"شرف"..
فيلم يرصد الحياة وراء القضبان بمهرجان البحر الأحمر السينمائي
جدة
-الشرق
ينافس فيلم "شرف" المشارك في أولى دورات مهرجان البحر
الأحمر السينمائي، والمُقامة في مدينة جدة السعودية حتى 15 ديسمبر الجاري،
ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، على جائزة اليُسر الذهبي، بجانب
جوائز الإخراج والتأليف والتمثيل.
ويضم فيلم "شرف" ممثلين من 7 جنسيات عربية مختلفة، هي مصر،
وليبيا، وتونس، والجزائر، وفلسطين، ولبنان، وسوريا، ومن بينهم أحمد
المنيراوي، وفادي أبي سمرا، وخالد هويسة، ورضا بوقديدة، وتوفيق البحري.
الفيلم المأخوذ عن رواية الأديب والروائي المصري صنع الله
إبراهيم التي تحمل نفس الاسم، من سيناريو وإخراج سمير نصر.
ويرصد الفيلم، ذا الإنتاج التونسي الألماني المشترك، صعوبة
الحياة وراء القضبان، من خلال قصة "شرف" الشاب الذي يدخل السجن بعد جريمة
دفاع عن النفس، ليكتشف خلال هذه الرحلة طبيعة شخصيته، والمجتمع بأكمله من
خلال عالم السجن الذي يستنسخ النظام الطبقي الموجود خارجه، فهناك العنبر
"الشعبي" الذي يضم المساجين الفقراء، والعنبر "الميرى" الذي ينعم فيه
المساجين الأغنياء بالعديد من المميزات.
لا مكان ولا زمان
المخرج سمير نصر، قال إن فيلم "شرف" لا يمثل دولة بعينها،
بل يعبّر عن الوطن العربي كله، قائلاً لـ"الشرق"، إنه "لم نكن نريد جعل
الفيلم قاصراً على مصر، لذلك فضلنا أن يكون مكان السجن غير واضح بأي دولة،
وكذلك الزمن أيضاً".
وأوضح أنه جرى اختيار فريق تمثيلي من كل الدول العربية،
مضيفاً: "كنت أتمنى تواجد صنع الله إبراهيم (مؤلف الرواية الأصلية) معنا،
لكنه راسلني قبل ساعات، وأخبرني بأنه يشعر أننا حققنا شيئاً من الوحدة
العربية من خلال هذا الفيلم".
وكشف
مخرج الفيلم عن كواليس تعاونه مع الكاتب صنع الله إبراهيم في كتابة سيناريو
الفيلم، التي استغرقت سنوات عدة، قائلاً: "حاولنا الربط بين معرفة صنع الله
بالتفاصيل وخبرته الواسعة بالحياة داخل السجن، وبين رؤيتي عن كيفية تكثيف
هذه الرواية الملحمية في شكل سينمائي قوي ومحكم".
واستعرض حجم الصعوبات التي واجهها منذ عام 2007 تقريباً،
بشأن تنفيذ فيلم "شرف"، إذ عرضه على عدد كبير من المنتجين المصريين، لكن لم
يتحمس له أحد، بحجة أن الفكرة قاتمة ولن تنال إعجاب الجمهور.
لكنه أكد أنه لم يُصب بأي يأس طوال الـ14 عاماً الماضية
خلال رحلة البحث عن مُنتج لـ"شرف"، وقال: "كان لدي إصرار شديد على أن تكون
أولى أعمالي عن قضية عربية رغم إقامتي في ألمانيا منذ فترة طويلة".
"نضال
سينمائي"
الممثل اللبناني فادي أبو سمرا، أعرب عن سعادته البالغة
لمشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، معتبراً أن ذلك المحفل
السينمائي يفتح الباب أمام المواهب وأصحاب الطاقات السعودية، التي لديها
شغف كبير بالسينما وصناعة الفن بشكل عام.
وروى الممثل اللبناني تجربته مع الفيلم، التي جاءت بالتزامن
مع أحداث "17 أكتوبر"، قائلاً إنه كان بين المتظاهرين في ساحة الشهداء
بلبنان وينادي بالتغيير ضد الظلم والفساد، وحل ضيفاً على إحدى القنوات
التلفزيونية للحديث عن مشاركته في الثورة، ليشاهده آنذاك مخرج فيلم "شرف".
وقال أبو سمرا، إن "سمير نصر شاهدني آنذاك، وأعجب بحديثي،
وعرض عليّ المشاركة في الفيلم، وأخبرني بأن العمل للكاتب صنع الله إبراهيم،
فتحمست للمشروع كونه الكاتب المفضل لدي. وفور إطلاعي على السيناريو، شعرت
بأن الحالة هي ذاتها ما بين السجن وساحة الشهداء، فأخبرت أصدقائي بدعابة
بأنني سأستكمل النضال داخل سجن شرف".
ونفى أبو سمرا ما يُشاع عن وجود صعوبات بين الممثلين داخل
الكواليس كونهم من جنسيات مختلفة، مؤكداً لـ"الشرق"، أن "هذا الكلام عارٍ
تماماً عن الصحة، إذ خلقنا وحدة من كل الجنسيات في هذا الفيلم".
تحدي اختلاف اللهجات
من جانبه، أوضح الممثل الفلسطيني أحمد المنيراوي،
لـ"الشرق"، أن فيلم "شرف" يُعدّ التجربة السينمائية الأولى له، قائلاً:
"كوني فلسطينياً، لم تكن لدي هذه الفرصة، أو أن يكون لي الحق في الحرية
والتنقل والاطلاع على العالم العربي والشعوب طوال السنوات الماضية".
وحرص الممثل الفلسطيني على توجيه الشكر إلى فريق العمل
كافة، على رأسهم المخرج سمير نصر، موضحاً أنه "رغم جميع اختلافاتنا
وثقافاتنا، كنا كعائلة أثناء تصوير الفيلم، وسأظل ممتناً للمخرج سمير نصر
طوال العمر على هذه الفرصة".
أما الممثل التونسي خالد هويسة، فكشف لـ"الشرق" أبرز ما
واجهه من تحديات داخل الفيلم، لعل أبرزها هو التحدث باللهجة المصرية بلا
عناء، وهو ما تغلب عليه بالتدريبات المكثفة. وقال: "اقترحت على المخرج أن
أتحدث بالمصرية بعيداً عن لغتي الأم، لاسيما وأنه مخرج مصري، فرحب بالفكرة،
وظل معي فترة التدريب والتحضير، حتى مرحلة الإتقان".
وأعرب الممثل التونسي عن آماله بأن "أكون قدمت الشخصية على
المستوى المطلوب من النطق ومخارج الحروف، وأن أكون نجحت في توصيل المعنى"،
متابعاً أن "الفيلم يمثل لي تجربة مختلفة ومحترفة، خاصة وأنها مقتصرة على
مكان واحد وهو السجن الذي يوجد به جنسيات عدة، وكل شخص داخل الحبس يحمل كل
شيء ونقيضه، الخير والشر، الألم والفرح".
وترى المنتجة سيلفانا سانتاماريا أن فيلم "شرف" هو "عمل
سينمائي مهم ورائع للسينما العربية"، معربة عن فخرها كونها قدّمت مواهب
عربية جديدة إلى العالم من خلال هذا المشروع السينمائي.
وقالت إن "هذه المواهب أثبتت نفسها جنباً إلى جنب فريق عمل
من المحترفين بالمنطقة العربية، سواء كانوا خلف الكاميرا أو أمامها".
أما المنتج أدولف العسال، والمشارك في إنتاج فيلم "شرف"،
فأعرب عن سعادته البالغة كونه جزءاً من هذا العمل، معتبراً أن "سمير نصر
تمكن من إخراج فيلم مبهر ورائع".
وكان فيلم "شرف" قد حصل على منحة من منظمة
MFG Film Fund Baden-Württemberg
الألمانية لدعم الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، و"سند أبو ظبي لتمويل
الأفلام"
Sanad film fund،
و
Francophonie Film Fund.
كما تواجد مشروع الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي
عام 2019 كجزء من
the Gap Financing Market of the Venice Production Bridge. |