ملفات خاصة

 
 
 

خاص "هي"- مهرجان كان 2022:

فيلم "تحت الشجرة".. قصة حب في ظلال أوراق التين

أندرو محسن - مهرجان كان

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في السنوات الأخيرة بات التطور والنضج في السينما التونسية لافتًا، وصار تواجدها بفيلم أو أكثر في المهرجانات الكبرى أمرًا تقليديًا وغير مفاجئ. لا يقتصر الأمر على مخرجين أسسوا اسمهم بالفعل، لكننا سنجد كل فترة اسمًا يقدم عمله الطويل الأول، ويكون بمثابة إضافة جديدة مميزة لمخرجي الجيل الجديد في السينما التونسية.

عدة أفلام تونسية تتواجد في الدورة 75 لمهرجان كان السينمائي، تتباين في موضوعاتها وأساليبها السينمائية.  "تحت الشجرة" للمخرجة أريج الصحيري، يشارك في مسابقة "نصف شهر مخرجين"، وهو فيلمها الروائي الطويل الأول، بعد أن قدمت فيلمها التسجيلي الطويل "عالسكّة" (2018) والذي تابع مجموعة من رجال السكك الحديدية في تونس.

قصة من عدة قصص

تدور أحداث الفيلم داخل أرض زراعية، تحتوي تحديدًا على أشجار التين، التي نضجت ثمارها وأتى أوان حصادها. يجمع المشرف على الأرض عددًا من العمال والعاملات من أعمار مختلفة ليعملوا على حصاد التين في مقابل أجر، وخلال أحد أيام الحصاد نتابع ما يحدث بين هؤلاء الحاصدين.

في اختيار صعب تقرر أريج أن تدور أحداث فيلمها في نصف يوم تقريبًا، يبدأ بوصول العمال إلى الأرض الزراعية، وينتهي بانتهاء النهار وعودتهم إلى بيوتهم. نقول إنه اختيار صعب، إذ أن المخرجة التي شاركت أيضًا في كتابة السيناريو، قررت أن توحد الزمان والمكان لأحداث الفيلم، فلا نبتعد عن أشجار التين، ولا نخرج كذلك من الحيز الزمني لنصف اليوم، مما يعني تقييد السرد نسبيًا. لكنها عوضت هذا بتعدد الشخصيات التي نتابعها.

بجانب المشرف على الأرض، تواجد عدد من الفلاحين الكبار في السن، والشباب والشابات الذين شاركوا في الحصاد، وقد أفسحت أريج المساحة الأكبر من فيلمها لهؤلاء الشباب، 4 بنات و3 أولاد في مرحلة المراهقة، يسيطر عليهم بشكل واضح مفهوم الحب والعاطفة. كما هي عواطف المراهقة غير المستقرة، تبدو على بعض الشخصيات تعلقها بشخصيات أخرى بعينها، لكننا لا يمكننا أن نمسك بقصة حب واحدة مكتملة الأركان، الأمر أشبه بالاستماع إلى جلسة نميمة بين عدد من المراهقين أو المراهقات، ولكن الفارق هنا هو أننا لا نستمع إلى هذه الحكايات بل نشاهدها.

تفاوت بين الشخصيات

مع كثرة الشخصيات خلال مدة الفيلم، ووجود عدد محدود من الدقائق لكل منها، فإننا شاهدنا تفاوتًا واضحًا بينها، فمنها من كانت ذات أبعاد واضحة، ويمكن الشعور بأنها شخصية قابلناها بالفعل، مثل شخصية سناء (أماني فضيلي) ومنها من كانت باهتة أو أحادية الأبعاد مثل أغلب شخصيات الشباب في الفيلم. ومنها أيضًا من شهدت تحولات مفاجئة ربما بشكل حاد وغير ممهد له بالقدر الكافي، مثل شخصية المشرف على الحصاد الذي كان مشهد تحرشه بإحدى الفتيات لا يشبه شخصيته التي شاهدناها منذ بداية الفيلم.

طبقًا للديانات الإبراهيمية، عندما سقط آدم وحواء بعدما أكلا من شجرة معرفة الخير والشر، خاطا لأنفسهما مآزر من أوراق شجر التين. ماذا يحدث عندما تسقط تلك الأوراق؟  في الفيلم نشاهد مقاربة للإجابة على هذا السؤال، كيف تستكشف كل الشخصيات نفسها والآخر من خلال الحب بين أشجار التين.

يوم بين أشجار التين

ليست كثيرة هي الأفلام التي تنقل مقاربة حقيقية لعالم المراهقين المعقد وخاصة ما يتعلق بالحب لديهم، تحت الشجرة يذكرنا بفيلم آخر قريب هو "سعاد" للمخرجة آيتن أمين، فكلاهما اقترب من هذا العالم، وأدخلنا جلسات سرية بين الأصدقاء أو الصديقات، وما ميز الفيلمين هو التلقائية الحقيقية في كليهما.

لا يمكن إغفال المجهود الواضح الذي بذلته المخرجة مع الممثلين، الذين لا يظهر فقط في إحساسهم الدقيق بالشخصيات التي يؤدونها، بل أيضًا إحساسهم بالمكان وتفاصيله، وتفاعلهم أيضًا مع الشخصيات الأخرى.

مع عدم وجود خط درامي رئيسي واضح يُبنى عليه الفيلم، كان السؤال الذي يراودنا هو كيف سينتهي؟ يمكننا أن نشعر أن أريج الصحيري قدمت خلال الفيلم جانبًا تسجيليًا واضحًا لعملية الحصاد تلك ولكيفية تفاعل الفلاحين مع هذا الأمر، وهذا الجانب التسجيلي صورته بشكل شديد الجمال، لكنه أيضًا كان على حساب الدراما في بعض المواضع.

عكس الكثير من الأفلام العربية والتونسية التي تتبنى نهايات حزينة، أو ربما مفتوحة تميل إلى الحزن، تقدم المخرجة في هذا الفيلم نهاية متزنة، بانتهاء يوم الحصاد، مثلما صاحبتنا الشمس منذ البداية فإن ننهي الفيلم في أجواء مبهجة، مستمدة ربما من عواطف المراهقين، التي يصعب الجزم في لحظة معينة أنها انتهت بشكل قاطع.

كاتب وناقد سينمائي

 

####

 

آراء النقاد في فيلم "Top Gun: Maverick"..

هل عاد توم كروز إلى منطقة الخطر؟

أسماء مندور

خطف الممثل الأمريكي توم كروز الأضواء في الأيام القليلة الماضية، مع الاحتفال الاستثنائي الذي حظي به في مهرجان "كان" السينمائي، بالإضافة إلى العرض الخاص لفيلمه "Top Gun: Maverick" في لندن، حيث نال نجم هوليوود إشادات واسعة النطاق، وكشف النقاد عن آرائهم في الفيلم، وتناولته الصحف العالمية.

كيف تناولت الصحف العالمية فيلم توم كروز الجديد؟

 بعنوان "عودة توم كروز إلى منطقة الخطر"، كتبت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية مقالًا، أوضحت فيه أن فيلم "Top Gun: Maverick"، من إخراج جوزيف كوسينسكي، يتضمن مهمة جديدة للفوز ومعارك من أجل الانتصار، لكن هذه المرة، تبدو المهمة أكثر ثقلًا، مشيرةً إلى أن شركة باراماونت، التي منعت عرض الفيلم عبر منصات البث المباشر بإصرار من توم كروز، قدمت دفعة من الدرجة العسكرية وراء الفيلم.

هل ينافس فيلم "Top Gun: Maverick" النسخة الأصلية؟

بعد الانطلاق على متن حاملة طائرات في سان دييغو، حيث وصل توم كروز بطائرة هليكوبتر، تضمنت الجولة الترويجية العالمية محطات توقف في مهرجان كان السينمائي، حيث حصل توم كروز على السعفة الذهبية الفخرية، والعرض الخاص الملكي للفيلم في لندن، قبل موعد طرحه في دور العرض يوم الجمعة المقبل، الموافق 27 مايو/ آيار، وأشار المقال إلى أن فيلم Top Gun: Maverick بمثابة جزء ثاني ناجح، وربما حتى ينافس النسخة الأصلية، حيث يشتمل على مزايا عديدة، أبرزها "تحدي العمر" لنجمه توم كروز البالغ من العمر 59 عامًا، ومازال يتمتع ببريق الشباب.

توم كروز وبريق الشباب

من نفس المنطلق، أشاد موقع NPR بـ توم كروز، موضحًا أنه كان في أوائل العشرينات من عمره عندما أدى دور طيار البحرية الشاب في فيلم "Top Gun" عام 1986، مع النظارات الشمسية، والدراجة النارية والسرعة في الأكشن والحركة، أما في الجزء الحالي، فإنه متعجرف ومتمرد أكثر من أي وقت مضى، حيث أصبح قائدًا عسكريًا في أواخر الخمسينيات من عمره، ولا يزال يعرف كيف يعطي الأوامر ويتحكم في الأمور تحت السيطرة، حيث يتعارض مع شخصيات السلطة المزعجة.

على صعيد متصل، أفاد النقاد أن تسلسل الأكشن في الفيلم أكثر إثارة ومصداقية مما كانت عليه في الجزء الأصلي، حيث يشعر المشاهد وكأنه حقًا في قمرة القيادة مع هؤلاء الطيارين، والسبب في ذلك، على حد قولهم، هو أن الممثلين خضعوا لتدريب طيران مكثف وقيادة طائرات حقيقية أثناء التصوير، وفي هذا الصدد، يبدو فيلم "Top Gun: Maverick" وكأنه عودة إلى حقبة ضائعة من صناعة الأفلام العملية، قبل أن تستحوذ التأثيرات المرئية الناتجة عن الكمبيوتر على هوليوود. 

 

مجلة هي السعودية في

23.05.2022

 
 
 
 
 

مهرجان "كان" يواجه العنف ضد المرأة

رسالة كان : إنجي سمير

·        مظاهرات على السجادة الحمراء تندد بقتل 129 امرأة بسبب العنف الأسرى

·        "العنكبوت المقدس" يتناول قتل فتيات الليل باسم تطهير المجتمع .. ومخرج الفيلم: القصة أثارت فضولي منذ كنت طالبًا في الجامعة وأتوقع أن يثير جدلًا في إيران

·        حسين فهمي ومحمد حفظي معًا في حفل توزيع جوائز مركز السينما العربية

حملت أفلام المسابقة الرسمية في فعاليات الدورة 75 لمهرجان كان السينمائي تنوعا كبيرا، حيث شهدت عرض الفيلم السويدي "Triangle of Sadness" أو "مثلث الحزن" تأليف وإخراج روبن أوستلوند، بطولة هاريس ديكنسون وتشارلي دين وودي هارلسون، وحاز العمل على إعجاب الجمهور بشكل كبير، خاصة أنه ليس من المعتاد أن يشارك في هذه المسابقة فيلم يحمل جرعة كبيرة من الكوميديا.

قدم المخرج روبن أوستلوند قصة رومانسية من خلال حبيبين من مشاهير الموضة يتم دعوتهما في رحلة بحرية، على أحد اليخوت ليفاجئوا أنه مليء بالضيوف الأثرياء المتعجرفين الذين أصيبوا بإعياء شديد بسبب دوار البحر نتيجة عاصفة قوية ضربت اليخت، وهو ما نتجت عنه كوميديا الموقف التي جعلت الجمهور يتعايش مع الأحداث.

وحرص المخرج روبن أوستلند طوال الفيلم لفت نظر المشاهد إلى الجمل الحوارية بين الضيوف والتي تبدو للبعض وكأنه جدال لا قيمة له، لكنه حوار مقصود يعكس وجهة نظره في الحياة خاصة في المشهد بين كابتن اليخت الأمريكي الذي جسد دوره ودي هارلسون والثرى الروسي المخموران وحمل مناظرة كوميدية بين الطرفين تتناول عوالم وسياسات دول كبرى صنعت كوارث وأبادت شعوبا.

أما بالنسبة للفيلم الإيراني "Holy spider" أو "العنكبوت المقدس"  للمخرج الإيراني الدنماركي علي العباسي والذي يعرض في المسابقة الرسمية أيضا، حيث يسرد قصة حقيقية عن القاتل "سعيد هاني" الملقب بـ "قاتل العنكبوت" في شوارع المدينة، حيث تم العثور على 16 قتيلة من العاهرات من عام 2000 إلى 2001، وتناول المخرج القصة في سياق مميز عن شاب يعتقد أن تدينه الشديد يعطيه الحق في قتل فتيات الليل لتطهير المجتمع منهن، ويعاقبهن على ما فعلنه، حتى قررت إحدى الصحفيات اكتشاف القاتل وأسباب ذلك حيث تنكرت في زي فتاة ليل ويتعرف عليها ويقرر قتلها حتى تكشفه ويتم القبض عليه، ويحكم عليه بالإعدام شنقا، رغم أن بطل العمل كان يظن أنه لن يقبض عليه لأنه لم يخطئ بقتلهن ولكن لم ينقذه أحد من معتقداته الخاطئة حتى من دعموه من سكان المدينة المتطرفين والذين اعتبروه بطلا شعبيا.

ومن جانبه، قال المخرج علي العباسي في المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح اليوم، إن العمل قصة حقيقية حيث كان في توقيت هذا الحادث طالب في الجامعة ومهتم بتفاصيل الحادث وكيف أن الشرطة لم تستطع القبض على القاتل في وقت أقل من ذلك خاصة أنه كان يقتل الفتيات بنفس الطريقة مما يجعل القبض عليه سهلا، موضحا أنه ظل يفكر لعدة سنوات كيفية تقديم العمل وهل سيتم تقبله من جانب المشاهدين أم لا، خاصة أنه من خلاله يقدم حقيقة صعبة من الحياة الإيرانية وبالتالي لم يتم السماح له بسهولة، مشيرا إلى أنه يثق في أن العمل سيثير جدلا في إيران، ولكن إذا تم مشاهدته سوف يستوعب الشعب الإيراني فكرته.

ويعتبر الفيلم الذي تم تصويره في الأردن من أكثر الأعمال التي أثارت جدلا في المهرجان هذا العام، حيث أكد المخرج أنه في العشرين عامًا الماضية، كان يفكر دائمًا في الظلم الكبير الذي وقع بسببه الضحايا الحقيقيون لهذه القصة وكيف حتى عندما يدين الناس هذا، لم يذكروا هؤلاء النساء مطلقًا. 

ومع عرض الفيلم، قام أعضاء الحركة النسوية الفرنسية "Les Colleuses" بالدخول إلى السجادة الحمراء وهم يحملن لافتة ضخمة مكتوبا عليها أسماء 129 امرأة قتلن نتيجة العنف الأسري وقاموا بإشعال ألعاب نارية "شماريخ" تصدر دخانا أسود وذلك للتنديد بالعنف ضد المرأة.

من ناحية أخرى، شهدت الفعاليات أمس توزيع جوائز مركز السينما العربية بحضور علاء كركوتي أحد المؤسسين الذي أعرب عن سعادته بهذا الحفل وتوزيع الجوائز التي تم اختيار أفضلها بعناية شديدة، والتي ينظمها مركز السينما العربية، وتضم 167 ناقدا عالميا من 68 دولة، كما حضر الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة، والمخرج أمير رمسيس، والناقد أندرو محسن، والمنتج محمد حفظي، والمخرج أحمد فوزي صالح، وانتشال التميمي رئيس مهرجان الجونة السينمائي.

وفي لافتة جميلة، قام الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة الحالي بتحية واحتضان المنتج محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السابق والصعود للمسرح سويا وتحية الجمهور.

وقد ضمت المنافسة، عدة أفلام عربية منتجة في العام الماضي، منها فيلم "سعاد" للمخرجة آيتن أمين، وفيلم "الحارة" للمخرج باسل الغندور، والفيلم العراقي "أوروبا" إخراج حيدر رشيد، وفيلم "دفاتر مايا" لجوانا حاجى وخليل جريج من لبنان.

وشهد حفل توزيع الجوائز تتويج الممثلة الفلسطينية ميسا عبد الهادي بجائزة أفضل ممثلة، عن دورها في "صالون هدى" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وفاز الممثل الفلسطيني علي سليمان بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "أميرة" للمخرج محمد دياب.

كما كانت جائزة أفضل فيلم وثائقي إلى المخرج الفلسطيني السوري المولد عبد الله الخطيب عن فيلمه "فلسطين الصغيرة، يوميات حصار" الذي تناول حياة اللاجئين الفلسطينيين في حي اليرموك بدمشق.

 

الأهرام المسائي في

23.05.2022

 
 
 
 
 

«عنكبوت مقدّس».. وجه إيران الآخر في «كان السينمائي»

كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

قدّم المخرج الدنماركي من أصل إيراني علي عبّاسي في فيلمه “عنكبوت مقدّس ـ Holy Spider“، المشارك في مهرجان كان السينمائي، صورةً مختلفةً عن الجمهورية الإسلاميّة، إذ يتناول قصّةً حقيقيّةً عن قاتلٍ سفّاحٍ تستهدف سلسلة جرائمه بائعات الهوى في مدينة مشهد، وتحظى عمليات “التنظيف” التي ينفّذها باسم الدين تأييد السكان.

استلهم المخرج أحداث فيلمه من سلسلة من الجرائم وقعت قبل عشرين عاماً في مشهد، إحدى أبرز المدن المقدّسة لدى المسلمين الشيعة، ويروي قصّة مرتكبها الذي برّر قتله 16 بائعة هوى بأنّه أراد تطهير شوارع المدينة من الرذيلة.

في الفيلم، يجوب القاتل، الملقّب بالعنكبوت، على درّاجته الناريّة شوارع مشهد، التي تبدو أشبه بمدينة الخطيئة في فيلم “سِن سيتي” الشهير، إذ تنشط فيها الدعارة وتنتشر المخدّرات، نظراً إلى وقوعها على طرق التهريب الرئيسيّة من أفغانستان، وغالباً ما يكون مصير بائعات الهوى اللواتي يركبن معه الموت خنقاً في شقته.

وبعد أن يرمي جثثهن على قارعة الطريق، يتّصل السفّاح هاتفياً بنفس الصحافي في كلّ مرّة ليعلن مسؤوليّته عن الجريمة.

من جهتها، لا تبدو الشرطة مستعجلةً للوصول إليه، حتّى تقرّر صحافيّة شابّة من طهران تعقّب “العنكبوت” بنفسها وجعله يدفع ثمن جرائمه.

وقال عباسي في المؤتمر الصحافي اليوم عقب عرض فيلمه أمس: “لا أشعر بأنّه فيلم مناهض للحكومة أو فيلم لناشط، فالصورة التي ينقلها ليست بعيدة من الحقيقة”.

وأضاف: “إذا كانت لدى أيّ شخص مشكلة (مع الفيلم الذي يُظهر بشكل صريح واقع الجنس والمخدرات وكراهية المجتمع للمرأة)، تكون مشكلته مع الواقع، لا معي”.

وبطبيعة الحال، لم يتمكن مخرج فيلم “بوردر”، الذي برز من خلاله في مهرجان كان في العام 2018، من تصوير عمله الجديد في المدينة المقدّسة أو في إيران، إذ لم يتلقّ أيّ ردٍّ على طلباته للحصول على أذونات التصوير.

وأشار عباسي إلى أنّ طاقم الفيلم بدأ عمله في تركيا، قبل أن يُبعد منها نزولاً عند ضغوط السلطات الإيرانية، ممّا دفعه إلى نقل التصوير إلى الأردن، حيث أعيد تكوين الديكورات. وأضاف: “من السهل جدّاً في رأيي القول إن المخرجين الموجودين في إيران لا يظهرون الواقع”، رافضاً “الحكم عليهم، لأن كل فيلم يُصنع في إيران هو معجزة”.

وينافس عبّاسي مع مخرج إيرانيّ آخر، هو سعيد روستايي، على السعفة الذهبية، فيما تضمّ لجنة التحكيم مواطنهما المخرج الحائز جوائز عدّة أصغر فرهادي.

ويؤدي الممثّل الإيرانيّ مهدي بجستاني دور القاتل في “عنكبوت مقدّس”، وهو شخصية ذات وجهين، إذ إنّه ربّ عائلةٍ متديّن وهادئ في النهار، ومضطرب نفسيّاً في الليل. كذلك، استعان المخرج بالممثّلة التلفزيونيّة زهراء أمير إبراهيمي، التي غادرت إيران ولجأت إلى فرنسا بعدما أفسد “فيديو فاضح” حياتها المهنيّة.

ولا ينتهي الفيلم بتوقيف السفّاح، بل يبرز القسم الثاني منه تفاصيل محاكمته التي يُبرر خلالها أفعاله بدوافع دينية.

يتناول الفيلم موقف القضاة المُحرَجين نظراً إلى تأييد كثرٍ لجرائم “العنكبوت” واعتبارهم إيّاها “تضحية”، قبل توصّلهم إلى إعلان حكم الإعدام.

وشبّه المخرج “النظام القضائي في إيران” بأنّه “مسرحية سخيفة”، و”برنامج تلفزيوني يستطيع فيه (كتّاب السيناريو) الحصول على النتيجة التي يريدونها للشخصيات”.

 

####

 

«الدوحة للأفلام» تعلن في «مهرجان كان» عن اختيار 44 عملاً لمنح ربيع 2022

كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام اختيار 44 مشروعاً لصناع أفلام من مختلف أرجاء العالم للحصول على منح في دورة الربيع 2022، وتم الإعلان عن هذه الأفلام في مهرجان «كان» السينمائي 2022.

وفي هذا السياق، قالت السيدة فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: «نفتخر بتقديم الدعم لصناع الأفلام الجدد الذين يخوضون تجاربهم الأولى أو الثانية في دورة منح الربيع 2022. ويؤكد هذا الأمر على التزامنا الدائم بالترويج للأصوات المستقلة والمهمة في عالم السينما».

وأضافت أنه على مدار السنوات السابقة حصل العديد من السينمائيين على منح من المؤسسة ونالوا إشادات عالمية في المهرجانات السينمائية من ضمنها مهرجان «كان» تقديراً لابتكارهم وإبداعهم. معربة عن ثقتها في أن الاختبارات الجديدة ستحظى بنفس التقدير وتلهم عشاق الأفلام بقصصهم الآسرة وتقنيات السرد القصصي المبتكرة.

وتتضمن قائمة البلدان الممثلة في هذه الدورة، بالإضافة إلى دولة قطر كلا من (الجزائر، الأرجنتين، بلجيكا، تشيلي، الصين، جزر القمر، كرواتيا، مصر، فرنسا، ألمانيا، غرينلاند، الهند، إيران، اليابان، لبنان، لوكسمبورغ، المغرب، النرويج، فلسطين، الفلبين، بولندا، رومانيا، السعودية، كوريا الجنوبية، السودان، سويسرا، سوريا، هولندا، تونس، المملكة المتحدة، أوكرانيا، الولايات المتحدة، اليمن).

والأعمال الحاصلة على منح في دورة الربيع 2022 وفقا للتوزيع الجغرافي هي: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أفلام روائية طويلة مرحلة التطوير: «أقدام» لمهدي علي علي، «الزوجة الأخرى» لمريم مسراوه، «كولونيا» لمحمد صيام، «يونان» لأمير فخر الدين.

أما منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أفلام روائية طويلة مرحلة الإنتاج: «ملكة القطن» لسوزانا ميرغني، «بصيص باهت في ظل حياتي» لميشال تيان، «ليلى في دريملاند» للمخرجة سيلين قطران، «صيف الـ 67 «لأبو بكر شوقي،» الأيام الأخيرة لـ آر آم» للمخرج أمين سيدي بومدين.

 

موقع "سينماتوغراف" في

23.05.2022

 
 
 
 
 

"تيك توك شورت فيلم" توفر حرية الابتكار للمخرجين المبتدئين

تيك توك تُرسي "قواعد بصرية جديدة" ضمن مهرجان كان السينمائي وذلك من خلال مقاطع الفيديو القصيرة.

كان (فرنسا)باتت منصة تيك توك للفيديوهات التي تحظى بشعبية واسعة لدى الشباب تستهوي المخرجين السينمائيين المبتدئين، إذ أن مقاطع الفيديو القصيرة على الشبكة الشريكة لمهرجان كان السينمائي، توفّر “حرية ابتكار” ولا تستلزم إمكانات ضخمة، وتُرسي بلقطاتها العمودية “قواعد بصرية جديدة”.

ونظمت المنصة للمرة الأولى مسابقة للأفلام القصيرة بعنوانتيك توك شورت فيلم، وزعت جوائزها الجمعة ضمن مهرجان كان، إلا أن الأعمال التي شاركت فيها “مشغولة بشكل أكبر بكثير من مقاطع الفيديو التي ينشرها عادة مستخدمو الشبكة”، بحسب عضو لجنة تحكيم المسابقة المخرجة السنغالية أنجيل ديابانغ.

وفازت كلوديا كوشيه، وهي مستخدمة تيك توك مثابرة ولكنها قبل كل شيء ممثلة، بجائزة “أفضل سيناريو”، عن فيلم قصير بعنوان “برنسيس موديرن” يقع في ثلاث دقائق.

◙ منصة تيك توك للفيديوهات نظمت للمرة الأولى مسابقة للأفلام القصيرة وزعت جوائزها الجمعة ضمن مهرجان كان (الصورة من تويتر)

وكان توقف الأعمال المسرحية خلال مرحلة الحجر الأولى في مارس 2020 لاحتواء جائحة كوفيد-19 وراء اكتشاف هذه الممثلة المسرحية البالغة 34 عاماً الشبكة الاجتماعية وانضمامها إلى مستخدميها المليار.

وقالت “أنشر حالياً مقطع فيديو كل يوم تقريباً. إنها عبارة عن مشاهد من الحياة اليومية تمتزج بالخيال. لدي 250 ألف متابع”. وأضافت “توفّر لي تيك توك حرية ابتكار وجمهوراً وتعطيني الثقة للقيام بالأمور بمفردي”.

وأرادت كوشيه من خلال مسابقة تيك توك أن تتناول موضوعاً خطيراً هو العنف ضد المرأة، يختلف عن النمط المألوف لدى مستخدمي تيك توك الساعين عادةً إلى مقاطع فيديو “مسلية”.

ولجأت كوشيه استثنائياً إلى كاميرا “16 كي” لتصوير اللقطات القريبة جداً، بدلاً من هاتفها الذكي الذي تستخدمه عادةً. وبكلمات قليلة ومن دون مشاهد عنف جسدي صريحة، ولكن بحضور مكثّف للانفعالات المعبّرة، يتناول فيلمها القصير قصة فتاة معنّفة ينتهي بها الأمر إلى ارتكاب ضرر لا يمكن إصلاحه للدفاع عن نفسها. وشرحت كوشيه “عندما نكون ضحية للعنف الأسري لا نجرؤ على الحديث عنه، لكن يمكننا إظهاره”.

وقالت عضو لجنة التحكيم المخرجة الفرنسية كامي دوسوليه خلال توزيع الجوائز “قد يرى البعض أن ثلاث دقائق وقت قصير، لكن حاولنا تقييمها على أنها أفلام مدتها 120 دقيقة”.

وأبدت دوسوليه المعتادة أكثر على الشاشة الكبيرة إعجابها بشكل الصورة العمودي الذي تفرضه تيك توك إذ “يتيح التحرر من ثقل الإطار الأفقي الذي ساد عقوداً ويرسي تالياً قواعد بصرية جديدة بالكامل”.

ورأت أن “لعبة هذا النمط من الإطار التصويري لا توحي فقط بالهاتف الذكي، بل كذلك بالنافذة والباب، وهي تشبه أيضاً اللوحات الفنية”.

وأفاد مدير تيك توك في فرنسا إريك غاراندو بأن “عشرات الآلاف شاركوا في المسابقة” ينتمون إلى 44 دولة.

ورأى غاراندو، وهو الرئيس السابق للمركز الوطني للسينما في فرنسا، أن تيك توك عادت إلى ما يشبه لقطات الدقيقة الواحدة للأخوين لوميير في بدايات اختراعهما التصوير السينمائي.

كلوديا كوشيه فازت بجائزة "أفضل سيناريو" عن فيلم تيك توك قصير بعنوان "برنسيس موديرن" يقع في ثلاث دقائق

ولاحظ أن “السينما اليوم تعاني أحياناً شيئاً من السمنة، وتقدم تيك توك بديلاً أقصر وتجربة أكثر كثافة”.

ويلتقي مع هذا التحليل الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة تيك توك للفيلم القصير، إذ يستخدم مخرجه السلوفيني ماتيي ريمانيك رموزاً تذكّر بالأفلام الأولى في تاريخ السينما، من خلال فيلم صامت باللونين الأبيض والأسود عن قصة حب يتبادل بطلاها العشرينين الرسائل بواسطة الطائرات الورقية.

واختار إريك غاراندو لهذه الدورة الأولى من المسابقة لجنة تحكيم “ذات تنوع كبير”، من نجم تيك توك كابي لامي الذي يحتل المركز الثاني في العالم من حيث عدد المتابعين على الشبكة إلى المخرج الفرنسي الكمبودي ريثي بان الذي يترأس اللجنة و”الملتزم جداً” بالأشكال التقليدية للسينما.

وأثار ريثي بان ضجة عندما استقال احتجاجاً على “ضغوط” الشبكة على لجنة التحكيم في عملية اختيار الفائزين، لكنه ما لبث أن عاد عن استقالته وتولى مجدداً هذه المهمة قبل ساعات من تسليم الجوائز، موضحاً أن “تيك توك تراجعت وأعادت” إلى اللجنة “سيادتها”.

ويذكر أن مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعين يستمر في الفترة من 17 إلى 28 مايو أيار، ويعود إلى جدول أعماله التقليدي بعد اضطرابات جائحة كورونا على مدى عامين، مما يثير آمال القائمين على صناعة السينما بأنه سيؤذن بعودة الجماهير إلى دور العرض، وقد أعاد الصخب والسحر إلى مدينة كان الواقعة على البحر المتوسط.

وقدّم مهرجان كان السينمائي منذ حفل افتتاحه الثلاثاء الماضي مشهدين متباعدين من خلال استقباله المخرج الروسي المعارض كيريل سيريبرينيكوف والنجم الهوليوودي توم كروز في اليوم الأول من المسابقة الرسمية التي تجمع بين السياسة والبهرجة المعتادة في هذا الحدث السنوي.

 

العرب اللندنية في

23.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004