ملفات خاصة

 
 
 

قرطاج «ما أحلى الرجوع إليه»!

طارق الشناوي

أيام قرطاج السينمائية

الخامسة والثلاثون

   
 
 
 
 
 
 

غاب مهرجان قرطاج العريق فى العام الماضى، بسبب مذابح غزة، مثلما غاب أيضا قبله مهرجان القاهرة ولنفس السبب، المعنى الذى تستطيع أن تقرأه فى هذا الإلغاء هو أن الفن شىء هامشى، يمكن الاستغناء عنه فى أى لحظة.

وكأن المهرجانات ليس لها أى دور فى تبنى قضايا المجتمع، ومواقفه السياسية. عارضت فى العام الماضى القرار فى مصر، خاصة أنه شمل أيضا العديد من الأنشطة المماثلة، ومع الأسف وجد هذا القرار من يؤيده بين المثقفين.

ووقعت أيضا فى العام الماضى، مع السينمائيين فى تونس رافضا قرار الدولة التونسية بالتأجيل.

إقامة المهرجان هذا العام، فى مصر وتونس، مع زيادة شراسة إسرائيل وعنفها وضبابية الرؤية فى سوريا حتى الآن، يؤكد أننا ينقصنا القراءة الصحيحة كعرب لدور الفن، وكيف أن الأزمة تخلق فنا مقاوما وأننا نستطيع بالمهرجان أن يعلو صوتنا حتى يصل للعالم، وهذا ما حدث فى هذا العام، وتابعنا كل المهرجانات تعود تباعا، ولكن لا أحد منها قدم اعتذارا يؤكد فيها أن الغياب فى العام الماضى، لم يكن أبدا قرارا صائبا.

لأسباب خارجة عن إرادتى، وأيضا إرادة المهرجان، لم أحضر هذه الدورة الافتتاح، ولن أحضر أيضا حفل الختام، الذى يعقد مساء السبت القادم، وهذا يحدث لأول مرة منذ بداية علاقتى المهرجان العريق عام ١٩٩٢ وهى أول دورة أحضرها، ولم تنقطع علاقتى بالمهرجان منذ ذلك الحين، حيث كانت بينه وبين مهرجان دمشق السينمائى توأمة، كل منهما يعقد مرة كل عامين، دمشق فى السنوات الفردية وقرطاج الزوجية، وكالعادة تدخلت عوامل سياسية وأفسدت تلك العلاقة، بسبب عرض عدد من الأفلام التونسية فى مطلع التسعينيات فى مهرجان دمشق، وبها تمويل أجنبى وأحدهم يهودى الديانة، انتفض أحد الحناجرة، وانضمت لهم فنانة مصرية، كانت لها مكانتها فى المهرجان السورى، ومن الدائرة المقربة من دكتورة نجاح العطار وزيرة الثقافة السورية الأسبق، وانسحب الوفد التونسى، وعلى الجانب الآخر وقف عدد من المخرجين السوريين ضد قرار إلغاء عرض الأفلام التونسية، مثل المخرجين محمد ملص وأسامة محمد، وانضم لهما أيضا المخرج الفلسطينى ميشيل خليفى، على قرار استبعاد الأفلام التونسية.

وأعده يخاصم المنطق والإنسانية، فلا يمكن أن تصبح الديانة تحمل فى عمقها اتهاما سياسيا، وكان وقتها المخرج صلاح أبوسيف رئيسا للجنة التحكيم ولم يستطع السيطرة على الموقف، فى البداية أعلن رفضه استبعاد الأفلام التونسية، إلا أن الدولة السورية أفصحت رسميا عن قرارها، فلم يستطع أبو سيف الصمود طويلا فى المعسكر الرافض لاستبعاد الأفلام التونسية، وصارت من بعدها هناك فجوة بين المهرجانين؛ دمشق وقرطاج.

ومع الأيام صار قرطاج يعقد كل عام، بينما توقف مهرجان دمشق بعد أحداث الربيع العربى، وكانت الخطة أن يعقد أيضا سنويا، وأتمنى مع عودة بداية استقرار الأوضاع فى سوريا الحبيبة عودة مهرجان دمشق.

انطلق قرطاج فتيا رافعا شعار السينما العربية والإفريقية عام ١٩٦٦، باقتراح من الناقد التونسى الراحل طاهر شريعة.

تونس تحرص كدولة أن تعلن انحيازها لعالمنا العربى وأيضا وبنفس الدرجة لجذورنا الإفريقية، وغالبا تكتشف فى نهاية المهرجان أن جائزة (التانيت) بفروعها المختلفة توزعت بين العرب والأفارقة، قدمت تونس مجموعة من المخرجين الموهوبين للساحة العربية مثل نورى بوزيد وفريد بو غدير، ورضا الباهى، ومفيدة تلاتلى وكوثر بن هنية وسلمى بكار ولطفى عاشور، ولا تزال قادرة على تقديم أسماء متعددة.

افتقدت هذه الدورة تواجد أهم ناقد تونسى وواحد من أهم النقاد والباحثين على المستوى العربى وهو الراحل خميس خياطى الذى كان أحد أهم الوجوه التى تم تكريمها فى افتتاح الدورة. ونكمل غدا رحلة قرطاج.

 

####

 

عرض عالمي أول لفيلم «La Zone» بمهرجان أيام قرطاج السينمائية

كتب: أنس علام

حظي فيلم La Zone للمخرج التونسي لسعد دخيلي بعرض كامل العدد في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، أمس الأثنين، حيث يشهد عرضه العالمي الأول وذلك بحضور المخرج والمنتج بلال عثيمني، وأبطال وطاقم العمل ويُعرض الفيلم مرة أخرى اليوم .

عقب عرض الفيلم دارت ندوة نقاشية مع طاقم الفيلم حيث أجابوا على جميع أسئلة الجمهور عن الفيلم الذي يُعد بمثابة منارة أمل ملهمة في الحرب ضد نظام المافيا الفاسد، حيث يسلط الضوء على إمكانية التحول الإيجابي والمقاومة الجماعية الملهمة بينما يتعمق أيضًا في الرمزية المعقدة للسلاح، الذي يجسد التهديد واليأس والعدالة والظلم.

فيلم La Zone من إنتاج مشترك بين تونس وألمانيا وفرنسا وهو من تأليف وإخراج لسعد دخيلي ومن بطولة علوي بهرام، أمل جلالي، علاء الدين شويرف، وأسماء الوسلاتي.

وتدور أحداث القصة في مدينة جندوبة التونسية الصغيرة حول شرطي بائس يبلغ من العمر 40 سنة يُدعى لينين، يلتقي برجل عصابة وصديقته ، وبعد فترة وجيزة، تسرق صديقة رجل العصابات مسدس لينين، مما يؤدي إلى الفوضى في حياته، ونتيجة لذلك، يحاول لينين العثور على سلاحه قبل أن يفقد وظيفته، أثناء محاولته البحث عن سلاحه، ينغمس لينين أكثر فأكثر في عالم الجريمة السفلى في تونس الحديثة.

 

المصري اليوم في

17.12.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004