الممثلة المصرية بسمة: عدتُ إلى مصر بحثاً عن الاستقرار
القاهرة ــ مروة عبد الفضيل
فنانة مصرية استطاعت على مدار مشوارها الفني أن تصنع لها
اسماً من خلال الأدوار العديدة التي قدمتها، سواء تلفزيونياً أو سينمائياً.
ولكن لظروف شخصية وعائلية، اضطرت الفنانة بسمة للسفر إلى أميركا، والإقامة
فيها حوالي خمس سنوات، ثم عادت من خلال دورها في مسلسل "اختفاء" أمام نيللي
كريم، وبدورين
صغيرين في كل من فيلمي "الشيخ
جاكسون" و"ليل
خارجي". ليس هذا فحسب، إذْ تعود بسمة في عام 2020 بثلاثة أعمال دفعة واحدة،
وهي: أفلام
"رأس السنة" و"بعلم
الوصول" و"ماكو". "العربي الجديد" التقت بسمة على هامش احتفالها بالعرض
الخاص لفيلم "رأس السنة" في هذا الحوار:
حدِّثينا عن شخصيتك في فيلم "رأس السنة"؟
أجسد من خلال "رأس السنة" شخصية سيدة من طبقة اجتماعية
ميسورة تُدعى "رانيا"، ترفض فكرة أن يتحدَّث أي شخصٍ عنها، من دون أن
يعاملها بشكلٍ مباشر، وهو ما أرفضه أيضاً في الواقع. كما يتطرَّق العمل
لفكرة الازدواجية في الحكم، الموجودة، للأسف، لدى الكثيرين في المجتمع.
تميزت شخصيَّتي في الفيلم بالشجاعة والقوة والقدرة على المواجهة.
ما أصعب مشاهدك في الفيلم؟
هما مشهدان يجتمع فيهما معظم شخوص وأبطال الفيلم. إذْ إنني
والمشاركين في العمل، على حد اعتقادي، أصبنا بتوتر أثناء أداء المشهدين،
لأنّ المحادثات كانت طويلة للغاية، وكذلك ردود الفعل، إضافة إلى أنَّ أحد
المشهدين تزامن مع أوَّل يوم تصوير لي، وهو ما جعلني في توتر وقلق مثلما
يحدث مع كلّ عمل. لكن، الحمد لله لم يؤثر ذلك على أدائي في المشهدين.
ما الذي دفعك لقبول العمل في هذا الفيلم؟
أول شيء هو محمد حفظي، إذْ سبق وتعاملتُ معه من قبل، لكن
كمنتج فقط، كما أنَّي أعرفهُ منذ سنوات طويلة. لكن هذه تُعدُّ أوّل مرة
أقدم فيها عملاً من تأليفه. وبشكل عام، فأنا أحبُّ "دماغه" جداً، وأثق
بقدراته، إضافة إلى فريق العمل كله. إذْ حتى من لم أتعامل معه من قبل حدثت
بيننا ألفة وحبّ أثناء التصوير.
قيل إنّ الرقابة كانت ترفض عرض الفيلم بسبب جرأة مشاهدك مع
الفنان إياد نصار، ما رأيك؟
لم أقدم أي مشاهد جريئة في العمل. واندهشت جداً من كمّ
الأخبار التي تحدثت حول هذا الموضوع. ولا أعلم سبب التأخير الذي حدث. وفي
الوقت نفسه، أرى أنَّ توقيت عرضه حالياً مناسب جداً، فالخير في ما اختاره
الله في النهاية.
حدثينا عن فيلم "بعلم الوصول"، ومتى سيُعرَض تجارياً؟
أقدم من خلال العمل شخصية "هالة"، وهي امرأة تعاني من
اكتئاب ما بعد الولادة، ولديها ميول انتحارية، كما تواجه أزمات عديدة في
حياتها، مثل فقدانها لوالدها ودخول زوجها السجن. فهناك جانب نفسي كبير في
العمل، والفيلم من المفترض عرضه تجارياً في دور العرض، بعد أن يُعرَض أولاً
في مهرجان "أسوان لسينما المرأة". علماً أنّه سبق وعرض في بعض المهرجانات
الدولية ممثِّلاً لمصر، فحصل على جوائز من مهرجاني فينيسا وقرطاج، ثم عرض
في قسم إحدى المسابقات بمهرجان تورنتو. وأحب أن أقول إن هذا الفيلم أرهَق
كل فريق تصوير العمل. إذْ تم تصويره في الصيف، ولكن اضطررت لارتداء ملابس
شتوية نظراً لطبيعة العمل. كما أني لا أضع أيَّ ماكياج على الإطلاق في
الدور. وإن شاء الله العمل سيلقى ردود فعلٍ جيدة حينما يعرض في مصر، مثلما
حدث في عرضه بالخارج.
هل انتهيت من تصوير مشاهدك في فيلم "ماكو"؟
لم يتبقَّ في أيام التصوير سوى مشهد واحد فقط، لكننا في
انتظار استقرار المناخ نسبيَّاً. وبعد أن ننتهي من التصوير، سيدخل العمل في
مراحله النهائية، مثل المونتاج والماكساج وأعمال الغرافيك، استعداداً
للعرض، ولكن لا أعلم تحديداً التوقيت الأخير لعرض الفيلم تجارياً.
وماذا عن الدور الذي تجسّدينه من خلاله؟
لا أستطيع على الإطلاق الحديث عن تفاصيل الشخصية التي
أقدّمها، لأنَّ طبيعة الفيلم نفسها فيها مغامرة كبيرة، وفكرته مختلفة،
خاصّة في جزئية تصوير أكثر من نصف المشاهد تحت الماء. إذْ كنتُ، ورغم إرهاق
العمل، سعيدة جداً بأني أصور شيئاً مخُتلفاً غير تقليدي. وشعرت بأنَّي
منفصلة عن العالم الخارجي، وأنا تحت الماء.
هل استعنتِ بدوبلير في "ماكو"؟
لا، فكلُّ المشاهد صوَّرتها بنفسي، وكلّ الممثلين في العمل
الذين قاموا بالتصوير تحت الماء، كانت مشاهدهم حقيقيَّة، ولم يتم الاستعانة
بدوبليرات لهم.
لماذا تغيبين عن دراما رمضان المقبل؟
لم يعرض عليّ عمل جيد كي يعيدني إلى بيوت الجماهير. ولكن قد
يحدث ذلك بين يوم وليلة، فلا أدرى ماذا سيحدث، فالعمل، كما يقال، ينادي
صاحبه.
غبتِ سنوات طويلة عن الفن. هل ندمتِ؟
لا لم أندم، لأني استفدت جداً من فترة غيابي، وحصلت على
العديد من ورش التمثيل في أميركا التي سافرت إليها لظروف شخصية وعائلية.
وللعلم، فقد أفادتني جداً هذه الورش وصقلت موهبتي، كما أن نظرتي بالفعل
للكثير من الأمور قد تغيرت، ولكن كان علي في النهاية أن أعود إلى مصر بحثاً
عن الاستقرار، وخصوصاً أنه سبق لي أن شاركت في مسلسل أميركي، وتطلب مني
السفر إلى أكثر من مكان لتصويره، وهو ما ساهم في عدم رؤيتي لابنتي كثيراً.
لذا قررت أن أعود للعمل في مصر للاستقرار، وكنت متشوّقة جداً لأجواء
السينما فيها. والحمد لله أتيحت لي فرصة عرض ثلاثة أعمال لي في توقيتات
متقاربة ليراني الجمهور بشكل مختلف. |