"قفص
السكر".. فيلم عن يوميات عائلة سورية يتوّج بجائزة مهرجان الإسماعيلية
مهرجان الإسماعيلية عرض أكثر من مئة فيلم على مدى أسبوع
وحلّت روسيا ضيف شرف نسخته الثانية والعشرين.
الإسماعيلية (مصر)- فاز
فيلم “قفص السكر” للمخرجة السورية زينة القهوجي بجائزة أفضل فيلم تسجيلي
طويل في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي اختتم دورته
الـ22 مساء الثلاثاء.
والفيلم إنتاج سوري لبناني مصري مشترك وتدور أحداثه في 60
دقيقة حول زوجين مسنين يعيشان في شقة بالقرب من العاصمة دمشق. وبدلا من أن
ينعما في نهاية العمر بالهدوء والسلام تحاصرهما الحرب ويعانيان من الانقطاع
المتكرّر للماء والكهرباء ودويّ القنابل.
وفي الفيلم تحاول القهوجي توثيق زمن طويل وثقيل الحركة عبر
استخدام كاميراتها لمراقبة وتسجيل الحياة اليومية لوالديها المسنين خلال
ثماني سنوات من الحرب في سوريا.
المخرجة زينة القهوجي تحاول توثيق زمن طويل وثقيل الحركة
عبر استخدام كاميراتها لمراقبة وتسجيل الحياة اليومية لوالديها المسنين
خلال ثماني سنوات من الحرب في سوريا
ويسود الفيلم مشاهد من العزلة والخوف والترقب والتي تقول
الكثير عن الحياة في دمشق أثناء الحرب، لكنها في الوقت نفسه قادرة على
تسجيل رابط الحب والحساسية الإنسانية التي تتمسّك بها العائلة كملاذ وأداة
مقاومة ضدّ ثقل الوقت والحرب.
وزينة القهوجي من مواليد 1986، بدأت العمل في مجال فن
الوثائقي عام 2010، وأتمت في عام 2017 درجة الماجستير في الإخراج الوثائقي
ضمن إطار برنامج “دوك نومادس” الأوروبي المشترك. وفيلم “قفص السكر” هو
فيلمها الثاني في مسيرتها الإخراجية القصيرة نسبيا بعد فيلم تخرجها
الوثائقي الأول “خيال” والذي تناولت فيه ظاهرة ارتفاع حالات الطلاق بين
الأزواج السوريين اللاجئين في أوروبا.
وفاز “خيال” بجائزة الأسد الذهبي ضمن منافسة للأفلام
الوثائقية القصيرة في مهرجان برشلونة للأفلام 2018، كما فاز بجائزتين من
مهرجان سينما المرأة في البرتغال، الأولى تنويه من لجنة التحكيم عن الشكل
الفني والثانية تنويه عن جودة الفيلم ضمن منافسة أفلام الطلبة، كما حصل على
جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فئة الوثائقي القصير ضمن فعاليات منصة
الشارقة للأفلام 2019.
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها في مسابقة الفيلم التسجيلي
الطويل إلى الفيلم الأرجنتيني “خريطة أحلام أميركا اللاتينية” إخراج مارتن
ويبر، فيما نوّهت اللجنة بفيلمي “قفزة أخرى” من إيطاليا و“القصة الخامسة”
من العراق.
وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فاز بالجائزة فيلم
“عمي تيودور” للمخرجة أولغا لوكوفنيكوفا من المجر، وهو إنتاج مشترك بين
المجر والبرتغال ورومانيا وروسيا، وخلاله تعود المخرجة إلى بيت أجدادها بعد
مرور عشرين عاما، حيث مرّت بأحداث مؤلمة وتركت بصمة عميقة في ذاكرتها إلى
الأبد.
فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم البرازيلي
“كشك الجنة للصحف والمجلات” للمخرجة جيوفانا جيوفانيني والمخرج رودريغو
بويكر. ويستعرض الفيلم حاضر البرازيل الذي تطبّع بالشكل الحديث للعمالة غير
المستقرة، حيث يتمسك مالكه، سيو نيني بالإيمان الديني والأمل في أن تغيّر
الحياة دفّتها عن طريق اليانصيب.
ونوّهت لجنة تحكيم المسابقة بفيلم “نايا.. الغابة لها ألف
عين” إخراج سيباستيان مولدر من هولندا. وهو إنتاج ألماني هولندي من إخراج
سيباستيان مولدر، وتدور أحداثه من خلال ذئب مراقب بنظام تحديد المواقع
العالمي، يمشي من ألمانيا إلى بلجيكا، حيث يتصدّر أول ذئب يظهر في بلجيكا
منذ قرن عناوين الصحف، ثم يختفي عن أنظار البشر، وتحاول هذه اللقطات
استكشاف العلاقة بين البشر وهذا الحيوان البرّي الأيقوني.
وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فاز بالجائزة فيلم
“الست” للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم
إلى فيلم “أجرين مارادونا” للمخرج الفلسطيني فراس خوري.
وأعلنت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي)
منح جائزتها للفيلم التسجيلي الطويل “عندما نما البرسيمون” من أذربيجان
إخراج هلال بايداروف.
المهرجان عرض أكثر من مئة فيلم على مدى أسبوع، وحلّت روسيا
ضيف شرف نسخته الثانية والعشرين
وضمت لجنة تحكیم الفيلم التسجيلي الطويل والقصير كلا من
المخرجة الإماراتية نجوم الغانم والمخرج والمنتج السينمائي ديان بيتروفيتش،
مؤسّس ومدير عام مركز الفيلم المستقل (فيلمارت)، والمخرجة المصرية هالة
خليل بالإضافة إلى المخرج العراقي الفرنسي عباس فاضل.
وافتتح المهرجان دورته الثانية والعشرين في السادس عشر من
يونيو الجاري بعد تأجيله أكثر من مرة بسبب جائحة فايروس كورونا، عبر فيلم
“فرح” للمخرجة السويسرية جوليا بونتر، والذي يتناول قصص ثلاث فتيات مصريات
على وشك الزواج ومدى تأثير الأفكار والتقاليد الاجتماعية على اختياراتهنّ.
ولعرض حال المرأة في معادلة الزواج ترافق المخرجة ثلاث نساء
في مرحلة الخطوبة وما يرافقها من هواجس وخوف من عدم تحقيق الحلم المشروع
بالاقتران بالرجل المناسب الذي يمكن تكوين أسرة سعيدة معه، حيث أخذت عيّنات
بتول وبسام، وهما شابان مثقفان يعملان في حقل المسرح والتمثيل، وماريزة
ورامي من عائلتين ميسورتيْ الحال، وعبدالرحمن ورندة الراغبة في شراكة
متساوية مع زوجها المستقبلي.
وأقيمت عروض المهرجان في قصر ثقافة الإسماعيلية ومكتبة مصر
العامة ونادي الشجرة ونادي الشاطئ (الدنفاه) وحديقة ميدان النافورة
والحديقة المفتوحة بفندق توليب.
وعرض المهرجان على مدى أسبوع أكثر من مئة فيلم، وحلّت روسيا
ضيف شرف النسخة الثانية والعشرين منه، وذلك ضمن إطار أجندة وزارة الثقافة
المصرية للاحتفال بعام التبادل الإنساني المصري – الروسي.
وكرّم المهرجان في الافتتاح الناقد السينمائي كمال رمزي،
واسم مخرجة الرسوم المتحركة فايزة حسين التي توفيت قبل أسابيع قليلة، وكذلك
اسم الممثلة وعارضة الأزياء الراحلة رجاء الجداوي ابنة مدينة الإسماعيلية.
كما احتفى بعدد من النجوم المصرين الذين شاركوا في أفلام قصيرة، من بينهم
صفية العمري وأحمد بدير.
وأصدر المهرجان خلال الدورة سبعة كتب عن تاريخ السينما
المصرية والسينما التسجيلية، من أبرزها كتاب “أعمدة السينما التسجيلية
المصرية في القرن العشرين” للناقد والمخرج هاشم النحاس.
ويعدّ مهرجان الإسماعيلية أحد أعرق المهرجانات في العالم
العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصّص في الأفلام الوثائقية
والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام 1991. |