* 20
فيلما تبدأ السباق بينها «الوقت المعلق» و«المطبخ» و«رجل مختلف» و«نهاية
أخرى» و«الكعكة المفضلة لدى»
كيف يمكننا الاستمرار فى الحلم والعالم ينهار من حولنا؟..
ذلك هو السؤال الأكبر والأوحد الذى تطرحه أفلام شاشة مهرجان برلين
السينمائى الدولى الرابع والسبعين، الذى يواصل عروضه وسط محاولات سينمائية
تدعو لإعادة منهجة الحياة بقلوب تنبض ذواتها دون أن تطغى على الآخرين من
حولنا ولا تضل أبدا الطريق إلى الامل. «نحن فخورون بشكل خاص باختيارات هذا
العام من الافلام التى تحقق أفضل توازن ممكن بين المخرجين الذين نعتز بهم
ونعجب بأعمالهم، وبين الأصوات الجديدة القوية فى مشهد السينما المستقلة»..
هكذا يقول كارلو شاتريان، المدير الفنى للمهرجان، ويضيف: «ما يدفعنا إلى
هذه الاختيارات هو بالطبع تنوع القصص ورواة القصص، ولكن أيضا، وأكثر من
ذلك، تعدد الأساليب بهدف إظهار الإمكانيات الواسعة للغة السينما».
فى الاطار نفسه قالت المديرة الإدارية لمهرجان برلين
السينمائى مارييت ريسينبيك «يهدف المهرجان بدورته الـ 74 إلى إثارة الحماس
مرة أخرى للسينما، وذلك من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأفلام المميزة من
مختلف أنحاء العالم، وخلق تجربة سينمائية ممتعة».
ويتنافس على جائزتى الدب الذهبى والدب الفضى 20 فيلما، تطرح
صورة مفصلة للسينما كما هى وكما ستكون. سواء من المخرجين المعروفين أو
الصاعدين، وباعتبارها مركز ثقل المهرجان، والنقطة المحورية، تعمل المسابقة
على جذب انتباه العالم، حيث تضم أكثر الأفلام التى تم الحديث عنها لهذا
العام، وهى تمثل إنتاجات من 30 دولة، منها ثلاثة أفلام تمثل القارة السمراء
التى غابت عن النسخة الماضية من المهرجان، 19 فيلما تقدم فى عروضها الأولى
فى العالم، من بينها فيلمان وثائقيان وستة أفلام أخرجتها نساء فى مقدمتهن
المخرجة التونسية مريم جبور التى تنافس بفيلمها «إلى من أنتمى» وتشارك فى
إنتاجه تونس وقطر والسعودية وفرنسا. الفيلم بطولة صالحة النصراوى التى تجسد
دور عائشة، وهى امرأة فى تونس تجد نفسها عالقة بين حبها الأمومى وبحثها عن
الحقيقة عندما يعود ابنها فجأة إلى منزله من حرب كان قد انضم خلالها لإحدى
الجماعات الإسلامية، ويطلق العنان للظلام فى جميع أنحاء قريتهم فى أجواء
رمزية توحى بالكثير. ويشارك فى بطولة الفيلم محمد حسين جرايعة، ومالك شرقى،
وآدم بيسا، وديا ليان، راين شرقى.
ويتنافس الفيلم المكسيكى الامريكى المرتقب «المطبخ» اخراج
ألونسو رويز بالاسيوس، وبطولة راؤول بريونيس كارمونا، رونى مارا، آنا دياز،
موتيل فوستر، والذى يروى قصة علاقة حب فى مطعم نابض بالحياة فى نيويورك
بالقرب من تايمز سكوير.
حيث يقع بيدرو (راؤول بريونيس كارمونا)، فى حب مضيفة المطعم
المرهقة (رونى مارا)، ويرفض قبول الحقائق الصعبة التى قد تعقد فرصتهم فى
المستقبل معا. عندما تبدأ الشائعات فى الانتشار بأن أحد موظفى المطبخ قد
سرق 870 دولارا من الخزانة.
ومع فيلم «نهاية أخرى» يعود المخرج الإيطالى بييرو ميسينا
إلى المنافسة على الدب الذهبى بفيلم الخيال العلمى الحزين والتأملى الذى
يقوم ببطولة جايل جارسيا بيرنال، رينات رينسفى، برنيس بيجو، أوليفيا
ويليامز، بال آرون، وتدور أحداثه فى المستقبل القريب عندما توجد تقنية
جديدة يمكنها إعادة وعى شخص ميت إلى جسد حى، فى محاولة لتخفيف حزن
الانفصال، وتوفير القليل من الوقت الإضافى ليقول وداعا.
نحن أمام شخصين يحبان بعضهما البعض، ويستمران فى الحب، حتى
بعد وفاة أحدهما «سال» يعيش فقط على الذكريات منذ أن فقد «زوى»، حب حياته:
ذكريات مثل أجزاء مرآة محطمة لا يمكن جمعها مرة أخرى. تقترح أخته إيبى،
التى تراقب شقيقها بقلق متزايد، أن يلجأ إلى «نهاية أخرى»، وهى تقنية جديدة
تعد بتخفيف آلام الانفصال عن طريق إعادة وعى أولئك الذين ماتوا إلى الحياة
لفترة وجيزة. يجد سال زوى مرة أخرى بهذه الطريقة، ولكن فى جسد امرأة أخرى.
جسد لا يعرفه لكنه قادر فيه بطريقة غامضة على التعرف على زوجته. فى الواقع،
«نهاية أخرى» يمنح سال الوقت لمشاركة المزيد من الحياة مع زوى، ليحبها مرة
أخرى، وليقول وداعا فى النهاية. لكن هذه فرحة هشة وعابرة وماكرة.
المخرج بييرو ميسينا أعرب عن سعادته باختياره لمسابقة
برلين، وقال «نهاية أخرى» هى قصة حب.. الحب الذى يعيش فى الكلمات، فى
الأفكار، فى الذكريات ولكن قبل كل شىء، الذى يعيش وينمو فى صمت فى أجساد
الناس. بعيد عن الانظار. مثل سر تلك الأجساد نفسها.
المخرج الموريتانى الكبير عبدالرحمن سيساكو الذى اعتدنا
مشاهدة أعماله بمهرجان كان السينمائى، وذاع صيته عقب فيلمه الرائع «تمبكتو»
الذى توج بجائزة «سيزار» الفرنسية لأفضل فيلم عام 2015 ورشح عام 2014
لجائزة الأوسكار. ينافس هذه المرة فى مسابقة مهرجان برلين بفيلم يحمل عنوان
«شاى أسود» بطولة نينا ميلو، تشانج هان، وو كى شى، ومايكل تشانج.
دراما رومانسية شاملة تمتد من ساحل العاج إلى حقول الشاى فى
قوانجتشو، حول امرأة تهرب من زوجها وتتخلى عنه، فى يوم عرسها، من ساحل
العاج إلى الصين، حيث تكتشف الطريقة الخاصة لصنع الشاى. تبدو الحكاية شاسعة
والتصوير فعلا كذلك، إذ ينتقل من قارة إلى أخرى، كما أنه ملىء بالمواقف
التى تطرح تساؤلات حول الواقع ايضا.
المخرجة والممثلة السنغالية الفرنسية ماتى ديوب تشارك فى
المسابقة الرسمية بفيلمها، «داهومى»، الذى ينتمى إلى النوع التسجيلى، وفيه
تقوم المخرجة بالعودة إلى تاريخ الاستعمار الفرنسى للسنغال، ودول إفريقية
أخرى مشابهة. تدور الأحداث فى نوفمبر 2021، حيث 26 من الكنوز الملكية
لمملكة داهومى على وشك مغادرة باريس للعودة إلى بلدهم الأصلى، جمهورية بنين
الحالية. جنبا إلى جنب مع الآلاف من هذه القطع الأثرية التى نهبتها القوات
الاستعمارية الفرنسية عام 1892.
تصور ديوب فيلمها بتأمل غنى ومضطرب حول روح الشتات
الإفريقى، هذا الفيلم الوثائقى الذى مدته 67 دقيقة يركز على نقاش أشعل
فتيله بين الطلاب فى جامعة أبومى كالافى فى بنين عندما تمت إعادة الكنوز
بعد أكثر من 100 عام من سرقتها القوات الاستعمارية الفرنسية وشحنها إلى
باريس عرض يتبع تحقيق ديوب المركز بشكل مكثف بينما يناقش المتحضرون
المعاصرون لشعب داهومى المعنى الذى قد تحمله هذه الآثار بالنسبة لبلد اضطر
إلى تشكيل هويته الخاصة فى غيابهم
ويعرض داخل المسابقة فيلم «رجل مختلف» إخراج آرون شيمبرج.
وبطولة سيباستيان ستان، ريناتى رينسف، آدم بيرسون، وهو يعد العمل الوحيد
الذى عرض فى السابق قبل عرضه فى مهرجان برلين حيث عرض لأول مرة عالميا فى
مهرجان صندانس السينمائى.
بينما ينافس المخرج برونو دومونت بفيلم «الإمبراطورية»،
بطولة براندون فليجى، لينا خودرى، أنا ماريا بارتولومى، كاميل كوتين،
فابريس لوتشينى.
الفيلم إنتاج فرنسى إيطالى ألمانى مشترك، ويدور حول صبى
لديه قدرات عجيبة تكاد تشعل الحرب بين الدول.
المخرجة الإيطالية مارجريتا فيكاريو تنافس بفيلمها الأول
«جلوريا» بطولة جالاتيا بيلوجى، كارلوتا جامبا، فيرونيكا لوتشيسى، ماريا
فيتوريا دالاستا، سارة ما فودا. تقع أحداث هذا الفيلم فى القرن الثامن عشر،
ناقلة الأجواء التاريخية والفنية من خلال قصة مجموعة من راقصات الباليه
اللواتى يقررن الخروج عن النمط الكلاسيكى.
سيعرض أيضا للمخرج الفرنسى الكبير أوليفييه أساياس، العرض
الأول لفيلمه الجديد «الوقت المعلق» فيلم كوميدى من عصر كوفيد يدور حول
زوجين يقضيان فترة الحجر الصحى معا، ويعيدان اكتشاف بعضهما البعض، وهو من
بطولة فنسنت ماكين وميشا ليسكوت وناين دورسو ونورا حمزاوى.
المخرجتان الإيرانيتان مريم مخدم وبهتاش صناعية يتنافسان فى
المسابقة بفيلم «الكعكة المفضلة لدى»، حيث تقدمان دراما ملهمة وجريئة حول
الشعور بالوحدة من خلال سيدة تعيش بمفردها وتتعرف على رجل مسن مثلها لديه
نفس الهم والحياة الانعزالية ويندمجان معا بعد أن تدعوه لمنزلها، لكنه
يفارق الحياة وهى تعطى لها ظهرها بعد رحلة. وكانتا المخرجتان قدمتا فيلما
جيدا من قبل بعنوان «أنشودة البقرة البيضاء» الذى عرضه هذا المهرجان فى
دورة سابقة.
وقد ناشد منظمو مهرجان برلين السماح للمخرجين بالسفر بسبب
أنهما «ممنوعان من السفر حيث جرى مصادرة جواز سفريهما ويلاحقان أمام
المحاكم بسبب عملهما كفنانين وصانعى أفلام» وفيلم «لغة أجنبية» إنتاج فرنسى
ألمانى بلجيكى مشترك إخراج كلير برجر وليليث جراسموج، جوزيفا هاينسيوس،
نينا هوس، كيارا ماسترويانى، جلال الطويل.
وهناك فيلم «أبناء» للمخرج السويدى جوستافو مولر، وهو دراما
حول رئيسة سجن فى السويد، تفاجأ بأن أحد معارفها السابقين تم إدخاله السجن
الذى تشرف عليه. يشكل ذلك تحديا لعواطفها، وما يترتب على ذلك من مشاكل.
فيما يقدم المهرجان نيلسون كارلوس ولوس سانتوس أرياس فى
فيلم «طفل» بطولة جون نارفايز، سور ماريا ريوس، فريد ماتجيلا، هارمونى
أهالوا، خورخى بونتيلون جارسيا.
وفى المسابقة فيلم «شامبالا» إخراج مين باهادور بهام وبطولة
ثينلى لامو، سونام توبدين، تنزين دالها، كارما وانجيال جورونج، كارما شاكيا.
يعود المخرج هونج سانج سو الكورى الجنوبى إلى برلين، بعد أن
شارك فى ستة أفلام فى المنافسة فى المهرجان منذ عام 2008. وقد وصف شاتريان
أحدث أفلامه، «احتياجات مسافر»، بأنه «كوميدى وتناول خفيف ولكنه ثاقب
للعلاقات الإنسانية» يقوم ببطولته الممثلة الفرنسية ايزابيل هوبير، التى
ستحصل أيضا على الدب الذهبى الفخرى.
وتسجل نيبال أول مشاركة لها فى تاريخ مهرجان برلين
السينمائى بفيلم «شامبالا» للمخرج مين باهادور بام.
وهناك فيلم من هيلد، مع الحب إخراج أندرياس دريسين وبطولة
ليف ليزا فرايز، يوهانس هيجمان.
وتنافس ألمانيا بالفيلم الوثائقى «معمارى» إخراج فيكتور كوساكوفسكى. |