«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» يسدل الستار على
دورته الـ 26
كتب: سعيد
خالد
اختُتمت فعاليات الدورة الـ 26 من مهرجان الإسماعيلية
الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة برئاسة المخرجة هالة جلال أمس الأول،
والتى أُهديت إلى روح المخرج الراحل على الغزولى. بدأ حفل الختام بالسلام
الوطنى، ثم عُرض فيلم قصير يوثّق أبرز فعاليات المهرجان على مدار ستة أيام،
وقدمت الحفل الإعلامية رباب الشريف، التى دعت المخرجة هالة جلال لإلقاء
كلمتها، حيث أعربت عن امتنانها لفريق العمل الذى اجتهد رغم الظروف الصعبة
لإنجاح الدورة، كما توجّهت بالشكر إلى النقاد والجمهور على دعمهم.
وأشادت هالة جلال بدور وزير الثقافة، الذى تغيب عن الحفل
بسبب سفره، مؤكدةً أنه كان داعمًا رئيسيًا للمهرجان، كما وجّهت الشكر إلى
اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، على حسن الاستضافة التى ساهمت فى
ظهور المهرجان بأفضل صورة، مشيرةً إلى أن هناك بعض الأخطاء التى تأمل فى
تحسينها فى الدورات المقبلة.
وألقى الدكتور خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، كلمة
نيابةً عن وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذى اعتذر عن الحضور بسبب
سفره، وأكد فى كلمته أهمية مهرجان الإسماعيلية كمنصة سينمائية دولية تتيح
تبادل التجارب بين صناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.
وأشار خالد جلال إلى أن المهرجان لا يقتصر على العروض
السينمائية، بل يشمل ندوات وورش عمل تثرى التجربة الفنية للمشاركين، كما
أثنى على جهود المركز القومى للسينما فى تذليل العقبات لإنجاح المهرجان،
موجّهًا الشكر إلى المخرجة هالة جلال وفريق العمل وأهالى الإسماعيلية على
دعمهم المستمر.
وشارك المهندس أحمد عصام الدين، نائب محافظ الإسماعيلية، فى
توزيع الجوائز والتكريمات، حيث تم تكريم المخرج الكبير فاروق عبد الخالق،
الذى أعرب عن سعادته بهذا التكريم، معتبرًا أن المهرجان يمنح طاقة إيجابية
لكل مبدع وموهوب.
كما كُرّم المخرج روس كوفمان والدكتورة نجوى محروس، عميدة
المعهد العالى للسينما، تقديرًا لمساهماتهما فى مجال الإخراج السينمائى.
شهدت الدورة الـ 26 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية
والقصيرة فى اليومين الأخيرين ندوة مناقشة حول «الأفلام الذاتية التسجيلية
والوثائقية»، وذلك فى قصر ثقافة الإسماعيلية، بمشاركة نخبة من الخبراء
والمتخصصين فى السينما. أدار الندوة الكاتب والناقد زين خيرى، الذى أكد أن
السينما، حتى عند تناولها موضوعات اجتماعية وعامة، تبقى فنًا ذاتيًا يعكس
وجهة نظر صانعها، وأضاف أن الفن لا يمكن أن يكون موضوعيًا أو محايدًا، إذ
يحمل بصمة صاحبه، فكيف إذا كانت الأفلام ذاتية، تتناول حياة المخرج نفسه
لنقل رؤيته أو توثيق شريحة زمنية معينة؟
وتحدثت المخرجة والمنتجة ماريان خورى عن تجربتها فى الأفلام
الذاتية، مشيرةً إلى أن أول فيلم ذاتى لها، «زمن لارا»، عُرض لأول مرة فى
مهرجان الإسماعيلية، ونال إعجاب المخرج يسرى نصر الله. تناول الفيلم حياة
سيدة إيطالية-مصرية كانت تدرّس الباليه فى سن التسعين، ووجدت ماريان أنها
تشبهها فى جوانب عديدة. بعد ذلك، قدّمت أفلامًا أخرى مثل «عاشقات السينما»
و«ظلال»، الذى وثّقت فيه تجربتها داخل مستشفى للأمراض العقلية.
وقالت ماريان عن فيلمها «احكى لي»: «يتناول قصص ثلاث نساء
من عائلتى، من جدتى إلى ابنتى. عندما عُرض فى مهرجان القاهرة، كان الجمهور
يظن أنه يكشف فضائح يوسف شاهين، مما أثار فضولهم، لكنهم اكتشفوا لاحقًا أنه
فيلم شخصى يتناول العائلة. يوسف شاهين ظهر فى الفيلم، وكان وجوده جاذبًا،
لكن الجمهور أدرك فى النهاية أنه كان بمثابة مرآة للمشاهدين».
وكشفت المخرجة والمؤلفة دينا محمد حمزة، ابنة الشاعر الراحل
محمد حمزة، أن فيلمها «جاى الزمان» كان طوق نجاة لها من العزلة والانتحار
بعد وفاة والدها، إذ عانت من حالة غضب تجاه الموت، خصوصًا بعد رحيل والدتها
قبله، فقررت توثيق الأماكن التى كان يرتادها والدها، مثل الإذاعة
والمستشفى، مؤكدةً أن «الأفلام الذاتية تمثل علاجًا نفسيًا لنا، خاصةً تلك
التى تتناول الأب والأم، لأنها تتيح مشاركة الجمهور فى تجربة الفقد».
وأضافت: «كان هدفى أيضًا تسليط الضوء على الشعراء، الذين يعدّون رموزًا
خفية لم يُنصفهم التاريخ الفنى كما أُنصف الممثلون».
من جانبه، تحدث المخرج عمرو بيومى عن تجربته فى فيلم «رمسيس
راح فين»، الذى يتناول مسيرة نقل تمثال الملك رمسيس الثانى من ميدان رمسيس
إلى المتحف المصرى الكبير، وأشار بيومى إلى أن الفيلم يوثّق أيضًا صورة
الرؤساء والملوك فى الذاكرة الجمعية المصرية، وكيف جسّدتهم الشعوب فى صورة
الأب القائد الذى يؤدى واجبه تجاههم.
واستعرضت المخرجة نادية كامل تجربتها مع فيلم «سلطة بلدي»،
الذى يتناول قضية التعصب الدينى والقومى فى مصر خلال القرن الحادى
والعشرين، وتأثير «صدام الحضارات» على المجتمع، وأوضحت أن الفيلم يعرض قصص
زواج مختلط عبر 100 عام داخل عائلتها، مؤكدةً أن «السينما الذاتية، سواء
التسجيلية أو الروائية، تمنح المبدع حرية التعبير عن ذاته دون قيود أو إذن
من أحد، لكنها فى الوقت نفسه مغامرة تتطلب شجاعة لمواجهة التحديات حتى
النهاية».
وتحدث المخرج بسام مرتضى عن فيلمه «أبو زعبل ٨٩»، الذى
يوثّق رحلة ابن مع والدته إلى سجن أبو زعبل عام 1989 لزيارة والده المسجون.
وأوضح مرتضى أن الفيلم، الذى يمتد لـ 83 دقيقة، يستعيد ذكريات تلك الرحلة
من منظور الابن نفسه، قائلًا: «حرصت على تقديم شخصيات قريبة لى بمنظور
مختلف، لأن السينما الذاتية ترتبط بالصدق. تأثرت بالسينما التسجيلية، التى
أراها سينما حكيمة، وأردت تقديم فيلم مرهق ومربك عاطفيًا، لكنه فى الوقت
نفسه صادق وعميق».
واختُتمت الندوة بتفاعل الحضور مع صناع الأفلام، حيث طرحوا
أسئلة حول أهمية السينما الذاتية فى توثيق التجارب الشخصية، ومدى قدرتها
على التأثير فى الجمهور، خاصةً فى ظل تزايد الاهتمام بالأفلام الوثائقية
كوسيلة للتعبير الصادق عن الذات والمجتمع.
جوائز المهرجان
مسابقة الأفلام الروائية القصيرة والتحريك والتسجيلية
ترأست لجنة التحكيم المبرمجة سولونج بوليه وضمّت فى عضويتها
الفنان محمد حاتم والناقدة ماريون شميدت وجاءت الجوائز كالتالى:
-أفضل فيلم روائى قصير بالاشتراك مع شبح إخراج محمد صلاح.
-جائزة لجنة التحكيم الخاصة عيد استقلالى إخراج كوستانزا
ماجلوف.
-إشادة خاصة الطفل الثانى إخراج لوو رنشيواو.
جوائز أفلام التحريك
-أفضل فيلم «حيث يزهر الياسمين دائمًا» إخراج حسين بستونى.
-جائزة لجنة التحكيم الخاصة «لمسة إلهية» إخراج ميلودى
بوليسيير وبوجدان ساماتان.
جوائز الأفلام التسجيلية القصيرة
-أفضل فيلم «منثور» بيروت إخراج فرح نابلسى.
-جائزة لجنة التحكيم الخاصة «روز» إخراج أنيكا ماير.
-إشارة خاصة «الخروج من خلال عش الوقواق» إخراج نيكولا
إيليك.
جوائز الأفلام التسجيلية الطويلة
رأست لجنة التحكيم المخرج جون مارى تينو وضمّت فى عضويتها
خودريجو بروم والمخرجة نادين صليب.
-أفضل فيلم تسجيلى طويل خط التماس إخراج سيلفى باليو
-جائزة لجنة التحكيم الخاصة بروناوبارك إخراج فيليكس
هيرجيرت ودومينيك تيستلوف. |