في ليلة الختام ..بوابة أخبار اليوم ترصد إيجابيات وسلبيات
"القاهرة السينمائي
"
كتب: سحر الجمل - محمد الشماع
-
أزمة السيستم.. المرأة الحديدية.. والمقارنة بـ«الجونة»..
مشاهد مشوهة
-
أبرز الإيجابيات: الجمهور المصرى كان «عطشان سينما»
-
أهم السلبيات : طوابير التذاكر.. وضعف الاتصالات
ترصد بوابة أخبار اليوم إجابيات وسلبيات مهرجان القاهرة
السينمائي حيث ينتهى غداً الخميس 10 ديسمبر من فعاليات دورته الـ42، وذلك
بحفل ختام مبسط، سيقتصر على توزيع جوائز الدورة على الأفلام الفائزة فى
المنطقة المفتوحة بالأوبرا، وذلك تماشياً مع الإجراءات الاحترازية المتبعة
فى كامل فعاليات الدورة، خوفاً من انتشار فيروس كورونا.
وتقوم الفنانة السورية الأرمينية لينا شاماميان باحياء حفل
ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى دار الأوبرا المصرية، لينا شاركت
فى المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة عبر تقديمها أغنية الفيلم الفرنسى
Gagarine،
الذي تم اختياره رسميا للمشاركة فى مهرجان كان وتقدم خلال الختام أغنية
«ياترى» من كلماتها وألحان الموسيقار التونسى أمين بوحافة.
على مدار أسبوع كامل ظهر الجمهور المصرى والمهتمين بالشأن
الفنى وكأنه “عطشان سينما”، حيث كان حاضراً فى أغلب حضور فعاليات الدورة
التى عرضت 83 فيلماً من 43 دولة، من بينها 20 فيلماً فى عروضها العالمية
والدولية الأولى، بالإضافة إلى 52 فيلماً فى عرضها الأول بالشرق الأوسط
وشمال أفريقيا.
على مدار أسبوع كامل عاشت القاهرة أحلى أيامها خلال الأسبوع
الماضي، وذلك بعد أن تلألأت النجوم في سماء أرض دار الأوبرا المصرية،
حاملين همّ إنجاح المهرجان.
الأسبوع انقضى، وظهرت إيجابيات أكثر من السلبيات، وهو أمر
يحسب لوزارة الثقافة المصرية بقيادة الوزيرة الفنانة إيناس عبدالدايم،
ويحسب أيضاً لسينمائى من الطراز الرفيع، وهو الكاتب والمنتج السينمائى محمد
حفظى رئيس المهرجان، الذى يثبت دورة بعد دورة أن السينمائيين الشباب فى مصر
بخير.
وهناك عدد كبير من الإيجابيات نستطيع رصدها فى السطور
التالية، ولعل أهمها هو عطش الجمهور المصرى للعروض السينمائية بعد نحو عام
من إغلاق السينمات بالكامل بسبب انتشار فيروس كورونا، حتى بعدما فتحت دور
العرض وعادت من الإغلاق لم تكن الأعمال المعروضة على قدر المستوى، أو بمعنى
أدق على قدر تطلعات الجمهور المحروم من السينما لأشهر.
ظهرت جميع عروض المهرجان كاملة العدد، إذ حضر الجمهور
بكثافة، ليس فقط للأفلام المصرية المشاركة فى المهرجان، سواء فى المسابقة
الدولية مثل “عاش يا كابتن” أو “حظر تجول”، ولكن أيضاً فى ندوات المكرمين.
تميزت أرض الأوبرا بالطوابير الطويلة التى صنعها الشباب
والمهتمين بالشأن السينمائي، وذلك على الرغم من السعة المحددة للحضور والتى
قدرت بـ50%، ولكن إدارة المهرجان حاولت التغلب على هذا الأمر بعرض الأعمال
التى لم يتمكن المشاهد من رؤيتها فى عروض أخرى خارج الأوبرا.
من أبرز الإيجابيات أيضاً هو إصرار الدولة المصرية وإدارة
المهرجان على إقامة الفعاليات، وذلك على الرغم من تأجيل معرض الكتاب، حيث
شعر الجميع أن مصير مهرجان القاهرة بات مهدداً للغاية، ولكن الإصرار على
إقامة الدورة لإظهار قوة مصر فى تنظيم الفعاليات الدولية، كان من أهم
المكاسب التى حققها المهرجان فى أسبوعه.
يحسب هذا الأمر بالتأكيد لإيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة،
التى تحملت النقد بعد قرار تأجيل المعرض، وكذلك السينمائى البارع محمد
حفظي، الذى أدار المنظومة بكل كفاءة واحترافية واجتهاد.
ولأن الجمهور المصرى لا ينسى رموزه وتاريخه فإن ندوة وحيد
حامد التى أقيمت ثالث أيام المهرجان حازت على الجانب الأكبر من الاهتمام
والحضور، حيث حضرها عدد كبير من السينمائيين مثل ليلى علوى وإلهام شاهين
وجميلة عوض والسيناريست تامر حبيب وعدد آخر من الصحفيين والكتاب والجمهور.
وظهرت حفاوة الاستقبال منذ الوهلة الأولى لدخول وحيد حامد إلى مقر الندوة
التى أدارها باقتدار الناقد السينمائى الكبير طارق الشناوي.
وحاول وحيد فى الندوة - التى أسماها الكثيرون بـ”تظاهرة حب
وحيد” - أن يقدم خلاصة تجربته الكبيرة فى العمل الفني، والتى امتدت ربما
أكثر من 50 عاماً، صنع خلالها أكثر من 80 عملاً بين سينمائى وتليفزيونى
وإذاعى ومسرحي، وأن يرسل رسائله القوية والعظيمة لأجيال الفنانين من الشباب.
تحدث وحيد بأريحية كاملة، تحدث عن الرقابة وعن صناعة
السينما وعن مستقبلها، وطبيعة أعماله وقضاياه التى ناقشها طوال تاريخه فى
أعماله، مؤكداً لشباب السينمائيين أن العمل والاجتهاد والذكاء هم أدوات
وأسلحة من يريد أن ينجح فى عمله.
الإيجابية الأخيرة من إيجابيات مهرجان القاهرة السينمائى
الدولى الذى تختتم أعماله اليوم الخميس، هو عرض أعمال مصرية مهمة للغاية،
حاز بعضها على تقدير وحفاوة كبيرة وبالغة، وأهم تلك الأعمال فيلم “عاش يا
كابتن” وهو الفيلم الوثائقى المصرى المهم الذى يرصد بالتوثيق نشأة وتطور
لعبة “رفع الأثقال” للسيدات فى مصر.
وقد نجح العمل فى جذب عيون الجمهور والنقاد، الذين أثنوا
على الفيلم وطالبوا بعروض أخرى له بعد المهرجان، وعلى الرغم من عدم وجود
نجم أو نجمة فى أحداثه بسبب طبيعته التوثيقية، إلا أن بطلاته من نجمات مصر
فى رياضة رفع الأثقال تحولوا خلال أيام المهرجان إلى نجمات ريد كاربت، وذلك
بعدما قمن بعمل استعراضات بالأثقال خلال ندوته التى أقيمت بعد عرض الفيلم.
وكأنها صارت قانوناً مطبقاً بشكل عرفى وتقاليدي، فإن سلبيات
الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، ربما تتشابه كثيراً مع
سلبيات الدورة الـ41، والدورة التى قبلها، وما قبل قبلها، وكأننا لا نريد
أن نتعلم الدرس تماماً.
فى العام الماضى دخلت شركة خاصة فى مسألة تنظيم الدخول
والحضور وبيع التذاكر، وظن الجميع أن دخولها سيكون حلاً جهنمياً لأزمة
الدخول ومنع الطوابير والازدحام والتنظيم، ولكن كان الأمر معكوساً، فظهرت
عيوب كثيرة فيه، وظل المهرجان حتى نهايته يعانى من هذا الأمر.
ظن الجميع أن إدارة المهرجان الواعية المجتهدة ستتلافى تلك
المشكلة هذا العام، باعتبارها من أزمات بدايات أى نظام، ولكننا فوجئنا بأمر
أخطر، وبطوابير أطول، وبازدحام أكثر، وهو أمر لم يعد مقبولاً لكثير من
المشاهدين الذين تكبدوا عناء الذهاب إلى الأوبرا لمشاهدة عروض المهرجان.
فى أول الأيام، كشف كثير من النقاد عن أنهم ظلوا فى طابور
حجز التذاكر من التاسعة صباحاً حتى الثالثة مساء، ليقوموا بحجز فيلم فى
السادسة، وعندما وصلوا إلى الشباك، فوجئوا بجملة “كامل العدد”.
الطوابير بالتأكيد لها تداعيات، وأبرز تلك التداعيات هى
وجود مشاجرات بين الشباب الذى حضروا، وهذا لم يكن فى أول الأيام فقط، بل فى
معظم الأيام كذلك، إلى حد جعل البعض يعزف عن الحضور عن عروض الأوبرا،
ويكتفى بمشاهدة الأفلام التى يريدها فى عروض أخرى خارج دور عرض الأوبرا،
وتحديداً فى سينمات منطقة وسط البلد.
مقولة “السيستم واقع” ربما تكون أشهر المقولات فى مصر
المحروسة خلال السنوات الماضية، وذلك مع دخول “سيستم” أو نظام إلكترونى
لتنظيم عمليات تقديم الخدمات.
الأزمة التى يواجهها الكثيرون فى المصالح الحكومية والخاصة،
ظهرت كذلك فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، حيث أكد الكثيرون أن البعض
انتظر أمام شباك التذاكر بالساعات لمجرد أن “السيستم واقع”، ونتساءل هنا عن
أى “سيستم” يتحدث الموظفون؟، ونحن مقبلون فى مصر على رقمنة الخدمات بشكل
كامل، تسهيلاً على المواطنين.
لماذا لم يستفد المهرجان من شركات مهمة تكنولوجياً فى عمل
“سيستم” متقدم؟، سؤال لابد أن يُطرح على القائمين على المهرجان حتى يتلافوا
هذا العيب فى المستقبل.
ظهور المرأة الحديدية مجدداً هو أحد سلبيات المهرجان، وذلك
على الرغم من الانتقادات التى وجهت لإدارته فى الدورات السابقة، بسبب
تحكمها فى كل كبيرة وصغيرة فى مسألة التنظيم، وكذلك التعامل بشكل غير لائق
مع معظم مرتادى المهرجان من الصحفيين والنقاد الشباب، وحتى بعض السينمائيين.
السلبية الأخيرة هى إصرار الكثيرين على مقارنة مهرجان
الجونة السينمائى بمهرجان القاهرة، وهى مقارنة لا تليق بالمرة، أولاً لأن
مهرجان الجونة مهرجان خاص، يصرف عليه رجال أعمال، ويُستخدم فيه منتجع كامل
لاستضافة النجوم، أما مهرجان القاهرة فهو مهرجان الدولة المصرية، وميزانيته
لن تكون بأى حال من الأحوال مثل المهرجانات الخاصة.
أما بخصوص النجوم الذين يريدون أن يفعلوا فى مهرجان القاهرة
ما يفعلونه فى مهرجان الجونة، فربما خاب أملهم، حيث كانت عروض الريد كاربت
فى الجونة هى الأهم ربما من الأعمال نفسها، ومن المهرجان نفسه، وهو أمر
دعائى لا يمت للسينما بصلة.
فى حين إن مهرجان القاهرة السينمائى تخلص كثيراً من فكرة
عروض الريد كاربت اليومي، حيث تقلصت لأهم الأعمال فقط، فى حين كان يحضرها
النجوم من الذين عرف عنهم شغف فى حضور الأعمال السينمائية المهمة، لا
التصوير وعرض الفساتين فقط، وشتان بين اهتمام هذا واهتمام ذاك، خصوصاً
حينما يتعلق الأمر بفن راق اسمه السينما. |