بمناسبة مرور 20 عامًا على التأسيس
نجيب ساويرس أحد مؤسسي «المصري اليوم»:
الجريدة ناجحة بكل المقاييس وحازت تقدير القارئ (حوار)
كتب: محمود
مجدي
تحتفل «المصرى اليوم» بمرور 20 عامًا على تأسيسها، بعد
مسيرة صحفية مليئة بالقضايا والمحطات المهنية البارزة، وطرحها نموذجًا
إعلاميًا شكل علامة فارقة على الصعيد المهنى منذ إطلاقها حتى الآن، وبهذه
المناسبة حاورنا أحد مؤسسى الجريدة، المهندس نجيب ساويرس، وتحدثنا معه عن
رؤيته لـ«المصرى اليوم»، بعد 20 عامًا؛ باعتبارها الصحيفة المستقلة الأكثر
انتشارًا، إضافة إلى رأيه في العديد من القضايا الشائكة، وإلى نص الحوار.
■ في
البداية، ما تقييمك لتجربة «المصرى اليوم» بعد مرور 20 عامًا على تأسيسها؟
- تجربة
ناجحة بكل المقاييس، فهى الجريدة الوحيدة في رأيى التي حازت التقدير وكسبت
القارئ المصرى الذي كان معتادًا على قراءة الصحف القومية فقط قبل «المصرى
اليوم».
■ ما
الذي دفعك للمشاركة في تجربة «المصرى اليوم»؟
- وقتها
كان هناك تضييق على الصحفيين والصحافة بشكل عام، فرأينا أنه لا بد أن يكون
هناك جريدة حرة تعبر عن الواقع بشجاعة وتستقطب كتاب الرأى الذين يستطيعون
لمس ضمير الشعب، هذا هو السبب الأساسى.
■ هل
حدثت ضغوط عليك بسبب مشاركتك في تأسيس «المصرى اليوم»؟
هناك قصص كثيرة جدًا أبرزها ما حدث في عهد الرئيس الراحل
محمد حسنى مبارك، فبسبب مقالة كتبها رئيس تحرير «المصرى اليوم» وقتها مجدى
الجلاد عن قضية التوريث، غضب أحد الوزراء وحضرنا أنا والمهندس صلاح دياب
ومجدى الجلاد للنقاش معه في مكتبه، وتحدث الوزير بطريقة غير لائقة مع مجدى
الجلاد، وقتها انفعلت عليه بشدة وأخبرته أننا حضرنا إلى هنا أدبيًا، وقلت
له افعل ما تشاء، وأخبرت مجدى أن يكتب ما يريد، فأنا لا أقبل الهجوم على أي
شخص يعمل معى.
■ ما
الذي كسبته وخسرته من تجربة «المصرى اليوم»؟
- تعرفت
على كتاب وصحفيين محترمين جدًا، كما أننى أصبحت جزءًا من نجاح «المصرى
اليوم» وتعرضت لخسائر مادية وبعض التضييق في «البيزنس» الخاص بى بسبب
الجريدة.
■ قلت
من قبل، لا يوجد رجل أعمال كسب من الاستثمار في مجال الإعلام، كيف؟
- كنت
أمتلك قناة تلفزيونية وجريدة خاصة وكانت تتعرض لخسائر مادية لأن الإعلانات
انكمشت، وفى حال لو كنت جريدة حرة أو معارضة، المعلن يخشى طرح إعلانه فيها
فيزداد الضغط على الجريدة فتخسر في النهاية.
■ هل
ستعاود الاستثمار في مجال الإعلام مرة أخرى؟
- لا.
■ أنت
تستثمر حاليا في الذهب والعقارات، هل تعتبرهما مجالات استثمارية آمنة؟
- «استثمار
في الذهب» مصطلح غير دقيق، أنا أستثمر في إنشاء مناجم للذهب، عملية استخراج
الذهب نفسها. بالنسبة لسؤالك، الذهب دائمًا آمن لأنه يكون ملاذا في المشاكل
الاقتصادية، فالزوجة المصرية لو معها أموال قليلة تذهب لشراء جنيه ذهب أو
«حلق» لأنها تعلم أنه يفيد في الأيام الصعبة لأن قيمته دائمًا فيه.
■ هل
لديك طموحات في الاستثمار في أماكن ومناطق مختلفة؟
- طموحاتى
محددة حاليًا بمرحلتى العمرية وصحتى، وكلما كبر الإنسان لا بد أن يقدم
مراجعة لنشاطه ويحدد أولوياته، فأنا أولوياتى حاليًا أن أقضى وقتًا مع
عائلتى وأصدقائى وأستمتع بالحياة، كما أن ربنا سبحانه وتعالى رزقنى ولدىّ
أنشطة كثيرة فلا أريد أن أزيد الضغط على نفسى.
■ أنت
من أهم رجال الأعمال في مصر، ما رأيك في الأزمة الاقتصادية الحالية؟
- الإصلاحات
الاقتصادية الأخيرة كان يجب أن تحدث مبكرًا والحمد لله أنها حدثت وستعطينا
«براح» لمدة عامين أو ثلاثة.
■ أنت
نشط على السوشيال ميديا وتحديدًا على منصة إكس «تويتر سابقًا»، كيف يتاح لك
وقت للمشاركة والتفاعل وسط مشاغلك الكثيرة؟
- يوجد
ما يسمى «الوقت الميت»؛ بمعنى وجودى في السيارة أثناء ذهابى لمشوار، ففى
هذا الوقت ممكن أكتب شيئًا، كما أننى أستيقظ مبكرًا للغاية ولدى وقت متاح
قبل العمل ففى هذا الوقت أشارك وأكتب، وأنا لا أكتب «تويتات» باستمرار أو
بلا سبب؛ يجب أن يكون هناك سبب أو حدث شاهدته.
■ من
خلال مشاركتك على السوشيال ميديا، هل تعتقد أن شخصية المصريين تغيرت،
أصبحوا أكثر شراسة وعنفًا؟
- تطلعات
ومشاعر وأفكار الشباب أصبحت سوداوية، لديهم إحباط بدرجة كبيرة ولديهم عنف
في مشاعرهم، كما يوجد شباب كثيرون لا يريدون قراءة تاريخ بلدهم، ولديهم
حالة أشبه بما يسمى بالكسل المعرفى.
■ كيف
تقابل بعض الهجوم على السوشيال ميديا من جماعات وأطراف مختلفة؟
- لدىّ
مبدأ؛ أي شخص يريد أن ينتقدنى بأدب أو يطرح فكرة مغايرة لفكرتى أهلًا
وسهلًا، لكن لو تطور الأمر للسباب والشتائم فأواجه ذلك بـ«البلوك» مباشرة.
■ كيف
ترى المجتمع المصرى، هل ازداد انغلاقًا وتحفظًا في الوقت الحالى؟
- لدينا
مشكلة كبيرة؛ فالفكر الوهابى تغلغل في الواقع المصرى منذ سنوات طويلة وتخطى
فكرة المظهر، والشعب المصرى متدين بطبعه، التدين سطحى أم عميق؟، يوجد
النوعان، الرجل المرتشى الذي يصلى الجمعة كل أسبوع، وأيضًا يوجد تجار
الدين، وهذا الأمر مازال حاضرًا ولم يختف.
■ قدمت
صورة مختلفة لرجل الأعمال؛ فأنت محب للحياة والفن والسهر، بصراحة أشعر أنك
تنتمى لمجتمع الفن والفنانين أكثر من مجتمع رجال الأعمال، هل تحليلى صحيح؟
- بالتأكيد
فأنا أحب الحياة، ومجتمع الفن والفنانين أشعر أنهم يعطوننى نبض الحياة عكس
مجتمع رجال الأعمال، فأنا أحب الضحك والفرح والموسيقى ولو لم أكن رجل أعمال
لأصبحت فنانًا.
■ أصبحت
نموذجا ومثالا للبسطاء في الشهرة والتحقق وحب الحياة، كيف ترى هذا الأمر؟
- أشاهد
محبة الناس في الشارع، وهى أعظم شىء أمتلكه، وهذه من الأسباب الرئيسية
لتمسكى بالتواجد داخل مصر لأننى منتم لهنا، وأرى أن بلدنا أفضل بلد في
الدنيا وأفضل جو، وخفة دم شعبها لا توصف.
■ أحاديث
كثيرة تتردد كل فترة عن خروج «آل ساويرس» من مصر، ما صحة هذا الأمر؟
- هذه
شائعات وسببها أننا لدينا تواجد دولى، فأنا مستثمر في دول كثيرة وأشقائى
كذلك فكلما تردد خبر عن انتقال نشاط إلى مكان آخر يقولون آل ساويرس تركوا
مصر!، وهذا ليس صحيحًا فمشاريعنا مازالت في مصر.
■ استثمرت
في مجالات متنوعة على مدار مشوارك، ما أحب وأقرب المجالات إلى قلبك؟
- مجال
الاتصالات بكل تأكيد لأنه سر نجاحى الأول والأكبر.
■ حققت
نجاحا كبيرا خلال مشوارك، ما أبرز المبادئ التي حرصت عليها طوال مسيرتك؟
- أولًا
الإيمان بالله، ثانيًا العمل الجاد؛ فالذكاء وحده لا يكفى لو لم يلتحم
بالعمل الجاد، ثالثًا الصدق والنزاهة في التعامل، ثم يأتى بعد ذلك السمعة
الطيبة التي تأتى نتيجة كل الأسباب التي ذكرتها.
■ معروف
عنك أنك مقاتل شرس وخضت حروبا في قضايا كثيرة، ما هي القضية التي تفتخر أنك
خضتها وحاربت من أجلها؟
- قضية
التطرف الدينى، وبالمناسبة 90 في المائة من الذين يعملون معى مسلمون، فأنا
لم أدخل عنصر الدين في اختياراتى العملية يوما ما، سأحكى لك قصة؛ ذات مرة
أحد القساوسة اشتكى للبابا وقال له إننا نرسل أقباطا كثيرين لنجيب لكى
يعينهم في إحدى شركاته ولا يعينهم، فأخبرت البابا أننى لا أوظف شخصا بناءً
على دينه، كفاءته العملية هي الأساس.
■ والدك
ووالدتك لهما دور رئيسى في نجاحك، ما أبرز ما تعلمته منهما؟
- أخذت
من والدى الصفات الجيدة مثل الصدق والنزاهة وحب العمل الجاد والشاق، والدتى
زرعت بداخلنا الجانب الروحى فهى كانت تشفق على الزبالين لأنهم كانوا يعيشون
في بيئة ممتلئة بالأمراض، فكانت تأخذنا كل جمعة وتسير بنا في حى الزبالين
وكنا نندهش ونطلب الذهاب للنادى فكانت تخبرنا أنها تمضى بنا في هذا الحى من
أجل معرفة أحوال الناس هنا؛ ولكى نتذكرهم عندما نكبر، وأيضًا من أجل شكر
الله على النعمة التي ولدنا فيها.
■ لو
افترضنا أن هناك مواطنًا مصريًا يمتلك حصة من الأموال وطلب منك النصيحة (فى
أي مجال يستثمر تلك الأموال؟)، ماذا تقول له؟
- هناك
ثلاثة أضلاع هامة جدًا، الضلع الأول أن يستثمر جزءا من أمواله في الذهب لأن
قيمته ثابتة دائمًا، والضلع الثانى في العقار، وخاصة الذي يستفيد به،
والضلع الثالث نقدًا، يضعه في البنك ويأخذ عليه فائدة.
■ أسست
مهرجان الجونة السينمائى، كيف تراه وتقيمه حاليًا؟
- أول
عامين كان النجاح غير طبيعى، بعد ذلك ظهر «كورونا» ثم أحداث غزة فتأثر
المهرجان قليلًا، ونأمل في هدوء الأجواء وانتهاء العدوان الإسرائيلى على
غزة قبل الدورة القادمة.
■ تحتفظ
بصداقة مع الفنان محمد رمضان، ماذا تقول عنه؟
- محمد
رمضان صديقى لأن طباعه من طباعى، فنحن صعايدة وصنعنا أنفسنا بأنفسنا، ولا
نخاف في قول الحق، ونحب الحياة والنجاح.
■ في
وسط صراعات الحياة الكثيرة حاليًا، متى تجد لحظات سلامك النفسى؟
- أجد
لحظات سلامى النفسى مع أولادى ووالدتى وعندما أذهب للصلاة، وأجدها أيضًا في
محبة الناس حولى وأثناء استماعى لموسيقى ومشاهدة فيلم حلو، وأثناء جلوسى مع
صديق عزيز.
■ حينما
تقرأ «المصرى اليوم» حاليًا، ما الذي يعجبك فيها؟
- مازالت
الجريدة صلبة وثقيلة وأحرص على قراءة مقالات الكتاب المهمين بداخلها،
ومازلت أقرأ الجريدة حتى الآن.
■ ما
رأيك في جوائز «المصرى اليوم» التي أعلن عنها مؤخرًا؟
- شىء
جيد وتعطى أملا للصحفيين الشباب أن هناك تقديرًا لهم ولمجهودهم.
■ في
النهاية، لو كتبت تغريدة عن «المصرى اليوم» بعد مرور 20 عامًا على تأسيسها،
ماذا ستكتب؟
- الصحيفة
التي أصبحت محط أنظار الجميع ومقروءة من الذين مازالوا يقرأون الصحف
الورقية، ووضعت على الخريطة الثقافية في مصر بقوة. |