شهدت فعاليات مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة، فى دورته
الثامنة، العديد من الفعاليات الداعمة للسينما، والمتنوعة، بين الفعاليات
الفنية والورش التعليمية من أجل توجيه الممثل، أو تعليم كتابة السيناريو،
وكأن هدف المهرجان الأسمى إشباع رغبات محبى السينما فى أسوان، ويفتح
المهرجان أبوابه لكل سُكان مدينة الدهب، لحضور الندوات ومشاهدة الفعاليات
بل المشاركة فيها، بجانب وجود مسابقة أفلام قصيرة، ضمن مسابقات المهرجان
تمنح شباب المحافظة الفرصة للمشاركة بها والتعبير عن أنفسهم من خلال
الأفلام.
وشهد حفل الافتتاح وسير الفنانين على «الريد كاربت»،
الإطلالات البسيطة والأنيقة، مثل رانيا يوسف التى ارتدت فستانًا فضيًا،
وريم البارودى التى ظهرت بفستان أسود، وناهد السباعى ارتدت فستانًا أسود
أيضًا مفتوح الظهر، وتذكرت حين خطت على السجادة الحمراء حضورها إحدى
الدورات مع والدتها الراحلة ناهد فريد شوقى، ودمعت عيناها حين ذُكر اسمها،
كما حضر حفل الافتتاح الفنان أحمد فتحى، هند صبرى، غادة عادل التى وصلت
متأخرة وغادرت فى اليوم التالى من أجل حضور عزاء الراحل صلاح السعدنى، كما
حضر الحفل صبرى فواز، والمخرجة هالة خليل، والفنانة فرح يوسف، وسوزان نجم
الدين، والمخرجة هالة خليل، وغيرهم من الفنانين.
واستهل حفل الافتتاح فعالياته بالترحيب بوزيرة التضامن
الاجتماعى الدكتورة نيفين القباج، ووزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى،
ومحافظ أسوان اللواء أشرف عطية، ثم منح التكريمات والجوائز، وإلقاء بعض
النجوم كلمة تعبيرًا عن سعادتهم بحضور المهرجان وعلى رأسهم الفنانة هند
صبرى، التى قالت إنها فخورة بالتكريم من المهرجان وعرض فيلم «بنات ألفة»
ضمن فعالياته، بمسابقة الأفلام الطويلة، وشكرت غادة عادل كل الحضور وأكدت
أن تكريمها إضافة لها.
وشهد اليوم الثانى فعاليات منتدى «نوت» لقضايا المرأة، الذى
حضره سفير الاتحاد الأوروبى بمصر، واستقبل الكاتب الصحفى حسن أبوالعلا،
مدير المهرجان، الحضور، ورحب بهم وقالت الإعلامية جاسمين طه زكى، مقدمة
ومديرة الحوار: إن الاحتفال بالسفير يأتى بعد 5 أعوام من التعاون الجاد بين
الاتحاد ومهرجان أسوان، وقال السفير إنه فوجئ بتكريمه فى افتتاح المهرجان،
معتبرًا الجائزة والتكريم موجهًا للاتحاد الأوربى كله لدعمه قضايا المرأة،
مشيرًا إلى أن المهرجان ليس للسينما فقط فهناك مناقشة لقضايا عديدة تخص
المرأة.
وأشار السفير إلى اهتمامه بالشرق الأوسط قبل 50 عامًا منذ
أول رحلة مع أسرته إلى مصر، فخلال شبابه خدم مع بعثة الأمم المتحدة فى
مرتفعات الجولان وفى القدس، وتطور اهتمامه بالشرق الأوسط بعد انضمام بلاده
النمسا للاتحاد الأوربى.
كما تناول اللقاء حوارًا مشتركًا بين سفير الاتحاد الأوربى
وزوجته مارلينا بيرجر، حول كيفية التقائهما والصعوبات التى واجهاها فى
حياتهما على مدى 33 عاما من الزواج، وأشارت زوجة السفير إلى أن حياة
الدبلوماسى صعبة، لكن من خلالها يمكن التعرف على شخصيات وثقافات متعددة.
وأكد برجر أن علاقات مصر بالاتحاد الأوربى غنية جدًّا،
لافتًا إلى اتفاقية الشراكة فى 2007، والتى كانت بداية انطلاق لعلاقة مصر
والاتحاد، وبعد ذلك تطورت العلاقة فى اتجاهات عدة ومنها الطاقة والمياه
وتمكين المرأة، وصناعة الأفلام ودعمها، فكل هذا يدخل فى إطار برامج الشراكة
بين مصر والاتحاد التى ذكرها الوزير ومنها دعم الاتحاد لمهرجان أسوان
لأفلام المرأة.
وعن رؤيته للمرأة المصرية وعلى وجه الخصوص سيدات أسوان،
قال: أراهن نموذجًا قويًا ومميزًا منذ العصور القديمة، وليس فقط الملكات فى
العصر الفرعونى، ولكن فى العصر الحديث أيضًا، فلدينا معرض للرائدات من
السيدات فى مجالات كثيرة مثل التعليم والصحة والهندسة والرياضة، كما أننا
ندعم عدة مشاريع فى أسوان ونعرف كيف يدرن مشروعاتهن بحرص والتزام شديد
لسداد القروض التى يحصلن عليها، وأرى أن مهرجان أسوان بكل الدعم الذى يقدمه
للمرأة سيجعلها فى حال أفضل.
وأشار السفير إلى أن لديه ولدين منهما ابنته الكبرى -30
عامًا- التى تعمل على توصيل المساعدات لغزة من مطار العريش.
وعن السيدات الفلسطينيات قال: إنهن دائمًا يتحملن أعباء
الحياة السياسية، فقد بنين حيوات أخرى فى أماكن عديدة مثل لبنان وسوريا،
وكن أيضًا نشيطات فى الحياة السياسية فى الستينيات، فأنا شاهدتهن بعينى فى
الانتفاضة الأولى ورأيت كيف كن يحمين أطفالهن وبيوتهن، وكيف خضن فترة
الانتفاضة، وكان صوتهن واضحًا، وأتمنى أن تنتهى معاناتهن فى أسرع وقت.
والفعالية الثانية كانت ندوة توجيه الممثل بحضور مجموعة
كبيرة من الفنانين، على رأسهم سلوى محمد على، رانيا يوسف، صبرى فواز، فرح
يوسف، المنتج صفى، أحمد فتحى، المخرجة هالة خليل، وجمعت الندوة كل محبى
السينما من الشباب، وأدارتها الفنانة سلوى محمد على بشكل مميز، إذ تحدثت عن
معوقات التمثيل للشباب، وتحدثت هالة عن علاقة المنتج بالمخرج والمؤلف، وكشف
صبرى فواز كيفية توظيف الممثل من خلال السيناريو، والمخرج بالشكل الصحيح
وآليات نجيب الرحانى فى أفلامه من أجل الابتعاد عن الإسفاف، وكشف فتحى قيمة
الكوميديا وبعض النقاط السلبية فى الأفلام وهى خلو السيناريو من الحوار
الرئيسى واعتماده على ارتجال الممثل، وتفاعل الجميع مع تصريحات أحمد فتحى
إذ شعر الحضور بصدق كلامه، أما رانيا يوسف فتحدثت عن مدى تأثير جمالها بشكل
سلبى على اختيار المنتجين والمخرجين لها.
وبعدها نظم المهرجان ندوة حول صناعة السينما التونسية، بعد
اختيار تونس ضيف شرف المهرجان فى دورته الثامنة، وقدم الكاتب الصحفى حسن
أبو العلا، مدير المهرجان، المشاركين فى الندوة مشيدًا بالقفزات التى
حققتها السينما التونسية على مسارات متعددة.
وقالت الناقدة التونسية هندة حوالة التى أدارت الندوة إن كل
الأفلام التى تتحدث عن المرأة فى تونس مرتبطة بالوضع السياسى بشكل مباشر أو
غير مباشر، فالمجتمعات العربية بها عادات وتقاليد ليست فى صالح المرأة،
وتونس من الدول العربية التى قطعت شوطًا كبيرًا فى وضع قوانين لصالح
المرأة، وكانت معظم الأفلام فى هذا الإطار.
وأشارت إلى أنه بعد ثورة 2011 وحرية التعبير، المخرجة
التونسية أصبحت تنتقد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمرتبطة بالمرأة
بشكل مباشر، ومنهن كوثر بن هنية التى قدمت أفلامًا كثيرة بعد الثورة وكذلك
ليلى بوزيد، وهذه لمحة تقسم فترات سينما المرأة ومواقفها، وخاصة المواقف
الواضحة التى تهم المجتمع التونسى.
وقالت المونتيرة كاهنة عطية: إن أسوان أرض طيبة، تعطى
الإمكانية للنساء ليعملن فى المجال الثقافى وفى السينما، وفى تونس قمنا
بقفزة تاريخية منذ قوانين 1956 التى منحت الكثير من الحقوق للنساء، فهناك
ثورة كبيرة فى التعليم لجيلى للدفاع عن حقوق النساء، ومن المهم فهم أن
السينما حين تكون لديها الإمكانية تعطيك الفرصة للثورة وتحسين أوضاع
المجتمع.
وأضافت: «وجد البعض من جيلنا أن لديهم طموحات لإنتاج أفلام
مثل السينما المصرية والفرنسية والأمريكية، لطرح مشاكل تونس، وفى هذا الوقت
المدارس العليا فى فرنسا وبلجيكا ساعدتنا فى فهم الإخراج والصورة، لنقف فى
مجال السينما على خط متوازٍ مع الرجال، وكانت المواضيع فى الفترة الأولى
مرتبطة بقضايا المجتمع بأكمله».
وذكرت «كاهنة» أن هناك نوعين من الإنتاج الأول فى الجنوب
مرتبط بإفريقيا وآخر فى الشمال مرتبط بأوروبا، وأوضحت أنها عملت فى الكثير
من البلدان الإفريقية والأوروبية وفى مصر أيضًا، وكانت المواضيع دائمًا
مرتبطة بقضايا المرأة فى المجتمع.
وشهد اليوم الثالث بمنتدى «نوت» لقضايا المرأة، بالتعاون مع
الاتحاد الأوروبى، ورشة عمل حول مكافحة الاتجار بالنساء، ضمن فعاليات
مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة.
وقدمت الدكتورة عزة كامل، مؤسسة ومديرة منتدى نوت، ورشة
العمل، مؤكدة على أهمية مكافحة الاتجار بالنساء ومنع العنف ضد المرأة،
وقدمت مسؤولة الجندر وحقوق الإنسان بالاتحاد الأوربى، إيلاريا بيتا، التى
قالت إن العنف ضد المرأة موجود بالفعل، وهذا ما تحاول منظمات المجتمع
المدنى والناشطات النسويات مناهضته، كما أن السينما يمكنها أن تساهم فى منع
الاتجار بالنساء، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى يشارك بشكل فاعل فى هذه
الفعاليات، سعيًا لحماية المرأة.
وأضافت بيتا: هذا المشروع بدأ العام الماضى بحضور عزة كامل،
مؤسس منتدى نوت، ونتحدث اليوم عن سمات التغيير، وأول مكون سنتحدث عنه
مناهضة الاتجار بالنساء والزواج المبكر وغيرهما من الأفكار الشاذة التى
تنتشر فى المجتمع، أما المكون الثانى فهو التغيير على المدى البعيد، ودعم
حركة التنمية وعمل المرأة حتى تحظى بالاستقلالية، وهذا ما ندعمه بشكل كامل.
وقالت الدكتورة منى الصبان إنها أسست أول مدرسة تكنولوجية
فى السينما، وإنها استفادت حب ومحبة كل الطلاب فى هذه المدرسة، ويهمنى أن
ينضم أبناء أسوان لهذه المدرسة، وقالت: إن المدرسة ليست للشباب فقط وإنما
لدىّ خريجة عمرها 77 سنة، وكل ما أتمناه هو تحقيق رسالتى.
وقالت الصبان إن التعليم الإلكترونى (أون لاين) هو المستقبل
والأسهل للجميع، وأشارت إلى أنه لكى تتعلم الفن السينمائى هناك الحرفية
واللغة السينمائية، فالمدرسة تدرس سيناريو وإخراجًا ومونتاجًا وتصويرًا
وصوتًا، لكى تتيح كل التخصصات الخاصة بالسينما، واعتبرت المخرج الناجح هو
من يعرف كل هذه العناصر، وأوضحت أنه يمكن إخراج الفيلم ويسافر إلى مهرجانات
العالم ويحصل على جوائز، فمن يتعلم الفن السينمائى لا يمكن أن ينضم لجماعات
متطرفة.
وأشارت الصبان إلى أن أحد طلاب المدرسة لديها كان من ذوى
الاحتياجات الخاصة، وحصل على جائزة كبيرة، وامتحن فى السيناريو والإخراج
والتصوير والصوت، وقد أنتج فيلمًا رائعًا عن الفراعنة.
وخلال الندوة تم عرض فيلم تسجيلى عن المدرسة العربية
للسينما، وفيديو لتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى للدكتورة منى الصبان
وأيضًا عرض فيلم «حلم بقاء السيرة».
وساهمت وزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة نيفين القباج فى
فعاليات المهرجان، من خلال قص شريط ستديو تبرعت الدكتورة بمعدات التصوير
الخاصة به لصالح ورش مهرجان أسوان، كى يستطيع الشباب تصوير أفلامهم وتوصيل
رسائلهم والمشاركة فى المهرجانات الأخرى. |