أمير العمري
01 ديسمبر 2024
من كثرة ما نعيت من الأصدقاء توقفت عن كتابة النعي الذي يشعرني بالألم
الشديد لكني أكتب الآن عن رحيل السينمائي النبيل قيس الزبيدي.. الذي غادرنا
في صمت بعد معاناة طويلة مع المرض.. كنت قبل سنوات في برلين، عند حضور
مهرجانها السنوي، لكنه امتنع منذ سنوات عن الظهور بسبب اشتداد المرض عليه.
كنت أكتفي بالاتصال تليفونيا للاطمئنان عليه. وكان هو يقيم في أطراف
المدينة في برلين الشرقية التي التحق بها منذ عشرات السنين فرارا من حالة
الاختناق في العالم العربي بعد نهاية عصر اليسار والحلم بتغيير العالم.
قيس كان مخرجا أخرج واحدا من أرق واجمل الأفلام العربية وأكثرها طموحا
وتجديدا هو فيلم "اليازرلي" (1974) الذي أظنه لايزال مثالا للسينما
الجديدة، ثم قام بعمل المونتاج لعشرات الأفلام، وارتبط عمله لسنوات
بالسينما الفلسطينية.
قيس عراقي ترك العراق في وقت مبكر وأقام في سورية وحمل جنسيتها ثم أصبح
ينتقل في العيش بين دمشق وبرلين (التي درس فيها السينما في الستينات) الى
أن امتنعت دمشق.
رحمه الله ألف رحمة صديقا عزيزا نبيلا مخلصا تميز بحسن الخلق والسيرة والود
وخفة الظل وكنا دائما نحب أن نستمع إليه وهو يقص علينا الكثير من القصص
الطريفة ذات المغزى.
كلنا هنا نستمع: محمد ملص وانتشال التميمي وأنا.. في صورة من مهرجان ابو
ظبي الغابر (٢٠١١)... وصورة أخرى في دمشق عندما احتفى بي على مائدة الغداء
في آخر زيارة لي الى دمشق (أواخر 2010) في صحبة المخرج النبيل الآخر الراحل
الجميل نبيل المالح،
والكاتب المبدع الصديق العزيز تيسير خلف....
قيس ترك لنا الى جانب افلامه مجموعة كبيرة من الكتب المهمة.
Mohammed Rouda
02 ديسمبر 2024
كنت أسست قبل نحو 16 سنة بلوغ بإسم «ظلال وأشباح» استكتبت فيه عدداً من
النقاد والسينمائيين أحدهم كان الراحل قيس الزبيدي.
التالي حلقة أولى من مقالة كتبها تحت العنوان أدناه حول بازان وسواه
ونظريات السينما. فاجأني بمعلوماته ودقة تحديده. مقال لا يمكن صرف النظر
عنه إذا ما كنت مهتماً وجاداً في شغفك بالسينما.
إشكالية الزمان والمكان:
بازان بين المونتاج والميزانسين
|*|
بقلم: قيس الزبيدي
تطرق الناقد محمد رُضا الى الإرث النقدي الذي تركه بازان من خلال أكثر من
2500 مقالة نقدية كتبها في خمسة عشر سنة وركز على الجانب الذي منحه اندريه
بازان أيضا لأهمية السيناريو وكيف لفت النظر الى ان السيناريو هو ما يحدد
جودة الفيلم اكثر مما تفعل الكاميرا؟
|*|
وبودي هنا ان أضيف إلى المسالة التي طرحها بازان وشكلت القضية الاساس في
نظرته الى لغة السينما، التي شغلت النقاد والباحثين لأنها كشفت بفضل جهوده
النقدية عن ما يسمى "المونتاج المتزامن "العمودي" - اورسون ويلز- داخل
اللقطة/المشهد بعكس ما كان يسمى في النقد "المونتاج الافقي" -إيزنشتين-
الذي يقسم المشهد الواحد، بغض النظر عن امتداده الزمني، الى لقطات عديد
ينطلق بازان اصلا من الصورة الفوتوغرافية التي وجد انها تعمل " بوساطة
"عدسة" على تسجيل صورة واقع في لحظة زمنية" وخلقت علاقة جديدة بالزمن، بعد
أن قامت بتثبيت لحظة معينة، فللمرة الأولى تتشكل صورة العالم الخارجي بصورة
آلية، وبدون تدخل خلاق من طرف الإنسان. أن أدنى رسم وأقربه للأصل لن يكون
له أبدا قوة الصورة الفوتوغرافية، التي تستطيع إقناعنا والتأثير فينا؟
العدسة وحدها تجعلنا نسجل الشيء نفسه ونحنطه في لحظته الزمنية وننقذه من
الفساد والتلف.
وكما يقال فأن الفوتوغرافيا هي أساس اكتشاف السينماتوغرافيا: أي الصورة
المتحركة، التي سجلت الامتداد الزمني، أو ما سماه تاركوفسكي طباعة الزمن. و
وضع بازان شعاره النظري: "احترام زمن طبيعة الفوتوغرافيا المتحركة، لكي
تصبح السينما علم جمال اجتماعي، فبدون الاجتماعي تصبح السينما دون علم جمال".
Mohammed Rouda
01 ديسمبر 2024
عنقود الإبداع السينمائي العربي ينقص حبّة: رحيل المونتير والمخرج والدارس
لنظريات السينما بعمق قيس الزبيدي. رحمك الله.
عبدالعليم
البناء
01 ديسمبر 2024
نداء عاجل لدولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني
..
وداعاً المخرج السينمائي الكبير قيس الزبيدي
متوالية الخسارات الذهبية والموجعة تضيف ًإلى سجلها واحداً من أبرز
السينمائيين العراقيين والعرب برحيل المخرج والمنظر السينمائي الكبير (قيسْ
الزبيدي) الذي ولدَ في بغدادَ في 1935 12. 5 ورحلَ يومُ التضامنِ العالميِ
مع الشعب الفلسطينيِ المصادفِ يوم 2024. 11. 29 في صقيع وقسوة الغربة
بعيداً عن وطنه العراق في برلين الشرقية ..وهذا اليوم لهُ رمزية خاصة عنده،
حيثُ ركزَ الراحلُ بشدةِ على تضامنهِ معَ الشعبِ الفلسطينيِ منْ خلال
إنتاجه العديدَ منْ الأفلامِ التسجيلية والروائيةِ الفلسطينيةِ ا. أسسٌ
دونَ غيرهِ مركزا لتوثيقِ ما صدرَ منْ أفلامٍ عالميةٍ وعربيةٍ تتناولُ
تاريخَ وحضارةَ فلسطينَ أوْ تروي قضيةَ الشعبِ الفلسطينيِ وحقوقه. شاركَ
بشكلِ رئيسٍ في تأسيسِ المركزِ الوثائقيِ للأفلامِ الفلسطينيةِ في ألمانيا
ومقرهِ برلين... لإنتاجهِ الإبداعيِ وتبنيهِ القضيةَ الفلسطينيةَ ودفاعهُ
عنْ حقوقِ الشعبِ الفلسطينيِ في المحافلِ الدولية، قامَ رئيسُ السلطةِ
الفلسطينيةِ محمودْ عباسْ بتكريمهِ ومنحهِ الجنسيةَ الفلسطينيةَ خلالَ حفلٍ
مهيبٍ في رامِ الله... صدرَ للفقيدِ قيسْ الزبيدي العديدَ منْ الكتبِ
القيمةِ ومئاتِ المقالاتِ العلميةِ في مجالِ السينما وحرفيتها المتنوعة.
دولة رئيس الوزراء بمقدار محبتك ورعايتك واحتضانك غير المسبوق لمبدعي
العراق كافة بلا استثناء نأمل مساعدة عائلة المبدع الراحل والمناضل الأصيل
قيس الزبيدي لنقل جثمانه ليوارى الثرى في بلده العراق الذي غادره مضطراً
إلى منافي الغربة بعيداً عن طغيان واستبداد الدكتاتورية طوال نصف قرن دون
أن يكل أو يمل وظل منافحاً ومدافعاً عن حقوق شعب العراق الأبي
..
ننتظر موقفكم النبيل الذي سيذكره التأريخ وفاءً لمبدعي الوطن الأفذاذ وقيس
الزبيدي واحداً منهم يستحق منكم الكثير وهذا هو آخر طلب لفنان ومبدع الشعب
قيس الزبيدي المودع الآن في ثلاجة الموتى في أحد مستشفيات برلين نضعه بين
يديكم الكريمة والله ولي التوفيق
..
نسخة منه إلى
-وزير
الثقافة والسياحة والآثار
.
-
سفارة جمهورية العراق في ألمانيا.
-
المستشار الثقافي لرئيس الوزراء
.
-
نقيب الفنانين العراقيين
.
-رئيس
الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
نقيب الصحفيين العراقيين
.
عبدالله حبيب
01 ديسمبر 2024
وداعاً، وداعاً، وداعاً كبيراً ومريراً في أيام "المسافة صفر" الصعبة جداً
في تاريخنا القادم يا قيس الزُّبيدي:
العراقي المنفي الذي أسهم في تأسيس السِّينما ال.ف.L.
س.
T.ـينيَّة
(وفي هذا فهو من أوائل من نبَّهوا إلى ضرورة "الواجب الفني" وليس "الواجب
الثوري" فقط.) وداعاً فقد أُهمِلتَ في المرض والاغتراب الألماني الطويل.
وداعاً لذكريات منها ما حكيته لي عن ردة فعلك على الرحيل المباغت لعزيزنا
المشترك أحمد راشد ثاني.
Firas Alsharoot
01 ديسمبر 2024
ورحل قيس الزبيدي
الباحث والمونتير والمخرج
رحل بصمت مثلما كان يعمل بصمت ، هاديء ، قليل الكلام لكن فعل أفلامه اكبر
صرخة ، جعل من السينما واجب فني أكثر مما هي واجب ثوري فأعطى معنى اكبر
للقضية الفلsطينية
.
آخر لقاء معه في بغداده كان عام 2015 ولم يعد إليها ، وداعا لتلك الليلة
الرقيقة مثل روحك ، وداعا لكل الحكايا الجميلة التي سردتها بهدوء صوتك
.
ارقد بسلام
Ali Alhassan
01 ديسمبر 2024
وداعا قيس الزبيدي..
توفى المخرج والمونتير والباحث السينمائي العراقي المغترب في المانيا قيس
الزبيدي عن عمر ناهز ال(89) عاما بعد معاناة مع أمراض الشيخوخة.. الزبيدي
عمل في السينما السورية والفلسطينية واهتم كثيرا بتأسيس أرشيف للأفلام
الفلسطينية.. اخرج أفلامها َوثائقية وروائية أشهرها بعيدا عن الوطن، ونداء
الوطن، والفيلم الذي منع من العرض لجراته اليازرلي..الذكر الطيب لروحه
الطيبة.. لاسرته ومحبيه الصبر الجميل
Intishal Al Timimi
01 ديسمبر 2024
وداعا ايها الصديق الأعز
....
قيس الزبيدي
خبر صاعق ان يرحل عنا احد ابرز السينمائيين العراقيين والعرب الباحث
والمخرج والمونتير البارز
قيس الزبيدي...لا اجد كلمات مناسبة لتتحدث عن حجم انجاز قيس، ولكن يمكنني
ان اتحدث عن عمق العلاقة التي ربطتني بالراحل ، وداعا عزيزي قيس
Ziad Abdullah
01 ديسمبر 2024
وداعا صديقي ومعلمي قيس الزبيدي
وداعا على امتداد شريط سينمائي من هنا إلى برلين، ومونتاج لا ينتقي إلا
لقطات وحيوات وأيام ولحظات وأفكار وأحلام كنتُ محظوظا وممتنا أني عشتها
وعايشتها معك، مستعيداً ما قاله بريشت عن رحيل لينين وكلاهما ممن تحب،
وسيبهجهما أن أحيلها إليك، إلى مفارقتك حلماً سينمائياً لم تتخل عنه يوماً،
وآخر رسالة منك كانت بوستر "واهب الحرية" وهو يعرض في باريس
عندما رحل قيس،
كأن الشجرة قالت للأغصان:
أنا راحلة
Ziad Abdullah
02 ديسمبر 2024
المقدمة التي كتبتها لكتاب قيس الزبيدي “مونوغرافيات في الثقافة
السينمائية” (سلسلة آفاق السينما - القاهرة) لعلها تضيء على الجانب النظري
من تجربة قيس:
لم أستسغ يوماً أن أقول: برتولد بريشت عن برتولد بريشت، كنت أقوله: برتولد
بريخت.
الآن صرت لا أقوله إلا برتولت بريشت كما لو أنني خارج للتو من تلك الحانات
البرلينية برفقة قيس الزبيدي وقد كتب على واجهتها: “للمدخنين فقط”.
الكثير من القناني، ورغبة في سيجارة لا تنتهي، وهذا “التغريب البريشتي”
يقودني بالأنفاق إليه والمترو بلا رحمة.
أفكر بـ
“التماهي”
بينما “التغريب” يمنحنا تلك المسافة، محاولاً أن أقول الأشياء الهامة عن
قيس الزبيدي وكتابه هذا، مردداً مع صديقنا بريشت “سيكون ذلك بالغ السهولة،
ونحن ملعونون لأننا لا نفعل” بالغ السهولة لئلا تضغط على أسناننا الكلمات
السهلة، ولئلا تتساقط ونحن نضحك ولا ندع لها أن تخنقنا.
في الصفحات التي ستلي هذا التقديم سيكون عليكم تعقب شيئين ثالثهما قيس
الزبيدي، السينما والكتب، أو أنهما قيس الزبيدي تماماً وهو ماضٍ في تلك
الحياة المترامية، يضبطها متلبسة في لقطة، ولا يترك لتلك اللقطة أن تمضي من
دون سياقها التاريخي، فيكتب عنها، وتحضر معها آلاف اللقطات والأفلام،
وعليكم أن تكونوا على اتصال مع هذه الخدمة التاريخية وكل ما حولنا يراد له
أن يكون لا تاريخياً، عابراً، معلباً، صالحاً للاستعمال مرة واحدة.
لن أتكلم هنا عن ريادية قيس الزبيدي السينمائية وأفلامه، أنا الذي تلقفتها
بشغف ودهشة وقد صنع الكثير منها قبل ولادتي، سألتزم تماماً بالأوراق وفعل
القراءة الذي سيمنحنا إياه في هذا الكتاب، وسيكون الأمر مغرياً في نبش
الآليات التي كنت محظوظاً بمعاينتها والتعلم منها. ومع البحث المضني عن
الحالة الفنية والنقدية التي يشكلها هذا الرجل، لم أجد إلا ماركس لأتوكأ
عليه، لم أجد إلا مصطلح “فتشية السلعة” في الجزء الأول من “رأس المال” الذي
سأبني عليه فيما يلي وأنقله إلى مستوى آخر سأطلق عليه اسم “فتشية الفيلم”،
لأقدم في ذلك محاولة ناجحة أو فاشلة للكيفية التي قارب بها قيس الزبيدي
الفن السابع أو الفنون السبعة التي تختزلها السينما.
لتوضيح “فتشية السلعة” لم أجد أهم مما يورده الكاتب والممثل الأميركي والس
شون عن هذا المصطلح في نصه الممسرح “الحمى” (1991) إذ يقول:
“كل
شيء يساوي مبلغاً من المال، أو عدداً ما من أشياء أخرى- معطف واحد، يساوي
ثلاث سترات، وهذا المبلغ من المال – كما لو أن المعطف ظهر فجأة على سطح
الأرض محتكماً في مكان ما منه على قدر من القيمة، مثل روح داخلية، كما لو
أن المعطف فيتش، مادة فيزيولوجية في داخلها روح حية. لكن ما الذي يحدد حقاً
قيمة المعطف؟ سعر المعطف يأتي من تاريخه، تاريخ جميع البشر الذين قاموا
بصنعه وبيعه وكل العلاقات المحددة التي كانت بينهم. عندما نشتري المعطف
فإننا ننشأ علاقات مع كل أولئك الناس، ومن ثم نخفي تلك العلاقات عن وعينا
بالتظاهر بأننا نعيش في عالم لا تاريخ فيه للمعاطف وأنها فقط هبطت علينا من
السماء حاملة لسعرها من الداخل. “أحب هذا المعطف،” نقول “سعره رخيص” كما لو
أن تلك حقيقة ذلك المعطف وليست نهاية قصة أولئك الناس الذين قاموا بصنعه
وبيعه”.
هناك غواية في المواصلة والاسترسال في توضيح هذا المصطلح أكثر وأيضاً
بمساعدة والس شون:
“أحب
الصور في هذه المجلة. امرأة عارية تستند إلى سياج. يشتري رجل المجلة ويحدق
في الصورة. ارتبطت أقدارهما. الرجل دفع للمرأة لتخلع عنها ثيابها، وتسنتد
إلى السياج. للصورة تاريخها – ما الذي أحست به المرأة في اللحظة التي فكت
فيها أزرار قميصها؟ ما الذي قاله المصور؟ سعر المجلة هو شيفرة توصيف
العلاقات بين الناس – المرأة، الرجل، الناشر، المصور- ذاك الذي أصدر الأمر،
وذاك الذي أطاع. فنجان القهوة يحمل تاريخ الفلاحين الذين قطفوا حبوب البن،
كيف أغمي على بعضهم من حرارة الشمس، وكيف طرد البعض. ليومين وأنا أرى فتشية
السلعة في كل مكان حولي. كان شعوراً غربياً. في اليوم الثالث فقدت ذلك
الشعور، اختفى ولم أعد أراه أبداً.”
في نقل ذلك إلى ما صنعه قيس الزبيدي في مسيرته السينمائية سيحضر كل ما تقدم
بقوة، وإن تحريف المصطلح وجعله “فتشية الفيلم” سيكون لئلا يفارقنا هذا
الشعور الغريب الذي فارق شون بعد ثلاثة أيام، ونحن نشاهد الأفلام كما لو
أنها كائنات تطفو على الشاشة ولا تتعدى علاقتها مع المشاهد ثمن التذكرة
التي تدفع مقابل مشاهدتها، وفي سياق متصل وأكثر إلحاحاً تمضي “فتشية
الفيلم” هذه مع العمل السينمائي العربي، على اعتبارها لعنة تلاحقه، حين
يقارب المخرج السينما كما لو أنها على اتصال مع آخر فيلم شاهده، بينما
يتصدى النقد لذلك بتقديم وصفات جاهزة ومعدة سلفاً للفني والجمالي.
قيس الزبيدي وفي الشق النظري من تجربته كان المناهض الأكبر لـ “فتشية
الفيلم”، وللوباء العربي في الإبداع والنقد الذي يزداد تفشياً في مقاربة
الفيلم بوصفه كائناً بصرياً يطفو على الشاشة من دون سياق تاريخي، نشاهده
وننشئ علاقة معه لا تتجاوز القصة أو مساحة المتعة التي يتيحها، كما لو أنه
معطف أو فنجان قهوة، بينما قيس الزبيدي همه أن يخبرنا عن تاريخ صناعة هذا
المعطف وصنّاعه، ومقاساته والتغيرات والتعديلات التي طرأت عليه، إنه يروي
ويؤسس لثقافة عمال حقول البن، ولا يقدم لنا فنجان القهوة إلا حين نعرف
جيداً كم كان طويلاً وشاقاً الطريق والمسار.
وفي الإحالة إلى “مونوغرافيات في الثقافة السينمائية”، سيكون “المونوغراف”
هنا تتبعاً للسينما من حسن بن الهيثم والفوتوغراف إلى أيامنا هذه، وبين
المونتاج والميزان سين نجد مساحة لكل ما له أن يكون على اتصال بمفاصل تاريخ
السينما، وليكون الكتاب في مساره السردي مستعيناً بما قرأه الزبيدي من كتب
سينمائية صدرت بالعربية سواء المترجمة إليها أو المؤلفة بها، وعليه يمسي
الأمر أشبه بكتاب في كتب، مع آلية مونتاجية تمنح لها سياقاً زمنياً،
وصراعاً درامياً تمارسه تلك الكتب مع بعضها البعض، فتتلاقح الأفكار، وتخرج
منه مجتمعة على كل ما يريد قيس الزبيدي قوله لنا، وهو هام وملّح، ولي أن
أسمعه أحياناً كنداء دائم وعميق أمام نداءات الاستغاثة التي على الثقافة
السينمائية أن تطلقها في عالمنا العربي، والتي تسير كما “سيزار” المنوّم في
“مقصورة الدكتور كاليغاري” وقد تُرجِم في واحد من الكتب التي يتناولها قيس
الزبيدي بـ “وزارة الدكتور كاليغاري”.
في هذا الكتاب تلك الآلية “المونغرافية ” التي تمنحنا جرعات مركزة مع كل
كتاب ينتقل إليه قيس الزبيدي، وهناك متعة جمالية ومعرفية تجعله دعوة للجميع
لمقاربة السينما على دفعات مع مخرج ومونتير ومصور وناقد، عراقي وسوري
وفلسطيني وألماني، بريشتي الهوى، ماركسي الفكر، ايزنشتي السينما.
Adnan Madanat
01 ديسمبر 2024
رحل رفيق العمر قيس الزبيدي
مخرج مدير تصوير مونتير باحث سينمائي مترجم محاضر اكاديمي.
وصلتني من بيروت قبل ايام النسخة المرممة من آخر افلامه كمخرج "واهب الحرية"
ليس الوداع سهلا
عزائي لفاديا زوجته وسوسن ابنته وفراس ابنه
Jamal Amin Alhassani
01 ديسمبر 2024
وداعا السينمائي المخرج والمونتير والباحث الكبير قيس الزبيدي رحيل مؤلم
ومحزن
.
Fajr Yacoub
02 ديسمبر 2024
أحياناً في وحشة الطريق يكون الموت مجرد استعارة خالية من الأخطاء لاوجهة
لها ولا أصل.
هنا على اليمين وعلى اليسار ثمة استعارة مركبة من غياب صديقين (بشار
ابراهيم وقيس الزبيدي)، والفارق بين (الرحلتين) مجرد مسافة وهمية في الهواء
لاتتعدى رمية نرد أو رمية حجر!
Fajr Yacoub
01 ديسمبر 2024
أن يحتاط المرء من الرحلة دوماً، فلربما لم نكن جميعاً على نفس واحد، لأن
الشريط قد ينقطع أحياناً، وتظل معنا وحشة الطريق!
Arige Gammal
01 ديسمبر 2024
قابلت قيس الزبيدي قبل سنين، في ورشة للنقد السينمائي، كان مُشجع وداعم،
إنسان حساس وهادي، من غير صراعات نفسية تنعكس على اللي بيتعاملوا معاه، ودي
حاجة هعرف لاحقا أنها قليلة جدا في وسط النقاد. ربنا يرحمه، ويصبّر حبايبه.
Khaireya El Beshlawy
01 ديسمبر 2024
(وما
الحياه سوي ظل عابر ،كممثل بائس يؤدي دوره ساعه فوق المسرح يصخب يزهو
وبعدها لا نسمع صوته ابدا
انها حكايه يرويها أبله تمتليء
بالضجيج والغضب ولا تعني شيء)
مكبث
مرت علي الخاطر هذه الابيات لشكسبير وانا اتلقي خبر رحيل الناقد والمخرج
والزميل العراقي العزيز قيس الزبيدي وقبله المخرج السوري الصديق عبد اللطيف
عبد الحميد والزميل التونسي خميس خياط رحلوا جميعا هذا العام وعلي مسافات
متقاربه وهكذا يفرغ (الكادر) السينمائي الذي جمعني بهؤلاء الاعزاء من نجومه
.
ما اقصر الحياه وما اصعب افتقاد الرفقه
حياه
Salih Alsahan
01 ديسمبر 2024
وداعا صديقي النبيل المخرج والباحث الفكري والجمالي " قيس الزبيدي" ، الى
الفردوس الأعلى وجنات الخلد والنعيم،ساحتفظ بكل ما عرفته عنك، في ذاكرة
الشرف، والسينما والجمال..
واخر ما وصلني منك قبل أيام قليلة، تدعوني ان أشاهد فيلمك "اليازرلي"
.
وكتبت لك رايي في فيلمك الجميل اليازرلي..
إلى الله جوارك الدائم..
Abedalsalam Alhajj
01 ديسمبر 2024
توفي استاذي الفاضل السينمائي العراقي الكبير
#قيس_الزبيدي
..
له الفضل الكبير علي فلقد تعلمت الكثير الكثير منه.. خلوق فنان متواضع
ومعطاء لابعد الحدود.. تألمت لسماع الخبر
.
الطيبون لا يرحلون
الله يرحمه ويصبر محبينه
Hassan Marzougui
01 ديسمبر 2024
رحل قيس الزبيدي
رحل بعد أن أتم وعن جدارة واقتدار ما يجب أن يفعله المنفي قبل أن يموت
أتم مونتاجه الاخير ورحل
كان يرى الدنيا غرفة كبيرة للمونتاج والإخراج وللشعوذة الفنية بالسينما لان
المخرج ساحر او لا يكون
ينتمي الى العصر الالماني الشرقي والى الشام والشرق المريض دائما والى
العراق التي ولدته وتركته ليختار منفاه
ساهم مع رجال أفذاذ في خدمة السينما الفلسطينية
ينتمي الى المثل التي لم يعد ينتبه اليها احد ينتمي الى السينما
عندما أشرفت على موقع الجزيرة الوثائقية وقف الى جانبي وشجعني. كانت تجربة
صعبة ومغامرة محفوفة بالفشل فكان عرابا للتجربة.
عندما كنت التقيه في بعض المهرجانات كان لابد أن يودعني ببضع نصائح يرميها
في جيبي خفية كقطع حلوى .. أفتحها فأجدها مشاريع كتب .. وفعلا بسببه صدرت
عن الجزيرة الوثائقية خمسة كتب في السينما الوثائقية.
كنت محظوظا لانني تعلمت والتقيت واستمعت ونشرت لقيس الزبيدي
رحمك الله كنت أصلا من أصول تجربتي
الصورة كانت في مهرجان أبو ظبي السينمائي في دورة من دوراته
Kasim Abid
01 ديسمبر 2024
يرحل النبلاء واحداً بعد اخر ويتركوا لنا وحشة الغياب.. ما اقسى الخبر
الموجع برحيل صديق الروح وسنوات العمر الطويلة، السينمائي المبدع والانسان
الراقي والمعلم المتجدد ابداً قيس الزبيدي الذي اشاع ضوء المعرفة لأجيال
كثيرة من السينمائيين الشباب.
كم هو صعب علينا نحن السينمائيين المنفيين في بقاع الارض غيابك المفاجئ يا
عزيزنا قيس.
سلاماً لروح الخضراء يا ابو فارس ولترقد بسلام.. لقد عشت عصامي لا تحني
راسك لأحد وتركت ارثاً تفتخر به السينما العربية والاجيال القادمة
Nasser Wannous
02 ديسمبر 2024
يفرّ الزمن من بين أصابعنا كقبضة ماء.
قبل عدة أشهر هاتفته وسألته عن كيفية الحصول على أفلامه من أجل عرضها في
إحدى المناسبات، واتفقنا أن أزوره في برلين عندما يتعافى من المرض الذي كان
قد ألمّ به... مرت الأيام والأسابيع والشهور ولم تتم الزيارة، وها نحن الآن
نسمع خبر رحيله.
قيس الزبيدي المرجع السينمائي لنا ولأجيال قبلنا وبعدنا يترجل بصمت بعيداً
عن وطنه الأصلي العراق...
في عام ٢٠٠٢ كان مسافراً إلى برلين، أوصيته أن يأتي لي بآخر كتاب صدر عن
صناعة الأفلام الوثائقية، فكان أن أتى لي بالكتاب الذي ترجمت لاحقاً طبعته
الأخيرة وصدر في أبوظبي عام ٢٠١١ بعنوان "صناعة الأفلام الوثائقية...".
في عام ٢٠٠٥ كنت في إجازة من عملي في طهران، التقيته في دمشق في مكتب
الصديق سعيد البرغوثي في دار كنعان، وأبديت له مشاعري بعدم رغبتي في العودة
إلى طهران وفي الوقت نفسه عدم رغبتي في البقاء في سورية، فتناول كتاباً
لبيرتولت بريشت كان قد أعده وترجمه ويستعد لنشره لدى الدار، وقال لي اسمع
ماذا يقول بريشت في هذه القصيدة، وكم هي تنطبق على حالتك هذه. وبدأ
بقراءتها. تقول القصيدة:
"أجلسُ
على قارعة الطريق
بينما السائق يغيّر العجلة.
لا أحب المكان، الذي جئت منه
ولا أحب المكان الذي أذهب إليه.
لماذا إذن أراقب تغيير العجلة
بنفاذ صبر؟"
تواصلت لقاءاتنا في دمشق وأبوظبي وبرلين... وكانت السينما محور أحاديثنا
كلها...
وداعاً قيس... الصديق والمعلم
لروحك السلام ولأعمالك الخلود...
الصورة جمعتنا مع الصديق الراحل بندر عبد الحميد في قصر الإمارات في أبوظبي
أثناء مهرجان أبوظبي السينمائي عام ٢٠١٤.
|