"أتلانتيك"
السنغالي الأفضل في مهرجان الأقصر
صابر بن عامر
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يعلن عن جوائز دورته
التاسعة في مؤتمر صحافي ضيق.
بشكل استثنائي، تم ظهر الأربعاء، في أحد نزل الأقصر المطلة
على النيل، الإعلان عن جوائز مسابقات المهرجان الأربع، للدورة التاسعة من
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، التي كان من المزمع أن يعلن عن جوائزها
في حفل جماهيري كبير بمعبد الأقصر مساء الخميس، إلا أن اكتشاف وزارة الصحة
المصرية الأحد حالات إيجابية من فايروس كورونا المستجد عجل بختام المهرجان
وكل التظاهرات الثقافية الجماهيرية بصعيد مصر.
الأقصر ( مصر)
– أعلن
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية جوائز دورته التاسعة، ظهر الأربعاء، بأحد
نزل الأقصر، قبل يوم من موعد اختتام المهرجان، بعد أن أعلنت وزارة الصحة
المصرية الأحد عن أول حالة وفاة جراء فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في
مصر. ليعلن المهرجان إيقاف جميع الفعاليات الجماهيرية للمهرجان وتقديم موعد
إعلان الجوائز إلى الأربعاء بدل الخميس.
وجاء إعلان النتائج في مؤتمر صحافي ضيق برئاسة السيناريست
سيد فؤاد وإدارة المخرجة عزة الحسيني، وبحضور أعضاء لجان التحكيم وضيوف
المهرجان ونجوم السينما، معلنا عن فوز الفيلم السينغالي “أتلانتيك” للمخرجة
السنغالية – الفرنسية ماتي ديوب بجائزة أفضل فيلم وذلك “للقوة والصرامة
والتفرد في معالجة موضوع يهم القارة الأفريقية وآلامها وآمالها معا”.
ويتحدّث الفيلم عن الهجرة السرية وظاهرة غرق المهاجرين
الأفارقة في عرض البحر، أثناء محاولتهم الانتقال إلى أوروبا، وتتركز أحداثه
حول قصة الفتاة أدا التي تعيش في إحدى ضواحي دكار، وتقع في حب سليمان الشاب
البنّاء الذي لم يتلق راتبه منذ بضعة أشهر.
لكن حياتها تتغير بعد أن قرّر سليمان مغادرة البلاد بحرا
للبحث عن آفاق أفضل في أوروبا، بالإضافة إلى نشوب حريق في بيتها أثناء حفل
زفافها بعد أن اختارت الزواج برجل آخر، علاوة على هاجس الحمى الشديدة التي
ضربت فتيات الحي.
وحصل فيلم “الخط الأبيض” للمخرجة ديزيريه كاهيكوبو، من
ناميبيا، على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة،
وذلك “لحساسيتها في التعامل مع موضوع الفصل العنصري بطريقة صادقة وبسيطة
توثق لهذه الفترة في تلك المنطقة، مع أداء مقنع للممثلين”.
وفاز بجائزة أفضل إسهام فني فيلم “ديزرانس” للمخرجة أبولين
تراوريه من بوركينا فاسو وساحل العاج، وذلك “لتصويره المأساوي للسعي وراء
الجذور في خضم الأحداث السياسية والحرب التي مزقت المجتمع العاجي”.
وفاز فيلم “فترية” للمخرج وليد طابع، من تونس، بجائزة لجنة
التحكيم، وذلك “لأسلوبه الجديد، ودرجة سخريته، وبراعة أداء الممثلين لوصف
الحياة اليومية وتناقضات هامش المجتمع التونسي المعاصر”.
وضمت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل كلا من
المخرج البوركيني جاستون كابوريه والفنانة النيجيرية السنغالية ميمونة نداي
والمخرج المغربي سعد الشرايبي والناقد النيجيري ستيف أيوريندي والفنان
المصري مصطفى شعبان.
وذهبت جائزة لجنة النقاد الدولية “فيبريسي” لأحسن فيلم
“والد نافي” للمخرجة مامادو ديا من السنغال. وفي مسابقة الأفلام القصيرة،
منحت لجنة التحكيم تنويها خاصا لفيلم “حبيب” للمخرج المصري شادي فؤاد
“لتميزه في الأداء التمثيلي”.
ومنح فيلم “طيف الزمكان” للمخرج المغربي جائزة أحسن إسهام
في فيلم روائي قصير (شهادة تقدير وقناع توت عنخ آمون البرونزي)، وذلك
“لشجاعته في السرد وخصوصية التعبير البصري واستخدامه الخلاق لشريط الصوت”.
ومنح المهرجان فيلم “راستا” للمخرج سمير بن شيخ، من ساحل
العاج والجزائر جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الروائي القصير (قناع توت
عنخ آمون الفضي)، وذلك “لتميزه بالحبكة الدرامية وقدرته على تقديم نظرة
إنسانية لوضع سياسي معقد يجبر فيه الأطفال على حمل السلاح”.
وفاز فيلم “بابلينجا” للمخرج فابيان داوو، من بوركينا فاسو،
بجائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم روائي قصير (قناع توت عنخ آمون الذهبي)،
وذلك “لأنه مزج الأنواع الفنية بمهارة وبشاعرية أعطت للمكان روحا”.
وفي المسابقة الدولية لأفلام الدياسبورا، فاز بجائزة أفضل
إسهام فني (شهادة تقدير وقناع توت عنخ آمون البرونزي) فيلم “سيدة النيل”
للمخرج عتيق رحيمي، من رواندا وفرنسا.
أما مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فذهبت جائزة أحسن
إسهام فني في فيلم تسجيلي طويل (شهادة تقدير وقناع توت عنخ آمون البرونزي)
لفيلم “أمي، إني أختنق، هذا هو آخر فيلم لي عنك” للمخرج جيريمايا موزيس من
لوسوتو، والذي فاز أيضا بجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم التسجيلي
الطويل، (قناع توت عنخ آمون الفضي). فيما ذهبت جائزة النيل الكبرى لأحسن
فيلم تسجيلي طويل (قناع توت عنخ آمون الذهبي) للفيلم السينغالي “الوقت في
صالحنا” للمخرجة كاتي لينا نداي.
وذهبت جائزة مؤسسة شباب الفنانين المستقلين التي تنظم
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (جائزة رضوان الكاشف)، للفيلم المصري
“صندوق الدنيا” للمخرج عماد البهات.
وكشفت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية عن عدم عرض
فيلم “قابل للكسر” للمخرج إخراج أحمد رشوان في عرضه العالمي الأول.
وقالت إدارة المهرجان في بيان “إنه نظرا للقرار الذي أُصدر
من رئيس مجلس الوزراء المصري بمنع التجمعات، فقد قررت إدارة المهرجان، منذ
الاثنين، عدم عرض فيلم ‘قابل للكسر’ بطولة الفنانة حنان مطاوع، حيث شمل
التقرير أن السبب هو التجمعات الكبيرة”.
وأضافت إدارة المهرجان أن الفيلم كان عرضا عالميا في مهرجان
الأقصر للسينما الأفريقية بدورته التاسعة، ونظرا لعدم مشاركته وعرضه بسبب
القرارات الأخيرة والتي تعرف بأزمة “كورونا”، فإنه يحق للفيلم المشاركة
كعرض عالمي أول في أي مهرجان آخر.
وقبل الإعلان عن جوائز المهرجان كرم الفنان المصري محمود
حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان، الفنان المصري مصطفى شعبان عضو لجنة التحكيم
للفيلم الطويل. وقال حميدة “مصطفى شعبان يستحق التكريم، لأنه ممثل مهم وقوي”.
وشهد المهرجان هذا العام حضورا قويا لأفلام الشتات، في إطار
مسابقة الدياسبورا، بجانب أفلام المرأة من خلال فعاليات “بانوراما المرأة
في السينما الأفريقية”، وذلك احتفاء باليوم العالمي للمرأة الذي يحل في
الثامن من مارس من كل عام.
ومن هناك كرم المهرجان في حفلة الافتتاح كلا من الفنانة
المصرية زينة والممثلة الراحلة عقيلة راتب والمخرجة والمنتجة السينغالية
النيجيرية ميمونة نداي.
وحملت فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان اسم الممثل
المصري الراحل فريد شوقي بمناسبة مئوية ميلاده (1920-1998)، وأتى شعار
الدورة تحت عنوان “سينما أفريقية من كل الدنيا”، في حين حلت كينيا ضيف شرف
المهرجان.
صحافي تونسي |