احتفل مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بمئوية ملك الترسو
فريد شوقي، وذلك من خلال ندوة وحفل توقيع لكتاب «فريد شوقي.. وحش الشاشة
ملحمة السينما المصرية» للناقدة أمل الجمل، والذي أُقيم بمكتبة الأقصر
العامة ضمن فاعليات اليوم الأول للمهرجان بدورته التاسعة، وذلك بحضور
الفنان محمود حميدة رئيس شرف المهرجان، والسيناريست سيد فؤاد رئيس
المهرجان، والمخرجة عزة الحسيني مديرة المهرجان، وأسرة الفنان الراحل زوجته
سهير ترك، وابنتيه رانيا وعبير، كما حرص على الحضور عدد من الفنانين
والسينمائيين منهم النجمة لبلبة والمخرج عمر عبدالعزيز والمنتج محمد العدل.
بدأت الاحتفالية بكلمة لمدير الندوة الناقد أسامة عبدالفتاح
أكد فيها على قيمة فريد شوقي في السينما العربية، وإسهاماته فيها كممثل ظل
على قمة النجومية لعدة عقود في السينما والمسرح والتليفزيون، ومنتج قدم
أعمالا مهمة لهذه الصناعة، وأيضا ككاتب سيناريو لعدد من أعماله.
وشدد على ضرورة أن يستمر الاحتفال بمئوية هذا النجم الكبير
على مدى العام من خلال الأنشطة التي تنظمها المؤسسات الفنية والثقافية،
وعلق قائلا: إن فريد شوقي لم يكن فقط ممثل تربع على القمة لسنوات طويلة
ولكنه كان حالة فنية خاصة، إثر بفنه واستطاعت أعماله تغيير القوانين في
إشارة إلى فيلميه «جعلوني مجرما» و«كلمة شرف».
وفي مداخلة، استعرضت عزة الحسيني خطوات الاستعداد للاحتفال
بمئوية الملك فريد شوقي، وقالت إن إدارة المهرجان وجدتها مناسبة عظيمة تضيف
لفاعليات المهرجان وتاريخه، وعملت عليها منذ عام، مشيرة إلى الإعلان عن هذه
الاحتفالية من خلال بيان لمهرجان الأقصر والذي أعلنه من مهرجان كان
السينمائي في دورته الأخيرة.
ووجهت الشكر لأسرة فريد شوقى لما قدمته من دعم لهذه
الاحتفالية، وأثنت على المجهود الذى بذلته الناقدة أمل الجمل فى الكتاب
الذى يصدره المهرجان، وأشارت إلى إقامة معرض للصور بقصر ثقافة الأقصر
للفنان محمد بكر.
وقال الفنان محمود حميدة: إنه قرأ الكتاب الذي أصدره
المهرجان، ووجد مادته تتحدث عن فريد شوقى كشخصية فنية بمعزل عن كونه ممثلا،
وعلق: «كنت أتمنى أن يكون هناك دراسة عن هذا الممثل العظيم».
واستطرد قائلا: «استمتع بتحليل أدوار الممثل لأننا كممثلين
نقدم أدوارا ولا ندرى كيف قمنا بأدائها، ونريد من يقوم بتحليل هذه الأدوار
واكتشاف سر هذا الأداء».
وقال عن مسيرة فريد شوقي الفنية، إنه كان فنانا يحمل تاريخة
على كتفه، ولا يستهلكه على الشاشة، وظل يضيف لهذا التاريخ فى كل عمل يقدمه.
وتحدث المنتج محمد العدل عن دور فريد شوقى فى دعم صناعة
السينما المصرية، وقال يكفى أنه الأب الروحى للصناعة، لأنه كان سندا لصناع
الأفلام حتى وإن لم يكن أحد عناصر الأفلام التى يقدمونها، فكان يدرك أن
هناك بيوتا مفتوحة من العمل بهذه الصناعة، ويجب أن تستمر مفتوحة.
واختتم العدل كلامه قائلا: إن عندما رحل فريد شوقى رحل الكبير، فصناعة
السينما المصرية الآن فيها كبار، ولكن لا يوجد كبير لها مثل الملك.
وشدد المخرج عمر عبدالعزيز على كلام محمد العدل، مشيرا
لتدخلات فريد شوقى لحل الخلافات بين صناع السينما، وحرصه على تسوية كل
النزاعات بشكل ودى.
وقال إنه كان من عشاق صناعة السينما، وأن تأثيره فيها كان
كبيرا، مشيرا إلى تقديمه الكثير من الفنانين الذين أصبح لهم شأن كبير فى
هذه الصناعة، فهو من اكتشف نجيب محفوظ وذهب إليه وأقنعه بالكتابة للسينما،
وهو أيضا من كان يعرف الكمبارس بأسمائهم فى البلاتوه ويدافع عنهم إذا لزم
الأمر.
وعن الجانب الآخر فى حياة فريد شوقى تحدثت زوجته سهير ترك،
وقالت: عشت معه كفنان وعرفت منه أن الفن شىء جميل يهذب النفس ويرتقى
بالإنسان.
وكشفت عن دورها فى حياته الفنية، وكيف كان يستشيرها فى
السيناريوهات التى يكتبها أو يشارك فى كتابتها، وشدد على أنه كان يحترم كل
الآراء، وكان يقيم جلسات يستطلع فيها الآراء على الأعمال التى يشارك فيها
كممثل ومنتج.
وأكدت على احترامه لزملائه واستخدامه لقب أستاذ وهو يتحدث
عن الجيل السابق له، وكذلك احترامه للمخرجين من الأجيال الأصغر منه، مشيرة
إلى أنه كان يعدل على السيناريوهات التى تعرض عليه، ولكن بعد أن يتفق عليها
مع المخرج، يلتزم بكل كلمة للمخرج ويقول: «أنا عسكرى فى كتيبة المخرج
يحركنى كيف يشاء».
وشددت سهير الترك على احترام فريد شوقى الشديد لمهنته،
وقالت عندما هاجم أحد أعضاء مجلس الشعب الفنانين أصر فريد على الذهاب
للمجلس والرد عليه تحت القبة، وقال له نحن سفراء فوق العادة لمصر، وجعل هذا
النائب يعتذر للفنانين.
وأشارت إلى تعرضه لمشاكل بسبب أدوار قدمها فى السينما،
وتحكى منها قضية رفعت عليه من ابنة أحد تجار روض الفرج بعد تقديمه لفيلم
«الفتوة»، وذلك بسبب اسم أبو زيد الذى اختاره للفنان زكى رستم، وفى المحكمة
قال لصاحبة الدعوة أبوزيد الذى نقدمه فى الفيلم تاجر جشع.. فهل كان والدك
كذلك؟ فأجابت بالنفى، ورد عليها: «إذن فهو ليس أبو زيد الذى نتحدث عنه»،
وبذلك انتهت القضية.
واختارت الفنانة رانيا فريد شوقى أن تتحدث عن فريد الأب،
«أبو البنات» وقالت إنه لم يشعر بمشكلة إطلاقا رغم إنجابه 5 بنات، مؤكدة
أنه كان يحب البنات وإنها عندما حملت فى ابنتها فريدة فرح كثيرا عندما علم
بأنها ستنحب بنتا.
وأضافت أنه لم يكن يرغب فى إنجاب ولد ولم يعترف بفكرة تخليد
اسمه بإنجاب الأولاد لأنه خلد تاريخه بنفسه وبأعماله على الشاشة، وبعد 21
عاما من رحيلة ما زال حاضرا بين الناس.
وأشارت رانيا فريد شوقى إلى طبيعة العلاقة بينه وبين بناته،
وقالت إنه كان يدير حياته بالحب.
وتحدثت المخرجة عبير فريد عن والدها الفنان، وقالت إنه حقق
مكانة فى عالم الفن من الصعب أن يصل إليها أى فنان، وأنها فى كل يوم تكتشف
الجديد عنه وهى تجمع أرشيفه وقصاصاته.
وأشارت إلى أنه قدم كمنتج سينمائى 30 فيلما كلها ناقشت
قضايا تمس حياة الناس، لأنه كان مهموما بهم، وكانت أبطاله تخرج من بينهم،
موضحة أنه كان أول من خاض مغامرة تقديم جوانب سلبية فى تركيبة أبطاله،
وذكرت منها شخصية «الأسطى حسن» والتى لم تكن كل صفاتها إيجابية بل كان الشر
يحتل الجانب الأكبر، وقالت إنه استوحى هذه الفكرة وهو يسير على كورنيش
النيل عندما وجد قصور الزمالك تلقى بأضوائها على صفحة النيل بينما حى بولاق
مظلما ولم تدخله الكهرباء بعد.
وأشارت إلى وعيه وإدراكه للتحولات التى اختار القيام بها فى
كل مرحلة، ومن أفلام الحركة إلى الأفلام الكوميدية وغيرها من النقلات فى
حياته، فكان فى البداية يقول إن عبدالحليم لا بد وأن يقدم 5 أغنيات فى
فيلمه، وهو لابد أن يكون لديه 5 خناقات فى فليمه، ولكن عندما قدم فيلم
الأبطال أدرك أن هناك شكلا جديدا قادما فى هذا الاتجاه وعليه أن يجدد وتحول
إلى الكوميديا، كذلك ألمحت عبير إلى استمرار نجوميته؛ حيث كان أول نجم شباك
وهو يقدم أدوار كبار السن.
وعلقت أمل الجمل على كتابها بأنها اختارت أنت تسير على محور
قراءة تاريخ مصر من خلال سيرة فنان، لأنها وجدته أمرا غير متوفر عند كثير
من الفنانين، مشيرة إلى مولده فى أجواء ثورة 19 وحالة وطنية كانت مسيطرة،
وقالت: إن والده اختار له اسم فريد نسبة للمناضل الوطنى محمد فريد.
في نهاية الندوة، تم تكريم سهير ترك وابنتيه عبير ورانيا
والفنانة لبلبة وذلك فى إطار احتفال المهرجان باليوم العالمى للمرأة. |