عبد الحميد جمعة: أحلم بقصر للمهرجان والافتتاح
بفيلم إماراتي
حوار: محمد حمدي شاكر
صحيح أن الدورة الـ14 من مهرجان دبي السينمائي
الدولي تنطلق اليوم وتستمر حتى 13 الجاري بشعار «السينما تأتيك»،
لكن رئيسه عبد الحميد جمعة يبدو مشغولاً بما هو أبعد. ورغم النجاح
الذي حققه المهرجان واحتلاله مكانة مرموقة بين مهرجانات السينما في
العالم، لا يزال لدى جمعة الكثير من الأحلام منها إقامة قصر دائم
للمهرجان، وافتتاح إحدى الدورات بفيلم إماراتي. هذه الأحلام لا
تمنع الخوض في تفاصيل دورة هذا العام وطرح أسئلة عدة على جمعة حول
تفاصيلها وسبب عدم تكريم المهرجان لنجوم إماراتيين وخليجيين ضمن
«إنجازات الفنانين» حتى الآن، وعدم الإفصاح عن ميزانية المهرجان،
والعديد من الأشياء التي نتطرق إليها في الحوار معه:
*
ما الإضافة اللافتة لهذه الدورة من وجهة نظرك؟
-
أصبح الآن المهرجان مكتملاً «قمر 14»، وبشكل عام فنحن نسير على
استراتيجية وخطة مرسومة منذ عام 2003، وما نقوم به في كل دورة ما
هو إلا إضافة أو تعديل على تلك الخطة، ودائماً ما يكون تفكيري
منصباً على العام التالي وليس الحاضر، فالآن أفكر في شكل دورتي
2020 مع إكسبو، و2023 واحتفالنا بالدورة العشرين والشكل الذي ستظهر
عليه وأشياء من هذا القبيل. ومن الناحية الفنية شاهدنا ما يقارب
3600 فيلم من مختلف دول العالم إلى جانب أكثر من 350 أخرى سعينا
وراءها لمعرفتنا بمخرجيها وصناعها ولانتظار الجمهور العالمي لها،
لنخلص في النهاية إلى اختياراتنا الحالية وهي 140 فيلماً من 51
دولة، ب38 لغة، 60 منها في المسابقة الرسمية، و70 فيلماً عربياً أي
نصف المعروض في المهرجان.
في كل دورة نضيف لما قبلها، ونجني ثمار ما أضفناه
في الدورات السابقة، فمثلاً، أصبح «السوق» عالمياً ويأتي له صناع
السينما من شتى بقاع العالم عكس السنوات الأولى، وغيره العديد من
الأقسام التي أضيفت. وهدفنا الرئيسي أن نساوي فخامة السجادة
الحمراء بالتفاصيل الداخلية، أضف إلى ذلك أن تواجد الإماراتيين
والخليجيين في السنوات السابقة ودعوتنا لهم رغم عدم وجود أعمال
معروضة لهم، نجني ثمارها الآن، لأنهم أحبوا السينما وبدأت مشاركتهم
تزداد.
*
هل هناك معايير خاصة بكم في اختيار الأعمال
السينمائية؟
-كل
دورة لها طرقها الخاصة ومعاييرها وأحياناً تتغير، ولدينا فريق
متميز من المبرمجين بقيادة مسعود أمر الله آل علي ولديه ذوق رفيع
في اختيار الأعمال، والدليل أن أكثر من 30 عملاً عرضت في دبي العام
الماضي اختيرت للمشاركة في «أوسكار، و «جولدن جلوب» وغيرهما وهذا
دليل على نجاحنا في الاختيارات. ونحاول أن تكون الأعمال محاكية
لدبي التي تضم أكثر من 200 جنسية، أضف إلى ذلك أن لدينا العديد من
الأقسام، ومنها «المهر الإماراتي» لدعم الفيلم المحلي وتشجيعه خاصة
أنه في بداياته.
* 70
فيلماً عربياً، منها 3 أعمال مصرية، في حين لم
يشارك فيلم مصري في مهرجان القاهرة، فهل تدفعون أموالاً لصناع هذه
الأعمال للإتيان بها كما يقال؟
-
بالنسبة لمهرجان القاهرة فأعتقد أن السبب أنه أتى بعد فترة قصيرة
من مهرجان الجونة، أما عن فكرة دفع أموال مقابل الحصول على عمل
فهذا لم ولن يحدث، أن ندفع لفيلم ونأخذه من مهرجان آخر فهذا عمل
غير شريف بالمرة، ولكن يمكن أن نقول إن سبب هذا التواجد الواضح
للأعمال العربية قوة مهرجان دبي وسمعته الجيدة التي تزداد عاماً
تلو الآخر، ومتابعته من قبل العديد من الأشخاص حول العالم، ووجود
العديد من ورش العمل المختلفة ومناقشات حول مستقبل السينما، وسينما
الواقع الافتراضي. نحن في النهاية لا ندفع سوى تكاليف نقل الفيلم
وتأمينه وهي قيمة تتراوح من 200 إلى 1500 دولار كحد أقصى.
*
قلت إنكم تختارون الأفضل والأنسب، فلماذا لم يكن
ضمن اختياراتكم للافتتاح فيلم «ذا بوست» والذي ينتظره الجمهور حول
العالم؟
-
بالفعل هذا العمل تحديداً للمخرج ستيفين سيلسبيرج كان ضمن
الاختيارات، وأنا شخصياً سعيت وراءه وتفاوضنا كثيراً عليه، حتى
اللحظة الأخيرة، وسبب عدم تواجده أن الشركة المنتجة رفضت نزوله في
هذا التوقيت، إضافة لذلك أن صناع هذا العمل تخوفوا من نزول العمل
قبل العرض الجماهيري الذي ينتظره العالم بأسره، وأن ينال ردود
أفعال سلبية من نقاد وصناع آخرين فتخسر الشركة المنتجة ما تسعى
إليه، ولكن في النهاية كان هناك مناقشات حتى اللحظة الأخيرة ليكون
في الافتتاح أو الختام.
*
ما سبب اختيار «حرب النجوم» للختام هذا العام للمرة
الثانية على التوالي؟
-
أسباب كثيرة أولها أنه من الأعمال الأكثر انتظاراً حول العالم لهذا
العام، وهو سلسلة وذو طابع خاص جداً وله جمهور كبير ولا يستهان به
من مختلف الفئات العمرية.
*
ما سبب ثبات عدد الأفلام الإماراتية في الدورتين
الماضية والحالية وهو 13 فيلماً؟
-
لا يوجد أي سبب سوى أنها مصادفة بكل المقاييس ولم ينتبه لها
الكثير، ولو كان هناك أكثر لكانت متواجدة ضمن المعروض في المهرجان
أيضاً.
*
إذاً لماذا لا تحاولون الافتتاح بفيلم إماراتي حتى
الآن؟
-
هو حلم حتى الآن، ولكن لا نريد الانسياق وراء العاطفة، خصوصاً أن
فيلم الافتتاح لا بد أن يكون على أعلى مستوى، وكي لا يقال إننا
ننحاز للفيلم الإماراتي على حساب أعمال عالمية أخرى، وننتظر فيلماً
يكون كامل المواصفات للإقدام على تلك الخطوة. وفي النهاية لدينا
قناعة بأن الفيلم هو النجم والعمل الجيد يفرض نفسه، وفيلم الافتتاح
يرسم درب الدورة والمهرجان بشكل كبير.
*
تكتمت طوال 14 عاماً على ميزانية المهرجان، فهل
وصلتم حالياً لمرحلة الاستغناء عن الدعم بشكل ولو جزئي؟
-
أياً كانت الأرقام المدعوم بها المهرجان كبيرة أو صغيرة فستعطي
انطباعات مختلفة وكل سيفكر على طريقته الخاصة، وبالتالي أرفض
تماماً الحديث عن الميزانية والتي لا تشكل 20% من مثيلتها في كبرى
المهرجانات العالمية، أو 25% مما تتداوله وسائل الإعلام. ثانياً،
لا يوجد مهرجان في العالم مربح ويعتمد على نفسه سوى «تورنتو» وسببه
أنه يملك مركزاً يؤجره طوال العام ويحضره 300 ألف شخص يومياً بحكم
وجوده في أمريكا الشمالية.
وأنا مطالب بميزانية معينة ولدينا تحدٍ لضبطها، أضف
إلى ذلك أنه إلى جانب الدعم الحكومي للمهرجان هناك دعم من نوع آخر
من خلال الرعاة الرسميين الذين يزدادون كل عام. وملخص كل هذا
الحديث أننا لسنا بمهرجان ربحي يسعى وراء المادة، فنحن نبني جيلاً
سينمائياً واعياً، ومن أهدافنا تبادل الثقافات.ويكفيني فخراً أن
الفيلم العربي أصبح متواجداً بقوة في المهرجان، والسؤال الآن عن
الفيلم العربي يكون «هل تقصد قبل «دبي السينمائي» أم بعده؟ وهذا
نجاح كبير وإضافة للمهرجان والقائمين عليه».
*
تحدثت منذ فترة عن نيتك إنشاء قصر دائم للمهرجان
تيمناً ب«كان»، و«تورنتو» فأين ذهب المشروع؟
-
لا يزال حلماً بالنسبة لي، مثل حلم الافتتاح بفيلم إماراتي، لكنه
أصبح قريباً جداً للواقع، لكن الأماكن المميزة في دبي والمطلة على
البحر والمواقع التراثية والجذابة أصبحت قليلة للغاية، خصوصاً أن
هذا المكان لا بد وأن يكون مميزاً وجاذباً للمستثمرين. وخلاصة
الحديث أن الفكرة لن تموت وبالفعل تحدثنا في هذا الخصوص مع حكومة
دبي هذا العام وشجعتنا وربما تظهر خلال السنوات المقبلة.
*
معظم أفلام المهرجان هذا العام عرض في مهرجانات
مختلفة، وليست عرضاً عالمياً أول، فمتى سيكون النصيب الأكبر للعروض
العالمية الأولى بالمهرجان؟
-
يجب ألا ننسى أننا نأتي بأفضل الأفلام السينمائية حول العالم،
ونحاول دائماً التوفيق فيها كما أوضحت، لكن في النهاية السينما
أيضاً تعتبر «بيزنس»، وبالنظر لسوق الشرق الأوسط بأكمله فستجد أنه
لا يقدر بشيء يذكر بالنسبة للسينما العالمية وشباك تذاكرها القوي.
وهناك العديد من الشركات لا تريد حرق أعمالها في مهرجانات بالشرق
الأوسط وتفضل عرضها أولاً في أمريكا أو الصين على سبيل المثال
للكثافة السكانية، لكن في الوقت نفسه فخر لنا أن يكون عندنا فيلم
افتتاح كعرض عالمي أول بعد أمريكا وختام عالمي أول، وفي النهاية لا
نجري وراء النجوم، بل وراء الفيلم فقط.
*
لماذا لم يكرم المهرجان نجماً إماراتياً أو خليجياً
ضمن «إنجازات الفنانين» حتى الآن؟
-
السينما الخليجية لا تزال جديدة، وأعتقد أننا كرمنا 90% من نجوم
الخليج والإمارات خلال 6 سنوات من مهرجان الخليج، والآن الأهم
لدينا تكريم المتميزين عربياً وعالمياً. وأخذنا قراراً منذ البداية
ألا يزيد عدد المكرمين من النجوم على 3 أشخاص، حتى لا يفقد التكريم
رونقه، وأيضاً لا يقتصر تكريمنا على النجوم والفنانين بل يشمل صناع
السينما بشكل عام.
*
تقول إن المهرجان لا يكرم أكثر من 3 أشخاص، فلماذا
كرمتم 10 شخصيات في إحدى الدورات؟
-
هذا كان يعتبر حدثاً استثنائياً يتعلق باحتفالنا بـ100 فيلم
سينمائي وقررنا اختيار أفضل 10 أشخاص من صناع تلك الأعمال وتكريمهم
على خشبة واحدة، ولكنها لن تحدث مرة أخرى.
وحيد حامد.. الحرفيّ المبدع
«مهرجان
دبي السينمائي الدولي» لا ينسى الكبار، فهو الذي يستضيف أشهر
النجوم العالميين، يعرف كيف يشكر نجومنا العرب على عطائهم، والنجوم
ليسوا فقط هؤلاء الذين اعتدنا أن نراهم أمام الكاميرا؛ بل الذين
يعود إليهم الفضل الأول في نجاح أي عمل فني كما يتحملون هم أولاً
أعباء فشله.
النجم باتريك ستيوارت والكاتب وحيد حامد، يكرمهما
المهرجان في هذه الدورة ضمن «جائزة تكريم إنجازات الفنانين». وحامد
من هؤلاء النجوم الذين شقوا طريقهم الخاص في الكتابة الدرامية
(التلفزيونية والإذاعية) والسينمائية والمسرحية، فتجرأ حيث خاف
الآخرون، وتقدم حين تراجع كتّاب ومؤلفون. هو يستحق هذا التكريم على
مجمل أعماله وسنوات عطائه، ليس لأنه قدم الكثير من النصوص التي
تحولت إلى أعمال خالدة في ذاكرتنا وتبقى للأجيال القادمة..؛ بل
لأنه احترم عقول المشاهدين واحترم المهنة والفن، فاختار أن يرتقي
لا أن يساير أي موجة عابرة. فتح أعين المشاهدين على قضايا خطرة
ومهمة، صرخ في وجه الدولة وروتينها ومؤسساتها والفساد، كما انتقد
المجتمع في بعض العادات و«الخرافات» التي تنتشر. والأهم، أنه واجه
الإرهابيين بلا مواربة، وكشف أقنعتهم كما كشف القناع عن تنظيم
«الإخوان» ولعل أول ما يخطر ببال الجمهور «طيور الظلام».
من أهم ما يتميز به وحيد حامد، أنه يعترف بالخطأ، يرى نقاط الضعف،
يقرأ النقد البناء، يعيد حساباته ويمشي في طريق تطوير نفسه.. وهي
صفات لا تتوفر إلا لدى صناع الفن «الأصليين» الحرفيين المبدعين.
####
«دبي السينمائي».. مهرجان على إيقاع الزمن
الافتراضي
دانة الدنيا ارتدت أجمل الحلي لاستقبال الفنانين
المبدعين هذا المساء
مارلين سلوم
على إيقاع الزمن المتطور تكنولوجياً، وعلى إيقاع
زمن «السيلفي» والواقع الافتراضي و«السوشيال ميديا»، تأتي الدورة
الرابعة عشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، لتقدم مجموعة جديدة
من المواهب والأفلام الطويلة والقصيرة، والوجوه الشابة والمخضرمة..
وكل مهرجان للسينما هو عرس لأهل المهنة وعشاق الفن السابع، والعرس
يمتد من دولة إلى أخرى، فتبهت الأضواء حيناً وتشتعل أحياناً..
ومساء اليوم ينطلق العرس في دبي، حيث تسلط الأضواء على النجوم، أما
النجم الحقيقي فهو بلا شك «العقل المبدع» و«العمل المتميز» الذي
نترقبه وننتظر دورة ناجحة بكل المعايير.
بعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، دائماً تتجه الأنظار إلى
دبي، التي تكون شارفت على الانتهاء من ارتداء أجمل حليها لتستقبل
ضيوفها والفنانين المبدعين من مختلف أنحاء العالم. صحيح أن مهرجان
القاهرة شابته بعض الأخطاء، لكنه يبقى المهرجان العربي الأقدم،
ويبقى له وزنه وثقله، وما زالت عيوننا تنظر إليه بكل الحب والحنين
إلى زمن التألق الكبير، متمنين أن تعود إليه ليالي الفن الأصيل،
وأن يحظى بالتنسيق الذي يليق باسمه وتاريخه، دون أخطاء وهفوات
كبرى، يمكن تفاديها إذا عرفت مصر كيف تعيد لهذا المهرجان دوره
الحقيقي، وتدعمه بكل ثقلها كي يستطيع تجاوز المحنة والنهوض مجدداً
وبقوة.
هنا يأتي السؤال دائماً عن إشراف القطاع الرسمي على
المهرجان السينمائي، هل يضيق الخناق عليه؟ وماذا عن القطاع الخاص؟،
هل يترك للمهرجان أن يفرد جناحيه ويحلق عالياً دون أن يقيده بشروطه
ويوجه مساره وفق مصالحه الشخصية و«البيزنس» المناسب ليدر عليه
أموالاً وأرباحاً؟ المسألة ليست مسألة سوء تنظيم أو عيب في لجان أو
رئاسة وإدارة المهرجان، بقدر ما هي مسألة فهم أهمية دور هذا
المهرجان والمردود الذي يعود على الدولة منه، ودوره الأساسي في
الترويج لأي دولة يمثلها، حيث يستضيف أشهر النجوم على أرضها. ألم
يكن هذا حال مصر التي أسهم وجود نيكولاس كيدج وأدريان برودي
وهيلاري سوانك في الترويج لها كبلد آمن يرفض الإرهاب ويحاربه،
ويستقبل ضيوفه أحسن استقبال دون أن يتعرض لهم أحد؟
مهرجان دبي السينمائي الدولي كبر بشكل طبيعي، أي
إنه بدأ ينمو رويداً رويداً، ويتعلم من أخطاء الماضي ليصير ناضجاً
ويطور من أدواته، فيليق باسم البلد التي يمثلها، ويليق بتطورها
وسمعتها عالمياً. قد لا تكون الإمارات من الدول المعروفة «بالصناعة
السينمائية»، لكنها بلا شك معروفة بصناعة الحدث، والوصول إلى
العالمية من خلال الإنتاج المشترك، حيث بتنا لا نفاجأ حين يتردد
اسم الإمارات أو دبي أو أبوظبي في أي فيلم عالمي.
حين نتحدث عن تطور «دبي السينمائي»، فنحن لا نقصد
تطور المهرجان كحفل وتنظيم وإبهار في حفلي الافتتاح والختام كما
جرت العادة، بل نعني أكثر تطور المسابقات ونوعية الأفلام المشاركة
فيها. ففي دورته ال 14، يعرض المهرجان 140 فيلماً من 51 دولة،
(روائية وغير روائية، قصيرة وطويلة)، 50 فيلماً منها في عرض عالمي
أو دولي أوّل، و81 فيلماً في عرض أول في منطقة الشرق الأوسط وشمال
إفريقيا.
في المهرجان 13 فيلماً جديداً ضمن مسابقة «المُهر
الإماراتي»، والتي تعتبر الركن الأهم بالنسبة للسينمائيين
الإماراتيين، الذين يتنافسون بحب لتقديم أفضل ما لديهم. 13 فيلماً
جديداً بتوقيع نخبة من المخرجين والممثلين المحليين المبدعين. تلك
الأعمال تقدم بعرضها العالمي الأول ضمن هذه المسابقة، منها فيلم
التحريك القصير «ضوء خافت» للمخرج وليد الشحّي والكاتب أحمد
سالمين. وينافس سالمين نفسه بفيلم آخر «وضوء»، حيث قرر أن يخوض
المغامرة مع مدير الديكور الشاب أحمد حسن أحمد، الذي انتقل هذه
المرة إلى الإخراج. أما الكاتبة والمخرجة نجوم الغانم، والتي أصبحت
الحصان الرابح في المهرجانات المحلية والخارجية، فتقدم فيلمها
الجديد «أدوات حادّة»..
المخرج عبدالله الجنيبي يقدم فيلمه السيكولوجي
الطويل «كيمره»، وعبيد الحمودي الذي يخوض تجربته الأولى في
المهرجان مع فيلمه الروائي الطويل «كبريت»، ياسر النيادي وفيلمه
«نادي البطيخ» كما شارك المخرجة هناء الشاطري في إنجاز فيلم «هروب»
الحاصل على دعم من برنامج «إنجاز». ومن الحاصلين أيضاً على دعم هذا
البرنامج، المخرج عبدالله حسن أحمد الذي يقدم «ولادة». وأخيراً
فيلم «آراشيان» للمخرج أحمد الطنيجي.
في «المهر الإماراتي» أيضاً أفلام قصيرة، حيث يقدم
المخرج والكاتب والممثل عبدالله الحميري «سرمد»، ومحمد الحمادي
يقدم نفسه مخرجاً ب «الزمن الباقي»، وعائشة الزعابي مع فيلمها
«غافة» السيناريو للروائية إيمان اليوسف.
ميزة هذا المهرجان أنه يثري ثقافتنا السينمائية،
خصوصاً من خلال برنامج «سينما العالم» الذي يشهد عروضاً لمجموعة من
الأفلام القوية والمتنوعة، من مدارس مختلفة، ولمخرجين قادمين من
روسيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا والتشيك والسويد وزامبيا.. هو
يفتح باباً لأهل الفن ليكتشفوا تجارب جديدة ومختلفة عن تجاربهم
الخاصة، ولينفتح العالم على بعضه فنياً، فيصير المهرجان الذي يقدم
أفلاماً تنطق بأكثر من 38 لغة، يشكل نقطة التقاء العالم حول لغة
واحدة هي لغة الفن والحوار الراقي وتبادل الخبرات.. وفي هذه النقطة
أيضاً يلتقي الجمهور مع أهل الفن ليكون شريكاً في صناعة مستقبل
سينمائي أفضل، لأن الجمهور يحتاج أيضاً إلى أن يتعلم الانفتاح على
عقول ولغات الآخرين، ويتعلم تذوق مختلف المدارس الفنية، واختيار
الأفضل، وإعمال العقل مع الاستمتاع والترفيه. ونتمنى أن يحافظ
المهرجان على خط سيره المتصاعد، وأن تتمكن السينما الإماراتية من
الارتقاء إلى مستوى طموحات أهلها.
marlynsalloum@gmail.com |