أمير المصرى: كنت محظوظًا بدور «عمر» فى «LIMBO»
كتب: محمود
زكي
فى دور اللاجئ الذى يعانى من احتلال بلده والخروج منه
وتجسيده شخصية صاحب رسالة وقضية إنسانية استطاع الفنان أمير المصرى أن يحقق
نجاحا كبيرا بشخصية «عمر» فى فيلم «LIMBO»،
أو «التيه» الذى عرض لأول مرة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ووضع
بطله ضمن القائمة العالمية للنجوم الشباب بالعالم فى اختيارات «بافتا»
للنجوم الصاعدين، كما ينافس أمير المصرى على الجائزة مع النجم المخضرم
أنتونى هوبكنز، والنجوم كوزمو جارفيس، سوبيه دريسيو، ريز أحمد.
النجاح الذى لقيه الفيلم دفعه للمشاركة فى العديد من
المهرجانات السينمائية الدولية مثل «كان» السينمائى، ومهرجان القاهرة
السينمائى الدولى، حيث نافس فى المسابقة الدولية، بجانب حصوله على جائزة
لجنة تحكيم الشباب من مهرجان سان سباستيان السينمائى. «أمير» كشف لـ«المصرى
اليوم» عن كواليس الدور والفيلم، وعن تعرضه لضغوط جسدية وعصبية خلال تقديمه
شخصية «عمر» اللاجئ، وحبه للسينما وتسليط الضوء على قضية اللاجئين العرب فى
أوروبا ومشاركته فى أهم المهرجانات العالمية.
وتحدث «أمير» لـ«المصرى اليوم» حول مشاركته الثالثة بأحد
الافلام الغربية وللمرة الثانية بمهرجان القاهرة بعد فيلمه «دانيال» العام
الماضى.. وإلى نص الحوار:
■ حدثنا
عن كواليس اختيارك لأداء شخصية «عمر» اللاجئ؟
- عند
قراءتى السيناريو قلت لوكيل أعمالى يجب أن نقوم بهذا الدور، وبعد ذلك عملت
اختبارا للدور ولكن الإنتاج نشر الورق مع كثير من الفنانين فى هوليوود،
وكان هناك ترشيح للدورلأحد الفنانين بدون ذكر اسمه وهو محترف جدا، ولكن
بعدما أجريت اختبارات للشخصية كانوا حريصين جدا على أن أقدم دور «عمر»
البطل لأن المخرج كان يبحث عن أفضل ممثل ييستطيع أن يؤدى هذه الشخصية
بطريقة مناسبة للفيلم وللأحداث.
■ كيف
كانت كواليس تصوير فيلم «LIMBO»؟
- الفيلم
تم تصويره خلال شهر فى اسكتلندا فى جزيرة اسمها يولست، وهى كانت شبيهة
بالصحراء وكان بها بشر لا يتجاوزون أكثر من ألفى شخص، والجزيرة بها حيوانات
أكثر من البشر هناك، ولم يكن بها أشجار وكان الهواء شديدا جدا، وعمرى ما
حسيت ببرد قارص مثل هذا، وكنت حريصًا على تقديم الدور بملابس خفيفة،
والإنتاج كان يطلب منى أن أرتدى ملابس تحت الجاكت، ولكن كنت مصرًّا على أن
أحس بالأوقات أو الأحداث التى شعر بها هؤلاء اللاجئون.
■ حدثنا
عن صعوبات دور «عمر».
- الشخصية
التى ألعبها هى لعمر، شاب موسيقى، وكان لازمًا أن أتعلم الموسيقى على آلة
العود، واستمررت لمدة شهرين أتعلم من الموسيقار خيام علامى، وكان يأتى إلى
منزلى ما يقارب الأربع مرات خلال الأسبوع، وكنت أرجع بعد التصوير لأكمل
باقى الحصص التدريبية، وهذا كان شيئا متعبا جدا بالنسبة لى، كنت بشتغل فى
اليوم أكثر من ١٨ ساعة، ولكن الحمد لله كان الفيلم ممتعا والقصة مهمة
وأحببتها؛ لذلك كنت دائما «شايف نفسى محظوظ بالدور ده».
■ كيف
يسلط الفيلم الضوء على قضية اللاجئين؟
- قصة
الفيلم تسلط الضوء على مشكلة اللاجئين فقط ولا تتكلم بشكل عام عن الأمور
السياسية، ولكن
الفيلم يركز على اللاجئ أكثر ممن يساعده، والمخرج كان يركز
الكاميرا على «عمر» فقط، وكيفية تحقيق كل قراراته بنفسه وهذا أكثر فيلم قد
يكون تناول أوضاع اللاجئين.
■ وكيف
ترى مشاركتك بفيلم «LIMBO»،
التيه، بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟
- كنت
حريصا جدا على أن يعرض الفيلم فى مهرجان من أهم المهرجانات فى إفريقيا
والعالم، وهو مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، كما أن الفيلم دخل مهرجانات
أخرى وفاز بجوائز بها، ولكن بالنسبة لى هذا المهرجان من أهمها لى وإلى
قلبى، لأننى تابعت عرض الفيلم مع أهلى وأصدقائى بالوسط الفنى وهذا الإحساس
أفضل شىء لى، وشرف كبير لى أن أشارك بفيلم بريطانى وأنا بطله ويعرض فى بلدى
مصر، وهذه ثانى مشاركة لى بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد فيلم
«دانيال» العام الماضى.
■ صف
لنا شعورك بعد نجاحك فى اختبارات فيلم «LIMBO».
- فوجئت
حين وصلنى الإيميل بأنى فزت فى اختبارات تقديم الشخصية، وكنت واحدا من خمسة
فنانين من أهم الممثلين بهوليوود، وكان الترشيح من شركات الإنتاج والمخرج
وكل طاقم العمل.
■ وكيف
ترى نفسك وسط فنانى الثقافات الغربية؟
- أنا
من أصول عربية، وأتمنى أن أرفع رأس شعبى وأنا خارج بلدى، ودائما أقدم
أعمالًا قريبة من قلبى وفخور بأننى أمثل بلدى وأصل لهذه المكانة الكبيرة
وسط عدد كبير من الفنانين الأجانب وسعيد أنهم شافوا أن عندنا قدرات مثلهم
من المستقبل، وأن الفنانين العرب يستطيعون التمثيل خارج بلادهم، وأن عندنا
إمكانيات ومواهب كثيرة مثلهم.
■ بعد
تجاربك كيف ترى الاختلاف بين السينما المصرية والغربية؟
- الاختلاف
بين خارج وداخل مصر بسيط جدا، احنا شغلنا حلو ومهم جدا والورق أحلى ولدينا
مواهب أفضل من خارج مصر أمام وخلف الكاميرا، ولكن دائما الجدول والوقت أهم
من كل الشغل، والفرق أن فى الخارج جدول العمل يكون موجودا قبل التصوير
بشهر، والفلوس فى الإمكانيات تكون أكثر، وشىء مثل هذا يجعل بلدنا أفضل
لأننا نعمل بتكلفة وإمكانيات أقل وبيخرج شغل عال جدا مقارنة بالإمكانيات.
■ ما
الذى يميز السينما الغربية؟
- أكثر
ما يميز السينما الغربية الخصوصية الشديدة، فى مواقع التصوير، لعدم تسريب
أحداث وكواليس الأعمال، لذلك هناك نظام والتزام.
■ هل
تحب السينما العربية أكثر أم الغربية؟
- ركزت
تواجدى على الأفلام الغربية أكثر من العربية، لأن عدد الفنانين العرب الذين
ينتمون إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هناك قليل جدا، والفرص كانت متاحة
لى أكثر بالعالم الغربى.
■ هل
يواجه الفنانون العرب صعوبات خلال مشاركتهم بالعالم الغربى؟
- من
النادر حصول فنان من أصول عربية على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون
السينما والتلفزيون «بافتا» والتى فزت بها، لأن تقبلهم للعرب صعب جدا، ورغم
تواجد أعداد من الممثلين، فإننا نتعب جدا لإقناع المنتجين والمخرجين
بأدائنا وموهبتنا، فهى تعد منافسة صعبة لأننى كنت ضمن أفضل خمسة فنانين
بريطانيين مرشحين للدور.
■ ماذا
عن خطواتك المقبلة؟ وما تحلم به؟
- عندى
مسلسل على عدة قنوات عالمية، ولدىّ مسلسل «the
one» العام
المقبل على نتفليكس، والعملان إنتاج مشترك بين أمريكا وبريطانيا، وأجسد
شخصية باسم «بنجامين» فى المسلسل الثانى، وأحلم بتقديم أعمال تُخلد فى
تاريخ السينما، وأرغب فى أن أستمر وأمثل أدوارا إنسانية تتكلم عن الواقع
وحاجات حقيقية، وهو ما حققته فى «LIMBO»،
وأتمنى استكماله وزملائى أيضًا. |