في هذا الحوار، يتفاعل الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم
مع أسئلة وكالة المغرب العربي للأنباء حول مكانة المهرجان الدولي للفيلم
بمراكش ضمن خارطة التظاهرات السينمائية الدولية.
ويقدم واكريم لمحة حول المستوى الفني العام للأعمال
المشاركة ضمن المسابقة الرسمية، فضلا عن حظوظ الأفلام المغربية في التتويج
بإحدى جوائز المهرجان.
1- ما
الموقع الحالي للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ضمن خارطة مهرجانات السينما
الدولية؟
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أصبح له موقع جد مهم ضمن
خريطة المهرجانات السينمائية الدولية، ولا سيما منطقة شمال افريقيا والشرق
الأوسط.
وعلى الرغم من أهمية وقيمة مهرجانات السينما في هذه
المنطقة، ومنها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الجونة السينمائي
ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، فضلا عن بعض المهرجانات التي توقفت منذ
سنوات كمهرجان دبي السينمائي الدولي، فإن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
يبقى هو الأهم لعدة أسباب، من بينها أن « له خط تحريري » واضح.
المهرجان منذ بداياته اختار أن يشجع الطاقات الشابة ويعطيها
إشعاعا عالميا، إذ أن مسابقته الرسمية هي مسابقة تضم فقط الأفلام الأولى أو
الثانية لمخرجيها. هذا الأمر جعل العديد من المخرجين والمخرجات يظهرون لأول
مرة ثم نشاهد لهم بعد ذلك أفلاما جيدة و ينطلقون في مسيرة عالمية يعززون من
خلالها سمعتهم الدولية.
ومن بين مواطن قوة هذه التظاهرة السينمائية الدولية الضخمة،
استقطاب أهم الأسماء السينمائية في العالم. المهرجان اكتسب عبر دوراته نوعا
من المصداقية، خصوصا في ظل حضور أسماء جد مرموقة على مر الدورات السابقة
مثل: فرانسيس فورد كوبولا، مارتن سكورسيزي، روبيرت دينيرو.
وفي هذه الدورة تحضر أسماء جد مهمة ضمن لجنة التحكيم أو تلك
المشاركة في الحوارات كديفيد كرونينبيرغ وشون بين الممثل النجم العالمي
الحائز على الأوسكار مرتين وتيم بورتون.
هذه الأسماء لا يمكن أن تحضر وتشارك في مهرجان لم يحقق
مصداقية كالتي حققها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
ومن عوامل قوة المهرجان الأخرى، هي أنه يتوفر على آليات
مهمة لدعم أفلام الطاقات الشابة في المنطقة العربية والإفريقية، منها منصة
« ورشات الأطلس » التي تمنح إمكانيات مهمة للارتقاء بتجارب المواهب الشابة
في كتابة السيناريو أو البحث عن تمويل أو لقاء منتجين وموزعين أو منظمي
مهرجانات عالمية.
هناك العديد من الأفلام التي مرت من هذه الآلية ووجدناها
فيما بعد في مهرجانات كبرى كمهرجان كان السينمائي ومهرجان البندقية
السينمائي.
يتميز المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أيضا بتمتعه بجمهور
قوي من الفنانين وعشاق الفن السابع، فجميع صالات العرض تكون ممتلئة عن
آخرها، وهذا من بين أهم العناصر التي تدل على نجاح المهرجان.
2- ما تقييمك
لجودة الأفلام المتبارية في المسابقة الرسمية؟
المستوى الفني عموما جيد، لا سيما وأنها أفلام أولى أو
ثانية لأصحابها، فهي أعمال مهمة تتناول قضايا مجتمعية وسياسية عميقة.
بعض الأفلام لفتت انتباهي أكثر، من خلال كيفية تناولها لهذه
القضايا، ومن ناحية قيمتها الفنية، أذكر مثلا فيلم « جاين أوستن دمرت
حياتي » للمخرجة الفرنسية لورا بياني، فهو فيلم يتناول، بشكل بسيط ودون
تكلف، قضايا الطموح الأدبي والشغف المرتبط به، من خلال قالب الكوميديا
الرومنسية.
أظن كذلك أن فيلم « ما صرخة صمت » ستكون له قوة كبيرة على
التنافس ضمن المسابقة الرسمية، على اعتبار أنه « قاس وجميل في الوقت
نفسه »، بالإضافة إلى فيلم « الكوخ » للمخرجة الأرجنتينية سيلفينا شنيسر.
3- ما
حظوظ الأفلام المغربية للتتويج بإحدى جوائز المهرجان ؟
من وجهة نظري، فيلم « البحر البعيد » للمخرج سعيد حميش يملك
فرصة كبيرة للمنافسة، فهو عمل متقن ويتمتع بحبكة درامية متماسكة.
لقد تمكن المخرج من اختزال عقد كامل من الزمن في ساعتين
فقط، دون الإخلال بالسرد الدرامي أو البناء الزمني لفصول هذا العمل. |