نتيجة الانفتاح والتطورات الهائلة التي تشهدها المملكة
العربية السعودية مؤخرًا؛ خاصة فيما يخص القطاع الفني لاسيما السينمائي
والدرامي والمسرحي على مستوى الوطن العربي، ستشهد السعودية فعاليات “البحر
الأحمر”، أول مهرجان سينمائي دولي في تاريخها، والمقرر إنعقاده في مارس
المقبل لعام 2020، تحديدًا في الفترة من 12 مارس وحتى اليوم 21 في الشهر
ذاته.
“البحر
الأحمر السينمائي”
مبادرة غير ربحية، تصدر عن المؤسسة الحديثة “مهرجان البحر الأحمر
السينمائي”، والتي تم تسجيلها وفق الأنظمة السعودية؛ كأحد الجهات الفاعلة
التي تعنى بدعم قطاع الأفلام المحلية من خلال إثراء المحتوى السينمائي
المحلي وتوسيع الصناعة نحو آفاق دولية.
المسؤولون والرؤية
يرأس وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان،
مجلس أمناء المؤسسة، فيما يشغل المخرج والمنتج محمود صباغ منصب رئيسها
التنفيذي، وفي مطلع هذا العام، كان صرح “بن فرحان”، عن انطلاق النسخة
الأولى للمهرجان في مدينة “جدة” على ساحل البحر الأحمر، ضمن تحقيق أهداف
رؤية المملكة 2030.
يشغل الكندي حسين كوريمبهوي، منصب المدير الفني للمهرجان،
قادمًا من مهرجان “صندانس السينمائي”، وشيفاني بانديا مالهوترا، منصب
المديرة العامة، انطلاقًا من خبرتها الواسعة في ادارة مهرجان دبي السينمائي
الدولي لمدة 15 عامًا، فيما تم تعيين المبرمج المخضرم أنطوان خليفة كمدير
لبرنامج الأفلام العربية، وتشغل سماهر موصلي منصب مديرة التسويق
والاتصالات، وإبراهيم صلاح مدير منصب رئيس العمليات.
تهتم دورة مهرجان “البحر الأحمر” في نسختها الأولى،
باستضافة المواهب السعودية الصاعدة، والأعمال العربية الجديدة، فضلاً عن
الأنماط السينمائية الجديدة في السينما العالمية.
يهدف المهرجان الفني لتعزيز الحركة السينمائية المحلية؛
سواء من خلال زيادة الإنتاج السنوي من الأفلام السعودية، أو تحفيز سوق
التوزيع والعروض المحلية، وهو ما ينتظره الكثيرون من عشاق السينما والفن من
قاطني أراضِ المملكة، والبلدان العربية والغربية أيضًا، منذ عدة سنوات
ماضية.
الأقسام والجوائز
الأقسام الرئيسية للمهرجان تشمل مسابقة دولية رسمية،
ومسابقة للفيلم العربى القصير، مع قسم مخصص للفيلم السعودى الطويل، فضلاً
عن أقسام للسينما التفاعلية، والكلاسيكية والفيلم التجريبى وأقسام أخرى.
فيما ستبلغ قيمة الجوائز النقدية الإجمالية 350 ألف دولار؛
حيث تمنح إدارة المهرجان الأفلام الفائزة في المسابقة الرئيسية جوائز نقدية
قيمتها 250 ألف دولار، بينما يُخصص مبلغ 100 ألف دولار لصندوق إضافي يحمل
إسم بيت المونتاج لدعم الأفلام العربية في مرحلة ما بعد الإنتاج.
قررت الإدارة منح الأفلام الفائزة في المسابقة الرئيسية ستة
جوائز، يتم اختيارها من خلال لجنة تحكيم تضم شخصيات سينمائية دولية بارزة،
فيما يمنح الفيلم الفائز جائزة “اليُسر الذهبي” لأفضل فيلم روائي طويل
بالإضافة إلى جائزة نقدية 100 ألف دولار، فيما تمنح جائزة اليُسر الفضي
لأفضل مخرج، إضافة الى 50 ألف دولار، كما تُمنَح جائزة “اليُسر الفضي”
لأفضل سيناريو وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل مساهمة سينمائية.
وفي إطار مسابقة الفيلم القصير، أعلنت إدارة المهرجان عن
جائزة اليُسر الذهبي لأفضل فيلم قصير، مع مكافأة بقيمة 50 ألف دولار تمنح
للمخرج كإسهام في مشروع فيلمه الطويل الأول، إلى جانب برنامج إقامة فنيّة
لمدة 3 أشهر في جدة التاريخية، فيما تبلغ قيمة جائزة الجمهور 50 ألف دولار
والتي تذهب لأفضل فيلم يختاره الجمهور.
كما سيتم تخصيص جائزة لأفضل فيلم سعودي في كل أقسام
المهرجان، بالتعاون مع أحد الرعاة. وتستمد جوائز “اليُسر” اسمها من
التكوينات المرجانية الخلاّبة التي تزخر بها البيئة البحرية في البحر
الأحمر.
كما يلتحق “معمل البحر الأحمر للأفلام” بفعاليات المهرجان؛
وهي حاضنة لمشاريع الأفلام المحلية تعمل طيلة العام وفق برامج إقامة وإعاشة
للمخرجين والمنتجين، على تأهيل مشاريعهم السينمائية الحديثة من خلال
رعايتها في كل مراحل التطوير والتمويل والإنتاج والتوزيع وفقًا لأرفع
المعايير العالمية المعتمدة.
قائمة أفلام “معمل البحر الأحمر”
مشاركة مصرية و6 أفلام سعودية
وفي خضم التحضيرات والتجهيزات، أعلن المسئولين عن مهرجان
“البحر الأحمر السينمائي الدولي”، مؤخرًا، عن اختيار 12 فيلمًا للمشاركة في
الدورة الأولى من معمل البحر الأحمر السينمائي لتطوير الأفلام، حيث تم
اختيارها من بين 120 مشروعًا من 16 دولة مختلفة.
تتضمن الأعمال المختارة 5 لمُخْرِجات عربيات، وأكثر من ربع
المشاريع بمشاركة مُنتِجات عربيات، إلى جانب 6 مشاريع لأفلام سعودية،
بالإضافة إلى 6 مشاريع عربية من بلدان مختلفة؛ هن: لبنان، ومصر، وفلسطين،
والعراق، والأردن؛ في خطوة تشير لمحاولة دعم السينما المحلية والعالمية،
شاملة أسماء مواهب صاعدة تقدّم أول أو ثاني أفلامها الطويلة، إلى جانب
محترفين يقدمون تجارب وأفكارًا جديدة.
تتناول المشاريع السعودية التحولات السيسيو-اقتصادية وأثر
الأحداث السياسية؛ من لحظة اكتشاف النفط، الى حادثة اقتحام الحرم المكي سنة
1979. كما تناولت أوضاع تهميش المرأة، ونضالها الإجتماعي. فيما عالج أحد
المشاريع مسألة نفسية معاصرة تتعلق بمشاعر الوحدة والإنفصال.
وجاءت أسماء المشاريع السعودية، بحسب ما كشف عنه مسئولو
المهرجان؛ فيلم رسوم متحركة طويل يدعى
“ممارسة
التعدد”
من إنتاج بينتلي براون، وتأليف وإخراج ملاك قوتة، ويقدم الحياة اليومية
لعدة شخصيات في مواجهة العادات والتقاليد المرتبطة بتعدد الزوجات في
السعودية.
فيلم
“بسمة
عدلي”
من إنتاج سارة النواصرة، وتأليف فاطمة البنوي، وإخراج علي السميّن، والذي
يتناول الأزمات النفسية والعقلية التي يتعرض لها الدكتور “عدلي” بعد طلاقه،
ومحاولات ابنته ”بسمة“ في تخليصه من أوهامه.
فيلم
“أربعة
أوجه للعاصفة”
من إنتاج محمد الحمود، وتأليف وإخراج حسام الحلوة، وهو يتناول الصراع بين
الرؤية المستقبلية والتقاليد.
فيلم
“والنجم
إذا هوى”
من إنتاج موسى الثنيان، وتأليف و إخراج محمد سلمان الصفّار، وهو فيلم
أنثولوجي عن امرأة واحدة، مملكة واحدة، وحكاياتها المتعددة التي تربطها
العادات والتقاليد وتراث ثقافي غني، يمتد من الصحراء الشاسعة، إلى صخب
المدينة الحديثة.
فيلم
“رحلة
إلى ديزني”
من إنتاج حسين سلام، وتأليف وإخراج مها الساعاتي، وهو يتناول رحلة امرأة
سعودية تسافر إلى فلوريدا بحثًا عن الرجل الذي تركها.
فيلم
“شرشف”
من إنتاج طلال عايل، وتأليف منال العويبيل، وإخراج هند الفهّاد، وهو يعرض
تأثير حادثة اقتحام الحرم المكي الشريف عام 1979 على الحرية الثقافية
والاجتماعية لجيل كامل من خلال قصة ”هيلة“، فتاة سعودية بسيطة، تعشق
السينما.
أمًا المشاركة المصرية من خلال فيلم
“رحلة
الرصاص والخبز“،
من إنتاج محمد حفظي، وخلود سعد، وتأليف وإخراج محمد حماد، والذي تدور
أحداثه حول لقاء صدفة بين قاطع الطريق المتوحش “عوض” والشاب المثقف “يوسف”،
يؤدي إلى صداقة غير متوقعة، وحياة مليئة بالألم والخيانة والموت.
والمشاركة الأردنية فيلم
“إن
شاء الله ولد”
من إنتاج أسيل أبو عيّاش، وتأليف وإخراج أمجد الرشيد، والذي تدور أحداثه
حول ما تعانيه “نوال” إثر فاجعة وفاة زوجها، وما تواجه من تحديات قوانين
الميراث الصارمة، وحماية البيت الذي اشترته ليحويها مع ابنتها.
والمشاركة الفلسطينية فيلم
“وصمتت
شهرزاد“،
من إنتاج راية أبو الرب، وتأليف وإخراج أميرة دياب، حيث تدور أحداث الفيلم
على خلفية موسيقى ألف ليلة وليلة، تواجه “شمس” مسؤولية الاختيار. فالمأساة
التي تتعرض لها تجبرها على اتخاذ القرار، حتى لو أثّر على حياتها، وعلاقتها
بمن حولها.
والمشاركة العراقية فيلم
“المترجم
العربي“،
من إنتاج خالد أبو شريف، وكتابة وإخراج علي كريم، والذي يدور أحداثه حول
ممثل يقبل عمل مترجم للاجئين ليتمكن من البقاء في برلين، لكنه يكتشف أن
حكايات اللاجئين ما هي إلا كوابيس لحكايات الحرب التي عاشها بنفسه في
العراق.
أمًا المشاركة اللبنانية تأتي من خلال فيلمي:
“تحت
الأرض”
من إنتاج حبيب عطية، ومولكا مهني، وتأليف وإخراج هادي غندور، والذي تدور
أحداثه حول ثلاث إخوان، يؤسسون فرقة موسيقية، يتحدون من خلالها القوات التي
احتلت مدينتهم، و” أنا
أرزة”
من إنتاج زينة بدران، وتأليف لؤي خريش، وإخراج ميرا شعيب، والذي تدور
أحداثه حول “أرزة” التي تسرق سوارًا ذهبيًا من أختها “ليلى” لشراء دراجة
حتى تتمكن من العمل، وما يعقب ذلك حينما تُكتشف الحقيقة.
أعضاء اللجنة التي اختارت المشاريع السينمائية
اللجنة التي اختارت المشاريع تشكلت من قِبل نخبة من صناع
السينما العرب والعالميين، هم: محمود صبّاغ الرئيس التنفيذي ومدير
المهرجان، وجوليا بيرغرون مديرة سوق البحر الأحمر السينمائي، وأنطوان خليفة
مدير البرنامج العربي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وجاين
ويليامز مديرة قطاع الصناعة في “تورينو فيلم لاب”، وسافينا نيروتي المديرة
التنفيذية لـ “تورينو فيلم لاب”، كما شارك في قراءة المشاريع المقدّمة
للبرنامج كلاً من الكاتب والناقد السعودي فهد الأسطا، وليالي بدر من شبكة
راديو وتلفزيون العرب، فيما تشرف المنتجة السعودية جمانة زاهد على معمل
البحر الأحمر السينمائي لتطوير الأفلام.
فرص الفائزين
يتنافس المشتركون على منحتَي تمويل لإنتاج اثنين من
المشاريع بقيمة نصف مليون دولار لكل منهما، إلى جانب فرصة تقديم المشروعين
الفائزين كعرض أول في الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي
الدولي في 2021، كما تلتحق المشاريع المختارة في المعمل في برنامج متكامل
يضم ثلاث ورش عمل تُعقد بالتعاون مع “تورينو فيلم لاب” في جدة التاريخية
بإشراف خبراء عالميين في مجالات الإخراج والتصوير والصوت والمونتاج.
يدعم “البحر الأحمر السينمائي” مراحل الإنتاج السينمائي
كافة؛ متضمنًا السيناريو وشاملاً الجوانب التجارية المتعلقة بالتمويل
والتوزيع وجذب الجماهير؛ على أن تنطلق الورشة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول
الحالي، ليتم اختتام البرنامج على هامش فعاليات المهرجان في مارس /آذار
2020.
وعلى صعيد اَخر، أعلنت إدارة المهرجان عن استقبال طلبات
الأفلام المشاركة بالدورة الأولى فى جدة حتى يوم الجمعة الموافق 15 من شهر
نوفمبر المقبل لعام 2019، بشكل رسمي وفق الاستمارة الإلكترونية، مرحبًا
بمشاركة الأفلام الطويلة والقصيرة؛ سواء كانت روائية أووثائقية أوأفلام
تحريك، إلى جانب الأفلام التجريبية وأفلام الطلبة.
-للتقديم
قم بزيارة الموقع الرسمي من هنا |