·
» الحب والحرب وخرائط للأحلام.. قضايا تسيطر على أفلام
الدورة 22 العائدة بعد غياب
·
«فرح» في الإفتتاح و14 فيلماً في مسابقة الطلبة
بطموحات كبيرة يبدأ الأربعاء القادم مهرجان
الإسماعيلية الدولى للأفلام
التسجيلية والقصيرة فعاليات
دورته الـ ٢٢ التى تستمر حتى ٢٢ يونيو.
المهرجان الذى يقيمه المركز القومى للسينما برئاسة
السيناريست "محمد الباسوسى" ويرأسه الناقد السينمائى عصام زكريا، يلقى
الضوء على أهم تجارب السينما التسجيلية الجديدة فى العالم والتى تتناول
قضايا اجتماعية وإنسانية وسياسية سواء كانت معاصرة او من قلب التاريخ،
ومنها فيلم الافتتاح "فرح" ويرسم صورة للقاهرة الحديثة والمجتمع الذى يجب
أن يواجه فيه جيل اليوم وضغط التقاليد الراسخة والاضطرابات الثقافية
والاقتصادية التى تجبر المجتمع المصرى على إعادة اكتشاف نفسه من خلال ثلاثة
أزواج مختلفين اجتماعياً وثقافياً ودينياً.
وقال الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان: الفيلم وثائقى طويل
تدور أحداثه فى "80 دقيقة" ويمثل التجربة الثالثة للمخرجة.
وتحدثت مخرجة الفيلم جوليا بانتر عن تجربة صناعتها له
فقالت: انتقلت إلى القاهرة فى 2015 لأصنع هذا الفيلم، ووقعت فى غرام هذا
البلد وعاصمته، وبنائه الاجتماعى الذى يتميز بالتعقيد والتناقضات الجذابة،
التى يمكنها أن تكون فاتنة ومزعجة فى ذات الوقت. بدلاً من تقديم الزواج على
أنه اتحاد أبدى بين شخصين، يحاول الفيلم استخدامه كذريعة للحديث عن الرجال
والنساء، والضغوط الاجتماعية التى يواجهها الأزواج الشباب كل يوم.
وتضيف: تسعى مصر حالياً نحو التطور، ويتمزق مجتمعها بين
الأفكار الغربية عن الحرية والرغبة فى احترام الأدوار التقليدية للرجل
والمرأة فى المجتمع. فى محاولة اكتشاف مقومات الزواج، أدهشنى قسوة القيود
الاجتماعية وعنفها الجوهرى فى مواجهة الأفراد. ومع ذلك، لم أعتبر ضرورة
الزواج مشكلة يجب على الشباب المصريين التخلص منها ليعيشوا أحراراً وسعداء.
وقالت: تعد العائلة ركيزة أساسية لهذا المجتمع، والزواج أمر
لا مفر منه. يطرح الفيلم هذا الأمر كحقيقة دون التشكيك فى شرعيتها.. وتختتم
قائلة : بين الحس الفكاهى والعواطف الناتجة عن أهمية الأفكار المطروحة،
أردت فيلماً قوياً ومكثفاً ولطيفاً فى ذات الوقت، مثل القاهرة وأبطالي. من
خلال إتاحة الفرصة لأصوات أبطالى الحميمية الصادقة، يتيح لنا الفيلم التعرف
على تطلعات ومخاوف الشباب المصرى فى حاضرنا هذا.
ومن مسابقة الافلام الروائية التى يتنافس بها 15 فيلما،
الفيلم المغربى "عايشة " اخراج زكريا نورى، حيث تعيش عايشة، ذات الـ 26
عاماً فى ضواحى المدينة، حياة رتيبة. تعتنى أثناء النهار بأمها المريضة،
وفى الليل تترك المنزل لتعبر الطريق أمام أى شاحنة محتملة.
وفيلم "جرين مارادونا " اخراج فراس خوروتدور أحداثه أثناء
كأس العالم 1990، بينما يحاول صبيان فلسطينيان البحث عن ستيكر أرجل
مارادونا المفقود، من أجل استكمال ألبوم كأس العالم والفوز بلعبة
الأتاري.وفيلم " الست" إخراج سوزانا ميرغني، وفيه تعيش نفيسة، ذات الـ 15
عاماً، فى قرية سودانية تعيش على زراعة القطن. تحمل نفيسة إعجاباً لبابيكر،
بينما يرتب والداها زواجها من نادر، فى حين أن جدة نفيسة (الست) تملك خططاً
أخرى لمستقبلها. لكن هل تستطيع نفيسة أن تختار لنفسها؟
والفيلم التشيكى "كومبارس" ويطرح قصة رجل يتبع مجموعة من
العمال من أجل العمل فى منطقة صناعية. يتجرد من ملابسه ، ويرتدى زياً
عسكرياً ويتقلد سلاحاً، ويتم اختبار عزمه بسلسة من الأحداث المزعجة.
وفيلم "فى القارب" اخراج بايزاك ماماتاليف حول شاب مسلم،
يقتات من نقل الناس من ضفة إلى أخرى بقاربه، تجبره الظروف على نقل امرأة
مسيحية حُبلى إلى الضفة الأخرى. وفيلم "حَمَل الله" إخراج البرتغالى ديفيد
بينيروفيسنتى ويتناول صورة غامضة لعائلة مترابطة، حيث تمتلئ الاحتفالات
الصيفية لهذه القرية البرتغالية بالشهو انية والعنف.
وفيلم "فيرديانا" اخرتج إيلينا بياتريس، ودانييل لينس، وفيه
نرى بعد شجار كبير، يستيقظ الزوجين بمشاكل لا تصدق، فهو فقد النطق وهى فقدت
السمع، ولم يعد للفحوصات والأطباء أى فائدة. تأتى إليهم سيدة بنبتة خاصة
لمساعدتهم.
وفى مسابقة الافلام التسجيلية هناك فيلم "قفص السكر"، إخراج
زينة قهوجى وإنتاج سورى لبنانى مصري، ويستعرض العواقب المُدمِّرة للحرب
السورية، حيث
تقوم المخرجة بتوثيق زمن واستخدام كاميرته لتسجيل الحياة
اليومية لوالديها المسنين خلال 8 سنوات من الحرب فى سوريا، ويسود الفيلم
مشاهد من العزلة، والخوف والترقب، لكنها فى الوقت نفسه قادرة على تسجيل
رابط الحب والحساسية الإنسانية التى تتمسك بها العائلة كملاذ وأداة مقاومة
ضد ثقل الوقت والحرب.
وتقول زينة قهوجى : "حاولت فى هذا الفيلم إيجاد معادلتى
الفنية والسياسية الخاصة، إذ تجنبت الاقتراب من سينما الحرب والصراع بشكل
مباشر الأمر الذى يتطلب الكثير من الخبرة والنضج والمسافة النفسية والفكرية
الكافية والتى كنت أفتقدها فى ذلك الحين، فلجأت إلى العمل على الخاص
والشخصى تلبية لحاجتى الكبيرة للتعبير عما يدور من حولى من أحداث عبر
ممارستى الفنية".
وهناك ايضا فى المسابقة الفيلم الوثائقى " القصة الخامسة "
إنتاج سورى قطرى مشترك اخراج احمد عبد، وهو رحلة عاطفية طويلة امتدت لأربعة
عقود من الحروب والصراعات فى العراق.. ينطلق الفيلم من خلال صبى يعيش فى
بادية الموصل تركته صور الجثث المحشوة فى رأسه يعانى منعزلاً مع أغنامه،
لتنتقل القصة إلى جبال سنجار، فتظهر فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً اسمها
(أخين) تحولت إلى مقاتلة منذ دخول داعش إلى
مدينتها، وصولاً إلى والده الذى يجلس منعزلاً فى منزله محاولاً رسم وجوه
الأشخاص الذين كان يدفنهم خلال الحرب العراقية الإيرانية، لتنتهى القصة
برجل مسن فى السبعين من عمره يقطن وحيداً بين القطارات المهجورة حيث تركته
القطارات، بعد عودته من الأسر فى الحرب العراقية الإيرانية من 30 عاما.
حصل الفيلم على جائزة الاتحاد الدولى للنقاد السينمائيين فى
مهرجان (إدفا) السينمائى سنة 2020.
وصرح المخرج احمد عبد إن "الشيء الذى جعلنى أقوم باختيار
أخين، هو أننى مررت بنفس الفترة التى تمر بها، حيث أردت أن أكون مقاتلاً
عندما كنت مراهقاً فى بغداد أثناء القتال ضد القوات الأمريكية آنذاك.. أخين
كانت هى الرحلة الطويلة والعميقة لتحولات هزت مدينة سنجار حين احتلها داعش
الإرهابي".. ويضيف "تحولت أخين مع تحول المدينة.. وكأنهما مندمجان ببعض، إذ
تحولت هذه الفتاة الرقيقة الطبيعية إلى مقاتلة تحمل قناصها أينما ذهبت
وتقوم بقيادة مجموعة من الفتيات وهى لا تزال فى سن 18 عاما"، متابعا "قالت
لى أخين جملة ستبقى محفورة بذاكرتى إلى الأبد وهى (عندما تقتل ستشعر بهذا)
هذه الجملة هى اختزال لما مر بنا من صراعات خلال الأربعين عاماً الماضية
منذ الحرب
العراقية الإيرانية إلى
يومنا هذا وفيلم "حكايات من الزنزانة" إخراج أبيل فيسكي، حول ثلاثة أباء
مسجونين يكتبون حكايات خرافية تحولت إلى أفلام قصيرة، تصور أفراد أُسرهم.
تعد هذه المحاولة الإبداعية لإعادة التواصل والشفاء أمراً خادعاً، لكن
نتائجها غير مؤكدة.. وفيلم "أدعوك لإعدامى "إخراج نينيو كيرتادزا، ويتناول
قصة الكاتب الروسى بوريس باسترناك عندما ادرك أنه لن يستطع نشر روايته
(دكتور جيفاجو) فى الاتحاد السوفيتي، بسبب انتقادها لثورة أكتوبر، قرر
تهريب عدة نسخ من مخطوطته خارج البلاد.
وفيلم "الأشرار " اخراج ماسجا أومس، حيث نشاهد ان نظام
المراقبة المؤقت هو آخر أمل لمجموعة من المراهقين، بعد أن استنفذت أسرهم كل
حيلهم معهم. عليهم أن يعودوا إلى الطريق الصحيح الآن بمساعدة مرشد لهم فى
أحد المزارع المنعزلة فى فرنسا.
وفى مسابقة الافلام التسجيلية القصيرة يتنافس 14 فيلما منها
"كُشك الجنة للصحف والمجلات" إخراج: جيوفانا جيوفانيني، رودريجوبويكر، فى
روتين يومي، يستعرض كشك الصحف حاضر البرازيل الذى تطبع بالشكل الحديث
للعمالة غير المستقرة، حيث يتمسك مالكه، سيونينى بالإيمان الدينى والأمل فى
أن تغير الحياة دفتها عن طريق اليانصيب.. وفى مسابقة افلام الطلبة يتنافس
14 فيلما منها " جنيه فى الشهر" إخراج: حسن أبودومة، أفضل البقاء فى صمت
إخراج: دينا الزنينى، القرار صفر إخراج: محمد حسن، أن تصل متأخراً إخراج:
ضحى حمدي، بلا عيب إخراج: مريم نادر، فرصة أخيرة إخراج: عمر محمد صدقي،
لأجل مسمى إخراج: مارينا ماهر.. بالاضافة إلى عدد من البرامج الموازية التى
يقيمها المهرجان للسينما الدنماركية واليونانية والروسية.
وتجئ خطوة الوفاء للسينما التى يقدمها المهرجان هذا العام
بإقامة احتفالية خاصة طوال ايام المهرجان للاحتفاء بعدد من النجوم المصريين
الذين قاموا ببطولة الأفلام القصيرة ومنهم الفنانة صفية العمرى والفنان
أحمد بدير واسم الفنانة رجاء الجداوى كما يكرم المهرجان الناقد الكبير كمال
رمزى. |