كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مثقفون وفنانون يودعون الفنان إبراهيم بحر بألم المفجوع بالخسران!

استطلاع أجراه: علي الستراوي

عن رحيل فنان الأداء البحريني

إبراهيم بحر

   
 
 
 
 
 
 

في فجر أمس الجمعة الموافق الخامس عشر من فبراير 2019 فقدت الساحة الثقافية والمسرحية والدرامية في مملكة البحرين الفنان القدير صاحب الابتسامة والظل المرح المبدع إبراهيم بحر، عن عمر ناهز 62 عاما بعد صراع مع المرض الذي أفسد كليتيه، وبعد علاج تعافى لكن لم يدم التعافي طويلا، حيث تدهورت الحالة الصحية للفنان الكبير بسبب مرض في الكلى، وسبق أن خضع بحر للعلاج وأجرى عددا من الفحوص والعمليات.

ويعد إبراهيم بحر الشقيق الأكبر للمطرب الشعبي الراحل علي بحر، وهو ممثل ومخرج مسرحي، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982م، وحاصل على دبلوم دراسات عليا في التربية من جامعة القديس يوسف في لبنان.

وقد شغل الفنان بحر منصب رئيس الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بمركز التقنيات التربوية بوزارة التربية والتعليم، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية كمخرج وممثل وفي أعمال تلفزيونية سواء داخل مملكة البحرين أو خارجها.

وقد فج الكثيرون بفقدان هذا الفنان الذي كثيرا ما جمع بين دفتي نبضه المحبين من الاجيال التي احبت المسرح والدراما واتخذت من تجربة إبراهيم بحر صحوتها نحو الانتماء إلى هذا الفن العريق. 

وبحر غني عن التعريف، لكونه رائدا من رواد الفن البحريني والعميق في تلقي رسائل هذا الفن وتطبيقها على الواقع، ما اعطى الكثير من اعماله على خشبة المسرح او الدراما التلفزيونية ريادة قل نظيرها بين رواد جيله.

ولرحيلة واقع الألم على الكثيرين من محبيه ومن معاصريه الذين استطلعنا آراءهم فكان هذا الحب رهانا اجتمع عليه كل من ادلى بدلوه.

بصمة واضحة 

يرى الكاتب القاص إبراهيم سند في رحيل إبراهيم بحر فقدانا مؤلما للحركة الفنية المسرحية والدرامية في مملكة البحرين، معتبرا سند إبراهيم بحر أحد رواد المسرح في البحرين، وقد ترك بصمة واضحة وقوية في مسيرة الحركة المسرحية والدرامية، وقد تميز بقوة ادائه وقوة حضوره على الخشبة.

وأوضح سند: كنا نعجب بهذه الطاقة الفنية التي يتمتع بها بحر وقدرته على اداء أصعب الادوار وهو يتنقل بين دور ودور بينهما الجاد والفكاهي بمنتهى التميز والاتقان.

وأكد سند: على الرغم من أننا فقدناه فإن إبراهيم بحر ترك لنا البحر مشرعا بسفنه رغم عمره القصير، لكن الادوار التي قدمها جعلت منه فنانا محترفا يحتذى به، ألف رحمة على روح هذا الفنان المتميز الذي كثيرا ما شدتنا اعماله، وكان اخر لقاء جمعني به في معرض الايام الاخير للكتاب اثناء توقيعه كتابا في المسرح، وكان يتمنى ان يستمر به العمر طويلا لكي يكتب للمسرح نصوصا ادبية وإبداعية. فعزاؤنا لأسرته ولمحبيه. 

بحر المسرح 

القاص والصحفي حسن بو حسن يرى أن فقد «أبو الفنون» بوجه خاص والفن البحريني بوجه عام إبراهيم بحر كفنان قدير ومتميز الاداء على خشبة المسرح والدراما خسارة مؤلمة، حيث يرى حسن بوحسن الفنان إبراهيم بحر واحدا من اهم عمالقة الفن الاصيل والذي لم ينحن في يوم من الايام إلى الفن الهابط او ما يقدم من اعمال لا تعكس صورة الفن البحريني الحقيقي.

وأوضح بوحسن: سبق لهذا الفنان المتميز ان قدم اعمالا في منتهى الجودة والروعة وستبقى خالدة في ذاكرة الفن البحرين والخليجي والعربي ولن تغيب عنه، كما سيبقى الفنان ابراهيم بحر شعلة متوهجة في فضاء الفن البحريني وخصوصا انه ترك منجزا ادبيا قبل رحيله بأيام تمثل في اصداره كتابا ادبيا ضم مجموعة من النصوص المسرحية التي قدم فيها عصارة تجربته المسرحية وهي جديرة بأن يتم تناولها على مستوى النقد والتحليل وكذلك على مستوى تقديم هذه المسرحيات، وحبذا لو تكون في مهرجان مسرحي خاص يحمل اسمه او تحت عنوان (بحر المسرح). وفي هذه المناسبة الاليمة لا يسعنا الا ان نتقدم لأسرة الفقيد ومحبيه بخالص العزاء لفقد صاحب الابتسامة الدائمة والروح الطيبة والمبادر دائما في التعاون مع مختلف الجهات والشباب الجدد المقدمين على الفن، وقد سبق للفنان ابراهيم بحر ان قدم مسرحية «السيد» وأكد من خلالها انه سيد في المسرح البحريني، وبالنسبة إلي سررت قبل عدة ايام بالتعاون معه حيث قدم لي لوحة في مسرحية «فاقد» إلى جانب لوحة ثانية للاستاذ علي باقر. 

مفجع رحيل الأصدقاء

الدكتور راشد نجم نائب رئيس أسرة الأدباء والكتاب بحزن شديد يرثي صديقه الراحل قائلا: كم هو متعب هذا الفراق الأبدي للأحباب والأصدقاء.. وكم يعز علينا فراقهم لأننا نعلم أنه لن يكون بيننا وبينهم منذ هذه اللحظة أي لقاء.. إنها الدنيا سريع دوران أيامها.. وقليل فيها الوفاء.. فبرحيل الصديق العزيز والفنان القدير ابراهيم بحر فقدت الساحة المسرحية في البحرين والخليج العربي فنانا مبدعا وملتزما ومثقفا ومؤهلا.. فهو ممثل مسرحي ومخرج مؤلف تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت عام 1982م وحاصل على دبلوم الدراسات التربوية العليا من جامعة القديس يوسف بلبنان.. نذر حياته للفن فترك لنا بصمته الواضحة في مسيرة المسرح والدراما التلفزيونية.

وأوضح نجم: عرفنا الراحل العزيز كممثل مسرحي منذ مسرحية «السيد» لمسرح الجزيرة حتى مسرحية «درب العدل» لمسرح اوال.. وعرفناه ممثلا تلفزيونيا في العديد من المسلسلات التي سكنت ذاكرة المشاهد البحريني مثل مسلسل «سعدون» و«سرور» و«البيت العود» و«فرحان الأول» وغيرها الكثير من المسلسلات التي وضعت اسم إبراهيم بحر كرمز من رموز المسرح في البحرين. 

وأضاف: إنه فنان لا يختلف اثنان على رقي فنه وقدرته الفائقة على تقمص الشخصيات الصعبة.. فتمثيله قريب من القلب يشعرك برائحة البحرين.. شكل مع صديقه العزيز الفنان سعد البوعينين أطال الله في عمره ثنائيا جميلا تميزت الدراما البحرينية بهما. ومن الجانب الإنساني فهو فنان خلوق جدا وسهل التعامل.. لا تفارقه الابتسامة.. متواضع في تعامله مع الجميع ولا يشعرك بأنه فنان ومشهور على مستوى الوطن العربي.. يمتلك ثقافة عالية في مجال تخصصه والمجالات الثقافية الأخرى.. تجده دائما من بين الحضور للندوات الثقافية والفنية.. وكم سعدنا بحضوره بعض ندواتنا في أسرة الأدباء والكتاب مؤخرا بعد عودته من رحلة العلاج وتشافيه. اهتم مؤخرا بالكتابة وقد سمعت انه أعطى الأخ والصديق العزيز الروائي أمين صالح مسودة رواية من تأليفه للاطلاع عليها قبل نشرها ولكن الموت كان أسرع من النشر.

رحمك الله يا صديقي العزيز الفنان القدير ابراهيم بحر رحمة واسعة وغفر لك.. وأسكنك عالي الجنان.. وألهم اهلك وذويك ومحبيك وعشاق ابداعك الفني الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

لم يجعل من نفسه فنانا سهلا 

الشاعر علي عبدالله خليفة يرى أن إبراهيم بحر فنان يتميز بأخلاق عالية جدا ويراه فنان نادرا وقديرا من زمن الفرسان النبلاء، مؤكدا علي خليفة: إن بحر انسان لم يبتذل فنه ولم ينزل به إلى الحضيض، بل ظل رفيعا كعلم لا ينحني للعاصفة.

ويرى خليفة: إن بحر لم يجعل من نفسه فنانا سهلا بل اختار اعماله بدقه واتقان وعناية، منزها نفسه عن الخلافات التي تحدث في الوسط الفن، مُكنا احتراما للجميع.

وأكد خليفة: إن فقدانه خسارة كبيرة للبحرين، ومطلوب من الوسط المسرحي كتابة سيرة هذا الفنان او عمل سينمائي تسجل فيه تجربته على مستوى المسرح والدراما حتى يطلع عليها الأجيال الجديدة.

نصيحة في رسالة فكان الوداع 

وفي جانب آخر ترى الدكتورة سهير المهندي: توفي الفنان العظيم والإعلامي القدير ابراهيم بحر أحد اعلام الفن المسرحي المبدعين تمثيلا وإخراجا بعد حياة امتدت 62 عاما حافلة بالأعمال الفنية التي شكلت علامة فارقة في الحركة المسرحية والفنية بمملكة البحرين، إذ استطاع هذا الفنان ان يترك بصمة فنية تتوارثها الأجيال وأعمالا فنية تذكر كلما شاهدها الجمهور الذي استضاف فنان التراجيديا التمثيلية عبر مسلسلاته التلفزيونية في منازلهم.

وأضاف: الفنان الإنسان ابراهيم بحر التقيته شخصا ذا خبرة في الأداء وعالما من الإنسانية في لقاء صحفي وإعلامي حيث كان حديثه حديث النفس، دائما يتحدث بصوت الوطن وللوطن وأعماله تشهد على حبه للوطن، عاصرته في عطاءاته وجهوده الأهلية وسمعت كلماته المتقنة التي تدل على معنى الوطن والوطني من خلال أعماله الفنية التي قدمها بكل حب هو وعائلته. الفنان ابراهيم بحر التقيته قبل اقل من شهر من وفاته بعد مضي زمن طويل وكان آخر لقاء رأيته فيه وحديثه معي لم يطل اكثر من نصف الساعة في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي حيث قال لي عندما رآني: «تغيرت وتغيرت احوالنا الصحية، كبرنا والبركة فيكم ولقائي معك جاء بعد سنين طويلة مضت، شغلتنا الحياة فيها بكثير من الأعمال…»، وحينها تحدث مسترسلا: «وجودي في مركز كانو يرجعني إلى علاقاتي بأصدقائي بعيدا عن المصالح حيث الوجود مع الروح والحياة الحلوة»، وضحك قائلا: «ولقاءي بك أسعدني، تذكرتك في اذاعة البحرين حينما كنا نسجل مسلسلات رمضانية واستضفتني في برنامج الملتقى الثقافي، كان لقاء جميلا ولقائي بك اليوم اجمل بعد مرور سنوات طويلة مضت حيث كنا نراك دائما بيننا اعلامية مهتمة بالجانب المسرحي وتغطي همومة حيث نجد ما يشغلنا دائما».

وأضاف في هذا اللقاء: «إن وجودك في هذه الأسرة لمركز عبدالرحمن كانو جميل، وجود حب لأسرة الثقافة وبين الأصدقاء الذين تربطهم علاقة طويلة من سنين ولا فارق بينهم كبيرا او صغيرا.. وها انا ألتقي بك بعد ان اخذ منا الزمن الصحة حيث قطعنا زمنا، ونرجع ال،ن لنجدد شباب روحنا بوجودنا هناك حيث لقائنا بأمثالك وغيرهم من اعضاء اسرة الملتقى الثقافي. 

وقال: نصيحتي لك ان تواصلي وجودك بين المجتمع، فلو قطعت العلاقة فلا ذكرى بينهم وهنا نجد كل صديق في القلب باقيا بيننا بعيدا عن اي عمل او مصلحة؛ حيث كانت كلماته نصيحة في رسالة… فكان الواع.. رحمك الله ايها الفنان العظيم بروحك التي فارقتنا وقلبك الذي ودعنا وترك المحبة والنصيحة التي قدمتها لنا، وداعا حيث تبقى بصماتك شاهدة على صدق كل ما قدمته… لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

رائد من رواد الدراما 

أما الفنان الملحن أحمد سيف فبحزن شديد يقول: تلقيت نبأ وفاة الاخ والصديق الفنان الكبير والقدير إبراهيم بحر وأنقل احزاني وتعازيه إلى اسرته عبر الصفحة الثقافية لجريدة أخبار الخليج الغراء. رحم الله اخي وصديقي الفنان الكبير والقدير ابراهيم بحر رحمة واسعة وأسكنه جنة الفردوس الاعلى بإذنه تعالي. وكنا نسكن في فريجين متقاربين؛ فريج البوخميس وفريج الظاعن، وآخر الايام كان يزورنا في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، وطبعا الفنان المرحوم ابراهيم بحر رائد من رواد الدراما في البحرين، وهو طبعا خريج معهد الكويت وحضرت له مسرحيات كثيرة، وخاصة مسرحية سوق المقاصيص التي ابدع فيها وشاهدت له مسلسلات كثيرة. رحم الله الفنان الاستاذ ابراهيم بحر رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

ألم قاسٍ 

وبألم قاسٍ يقول الروائي والكاتب السينمائي أمين صالح: إن رحيل إبراهيم بحر خسارة كبيرة جدا جدا على المستويين الشخصي والثقافي، فإبراهيم متميز في الانجاز على مستوى المسرح او التلفزيون وأيضا في السينما وتحديدا في فيلم «الحاجز»، وحضوره الفني والثقافي مهم وكبير، وبالفعل الساحة الفنية والثقافية فقدت هذا الرجل الفنان، عزاؤنا لأسرته ولمحبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وتظل الرسالة في رحيل اي مبدع رهان تجربة ليس من السهل تجاوزها وليس من المحال حفظها والسير على نهجها، كونها المشعل المضيء في الزمن الرديء، هكذا هي رسالة راحلنا الفنان القدير إبراهيم بحر، رحمة الله عليه والصبر لأسرته والمنتمين إلى ركبه الفني والثقافي.

أحد رموز الفن المسرحي والدراما

يقول القاص والفنان ابراهيم راشد الدوسري: الفنان إبراهيم بحر يعد من رموز الفن المسرحي والدراما على مستوى البحرين والخليج العربي. واستطاع الفنان الراحل بحر ان يجسد العديد من الشخصيات، فهو متمكن في اداء مختلف الادوار المسرحية والدرامية لما يمتلكه من موهبة اصيلة، فأعماله العديدة في المسرح والتلفزيون والاذاعة شاهدة على تميزه وحضوره اللافت في الساحة الفنية، ورحيله خسارة للثقافة والفنون في البحرين والخليج العربي كونه قدوة للأجيال الجديدة، لكن لا راد لقضاء الله، رحمة الله عليه، وعزاؤنا لأسرته وذويه.

الإنسان الفنان 

ويختم استطلاعنا المخرج محمد أبو حسن قائلا: ورحل إبراهيم بحر، رحل الانسان والفنان الذي عشق الفن وعشقه الفن.. رحل الفنان والصديق والمربي مخلفا وراءه الحب والمودة والكلمة الصادقة بين الناس، إبراهيم بحر الذي عاش بيننا بقلبه وروحه وإنسانيته كحلم عابر في زوايا ودهاليز المسرح البحريني الذي جمعنا معا في ظلال وافرة عشنا فيها معا. كان دائما في الصف الأول حين يترجل الجميع تلك الخشبة من أجل أن يعطي ولا يأخذ، كان يعمل للفن طوال حياته الفنية داعما ومساندا من أجل النهوض بالحركة الفنية، لذلك تجده في كل مكان.. تجده في النادي الصغير المتواضع قبل المسرح، تجده بين تلك المجموعات التي كان داعما ومساندا لها من دون كلل او ملل. كان هذا الانسان قريبا من الجميع ومنخرطا مع الجميع في اي عمل، لم يكن غافلا ابدا حين يدعى للتعاون والمساندة. هكذا كان إبراهيم بحر الفنان الذي أعطى كل معاني الحب والتعاون في مجال المسرح. رحمك الله برحمته وأسكنك فسيح جناته. 

أخبار الخليج البحرينية في

16.02.2019

 
 
 
 
 

الشيخة مي في وداع إبراهيم بحر: كان مثالاً مشرّفًا للفنان البحريني

رثت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الفنان الراحل إبراهيم بحر قائلة: «لقد آلمنا خبر رحيل الفنان إبراهيم بحر، فقد عهدناه مثالاً مشرفًا للفنان البحريني الذي لطالما حملت أعماله رسائل اجتماعية هادفة»، وأضافت «ستبقى للراحل ذكرى حاضرة في قلوب محبّيه، وإرث فني تزخر به مكتبة الدراما الخليجية».

جدير بالذكر أن الفنان الراحل إبراهيم بحر مواليد المنامة عام 1956، حاصل على دبلوم دراسات عليا في التربية من جامعة القديس يوسف ب‍لبنان، وحصد شهرة إقليمية عبر تقديمه لعدد كبير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية ممثلاً ومخرجًا، وشهد يوم أمس الجمعة الموافق 15 فبراير 2019 رحيل الفنان البحريني، بعد مسيرة طويلة قدم خلالها أعمالاً مميزة على المستويين المحلي والخليجي.

 

####

 

الوسط الفني والمسرحي يفقد عمدًا من أعمدته

المــوت يغيـّـــب الفنــــان القديـــر إبراهيــــم بحـــر

بعد عقود من العطاء، ودّع الوسط الفني والمسرحي في مملكة البحرين والخليج العربي، الفنان البحريني إبراهيم بحر الذي وافتهُ المنية يوم الجمعة (15 فبراير)، ليغادر المشهد جسدًا، بعد أشهر قليلة من توقيعه إصداره «قبل أن تأتي فتون» الذي ضمّ خمس مسرحيات، كُتبت باللغة العربية واللهجة البحرينية الدارجة، وكان يتمنى أن يشاهد هذه الأعمال المؤلفة مؤداة على خشبة المسرح، بيد أن الوقت لم يسعفهُ لذلك، إذ خطفهُ الموتُ بعد صراع مع المرض.

رحل بحر تاركًا خلفه إرثًا مسرحيًا وفنيًا ضخمًا أسهم به في رسم المشهد المسرحي والفني على الصعيد المحلي، وكان فاعلاً واحدًا من أساسات هذا الحراك، بنشاطه واشتغاله في مجالات التمثيل الدرامي، والعمل المسرحي، والإخراج، والتأليف، والتوجيه.. ليترك بصمة بارزة في المشهد البحريني، وفي ذاكرة الناس، من صغيرهم إلى كبيرهم.

رحل بحر، ذلك النجم الذي استطاع أن يخلد اسمه وصورته في ذاكرة كل بحريني، من خلال الأعمال الدرامية التي قدمها والشخوص المتعددة التي تقمصها، إلى جانب فاعليته في المشهد المسرحي، خاصة على صعيد الإخراج، إذ أخرج منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي العديد من المسرحيات المدرسية، بالإضافة إلى إخراجه العديد من المسرحيات الأخرى لـ«مسرح الصواري»، و«مسرح أوال»، و«مسرح الجزيرة»، و«مؤسسة المسرح الأهلي»، إلى جانب حضوره على الصعيد من خلال إعداده للبرامج الإذاعية.

رحل من كان يعد المسرح شكلاً مهمًا من أشكال التعبير الفني، على الرغم من إغنائه لفضاء الدراما التلفزيونية من خلال التمثيل والتأليف، إذ يؤكد الراحل «المسرح أهم؛ لأنه الجوهري والمتكامل، أما التلفزيون فهو الجزئي»، وهو الذي كان مؤمنًا بأن المسرح ما هو إلا جمهور، «من دون الجمهور يموت المسرح ويهوي، إنه اهتمام الناس وقضاياهم».

رحل من رفض الارتهان لأي شكل فني، «عندما أعمل عملاً لا أكون مرتهنًا لأحد، وإنما لفني ونظرتي إلى الفن الذي أؤمن به»، ومن كان يرى في الحرية المسرحية منهجية للاشتغال «المسرح حرية (...) أريد أن أظل حرًا طليقًا مثلما أنا اليوم»، ومن كان يدعو إلى إمكانات تحترم هذا الفضاء الفني، «إمكانات مادية وبنية أساسية مسرحية مهمة، كالصالة المخصصة» و«دعم الكتاب»، وغيرها.

رحل ليخلف وجعًا كبيرًا لدى الكثيرين، وليلقى رحيله صدى على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تداول محبوه وعارفوه مقاطع مجتزأة من إبداعاته، وكتبوا عبارات النعي والحسرة على هذا الرحيل المبكر، لعمد من أعمدة الفن البحريني، إذ كتب الفنان حسين عبدعلي «أحاول -على مضض- أن لا أحزن. أرتكن إلى كلاشيهات الرثاء وكتابات الفقد، تلك التي تطبطب على خبث رحيلك بأصبع وجودك الأبدي الممتدة إلى أعماق قلوبنا، وأفشل».

ويضيف حسين الذي يقود حملة سنوية للاحتفاء بالفنانين المسرحيين في يوم المسرح «كان اسمك متصدرًا قائمة المرشحين بالاحتفاء بهم في يوم العالم المسرحي. كعادتنا السنوية عندما نختار شخصية مسرحية ونرسل لها شكرنا الجزيل لما قدموه لنا. كنت الأرجح بهذا الاحتفاء. اسمك الأول في القائمة لكنك استعجلت الرحيل. لم تنتظر أربعين يومًا فقط لنقول لك: (إبراهيم بحر.. شكرًا). وها نحن نبدل الشكر بالوداع، فنقول: (إبراهيم بحر.. وداعًا)».

المغردة نوف، كتبت هي الأخرى «كان قامة وإنما متواضعة حد القرب الشديد من الروح، ومعلمًا أسمر يحمل شنطة شغفه تجاه الفن أينما رحل. بصمت ستخلد.. ذاكرتنا الطفولية المليئة بأدائك العظيم وصوتك الذي لا يمكن أن ننسى ملامحه سيشيخ فينا.. وداعًا إبراهيم بحر».

أما زينب الزيادي فكتبت «خسر الفن الخليجي شخصية عظيمة.. هكذا دومًا هي الحياة تأخذ منا كل جميل، لكن عزاءنا الوحيد هي تلك الأعمال الخالدة التي خلفها لتذكرنا به، وتجعلنا متمسكين بأرضنا، محبين لأوطاننا»، فيما قدم أحمد الطريفي شكره «على كل الفن الجميل والرائع الذي قدمته لنا» مؤكدًا أن روح الراحل «ستظل أيقونة بحرينية متميزة».

يذكر أن الراحل بحر من مواليد 1956، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982، وباشر منذ ذاك اشتغاله في العمل المسرحي، إذ قدم العديد من المسرحيات المدرسية بين عامي 1982 وحتى 1990، كما ألف وأخرج، وشارك في العديد من الأعمال الفنية الدرامية، والمسرحية المحلية والخارجية، إلى جانب كون بعض مسرحياته المؤلفة لقيت صدى على المستوى العربي، إذ مثلت بعضها على مسارح في سوريا ومصر ودول الخليج العربي.

 

####

 

في نعي الفنان إبراهيم بحر

في نعي الفنان إبراهيم بحر

ذهبتَ عنا وأنتَ رفيقنا الإنسان

يا بحراً فارقَ الأرضَ منذ الآن

فراق مثلك مؤلمٌ أيها الفنان

 

في نعي الفنان إبراهيم بحر

كيف ننعيكَ ونحن لا نصدق موتكَ يا بحرُ

أتذهبُ هكذا عنا وأنت لنا

الرافدُ الفخرُ

يا موتُ كيف تأخذهُ منَّا وكانَ عطاؤه بحرُ ؟

 

في نعي الفنان إبراهيم بحر

تغادرنا!

وكيف يغادر الحب عن وجدانْ؟

وتتركنا!

جماهيرٌ تود بأن ترد لك

العرفان!

روايتك الأخيرة يا بحرُ ما انتهت حتى الآن!

أحمد العباسي

الأيام البحرينية في

16.02.2019

 
 
 
 
 

فنانون لـ"الوطن": إبراهيم بحر كان داعماً ومشجعاً للمجال الفني

ريانة النهام

حزن كبير ساد الوسط الفني البحريني بعد رحيل أحد عمالقته الأستاذ القدير إبراهيم بحر، كلمات عجز الفنانين التعبير عنها ومشاعر لم يتمكنوا من الإفساح عنها بالكامل، الساحة الفنية تودع أحد روادها.

وأكد فنانون لـ"الوطن" أن الراحل كان أباً داعماً لهم قبل أن يكون فناناً، لطالما شجع الحركة الفنية في مملكة البحرين ودعم الشباب في المسرح والتلفزيون، كان يحزن على حال الفنانين في مملكة البحرين ويعمل على تغيره.

ونعت الفنانة البحرينية شيخة زويد الفنان إبراهيم بحر قائلة: "غادرنا الأستاذ الكبير والوالد الذي تعلمنا منه الكثير، كان قمة في التواضع والأخلاق الطيبة واليوم لا نستطيع أن نوفي بحقه بالكلمات القليلة. وخسر الفنانون والشعب البحريني عموداً من أعمدة الفن، وهو من أكثر الفنانين الذي كان يحزن على وضع الفنانين في مملكة البحرين".

واستذكر المخرج البحريني خالد الرويعي ما قدمه الراحل إبراهيم بحر للمسرح البحريني، وقال: "كان أول رئيس لفرقة مسرح صواري وظل لفترة طويلة رئيساً للمسرح كونه سنداً للحركة الجديدة للمسرح البحريني، ففرقتنا جاءت بشكل جديد للمسرح البحريني وهو دائماً ما كان داعماً لتجربة، كما أنه يعد من الممثلين المتميزين فكان حتى قبل وفاته وأثناء مرضه يذهب لمواقع التصوير ويشارك في الاحتفالات ودشن كتابه في معرض الكتاب لكونه محباً لمجال عمله، إبراهيم أستاذ ومربٍّ ومعلم وأحب المسرح المعروف بثقله ووزنه وماذا يمكننا أن نتحدث عنه لقوة كإبراهيم بحر".

وتحدث الإعلامي صالح العم عن الراحل قائلاً: "هو رجل غني عن التعريف تمتع بأخلاق طيبة مع زملائه الفنانين والفنانات، هذا الإنسان تعرفت عليه 1976 في أيام الشباب، الكل يعرف إبراهيم وما قدمه لساحة الفن البحرينية وللخليج أيضاً، عندما كنت صحافياً كنت أرى كيف يشجع الشباب بشكل مستمر من خلال المسرح والفن والإذاعة والتلفزيون، لن نستطيع أن نوفي بالحديث حقه فالبحرين اليوم فقدت أحد عمالقتها".

وقال الفنان البحريني خليل الرميثي، إن أبا محمد ترك فراغاً في الفن لا يمكن تعوضيه، ويكمل: "إن البحرين اليوم تفقد علماً من أعلام الفن الخليجي، كان لي شرف العمل معه في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما وكذلك في وزارة التربية والتعليم، كان بالفعل معلماً وملهماً وأباً وصديقاً لي ولكل الفنانين في الخليج، إنه إنسان يتميز بالجدية والإخلاص والأخلاق الراقية، كنت أتابع حالته الصحية من قريب ومن بعيد ولكن هذه سنة الحياة لا نملك سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، قبل أقل من شهر وقفت بالقرب منه في أحد المشاهد التلفزيونية بعد عودته من رحلة العلاج وكنت أراقب هذه القامة الفنية كيف تتعامل مع المشهد بكل حرفية وإتقان، كان مدرسة من مدارس الفن الخليجي".

ورثا المنتج الفني أحمد كركي الراحل قائلاً: "رحل المعلم وبقيت المدرسة الفنية نتعلّم منها خلال مشوار كبير تلذذت فيه مختلف أطياف الشعب الخليجي، بدروسه رحل معلماً من سمائنا هو من أضحكنا وأبكانا، إبراهيم غادرنا اليوم قبل استطاعتي بالتعاون معه بعمل مشترك ولكن هذا القدر من رب العالمين، أعماله مازالت خالدة في ذكرى بطلة في بحر الفن مثل البيت العود، أولاد بوجاسم، فرجان لول، ملفى الأياويد وحسن ونور السنا وسعدون، خبر وفاته كان أشبه بالكابوس المحزن للجميع، البحرين تبكي على رحيله".

الوطن البحرينية في

16.02.2019

 
 
 
 
 

«إبراهيم بحر».. فقيد «الفن والبحرين»

الدمام - حسن القحطاني

فجع الوسط الفني الخليجي بوفاة الفنان البحريني إبراهيم بحر على إثر مرض الكلى الذي لازمه الفترة الماضية، ويعد بحر من أبرز الأسماء الفنية البحرينية وهو ممثل ومخرج مسرحي، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982 دبلوم دراسات عليا في التربية، وشارك في الكثير من الأعمال المسرحية داخل البحرين وخارجها والتي منها مسرحية السيد، وسوق المقاصيص، وكذلك الأعمال التلفزيونية كبحر الحكايات ورحلة العجائب وفرجان لول وكذلك مسلسل ملفى الأياويد.

وعبرت الفنانة البحرينية سلوى بخيت عن فقدها للفنان إبراهيم بحر، والتي شاركت معه في العديد من الأعمال الفنية، بالصدمة، وهي من تربطها به علاقة فنية وعائلية، وقالت: بحر ليس مجرد فنان بل كان يربطه علاقة إنسانية واجتماعية بجميع أطياف الوسط الفني ملؤها وفاء ومحبة، وكان البئر العميق لجميع الفنانين الذي يتعامل معهم.

من جانبه ذكر الفنان السعودي إبراهيم الجبر بعضاً من مآثر فقيد الفن البحريني وقال: يعمل في مهنة التمثيل المئات بل الآلاف حول العالم، ويبقى المؤثرون منهم في مجتمعاتهم ومهنتهم قله، وأزعم أن الفنان البحريني الخليجي العربي الراحل إبراهيم بحر أحدهم وأحد المميزين جداً من فناني العرب والخليج تحديداً، ولكي تحكم على فنان بحجم إبراهيم بحر فليس من المهم أن تعمل معه ولكن تلك الطاقة الهائلة من الفن التي تحتويها روحه سوف تصل إليك سوى كنت ممثلاً أو مشاهداً، وللأسف لم يجمعني عمل مع (أبو محمد) يرحمه الله لكنني اجتمعت معه في مناسبات مختلفة في مهرجانات مسرحية عربية وخليجية، وما يميز الراحل أنه ليس فناناً تلفزيونياً فقط بل فنان مسرحي مبدع، وتميز بحر أيضاً بإجادته لفن خليجي كاد يندثر إلقاءً وحفظاً، وهو فن (الزهيري) الذي ينساب بصوته العذب الخليجي المميز، العزاء لأسرته والوسط البحريني والخليجي والعربي في وفاة أستاذ مسرحي فذ مختلف عن كثيرين ممن هم يعملون في هذه المهنة التي تحرق من يعمل بها وتضنيه وتؤلمه فيرحل سريعاً، خاصة إذا كان على شاكلة الفنان إبراهيم بحر.

الرياض السعودية في

18.02.2019

 
 
 
 
 

إبراهيم بحر.. الفنان النبيل

سعيد ياسين (القاهرة)

إبراهيم بحر.. من أهم فناني البحرين والخليج العربي، جمع بين التمثيل والإخراج والتأليف، وقدم العديد من الأعمال الفنية البارزة التي نالت إشادات نقدية، وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وحمل العديد من الألقاب الفنية والإنسانية، منها: «الفنان النبيل»، و«النبيل المحترم»، و«الفنان الشامل».
ولد في المنامة في 2 أغسطس 1956، وهو الشقيق الأكبر للمطرب الشعبي الراحل علي بحر، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت عام 1982، وحصل على دبلوم دراسات عليا في التربية من جامعة القديس يوسف في لبنان، وشغل منصب رئيس الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في مركز التقنيات التربوية بوزارة التربية والتعليم البحرينية
.

وجاءت بدايته الفنية عام 1976 من خلال مسرحية «للأمام سر»، وفي 1979 شارك في تمثيلية «الميناء»، وكان عام 1980 فارقاً بالنسبة إليه، حيث قدم فيه دورين مهمين في مسلسلي «السيف المفقود»، و«حياتنا»، وشارك في العام التالي في مسلسل «الجوهرة» وأوبريت «ميلاد أمة»، وقدم بعدهما العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والمسرحية، كما في مسرحيات «السيد»، و«واقدساه» التي عرضت في القاهرة، والأردن، ودمشق، وبغداد، وشارك فيها مع نخبة من فناني الوطن العربي، منهم: محمود ياسين، وفاطمة التابعي، وغسان مطر، ومحمد المنصور، و«سوق المقاصيص»، و«درب العدل»، و«مدينة اللؤلؤ».

كما شارك في العديد من المسلسلات، ومنها: «حسن ونور السناء»، و«بحر الحكايات»، و«رحلة العجائب»، و«نورة»، و«سرى الليل»، و«البيت العود»، و«فرجان لول»، و«سعدون»، و«سرور»، و«علاء الدين أبو الشامات»، و«بقايا وجوه»، و«آن الأوان»، و«الحضارة العربية الإسلامية»، و«أولاد بو جاسم» وجسد فيه شخصية «عبدون»، و«الهارب»، و«ملفي الأياويد»، و«عجايب زمان»، و«زهور وجدران»، و«بحر الحكايات»، و«الكلمة الطيبة»، و«أحلام رمادية»، و«بيتنا الكبير»، و«صرخة يتيم»، و«عويشة»، و«ملاذ الطير»، و«دموع الرجال»، و«الفجر المستحيل»، و«بنات آدم»، و«نظر عيني»، و«حنين السهارى»، و«أهل الدار»، إلى جانب أفلام «الحاجز» 1990، و«أربع بنات» 2007، و«تزهر الأشواك» 2010، ومن مسرحياته أخرجها «فاقد»، و«الدائة»، و«وجهاً لوجه».

كما قام بتأليف عدد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية، ومنها: «مواقف اجتماعية»، و«جري الوحوش»، و«الوهم»، و«خيوط العمر»، و«ضوي الليل»، وتوفي عن 63 عاماً في 15 فبراير الماضي.

الإتحاد الإماراتية في

22.03.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)