المخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد:
نحتاج إلى بريكس سينمائي يكسر هيمنة الغرب
أبوأسعد من أبرز المخرجين الفلسطينيين الذين استطاعوا
الدخول إلى هوليوود والعمل مع كبار الفنانين أمثال كيت وينسلت.
الجونة (مصر)
– يشعر
المخرج السينمائي الفلسطيني هاني أبوأسعد بخيبة أمل كبيرة من الغرب خاصة
بعد حرب غزة المستمرة منذ أكثر من عام ويتطلع إلى تأسيس “بريكس سينمائي”
مشابه لمجموعة بريكس الاقتصادية التي أسستها روسيا.
وقال المخرج المولود في مدينة الناصرة ويحمل الجنسية
الهولندية في جلسة حوارية مع جمهور مهرجان الجونة السينمائي “عندي خيبة أمل
كبيرة من الغرب، ليس فقط بسبب حرب غزة، لأن هذا الشعور تولد لدي قبل اندلاع
الحرب، لكن الحرب الأخيرة أثبتت للكل وليس لي فقط أنه سقط القناع عن
القناع” في إشارة إلى قصيدة شهيرة للشاعر الفلسطيني محمود درويش.
وأضاف أن ما يحدث على الأرض يلقي بظلاله على صناعة السينما
حيث “يطلب النظام الغربي المهيمن على صناعة السينما عالميا من صناع الأفلام
كل شهر التنازل عن جزء من مبادئهم، فإما أن يصنعوا أفلاما للتسلية فقط
لإلهاء الشعوب عن قضاياها الأساسية أو أفلاما عن قضايا ثانوية غير مهمة”.
ويعد أبوأسعد من أبرز المخرجين الفلسطينيين الذين استطاعوا
الدخول إلى هوليوود والعمل مع كبار الفنانين أمثال كيت وينسلت وإدريس ألبا.
ونال فيلمه “الجنة الآن” جائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم أجنبي عام 2006، كما
ترشح فيلمه “عمر” لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2014. وآخر أفلامه كان
“صالون هدى” الذي عرض في العام 2021.
النظام الغربي المهيمن على صناعة السينما عالميا يطلب من
صناع الأفلام كل شهر التنازل عن جزء من مبادئهم، فإما أن يصنعوا أفلاما
للتسلية فقط لإلهاء الشعوب عن قضاياها الأساسية أو أفلاما عن قضايا ثانوية
غير مهمة"
وفسر المخرج غيابه عن الإخراج منذ سنوات بالقول “أنا شخصيا
منذ أربع سنوات غير قادر على صنع عمل جديد، والأسباب كلها سياسية. جمعتني
تجربة مع منصة نتفليكس التي تعاقدت معي على مسلسل من ست حلقات عن مملكة
خيالية يدور داخلها صراع حول المستقبل. وبعد بدء التحضيرات، طلبوا تعديل
الفكرة واستبعاد أي شيء سياسي ليصبح الصراع بالمملكة صراعا اجتماعيا لكني
رفضت وألغي المشروع”.
وقال أبوأسعد “السينمائيون حاليا أمام اختيارين في ظل
النظام الغربي المهيمن، إما أن يقبلوا بهذه التنازلات لمواصلة تقديم
أعمالهم على الشاشة أو تشكيل تكتلات جديدة بعيدة عن الهيمنة الغربية على
الأسواق والأفكار.. أعتقد أننا نحتاج إلى سوق بديل مثل بريكس لكن بريكس
سينمائي”.
وأضاف “أقف اليوم أمام طريقين، إما أن أصنع أعمالا ترفيهية
لأستمر في المجال ثم أستفيد من التمويل الذي سأحصل عليه في إنتاج مشاريع
أخرى أؤمن بها أو أصنع أفلاما توزع على نطاق أقل انتشارا وأنتظر إلى حين
تغير الأوضاع..
حقيقة أنا متخبط”.
الجلسة الحوارية مع أبوأسعد جاءت ضمن منتدى “سيني جونة” ضمن
فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي الدولي، والذي يستضيف
مجموعة من صناع ونجوم السينما للحديث عن تجاربهم المهنية وأعمالهم الفنية
ومن بينهم المنتجة والممثلة المصرية إسعاد يونس والممثلة التونسية هند صبري.
وخلال هذه الجلسة الحوارية، عاد أبوأسعد إلى بداياته في
السينما، حيث قال “دخولي عالم الإخراج جاء لأكثر من سبب، الأول كنت أحب
زميلة لي ولكنها لم تحبني، كنا نذهب للسينما سويا، وفكرت وقتها أني لو
أصبحت مخرجا مشهورا ستحبني ولكن بعدما أصبحت مخرجا لم يتغير موقفها، ليس
ذلك فقط بل وظلت تتفاخر بعد ذلك وتقول إن هذا المخرج ظل يحبني وأنا لا
أنتبه له”.
وتابع “السبب الثاني هو أن أكون جزءًا من النضال الفلسطيني
ضد الاحتلال من خلال الأفلام. في البداية كنت أعمل مهندسا، والتقيت مع
المخرج رشيد مشهراوي وأحببت العمل في السينما فاشتغلت معه مساعدا ثم أكملت
مشواري بعد ذلك واهتممت بطرح القضايا السياسية التي تعبر عن قناعاتي وتدعم
مجتمعنا العربي”. |