ملفات خاصة

 
 
 

ماجدة موريس تكتب:

الإسماعيلية.. والسينما

الإسماعيلية السينمائي

السادس والعشرون

   
 
 
 
 
 
 

وزعت جوائز مهرجان الاسماعيلية مساء امس في احتفالية جميلة نستطيع ان نصفها بأنها احتفالية شبابية مع نهاية الدورة رقم 26 لهذا المهرجان السينمائيّ الدولي المهم، والذي نطالب بأن يصبح أكثر أهمية، فهو أكبر وأهم مهرجان للسينما التسجيلية والقصيرة في منطقتنا كلها، وفي الشرق الأوسط، في العام الماضي احتفل المهرجان بدورته الخامسة والعشرين وبلوغه الربع قرن وكان رئيسه هو الناقد عصام زكريا في دورة رائعة، وفي هذا العام أصبحت رئيسته هي المخرجة هالة جلال، والتي قدمت دورة مختلفة اعتمدت فيها علي جيل جديد من الشباب، وبالتالي اختلفت رؤاهم في نوعية الأفلام، وفي الموضوعات، وفي محبة التجريب، وبالتالي بدا هذا واضحا علي فعاليات المهرجان، حتي الكتالوج العتيد الذي يضم كل مسابقات الافلام وبرامجه وندواته في كل مهرجانات العالم اصبح خمسة كتب، الاول عن لجان التحكيم والجوائز والمحاضرات وورش العمل والندوات والمكرمون، وصولا الي (خريطة تاريخ السينما التسجيلية في مصر) والتي بدأ العمل عليها عالم الأنثروبولوجيا علي ياسر عاطف بالبحث في تراث الافلام الوثائقية المصرية وتاريخها .

الفيلم عمل فدائي

عشرة افلام قدمتها مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة بينها الفيلم الفلسطيني (الفيلم عمل فدائي) للمخرج كمال الجعفري، والذي قرر تقديمه بعد حادثة مهمة أثناء هجوم الجيش الاسرائيلي علي بيروت عام 1982، حيث طال الهجوم (مركز الأبحاث الفلسطينية) ونهب المحتلون أرشيفه بالكامل، سواء الوثائق التاريخية المكتوبة، او الصور الثابتة والمتحركة، وفي الفيلم يقدم المخرج. نوعا من السرد الذي يحاول استعادة الذكريات المسروقة للتاريخ الفلسطيني بالاستعانة بكل أساليب التجديد، اما فيلم (وكان مساء وكان صباح يوما واحداً) المصري للمخرج يوحنا ناجي، فيبحث في ارشيف أسرته الشخصي فلا يجد إلا بعض الصور والفيديوهات لعلاقات جميلة تخص طفولته ومحبته لأمه وجدته، ليستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي ليخلق عالما موازيا لذكرياته التي تبدو اجمل لدينا نحن المشاهدين من خلال الصور الأصلية، وفي الفيلم اللبناني (خط التماس) للمخرجة سيلفي باليو صورة مليئة بكل متاعب وصعوبات الحياة والخوف والصراعات في مدينة بيروت المنقسمة بين الطوائف والشيع، اما فيلم (برونا بارك) فيقدم قصة مستمرة في عالمنا من خلال المخرجين فيلكس هي جيرت، ودومينيك تسيولوف من خلال حي قديم في مدينة زيوريخ الألمانية حيث يقرر مطورون عقاريون هدمه لصالح انشاء مبان جديدة، او كومباوند مكانه، ولكن السكان القدامي لا يسكتون.

ما بعد بيروت

لعل أحوال لبنان ومدينة بيروت تحديدا هي الاكثر وضوحا في عدد الافلام عنها من خلال مسابقات المهرجان، وفي مسابقة الافلام التسجيلية القصيرة التي ضمت ٢٧ فيلما، فيلمان عن احوال المدينة هما (ما بعد بيروت) و(منثور بيروت) والفيلمان يطرحان تقريبا أزمة المدينة الممتدة منذ سنوات غير قليلة وحتي الان، ولعل أغرب أفلام هذا البرنامج هو الفيلم الإيطالي (قوة وشجاعة) والذي يقدم قصة صعود وسقوط نادي كرة قدم إيطالي من خلال رؤية مخرجيه جيوفاني ميرلين وفرانشيسكو بوفارافي رحلتهما عبر قرن من الزمان لتتبع مسيرة نادي سامبينيتزي في مدينة ساحلية صغيرة وجمهوره المحب وحلمه المستحيل بالعودة لدوري الدرجة الاولي.، وفيلم آخر، تحريك، بعنوان (أيبوكا كوستيس) الذي يقوم علي مذكرات عائلة من رواندا، وكيف كافحت عائلة لحماية نفسها وطفلها وسط المذبحة الجماعية وقتها في بلدهم . وغير هذا قدم المهرجان برنامجا لأفلام العالم يتضمن 17 فيلما اغلبها يثير الاهتمام والتساؤلات حول قضايانا اليوم، وبرنامج بعنوان (مسابقة النجوم الجديدة) اي صناع السينما الجدد، والحالمون بصناعتها، والذي تضمن عرض 17 فيلما من 129 فيلما تقدم صناعها للمهرجان لاختيارها، وتعبر المجموعة المختارة، والتي من الممكن ان نسميها (سينما الشباب الجديد) عن افكار وأحلام جيل جديد في التعبير عن كل ما في حياتنا بأسلوبهم، ومن هذه الأفكار أسلوب سرد بمفردات مختلفة، وصورة الاماكن العامة وشوارع وسط البلد بالنسبة اليهم، وذاكرة الاسرة وأخلاقيات المجتمع وغيرها من مفردات الحياة التي اختلفت كثيرا، وهو ما استلفت انتباه اجيال شابة اصبح لديها قصص تريد التعبير عنها.

 

الأهالي المصرية في

12.02.2025

 
 
 
 
 

لبنان يقتنص جوائز «الإسماعيلية التسجيلي» بمصر

عبر فيلمي «خط التماس» و«منثور بيروت»

الإسماعيلية مصرانتصار دردير

اقتنصت السينما اللبنانية أهم جائزتين في مهرجان «الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة» بمصر، وهما «أفضل فيلم تسجيلي طويل» لفيلم «خط التماس» للمخرجة سيلفي باليو، وجائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير التي ذهبت إلى «منثور بيروت».

ويعد «خط التماس» أطول أفلام المهرجان، وتحكي أحداثه في 150 دقيقة قصة «فداء» التي نشأت في العاصمة اللبنانية بيروت، المدينة التي مزقتها الحرب، بينما تروي لها جدتها عن فظائع الحرب الأهلية التي عاشتها، وفي طياته تستعرض المخرجة ما شهده لبنان من حروب ومآسٍ، ومحاولتها البحث عن الحقيقة عن طريق شخصيات شاركت في الحرب، مستعينة بمشاهد أرشيفية عن تلك الأهوال، ومستعيدة الهيكل العمراني لمدينة بيروت في تلك الفترة.

أما الفيلم الثاني «منثور بيروت» الذي يعد أولى تجارب المخرجة فرح النابلسي، فيأخذ المشاهد من خلال إحدى ساكنات المدينة لرحلة على الساحل اللبناني، وفيه تتأمل المرأة تشابهها مع زهرة متوطنة، وتثير حالة الزهرة المهددة بالانقراض تساؤلاتها حول مشاعر الانتماء المشتتة، وصراع الوجود في مدينتها.

وأسدل «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» الستار على دورته الـ26 بإعلان الجوائز في حفل الختام مساء الثلاثاء، بقصر ثقافة الإسماعيلية بحضور خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي نائباً عن وزير الثقافة الذي حال سفره للخارج دون حضوره، وأكد جلال في كلمته أن مهرجان الإسماعيلية حقق مكانة دولية، وأصبح نافذة تطل منها أحدث التجارب العالمية، كما نقل لإدارة المهرجان تهنئة وزير الثقافة لنجاح هذه الدورة.

وعَدت المخرجة هالة جلال مدير المهرجان «نجاحها في تكوين فريق عمل للمهرجان يعتمد عليه إنجازاً»، مضيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إقامة «ملتقى الإسماعيلية لدعم الأفلام لأول مرة هو أيضاً أحد إنجازات هذه الدورة بعدما حصلنا على دعم الشركاء لجوائز مشروعات الأفلام الفائزة في حدود الوقت والميزانية المتاحة». ونفت جلال أن يكون ضعف الميزانية قد أثر على مستوى الأفلام داخل المسابقات، قائلة إن كل الأعمال التي شاركت حظيت بتقدير في مهرجانات دولية، وفي بلدانها، كما حققت تنوعاً في طرح أفكار وأساليب سينمائية متباينة، لكن قد تختلف الذائقة الفنية من مشاهد لآخر.

وشهد حفل الختام تكريم المخرج الأميركي روس كوفمان الحائز على جائزة الأوسكار والذي تمتد مسيرته الإخراجية لأكثر من 3 عقود، كما تم تكريم المخرج المصري فاروق عبد الخالق.

وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت قبل حفل الختام جوائز مسابقة «النجوم الجديدة» المختصة بأفلام طلاب معاهد وكليات السينما والتي ضمت 17 فيلماً من مختلف محافظات مصر، حيث حصل على جائزة أفضل فيلم «أربعة أيام» للمخرج إسماعيل جميعي، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «ماما» من إخراج سمر الفقي، ومنحت اللجنة تنويهاً خاصاً لفيلم «داجن» للمخرج يوسف إمام.

وقالت الباحثة التونسية أنصاف وهيبة رئيسة لجنة تحكيم مسابقة «النجوم الجديدة» لـ«الشرق الأوسط» إن «المسابقة فتحت الباب للمرة الأولى لأفلام طلبة الورش الفنية الذين لم تتح لهم الدراسة بمعاهد ليشاركوا بأفلامهم الأولى لأن الموهبة مهمة، والدراسة كذلك»، ورأت أنصاف أن المسابقة كشفت عن مواهب واعدة، مؤكدة أن الأفلام التسجيلية القصيرة تعد تدريباً صعباً لتقديم أفلام تراعي التركيبة السينمائية. وأقيمت الدورة الـ26 بمشاركة 51 فيلماً بجانب أفلام «النجوم الجديدة»، وشهدت برامج جديدة وورشاً لصناعة الفيلم القصير، وأخرى للكتابة الإبداعية.

ورأت الناقدة صفاء الليثي أن استعانة المهرجان بفريق مبرمجين ومشرفين عن الورش والفعاليات أضاف توجهات جديدة في اختيارات الأفلام، وذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن «ذلك تم عبر شباب منفتح على المدارس السينمائية الحديثة»، مُضيفة أن مستوى الورش والندوات شهد تطوراً كبيراً، وأن إقامة ملتقى الإسماعيلية يعد إضافة.

 

الشرق الأوسط في

12.02.2025

 
 
 
 
 

القائمة الكاملة للفائزين في الدورة 26 من «مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة»

المهرجان أسدل الستار عن فعالياته

كتب: سعيد خالدعبد الله خالد

اختتم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، فعاليات الدورة الـ 26،ليلة أمس الثلاثاء، برئاسة المخرجة هالة جلال والتي أُهديت إلى روح المخرج الراحل على الغزولي.

تفاصيل حفل الختام

و بدأ حفل الختام بالسلام الوطني ثم عُرض فيلم قصير يوثق أبرز فعاليات المهرجان على مدار ستة أيام وقدمت الحفل الإعلامية رباب الشريف التي دعت المخرجة هالة جلال لإلقاء كلمتها حيث أعربت عن امتنانها لفريق العمل الذي اجتهد رغم الظروف الصعبة لإنجاح الدورة كما توجهت بالشكر للنقاد والجمهور على دعمهم.

كلمة ممثل وزير الثقافة

و ألقى الدكتور خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي كلمة نيابة عن وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو الذي اعتذر عن الحضور بسبب سفره وأكد في كلمته على أهمية مهرجان الإسماعيلية كمنصة سينمائية دولية تتيح تبادل التجارب بين صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.

وأشار «جلال» إلى أن المهرجان لا يقتصر على العروض السينمائية بل يشمل ندوات وورش عمل تُثري التجربة الفنية للمشاركين كما أثنى على جهود المركز القومي للسينما في تذليل العقبات لإنجاح المهرجان موجّهًا الشكر للمخرجة هالة جلال وفريق العمل ولأهالي الإسماعيلية على دعمهم المستمر.

تكريمات المهرجان

شارك المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية في توزيع الجوائز والتكريمات حيث تم تكريم المخرج الكبير فاروق عبدالخالق الذي أعرب عن سعادته بهذا التكريم معتبرًا أن المهرجان يمنح طاقة إيجابية لكل مبدع وموهوب، وكُرم المخرج روس كوفمان والدكتورة نجوى محروس عميدة المعهد العالي للسينما تقديرًا لمساهماتهما في مجال الإخراج السينمائي.

جوائز المهرجان

مسابقة الأفلام الروائية القصيرة والتحريك والتسجيلية

ترأست لجنة التحكيم المبرمجة سولونج بوليه وضمّت في عضويتها الفنان محمد حاتم والناقدة ماريون شميدت وجاءت الجوائز كالتالي:

أفضل فيلم روائي قصير بالاشتراك مع شبح إخراج محمد صلاح.. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة عيد استقلالي إخراج كوستانزا ماجلوف.. وإشادة خاصة الطفل الثاني إخراج لوو رنشيواو.

جوائز أفلام التحريك

أفضل فيلم حيث يزهر الياسمين دائمًا إخراج حسين بستوني.. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسة إلهية إخراج ميلودي بوليسيير وبوجدان ساماتان.

جوائز الأفلام التسجيلية القصيرة

أفضل فيلم منثور بيروت إخراج فرح نابلسي.. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة روز إخراج أنيكا ماير.. وإشارة خاصة الخروج من خلال عش الوقواق إخراج نيكولا إيليك.

جوائز الأفلام التسجيلية الطويلة

ترأس لجنة التحكيم المخرج جون ماري تينو وضمّت في عضويتها خودريجو بروم والمخرجة نادين صليب وجاءت الجوائز كالتالي:أفضل فيلم تسجيلي طويل خط التماس إخراج سيلفي باليو..و جائزة لجنة التحكيم الخاصة بروناوبارك إخراج فيليكس هيرجيرت ودومينيك تيستلوف.

 

المصري اليوم في

12.02.2025

 
 
 
 
 

«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» يسدل الستار على دورته الـ 26

كتب: سعيد خالد

اختُتمت فعاليات الدورة الـ 26 من مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة برئاسة المخرجة هالة جلال أمس الأول، والتى أُهديت إلى روح المخرج الراحل على الغزولى. بدأ حفل الختام بالسلام الوطنى، ثم عُرض فيلم قصير يوثّق أبرز فعاليات المهرجان على مدار ستة أيام، وقدمت الحفل الإعلامية رباب الشريف، التى دعت المخرجة هالة جلال لإلقاء كلمتها، حيث أعربت عن امتنانها لفريق العمل الذى اجتهد رغم الظروف الصعبة لإنجاح الدورة، كما توجّهت بالشكر إلى النقاد والجمهور على دعمهم.

وأشادت هالة جلال بدور وزير الثقافة، الذى تغيب عن الحفل بسبب سفره، مؤكدةً أنه كان داعمًا رئيسيًا للمهرجان، كما وجّهت الشكر إلى اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، على حسن الاستضافة التى ساهمت فى ظهور المهرجان بأفضل صورة، مشيرةً إلى أن هناك بعض الأخطاء التى تأمل فى تحسينها فى الدورات المقبلة.

وألقى الدكتور خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، كلمة نيابةً عن وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذى اعتذر عن الحضور بسبب سفره، وأكد فى كلمته أهمية مهرجان الإسماعيلية كمنصة سينمائية دولية تتيح تبادل التجارب بين صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.

وأشار خالد جلال إلى أن المهرجان لا يقتصر على العروض السينمائية، بل يشمل ندوات وورش عمل تثرى التجربة الفنية للمشاركين، كما أثنى على جهود المركز القومى للسينما فى تذليل العقبات لإنجاح المهرجان، موجّهًا الشكر إلى المخرجة هالة جلال وفريق العمل وأهالى الإسماعيلية على دعمهم المستمر.

وشارك المهندس أحمد عصام الدين، نائب محافظ الإسماعيلية، فى توزيع الجوائز والتكريمات، حيث تم تكريم المخرج الكبير فاروق عبد الخالق، الذى أعرب عن سعادته بهذا التكريم، معتبرًا أن المهرجان يمنح طاقة إيجابية لكل مبدع وموهوب.

كما كُرّم المخرج روس كوفمان والدكتورة نجوى محروس، عميدة المعهد العالى للسينما، تقديرًا لمساهماتهما فى مجال الإخراج السينمائى.

شهدت الدورة الـ 26 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة فى اليومين الأخيرين ندوة مناقشة حول «الأفلام الذاتية التسجيلية والوثائقية»، وذلك فى قصر ثقافة الإسماعيلية، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين فى السينما. أدار الندوة الكاتب والناقد زين خيرى، الذى أكد أن السينما، حتى عند تناولها موضوعات اجتماعية وعامة، تبقى فنًا ذاتيًا يعكس وجهة نظر صانعها، وأضاف أن الفن لا يمكن أن يكون موضوعيًا أو محايدًا، إذ يحمل بصمة صاحبه، فكيف إذا كانت الأفلام ذاتية، تتناول حياة المخرج نفسه لنقل رؤيته أو توثيق شريحة زمنية معينة؟

وتحدثت المخرجة والمنتجة ماريان خورى عن تجربتها فى الأفلام الذاتية، مشيرةً إلى أن أول فيلم ذاتى لها، «زمن لارا»، عُرض لأول مرة فى مهرجان الإسماعيلية، ونال إعجاب المخرج يسرى نصر الله. تناول الفيلم حياة سيدة إيطالية-مصرية كانت تدرّس الباليه فى سن التسعين، ووجدت ماريان أنها تشبهها فى جوانب عديدة. بعد ذلك، قدّمت أفلامًا أخرى مثل «عاشقات السينما» و«ظلال»، الذى وثّقت فيه تجربتها داخل مستشفى للأمراض العقلية.

وقالت ماريان عن فيلمها «احكى لي»: «يتناول قصص ثلاث نساء من عائلتى، من جدتى إلى ابنتى. عندما عُرض فى مهرجان القاهرة، كان الجمهور يظن أنه يكشف فضائح يوسف شاهين، مما أثار فضولهم، لكنهم اكتشفوا لاحقًا أنه فيلم شخصى يتناول العائلة. يوسف شاهين ظهر فى الفيلم، وكان وجوده جاذبًا، لكن الجمهور أدرك فى النهاية أنه كان بمثابة مرآة للمشاهدين».

وكشفت المخرجة والمؤلفة دينا محمد حمزة، ابنة الشاعر الراحل محمد حمزة، أن فيلمها «جاى الزمان» كان طوق نجاة لها من العزلة والانتحار بعد وفاة والدها، إذ عانت من حالة غضب تجاه الموت، خصوصًا بعد رحيل والدتها قبله، فقررت توثيق الأماكن التى كان يرتادها والدها، مثل الإذاعة والمستشفى، مؤكدةً أن «الأفلام الذاتية تمثل علاجًا نفسيًا لنا، خاصةً تلك التى تتناول الأب والأم، لأنها تتيح مشاركة الجمهور فى تجربة الفقد». وأضافت: «كان هدفى أيضًا تسليط الضوء على الشعراء، الذين يعدّون رموزًا خفية لم يُنصفهم التاريخ الفنى كما أُنصف الممثلون».

من جانبه، تحدث المخرج عمرو بيومى عن تجربته فى فيلم «رمسيس راح فين»، الذى يتناول مسيرة نقل تمثال الملك رمسيس الثانى من ميدان رمسيس إلى المتحف المصرى الكبير، وأشار بيومى إلى أن الفيلم يوثّق أيضًا صورة الرؤساء والملوك فى الذاكرة الجمعية المصرية، وكيف جسّدتهم الشعوب فى صورة الأب القائد الذى يؤدى واجبه تجاههم.

واستعرضت المخرجة نادية كامل تجربتها مع فيلم «سلطة بلدي»، الذى يتناول قضية التعصب الدينى والقومى فى مصر خلال القرن الحادى والعشرين، وتأثير «صدام الحضارات» على المجتمع، وأوضحت أن الفيلم يعرض قصص زواج مختلط عبر 100 عام داخل عائلتها، مؤكدةً أن «السينما الذاتية، سواء التسجيلية أو الروائية، تمنح المبدع حرية التعبير عن ذاته دون قيود أو إذن من أحد، لكنها فى الوقت نفسه مغامرة تتطلب شجاعة لمواجهة التحديات حتى النهاية».

وتحدث المخرج بسام مرتضى عن فيلمه «أبو زعبل ٨٩»، الذى يوثّق رحلة ابن مع والدته إلى سجن أبو زعبل عام 1989 لزيارة والده المسجون. وأوضح مرتضى أن الفيلم، الذى يمتد لـ 83 دقيقة، يستعيد ذكريات تلك الرحلة من منظور الابن نفسه، قائلًا: «حرصت على تقديم شخصيات قريبة لى بمنظور مختلف، لأن السينما الذاتية ترتبط بالصدق. تأثرت بالسينما التسجيلية، التى أراها سينما حكيمة، وأردت تقديم فيلم مرهق ومربك عاطفيًا، لكنه فى الوقت نفسه صادق وعميق».

واختُتمت الندوة بتفاعل الحضور مع صناع الأفلام، حيث طرحوا أسئلة حول أهمية السينما الذاتية فى توثيق التجارب الشخصية، ومدى قدرتها على التأثير فى الجمهور، خاصةً فى ظل تزايد الاهتمام بالأفلام الوثائقية كوسيلة للتعبير الصادق عن الذات والمجتمع.

جوائز المهرجان

مسابقة الأفلام الروائية القصيرة والتحريك والتسجيلية

ترأست لجنة التحكيم المبرمجة سولونج بوليه وضمّت فى عضويتها الفنان محمد حاتم والناقدة ماريون شميدت وجاءت الجوائز كالتالى:

-أفضل فيلم روائى قصير بالاشتراك مع شبح إخراج محمد صلاح.

-جائزة لجنة التحكيم الخاصة عيد استقلالى إخراج كوستانزا ماجلوف.

-إشادة خاصة الطفل الثانى إخراج لوو رنشيواو.

جوائز أفلام التحريك

-أفضل فيلم «حيث يزهر الياسمين دائمًا» إخراج حسين بستونى.

-جائزة لجنة التحكيم الخاصة «لمسة إلهية» إخراج ميلودى بوليسيير وبوجدان ساماتان.

جوائز الأفلام التسجيلية القصيرة

-أفضل فيلم «منثور» بيروت إخراج فرح نابلسى.

-جائزة لجنة التحكيم الخاصة «روز» إخراج أنيكا ماير.

-إشارة خاصة «الخروج من خلال عش الوقواق» إخراج نيكولا إيليك.

جوائز الأفلام التسجيلية الطويلة

رأست لجنة التحكيم المخرج جون مارى تينو وضمّت فى عضويتها خودريجو بروم والمخرجة نادين صليب.

-أفضل فيلم تسجيلى طويل خط التماس إخراج سيلفى باليو

-جائزة لجنة التحكيم الخاصة بروناوبارك إخراج فيليكس هيرجيرت ودومينيك تيستلوف.

 

المصري اليوم في

13.02.2025

 
 
 
 
 

مهرجان الإسماعيلية التسجيلي:

سينما تبحث عن الهوية وذاكرة المكان

وائل سعيد

على مدار سبعة أيام، احتضنت مدينة الإسماعيلية الدورة السادسة والعشرين لمهرجانها الدولي للسينما التسجيلية والأفلام القصيرة، حيث تواصلت عروض وفعاليات البرنامج في الفترة بين 5-11 شباط/ فبراير الجاري، بمشاركة عربية وأجنبية من 34 دولة وبحصيلة 51 فيلمًا تتنافس هذا العام على جوائز المهرجان، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بدورة العام الماضي أو السنوات الأخيرة، حيث تقل نسبة المشاركات في الدورة الجديدة عن النصف تقريبًا مما كان عليه في الدورات السابقة.

يُعد مهرجان الإسماعيلية التسجيلي واحدًا من أقدم وأهم المهرجانات النوعية السينمائية في المنطقة العربية، منذ انطلاقه بمطلع تسعينيات القرن الماضي. ورغم أنه تعرض إلى التوقف أكثر من مرة وتنقلت مسؤولية تنظيمه من جهة إلى أخرى، استقر في النهاية تحت مظلة "المركز القومي للسينما" الذي لا يزال منصب رئاسته شاغرًا حتى الآن. هذا الفراغ الإداري ربما ألقى بظلاله على بعض جوانب الدورة 26 وخاصة فيما يتعلق بالمسائل التنظيمية والإدارية، ما شكّل تحديًا إضافيًا أمام المخرجة هالة جلال، التي تولت رئاسة دورة هذا العام، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ المهرجان.

وانعكس ذلك على برنامج الدورة على مستويات متعددة، من أبرزها اختيار فيلم الافتتاح "ثريا"، روائي قصير، للمخرج الشاب أحمد بدر كرم، الذي يخوض أولى تجاربه السينمائية تمامًا، كما تخوض بطلة الفيلم خطواتها الأولى في التمثيل بعد رحلتها مع الفوتوغرافيا. يحمل الفيلم عنوانًا جانبيًا "الفتاة التي أحبت الأبدية" وتدور أحداثه في إطار من الواقعية السحرية في إحدى قرى صعيد مصر، حيث تمتزج الخرافة والخوف ليشكلا مصير الإنسان، فتجد "ثريا" نفسها مضطرة لأن تصبح أضحية لفتح أحد التوابيت الفرعونية والاستحواذ على آثاره، في استدعاء واضح للموروث المصري القديم وعاداته في تقديم القرابين الحيّة للنيل.

نجح المخرج في توظيف الكثير من اللقطات بما يتناسب مع بيئة الحدث، حيث شكلت الصورة جزءًا أساسيًا من بناء الدراما، كما لعبت الموسيقى التصويرية دورًا لافتًا باستنادها إلى الموروث الصعيدي لتعزيز الطابع الأسطوري للفيلم. ولم يكن مستغربًا أن ينهي المخرج فيلمه بتحية خاصة إلى شادي عبد السلام وعطيات الأبنودي؛ باعتبارهما من أبرز الأسماء التي وثقت عوالم الجنوب فيما تأتي الأبنودي ضمن مكرمي الدورة.

مدارس تسجيلية

حملت دورة هذا العام اسم المخرج المصري علي الغزولي، لما له من تاريخ حافل وإسهام بارز في مجال السينما التسجيلية والوثائقية. ولد الغزولي سنة (1933) وبدأ رحلته السينمائية بعد دراسته للإخراج والتصوير السينمائي في إيطاليا، ليعود إلى مصر مطلع الستينيات متنقلًا بين مجالي التصوير والإخراج، حتى تولى إدارة الأفلام التسجيلية في التلفزيون المصري. بجانب الغزولي، ضم برنامج المكرمين عددًا كبيرًا من الأسماء سواء من الراحلين أو ممن ما زالوا على قيد الحياة، ودفع هذا التوجه البعض إلى وصف نهج رئيسة المهرجان بأنه يعكس رؤيتها لهذه الدورة على أنها قد تكون، "الأولى والأخيرة، وعليها تكريم كل من ترى أنه يستحق"!

كان من اللافت في قائمة التكريم لهذا العام، الاحتفاء بصانعات الأفلام من النساء، كذلك بالسينمائيين المصريين، حيث اقتصرت معظم الأسماء المكرمة على شخصيات مصرية، باستثناء ثلاثة أسماء: المخرج والمنتج الكاميروني جان ماري تينو، المخرجة اللبنانية نبيهة لطفي، والأميركي روس كفمان. من بين الأسماء المكرمة أيضًا: المخرجة تهاني راشد وسفيرة السينما التسجيلية - كما أطلقوا عليها- عطيات الأبنودي؛ التي تُعد إحدى أبرز الرائدات المصريات في تاريخ الفيلم التسجيلي والوثائقي، وخاصة فيما يُعرف بـ "سينما الحقيقة".

"يُعد مهرجان الإسماعيلية التسجيلي واحدًا من أقدم وأهم المهرجانات النوعية السينمائية في المنطقة العربية، منذ انطلاقه بمطلع تسعينيات القرن الماضي"

لم يكن مستغربًا أن تنطلق المخرجة القديرة عطيات الأبنودي من بيئة ريفية، حيث شكلت تلك الجذور مصدرًا هامًا لسينماها التسجيلية التي اكتملت بانتقالها إلى القاهرة. برعت الأبنودي في التقاط نبض البسطاء من الطبقات الكادحة مجسدة تفاصيل حياتهم اليومية بصدق وعفوية، من خلال عدسة رهيفة تبتعد عن التجميل أو التزييف، مما جعلها تختار مواقع تصوير تعكس واقعهم. ورغم إخلاصها لسينما الإنسان، ظلت قضايا المرأة في مقدمة اهتماماتها منذ فيلمها الأول "حصان الطين" (1970)، وهو فيلم قصير من إنتاج جمعية الفيلم – وقت أن كانت الجمعيات تساهم في الإنتاج السينمائي– يتناول أزمة العاملات من النساء، حيث صُوّر داخل أحد مصانع الطوب بقرية محلة أبو علي، مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ.

برنامج طموح

لا شك في أن الدورة الجديدة سعت إلى تقديم برنامج يُجسد طموحًا نحو تفعيل التغيير، إلا أن الأمر لم يتعد التغيير الشكلي في بعض الأحيان، كما هي الحال مع مسابقة أفلام الطلبة على سبيل المثال، والتي تم تغيير اسمها لتصبح "النجوم الجديدة" وضمت 17 فيلمًا تنافسوا على جوائز المسابقة، حيث حصد المخرج إسماعيل جميعي جائزة أفضل فيلم عن فيلمه "أربعة أيام"، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم "ماما" للمخرجة سمر الفقي، أما فيلم "داجن" لمخرجه يوسف إمام، فحاز على تنويه خاص. وربما كان من الغريب أن تميل الأفلام الفائزة وغالبية أفلام البرنامج إلى النظرة السوداوية، رغم أن صناع هذه الأعمال كلهم من الشباب يخطون خطواتهم الأولى.

ربما لسد الفجوة في عدد أفلام البرنامج؛ أطلقت إدارة المهرجان عددًا من الفعاليات الموازية لعروض الأفلام خارج أقسام التنافس الرسمية من بينها: "نظرة على الماضي" وهو برنامج عن تاريخ السينما التسجيلية، "يسعى إلى إتاحة عروض سينمائية قديمة ونادرة لرواد هذا الفن"، كما يقدم برنامج "أفلام العالم" مجموعة فيلمية متنوعة تحتفي بـ "السينما وبأصوات وقصص الإنسان من كل مكان"، من بين هذه الأفلام: "صمت أشجار الموز"- ألبانيا، "الرياح تعصف بشارعي"- إيران، "ذعر في حفل الزفاف"- تونس، وجدة من السعودية.

توسع المهرجان أيضًا هذا العام بعروض خاصة في مدينة "فايد"، ضمن إطار سعي رئيسة المهرجان إلى "توسيع دائرة العروض لتصل إلى أماكن جديدة، بهدف تعزيز ثقافة السينما الوثائقية والتسجيلية"، الأمر الذي لم يقف عند حد العروض فحسب بل شمل أيضًا الورش الفنية، وفي المقدمة تأتي ورشة "ذاكرة المكان" والتي دارت فعالياتها بين القاهرة والإسماعيلية قبل بدء انطلاق الدورة بأسبوع تقريبًا. يُذكر أن موضوعات الأفلام تنوعت بين القضايا العامة والخاصة، وكانت ظاهرة قضايا الهوية والذاكرة والاغتراب على قائمة العوالم المطروحة، كما لم تختفِ ظاهرة أخرى ما تزال تفاجئنا بين الحين والآخر ويطلق عليها البعض لعبة القط والفأر، بين صناع الأفلام وجهاز الرقابة.

الجوائز تنتصر على الرقيب

اشترك في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة عشرة أفلام تمثل مختلف الدول، من بينها فلسطين وفيلم من إخراج كمال الجعفري بعنوان "فدائي"، الذي يُعد بمثابة وثيقة بصرية للذاكرة الفلسطينية المنهوبة، سبق أن حصل الفيلم على جائزة التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج في دورته الـ (35).

"اشترك في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة عشرة أفلام تمثل مختلف الدول، من بينها فلسطين وفيلم من إخراج كمال الجعفري بعنوان "فدائي"، الذي يُعد بمثابة وثيقة بصرية للذاكرة الفلسطينية المنهوبة"

أما جائزة أفضل فيلم فذهبت إلى لبنان وفيلم "خط التماس" إخراج سيلفي باليو، فيما حصل فيلم "بروناوبارك" من سويسرا، إخراج مشترك لـ فيليكس هيرجيرت ودومينيك تيستلوف على جائزة لجنة التحكيم الخاصة. وفي مسابقة التسجيلي القصير ذهبت جائزة أفضل فيلم إلى "منثور بيروت" إخراج فرح نابلسي، فيما حاز فيلم "روز" إخراج أنيكا ماير على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كذلك حصل فيلم "الخروج من خلال عش الوقواق" إخراج نيكولا إيليك على شهادة تقدير.

بينما حصل الفيلم المصري "وكان مساء وكان صباح يومًا واحدًا" للمخرج يوحنا ناجي على جائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبرسي". أما مسابقة الفيلم الروائي القصير فحصل "عيد استقلالي" إخراج كوستانزا ماجلوف على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيما حاز فيلم "الطفل الثاني" إخراج لوو رنشيواو على إشادة خاصة، وتُعتبر نتائج مسابقة جوائز الفيلم الروائي القصير من أكثر النتائج غير المتوقعة، وهو ما يحيلنا إلى أزمة الرقيب من جديد.

قبل أن ينتهي العام الماضي بأيام قليلة، أصبح مقعد رئيس جهاز الرقابة على المصنفات شاغرًا، بعد أن بلغ الرئيس السابق سن التقاعد، وعلى الرغم من أن المنصب ما يزال شاغرًا، لم تقف عمليات المنع أو إيقاف تراخيص العرض؛ بمختلف الطرق وعلى كلا المستويين "الكتابي أو الشفاهي" ويُعتبر الأخير أكثرهم استخدامًا ورواجًا، لعل من أبرز هذه الحالات ما تم مؤخرًا مع فيلم "الملحد" تأليف إبراهيم عيسى وإخراج محمد جمال العدل، الأمر الذي امتد أيضًا ليطاول بعض المهرجانات ومن بينها الإسماعيلية في دورته الأخيرة، حيث تم تداول حالات مشابهة من المنع لفيلمين من الأفلام المشاركة، في سابقة لا تتكرر كثيرًا. المفاجأة كانت من قبل إدارة المهرجان التي أتاحت عروضًا خاصة مغلقة لهذه الأفلام اقتصرت على أعضاء لجان التحكيم فحسب، ولم تكن قراراتهم تقل إبهارًا عن الحالة؛ حيث فاز اثنان من هذه الأفلام بجوائز المهرجان؛ برغم أنف الرقيب.

بدأت أزمة المنع الرقابي مع الفيلم الروائي القصير "أحلى من الأرض" للمخرج شريف البنداري، الذي تعرض للرفض للمرة الثالثة على التوالي بعد أن مُنع سابقًا من العرض في مهرجاني الجونة والقاهرة، بحسب ما صرح به في حوار سابق بـ "روز اليوسف"، في المقابل حظي الفيلم بعدد من التقديرات مثل الجائزة الفضية بمهرجان قرطاج بتونس، وذلك منذ عرضه الأول بفرنسا، حيث شارك في قسم "نظرة أفريقية" ضمن الدورة 46. ويتناول علاقة صداقة تنشأ بين فتاتين من الطالبات المغتربات، إلا أن الصورة التي يرسمها العمل لهذه العلاقة تشوبها بعض الإشارات غير المباشرة إلى المثلية، وهو ما يبدو أنه كان كافيًا لتحفيز مقص الرقيب، حتى ولو في صورة "شفاهية".

أما الفيلم الثاني فهو، روائي قصير أيضًا بعنوان "إخراج مشترك مع شبح" للمخرج محمد صلاح الذي حصل عنه على جائزة أفضل فيلم، متحديًا بذلك التحذيرات.

اللافت في كلتا الحالتين هو الموقف الغامض للرقابة التي لم يصدر عنها - حتى الآن- بيان رسمي لنفي أو تأكيد ما يتم تداوله، ربما لأن مقعد الرقيب ما يزال شاغرًا، وربما يرجع ذلك لأسباب أخرى غير معلومة، قد تتضح لاحقًا – أو لا- مع تعيين الرقيب المرتقب السيناريست عبد الرحيم كمال،؛ الذي يُعد أحد أكثر الأسماء - تداولًا- في الأوساط الفنية مؤخرًا، لذلك المنصب.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

14.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004