ملفات خاصة

 
 
 

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

تونس تفوز بجائزتين في المسابقة الدولية... ولبنان يُتوّج في الأفلام القصيرة

القاهرةانتصار دردير

الإسكندرية السينمائي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي دورته الـ40، وهي الدورة التي عدّها نقاد وصناع أفلام دورة ناجحة في ظل ظروف صعبة تتعلق بالميزانيات الضعيفة التي تعاني منها المهرجانات السينمائية في مصر، بجانب الاضطرابات التي تعاني منها المنطقة.

ووفق نقاد من بينهم سيد محمود، فإن المهرجان حقق المطلوب منه في هذه الدورة، ونجح في برمجة أفلامه في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها، وقد أجاد البرمجة على مستوى الندوات أيضاً، وكذلك في مجال التكريمات، ومنها تكريم نيللي التي لم تشارك في مهرجانات منذ سنوات، وحرصت على حضور فعاليات المهرجان جميعها، وكذلك تكريم الفنان لطفي لبيب.

ويضيف محمود لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الدورة اهتمت كثيراً بالشعب السكندري، وشهدت تكريم بعض الفنانين السكندريين، وأقام المهرجان لأول مرة مسابقة لأفلام الطفل التي شهدت حضوراً هائلاً من أطفال المدارس. وعلى مستويَي الافتتاح والختام كان المهرجان جيداً، لكن غياب النجوم بات أمراً سائداً في أغلب المهرجانات المصرية، لذا فخروج الدورة الأربعين بهذا الشكل يعد إنجازاً في ظل ظروف الحرب، واعتذار الفنانَين السوريَّين دريد لحام وأيمن زيدان، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي أثّرت بشكل كبير على طبيعة المهرجان».

وأثار غياب الفنانة المصرية منة شلبي عن حضور تكريمها تساؤلات في أروقة المهرجان، لا سيما بعدما اتفقت مع إدارة المهرجان على تكريمها في حفل الافتتاح وإقامة ندوة لها وإصدار كتاب عنها، وهو كتاب «نوارة السينما المصرية» للكاتب الصحافي محمد قناوي، لكن منة اعتذرت عن عدم حضور حفل الافتتاح لتأخرها في تصوير فيلم بألمانيا، وأُرجئ تكريمها لحفل الختام مع إقامة ندوة عن مشوارها، لكنها لم تحضر الندوة ولا الختام، ولم يُصدر المهرجان ولا الفنانة نفسها ما يوضح سبب ذلك.

وقال سيد محمود إن منة شلبي أكدت لإدارة المهرجان أنها ستحضر حفل الختام بدلاً من الافتتاح، لكنها علمت بمرض عمها المهندس عز الدين شلبي، شقيق الإعلامية بوسي شلبي، ثم وفاته، فصدمها الخبر ولم تستطع الحضور. وتابع الناقد المصري: «ألوم على منة شلبي أنها لم ترسل بياناً توضّح فيه ملابسات غيابها لإدارة المهرجان، وللجمهور السكندري».

وأُقيم حفل الختام بأحد فنادق مدينة برج العرب، وشهد تقديم استعراض فني بعنوان «عايشين» فكرة وإخراج محمد مرسي. وأعلن المخرج يسري نصر الله وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية لدول البحر المتوسط الجوائز. وقال نصر الله إن «النتائج جاءت متفقاً عليها تماماً دون أي خلاف من قبل أعضاء اللجنة؛ حيث ذهبت الجوائز لمَن يستحقها من الأفلام ذات المستوى الفني المتميز».

وحازت السينما التونسية على جائزتَي التمثيل للرجال والنساء، حيث فاز الممثل مجد مستورة بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «وراء الجبل» كما فازت الممثلة التونسية أمينة بن إسماعيل بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «المابين».

وفاز الفيلم اليوناني «العنزة» بجائزة أفضل فيلم للمخرج أندريا جاكيموسكي، في حين حازت كرواتيا جائزة أفضل مخرج عن فيلم «احتفال» للمخرج برونو أنكوفيتش، وجائزة أفضل عمل أول للمخرجة الكرواتية أونا جونجاك عن فيلمها «نزهة».

وفي مسابقة «نور الشريف لأفضل فيلم عربي»، فاز الفيلم التونسي «المابين»، بينما حصل الفيلم اليوناني «العنزة» على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفاز الفيلم التونسي «وراء الجبل» للمخرج محمد بن عطية على جائزة جمعية كتاب ونقاد السينما لأفضل فيلم عربي طويل.

ووصف مدير التصوير السينمائي د. سمير فرج، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم العربي، الدورة الـ40 للمهرجان بأنها من أنجح الدورات، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنها حققت أهدافاً عدة، وشهدت تنوعاً وحضوراً لافتاً من جمهور الإسكندرية، كما شهدت إقبالاً كبيراً على الورش الفنية، ففي ورشة التصوير التي قدمتها كان لدى الشباب من الأولاد والبنات شغف لتعلم فنون التصوير.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة حاز لبنان جائزة أفضل فيلم روائي قصير عن فيلم «جئت من البحر» للمخرجة فيروز سرحال، وجائزة أفضل فيلم وثائقي عن فيلم «لا تزال حزينة» للمخرج كارل حداد، بينما حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة الفيلم الفلسطيني - التركي «الغميضة».

وأعلن الفنان خالد سرحان رئيس لجنة تحكيم «أفلام شباب مصر» فوز فيلم «دوائر» للمخرج كيرلس جمال بجائزة أفضل فيلم روائي قصير، وذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة إلى 3 أفلام هي: «ذات الأرضين»، و«الشونة»، و«الفيلق».

 

الشرق الأوسط في

06.10.2024

 
 
 
 
 

مشروع سينمائى استثنائى.. يضم 22 فيلمـًا ويعرض قريبا فى القاهرة:

(من المسافة صفر) يوثق جرائم حرب الإبادة فى غزة

كتب سمر فتحى

«من المسافة صفر» هو تعبير شائع الاستخدام فى مقاطع قصيرة تشير إلى استهداف جنود وآليات عسكرية إسرائيلية خلال الحرب الدائرة فى غزة.

ولكن حديثنا اليوم عن مصطلح «من المسافة صفر» مختلف فهو الهدف الذى أطلقه 22 مخرجا فلسطينيا برفقة عراب السينما الفلسطينية «رشيد مشهراوى» ليعلنوا حربًا وقتالا مستميتا على بقاء الإبداع وتوثيق جرائم قوات الاحتلال من خلال عدسة كاميراتهم.

فمن خلال 22 فيلما قصيرًا ما بين وثائقى وروائى وتحريك، تروى العديد من القصص والحكايات التى يعيشها قطاع غزة منذ اندلاع الحرب فى السابع من أكتوبر 2023 وحتى وقتنا الحالى.

المشروع السينمائى (من المسافة صفر) الذى دعمه وأشرف عليه المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى هو حالة سينمائية فريدة من نوعها بكل المقاييس، حيث شارك فيه 22 مخرجًا ومخرجة من داخل قطاع غزة -تحت القصف - كل منهم قام بتصوير فيلم مدته تتراوح ما بين 3 إلى 7 دقائق روى فيها معاناة النزوح والعيش تحت الأنقاض والحياة القاسية الخالية من أى خصوصية داخل المخيمات، فقد وصفوا من خلال أفلامهم صورًا حية للمأساة التى يعيشها أهالى غزة فى طوابيرللحصول على المياه أو الطعام وأخرى لاستخدام المرحاض، هذا بخلاف الأفلام التى تبنت الصورة الأكثر ألمًا ووجعا وهى صورة أطفال غزة الذين قتلت فى نفوسهم البراءة والأمل فى الغد ليسكن مكانها الذعر والخوف من صوت الانفجارات وطلقات الرصاص.

كل هذا وأكثر استطاع أن ينقله الفيلم المجمع (من المسافة صفر) إلى العالم بأكمله وهو ما نحاول كشف المزيد عنه فى السطور التالية خاصة بعد مشاركة الفيلم فى عدد من المحافل والمهرجانات السينمائية الدولية..

 الخروج من غزة إلى العالم 

أكد المخرج الفلسطينى «رشيد مشهراوى» أن فيلم (من المسافة صفر) هو مشروع سينمائى كبير يؤكد على أن السينما الفلسطينية بكل صناعها قادرة على الإبداع رغم أوجاع وألم الحرب الذى يعيشه قطاع غزة لأن هناك رسالة يريد الجميع أن ينقلها ورغم صعوبة التصوير تحت القصف إلا أن الإيمان بالفكرة جعل الجميع يتكاتف لإخراج هذا العمل بالشكل الذى يليق بالسينما الفلسطينية.

كما كشف أن مشروع (من المسافة صفر) سوف يجوب المهرجانات العربية والعالمية فبعد مشاركته فى الدورة الخامسة من مهرجان «عمان السينمائى الدولى» وحصول ستة أفلام من المجموعة على جوائز تحت عنوان «جائزة الأمل» وهى فيلم (الأستاذ) للمخرج «تامر نجم» وفيلم (24 ساعة) للمخرج «علاء دامو» و(جنة جهنم) للمخرج «كريم ستوم» بالإضافة إلى فيلم (إعادة تدوير) للمخرجة «رباب خميس» و(صدى) لـ«مصطفى كولاج» وأخيرًا (جلد ناعم) للمخرج «خميس مشهراوى».

أشار «رشيد مشهراوى» فى حديثة إلى أن ترشيح وزارة الثقافة الفلسطينية لتمثيل فيلم (من المسافة صفر) لفلسطين فى جائزة الأوسكار 2025 سيكون بمثابة إلقاء الضوء على غزة ومأساتها، والسينما الفلسطينية أيضًا، وكيف يعمل السينمائيون فى غزة رغم كل الصعوبات التى تواجههم.

كما أنه سيحدث ضجة إعلامية من شأنها تعريف العالم بما يحدث فى فلسطين، مؤكدًا أنه عاش كوارث كبيرة من قبل الاعتداء على أهالى غزة ولكن تلك الكارثة هى الأكبر فى تاريخ فلسطين.

وأعلن «مشهراوى» عن مشاركة الفيلم أيضا فى عدد من المهرجانات الدولية منها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى نوفمبر القادم ومهرجان تورونتو السينمائى الدولى بالإضافة إلى مشاركته فى الدورة 12 من مهرجان وهران الدولى للفيلم بالجزائر.

 أفلام تنقل حكايات غزة من وعن الحرب

فيلم (24 ساعة) للمخرج «علاء دامو» الذى طالما حلم بالعالمية اليوم تحول حلمة إلى النجاة من الحرب والقصف ليروى أنه لم يكن يتخيل أن صديقه وجاره «مصعب» الذى أنقذته العناية الإلهية ثلاث مرات من قبل سيكون فى يوم من الأيام نوعا ما – مدد- سينمائى له والذى أختار أن يكون هو مشروع فيلمه الوثائقى فى (من المسافة صفر).

قصة تبدو فى غرابتها رسالة قوية مفادها أن العناية الإلهية ستنتصر مهما حاول الاحتلال الإسرائيلى أن يدمر ويقصف، ليكون «مصعب» مثالًا حيًا على أن إرادة الله نافذة مهما فعل العدو. فقد وثق «دامو» بكاميرته مشاهد واقعية للحظات استهداف منزل «مصعب» ومراحل استخراجه هو وجثث أسرته من تحت الأنقاض، والتى قدمها فى فيلم حمل اسم (24 ساعة).

سرد «مصعب» لصديقه المخرج، مشهدًا مؤلما رآه تحت الأنقاض، وهو أن مقبض الباب كان ضاغطًا على رقبة عمه، ولكنه لم يكن قادرًا على إنقاذه لأنه كان عالقًا أيضًا، وظل عمه ينازع أمام عينه إلى أن استشهد فى مشهد قاسٍ على نفسه، فكان هذا المنظر من أصعب التجارب التى عاشها هذا الشاب.

ليؤكد «دامو» أنه رغم الصعوبات التى عاناها فى تصوير هذا الفيلم تحت نيران القصف إلا أن عدسة كاميرته كانت تربك العدو بشكل كبير وكأنها أشبه بـ«الكلاشنكوف» الذى يصوب نحو الطائرات المحلقة. (سِلفى) ليس فقط مصطلح لالتقاط صورة تذكارية بل هو اسم الفيلم الذى وثقت به المخرجة «ريما محمود» تجربتها الشخصية داخل مخيمات النزوح.

30 شخصا وأكثر فى خيمة واحدة فقدوا كل سبل الأمان والخصوصية يقفون فى طوابير لا تنتهى من أجل الحصول على الطعام واستخدام المرحاض جميعها مشاهد لا تتناسب مع الحياة الآدمية، استطاعت «ريما» أن توثقها بكاميرا هاتفها الشخصى لواقع مرير يعيشه الآلاف من الفلسطينيين النازحين.

لم تكن «ريما» الوحيدة التى عانت من ألم النزوح وأرادت أن توثق معاناتها بفيلم سينمائى بل وثقتها أيضًا المخرجة الفلسطينية «آلاء أيوب» التى عاشت تجربة النزوح أكثر من مرة لتعبر بصدق فى فيلمها (حمولة زائدة) عن معاناة آلاف الفلسطينيين الذين تركوا وراءهم منازلهم وأغراضهم لمواجهة مصير مجهول.

«آلاء» المغرمة بالكتب وقراءتها، عاشت فى حيرة من أمرها كيف لها أن تحمل مكتبتها التى تعتبرها ثروتها الحقيقية بما تحتويه من كتب متنوعة شكلت شخصيتها، لتعبر بها مسافات طويلة لقدر غير معلوم، لتقرر قرارًا صعبًا عليها بترك كتبها فى منزلها المهدد بالقصف، وتنزح إجباريا من شمال غزة إلى رفح لتصور تلك الرحلة تحت نيران القصف المستمر.

وبطريقة مختلفة ولكن هدفها الأول والأخير هو أن النزوح أمر شاق على الكثير من أهالى غزة تناول فيلم (فلاش باك) للمخرج «إسلام الزريعى» نفس القضية

فى حين قرر المخرج «وسام موسى» ترجمة مشاعر حقيقية من خلال فيلمه (فرح ومريم) ليروى قصة عاشتها طفلتان تعكس تأثير الحرب على نفوس الأطفال ككل، فيقول وثقت من خلال الفيلم قصة «فرح»، هذه الطفلة البريئة التى فوجئت خلال سيرها بالشارع ذاهبة للمدرسة باندلاع أحداث السابع من أكتوبر، ودوت أصوات القصف فى كل مكان وإطلاق النيران، فكان الأمر بمثابة صدمة كبيرة لها، إذ لم تفهم ما يدور حولها، لتتبدل حياتها فجأة مثل آلاف الغزاويين الذين أثرت عليهم الحرب.

أما صديقتها «مريم» فقد قصف منزلها وتوفت عائلتها بالكامل، لتظل «مريم» تحت الأنقاض لمدة 12 ساعة متواصلة قبل أن يتم إنقاذ حياتها.

ليؤكد أن الفيلم لم يوثق معاناة «فرح» وصديقتها «مريم» فحسب ولكن معاناة كل أطفال غزة.

أما فيلم (خارج التغطية) للمخرج الفلسطينى «محمد الشريف» فأستطاع اقتناص جوائز دولية، وحصد ثمار تعبه على مدار شهور طويلة قضاها فى تصوير فيلمه تحت الحرب الدائرة فى غزة، ليفوز بجائزتين من مهرجانين دوليين أحدهما من فرنسا وآخر من كندا.

ليوثق «شريف» مأساة أخرى يعشها أطفال غزة بعد أن رأى بعينيه طفلة فقدت عائلتها بصواريخ الاحتلال الإسرائيلى لتبقى وحيدة قائلًا رأيتها تأتى كل يوم إلى مكان قصف منزلها تبحث عن والدها أملًا فى إيجاده على قيد الحياة ولكن مازال جثمانه تحت الأنقاض، ليحرص على عدم ذكر ذلك الأمر خلال الفيلم وترك النهاية مفتوحة.

ومن فيلمى (فرح ومريم) و(خارج التغطية) الذى يوثق معاناة أطفال غزة وقت الحرب أراد المخرج «أحمد الدنف» ألقاء الضوء على مشاعر الأطفال الذين دمرت مدارسهم وإنهارات معها الأحلام والأمل فى الغد من خلال فيلم (يوم دراسى) الذى يجسد معاناة الأطفال الذين فقدوا استكمال تعليمهم وأصبح مصيرهم غير معلوم بعد اندلاع الحرب وعلاقتهم التى انقطعت بمعلميهم فى مشاهدة مؤثرة للغاية.

وجاء فيلم الرسوم المتحركة (جلد ناعم) للمخرج «خميس مشهراوى» وهو فيلم يستكشف الحرب من منظور الأطفال الذين يكتبون أسماءهم على جسدهم للتعرف على هويتهم فى حال تم قتلهم بالقصف العشوائى. أما عن فيلم (التعويذة) للمخرج «بشار البلبيسى» فيروى قصة راقصة شابة تفقد الاتصال بمجموعة الرقص الخاصة بها أثناء الحرب والنفى، حيث تهرب من أنقاض المدينة المسدودة بخيام اللاجئين لتتمكن من التواصل مع أصدقائها– روحيًا- من خلال إطار هذا الفيلم التجريبى الذى يبث الأمل.

وحاولت المخرجة «اعتماد وشح» أن تنقل مرارة الفقد من خلال فيلمها (تاكسى ونيسة) الذى يتناول قصة الشاب «أحمد» وعربته الكارو الخاصة به و«ونيسة» وهو الحمار الذى يعتبره «أحمد» صديقه ورفيق دربه ليستشهد «أحمد» وتعود «ونيسة» إلى الديار خائفة وحزينة لفقد صاحبها وراعيها لتصبح تاكسى متنقل لسكان غزة وسط النزوح.. الفيلم خيالى مبنى على قصة حقيقية.

أما (عذرا سينما) فهو الاسم الذى اختاره الفلسطينى «أحمد خميس حسونة»، عنوانًا لفيلمه فقبل الحرب كان تركيزه منصبًا على السينما والتعلم الذاتى من مشاهدة الأفلام خاصة المصرية، وقراءة سيناريوهات النخبة، لتتبددل أحواله من شغف السينما والفن، للبحث عن الحطب ومياه للشرب والبحث عن مكان آمن للعيش فيه.

وكشف «حسونة» عن العديد من التحديات التى واجهته فى تصوير الفيلم فخلال تنفيذ العمل نزح ثمانى مرات من منزله، وتوقف العمل وأثناء المونتاج تم قصف أماكن قريبة منه.

كما وجد صعوبة بالغة فى توفير مكان آمن وكهرباء فى ظل انقطاع مستمر لها، ومحاولة توفير إنترنت لاستكمال الفيلم، فكل هذه الأشياء التى تبدو بسيطة عند الجميع كانت صعبة جدًا لديه.

ومن وحى تجربة النزوح القاسية فى غزة، قدم المخرج والفنان المسرحى الفلسطينى «كريم ستوم» أولى تجاربه السينمائية (جنة جهنم)، من داخل أحد المخيمات بمستشفى شهداء الأقصى، بعد ما حول كيسا لحفظ الموتى إلى فراش ينام عليه، ومن هنا يكشف المعاناة التى يتعرض لها الفلسطينيون فى ظل الكيان المحتل، الذى دمر منازلهم وقتل أطفالهم ونساءهم وشيوخهم، وجعلهم لاجئين فى أراضيهم يبحثون عن غطاء ليحتموا فيه من البرد القارس.

وقد تحدث قائلا: إن التحضير للفيلم استغرق عدة أسابيع من القراءة المتواصلة ومشاهدة فيديوهات مختصة بالإخراج السينمائى وكتابة السيناريو لأنه فى الأساس ممثل مسرحى وتجاربه وخبرته كانت منحصرة فى المسرح.

وأشار «كريم» إلى أن المخرج «رشيد مشهراوى» طلب منه تقديم الفيلم فى شكل دراسة مكثفة لتعلم الفرق بين المسرح والسينما، إضافة إلى أن أجر المصور وتكلفة أدوات التصوير الاحترافية كانت مرتفعة، ولذلك اضطر لتصويره بكاميرا هاتف جيدة وكاميرا أخرى استعرها من أحد أصدقائه.

وأضاف: أن هناك تحديات قابلته أثناء تصوير الفيلم وكان أبرزها منع التصوير داخل المستشفى، ما دفعه لخلق المكان المناسب للمشهد وأيضًا كانت مسألة إرسال مادة الفيلم للمخرج «رشيد مشهراوى»، لأنه يعيش بالخارج صعبة للغاية، بسبب قصف الاحتلال كل شبكات الاتصالات والإنترنت عن المنطقة، ما اضطره للذهاب إلى أماكن خطرة كى يجد شبكة إنترنت قويه.

أما عن فيلم (جاد وناتالى) للمخرج والفنان «أوس البنا « فيكشف عن شخصية «جاد» الذى فقد حبيبته التى استشهدت ليبقى إلى جوارها تحت ركام منزلها يتذكر حلمهما فى العيش سويًا فى لحظات مليئة بالحزن والشجن والحنين.

ومن مشهد واسع لبحر غزة أستطاع أن ينقل المخرج «مصطفى كلاب» صورة للواقع الذى يعيشه سكان غزة من خلال فيلم (صدى) الذى نجد فيه رجلاً يجلس على البحر غارقًا فى أفكاره وصوت القنابل وسيارات الإسعاف والاستغاثة من حوله وهى رسالة للعالم تقول «عليكم أن تسمعوا صوت غزة واستغاثة شعبها من جرائم الإبادة تتعرض لها يوما بعد يوم».

أما فيلم (لا) للمخرجة «هناء عليوة» فهو يحمل لحظة أمل يبحث فيها سكان غزة عن لحظات فرح وسط الدمار والموت والخسارة ولكن هذه اللحظات لا يمكن تصويرها فى غزة الآن.

فى حين سلط فيلم (خارج الإطار) للمخرجة «نداء أبو حسنة» الضوء على الفنانة البصرية الشابة «رنين الزريعى» وما تبقى من جثامين أعمالها الفنية فى قبو منزلها المدمر.

وتعددت مضامين الأفلام المشاركة فى إطار مشروع (من المسافة صفر) حيث تناول فيلم (إعادة تدوير) للمخرجة رباب خميس كيف بات الغزيون مضطرين للتعامل بطريقة مبتكرة مع الموارد الشحيحة فى حين ركز المخرج «تامر نجم» فى فيلم (الأستاذ) على كبرياء الكثيرين رغم المآسى التى يعيشونها بسبب حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة.

هذا بخلاف فيلم (صحوة) للمخرج «مهدى كريرة» و(الأستاند أب كوميدى) الذى يقدمه المخرج المسرحى «نضال دامو».

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

06.10.2024

 
 
 
 
 

قائمة جوائز الدورة الـ40 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

اختُتمت مساء أمس السبت الدورة الـ40 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول حوض البحر المتوسط في أحد فنادق محافظة الإسكندرية. وفي مسابقة أفلام "نور الشريف"، حصل فيلم "المابين" على جائزة أفضل فيلم عربي، فيما حصل فيلم "العنزة" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفاز فيلم "خلف الجبال" بجائزة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما لأفضل فيلم عربي طويل.

وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى الكرواتية جيلينا بالجان، وأفضل مخرج إلى الكرواتي برونو أنكوفيتش، عن فيلمهما "احتفال". وجائزة أفضل فيلم أول لمخرجته حصلت عليها الكرواتية أونا جونجاك عن فيلمها "نزهة"، وجائزة أفضل فيلم ذهبت إلى اليوناني "أغنية الماعز" للمخرج أندريا جاكيموسكي، وفاز التونسي مجد مستورة بجائزة أفضل ممثل عن فيلم "وراء الجبال"، وجائزة أفضل ممثلة ذهبت إلى التونسية أمينة بن إسماعيل عن فيلم "المابين"، وجائزة أفضل تصوير ذهبت إلى ديفيد فلاستيس عن فيلم "العنزة".

وفي مسابقة أفلام الأطفال حصد جائزة أفضل فيلم روائي قصير فيلم "قصير عن الأطفال" للمخرج الفلسطيني إبراهيم حنضل، وجائزة أفضل فيلم تحريك ذهبت إلى فيلم "لولا والبيانو" للمخرج أوغوستو زانفي. وفي مسابقة أفلام شباب مصر حصل فيلم "دوائر" للمخرج كيرلس جمال على المركز الأول.

وحصل الفيلم اللبناني "جئت من البحر" للمخرجة فيروز سرحال في مسابقة "الأفلام القصيرة لدول حوض البحر المتوسط" على جائزة أفضل فيلم، وذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي إلى الفيلم اللبناني "لا تزال حزينة" للمخرج كارل حداد.

وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى الفيلم الفلسطيني التركي "الغميضة" للمخرج رامي عباس. وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الوثائقي مناصفة بين فيلمي "ذات الأرضين" و"الشونة". ومنحت شهادات تقدير لثلاثة أفلام هي: فيلم "خام" للمخرج عمر مصطفى، و"بحضرة الموت" للمخرجة رانيا علي، و"مسيرتي" للمخرجة حبيبة حسام الدين. وذهبت جائزة أحمد الحضري مناصفة بين فيلمي "لعل الله يراني" للمخرج محب وديع، و"الرؤية" للمخرج محمد سيحو.

وتم تأجيل إعلان جوائز مسابقة ممدوح الليثي نظراً لظروف طارئة ألمت بالإعلامي الدكتور عمرو الليثي منعته من حضور حفل ختام المهرجان. كما اعتذرت الفنانة منة شلبي عن حضور حفل التكريم، حيث كان من المقرر تكريمها يوم افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي في الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إلا أنها اعتذرت وطالبت صناع المهرجان بتأجيل تكريمها إلى حفل الختام، إلا أنها وضعتهم في موقف محرج ولم تحضر أيضاً.

ويعد مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط أحد أبرز المهرجانات السينمائية في المنطقة، ويهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني بين دول البحر المتوسط، وتكريم الفنانين الذين ساهموا في إثراء السينما بأعمالهم المتميزة.

 

العربي الجديد اللندنية في

06.10.2024

 
 
 
 
 

ملف اللجوء يثير الجدل في مهرجان الإسكندرية السينمائي

النازحون من بلادهم وتعقيدات الحلم الأوروبي وضحايا حوادث الغرق أبرز القضايا

نجلاء أبو النجا 

في حديثه لـ"اندبندنت عربية" كشف المخرج القبرصي لفيلم "طالبو اللجوء" عن أن فيلمه حاول التنبيه على مدى خطورة الرحلة من بدايتها، لأن عديداً من طالبي اللجوء لا يفهمون المدى الكامل للأخطار والمعاناة التي تنتظرهم، وغالباً يكون لديهم توقعات خيالية حول الحياة في أوروبا، لكنهم يصدمون بالواقع وتعقيدات تشريعات اللجوء الأوروبية.

تزداد أزمة اللجوء مع تصاعد الأزمات السياسية في العالم وتتفاقم أعداد ضحايا النزوح، وفتحت السينما ملف اللاجئين مرات عديدة كواحد من أهم الأزمات التي تؤرق العالم، وكان أبرز هذه الأعمال فيلم "السباحتان" و"ليمبو" و"ما وراء المحيط" و"كبائن الزعتري" و"مسافر حلب إسطنبول"، وغيرها من الأعمال التي حازت على نجاح جماهيري ونقدي ودولي، ونالت جوائز عديدة من المهرجانات العالمية، نظراً إلى حساسية القضية وكثرة المعانين.

طالبو اللجوء

وبمهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ40 عرض الفيلم القبرصي "طالبو اللجوء" وهو يروي معاناة مجموعة من الشباب الذين يحاولون الهجرة غير الشرعية عبر البحر، في رحلة تحمل في طياتها كثيراً من التضحيات التي لم يكن الشباب يتوقعونها.

ويفتح الفيلم القضية مجدداً ويبرز ما يعانيه اللاجئون إنسانياً ونفسياً وعلى كل المستويات، بخاصة أن حلم اللجوء لم يعد مزيناً بالورد كما يتخيل بعض الراغبين فيه.

قضية شائكة

وتحدث مخرج الفيلم مايكل خباشيس مع "اندبندنت عربية" عن تجربته مع الفيلم وسبب اختياره القضية الشائكة التي يعانيها الملايين منذ سنوات طويلة، وقال "قدمت نحو 14 فيلماً سينمائياً، وحرصت أن تتنوع القضايا التي يحملها كل عمل ليكون هناك رسالة إنسانية مقدمة لكثير من البشر من خلال شاشة السينما، وفي فيلم ’طالبو اللجوء‘ شعرت بإلحاح شديد داخلي لطرح قضية اللاجئين فيه".

وأشار المخرج إلى عمق القضية وخطورتها وتصاعدها بقوله إن هناك أسباباً كثيرة لتلك الظاهرة عبر السنوات الماضية تجبر الناس على الفرار، أهمها الاضطهاد والحرب والصراع والفقر، وتدهور الأوضاع الإنسانية والسياسية وعدم الإحساس بالأمان، إضافة إلى الطموح الذي يسيطر على الجميع بأن موطن اللجوء سيكون الجنة وعالم تحقيق الأحلام، وللأسف يتم إغراء بعض الشباب بوعود كثيرة تؤكد أمان عملية اللجوء أو الفرار، ويزينها المهربون لجني أرباح كبيرة من هؤلاء الضحايا الذين يجازفون بأرواحهم وأولادهم.

وتابع المخرج "تابعت مئات القضايا الإنسانية من هذا النوع وتأثرت كثيراً، إذ فقد كثير من اللاجئين حياتهم، بخاصة عندما حاولوا العبور لأوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط​​، بينما لم ينج من نجحوا في العبور، إذ عانوا أشكالاً مختلفة من الصدمات النفسية والجسدية نتيجة الأعمال الوحشية التي واجهوها بعد الوصول إلى مقر اللجوء أو أرض الأحلام كما يعتقدون".

وكشف المخرج القبرصي عن أن فيلمه حاول التنبيه على مدى خطورة الرحلة من بدايتها، لأن عديداً من طالبي اللجوء لا يفهمون المدى الكامل للأخطار والمعاناة التي تنتظرهم، وغالباً يكون لديهم توقعات خيالية حول الحياة في أوروبا، لكنهم يصدمون بالواقع وتعقيدات تشريعات اللجوء الأوروبية.

وقال المخرج إنه كان فخوراً بمشاركة الفيلم ضمن المسابقة الدولية بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط في دورته الـ40، بخاصة أن الفيلم يتناول صعوبات تخص سكان البحر المتوسط والفارين منه وإليه.

وأشار إلى أن الفيلم استغرق تصويره قرابة الأسابيع السبعة من العمل اليومي والمتواصل، ولذا كان مرهقاً بصورة كبيرة بالنسبة إليه لكونه تولى بنفسه معظم المهام الفنية، بما في ذلك الإخراج والكتابة والإنتاج والتصوير والمونتاج.

واعتمد المخرج بحسب قوله على الدمج بين الكوميديا والدراما ليبرز القضية من دون طابع مباشر أو خطابي في صورة سينمائية تعكس المأساة الحقيقية التي يعيشها اللاجئون في العالم، لذا فهو معقد ويملك عديداً من الأحاسيس التي يمكن نقلها إلى المشاهدين ليشعروا بمأساة حقيقية يروح ضحيتها الآلاف يومياً.

واختتم مخرج "طالبو اللجوء" بأنه على رغم الطابع الكوميدي الذي يطغى على الأحداث، فإن الفيلم ينتهي نهاية مأسوية.

ويعد فيلم "طالبو اللجوء" من أفلام البطولة المشتركة، إذ يجمع بين خمسة نجوم منهم أربعة من دولة قبرص وآخر يوناني، وبلغت موازنة العمل نحو 850 ألف يورو، وتم تصويره بالكامل في قبرص، واستخدمت بعض المؤثرات السينمائية المستحدثة من إنجلترا، وكذلك كثير من تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض جوانب الصوت والشخصيات.

وحصد الفيلم عدداً من الجوائز في ثمانية مهرجانات دولية، إذ فاز بجائزة أفضل فيلم في أربعة منها، وجائزة أفضل إخراج في اثنين آخرين، كما حصل على جائزة أفضل تصوير سينمائي في مهرجان واحد، وجائزة أفضل فيلم أوروبي في مهرجان آخر. وحقق الفيلم إشادة واسعة من النقاد والجمهور.

قصة حب

وعلى رغم الجدل الإنساني والسياسي الذي أثاره فيلم "طالبو اللجوء" عرض الفيلم الإيطالي الرومانسي "ثلاث قواعد لا تعرف الخطأ" في اليوم نفسه، وانتزع إعجاب الجمهور والنقاد لوجود حالة شاعرية بين أحداثه التي تدور حول برونو، وهو فتى عمره 14 سنة، يقع في حب فتاة تدعى فلافيا، وتتعقد الأمور عندما يكتشف أنها تبادله المشاعر، مما يدفعه إلى الاستعانة بأحد الأشخاص الذي يبتزه لتعليمه كيفية إتمام قصة حبه.

وقال مخرج الفيلم ماركو جانفريدا إن الضغوط والأحداث والتصاعد المتواتر للحياة بخاصة في المجال السياسي والدولي صنعت توتراً كبيراً في كل شيء، خصوصاً في ما يتعلق بموضوعات السينما، لكن تظل النفس الإنسانية ومشاعرها وقصص الحب هي الحكايات التي لا تموت ولا تتساقط بالقدم، ولهذا كان هناك حماس كبير لتقديم هذا الفيلم، وحاول العمل المزج بين الدراما والرومانسية، لأن الفكرة الرئيسة تدور حول بناء الثقة بالنفس في العلاقات العاطفية، إذ يستعرض بصورة غير مباشرة كيف يغير الحب حياتنا، ويحيل الأشخاص الأكثر عقلانية إلى مرهفين يبحثون عن الألفة والاستقرار العاطفي.

 وأشار المخرج إلى أنه واجه تحديات عديدة في اختيار الممثلين وبخاصة دور البطل، لأنه تطلب أداءً مركباً يناسب تعقيدات الشخصية.

 فيلم "ثلاث قواعد لا تعرف الخطأ" استغرقت كتابته نحو شهر فقط، بينما استمر تصويره أكثر من عام في مدينة صقلية الإيطالية. وتعدت موازنته نحو 800 ألف يورو، وحصل على عديد من الجوائز في مهرجانات دولية متنوعة، من بينها ألمانيا وألبانيا والصين والولايات المتحدة وأذربيجان.

صحافية @nojaaaaa

 

الـ The Independent  في

08.10.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004