رغم اتهامات التطبيع.. القضية الفلسطينية حاضرة في مهرجان
الجونة
أحمد فاروق:
•
كندة علوش: مصر الدولة الأكثر كرما في التعامل مع اللاجئين
•
الممثل الهندي علي فضل: أتطلع للعمل في السينما المصرية
رغم اتهامات التطبيع التي تلاحق مهرجان الجونة السينمائي؛
لتكريمه الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو -المحب للكيان الصهيوني- إلا أن
القضية الفلسطينية كانت حاضرة أيضا خلال فعاليات الدورة الرابعة من خلال
فيلم «200 متر»، والذي خصص له المهرجان عرض سجادة حمراء مساء أمس الأول،
بحضور مخرجه أمين نايفة، الذي حصل في نفس الليلة على جائزة مؤسسة مينا
مسعود الخيرية
«EDA» -غير
الهادفة للربح- التي تهدف لمساعدة الفنانين من جنسيات مختلفة؛ حيث تقدم
المؤسسة جائزة ضمن فعاليات مهرجان الجونة بشكل سنوي، وقد أعلن «مسعود» عن
الجائزة من خلال رسالة مصورة.
من جانبه، وصف أمين نايفة مخرج الفيلم بالجائزة بالمفاجأة
الجميلة، موجها الشكر لمهرجان الجونة، الذي كانت خطوات الفيلم الأولى في
دورته الأولى قبل 4 سنوات، وبعد اكتماله اختاره للعرض فى مسابقته الرسمية.
أما منتجة الفيلم الفلسطينية مي عودة، قالت إن «نايفة» مخرج
فلسطيني واعد، مثل غيره من المواهب الفلسطينية الذين ينتظرون الفرصة، مؤكدة
على سعادتها بعرض الفيلم فى مهرجان الجونة، ولكن هذه الفرحة كان ينقصها
حضور أبطال الفيلم، الذين كانوا سيسعدون بوجودهم مع الجمهور فى أول عرض
للفيلم بالعالم العربى، ولكنها ستعوض مع عرضه قريبا فى فلسطين.
وعلمت «الشروق» أن بطل الفيلم علي سليمان كان لديه رغبة في
حضور المهرجان، ولكنه لم يستطع الحصول على تأشيرة الدخول، مما حال دون
مرافقة فيلمه في «الجونة».
وشهد عرض الفيلم إقبالا كبيرا، حيث كانت القاعة التى تستوعب
1000 شخص تقريبا كاملة العدد، كما حرص على مشاهدته عدد كبير من نجوم الفن،
منهم: ليلى علوى، وإلهام شاهين، إنجي المقدم، وبشرى، ورانيا يوسف، وخالد
النبوي، وبسمة، وأحمد داوود، وعقب انتهاء عرض الفيلم قدم الجمهور التحية
لصناعه بتصفيق حار.
فيلم «200 متر» إنتاج مشترك بين فلسطين، الأردن، إيطاليا،
السويد، وكان عرضه الأول فى الدورة الأخيرة لمهرجان فينسيا، الذى حصل
خلالها على جائزة الجمهور، ويحكى الفيلم جانبًا من مأساة الفلسطينى على
أرضه، عبر قصة مصطفى وزوجته، القادمين من قريتين فلسطينيتين يفصل بينهما
الجدار العازل، رغم أن المسافة بينهما 200 متر فقط، وتفرض ظروف معيشتهما
غير الاعتيادية تحديًا لزواجهما، لكن عندما يمرض ابنهما، يهرع مصطفى لعبور
المعبر الأمنى لكنه يُمنع من الدخول، فيضطر للبحث عن طريقة للدخول عبر
المهربين، وهنا تتحول الـ200 متر إلى رحلة مُفزعة.
وشهد اليوم الثالث، العرض الأول فى العالم العربى للفيلم
المصرى «ستاشر» ضمن برنامج الأفلام القصيرة بمهرجان الجونة، وذلك بعد إعلان
مهرجان كان السينمائى ضمه للاختيارات الرسمية فى دورة 2020 الذى لم تتمكن
إدارة المهرجان من إقامتها فى موعدها مايو الماضى بسبب تفشى فيروس كورونا
بفرنسا، ولكن المهرجان عاد وأعلن مؤخرا عن عرضه ضمن دورة مصغرة يقيمها فى
الفترة من 27 حتى 29 أكتوبر الجارى، تكريما للأفلام الموجودة ضمن
الاختيارات الرسمية لدورة هذا العام التى ألغيت وأقيمت بعض فعالياتها بشكل
افتراضى يونيو الماضى.
الفيلم من إخراج سامح علاء، وحصل مؤخرا على تنويه خاص من
لجنة تحكيم مهرجان نامور البلجيكى فى دورته الخامسة والثلاثين، والذى يعد
أحد أهم المهرجانات الفرانكفونية فى أوروبا.
وبالتوازى مع توقيع مهرجان الجونة اتفاقية تعاون مع
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، للدفاع عن اللاجئين فى
مصر، أقيمت حلقة نقاشية بعنوان «الأطفال مهمون» أدارتها الإعلامية ريا أبي
راشد، وبمشاركة كل من كريم أتاسى ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة
لشئون اللاجئين فى مصر، والسفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس
قطاع الشئون الاجتماعية بالجامعة العربية، والمهندسة نورا سليم المدير
التنفيذى لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والممثلة كندة علوش.
وقال كريم أتاسى، إن مصر أوجدت مساحة إنسانية لوجود
اللاجئين على أرضها ووفرت للجميع حياة كريمة حتى غير المسجلين فى المفوضية.
من جانبها، توجهت الفنانة كندة علوش، بالشكر لمهرجان الجونة
لرفعه شعار «سينما من أجل الإنسانية»، كما تشكر دولة مصر التى وفرت خيارات
كريمة للاجئين، فرغم أن هناك عددا من الدول تساعد اللاجئين، لكنها تبقى
الأكثر كرما فى التعامل مع اللاجئين، ودمجهم فى المجتمع.
وأكدت «علوش» أنها تستغل السوشيال ميديا فى نشر التوعية،
وترى أن تقديم الإنسان القادر للمساعدات واجب وليس تفضل، فمن يملك المال
لابد أن يساعد غيره، كما لابد أن يتم العمل على تشجيع ثقافة التطوع فى
المجتمع، ونشر الوعى لدى الأطفال ليشعروا بغيرهم المحتاجين.
وتعهدت «علوش» بأنها مستعدة للمشاركة فى أى مبادرة تشجع
المجتمع على التطوع، مطالبة الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل باستغلال
هذه المساحة فى نشر الوعى بدلا من «السخافات والتفاهات».
وقالت نورة سليم، إن مؤسسة ساويرس للتنمية تهتم بالأطفال
اللاجئبن، والمعاقين، والأطفال بلا مأوى، التى تحول وجودهم فى الشارع إلى
ظاهرة، تتطلب التكاتف لمواجهتها، مؤكدة أن 75% من الأطفال يتعرضون لعنف
بدنى ونفسى.
وأكدت أن أحد أسباب لجوء الأطفال للشارع هو العنف ضد
المرأة، وبالتالى هم ضحايا وليسو جناة، وتعمل المؤسسة على توفير ظروف صحية
ونفسية ودعم لينتقل من الشارع إلى مكان يعيش فيه حياة كريمة، ويندمج مع
المجتمع، ولكن يبقى الحل الأفضل للطفل أن ينشأ فى مكان مع أسرة تحترمه
وتعامله بآدمية، وهو ما تسعى المؤسسة إلى تحقيقه.
وضمن فعاليات منصة الجونة، عقد لقاء مفتوح مع الممثل الهندي
علي فضل، أداره بشرى ورامان تشاولا مستشار المهرجان، وتحدث خلاله نجم
بوليود عن كواليس عمله فى السينما الأمريكية، ومع جودى دانش فى فيلم
إليزابيث اند عبدول وفيلمه الجديد «جريمة على النيل».
وقال «فضل» إنه سعيد بالعمل فى الفيلم وأن مخرج الفيلم ممثل
بالأساس وهو ما جعل أداه فى العمل يتدفق بسلاسة، وأنه عقد جلسات عمل وورش
للتحضير للفيلم.
وأشار إلى أنه يعتبر نفسه محظوظ بالعمل فى الجزء السابع من
«fast and furious»،
وأنه صور لنفسه فيديو بهاتفه من أجل كاستنج فيلم عبدول وبعد 25 يوما اتصلوا
به وأخبروه باختياره لبطولة العمل، مشيرا إلى أن جودى دانش كانت كريمة معه،
وأنه قدم شخصية عبدول من خياله لأنه لا يوجود تفاصيل كثيرة عن الشخصية
الحقيقة، حيث تم محو كل المعلومات عنه، لكنه قرأ خطابات الملكة التى كانت
ترسلها له وكانت تؤكد على أن علاقتهما كانت علاقة روحية وراقية.
وأضاف «فضل» أنه لم يشاهد أفلام السينما المصرية، ولكنه
يعرف جيدا النجم المصرى العالمى الراحل عمرو الشريف وأنه يتطلع للعمل في
السينما المصرية ولمشاهدة أعمال سينمائية مصرية ويتعرف أكثر عن عالم
السينما فى مصر، خاصة وأن مصر بها الكثير من الأماكن الرائعة التى يمكن
التصوير بها.
وحول دعمه للمرأة وقضاياها، قال فضل إن والدته كانت نسوية
بالمعنى المعروف حاليا، وأنها كانت ملهمة له فى مجال دعم المرأة وقضاياها،
وأن خطيبته ريشا تشادا تساعده فى ذلك، خاصة وأنها هى أيضا مثال على المرأة
القوية. |