الفيلم اللبناني «قضية رقم 23» أو كيف تُكرّه
بالفلسطينيين
باريس ـ «القدس العربي» ـ من سليم البيك:
دار الكثير من الحديث عن فيلم اللبناني زياد دويري «قضية رقم 23»،
سنحاول هنا تناوله كناقلٍ لحدث تاريخي، وكذلك عمل فني، بمعزل عن
الموقف السياسي لمخرجه.
في الفيلم مستويان يمهّد أحدهما للآخر، الأوّل وهو مقدّمة لما يريد
الفيلم إيصاله، هو الإهانة. إهانة ياسر، العامل الفلسطيني، لطوني،
اللبناني الذي يعتبر سمير جعجع وبشير الجميّل بطلَين وطنيين.
الإهانة كانت كلمة «عرص»، والسبب أن طوني أعاق ياسر عن عمله، تطوّر
الأمر ليهين طوني ياسرَ فيضربه الأخيرُ على صدره، هنا يتأزّم الوضع
ويدخل الفيلمُ جلسات طويلة في المَحاكم، فهو «فيلم مَحاكم» حيث
تكون القاعةُ المكانَ الأساسي الذي تجري فيه أحداث الفيلم، وعن هذه
الأفلام يمكن القول إنها تفتح مجالا واسعا لتشويق مبني على الكلام
ومحاولة الإقناع، إقناع المُشاهد قبل القاضي، بغضّ النّظر عن صحّة
الكلام في المرافعات، وكذلك على الانتهاء أخيرا بحكم أخلاقي بين
المتخاصمَين تكتمل صورة أحدهما كشرير ـ أو الشرير ـ والآخر
كالخيّر، بدون أن يكون ذلك مقترنا بالضرورة بحكم المحكمة، وهذا
عنصر أساسي لا بد من إدراكه لفهمٍ أفضل لهذا الفيلم.
يبدأ الفيلم ـ في دقائقه الأولى ـ برغبة زوجة طوني في العودة إلى
الدامور، قائلة بأنه تم ترميم الكنيسة هناك، وأن البطريرك باركها،
ليردّ عليها زوجها بحزم رافضا العودة. بعدها يُدخِل الفيلم
«الجينيريك» ـ موسيقى وأسماء الممثلين والعاملين ومساحة للمُشاهد
كي تعلق الصنّارة في ذهنه، ليفكّر في سبب الرد الحازم لطوني الذي
كان قبل لحظات يمازح زوجته، ليثبّت هذه الكلمة/اسم العلم/الدامور
في ذهنه. سيُبعد دويري المُشاهدَ عن الدامور لفترة بعدها، يُدخله
في إهانة وقضية رقمها 23 وماسورة ماء ومرافعات، وتعود بالمُشاهد
أخيرا إلى الأساس الذي بدأ عليه الفيلم: مجزرة الدامور.
لكن ليست هذه اللفة مجانيّة، فالغاية منها هو «تطعيم» المُشاهد ضد
النّفور من طوني الذي بان شريرا في النصف الأول من الفيلم.
«تطعيمه» بمعنى أن يكرّه الفيلمُ المُشاهدَ بطوني لأسباب عدّة،
إنّما فرديّة بحتة، لا تتعداه، ثمّ، حين يلتفّ الفيلم على شخصياته
وتنقلب معادلة الشرير/الخيّر ليصير كل واحد منهما الآخر إنّما
بالمعنى الجمعي، يصعب على المُشاهد الذي نفر من طوني أولا ثمّ
تعاطف معه، أن يعود لينفر منه ثانيا بعدما جرّب ذلك في النصف الأول
من الفيلم، وتنازل عنه حين أدرك خلفيات الإهانة/القضية وهي سياسية
تاريخية تجرّ هذا التعاطف إلى حدث تاريخي يجعل المُشاهد يعيد
استيعابه لطوني، إنّما كجزء من جماعة تعرّضت لمجزرة، فيكون، كجزء
من هذه الجماعة، مبَرَّرا له سلوكه كفرد، وذلك بتبيان «المصيبة»
الجمعية التي تعرّض لها، والتي تبرر سلوكه، والتي تجرّ أخيرا
للتعاطف معه، والتي، بحسابات أبعد، تبرّر سلوك الجماعة ذاتها
بارتكابات لمجازر سبقت الدامور ولحقتها.
فما أراده دويري هنا هو شحن المُشاهد بالكره تجاه طوني، كفرد، ثم
تفكيك هذا الكره الذي سيتحوّل إلى تعاطف تام، تماهٍ تام، إنّما
كجزء من جماعة، يمتد هذا التعاطف والتماهي إلى الجماعة، يقابله كره
تلقائي لنقضيه وهو هنا الفلسطيني، ودائما لا كفرد بل كجماعة.
لكن هذه «المصيبة»، أو هذا الحدث، أتى مقطوعا من سياقه، وهي
معركة/مجزرة الدامور، فيحمل الفيلمُ مُشاهدَه إلى المجرزة ليستعيد
الأخيرُ الإهانةَ، في النصف الأول من الفيلم ويعيد الاعتبار إلى
طوني مبررا الكره تجاه العامل الفلسطيني لكونه فلسطينيا، ممررا هذا
الكره إلى الجماعة أو ـ وهذا الأدق ـ مستمدا كرهه لياسر من كرهه
للجماعة التي ينتمي إليها. فتكون الدامور، التي لا يظهرها الفيلم
إلا مجزرة متجاهلا توصيفها الأوّلي كمعركة (وأي معركة في أي حرب
أهلية لا تنتهي بمجزرة؟)، فتكون هي الأساس الذي ارتكز عليه الفيلم،
هي الفكرة التي مهّد لها طويلا، ويكون تماهي المُشاهد مع طوني غير
قابل للتراجع بعدما جرّب أن يتماهى مع ياسر بداية، ويرفضه أخيرا
كمعتدٍ فردي أولا وكمعتدٍ جمعيّ ثانيا.
الإحالة إلى الجماعة التي ينتمي إليها ياسر كانت مسيطرة على خطاب
الفيلم بلسانَي طوني ومحاميه الذي يرافع ضدّ الفلسطيني قائلا بأنّ
«العنف جزء من تاريخه»، فيأتي كرهُ طوني تجاه ياسر أساسا لكونه
فلسطينيا، ثم تم استحضاره إلى المحكمة كفلسطيني. وتبرئته أخيرا من
قبل المحكمة لا يعني أنّ الفيلم يدعو لتبرئة الفلسطينيين أخيرا،
فهذا تلقٍّ سطحي للفيلم لا يلائم السيناريو المتذاكي اللا ـ تاريخي
المكرّس بكامله لإدانة ياسر ومن خلفه الفلسطينيون (ولا بد للقطة
مقرّبة على ياسر في أي إشارة إلى «التاريخ العنيف» للفلسطيني، لنرى
النظرات الرأس المطأطأ).
هل ما ذُكر هنا قراءة سياسية للفيلم؟ لا، ببساطة لأنّ هذه الأسطر
تنتقد لا ـ تاريخيّته، وأسلوب «الصّنارة» المستهلَك في الأفلام
الرائجة في هوليوود، والآتي ببروباغاندا قدّمها لليمين اللبناني في
استعادة لحدث، مستقطِعا إياه عن سياقه التاريخي. فلو اكتفى الفيلم
بالإهانة بين الرجلين، ومنها أسّس لحكاية راهنة بين فلسطيني
ولبناني، بدون تحميل أي من الرجلين عبء شعبه، وبدون ترميز مفضوح،
وبدون تشويه للتاريخ، لكان أكثر إقناعا بحكايته، ولكان أقرب ليكون
فيلما سينمائيا فنّيا وليس دعاية سياسية بإنتاج سينمائي جيّد، أمّا
ما يعنيه الإنتاج الجيّد فهو المسألة التقنية التي لا تحتاج سوى
تمويل ضخم يُشغِّل تقنيين جيّدين، وليس هذا هو المعيار في التقييم
السينمائي، لأني لا أرى أن أفلاما بإنتاج ضخم كـ «سوبرمان
vs
باتمان» جيّدة كسينما، هي جيّدة كمُنتَج تجاري لا فنّيا، كمدرٍ
للمال، وليس جمهوره جمهور سينما، بل جمهور ترفيه. وهذا هو الحال مع
فيلم دويري، هو فيلم جيّد تجاريا، سيّئ فنيا وحكائيا وبشخصيات
مسطّحة، وباطل تاريخيا، وهو دعاية سياسية تتماشى مع حوارات دويري
خلال الأسابيع الأخيرة في الصحافة الأجنبية، التي يصرّح فيها
بعدائه لحركة المقاطعة الثقافية والأكاديمية (BDS)
لدولة إسرائيل، التي اشتغل فيها ـ ممارِسا التطبيع ـ لينجز فيلمه
السابق «الصدمة» وهو فيلم آخر له أشبه بدعاية سياسية ضد
الفلسطينيين كذلك، إنّما من وجهة النّظر الإسرائيلية وليس اليمينية
اللبنانية.
لدويري طموح هوليوودي واضح في فيلمه، لأسباب منها تبسيطه للحكاية،
تسطيحها هي وشخصياتها، ثمّ اتّخاذ موقف معاد للفلسطينيين، وتعميم
هذا الموقف على مجملهم. وكذلك ـ طبعا ـ ذلك الميل لتحويل الأزمة
بين شخصين إلى قضية رأي عام تتناولها الصحافة والتلفزيونات، وتصل
إلى رئيس الدولة الذي يستدعي الرّجلين للإصلاح بينهما، هذا سيناريو
هوليوودي بائس، حيث يصير الفرد ـ طوني ـ مركز الاهتمام لدى الإعلام
وصاحب قضية تسبب استقطابا في المجتمع، بتظاهرات وطائرة مروحيّة
تؤمّن المنطقة من السماء. هذا فيلم يُشاهَد مع ناتشوس وكوكا كولا
وتفقُّد للنوتيفيكايشنز بين وقت وآخر، وليس فيلما فنّيا يُبقي
الفردَ فردا بهمومه وتفاصيل حياته فينال قيمته كفرد، وليس فيلما
يستوجب من المُخرج/الكاتب أن يشتغل جيدا على حوار وسيناريو يُقنع
بهما المُشاهد بدون أن يضطر لاستحضار رئيس الدولة وكاميرات وجماهير
وراياتٍ موحيا بأهميّة كرنفاليّة للحدث الذي ينقله في فيلمه،
فيقتنع أحدنا بالشخصية صاحبة الحكاية، وبأهمية الفرد أمامنا كفرد،
لا كأداة (لا مبرّر إذن للدفاع عن الفيلم كفيلم قبل انتقاده
سياسيا).
وهذا مشهد قصير يشير مباشرة إلى الطُّموح المذكور لدى دويري: نرى
محامي طوني في مرافعته ذاكرا أحد النوّاب الأمريكان الذي شتم مضيفة
طيران ثم اعتذر، مبديا إعجابه وسائلا لمَ لا نكون نحن كذلك هكذا،
كالأمريكان!
في مشهد باكر من الفيلم، يقول طوني لياسر: «أنتم شعب بلا أصل. لو
تحترمون أنفسكم لكنتَ قد اعتذرت من زمان. ليس غريبا أن يكون صيتكم
قذرا. كما قال اليهود: الفلسطيني لا يضيّع فرصة ليضيّع فرصة. يا
ليته شارون مَحاكم عن بكرة أبيكم». (هذه الأخيرة قالها دويري بنفسه
لفلسطيني كما صرّح مؤخرا لصحيفة «لوس أنجلس تايمز» ممهِّدا
لترشيحات الأوسكار)، جُملٌ يرشّها طوني خلف بعضها، مكتوبة بإتقان
الكاره التقليدي للفلسطيني. الشر الذي رأيناه في طوني بداية، تمّ
نفيه لاحقا. نرى التحوّل بأسلوب هوليوودي مبتذل حين يُصلح سيّارة
ياسر المعطّلة، لكن بشكل أكثر عمقا، ندركه لدى معرفتنا بالسبب الذي
دعا طوني ليكون شريرا تجاه ياسر، فيبدأ المُشاهد هنا رحلة التعاطف
مع طوني الناجي من مجزرة قرية الدامور التي نراها أولا بمَشاهد
مستهلَكة عن الحياة السعيدة ومزارع الموز والنساء على البحر، قبل
أن يدخلها المسلّحون الملثّمون بجيباتهم وصواريخهم ولباسهم الكاكي،
وكلّهم ذكور. هنا، وطوني هو الناجي من المجزرة (كالنّاجين اليهود
من المحارق النازية وجولات المحاكم التي امتلأت بها سينما هوليوود،
فللفلسطيني هنا نقاط تقاطع مع النّازي)، لا مجال للمُشاهد هنا، ذلك
الساذج تحديدا المتماهي مع سوبرمان (أو باتمان، لا يهم) وصاحب
الذّهن المغسول/الملوّث بالسياقات والسيناريوهات والكليشيهات
والمفارقات والنّهايات الميلودراميّة الهوليوودية، لا مجال له سوى
التماهي مع طوني وتبرير سلوكه، وتحويل الشرّ فيه إلى خير يصاحبه
تحويلٌ حتمي للخير في ياسر كما شاهدناه بداية، إلى شر، ولأنّ ياسر
لم يكن في الفيلم سوى ممثل للفلسطينيين، بإصرار مكرّر على ربط
الفرد بالجماعة، كان الشرّ كلّه في الفلسطينيين الملثّمين الحارقين
لمزارع الموز! والشرّ الفلسطيني هذا امتدّ إلى ما هو خارج لبنان،
فأحد الشهود في المحكمة كان جنديا أردنيا استُقدم (أُقحم بلا مبرر
دراميّ بل أيديولوجي) ليشهد على تاريخٍ فلسطينيٍّ هناك، تاريخ
انتهى بمجزرة ارتكبها النّظام الأردني، فيشير أحدهم في القاعة إلى
أن الفلسطينيين أُخرجوا من الأردن ليأتوا إلى لبنان ويرتكبوا ما
ارتكبوه هناك، وطبعا يرتكبونه في كلّ مكان، وضد الكل، وذلك يشمل
الإسرائيليين! لكن، شكليا، أتى تقديم طوني كالخيّر في الفيلم
بابتذال أكبر، فهذه الانعطافة بدأت به يسقط أرضا أثناء عمله ليلا
متألما من ضربة ياسر، لتهرع زوجته الحبلى وتجرّه، فينام الاثنان في
المستشفى وبجانبهما ابنتهما في العناية المركّزة. أي بؤس ألحقه
الفلسطيني/الفلسطينيون بهذه العائلة!
هذه كلّها إحالات لا ـ تاريخية إلى حدث تاريخي محدّد إنّما مستقطَع
من سياقه، لذلك أقول إنّها أحداث مُفرّغَة من تاريخيّتها في
الفــــيلم، أي أنها لا ـ تاريخـــية، فمعــركة الدامـــور دارت
أساسا بين منظّمات لبنانية يمينـــية كحزبَي الكتائب والأحرار،
وبين منظّمات لبنانية كمنظمة حزب البعث السوري في لبنان والحزب
التقدّمي الاشتراكي، والتنظيم الفلسطيني لحزب البعث السوري،
الصاعقة.
لكن لا تتركّز المسألة اللا ـ تاريخية في ذلك، بل أساسا في نفي
السياق التاريخي لمجزرة الدامور، كأنّها حصلت اليوم، وليس في حرب
أهلية حرق اللبنانيون بعضهم بعضا فيها، وحرقت منظمات عدّة منهم
الفلسطينيين، وحرق هؤلاء كذلك مناطق لبنانية، وحرق السوريون
الجميعَ. كأنّها لم تأتِ نتيجة سريعة لمجزرة الكرنتينا التي
ارتكبها اليمين اللبناني الفاشي بحق فلسطينيين ولبنانيين، وكأنّها
لم تكن حلقة من سلسلة مجازر ارتكبها الكلّ ببعضه. هذه حرب أهلية
تدرَّب أحد أطرافها، من يمثّلهم طوني في الفيلم ومن يقول عنهم
محاميه بأن «خطابهم وطني»، على أيدي الإسرائيليين ليقتّلوا
لبنانيين آخرين أولا (مسيحيين ومسلمين)، وفلسطينيين ثانيا.
تقديم أي مجزرة من المجازر اللبنانية العديدة خارج سياقها كجزء من
حرب أهلية، ومنعزلة عن مجازر عديدة غيرها، وعن أحداث تهجير طائفي
وقتل على الهويّة ـ وهو ما امتهنه حزب الكتائب ـ هو استخفاف بعقول
المشاهدين وذاكرة اللبنانيين والفلسطينيين منهم، هو تبسيط لحكاية
واختزالها وقرضها فتصلح لتكون في فيلم تجاري، هو بروباغاندا يمينية
ودعاية كرهٍ تجاه الفلسطينيين، وهو لا ـ أمانة تاريخية.
لا سينما لدينا هنا، بل مُنتَج تجاري ضخم، فيلم ويك ـ إيند تسطيحي
لحكايته وشخصياته، فيلم عرف دويري كيف يُدخله إلى ترشيحات حفل
الأوسكار بالإحالات إلى اليهود في فيلم عربي كاره للفلسطينيين. كسب
دويري بالفيلم هذا الدّخول وخسر صدقيته كمخرج اختار ـ وما يزال في
بداياته ـ أن تجمع أفلامه بين الترفيه التسطيحي والبروباغاندا
اليمينية والإبهار البصري الذي يوفّره تمويل شركات الإنتاج، لا
فنّية المخرج.
####
حركة «أنا أيضا» تدخل تغييرات على رومانسية «عيد
الحب»
نيويورك – رويترز:
أفاد خبراء في العلاقات بأن حركة (أنا أيضا) ستحد من حرارة
الرومانسية في عيد الحب هذا العام وستقيد بشدة علاقات الحب في
أماكن العمل التي ظلت لسنوات طريقا للزواج.
وتراجع عدد الأمريكيين الذين يعترفون بأنهم في علاقة غرام مع زميلة
عمل وتصف بعض الناشطات في الحركة النسوية ذلك التغير وكذلك عدم
التسامح مع أي سلوك غير مقبول في أماكن العمل بأنه أمر طال
انتظاره. ويقولون إن الحركة تشجع على الاتصال المباشر الضروري
للحب.
وقالت جاكلين فريدمان الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة «#مي تو»
ستجعل العلاقات بين الرجل والمرأة أكثر رومانسية».
ومضت فريدمان، وهي كاتبة من بين الكتب التي ألفتها كتاب بعنوان
«نعم تعني نعم»، تقول «إذا أصبحنا جميعا أكثر اهتماما بالعناية
التي نعامل بها شركاءنا، فإن ذلك وحده يمكن أن يساعد في بناء الثقة
والحميمية».
وفضحت الحركة الرجال المتهمين بالاعتداء والتحرش الجنسي في مجالات
من بينها الترفيه والسياسة والأعمال. واضطر عشرات الشخصيات البارزة
لترك العمل أو أقيلوا من مناصب رفيعة وبدأت الشرطة تحقيقات في بعض
الاتهامات المتعلقة بالاعتداء الجنسي.
وقالت ليز وولف، مدير تحرير (يانج فويسز) التي تنشر مقالات رأي
يكتبها أناس دون الثلاثين إن الحركة تغير القوى المحركة للتعارف.
وقالت وولف «أحد الجوانب المهمة للحركة قد تكون التأكيد المتزايد
على التواصل عندما يتعلق الأمر بعلاقة حميمية ورومانسية».
وقللت الحركة علاقات الغرام التي تنشأ في العمل وتعد أحد الطرق
الرئيسية للتعارف. وتراجعت نسبة العاملين الأمريكيين الذين يقولون
إنهم دخلوا في علاقة كهذه إلى نسبة 36 بالمئة وهي أدنى نسبة في عشر
سنوات، طبقا لاستطلاع للرأي من خلال الإنترنت أجرته مؤسسة هاريس في
الفترة بين 28 نوفمبر تشرين الثاني و20 ديسمبر كانون الأول وشمل
809 من موظفي القطاع الخاص.
وتراجعت هذه النسبة من 41 بالمئة قبل عام وهو تراجع مهم من الناحية
الإحصائية في استطلاع بلغ هامش الخطأ فيه 3.45 بالمئة.
وقالت الدكتورة كارول ليبرمان، وهي طبيبة نفسية ومؤلفة كتاب (لماذا
نحب الأولاد السيئين) «حركة أما أيضا تسكب ماء باردا على نار
الغرام بين الرجال والنساء التي تكافح كي تبقى متقدة».
وشركاء العمل الذين يبدأون في المواعدة لديهم فرصة جيدة في أن
يظلوا معا. وأوضح المسح أن 31 بالمئة من العلاقات الغرامية التي
تنشأ في أماكن العمل تنتهي إلى الزواج. |