضية.

لكن ما الذي يمكن أن يحدث فيما لو أضاع الممثل السترة المرقَّعة التي عليه ارتداؤها في المسرحية المزمع تقديمها قريباً؟ هنا نقطة الضعف في الفيلم بأسره. ذلك لأن المعالجة الشاملة للفيلم تسجيلية، تلمّ بحياة هذا الممثل وسعيه لتقديم المسرحية ذات الرؤية السياسية. لكن المشهد الذي يفقد فيه هنداوي السترة مركَّب بوضوح؛ إذ يترك الكيس الذي وضعها فيه بالقرب من سيارة تبيع البنزين. تنطلق السيارة، ولن يدرك الممثل فقدانه لها إلا لاحقاً.

في الفيلم التسجيلي لا تستطيع أن تتدخَّل في العرض من خلال تفعيلة تخرج عن السرد الذي تختاره لفيلمك. ربما عجز المخرج عن الاهتداء إلى طريقة أخرى لينتقل وراء سعي الممثل لاسترداد السترة (فلن تكون هناك مسرحية من دونها)، لكن في هذه الحالة كان عليه أن يعمد إلى سرد درامي لتبرير تلك الهفوة.

على هذا، يستحق الفيلم تقديراً كاملاً بسبب اختياره للموضوع ومراميه والطريقة الإجمالية لتقديمه.

 

Thunderbolts ★★★

* إخراج: جايك شرارير

* الولايات المتحدة | أكشن | ألوان (127 د)

* عروض 2025: تجارية

في اعتراف نادر، تتحدَّث مؤسسة «ديزني» عن أنها ربما دفعت بأكثر مما يجب من أفلام «مارفل» إلى الأسواق وفي فترات متقاربة. «مارفل» هي بيت أفلام الكوميكس التي تنتج لـ«ديزني» تلك المسلسلات السينمائية المعروفة من «كابتن أميركا» إلى «أفنجرز» و«بلاك بانثر»، وعدد كبير آخر من أفلام «السوبرهيروز». وحدث منذ 10 أعوام أن ارتفع عدد الأفلام المنتجة من («ديزني»/ «مارفل») إلى حد ميَّز العقدين الأخيرين على نحو ملحوظ.

في البداية، تلقَّف الجمهور تلك المسلسلات بنهم شديد، لكن في العامين الأخيرين تكرَّرت الحالات التي وجدت فيها الجهة المُنتجة أن السوق قد شبعت، وأن بعض هذه الأفلام لم يسجَّل لها النجاح الذي كان يدور في البال.

«ثندربولت» قد يُعيد الثقة إلى ما كانت عليه، ولو إلى حد ما. جمع في 3 أسابيع أقل مما صُرف عليه (180 مليون دولار).

هو فيلم فيه اختلاف، كون شخصيته من خارج المنظومة الأميركية المعتادة، فهي أُنثى من روسيا اسمها يلينا بيلوفا (تلعب الدور فلورنس بوف باللكنة المناسبة). هي ليست وحيدة، لكنها تقود فريقاً من العاملين تحت الأنظار لمؤسسة أمنية.

مسلسلات الأبطال الخارقين التي طفت على السطح، ولا تزال، هي أكثر من أن تُحصى في إيجاز. السائد هو عدم الاكتفاء بالشخصيات الأساسية، بل استخراج شخصيات أخرى وتحقيق أفلام عنها (كحال «بلاك بانثر» مثلاً) أو ضمّها جميعها تحت مظلة واحدة («كابتن أميركا» مثلاً). هذا لأجل عصرِ كل طريقة ممكنة لاستغلال الهجمة الجماهيرية على هذه الأفلام.

ما هو فريد بالنسبة لشخصيات «ثندربولت» هو أنها لم تظهر، في معظمها، في أي فيلم سابق، بل تحتوي على شخصيات من القاع، نسبياً. هذا وحده يمنح الفيلم معيناً من الاختلاف.

صحيح أن بطلته تجيد اللعب الخطر بكل أدوات القتال (بما فيها المهارات البدنية)، إلا أن الغاية التي تصل واضحة، وهي أن هذه المجموعة الآتية من تحت سطح البطولة، على عكس «آيرون مان»، و«كابتن أميركا»، و«ذا فلاش»، و«بلاك ويدو» وسواها، إنما تُعبِّر عن طبقة دون الاعتبار، تحاول الدفاع عن حظها في الحياة، مما يجعل الفيلم نوعاً من التعليق الاجتماعي.

يُضاف إلى ذلك حسن إدارة المخرج للعمل ككل، على الرغم من أن السيناريو يكشف عن انتقالات زمنية ومكانية مفاجئة، يمر وقتٌ من الفيلم قبل قراءة موقعها من الأحداث.

ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز

 

الشرق الأوسط في

15.05.2025

 
 
 
 
 

روبرت دي نيرو يخطف الأضواء بمهرجان كان ويتحدث عن طفولته

طالب بإلغاء القوانين الجديدة التي أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب

عن صناعة السينما في أميركا

كان - (جنوب فرنسا): سعد المسعودي

امتلأت صالة المهرجان بالنقاد وصناع السينما العالمية ومحبي الفن السابع في ندوة "الأسطورة روبرت دي نيرو " وتحدث طويلا عن طفولته وتأثره بوالده الفنان التشكيلي وأيضا عن مواقفه ومسيرته الفنية وتاريخه الطويل مع السينما وحصاد الأيام من التحف السينمائية التي تؤرخ لصعود نجومية هذا النجم الذي أبهر العالم بأدائه لمختلف الأدوار الصعبة، وحصوله على أكثر من أوسكار، ويتوجه مهرجان كان السينمائي بالسعفة الذهبية.

وشكل حضوره في حفل افتتاح هذا الحدث السينمائي الدولي حدثا استثنائيا وكشفت الندوة جوانب كثيرة غائبة على العاملين في الفن السابع وأعطى شحنة أخرى للتأكيد على التزام الفن والسينما خصوصا بقضايا الإنسان، وأعاد إلى جانب المخرج مارتن سكورسيزي روائع الإنتاج السينمائي وتعريف معنى السينما.

الطفل الخجول الحالم بالنجومية

يقول دي نيرو "عندما كنت في الثامنة عشرة عاما كنت أشاهد مسلسلا أسبوعيا أو فيلما غربيا وفكرتُ إذا كان هؤلاء الممثلون يكسبون عيشهم من هذا العمل، وهم ليسوا جيدين حقا، فلن أكون أسوأ منهم، عندما انطلقت بجدية في تجربتي، أدركتُ مدى قدرتي على الوصول إلى ما أستطيع فعله. لم يكن هذا ما فكرتُ به في صغري. لكنني أتذكر أنني فكرتُ في ذلك وأنا أشاهد تلك المسلسلات التلفزيونية بالأبيض والأسود".

ثم قال "كنت طفلا خجولا شاحب الوجه عادة ينادونني بـ"بوبي الحليبي" نظرا للون ملامحه، لكن موهبته أهلته لأن يتسلق سلم الكبار في صناعة الأفلام الكبيرة التي دائما ما تصنع الحدث السينمائي وتكون مادة للصحافة ولنقاد السينما ويتحول إلى أسطورة من خلال التفرد بالأداء لذلك استطاع دي نيرو أن يبني لنفسه مجدا سينمائيا سيظل محفورا  في تاريخ السينما العالمية.

وأضاف "تركت المدرسة في سن السادسة عشرة لمتابعة دروسا في الدراما قبل أن يُفسح أمامي المجال لأول مرة للتمثيل في مسرحية "الدب" للكاتب الروسي" أنطون تشيخوف، وكان أول ظهور سينمائي لي في عام 1965 بدور ثانوي في فيلم "ثلاث غرف في مانهاتن" لمارسيل كارني".

الصعود نحو النجومية

البدايات الحقيقية مع المخرج "بريان دي بالما "الذي شخص معه ثلاثة أعمال كوميدية. لكن بصمته الكبيرة في عالم السينما ظهرت للعالم مع المخرج مارتن سكورسيزي، الذي كشف عن مواهبه السينمائية للجمهور في فيلم الإثارة "شوارع الشر ولعب فيه دور جوني الناري عام "1973" Mean Streets.

كما حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في شخصية فيتو كورليوني الشاب في فيلم "العراب: الجزء الثاني" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا. وبعد أدائه المثير في فيلم "سائق التاكسي" الذي مكنه من الحصول على السعفة الذهبية عام "1976"، ومنها كانت الانطلاقة الحقيقية نجوم النجومية العالمية.

ثم توالت الأدوار وهي تحمل توقيع كبار المخرجين المخضرمين كما ترأس دي نيرو في 2011 لجنة تحكيم مهرجان كان وقدم الجائزة للمخرج "تيرينس مالك "عن فيلمه "شجرة الحياة". وفي عام 2023، عاد روبرت دي نيرو للعمل مع سكورسيزي في فيلم "قتلة زهرة القمر" Killers of the Flower Moon، وهو فيلم تاريخي ملحمي تسلط الضوء على جزء مظلم من التاريخ الأميركي.

فيلم وثائقي يتحدث عن تاريخ دي نيرو

كما كشف دي نيرو أنّه يعمل على مشروع فيلم شخصي مع الفنان الفرنسي "جاي آر" (JR) المقيم في نيويورك، والمعروف بمجموعاته من الملصقات الفوتوغرافية الضخمة وسيكون الفيلم بمثابة كشف خفايا من حياة دي نيرو ويتطرق إلى علاقته مع عائلته خصوصا والده الذي كان رساما وفتح الممثل أرشيف عائلته وتم عرض مقاطع من الفيلم الوثائقي.

المخرج الفرنسي جاي آر قال عن الفيلم "لا أعرف إلى أين سنصل"، مضيفا "ليس هناك وقت محدد من جهتي، وكشف الثنائي عن بعض اللقطات الأولى لعملهما، والتي تتضمّن صورا ضخمة لوالد دي نيرو.

ويتخلّل الفيلم ظهور لمارتن سكورسيزي الذي أخرج أيضا بعضا من الأفلام التي صنعت شهرة دي نيرو، ومن بينها Goodfellas وRaging Bull.

كذلك، يظهر دي نيرو في الوثائقي وهو يتأمل حياته وشيخوخته. وردا على سؤال عمّا إذا كان يخاف الموت، قال "ليس لدي خيار، لذلك من الأفضل ألا نخاف منه".

نحو النجومية في عالم الفن السابع

انطلاقته السينمائية الحقيقية ستكون مع المخرج بريان دي بالما الذي شخص معه ثلاثة أعمال كوميدية. لكن بصمته الكبيرة في عالم السينما ستظهر للعالم مع المخرج مارتن سكورسيزي، الذي كشف عن مواهبه السينمائية للجمهور في فيلم الإثارة "شوارع الشر" Mean Streets (1973)، لعب فيه دور جوني بوي الناري.

في 1974، حصل روبرت دي نيرو على جائزة الأوسكار   لأفضل ممثل مساعد عن دوره في شخصية فيتو كورليوني الشاب في فيلم "العراب: الجزء الثاني" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا. وبعد أدائه المثير في فيلم "سائق التاكسي" (1976)، الذي مكنه من الحصول على السعفة الذهبية، قفز اسم الممثل الأميركي إلى سماء نجوم الفن السابع العالميين.

وتوالت الكثير من أدواره التي كانت في أعمال من توقيع كبار المخرجين، لكنه جسد ثنائيا ناجحا إلى جانب المخرج مارتن سكورسيزي، وتواصل هذا التعاون المثمر بين الرجلين لسنوات أسفر عن عدد من الأفلام الناجحة في السينما العالمية بينها "الثور الهائج" في 1980 الذي حاز بفضله على جائزة الأوسكار. وفي 1986 سيحصل على السعفة الذهبية مرة أخرى عن دوره في فيلم "مهمة" لنفس المخرج.

وترأس دي نيرو في 2011 لجنة تحكيم مهرجان كان وقدم الجائزة للمخرج تيرينس مالك عن فيلمه "شجرة الحياة". وفي عام 2023، عاد روبرت دي نيرو للعمل مع سكورسيزي في فيلم "قتلة زهرة القمر" Killers of the Flower Moon، وهو ملحمة تاريخية تسلط الضوء على جزء مظلم من التاريخ الأميركي.

وتحدث عن حفل الافتتاح  وكلمة النجم " ليوناردو دي كابريو" الذي كان سببا في اكتشافه وكيف سلمه السعفة الذهبية وقال "إنها لحظة تاريخية.. شكرا لكان المدينة والمهرجان" وأردف "نحن نكافح في بلدنا من أجل الديمقراطية وغياب الدعم السينمائي والضرائب الكبيرة عن صناعة السينما" وطالب بإلغاء القوانين الجديدة التي أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن صناعة السينما في أميركا.

 

####

 

ابنة غزة فاطمة حسونة تفتح معاناة القطاع بمهرجان كان السينمائي

الأوضاع في غزة ترخي بظلالها الثقيلة على مهرجان كان السينمائي

كان (جنوب فرنسا): سعد المسعودي

استقبل الفيلم الوثائقي الطويل "ضع روحك على يدك وامش" للمخرجة الإيرانية سبيدة فارسي، والذي عرض ضمن مسابقة "أسيد" بمهرجان كان، بالتصفيق الطويل والدموع وتحدثت المخرجة وهي تحمل صورة المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، وهي تمسح دموعها عن هذا الفراق الحزين والمؤلم لرحيل المصورة الصحافية والفنانة  التي قتلت في قصف إسرائيلي برفقة عشرة من أفراد أسرتها.

وقالت المخرجة سبيدة "كان يفترض أن تكون فاطمة هنا إلى جانبنا وبيننا، تفكيري مع عائلتها ووالدتها الناجية الوحيدة من أسرتها إنسانيتنا شوهت بهذه المجازر التي يتواصل ارتكابها في  غزة وضميري يؤلمني ربما كنت أنا السبب بعد قيامها بالدور الرئيس لفيلمي الذي يعرض اليوم في مهرجان كان السينمائي"، وأضافت أن "هم الجيش الإسرائيلي أن يقتل كل روح خلاقة ومبدعة".

وأعادت المخرجة النقاش حول الفنان الفلسطيني ودوره والسينما عموما في هذه المحافل الدولية.

"أوقفوا التجويع والقتل في غزة "

وبلغة تنبيهية، شددت سبيده فارسي، أمام الجمهور الذي صفق لها كثيرا أنه "إن كانت السينما تسعى لتحريك الأمور، فيجب أن يشارك الجميع ممن يعمل في المجال الثقافي للمطالبة بوقف هذه المجازر. يجب التوقف عن تجويع الغزيين وقتل الأطفال والنساء من أجل لا شيء، فقط بسبب التقاط صور. وإن لم نتحرك سنكون شركاء".

فاطمة الشاهدة بالصورة والصوت عن مجازر غزة

وكانت فاطمة حسونة، 25 عاما، مصورة صحافية فلسطينية مستقلة، وضعت على عاتقها مهمة أن تكون شاهدة، من خلال عملها والتزامها، ورغم المخاطر المرتبطة بالحرب في القطاع الفلسطيني، على الحياة اليومية لسكان غزة وعن واقع الغزيين بعدستها.

لماذا قتلت حسونة؟

سؤال يطرحه البعض، لكن الإجابة عنه كانت بسرعة لدى مهند اليعقوبي مستشار البرنامج العام لمؤسسة الفيلم الفلسطيني قائلا "هناك استهداف للناس الذين ينتجون الصورة البصرية، الفلسطيني مستهدف عامة وفنيا بشكل أساسي والسؤال الأصعب لما لا تتعامل المؤسسات الثقافية الغربية مع هذا الموضوع كاغتيال؟".

ومن جهتها دانت رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية جولييت بينوش، في كلمتها الترحيبية والتكريمية للضحية بهذه المأساة خلال حفل الافتتاح وقالت هي أيضا "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة، الفن يبقى دائما لأنه الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا".

"أوقفوا التجويع والقتل"

وتعالت أصوات السينمائيين العالميين إزاء حالات الصمت لما يجري في غزة من "إبادة جماعية" ووجه 380 شخصية سينمائية من كبار صناع السينما العالمية، رسالة مفتوحة عشية افتتاح مهرجان كان، مطالبين صناعة السينما بالتحرك لنقل معاناة الضحايا، وذكروا بمقتل المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة.

وزيرة الثقافة الفرنسية: رسالة السينمائيين بشأن غزة تنسجم مع دورهم

من جهتها قالت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، الثلاثاء، إن" نجوم السينما الذين وقّعوا على مقال يندد بالصمت حيال الإبادة الجماعية في غزة، يؤدون دورهم".

وقالت الوزيرة خلال زيارة إلى بروكسل "إن دورهم هو اتخاذ موقف والتعبئة بشأن ما يحدث في العالم"، وأكدت على أن "الالتزام جزء من دورهم"، معتبرة أن "الثقافة والسياسة تسيران جنبا إلى جنب".

وانتقدت داتي "صمت" العشرات من الأسماء الكبيرة في السينما العالمية والعالم الثقافي في مواجهة الحرب في غزة، وذلك في مقال رأي نُشر عشية افتتاح مهرجان كان السينمائي.

 

العربية نت السعودية في

15.05.2025

 
 
 
 
 

«سماء بلا أرض»… السينما الملتزمة المعاصرة تزور العالم العربي

أحمد شوقي

منذ انطلاقة مسيرتها السينمائية، الحافلة على قصرها بالنجاحات، تنتهج المخرجة التونسية أريج السحيري مسارًا يمكن إلحاقه بما كان يُعرف بـ«السينما الملتزمة»، وهو مصطلح قديم لم يعد بعض صناع الأفلام يحبون استخدامه، باعتباره يحصر دور السينما في الالتزام بالقضايا المهمة، ويهمش الإنجاز الجمالي والتقني في الفيلم لحساب أهمية الموضوع المطروح.

السحيري تابعت في فيلمها الوثائقي الطويل الأول «عالسكة» (2018) حياة عمال ومستخدمي السكك الحديدية التونسية، لتعكس صورة معاصرة للواقع التونسي من خلال شبكة المواصلات المتهالكة التي صُنعت وفق المعايير العالمية، ثُم تُرِكت لتُدار وتتداعى وفق المعايير العربية، في إحالة واضحة لما هو أكبر من القطارات، للحياة في الأوطان بشكلٍ عام.

ثم عادت المخرجة لتستلهم فيلمها الروائي الأول «تحت الشجرة» (2022) من حادث مؤلم تكرر أكثر من مرة في تونس، وهو وفاة عدد من الشابات العاملات في الحقول خلال نقلهم من وإلى مواقع عملهم في شاحنات مزدحمة تفتقر لأدنى قواعد السلامة. اختارت السحيري أن تعرض اليوم الأخير في حياة بطلاتها، المليء بأحلام ومشاعر وخلافات صغيرة لن يكون لأي منها معنى لو علم صاحبه إنه يعيش الساعات الأخيرة في حياته. المخرجة قررت في النهاية حذف مشهد الحادث وترك النهاية مفتوحة، لكن المفارقة الكامنة بين ممارسات الشخصيات ورحيلهم المحتوم بقت أقوى عناصر الفيلم الذي قاد صاحبته إلى مهرجان كان للمرة الأولى.

خلال الفيلمين قدمت أريج السحيري صورة جديدة من السينما الملتزمة، يُمثل فيها الموضوع حضورًا مركزيًا لا فكاك منه، لكن هذا المركز يُحاط باشتغال فني وإنساني على الشخصيات، بما يجعله فيلمًا ملتزمًا وإنسانيًا معًا. أمر أنجزته المخرجة في «تحت الشجرة»، ثم عادت لتحققه بقدر أكبر من النجاح في فيلمها الجديد «سماء بلا أرض»، الذي اختاره مهرجان كان ليكون فيلم افتتاح مسابقة «نظرة ما»، ثاني مسابقات كان أهمية، خلال الدورة الثامنة والسبعين من المهرجان.

قضية الساعة

«سماء بلا أرض» ينطلق من مشكلة اجتماعية ذات طبيعة سياسية شغلت الرأي العام التونسي على مدار الأعوام الأخيرة، واشتعلت في صورة ممارسات عنيفة في بعض الأحيان. فقد استقبلت الدولة ذات المساحة الجغرافية والموارد المحدودة أعدادًا ضخمة من المهاجرين غير الموثقين من أفريقيا جنوب الصحراء، بعض يصل إلى تونس كمرحلة وسيطة قبل أن يواصل رحلة الهروب سعيًا لبلوغ القارة الأوروبية، وبعضهم يستقر في تونس، إما للتشديد على الحدود البحرية، أو لعدم امتلاكه المال الكافي لخوض الرحلة، أو ببساطة لأنه يجد في تونس بلدًا أجمل واصلح للعيش من موطنه الأصلي.

وإذا كانت دول العالم الكبرى تتعامل مع توافد الهجرات غير المنظمة باعتبارها قضية تستحق التدخل، تضيف أعباءً على اقتصادات الدول سواء قبلت المهاجرين أو رفضتهم، فإن الأثر يزيد بطبيعة الحال في دولة مثل تونس، تعيش أزماتها الخاصة التي تضغط على أهلها وتجعلهم حساسين لأي أعباء إضافية، وهي الأجواء المثالية التي تزدهر فيها الآراء المتطرفة والعنصرية التي تقتات على إلقاء سبب كل الأزمات على كواهل المهاجرين المساكين.

تصميم مُحكم بإفراط

تختار المخرجة أربعة شخصيات تم رسمهن بعناية لتغطي كلًا منهن نموذجًا للمهاجرين: ماري، الراهبة المتدينة التي تلتزم بالقانون وتحاول إنشاء مجتمع محلي منضبط يمكن أن يكون مثالًا لمن يريد الدفاع عن المهاجرين، جولي، التي تعيش في تونس بشكل رسمي وتدرس في الجامعة بما يجعلها تشعر بقدر كبير من الأمان مقارنة بزميلاتها، وناني، المندفعة في الحب والعمل والحياة والتي لا تملك خطة واضحة للمستقبل، والتي تبدو أقرب شخصية للصورة النمطية عن مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء، وبين السيدات الثلاث تعيش كنزه، الطفلة غير معلومة الجذور التي منحوها اسمًا تونسيًا في محاولة لجعل مستقبلها على تلك الأرض أهون مما عاشه أسلافها.

على مستوى التصميم يبدو الأمر مدرسيًا بعض الشيء. الشخصيات متباينة بالفعل، لكنه تباين مصنوع بوعي مسبق، وبرغبة في التعبير عن الأوجه المختلفة للأزمة. الأمر الذي يتضح أكثر بالنظر إلى شخصيات الرجال المحيطة بالبطلات: فؤاد، حبيب ناني الطفيلي الذي يرغب في الاستمتاع بعلاقة مجانية مع امرأة تُدمن المنح بلا حساب دون أن يبذل أي جهد حقيقي ليساعدها حتى في أحلك الأزمات، وصاحب المنزل طيب القلب الذي يتعاطف مع السيدات على طريقته، لكنه لا يرغب في التورط بسببهن في أي مشكلة قانونية، والحقوقي الأفريقي الذي يدافع نظريًا عن القضية، دون إدراك أن قدرًا من احتضانه ومنحه منصة ينبع من كونه ضعيفًا بلا أنياب يحتاج من يقوده إلى المنصة ليتحدث عن أهوال لا يمكنه فعل أي شيء لإيقافها.

إذا نظرنا إلى «سماء بلا أرض» من هذه الزاوية قد نجد بعض الإزعاج في هذا القدر الواضح من التصميم الواعي، فالشخصيات مصممة بدقة هندسية لتلعب كلٌ منها دورًا واضحًا في سياق عرض القضية. لكن ما ينقذ الفيلم من الحس المدرسي هو ما أثبتته مخرجته في أعمالها السابقة: قدرتها على شحن الشخصيات بالإنسانية.

عملة المشاعر وقيمتها

إذا كان لدى أريج السحيري موهبة واحدة يجب أن تؤكد عليها، ستكون قدرتها على الخروج من مواقف اعتيادية بشحنات عاطفية ضخمة، وعلى الوصول بالممثلين لدرجة من الصدق والتماهي مع الشخصيات تجعلنا نتناسى أحيانًا أن هذا النقاش يدور بين أنموذجين، فحتى لو كانت ماري رمزًا للانضباط، وناني تعبيرًا عن الاندفاع، وجولي تجسيدًا لوهم توقف العنصرية عند حد أوراق الثبوتية، فإننا نتناسى ذلك التقسيم عندما نشاهد تفاعل البطلات مع بعضهن البعض، مع العالم من حولهن، ومع أنفسهن بالأساس.

فالهجرة إن نحيّنا كل العناصر الخارجية جانبًا، ما هي إلا محاولة من الفرد أن يعيد اكتشاف نفسه في بيئة مغايرة، ولا عجب أننا نسمع مئات الحكايات عمّن كان فاشلًا في وطنه ثم صار من كبار الناجحين في المهجر، أو العكس حول من كان واعدًا بالعبقرية ثم صار بلا مأوى عندما رحل لبلد آخر. هذه الحساسية في التعبير عن هواجس النفس البشرية، عن خوف الإنسان عما يخبئه له العالم وتخفيه عنه نفسه في المكان الجديد، هي أداة أريج السحيري في أفلامها عمومًا، وفي «سماء بلا أرض» بشكلٍ خاص.

من المتوقع أن يثير الفيلم بعض اللغط عند عرضه في تونس، خاصة لدى مَن يتحسسون مِن النقد الذاتي، ناهيك عن المتعصبين الذين يجدون غضاضة في وجود المهاجرين في بلدهم من الأساس، تمامًا كما نتوقع لغطًا مناظرًا في مصر لفيلم آخر في نفس المسابقة يتناول موضوعًا مقاربًا هو «عائشة لا تستطيع الطيران» لمراد مصطفى. لكن إذا كنا نعيش عصر من المتغيرات صار فيه من الممكن لدول مُثقلة بهمومها الخاصة كتونس ومصر أن تنخرط في تساؤلات قيمية كانت حتى وقت قريب حكرًا على الدول الثرية، فإن «سماء بلا أرض» يأتي في الوقت المناسب، كتعبير فني عن سينما ملتزمة معاصرة، توازن بين قيمة الطرح وفنيته، تحرك مشاعرنا وتجعلنا نتعاطف، لكن دون أن نتوقف عن التفكير.

 

####

 

هيفاء المنصور: دعم الأفلام ضرورة حتى لا نصبح أسرى «السينما التجارية»

فاصلة

في جلسة حوارية بعنوان «أفلام في طور الإبداع»، نظّمتها هيئة الأفلام السعودية ضمن فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، قدّمت المخرجة هيفاء المنصور رؤيتها لمستقبل السينما في المملكة، متطرقة إلى التحديات التي تواجه صنّاع الأفلام المستقلين، ومحدودية البنية التحتية في مراحل الإنتاج المختلفة. وأكدت المنصور أن ما تحقق من تطور في الصناعة «لم يأتِ من فراغ»، بل هو ثمرة عمل دؤوب، وتمويل حكومي، وإصرار فني على نقل القصص المحلية إلى جمهور عالمي.

قصتنا… بلغة إنسانية

المنصور أوضحت أن قوة السينما تكمن في قدرتها على تجاوز الحواجز الثقافية، مشيرة إلى أن الأفلام التي تركز على المشاعر الإنسانية المشتركة هي الأقدر على الوصول إلى الجمهور. وقالت: «عندما أكتب فيلمًا، أفكر دائمًا في كيفية فتح نافذة على ثقافتي لا لأشرحها، بل لأشاركها بطريقة تلامس الجميع. لا أحاول أن أُخفف من الطابع المحلي، بل أحرص على أن يكون هناك رابط إنساني مشترك يمكن للجمهور حول العالم أن يتصل به».

وأضافت أن القضايا الإنسانية مثل الأمومة، أو العلاقات العائلية، أو مشاعر الفقد والحب، تُعدّ مفاتيح للتواصل مع المشاهد، مهما اختلفت خلفيته الثقافية. واستشهدت بفيلمها «وجدة» كمثال على ذلك، مشيرة إلى أنه «فيلم سعودي بامتياز، ومع ذلك لاقى صدى عالميًا واسعًا، لأن في جوهره قصة بسيطة عن طفلة تحلم باقتناء دراجة».

الصناعة تتسارع… ولكنها محسوبة

وعن تسارع حركة السينما في المملكة، أكدت المنصور أنها لم تكن تتوقع هذا النمو السريع، لكنها شددت على أنه ليس عشوائيًا، بل جاء نتيجة تخطيط واضح وجهود مؤسسية. وقالت: «بصراحة، لم أكن أتخيل أن نصل إلى هذا المستوى بهذه السرعة. لقد حدث كل شيء بسرعة، لكنه لم يكن عشوائيًا، بل مدروسًا. هناك عمل كبير يجري خلف الكواليس، من دعم للأصوات المتنوعة، وتمكين النساء، وتثقيف الناس حول السينما، حتى في المناطق الريفية».

وأشارت إلى أن هناك توجهًا حقيقيًا لدمج الفن في النسيج المجتمعي، وهو ما وصفته بـ«التحدي الذي يتم تجاوزه حاليًا بنجاح».

دور المرأة… من الهامش إلى الحضور

تطرقت المنصور إلى التحولات التي تشهدها مكانة المرأة في قطاع السينما، مؤكدة أن النساء لم يعدن مهمّشات كما في السابق. وقالت: «الجهات الداعمة اليوم تبحث عن أصوات نسائية، والجمهور نفسه أصبح مهتمًا بسماع قصص النساء. لدينا مخرجات سعوديات موهوبات، وهناك مشاريع جميلة قادمة».

وأشادت ببرنامج أفلام العلا، الذي دعم ثلاث مخرجات شابات لإنتاج أفلام قصيرة، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تمثل بداية واعدة لمستقبلهن المهني.

أهمية التمويل العام… وخطط المستقبل

أكدت المنصور أن استمرار الدعم الحكومي لصناعة السينما أمر ضروري، خاصة في ظل هشاشة السوق التجاري وعدم وجود بيئة تمويل مستقلة مكتملة. وقالت: «في السابق، لم يكن هناك نموذج إنتاج واضح للفيلم السعودي، ولم تكن توجد دور سينما، كما لم يكن هناك اهتمام من المستثمرين، باستثناء كيانات تجارية كانت تضغط على المخرج لتقديم محتوى سهل البيع».

وأشادت بتجربتها الأخيرة في فيلم «المجهولة»، الذي حظي بدعم من برنامج «ضوء»، مشيرة إلى أن هذا النوع من الدعم يتيح للمخرجين حرية فنية أوسع، ويشجعهم على تقديم أعمال ذات طابع فني تنافسي على مستوى المهرجانات.

كما شددت على ضرورة تنويع مصادر التمويل، قائلة: «نحتاج إلى صناديق دعم إقليمية، كما هو الحال في ألمانيا، حيث يستطيع المخرج أن يحصل على تمويل من أكثر من جهة. في السعودية هناك دعم، لكنه لا يزال غير كافٍ لبناء خطة تمويل كاملة لمخرج مستقل».

ما بعد الإنتاج… المرحلة الأصعب

وصفت المنصور مرحلة ما بعد الإنتاج بأنها الأكثر تعقيدًا، مشيرة إلى نقص الكفاءات في مجالات المونتاج، وتصحيح الألوان، ومزج الصوت. وقالت: «هذه ليست مجرد عمليات تقنية، بل علم وفن بحد ذاته. نحتاج إلى استثمار حقيقي في تجهيز غرف تدريب وتأهيل كوادر متخصصة».

وأضافت عن تجربتها الشخصية في المونتاج: «هي المرحلة التي ترى فيها كل الأخطاء. إنها ترهقني، لكنها أيضًا أكثر المراحل إرضاءً، لأنك فجأة ترى الفيلم ينبض بالحياة أمامك».

السينما باقية… والجمهور حاضر

اختتمت المنصور حديثها بنبرة تفاؤل تجاه مستقبل السينما السعودية، مؤكدة أن هناك جمهورًا ضخمًا متعطشًا لرؤية نفسه وقصصه على الشاشة. وقالت: «في وقت يُقال فيه إن السينما تموت عالميًا، لا يزال السعوديون حريصين على الذهاب لدور العرض. هذا وحده يمنح الصناعة طاقة جديدة ويثبت أن السينما باقية».

 

####

 

ماشا شيلينسكي عن «Sound of Falling»:

أكافح لتحرير أبطالي من الصدمات الجيلية

هيثم مفيد

شهد مهرجان كان السينمائي أولى المؤتمرات الصحفية لأفلام المسابقة الرسمية، والتي انطلقت مع المخرجة الألمانية ماشا شيلينسكي بفيلمها «Sound of Falling»، الذي حظي بدعم وإشادات نقدية واسعة عقب عرضه أمس الأربعاء، باعتباره صوتًا جديدًا وجريئًا داخل المهرجان، الذي تشارك خلاله شيلينسكي للمرة الأولى.

فعلى الرغم من الحضور الصحفي المتواضع هذا الصباح في المؤتمر الصحفي الأول للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين، إلا أن الحضور صفقوا بحرارة للمخرجة ماشا شيلينسكي وطاقم الفيلم، معلنين ترحيبهم بدخول صوت سينمائي جديد على الساحة العالمية.

يتتبع الفيلم الألماني أربع فتيات خلال أربع فترات زمنية مختلفة: العقد الأول من القرن العشرين، والأربعينيات، والثمانينيات، وحتى يومنا هذا. تدور أحداث الفيلم بالكامل في مزرعة ألمانية، حيث تتشابك حياة هؤلاء الشابات عبر الزمان والمكان والصدمات التي توارثتها الأجيال.

وفي بداية كلمتها، وصفت شيلينسكي الفيلم بأنه «صورةٌ عصريةٌ للغاية»، مضيفة: «شعرنا وكأن هؤلاء النساء ينظرن إلينا مباشرةً. شعرنا بالحزن الذي عانينه في ماضيهن. فكرنا: لنتعمق في تاريخهن». لذا بدت للمخرجة أن هذه الفكرة مثالية للغاية، حيث ينتقل الناس من عصر إلى آخر، ثم نكتشف أن بعض الشخصيات تتساقط.

وأشارت شيلينسكي إلى موقع الصورة في المزرعة، حيث تدور أحداث فيلمها: «حدثت أمورٌ عديدة في هذا المكان. ظننا أن أحدهم كان يستخدم هاتف جوجل في الغرفة، وأن امرأةً أخرى كانت تسكن تلك الغرفة… لدينا فكرةٌ مفادها أن الصدمة تنتقل من جيلٍ إلى جيل. لم نعد نستطيع الوصول إلى هذه الصدمات، لكن شيئًا ما يبقى في قلوب الناس».

وتساءلت شيلينسكي: «هل من الممكن لهؤلاء الأبطال أن يتحرروا من الصدمة الجيلية؟». تقول المخرجة الألمانية: «سألنا أنفسنا هذا السؤال نفسه. لا نعتقد أن الخلفية هي العامل الحاسم. لقد بحثنا في الصدمات التي ربما حدثت. عندما نتحدث عن صدمة تعود إلى الأسلاف، فعادةً ما تكون الحرب. لكننا لم نكن مهتمين بالأحداث الكبرى كالحرب، بل بالأحداث الأصغر – المصائب، والمشاعر التي أحيانًا ما يكون لها تأثير هائل على الشخصية، والتي لا يتحدث عنها الناس».

من جانبها، قالت الممثلة لينا أورزيندوسكي، التي تؤدي دور أنجليكا في الفيلم: «كان سيناريو ماشا ولويز ذكيًا بما يكفي لنشعر بما تمرّ به الشخصيات الأخرى. لقد شعرنا برابطٍ مع المكان من خلال تمثيلنا».

كما تأثرت الممثلة سوزان ويست بشكلٍ كبير بصندوق الصور الذي قدمته المخرجة للنساء اللاتي عشن في المزرعة، قائلة: «عندما تشاهد الفيلم، تجد أشباحًا متشابكة، متشابكة، متشابكة. التقطتُ أحدها غريزيًا. ظننتُ أنه مُرعبٌ للغاية. يمكنكَ استشعار التاريخ دون أن تتأثر. غرفةٌ ما قد تحمل تاريخ عائلة».

 

موقع "فاصلة" السعودي في

15.05.2025

 
 
 
 
 

حسين فهمي ويسرا من كان:

السينما المصرية رائدة والمنافسة بين القاهرة والجونة لا تلغي الشراكة

 محمد نبيل

أكدت النجمة يسرا خلال تصريحات لها على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي أنها مدينة لعدد من كبار المخرجين، وفي مقدمتهم يوسف شاهين، مشيرة إلى أن الفضل يعود له في فتح آفاق العمل مع العالم العربي.

وأضافت يسرا خلال ندوة خاصة عن السينما المصرية في "كان": "أغلب النجوم الحاليين في مصر عملوا معي، وهذا يشعرني بالفخر، وفي المقابل لم تكن العالمية هدفي، لكنني كنت أسعى دائمًا لأن أكون ممثلة مصرية صاحبة علامة ودور فعال في هذه الصناعة العريقة.

من جانبه، قال الفنان حسين فهمي، رئيس القاهرة السينمائي، إن المهرجان هذا العام يعمل بروح شبابية، ويواكب طموحات الأجيال الجديدة، وتابع: "تداخل مواعيد المهرجانات العربية يخلق تنافسية واضحة، لكنها منافسة صحية، فنحن نتعاون في ما بيننا، وجناح مصر في مهرجان كان السينمائي يعكس هذه الروح في دفع عجلة السينما المصرية على نحو مدهش."

وأضاف حسين فهمي: انتقلت من دراسة الإخراج إلى التمثيل بدافع الشغف، وهو ما دفعني أيضا لتولي مسؤولية مهرجان القاهرة بحماس كبير، ونحاول جاهدين مع فريق شاب للانتشار من الغرب إلى الشرق داخل العاصمة، مما يلبي احتياجات الجمهور، مع خلق أجواء جاذبة للشباب من خلال توفير تذاكر مخفضة للطلبة وطلاب معهد السينما.

واختتم حسين فهمي قائلاً: "نعم هناك منافسة مع مهرجانات مثل الجونة، لكنها منافسة تبني ولا تهدم، ونحن جميعًا نعمل من أجل السينما المصرية، وننقل التجارب المختلفة من كل مكان لمهرجان العاصمة المصرية، لكي يحتفظ بمكانته العريقة إقليميا ودوليا."

مركز السينما العربية يقدم خلال المهرجان عددا من ندوات إلى جانب حفلين لتوزيع الجوائز، لتسليط الضوء على العاملين في الصناعة السينمائية سواء أمام الكاميرا أو خلفها، مع الاحتفاء بعالم السينما العربية.

ومن المنتظر أن تعقد الجمعة 16 مايو ندوة بعنوان "السينما الفلسطينية تحت المجهر"، تُديرها ميلاني جودفيلو من موقع Deadline، من الساعة 10 حتى 11 صباحًا على المسرح الرئيسي. وبعدها في نفس اليوم، من 11:30 صباحًا إلى 12:30 ظهرًا في قاعة فيو بوينت، سيُدير مايكل روسر من سكرين انترناشيونال دراسة حالة بعنوان "تشريح إنتاج مشترك عربي أصيل"، تُناقش سبل التعاون داخل الصناعة.

وتختتم فعاليات مركز السينما العربية في سوق الفيلم بندوة بعنوان "التمويل القائم على الأسهم: ريادة آفاق تمويلية جديدة للسينما العربية"، يُديرها جمال جميح، وتُقام من الساعة 2 حتى 3 بعد الظهر يوم الأحد 18 مايو على المسرح الرئيسي.

مهرجان كان السينمائي الدولي كرم الممثل والمخرج والمنتج الأمريكي روبرت دي نيرو خلال حفل الافتتاح بعد 14 عامًا من توليه رئاسة لجنة تحكيم مهرجان كان عام 2011، وقد التقى برواد المهرجان خلال محاضرة أقيمت أمس على مسرح ديبوسي روم، حكى فيها عن مشواره الفني وتعاونه مع كبار المخرجين وطريقته الخاصة في التعامل مع أدواره.

لم يخلُ المهرجان الأشهر من التطرق إلى قضايا سياسية واجتماعية، عندما أدانت الممثلة الفرنسية جوليت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، في كلمتها بحفل الافتتاح ما وصفته العنف ضد النساء والانتهاكات في غزة، مشيرة إلى أهمية دور الفن في دعم القضية الفلسطينية.

وتشهد هذه الدورة مشاركة مخرجين كبار بالسينما العالمية، منهم الأخوان البلجيكيان جان بيار ولوك داردين، المخرج الأمريكي ويس أندرسون ومواطنه ريشار لينكلتير، المخرج النرويجي يواكيم تريير وغيرهم.

 

####

 

حسين فهمي في "كان السينمائي":

بدأنا ننهض مرة أخرى

 محمد نبيل

ضمن المشاركة الاستثنائية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في فعاليات الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي، شارك الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة، اليوم في جلسة نقاشية بارزة بعنوان "مصر: دولة الأفلام الجماهيرية في العالم العربي"، والتي أقيمت على المسرح الرئيسي بقصر المهرجانات.

نظمت الجلسة بالتعاون بين مركز السينما العربية وسوق الأفلام بمهرجان كان (MDF_Cannes)، وأدارها الصحفي نيك فيفاريلي، مراسل مجلة Variety لمنطقة إيطاليا والشرق الأوسط، بحضور نخبة من صناع السينما والفنانين ورجال الأعمال، من بينهم الفنانة يسرا، ورئيس مهرجان الجونة السينمائي سميح ساويرس، والمدير التنفيذي لمهرجان الجونة عمرو منسي، والمدير العام للجنة مصر للأفلام أحمد سامي بدوي، بالإضافة إلى المخرج مراد مصطفى والمنتجة سوسن يوسف.

في كلمته، أكد حسين فهمي أن السينما المصرية شهدت تحولات كبيرة خلال السنوات الماضية، قائلاً:
"
مرت السينما المصرية بفترات كان فيها الإنتاج تجاريًا بشكل مفرط، ما أدى إلى عدم قبول بعض الأفلام في المهرجانات الدولية. لكننا اليوم نشهد تحسنًا ملحوظًا، مع وجود مخرجين وممثلين وكتاب سيناريو ومديري تصوير من الطراز الرفيع. هذا العام، نرى مشاركة قوية لأفلام مصرية في مهرجان كان، مما يدل على أننا بدأنا ننهض مرة أخرى
".

وأضاف فهمي: "ما يميز الفنان الحقيقي هو امتلاكه لجمهور واعٍ، وهذا ما نملكه في السينما المصرية. العلاقة بين الفنان والجمهور تقوم على الثقة المتبادلة، وهذا هو سر استمرار نجاحنا".

كما استعرض فهمي دور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يرأسه، مشيرًا إلى أن المهرجان أصبح يعتمد بشكل كبير على الكوادر الشابة في جميع أقسامه، مما يضفي عليه روحًا شبابية وحيوية، رغم تاريخه الطويل. وأوضح أن التعاون بين مهرجان القاهرة ومهرجان الجونة ساهم في تنشيط المشهد السينمائي المصري، معتبراً أن المنافسة بين المهرجانات صحية وتدفع الصناعة نحو الأفضل.

وأشار فهمي إلى التحديات التي تواجه المهرجانات المصرية في ظل تزايد عدد المهرجانات العربية، خاصة الخليجية منها، التي أصبحت منافسًا قويًا ومحترفًا، مما يزيد من صعوبة اختيار الأفلام ولجان التحكيم وحقوق العرض الأول.

تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة فعاليات مركز السينما العربية في مهرجان كان، التي تهدف إلى تسليط الضوء على ريادة مصر في صناعة الأفلام الجماهيرية ودورها المحوري في المشهد السينمائي العربي والعالمي.

 

صدى البلد المصرية في

15.05.2025

 
 
 
 
 

فعالية المرأة في السينما تكرم نجمات الشاشة ونجمات يقفن خلف الكاميرات

سيدتي - نهى سيد

على هامش مهرجان كان السينمائي في نسخته الـ 78، الذي تُجرى فعالياته في الفترة من 13 وحتى 24 مايو الجاري، أقامت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي فعالية المرأة في السينما Women In Cinema، الذي يُسلّط الضوء على مساهمات صانعات الأفلام والمبدعات والممثلات والمديرات التنفيذيات في صناعة الترفيه.

ريد كاربت المرأة في السينما تزخر بالنجمات ورائدات السينما

على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي في ثالث أيامه، تُقام فعالية المرأة في السينما Women in Cinema، التي تحتفل بالنساء اللواتي يُحدثن نقلة نوعية في مسيرتهن المهنية من جميع أنحاء العالم العربي وآسيا وأفريقيا، سواء من هنَّ أمام الكاميرات أم من هنَّ خلفها.

وشهدت السجادة الحمراء للفاعلية حضور كلٌ من المكرمات السبع وهن: الكاتبة والمخرجة الزامبية الويلزية رونغانو نيوني، الممثلة الجنوب آسيوية جاكلين فرنانديز، الممثلة المصرية أمينة خليل، الممثلة السعودية إلهام علي، الممثلة التايلاندية إنجفا واراها، المخرجة السورية جايا جيجي، والمخرجة والفنانة السعودية سارة طيبة.

كما شهدت السجادة الحمراء توافد المنتج فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، يسرا، جيسيكا ألبا، ريا أبي راشد، هنا العمير، رازان جمَّال، أليساندرا أمبروسيو، كاثرين دينوف، شانينا شايك، جوليت بينوش، ظافر العابدين، إيموغن بوتس، إيزا غونزاليس، دانيال كالويا، أشيفاني بانديا مالورتا، هيفاء المنصور، فرحانة بودي، فاطمة البنوي، مراد مصطفى، سوسن يوسف، والمزيد.

المكرمات السبع في فاعلية المرأة في السينما

أمينة خليل.. صوت نسائي قوي ومميز

الفنانة أمينة خليل أعادت تعريف صورة البطلة على الشاشة، بأدائها الجريء واختياراتها الفنية المدروسة، إذ حققت نجاحًا كبيرًا على مستوى الدراما التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها مسلسل "لام شمسية" الذي عُرض في موسم مسلسلات رمضان 2025.

وعُينت أمينة خليل، سفيرة للنوايا الحسنة، لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث تدافع عن حقوق المرأة والمساواة والصحة النفسية، فيما سبق وشهد فيلمها "أنف وثلاث عيون" عرضه الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2024، وفي العام ذاته شاركت في بطولة "شماريخ"، الذي شهد عرضه العالمي الأول ضمن المهرجان أيضًا، مؤكدة مكانتها كصوت نسائي قوي ومؤثر.

مشاركة إلهام علي وسارة طيبة من السعودية

كما تُشارك الفنانة إلهام علي، في تلك الاحتفالية كونها إحدى أبرز الشخصيات في السينما والتلفزيون ضمن الخليج والعالم العربي، حيث نشأت في السعودية، وبدأت مسيرتها الفنية في المسرح قبل أن تنتقل بنجاح إلى التمثيل. واشتهرت بأعمالها الدرامية والكوميدية، وهي أيضًا كاتبة موهوبة. كما تلتزم بمعالجة قضايا المجتمع، الأمر الذي حظي باهتمام الصحافة العربية وعالم السينما والتلفزيون.

ومن السعودية أيضًا، تُشارك الفنانة سارة طيبة، إحدى أبرز الأصوات الإبداعية هناك، حيث إنها فنانة متعددة المواهب، فهي مؤلفة وكاتبة وبطلة مسلسل الكوميديا السوداء الشهير "جميل جدّا"، ومؤخرًا، انتهت من تصوير فيلمها الروائي الطويل "مسألة حياة وموت"، الذي شاركت في بطولته وكتابته. إلى جانب صناعة الأفلام. وغالبًا ما تركز أعمالها على تقديم المرأة السعودية بشكل خاص ومميز.

ممثلة صاعدة من تايلاند

ويأتي ذلك بجانب مشاركة الممثلة التايلاندية الصاعدة إنجفا واراها، فقد سبق وفازت بجائزة "ممثلة العام" في حفل توزيع جوائز شباك التذاكر التايلاندي 2025. كما تشارك لاحقًا في بطولة فيلم "ليدي بي"، المقتبس من الرواية التايلاندية الكلاسيكية "قصة جان دارا". والذي يُسوّق حاليًا عالميًا.

حضور المخرجة السورية غايا جيجي

كما تشهد احتفالية "المرأة في السينما"، حضور المخرجة السورية غايا جيجي، التي تركت بصمتها في السينما العربية المعاصرة بأعمالها اللامسة، حيث أخرجت 3 أفلام قصيرة، من أبرزها "الأب.. أيضًا" و"صباح، ظهر، مساء.. وصباح" الذي حظي بإشادات دولية. وفي عام 2016، حصلت على جائزة "نساء في الصورة" للمواهب الشابة في مهرجان كان، وكان أول أفلامها الطويلة "قماشتي المفضلة" والذي اختير لقسم "نظرة ما" في 2018. وقد أنهت مؤخرًا فيلمها الطويل الثاني "الغريبة" بطولة زار أمير وأليكسيس ماننتي.

المخرجة رونغانو نايوني

تشارك في الفعالية المخرجة رونغانو نايوني، التي اشتهرت بأفلامها القصيرة الأولى مثل "القائمة" إنتاج عام 2009، والحائزة على جائزة بافتا (كيمرو)، و"موانسا العظيم" إصدار عام 2011، والذي ترشح للبافتا، وعُرض في أكثر من مائة مهرجان سينمائي حول العالم. أما أفلامها الطويلة، "أنا لست ساحرة"، و"حول أن تصبح فريسة غينيا"، فقد حصدت جوائز مرموقة، من بينها جائزة بافتا لأفضل عمل أول، وجائزة أفضل مخرج في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان، وأفضل مخرجة في جوائز السينما البريطانية المستقلة.

الممثلة جاكلين فرنانديز

كما تشهد الاحتفالية انضمام الممثلة السريلانكية جاكلين فرنانديز، وهي ممثلة ومؤدية عالمية، تركت بصمةً بارزة في السينما الهندية. وشاركت سابقًا في مسابقة ملكة جمال الكون في سريلانكا، وظهرت لأول مرة في السينما الهندية في فيلم "علاء الدين" عام 2009، واكتسبت شهرة واسعة من خلال فيلمي "جريمة قتل 2" و"هاوس فول 2"، تلتها أفلام ناجحة مثل "سباق 2" و"ركلة" و"جودوا 2" و"سيركوس". وقد تطورت باستمرار كفنانة، حيث تألّقت بالحركة والرقص والعمق العاطفي في مشاريع مثل "روي"، و"ديشوم"، و"رجل نبيل".

 

####

 

بالتزامن مع عرضه في مهرجان كان 2025 ..

أبرز المعلومات عن الفيلم العراقي سعيد أفندي

سيدتي - حاتم سعيد حسن

يتم اليوم ضمن فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي العرض الأول للنسخة المُرممة من الفيلم العراقي سعيد أفندي، والذي كان قد تم عرضه للمرة الأولى عام 1956.

قصة وأحداث فيلم "سعيد أفندي"

ويعد فيلم "سعيد أفندي" من بدايات السينما العراقية وجاء من إخراج كاميران حسني، وجاءت أحداثه مُقتبسة من قصة "شجار" للكاتب العراقي أدمون صبري.

ودارت أحداث الفيلم بفترة الخمسينيات حينما ينتقل "المعلم سعيد أفندي" مع عائلته إلى منزل جديد في حي متواضع بالعاصمة بغداد بعد أن تم إجباره على إخلاء منزله بأمر من المالك.

وفي المنزل الجديد يواجه "سعيد أفندي" العديد من التحديات الاجتماعية مع جاره "عبد الله الإسكافي" وتنشأ خلافات بين أبنائهما مما يؤدي إلى تصاعد التوترات بينهما، ومع تفاقم المشاكل يجد "سعيد" نفسه أمام تحدٍّ صعب لتحقيق التوازن بين تربية أبنائه والحفاظ على علاقة جيدة مع جيرانه.

وشارك ببطولة الفيلم يوسف العاني، جعفر السعدي، زينب حسني، عبد الواحد طه، يعقوب الأمين والعديد من الفنانين، وقد لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً لدى الجمهور، وقد شارك في العديد من المهرجانات السينمائية حول العالم وقد تم ترشيحه لجائزة مهرجان موسكو السينمائي الدولي دورة عام 1959.

عودة السينما العراقية للمهرجانات السينمائية العالمية

وتأتي مشاركة الفيلم العراقي "سعيد أفندي" في مهرجان كان السينمائي 2025 خطوة بارزة في مسار استعادة السينما العراقية لمكانتها، وإحياء التراث البصري الذي ظل لسنوات طويلة طي الإهمال. ويمثل الفيلم نموذجاً لأهمية الحفاظ على الأعمال الكلاسيكية وإعادة تقديمها للأجيال الجديدة وللجمهور العالمي، بما يعكس غنى التجربة السينمائية العراقية وتنوعها.

وقد تم ترميم الفيلم بتقنية 4K من قِبَل المعهد الوطني للسمعيات والبصريات (INA) من الصورة السلبية الأصلية مقاس 35 مم وطبعة الصوت البصرية مقاس 35 مم. اكتمل الترميم عام 2025 ضمن مشروع السينماتيك العراقي، بدعم من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وبتنفيذ من مؤسسة Expertise France.

 

####

 

طرح الإعلان الدعائي لفيلم عائشة لا تسطيع الطيران قبل عرضه في مهرجان كان 2025

سيدتي - حاتم سعيد حسن

خلال الساعات الماضية تم طرح الإعلان الدعائي لفيلم "عائشة لا تستطيع الطيرانللمُخرج مراد مصطفى والذي سيتم عرضه ضمن مُسابقة "نظرة ما" بفعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي.

موعد عرض فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" بمهرجان كان 2025

وكان قد تم الإعلان عن عرض فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" ضمن مُسابقة "نظرة ما" بفعاليات الدورة الحالية من مهرجان كان السينمائي الدولي، ويشهد الفيلم 7 عروض على مدار أيام المهرجان.

ويشهد فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" خمسة عروض داخل مسابقة "نظرة ما" بعرضه العالمي الأول بدءًا من يوم 20 مايو بقاعة ديبوسي بحضور فريق عمل الفيلم، وثلاثة عروض أخرى أيام 21 مايو "عرضين" ثم يوم 22 مايو "عرض واحد" بسينما سينيوم، كما سيتم عرض الفيلم مرتين بسوق مهرجان كان السينمائي الدولي اليوم 15 مايو، والسبت 17 مايو الجاري.

قصة فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران"

وتدور أحداث فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" حول شخصية عائشة وهي شابة سودانية تبلغ من العمر 26 عامًا وتعمل في مجال الرعاية الصحية، وتعيش داخل أحد أحياء القاهرة، وتشهد التوتر بين زملائها المهاجرين الأفارقة وعصابات محلية.

وتظل عائشة عالقة بين علاقة غامضة مع طباخ مصري شاب، وعصابة تبتزّها لتُبرم صفقة معها مقابل حمايتها ومنزل جديد مُكلّفة بالعمل فيه، وخلال أحداث الفيلم تُكافح عائشة للتغلّب على مخاوفها ومعاركها الخاسرة، مما يُؤدي إلى تقاطع أحلامها مع الواقع، ويقودها ذلك إلى طريق مسدود.

ويأتي فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" من إنتاج مشترك بين مصر، فرنسا، ألمانيا، تونس، السعودية، قطر، السودان ويُشارك ببطولة الفيلم بوليانا سيمون، مغني الراب المصري زياد ظاظا، عماد غنيم، ممدوح صالح، ويضم فريق عمل الفيلم مونتاج محمد ممدوح، مدير التصوير مصطفى الكاشف، تصميم أزياء نيرة الدهشوري، مهندس صوت مصطفى شعبان، مهندسة ديكور إيمان العلبي ومن إخراج مُراد مصطفى.

يُذكر أن فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" قد تلقى عدداً من المنح والدعم من عدد من الجهات البارزة مثل مؤسسة الدوحة للأفلام، صندوق المورد الثقافي، مهرجان الجونة السينمائي، أكاديمية لوكارنو، وبرنامجي سينيفوداسيون ومصنع السينما في مهرجان كان، ومهرجان مونبلييه.

كما فاز الفيلم بالجائزة الكبرى من لودج البحر الأحمر، وبخمسة جوائز في مسابقة فاينال كات بـ مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وعلى رأسهم جائزة الدعم الكبرى التي تُمنح لأفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج، وبعدها فاز الفيلم بجائزة ورشات الأطلس الكبرى لمرحلة ما بعد الإنتاج ضمن فعاليات الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

 

سيدتي نت السعودية في

15.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004