بعد «وكالة البلح» و«أكياس البلاستيك»..
سارة عبدالرحمن ترتدي «فستان بحر» في «الجونة» بـ650 جنيهًا
كتب: مادونا
عماد
إيمان الفنان بفكرة بيئية أو ثقافية وتصديرها إلى الجمهور،
تساهم في إبراز قيمة ودور الفن في حياة الأشخاص، فالرسائل والارشادات التي
يبعثها الفنانين للدفع نحو تطوير الإنسان وتثقيفه، من حيث التعامل مع
المسطحات المائية أو تقليص حجم الملوّثات البيئية، تُثقل قيمة الفنان بين
مُحبيه.
وهي الوسيلة التي حاولت الفنانة سارة عبدالرحمن استعمالها
للمرة الثالثة، باختيار فستان يعبر عن الطبيعة، في مهرجان الجونة السينمائي
الحالي، في دورته الرابعة، فاختيارها لفستان بسيط بألوان مستوحاة من
الطبيعة، منذ يومين، أظهر أناقتها رغم أن فستانها ليس غال الثمن مقارنة
بإطلالات وفساتين الفنانات، التي قد تصل أسعارها إلى آلاف الجنيهات.
لذا تجد «عبدالرحمن»، ترتدي فستانها المُتداخل الألوان، بين
الأزرق والبنفسجي والأخضر، وعند الخصر تضع وشاح من الشيفون الرقيق، وبدت
بإطلالتها فتاة تسير على الشواطئ للاستمتاع بإجازتها الصيفية، مُبتعدة
تمامًا عن اعتماد إطلالة اعتيادية تشبه فنانات مهرجان الجونة السينمائي
التي تميل إلى الاختيارات الكلاسيكية.
واستعانت الفنانة بحذاء ذهبي مُنسقة إياه مع اكسسوارات
باللون الذهبي، حتى تختتم إطلالتها البسيطة، التي ربما ترغب من ورائها إلى
إثبات أن الجمال لا يقتصر على سعر الملابس، إذ أن فستانها لا يتخطي الـ 700
جنيه، بل فضّلت بفعلتها أيضًا دعم المُنتج المصري، حيث لفتت إلى أن الفستان
مُصمم من قِبل براند مصري. وقالت سارة عبر صفحتها الشخصية بـ«فيسبوك»:
«وقعت في حُب (rebelcairo)
وقررت ارتداء تلك الملابس الشاطئية على السجادة الحمراء»، حيث أن البراند
الذي يحمل اسم «rebelcairo»،
يرتكز على الرسومات باليد للتصاميم المطبوعة والمُخيطة في القاهرة، ويهدفون
نحو المزج بين الخامات والموضة والفن.
ويسعى البراند المصري، الذي فضّلته الفنانة، وتم تأسيسه في
سبتمبر 2018، إلى طرح تصاميم وراءها رسالة وقصّة، حسب موقعهم الرسمي،
فيصفون ملابسهم المُصممة بـ«أصوات تحمل مشاعر من المغامرة والغموض»،
مُشجعين المُشتريات إلى ارتداء ما يلائم شخصيتهم. وبالفعل، نجحت الفنانة في
سحب الأضواء بفستانها المصري، ووصفها مُتابعيها بـ«التلقائية والمميزة وسط
إطلالات الفنانات بالجونة»، ولم تكن إطلالتها تلك الأولى من نوعها بل
اختارت الظهور بفستان من أكياس البلاستيك المُعاد تدويرها في «الجونة
السينمائي» عام 2018.
وقالت سارة حينها، عبر «انستجرام»: «مصر تنتج ١٢ مليار كيس
بلاستيك في السنة، وإن ٥٪ من هذا فقط يعاد تدويره، والباقي يظل مدة طويلة
في مقالب القمامة، ويضر بالإنسان والبيئة، وحين يستقر في البحر أو الصحراء
يهدد الثروة الحيوانية والبيئة المحيطة». وتابعت حديثها عن تأثير النفايات
على البيئة: «في الغردقة مثلا فيه شُعب مرجانية بتموت وتتدمر بسبب الأكياس
البلاستيك القمامة تعتبر كارثة بكل المقاييس، نحتاج أن نعرف عنها أكتر كي
ننقذ الموقف مثلا بإعادة التدوير، وذلك لن يحل بين يوم وليلة ولكننا نحاول
أخذ خطوات صغيرة».
كما أوضحت أن فستانها مستخلص من 30 كيس بلاستيك تم إعادة
تدويره، وصممته مصممة الأزياء المعروفة إزميرالدا رضوان، التي تعمل ضمن
براند مشهور يقدّم تصاميم للحقائب من أكياس البلاستيك، بهدف التوعية للحفاظ
على البيئة، قائلة: «اللي أنا لابساه ده معمول من ٣٠ كيس بلاستيك مُعاد
تدويرهم،
Upfuse
براند مصري بيصنع شنط من أكياس البلاستيك كمشروع ينشر الوعي للحفاظ على
البيئة، هما عادة بيصنعوا شنط لكن رحبوا بفكرة تنفيذ التوب دة مخصوص، اللي
صممته الموهوبة جدا إزميرالدا رضوان».
واستطردت: «اللي صنعوا الخامة نفسها هما سيدات منشية ناصر
اللي من خلال (upfuse)
بيكون عندهم دخل ثابت يحميهم من شغلانة فصل القمامة المسببة لأمراض كتير زي
التيتانوس، ووكالة الستايلينج اللي ساعدتني في تصميم اللوك هي (new
blood)».
يذكر أن شركة «Upfuse»
أُسست عام 2013، من خلال رانيا رافعي ويارا ياسين، وتهتم المؤسسة بتصميم
الحقائب والاكسسوارات من خلال إعادة تحويل أكياس البلاستيك. ولكل حقيبة يد
تنتجها، تستخدم الشركة الناشئة 30 كيسًا بلاستيكيًا، كما توصل منتجاتها إلى
القاهرة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.
وتعتمد تلك المؤسسة الاجتماعية في منتجاتها على جمعيات في
منطقة منشية ناصر، ولا تكتفي بالطرح في الأسواق المحلية، بل تصدر منتجاتها
إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، كما نجح المشروع في الفوز
بمسابقة «إنجاز العرب»، وكان المشروع ضمن 9 مشروعات تم اختيارهم من أصل 500
مشروع، مع منحهم جائزة 50 ألف جنيه لتطوير مشروعهم.
وفي العام ذاته من مشاركة الفنانة «عبدالرحمن»، في شهر
نوفمبر، أطلّت في ختام مهرجان القاهرة السينمائي بفستان من «وكالة البلح»،
وسجلت تعليقها عبر «فيسبوك» بعد ظهورها بالفستان الأسود الأنيق، قائلة: «من
أكتر الحاجات الممتعة في شغلي هي فرصة أني أتعامل مع مصممين أزياء
وستايليستس شاطرين للتعبير عن نفسي من خلال اللبس، بس لحفل ختام مهرجان
القاهرة اخترت إني البس فستان اشتريته من وكالة البلح (حتة الهدوم
المستعملة) بـ ٣٧٠ جنيه».
وتابعت: «تقليل الاستهلاك من الحاجات الشخصية اللي بقدر
أعملها عشان أحافظ على البيئة.. يعني (بوزع) اللي مش باستخدمه، مابشتريش
غير اللي محتاجاه ولو اشتريت اشتري مستعمل، مش حاجة متصنعة جديد اتصرف
عليها فلوس كتير وصنّعها عمال في ظروف غير آدمية».
واستكملت الفنانة: «فيه فكرة كدة أن ممكن يُعتبر (عيب) مثلا
أن الواحد يلبس حاجة مستعملة، بس أنا حبيت اأبت (لنفسي أولا) أن من السهل
أني ألاقي حاجة مستعملة لائقة للمناسبة وفي نفس الوقت مستدامة وصديقة
للبيئة، بالتأكيد مش بقدر أعمل كدة طول الوقت زي ما بتمنى بس أهو أديني
بأخد خطوات صغيرة». وكانت سارة أطلّت بفستان أبيض بسيط، الأيام الماضية من
«الجونة السينمائي» الحالي، كما مالت إلى اللون الأحمر بإطلالة ثانية في
المهرجان. |