كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

سمير فريد.. ناقد زاده السينما

( ملف خاص)

كتبالمصري اليومريهام جودة

عن رحيل الأستاذ وعميد النقد السينمائي

سمير فريد

   
 
 
 
 

جاء تكريم مهرجان برلين السينمائى فى دورته رقم 67 التى تستمر حتى يوم 19 فبراير الجارى للناقد السينمائى الكبير سمير فريد ليضاف إلى سلسلة تكريمات عالمية حصل عليها رائد النقد السينمائى وعميد النقاد العرب من كبرى المهرجانات مثل كان ونيودلهى ودبى وغيرها. سنوات طويلة والأفلام المصرية غائبة عن خريطة المهرجانات السينمائية الدولية نتيجة أزمات عديدة مرت بها الصناعة وظل سمير فريد بمفرده ممثلا لمصر فيها بمشاركاته وكتاباته النقدية عن الأفلام بكافة لغاتها داخل مصر وخارجها. اهتمت المهرجانات بما يكتبه وينشره من نقد ومن آراء فنية .استفادت المهرجانات العربية من خبرته السينمائية الطويلة ولم يتأخر عن مساعدتها بالرأى والنصيحة والكتب التى ينسجها بقلمه. مشوار نقدى وسينمائى حافل بدأه فريد عقب تخرجه من قسم النقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية مطلع الستينيات عبر آلاف المقالات اليومية والأسبوعية فى كبرى الإصدارات المصرية والعربية والعالمية وعشرات الكتب التى تذخر بها المكتية السينمائية العربية والتى يصل عددها إلى 70 كتابا تقريبا فى النقد السينمائى يحلل فيها الأفلام ويرصد هموم الصناعة. مقال «صوت وصورة» الذى يكتبه بانتظام فى «المصرى اليوم» منذ أعدادها الأولى يتصدر قائمة المقالات الأكثر قراءة ونجح فى تحويله إلى شاشة مقروءة يتبادل فيها الآراء مع قراءة فى مختلف الأمور الثقافية والسياسية والاجتماعية.

فريد: ثوراتنا العربية ربيع وليست خريفاً

فى الندوة التى أقامها مهرجان القاهرة السينمائى لمناقشة كتاب ربيع السينما العربية، كشف الناقد الكبير سمير فريد أن الكتاب يعد تعبيراً عن موقف سياسى، وهو الموقف الذى يشترك فيه مع الكثير من النقاد والسياسيين.

وقال: مازلت مؤمناً أن الثورات التى حدثت هى ربيع رغم كل المآسى الشتوية التى شهدتها ومازالت تحدث، وأرى أنه ربيع لأنه فكرة تنطوى على إرادة فى التغيير الحقيقى، وأضاف: هذه الثورات كانت حرة لم ينظمها حزب أو فرد. وشبه فريد هذا الربيع بسقوط جدار برلين الذى كان الهدف الرئيسى منه الرغبة فى التغيير.

وواصل: هذه الثورات كانت تهدف بالأساس إلى الرغبة فى التغيير الحقيقى والرغبة فى الحرية.

رئيس الاتحاد الدولى للنقاد:

تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأفلام

«سمير فريد واحد من أهم نقاد السينما البارزين فى العالم العربى، ويعتبر خبيرا سينمائيا تأخذ بآرائه حول العالم وهو الناقد الذى رافق مهرجان برلين لعقود طويلة، حيث بدأ مسيرته فى عالم النقد الصحفى من خلال جريدة الجمهورية المصرية فى عام 1965 ومسيرته الفنية ممتدة لأكثر من 38 عاما»، هكذا وصف مهرجان «برلين» الناقد الكبير، مبرزا أهمية وقيمة الجائزة التى تُعد المرة الأولى التى يفوز فيها ناقد سينمائى بها، وأول شخصية من مصر والعالم العربى وأفريقيا. وفى حفل خاص أقامه المهرجان على شرف الناقد الكبير أكد الناقد الألمانى كلاوس إيدر، رئيس الاتحاد الدولى للنقاد، أن «فريد» تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأعمال السينمائية.

إلهام شاهين:

قاموس المُخرِجات أحدث إصداراته

كشفت الفنانة إلهام شاهين، رئيس شرف مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، أن المهرجان سوف يصدر كتابا جديدا للناقد الكبير سمير فريد ضمن مطبوعات الدورة الأولى للمهرجان التى تنطلق يوم 20 فبراير الجارى بعنوان «قاموس المخرجات فى السينما العربية».

وقالت إلهام: نحن سعداء لأن مطبوعات مهرجان أسوان ستتضمن هذا الكتاب الهام الأول من نوعه لناقد كبير بحجم سمير فريد، وأن ذلك يعطى المهرجان نوعا من الدعم الذى يحتاجه فى دورته الأولى. وهو الذى رشح للمهرجان فيلم «ليلى بنت الصحراء» ليعرض فى الافتتاح. وأضافت: كتاب «قاموس المخرجات فى السينما العربية» يعرف بجميع مخرجات الأفلام الروائية الطويلة فى جميع الدول العربية منذ بداية السينما وحتى الآن، ويتضمن سيرة وأفلام كل مخرجة، مما يجعله المرجع الشامل للمعلومات عن مخرجات السينما العربية.

عمرو واكد:

تكريمه حدث تاريخى

أعرب الفنان عمرو واكد عن سعادته بتكريم الناقد الكبير سمير فريد فى مهرجان برلين ومنحه كاميرا البيرانالى وقال لـ«المصرى اليوم» إن سبب سعادته بتكريم فريد لأنه أول عربى ومصرى وأفريقى يتسلم هذه الكاميرا والجائزة المهمة والكبيرة فى حدث تاريخى. وأضاف «واكد»: إن تكريم سمير فريد حدث مهم فى تاريخ السينما المصرية وحدث أهم فى تاريخنا كسينمائيين، مشيرًا إلى أن السينما كصناعة عليها أن تستفيد من هذه الجائزة التى شرفت السينما المصرية. وتابع: «عندما أقدم فيلما أو أشترك فى أى مهرجان فى العالم أذهب بعد المشاركة وعرض أفلامى وأنتظر كتابة مقالاته عنها، لأننى حريص كل الحرص على قراءة مقالاته بانتظام عن أعمالى وعن السينما المصرية والعالمية، فهو مرجع قوى وشخصية مثالية وفنية مخضرمة، فأنا أعرفه شخصيًا فهو ناقد واع وفاهم يعرف قيمة الفن والسينما فى العالم وتأثيرها فى مصر لذلك تجده مهتما بنقل كل ما يحدث فيها لنا،المزيد

كمال رمزى:

ترسانة الجدية.. آفاق الحرية

الآن، اختلف مشهد النقد السينمائى عما كان عليه منذ نصف قرن.. فيما قبل تواجدت صفحات الفن فى الجرائد والمجلات، دأبت على تقديم أخبار النجوم، وصورهم، مزاجهم، مشاريعهم.. مع الأيام، خفتت تلك الاهتمامات لتفسح المجال لما هو أهم وأجدى: تقييم الأعمال الفنية، تحليلها، تفسيرها وتلمس أفكارها، إبراز عناصرها الإبداعية، بالتالى، أصبح للجرائد والمجلات نقاد متخصصون، بعد أن كان يطلق عليهم المحررون الفنيون.

عوامل عدة أدت إلى هذه النقلة الواسعة.. فى مقدمتها سمير فريد الذى تفرغ تماماً للنقد السينمائى منذ التحاقه بجريدة الجمهورية فى منتصف الستينيات.. صحيح، كان فى الساحة سعدالدين توفيق، حسن إمام عمر، عثمان العنتبلى، إلى جانب جيل جديد، مثل هاشم النحاس، صبحى شفيق، فتحى فرج.. لكن سمير فريد، جاء متفرداً فى مجاله، درس النقد وأصول الدراما، على يد مجموعة من الثقات: محمد غنيمى هلال، أستاذ الأدب المقارن، صقر خفاجة، المتبحر فى التراث اليونانى.. الأهم محمد مندور، برحابة أفقه، اتساع ثقافته، ذائقته المرهفة، فضلاً عن منهجه الاجتماعى الباحث دوما عن العلاقة المركبة بين الفن والواقع.

دخل سمير فريد عالم النقد السينمائى مدججا بثقافة رفيعة، قرأ عيون الأدب العالمى، الأمر الذى يتجلى واضحاً فى مقالاته التى نشرها فى مجلات رصينة، جمعها فى كتب، منها «أدباء العالم والسينما» «شكسبير، كاتب السينما» «نجيب محفوظ والسينما». كتابات جان بول سارتر، بالترجمات الرصينة التى قام بها غنيمى هلال وعبدالرحمن بدوى، تركت أثرا عميقا فى أسلوب سمير فريد، سواء من ناحية الصياغة أو الأفكار والقيم.. فى مقالات ناقدنا، تجد فيها الوضوح، التعبير المحدد، الموجز، القاطع، الأهم من ذلك الإيمان بالحرية، الاستقلال بالرأى، الالتزام بما يراه صحيحاً، الوقوف إلى جانب الإبداعات الجديدة.

هذه الدعائم الأربع، لا تزال حاضرة فى مواقف وكتابات سمير فريد، لذا سنراه فى الصفوف الأولى من المدافعين عن حرية التعبير، ليس بالنسبة لنفسه فقط، بل فيما يخص الآخرين، حتى لو اختلف معهم فكرياً، فبرغم خصومته مع حسام الدين مصطفى، هاجم بضراوة، مصادرة «درب الهوى»، كما وقف، من قبل ومن بعد ضد منع «زائر الفجر» لممدوح شكرى، «العصفور» ليوسف شاهين، «المذنبون» لسعيد مرزوق، «ناجى العلى» لعاطف الطيب، «المهاجر» ليوسف شاهين، «الأبواب المغلقة» لعاطف حتاتة.

دفاع سمير فريد عن حرية التعبير ينهض على فهم الرقابة كـ«جستابو على الروح» طبقا لتعريف جان لوك جودار، بالإضافة لكونها مقدمة اتجاه النظام نحو الفاشية، خاصة حين يرتفع الشعار المضلل الذى يزعم «الإساءة لسمعة مصر». فى كتابه، الموثق بدقة «تاريخ الرقابة على السينما فى مصر» يبين بجلاء، خارطة معارك حرية التعبير، يتعمد فيه سمير فريد، تسجيل الآراء المتباينة، المناقضة، للمصفقين، المهللين، لمنع عرض الأفلام، معتمداً على أرشيفه الخاص، الدقيق، الشامل، الذى جمعه بجدية ودأب.

علاقة سمير فريد بالمهرجانات، خارج مصر، بدأت مبكراً منذ عام 1967، حين ذهب إلى «كان» بمؤازرة من فتحى غانم، رئيس تحرير «الجمهورية» حينذاك.. لم يتوقف ناقدنا عن متابعته «دورة تلو الأخرى»، يتعامل معه كأنه طالب سيؤدى امتحاناً، عليه الاستعداد له بكل جدية.. قبل السفر، يعرف عناوين الأفلام، مصادرها، مخرجيها، أبطالها.. يقرأ كل ما يتعلق بها وبهم.. تاريخهم، إنجازاتهم، أساليبهم، ثم يذهب مدججا بالخبرة والدراية، لا يكاد يغادر قاعات العرض.. بالضرورة، يأتى الحصاد وفيرا.. تجده فى كتبه، من بينها «مهرجان كان 1946- 1991»، و»دليل مهرجان كان 1946 -2001».. لذا فاز بميدالية مهرجان كان مع عشرين ناقداً من مختلف دول العالم بمناسبة الدورة الأخيرة فى القرن العشرين.

تعامل سمير فريد مع المهرجانات كافة، بذات الطريقة، لذا حظى بمكانة مرموقة، فى المهرجانات العربية، حيث يصبح مجرد حضوره، قيمة فى حد ذاتها.

على أبوشادى:

صديقى سمير .. أيقونة مصرية

لم يكن سمير فريد، وما زال، بالنسبة لى، ذلك الناقد الكبير قيمة وقامة، الذى مارس النقد السينمائى المتخصص والمنهجى منذ منتصف الستينيات وحتى الآن، والذى أكد، باستمرار، وأصر على أن يعرَّف بالناقد «السينمائى»، وليس الناقد الفنى، كما كان شائعًا، وهو من حاول طوال خمسين عامًا تكريس هذه الصفة، احترامًا منه للتخصص ولمهنته التى زاولها منذ تخرجه من المعهد العالى للفنون المسرحية عام ١٩٦٥، وانطلق منذئذٍ يكتب عن السينما فى صحيفة الجمهورية التى اختارها بدلًا من صحيفة الأهرام التى رشِّح للعمل بها حيث كان يعمل والده الصحفى الكبير سعيد فريد خشية أن يحسب نجاحه، أو فشله، على أبيه، ومنذ أن التحق سمير بالجمهورية ناقدًا متخصِّصًا وعمره لا يتجاوز الثانية والعشرين، ظل وفيًا لها حتى اليوم رغم تراجعها فى فترات كثيرة!

آمن سمير، منذ شبابه المبكر، كناقد تقدمى، بضرورة التغيير إلى الأفضل اجتماعيًا واقتصادياً وثقافياً وفنياً، وبالقطع سينمائياً، فكان دائمًا خلف كل نشاطٍ يحقق ذلك، كقوة دافعة، ذات قدرة على القيادة والتنظيم، وبات عضوًا مؤسسًا فى كل التجمعات السينمائية التى تهدف إلى ظهور سينما جديدة تعبر عن الواقع المصرى/ العربى المعاصر، رافضًا للسينما القديمة، المراوغة التى تزيِّف وعى الجماهير وتصرفها عن المطالبة بحقها فى حياة أفضل، خاصة بعد هزيمة ١٩٦٧، والانتفاضة الشعبية المطالبة بالمحاسبة والتغيير.. فصاغ مع زملائه من السينمائيين الشباب عام ١٩٦٨، بيانًا ثوريًا يرفض الهزيمة، ويطالب بسينما جديدة، أمينة وصادقة تثرى الوعى، وتُرْهف الوجدان.. فكان ميلاد «جماعة السينما الجديدة» عام ١٩٦٩ التى اتخذت من البيان منهجاً ودستورًا، ثم احترامًا منه للنقد السينمائى كفرع رئيسى فى العملية السينمائية لا تستقيم بدونه، كان أول من دعا لإنشاء جمعية أهلية تضم نقاد السينما فى مصر، ككيان مستقل عن النقابة الغائبة فى تلك الفترة، وأثمرت دعوته بإنشاء «جمعية نقاد السينما المصريين» عام ١٩٧٢، وسعى بنجاح لعضويتها فى «الاتحاد الدولى للنقاد» وتلاها تكوين «اتحاد النقاد السينمائيين العرب».

بات سمير فريد أيقونة مصرية فى كل المحافل والمهرجانات والتجمعات السينمائية المصرية والعربية، والمهندس الأول للوائحها وقوانينها، وأصبح أحد أعلام النقد السينمائى فى العالم، فهو الفارس فى مهرجان «كان» السينمائى، وهو المكرَّم فى مهرجان «برلين» السينمائى، وكلاهما أهم وأكبر مهرجانات السينما الدولية، مع مهرجان «ڤينيسيا» بإيطاليا، فقد ظل سمير لسنوات طويلة، ربما من ١٩٦٧ وحتى الآن مشاركًا منتظمًا فى كل دورات المهرجانات الدولية الكبرى، وحين تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، منحه روحًا جديدة، وقدَّم أفضل دورات المهرجان على المستوى الفنى بخبرته العميقة، وعلاقاته الوثيقة مع كبار مخرجى السينما فى العالم.

أيضا منح سمير، كمفكر سينمائى، المكتبة العربية ما يربو من سبعين كتابا، باحثاً وناقداً ومؤرخاً ومنظِّراً، وأصبحت كتبه وكتاباته تشكل مكتبة متفردة، وجناحاً منفرداً فى معظم المكتبات الخاصة والعامّة، إضافة إلى رئاسته تحرير أول صحيفة مصرية فنية أسبوعية «السينما والفنون» التى أوقفت بعد ٣٥ عددًا فقط لأسباب سياسية، وجعل سمير منها منبراً ديمقراطياً لكل الاتجاهات النقدية العربية، كما أصدر على نفقته الخاصة مجلة «السينما والتاريخ» ليوثِّق عبر صفحاتها ويعيد نشر الكتابات المتميزة والفريدة والمجهولة فى تاريخ الصحافة السينمائية.

لم يكن أيضًا، بالنسبة لى، ذلك المثقف المنشغل بالشأن العام، دائم الاشتباك مع كل القضايا المصرية والعربية، وأحياناً الدولية، التى تشغل الرأى العام، يطرح وجهة نظره، بشجاعة، حتى وإن اختلفتْ مع آخرين، يدافع عنها بحججٍ قوية، ودفوع منطقية، مفكراً، بشكل دائم، خارج الصندوق.

لم يكن سمير، بالنسبة لى كل ذلك، رغم كونه «كل ذلك» بالفعل، وأكثر، لكنه كان، فى المقام الأول، وما زال.. صديقى سمير.. منذ أن تعارفنا فى أواخر الستينيات عن طريق صديقنا المشترك الناقد السينمائى الراحل فتحى فرج الذى ساهم مع سمير والمخرج والكاتب السينمائى القدير رأفت الميهى فى إضاءة طريقى إلى عالم السينما والنقد.. ولثلاثتهم فضلٌ كبير.. من ذلك الحين، وحتى الآن، لم نفترق.. سمير وأنا، وكان ثالثنا العزيز الناقد الكبير كمال رمزى، وفِى بعض الفترات شكَّل الصديق والمخرج والناقد هاشم النحاس الضلع الرابع مما دعا زميلنا سامى السلامونى، رحمه الله، أن يمنحنا، فى دعابة شهيرة، صفة «عصابة الأربعة» التى تتحكم فى مصائر النقد والنقاد فى مصر... وليتنا كنَّا كذلك!!

كنَّا وما زلنا، وسنظل، أصدقاء حقيقيين.. يسعد كلٌ منا بنجاح الآخر ويدعمه.. تلاقت أفكارنا ومواقفنا وهمومنا وآمالنا.. اتفقنا كثيرًا، واختلفنا قليلًا.. وكان اختلافا لا خلاف.. تمتد سهراتنا ومناقشاتنا منذ أن بدأناها فى منزله السابق بشارع الجيش، وحتى الآن، تغلُب عليها المودَّة، وتجمعها المحبة، ويظللها الاحترام..

طارق الشناوى:

سمير فريد ومتعة الخلاف

اسمه عند كثيرين ممن يمارسون النقد السينمائى فى العالم العربى صار مرادفاً للمهنة، أحد أهم النقاد فى الساحة ممن يتعاطون مع الكلمة المطبوعة على مدار خمسة عقود من الزمان وبغزارة ودأب وإصرار وتحد، لم يكتف بهذا القدر بل كان فاعلاً فى الحياة السينمائية، من خلال مشاركته فى اللجان ورئاسته لبعضها وإقامته عدداً من المهرجانات، كما أنه، وهذا هو المفتاح الذى تطل منه عليه، دائما ستجده يقف فى أول الصف مدافعا شرسا عن الحرية والتى يراها ينبغى أن تمنح للجميع، وليس فقط ممن يتوافقون معه فكريا أو سياسيا، لم أضبطه يوما صامتا أمام أى اعتداء لكبت الآراء يمارس على الفنانين أو الكتاب والصحفيين. لا أنكر أننا لا نتفق كثيرا وليس فقط قليلا فى تناول العمل الفنى أو فى الدفاع عن توجه ما أو قرار يتحمس له أو جائزة يمنحها، وغيرها من أمور تجرى فى حياتنا الثقافية، ولكن لم يحدث، وهذه كلمة حق، موثقة بالعديد من المواقف، أن امتد الاختلاف فى وجهات النظر إلى خلاف شخصى، على العكس تماما عندما نلتقى، خاصة خارج مصر، لأن اللقاء فى مصر نادر، بمجرد أن ألتقيه لا يتبقى سوى الدفء، فى اللجان التى تجمعنا أحيانا أتحمس لرأى يقف على الجانب الآخر تماما من رأيه، ولكن المشاعر الإنسانية كانت ولاتزال لا تعرف سوى الحب. عندما بدأت ممارسة مهنة النقد السينمائى فى منتصف الثمانينيات كان قد سبقنى عشرات من الأسماء التى حققت لمعاناً وشهرة وحضوراً، وكان لها خصوصية فى الكتابة، أذكر منهم سامى السلامونى ورؤوف توفيق ومصطفى درويش ورفيق الصبان وكمال رمزى وعلى أبوشادى وإيريس نظمى وأحمد صالح وخيرية البشلاوى ويوسف شريف رزق الله وأحمد رأفت بهجت وآخرين، كل منهم كان له مذاق خاص، ولكن وجدت أن أكثر ناقدين يقفان كطرفى نقيض فى المنهج والأسلوب وأيضا فى تفاصيل التعامل مع الحياة، هما سامى السلامونى وسمير فريد. السلامونى نموذج للكاتب والناقد الذى لا يعنيه سوى المهنة وما يكتبه على الورق، ولا أتذكر أننا رأيناه يوما يرتدى بدلة وكرافت مهما كانت خصوصية المناسبة، بينما سمير متأنق فى ملبسه وأسلوبه، فهو يحرص على الصورة الذهنية للناقد.

وكثيرا ما كان يصلنا عن خلافات وصراعات بينهما، ولكن اكتشفت بعدها كم كان كل منهما يقدر الآخر، وأن خلاف المنهج لم يؤثر أبدا على الجزء الدافئ فى العلاقة الإنسانية، بل كانت هناك زيارات متعددة من سمير للسلامونى بحكم أن السلامونى كان رافضا لمبدأ الزواج، فكان بيته مقصدا لعدد كبير من الأصدقاء، وعند وداع سامى قبل ربع قرن فى قرية لسلامون) بالدقهلية، كان سمير هناك قد سبقنا إليه مشاركا فى وداعه، وعلمت بعد ذلك أيضا أنه قبل رحيله بأيام عندما علم بمرضه كان فى زيارة منزلية له. سمير بين النقاد هو الأكثر إخلاصا للمهنة، ولم يضبط يوما وهو متوجها نحو الشاشة الصغيرة فى رمضان، مثل أغلب النقاد، وأنا منهم، نهجر السينما تمشيا مع رغبات القراء فى هذا الشهر الكريم، وهكذا نتحول إلى كائنات تليفزيونية نتابع الدراما ونملأ المساحات المتاحة بتلك المادة التليفزيونية المطلوبة صحفيا. ولكن سمير يظل على العهد ويعتبر هذا الشهر فرصة لكى يلتقط أنفاسه ويعيد شحن بطارية أفكاره، ليظل محتفظا بإيقاعه السينمائى، ولا يمارس فعل الخيانة مع التليفزيون.

سمير بقدر ما هو مخلص للسينما أيضا فهو مخلص للقراءة مباشرة للصحف والكتب وهو لا يتعامل مع الوسائط الحديثة إلا فى الضرورة، رغم أنه مارس أيضا الكتابة النقدية فى عدد من المواقع، إلا أنه يفضل التعامل الورقى. ينتمى تاريخيا إلى جريدة (الجمهورية)، وأنا أنتمى إلى مجلة (روزاليوسف)، إلا أننا قبل نحو عام ونصف العام تزاملنا على صفحات أكثر الصحف الخاصة توزيعا (المصرى اليوم)، وأكثر من مرة نتابع الرسائل من المهرجانات معا مثل (برلين) و(كان)، وهذا التواجد زاد من مساحة الاقتراب. أتذكر الفيلم اللبنانى (ربيع)، كان معروضا فى (كان) مايو الماضى بقسم (أسبوع النقاد)، كان سمير قد سبقنى فى الدخول لدار العرض، كما أنه يحمل الكارنيه (الأبيض)، وهو الناقد العربى الوحيد الذى يحمله، والذى يوفر له التواجد فى كل الأفلام، مهما كانت موجات الازدحام، رغم ذلك وجدته ينتظرنى على الباب، حتى نشاهد الفيلم معاً، ونتجاذب الحديث. هذه الدورة فى برلين التقينا قبل أيام، فى الفيلم البلجيكى (انسرياتيد) الذى كان معروضا فى سينما (ماكس7)، وبالصدفة نُشر المقالان معا الثلاثاء الماضى، وكانت معه السيدة الرائعة زوجته منى غويبة، وقبلته مهنئاً بالجائزة، ويقينى أن (كاميرا البرينالى) فى مهرجان برلين، التى حصل عليها الأربعاء الماضى، بداية لرحلة عطاء قادمة رائعة يملؤها بقلمه إبداعاً.

المصري اليوم في

16.02.2017

 
 

«العُمدة»!

مجدي الطيب

من بين الرتب العسكرية الكثيرة المعروفة تحتلّ رتبة «العميد» مكانة خاصة لدى الرياضيين، خصوصاً العاملين في مجال لُعبة كرة القدم، إذ إن «عميد لاعبي العالم» هو اللقب الذي يمنحه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» للاعب الأكثر مشاركة، من حيث عدد المباريات الدولية، مع منتخب بلاده. من ثم صار «العميد» هو اللقب الذي يسعى إليه نجوم كرة القدم في العالم، أملاً في دخول التاريخ من أوسع أبوابه!

على الجانب الآخر يمكن القول، من دون مبالغة، إن لقب «عميد النقاد السينمائيين العرب» اختار طواعية الذهاب إلى الكاتب الصحافي والناقد والباحث السينمائي سمير فريد، الذي كرّمه مهرجان «برلين السينمائي الدولي» في دورته الـ67، التي أقيمت في الفترة من 9 إلى 19 فبراير، بأن منحه «كاميرا البرلينالي» التقديرية، ليكون أول ناقد عربي، وأول شخصية مصرية، وعربية، وإفريقية، تفوز بالجائزة، منذ أن بدأت في عام 1986، وتذهب إلى «شخصيات ومؤسسات ساهمت على نحو متفرد في فن الفيلم، وكانت قريبة من المهرجان، وبها يعبر المهرجان عن امتنانه لمن أصبحوا من أصدقائه وداعميه».

الناقد المرموق الذي ولد في القاهرة 1943، وتخرج في قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1965، وعمل في جريدة «الجمهورية» منذ 1964 حتى 2003، لم يكتسب مكانته الرفيعة، وشهرته العريضة، من ميدالية «كان» الذهبية التي منحها له المهرجان ذائع الصيت في آخر دورات القرن العشرين (2000)، أو جائزة الدولة للتفوق في الفنون التي استحقها في عام 2002، أو الجائزة التقديرية في مهرجان أوسيان بالهند (2012) أو «جائزة تكريم إنجازات الفنانين» في مهرجان دبي السينمائي (2012)، أو إصداراته المهمة التي أثرت المكتبة الثقافية العربية، وتجاوزت الخمسين كتاباً مؤلفاً ومترجماً بالعربية ولغات أخرى، أو دوره في تأسيس كثير من المهرجانات المصرية والعربية عموماً، والجمعيات السينمائية، فضلاً عن مشاركاته الفاعلة في لجان السينما، وعلى رأسها عضويته في اللجنة الدولية لكتابة التاريخ العام للسينما في الأمم المتحدة (1980)، بل اكتسبها، في رأينا، من عوامل واعتبارات عدة، على رأسها:

أولاً: وعيه الملحوظ بدور النقد، ورسالة الناقد. إضافة إلى تفرغه الكامل للنقد، ورفضه التحوّل إلى كاتب سيناريو كغيره من النقاد، ظلّ يؤمن أن الناقد ينبغي عليه أن «يكون ملماً بفنون عدة، كالموسيقى والتصوير والفلسفة والتاريخ والفن التشكيلي»، وأن «يكون صاحب منهج محدد يحكم عمله»، ونجح في أن يضرب لنا المثال بنفسه كناقد أنموذج قادر على المزج بين السينما والسياسة، وبفضله صار للناقد سمعته ومكانته، وللنقد السينمائي قيمته واحترامه، بعدما كان النقد أقرب إلى «النميمة» و{حديث المصاطب» والناقد مجرد «آكل على كل الموائد»!

ثانياً: تشبثه بمبادئه، وثباته على مواقفه، وشجاعته في إبداء رأيه. على عكس النقاد الذين يتذرعون بالموضوعية، والحيادية، كسبيل للهروب من إعلان مواقفهم، والتعتيم على جهلهم، وانتهازيتهم، ومحدودية اشتباكهم مع الشأن العام، لم يكف فريد عن تسجيل انحيازه الدائم إلى قضايا الواقع، وهموم المواطن، ولم تتوقف اهتماماته عند حدود الشأن المصري، والعربي، وإنما تجاوزته إلى القضايا العالمية التي ظلت، في نظره، وثيقة الصلة بصناعة السينما العربية، وقضايا الأمة العربية. من ثم لم يكن غريباً عليه أن يؤكد، في أول حوار يُدلي به عقب فوزه بجائزة «كاميرا البرلينالي»، أن «الأنظمة العربية تخشى السينما لأنها الأكثر تأثيراً في الجمهور»، وينوه إلى أن «الرقابة تمثّل مشكلة للإبداع ما يدعو الفنان إلى التحايل عليها لإظهار موهبته»، ويضيف قائلاً: «المشكلة لا تكمن في وجود المبدعين أو الإبداع بل تتمثّل في علاقة الحكومات العربية بالسينما».

ثالثاً: قدرته المستمرة، على تطوير نفسه، وأدواته، وحرصه الواضح، من دون تكالب، على المشاركة في العمل العام، وأن يكون عنصراً فاعلاً في دائرة التأثير الثقافي، بفعل ثقافته الموسوعية، وموضوعيته، ورصانته، وحنكته، وخبراته، ورجاحة تفكيره، وواقعيته المدعومة بخلفية ثقافية كبيرة، وتواضع لم يفارقه طوال عمره.

رابعاً: روحه الشابة المتجددة، وانحيازه الدائم إلى جيل الشباب، وهو ما حدث معي شخصياً في صيف 1986، عندما التقيت الناقد الكبير سمير فريد في سينما «كريم ، التي تحولت على يديه إلى بؤرة إشعاع سينمائي، ومنارة ثقافية رائعة، ومن دون سابق معرفة قدمت له تجربتي المتواضعة في نقد فيلم «الطوق والإسورة» المأخوذ عن مجموعة قصصية للكاتب يحيى الطاهر عبد الله كتب لها السيناريو يحيى عزمي والحوار الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي وأخرجها للشاشة خيري بشارة، وفوجئت بعدها بأيام بأن المقال، الذي اخترت له عنوان «عودة الروح للسينما المصرية»، تصدّر غلاف مجلة «القاهرة» الشهرية الصادرة عن وزارة الثقافة، بعدما قام «الفريد» بتزكيتي لدى رئيس تحرير المجلة، ذلك قبل 30 عاماً من بيان مهرجان برلين السينمائي، الذي جاء فيه: «آراؤه يؤخذ بها في جميع أنحاء العالم».

الجريدة الكويتية في

22.04.2017

 
 

دروس سمير فريد.. وكاميرا البرلينالى

برلين - خالد محمود

يأتى تكريم الناقد السينمائى الكبير سمير فريد من مهرجان برلين السينمائى الدولى، ومنحه كاميرا البرلينالى التقديرية بمثابة تقدير كبير لمسيرة متميزة لناقد استمرت قرابة نصف قرن، جاب خلالها مهرجانات العالم ومحافله السينمائية لينقل للقارئ المصرى والعربى كيف يفكر العالم سينمائيا، ويحلل تجارب المخرجين الجدد ويكتشفهم مع الجمهور. استقبلت الصحافة السينمائية خبر تكريم سمير فريد بمهرجان برلين السينمائى الدولى بترحاب كبير وابرزت فارايتى وهوليوود ريبورتر جزء من مسيرته، كما استعرض الناقد الألمانى كلاوس إيدر رئيس الاتحاد الدولى للنقاد الذى القى كلمة التكريم قيمة فريد فى تحليلة للأفلام ولنشاط المهرجانات الكبرى. وكان قد سبق لمهرجان «كان» قبل بضع سنوات أن منحه جائزة مماثلة، كما أن مهرجان «اوسيان» فى الهند قبل خمس سنوات منحه جائزته التكريمية أيضا، وأيضا مهرجان «دبى». سمير فريد الذى وصفته إدارة المهرجان بأنه واحد من أهم نقاد السينما البارزين فى العالم العربى، وبصفته خبيرا فى السينما تعتبر آراؤه مطلوبة حول العالم، علمنى دروسا كثيرة فى مقدمتها الحرص على مشاهدة الأفلام ومتابعة المهرجانات، والاحتكاك بالثقافات السينمائية المختلفة، وقراءة ما يكتب عن الأفلام، كان يلقى نصائحة بشكل هادئ وغير مباشر، حيث يحكى تجارب من مواقف عاشها ومر بها، وقد عايشته عن قرب وهو رئيس مهرجان القاهرة السينمائى كيف يمنح الثقة لكل من حوله، ويجعله غيورا على عمله، وبمنهج علمى.

يحلم سمير فريد بترميم علمى دقيق لتراث السينما المصرية وأهم أفلامها.. يحلم بالحفاظ على التاريخ.

الشروق المصرية في

16.02.2017

 
 

علي هامش مهرجان برلين الدولي

تكريم سمير فريد ومنحه كاميرا برينال‏..‏ وكلاوس إيدر‏:‏

صانع ذاكرة السينما المصرية والعربية

رسالة برلين مني شديد

في حفل غداء خاص بنادي البرينال احتفل مهرجان برلين السينمائي الدولي ظهر أمس بتكريم الناقد المصري الكبير سمير فريد ومنحه جائزة كاميرا برينال لهذا العام في حضور كلاوس إيدر الأمين العام للاتحاد الدولي لنقاد السينماFIPRESCI وقدم له التكريم مدير المهرجان ديتر جوسليك في حضور عدد من السينمائيين‏.‏

وقال كلاوس إيدر الأمين العام للاتحاد الدولي للفيبريسي في كلمته التي ألقاها علي شرف الاحتفال بتكريم سمير فريد: إنه لا يحدث كثيرا أن يحصل نقاد السينما علي جوائز تكريم, لأنهم بمثابة الأطفال غير المحبوبين في العائلة السينمائية, إذا حدث شيء إيجابي لا ينسب إليهم الفضل وإذا وقعت أزمة أو مشكلة يقع الذنب عليهم.

وأضاف أنه بالنظر إلي أعمال سمير فريد نستطيع أن نري مدي أهمية وجود نقاد السينما من أجل حياة واستمرار السينما; مشيرا إلي فريد الذي ولد عام1943 وينتمي لجيل أدرك الهدف من النقد وأنه ليس وسيلة لإطلاق الأحكام أو رفع الإبهام لأعلي أو إسقاطه لأسفل, وإنما هو وسيلة لاستكشاف السينما وشخصياتها ولغاتها, مؤكدا أنه ربما تبدو هذه الجملة قديمة لكن كتاباته تظهر أنه واقع في غرام السينما.

وأشار إلي أنه علي مدار38 عاما من العمل وخلال رحلة مشاهدته وكتابته عن الأفلام كان يبحث عن تجاربه ومشاعره الخاصة في الحياة, وهو ما جعله لا يهتم بإغراءات عالم هوليود الترفيهي, وجعلته حساسا أكثر تجاه القصص الخاصة به وبمجتمعه وبلده, وعدد كبير من الكتب التي قام بكتابتها ووصلت الي60 كتابا تناول السينما المصرية والعربية, والسينما الفلسطينية وأيضا العلاقة بين السياسة والسينما وعن المبدعين مثل نجيب محفوظ ويوسف شاهين.

وعن علاقة سمير فريد بالمهرجانات العالمية الكبري قال كلاوس: إن فريد حضر مهرجان كان السينمائي الدولي العام الماضي للمرة الخمسين علي التوالي, وبدأت علاقته بمهرجان برلين السينمائي الدولي في عام1979, وعندما يحضر المهرجانات العالمية يتتبع مسيرة عدد من صناع الأفلام المميزين أمثال كين لوتش, ويكتب عن أعمالهم بالتفصيل للجمهور وعن الأعمال العربية والمصرية المعروضة, ويظهر في كتاباته سواء كانت بالعربية أو الإنجليزية أو بالفرنسية أنه لا يعرف فقط السينما العربية بشكل جيد لكنه يمتلك أيضا موهبة مميزة في تحليلها وتفسيرها.

واقتبس كلاوس مقولة سمير فريد قالها بعد حصوله علي تكريم في دلهي عن مجمل أعماله ومسيرته المهنية وهي واحدة من العديد من الجوائز التي حصل عليها في حياته سواء علي المستوي المحلي أو العالمي قال فيها: إن الناقد شخص محترف يستطيع أن يقدم المفتاح لعمل فني لا يدركه آخرون, مشيرا إلي أنه المؤسس لمصطلح الواقعية الجديدة الذي ظهر في بداية الثمانينيات من القرن الماضي مع المخرجين عاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة.

وأكد أن فريد لا يهتم بالتنظير للسينما فقط وإنما أيضا بالحفاظ علي تاريخها حيث كتب مقالا نشر في عام1973 في مجلة ايكران الفرنسية السينمائية علي يد مارسيل مارتين يعد واحدا من الأعمال الأولي التي تناولت تاريخ السينما المصرية من بدايتها تحت عنوان الأجيال الستة للسينما المصرية, وكتب الكثير أيضا عن تاريخها بعد ذلك وله دور كبير في الترويج للسينما; حيث كان شريكا في تأسيس عدد من المهرجانات وكذلك تأسيس جمعية النقاد, وأنهي خطابه عن سمير فريد بأنه صانع وأيضا ممثل لذاكرة السينما المصرية المصرية والعربية.

ومن جانب آخر عرض أمس في المسابقة الرسمية للمهرجان الفيلم الصادم البار للمخرج الإسباني اليكس دالاجليسا والذي يتناول فكرة الحصار وسيطرة الخوف علي الناس إلي الحد الذي يدفعهم للتخلي عن إنسانيتهم في بعض اللحظات حفاظا علي حياتهم من خلال مجموعة من الشخصيات المختلفة محبوسة طوال الفيلم داخل بار ويواجهون حقيقة أن كل من يخرج من باب هذا البار يقتل علي يد قناص لا يستطيعون رؤيته ولا يعرفون السبب وراء هذا ويزيد الامر غموضا أن القوات الخاصة تحضر الي المكان وتفتعل حريق ضخم لتبعد الناس عن البار ويظهر بوضوح أن هناك نية لتصفية كل من هم داخل البار وتحاول الشخصيات البحث عن تفسير منطقي لما يحدث والحفاظ علي حياتهم بشتي الطرق خاصة بعد أن يكتشفوا وجود جثة في المكان من الواضح أن صاحبها أصيب بفيروس قاتل لا يعرفون عنه أي شيء.

وقال اليكس عن فيلمه إنه قدم فيه كوميديا سوداء أو ما يمكن أن يطلق عليه كوميديا بشعة ومرعبة, مضيفا أننا جميعا محاصرون بهويتنا الخاصة ونعيش داخل سجن بشع كبير ونبحث عن المخرج والذي من المفترض أن نشكر إنسانيتنا لأنها السبيل الوحيد للخروج من هذا السجن الضخم, مؤكد أن الفيلم لا يهدف للإشارة إلي أي جانب سياسي في محاولة إخفاء القوات الخاصة لقضية الفيروس بقتل كل الشخصيات- وانما يهدف بشكل اساسي الي تقديم الجانب الانساني ووحشية البشر في اثناء محاولاته للبقاء علي قيد الحياة.

الأهرام المسائي في

16.02.2017

 
 

اليوم.. تكريم عراب النقد السينمائى العربى سمير فريد فى مهرجان برلين

برلين - علا الشافعى

تقول إدارة مهرجان برلين السينمائى الدولى عن إنجازاته، إنه واحد من أهم النقاد والمؤرخين، ومنذ اليوم الأول لوصولنا وتقريبا الجميع كان يسأل عن الناقد الكبير، وهل وصل، وكيف هى حالته الصحية الآن، خصوصا أنه لا يظهر كثيرا منذ ظروف مرضه الأخيرة، ولكن وحدها الصدفة جمعتنا بالناقد كبير وزوجته منى غويبة والزميل محمد هاشم عبد السلام قبل يوم تكريمه، وجلست معه لدقائق ليعطى الأستاذ الكبير درسا جديدا فى التحمل وقدرته على التعامل مع المرض والمثابرة.

وأيضا تحدث بنفس بهجته المعتادة عن السينما وأهم الأفلام، ليس ذلك فقط بل أخرج أجندته الصغيرة والتى تضم جدول مشاهداته اليومية، حيث أكد أنه يحرص على مشاهدة فيلمين على الأقل، وليس ذلك فقط بل لم يخلُ حديثه من لفت أنظارنا إلى قضية مهمة وهى ترميم الأفلام المصرية، والذى أكد لنا أن الشركة المسئولة عن ترميم الأفلام المصرية لا تتعامل مع الأمر بحرفية، وهو ما أضر بالكثير من الأفلام المصرية، فهناك مشاهد من المفترض أنه تم تصويرها ليلا إلا أنه بعد ترميم النسخة دون مراعاة شكل وتقنيات التصوير والتحميض والطبع فى هذا الوقت تظهر المشاهد وكأنها نهارا، وهو ضد منطق الدراما فى معظمها، وأكد لنا أن هذا الأمر تداركته السينما المغربية، والتى قام المركز الوطنى هناك بترميمها بأحدث تقنيات.

وهو ما انعكس على شكل الأفلام المعروضة حاليا فى مهرجان برلين لنسخ قديمة تم ترميمها فى برنامج "الملتقى" تحت عنوان "عروض خاصة"، يقدم صفحات مهمة من تاريخ هذه السينما، والتى أصبحت السينما العربية الثانية بعد مصر من حيث كم الإنتاج السنوى من هذا هو سمير فريد لا يتوقف عن المتابعة والرصد، وأبدا لا يبخل بمعلومة لذلك استحق أن يكون عرابا للنقد السينمائى العربى، والذى يكرمه مهرجان برلين اليوم الأربعاء. 

بالصور.. تكريم الناقد الكبير سمير فريد فى مهرجان برلين لإنجازاته النقدية

كتبت علا الشافعى

كرمت إدارة مهرجان برلين السينمائى الدولى، الناقد المصرى الكبير سمير فريد اليوم الأربعاء، عن إنجازاته، ولكونه واحد من أهم النقاد والمؤرخين السينمائيين.

وينشر "اليوم السابع" صور تكريمه من قبل إدارة المهرجان واحتفائها به كأحد أهم النقاد، وكان الناقد الكبير منذ اليوم الأول لوصوله يسأل عنه الجميع وعن حالته الصحية.

ولد الناقد السينمائى والصحفى ومؤرخ السينمائى المصرية سمير فريد فى 1 ديسمبر عام 1943 بمدينة القاهرة، ولقد عمل لفترة بجريدة الجمهورية عام 1965 عقب تخرجه من قسم النقد فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1964، ومازال يكتب عمود يومى فى جريدة المصرى اليوم بعنوان صوت وصورة وقد تنصب وظيفة عميد النقاد السينمائيين العرب وحصل على جائزة الدوله للتفوق فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة سنة 2002، ونال ميدالية مهرجان كان الذهبية بمناسبة الدورة الأخيرة فى القرن العشرين سنة 2000، واشترك فى إصدار ثلاث مجلات سينمائية من 1969.

وقد ألف العديد من الكتب وصدر له 50 كتابا ترجم بعضا منها كما أنه تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وكانت فترة رئاسته من أنجح الدورات.

اليوم السابع المصرية في

15.02.2017

 
 

سمير فريد يتسلم اليوم "كاميرا البرينالي" في برلين

عبدالعال: مشروعه النقدي.. الأهم والأبرز في تاريخ السينما العربية

حسام حافظ

يتسلم ظهر اليوم الناقد الكبير سمير فريد جائزة "كاميرا البرينالي" من ديتر كوسلك رئيس مهرجان برلين السينمائي الدولي تقديراً لرحلة عطائه الصحفي والنقدي طوال نصف قرن. قام خلالها بتغطية مهرجان برلين والعديد من مهرجانات السينما في العالم.. 

واليوم يكتب الناقد أحمد عبدالعال الرئيس الأسبق لجمعية نقاد السينما المصريين عن دور سمير فريد من خلال قراءة في كتابه "سينما الربيع العربي": 

"صدر عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 28 نوفمبر 2016. كتاب "سينما الربيع العربي" للناقد الكاتب "سمير فريد". ويقع في 200 صفحة من القطع المتوسط. الذي يعد وبكل المقاييس المعرفية إضافة هامة لمكتبة الثقافة السينمائية دون ريب. متضمناً رصداً ومتابعة وتحليلاً لأبرز الأفلام العربية التي عرضت في أهم مهرجانات السينما العالمية: برلين. كان. فينسيا. في الفترة من 2011 حتي 2016. بالإضافة إلي دورتين لمهرجان أبو ظبي 2012. ومهرجان دبي .2013 أي أننا وفي الحقيقة أمام عرض بانورامي لعشرين دورة لخمسة مهرجانات سينمائية دولية. وما يقرب من 130 فيلما مصرياً وعربياً وأجنبياً. والكتاب بهذا المعني يمكن اعتباره سياحة نقدية إذا جاز التعبير لواحد من أهم النقاد و المراسلين السينمائيين

وقد حدد "سمير فريد" اختياراته الفيلمية علي نحو ما أشار إليه في مقدمة الكتاب: "الأفلام التي عبرت عن الثورات العربية. والأفلام التي واجهت الثورة المضادة معاً". والكتاب يمكن قراءته علي مستويين. المستوي الأول: المهرجانات السينمائية من زاوية أنها مدن. وفاعليات. وانتاج وصناعة. والمستوي الثاني: الأفلام والمسابقات والجوائز والنجوم والسينمائيين والنقاد والمراسلين الصحفيين

وإذا كان الكاتب استطاع أن يجمع ببراعة بين دور الناقد والمراسل الصحفي. في أداء مهني يشهد له بتميزه وتفرده. فإن القارئ يستطيع بدوره معايشة هذه الأجواء الفنية ومتابعتها عن كثب. فبجانب الخبر والمعلومة والتعليق والصورة. هناك أيضاً المقالات النقدية لأهم الأفلام المصرية والعربية والأجنبية. في سياق ايقاعي تتابعي لا يخلو من الاثارة والمتعة

ويشير "سمير فريد" إلي أبرز تحولات السياسات الانتاجية في السينما العالمية. وسقوط الحدود الفاصلة بين جنسية رأس المال. وجنسية الفيلم. وجنسية صانع الفيلم. ومن هنا يري أن لكل فيلم هويتين. هوية قانونية: مردها "منشأ الشركة المنتجة". وهوية ثقافية: مرجعها "رؤية صانع الفيلم وأسلوبيته في التعبير عن رؤيته". وربما يصطدم القارئ بتلك الاشكالية عندما تطالعه الأفلام مسبوقة بالتوصيف التالي: "الفيلم الفرنسي الإسرائيلي التركي". أو "الفيلم الجزائري الفرنسي الأمريكي البلجيكي". وذلك علي سبيل المثال لا الحصر

إن ما يميز الناقد الكاتب "سمير فريد" ويحسب له انه تعامل مع حرفته ومهنته "الصحافة السينمائية" أو "النقد السينمائي" بشكل مؤسسي. ومن هنا يعد مشروعه النقدي وبحق "المشروع الأهم والأبرز في تاريخ السينما العربية في النصف الثاني من القرن العشرين" ومن حسن الحظ إن هذا المشروع لايزال فاعلاً وحاضراً بقوة في حياتنا الثقافية والنقدية والسينمائية علي حد سواء". 

الجمهورية المصرية في

15.02.2017

 
 

بروفايل| سمير فريد تكريم السينما

كتبسحر عزازى

يكتب وكأنه يمتلك مفاتيح اللغة السينمائية وحده، التى تفك وتحلل شفرات وألغازاً فنية لا يقدر عليها سواه، حتى تنساب كلماته وكأنها شلال متدفق، فى بساطة ويسر للقارئ، ليصبح «عميد النقاد السينمائيين» المؤرخ الكبير سمير فريد، على موعد للاحتفاء به وتكريمه كأول ناقد مصرى وعربى فى الدورة المقبلة لمهرجان برلين، ومنحه جائزة «كاميرا البرلينالى» التقديرية.

«فريد» المولود فى 1 ديسمبر من عام 1943 بمدينة القاهرة، هو صاحب مشروع ثقافى وتنويرى، كان الهدف منه إصلاح المجتمع على طريقته الخاصة، حيث تولى رئاسة مهرجان القاهرة الدولى السينمائى فى الفترة من 2013 إلى 2014 من أجل إحداث تغيير جذرى باعتباره الكرنفال الفنى الأهم فى المنطقة العربية، فى ظل ظروف قاسية عاشتها البلاد فى أعقاب حكم الإخوان.

عميد النقاد السينمائيين الذى تميز بحياديته فى نقل الرؤى الفنية وتحليله للأفلام دون مجاملة أحد أو الربح من وراء عمله كما يفعل البعض، فكان حارساً أميناً على وصف وسرد الحكاية حتى يصل معه القارئ لذروة العُقد الدرامية، وقدم العديد من المقالات النقدية، سواء على المستوى المحلى أو العالمى.

امتدت مسيرة سمير فريد، فى عالم النقد، لأكثر من 50 عاماً، منذ تخرجه فى قسم النقد فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1964، وانتقاله للعمل فى جريدة الجمهورية، ليصبح بعدها أهم ناقد ومؤرخ سينمائى فى الوطن العربى، يتابعه أغلب المهتمين بالعمل السينمائى فى العالم كله، حيث تابع عن قرب مهرجان برلين ومهرجان «كان» لسنوات طويلة، فكانت إدارة تلك المهرجانات العالمية حريصة دائماً على حضوره، ومهتمة بشكل خاص بما يكتبه عنها كل مرة.

شغل «فريد» منصب عميد النقاد السينمائيين العرب، وحصل على جائزة الدولة للتفوق فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002، وكان له نصيب من الجوائز العالمية، حيث نال ميدالية مهرجان «كان» الذهبية عام 2000، ثم حصل على الجائزة التقديرية للنقد السينمائى من الهند، كأول عربى يحصد تلك الجائزة، واشترك فى إصدار ثلاث مجلات سينمائية، وألَّف العديد من الكتب، وصدر له 50 كتاباً ترجم البعض منها، من أبرزها كتاب «سينما الربيع العربى»، و«تاريخ الرقابة على السينما فى مصر»، و«السينما والفنون»، و«الصراع العربى الصهيونى فى السينما»، ولم ينسَ الأطفال فى كتاباته، حيث أصدر كتاباً بعنوان «سينما الأطفال» عام 1979.

الوطن المصرية في

15.02.2017

 
 

مصر «الفرعونية» وسمير فريد عنواننا فى «برلين»!! «١-٢»

طارق الشناوي

علاقتى بمهرجان «برلين» لا تتجاوز ثلاث دورات متتالية، بينما مهرجان «كان» 25 دورة متتالية أيضاً، وبرغم فارق السنين والعشرة بين المهرجانين إلا أننى وقعت فى غرام «برلين» ومنذ النظرة الأول، حيث أصبح يحتل مكانة دائمة على أجندتى، درجة الحرارة تحت الصفر، كما أن تعويم الجنيه صار يشكل مأزقا ماديا كبيرا لمن يسافر خارج الحدود، ولكن الحب لا يعرف أبداً حساب الورقة والقلم والمكسب والخسارة.

فى هذه الدورة لنا كمصريين فيلمان فى قسم «المنتدى» وهما «صيف تجريبى» لمحمود لطفى و«واحد + واحد كيكة شيكولاتة فرعونية» للمخرجين مروان عمارة وإسلام كمال، وهما أولى تجارب المخرجين الثلاثة، الفيلمان يقعان فى إطار السينما التسجيلية، حتى لو كانت هناك لحظات درامية تتخللهما ويفرضها السرد، لتوصيل الفكرة، الفيلم الأول يستند للتقويم المصرى القديم فى ذكر السنوات، وكأنه يبحث عن جذور السينما فى بحثه المتخيل عن فيلم أطلق عليه «صيف تجريبى»، فهو يريد أيضا أن يؤصل التاريخ المصرى من خلال أسماء الشهور الفرعونية القديمة «القبطية»، وكما معروف فإن قبطى تعنى مصرى وليس لها علاقة بالديانة.

لقد عرفت مصر هذا التقويم 4241 سنة قبل الميلاد، وهكذا فإن مخرج «صيف تجريبى» يحرص على أن تُصبح هذه هى البداية، فى الاستناد التاريخى والتوثيق الذى تتبعه، وهكذا ستجد فى الفيلم شهوراً مثل توت وهاتور وكيهك وطوبة وغيرها، وبالمناسبة أكتب هذه الكلمة فى اليوم الأخير من شهر «طوبة»، بينما الرسائل القادمة كلها فى «أمشير»، والفيلم بالطبع ليست هذه هى قضيته، ولكن التوثيق هو الهدف، كما أنه يبحث عن السينما المستقلة الخارجة عن السياق، وأتوقف أمام فيلم نادراً ما يذكره الجمهور ومع مخرج أيضا قلما يأتى ذكره، وهو سيد عيسى، الحاصل على درجة الدكتوراه من موسكو. ويبقى فيلم «واحد+واحد»، إنه المزج بين الموسيقى بكل أطيافها، وحرص مخرجا الفيلم على تقديم وجبة تجمع بين الشرقى العربى والتركى وأيضا الغربى والغجرى، لأن المنبع واحد، وكيكة الشيكولاتة الفرعونية هى نتاج هذا التلاقح الموسيقى، شاهدت الفيلمين على شاشة الكمبيوتر، وهى بالطبع مشاهدة تظلمهما فنيا إلا أنهما حققا بالنسبة لى درجة متعة عالية تدفعنى لمشاهدتهما فى المهرجان فى المكان الطبيعى وهو شاشة السينما.

وسوف نعاود الحديث عن الفيلمين بالتفصيل بعد العرض فى المهرجان، ويظل الحدث الأهم بالنسبة لنا كنقاد هو التكريم المستحق الذى ناله ناقدنا المرموق سمير فريد.

بمجرد أن قرأت «المصرى اليوم» قبل نحو أسبوع، والتى كانت أول من أشار للخبر، كتبت رسالة تليفونية «العزيز والصديق الكبير سمير تكريمك فى برلين أطال أعناقنا أراك قريبا». وجاءنى الرد الفورى «أشكرك من قلبى وأعتز بشهادتك الكريمة».

من المنطقى والصحى أن يختلف النقاد فيما بينهم فى زوايا الرؤية، لأن الشريط السينمائى بطبعه متعدد القراءات ولكن هذا الخلاف الفنى لا يعنى أبداً الاختلاف الشخصى، ومن هنا تأتى أهمية الإبداع النقدى، سيحصل سمير فريد يوم 15 القادم على «كاميرا البرلينالى» وهى المرة الأولى التى يحصل عليها ناقد، كما أنه أول شخصية مصرية وعربية وأفريقية تنال تلك الجائزة من هذا المهرجان العريق «67» دورة، حيث يحل ثالثا فى التاريخ بعد مهرجانى «فينسيا» الذى يحتفل فى سبتمبر بالدورة رقم «74»، و«كان» الذى يصل فى مايو القادم إلى الدور رقم «70» ولكنه يقف معهما فى نفس المكانة الأدبية، الثلاثة تشكل أهم التظاهرات السينمائية فى العالم.

مصر «الفرعونية» وسمير فريد عنواننا فى «برلين»!! «2-٢»

طارق الشناوي

سوف ينال نفس الجائزة التقديرية مع سمير فريد كل من الممثل الأسترالى جيوفرى روث والمنتجة الصينية نانسو تشى، وتلك الجائزة المستحقة نتاج جهد فى مجال النقد وبالتعريف عربياً بالمهرجان، وكان قد سبق لمهرجان «كان» قبل بضع سنوات أن منحه جائزة مماثلة، كما أن مهرجان «اوسيان» فى الهند قبل خمس سنوات منحه جائزته التكريمية أيضا، وأيضا مهرجان «دبى» وكنت حاضرا فى كل المناسبات السابقة، فهى مقابل عطاء ممتد لسمير فريد على مدى نصف قرن فى الكلمة المكتوبة وننتظر المزيد من الإبداع للناقد الكبير، وسوف تلحظ أن هناك اعترافاً عربياً دائماً بسمير فريد من مختلف المهرجانات العربية بتكريم مماثل ويصاحبه لقب «عميد النقاد العرب»، ومن النقاد القلائل فى العالم العربى الذين يرصدون الواقع الفنى يومياً من خلال عموده فى «المصرى اليوم»، «صوت وصورة»، والذى يُطل منه دائماً على الحياة بكل أطيافها وليست فقط بزاوية سينمائية متخصصة، هناك دائما بين الحين والآخر رأى ما فى حياتنا السياسية أو الثقافية، يدفعه لكى يكتب، فهو لا يعترف بتلك التقسيمات الحادة التى دأبت الصحافة على وضعها.

سوف يلقى بهذه المناسبة كلاوس إيدر، الناقد الألمانى المعروف، رئيس اتحاد نقاد السينما الدوليين، كلمة لتقديم سمير فريد قبل استلام الجائزة، وطبعا كلنا ننتظر كلمة سمير فى الحفل، وأتصور أن نقاداً من العالم أجمع سوف يحرصون على حضور هذا اليوم المهم والتاريخى مصريا وعربيا وعالميا.

المهرجان يفتتح يوم الخميس القادم، بعرض الفيلم الفرنسى «DJAKGO»، ومن الملاحظ الغياب العربى عن المسابقة الرسمة هذا العام، حيث عرض لنا فى العام الماضى الفيلم التونسى «بنحبك هادى» للمخرج محمد بن عطية، وبطولة مجد مستورة وحصلنا على جائزة أحسن ممثل وأيضا أحسن عمل أول، والغريب أن الفيلم شارك بعدها فى أكثر من مهرجان عربى مثل «قرطاج» و«دبى» وخرج خاوى الوفاض من الجوائز، ولم يشفع له جوائز برلين فى الحصول على مكانة خاصة، ولكن طبعا هذه قصة أخرى، تشارك فى عضوية لجنة التحكيم هذا العام المنتجة التونسية درة بوشوشة.

كان لنا فى نفس القسم فيلم «آخر أيام المدينة» لتامر السعيد، العام الماضى، وحصل على جائزة «كاليجارى»، كما أن السعودية قدمت «بركة يقابل بركة» ولبنان «المخدومين»، هذا العام «جسد غريب» للمخرجة رجاء معمارى يمثل تونس، والفيلم المغربى «منزل فى الحقول» للمخرجة تالا حديد، واللبنانى «شعور أكبر من الحب» للمخرجة مارى جيرمانوس سابا، وفى قسم بانوراما مرزاق علواش المخرج الجزائرى المعروف الذى صار أكثر مخرج عربى يُقدم أفلاما فى أهم المهرجانات العالمية، وهذه المرة فى قسم البانوراما «تحقيق فى الجنة» ومن الواضح أن الفيلم الوثائقى يتناول القضية التى تشغل العالم كله حاليا وهى كيف يتم غسيل مخ الشباب باسم الإسلام، وهى فى الحقيقة صارت هى الأكثر شيوعا على المستويين الدرامى والوثائقى، مهرجان برلين رقم 67، أتوقع أن يحمل وجبة سينمائية عامرة، أنتظرها معكم.

المصري اليوم في

07.02.2017

 
 

تكريم سمير فريد يتصدر حضور استثنائي للسينما العربية في مهرجان برلين

برلين ـ أحمد شوقي

من بين المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى في العالم لا يوجد مهرجان يخصص اهتماماً بالسينما العربية قدر مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي صار أمراً معتاداً في كل عام أن نصف الحضور العربي فيه بالكبير والمميز، بل والمتزايد في كل عام عن سابقه.

برليناله كما يفضل الألمان تسميته، في دورته السابعة والستين التي تنطلق بعد غد الخميس 9 فبراير وتستمر حتى 19 من الشهر، يكاد يمتلك بعداً عربياً واضحاً بتواجد السينما العربية في مختلف برامج وأنشطة المهرجان، اللهم إلا المسابقة الرسمية التي يغيب عنها العرب بعد الحضور الرائع للفيلم التونسي نحبك هادي الذي توج في نهاية الدورة بجائزتي العمل الأول وأحسن ممثل.

تكريم مستحق لمشوار حافل

علي رأس الحضور العربي في برليناله 67 يأتي التكريم الخاص الذي يناله الناقد الكبير سمير فريد، بالحصول على كاميرا برليناله التكريمية عن مجمل أعماله. الجائزة التي يمنحها المهرجان هذا العام لثلاث شخصيات عالمية هم سمير فريد والنجم الاسترالي جيوفري راش والمنتجة نانسون شي من هونج كونج.

موقع المهرجان وصف فريد بأنه واحد من أبرز النقاد والمؤلفين في العالم العربي، ينظر العالم كله باعتبار إلى آرائه كخبير سينمائي، مشيراً إلى قيامه بتغطية مهرجان برلين لعقود، وإلى حصوله على ميدالية كان الذهبية مرتين عامي 1997 و2000، والتكريم عن مجمل مسيرته من مهرجاني دبي وأوشن سينيفان نيو دلهي.

أما من جانبنا فنجد هذه الجائزة تكريماً مستحقاً للثقافة السينمائية العربية بأكملها، باعتباره موجه إلى أحد الرواد المؤسسين لهذه الثقافة. سمير فريدالناقد السينمائي الذي يمارس المهنة لما يزيد عن نصف قرن بأكثر الصور احترافية ومهنية ومواكبة للعصور المختلفة، بأمانة وفهم لدور المثقف تجاه الفن والوطن والبشر، معتزاً بمهنته التي لم يمارس غيرها ولا يحب أن يوصف إلا بها، فهو ناقد سينمائي، ليس ناقداً فنياً كما يصف البعض أنفسهم ربما هرباً من مسئولية كان فريد أحد أوائل من تصدوا لها، وصار الوحيد من جيله الذي استمر في تحملها حتى يومنا هذا.

أربعة محكمين عرب

إذا كانت الأفلام غائبة عن المسابقة الدولية فالوجود العربي سيتمثل في مشاركة المنتجة التونسية درة بوشوشة في لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الهولندي بول فيرهوفين، وتضم خمسة أعضاء آخرين أبرزهم الممثلة الأمريكية ماجي جلينهال والمخرج الصيني وانج كوانان.

بوشوشة لن تكون المحكمة العربية الوحيدة، بل إن الدورة 67 تشهد أكبر مشاركة عربية في التحكيم، بمشاركة العرب في أربعة لجان تحكيم مختلفة. بخلاف المسابقة الدولية يشارك المخرج السعودي محمود صباغ (الذي عرض المهرجان في دورته السابقة فيلمه بركة يقابل بركة”) في تحكيم أفلام العمل بالمهرجان، ويشارك المخرج العراقي السويسري سمير جمال الدين في مسابقة الأفلام الوثائقية، بالإضافة لمشاركة الناقدة المصرية رشا حسني في لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسى).

ثلاثة عشر فيلماً جديداً

على مستوى الأفلام يقل عدد الأعمال المشاركة قليلاً عن الدورة السابقة التي شهدت عرض عشرين فيلماً عربياً. هذا العام يُعرض ثلاثة عشر فيلماً جديداً فقط، لكن بإضافة أفلام البرنامج الاستعادي الثري الذي يقيمه قسم المنتدى للمخرج والكاتب المغربي الراحل أحمد البوعناني يصير العدد الإجمالي 24 فيلماً عربياً يعرضها برليناله هذا العام. برنامج البوعناني يعرض أفلاماً أيقونية في تاريخ السينما المغاربية والعربية عموما مثل وشمة وحلاق درب الفقراء والأيام الأيام، ويبلغ عدد أفلام البرنامج أربعة أفلام طويلة وسبعة قصيرة بالإضافة لفيلم جديد بعنوان عبور الباب السابع للمخرج علي إيسافي.

أبرز المشاركات تأتي في قسم البانوراما، والذي يشارك فيه المخرج الجزائري الكبير مرزاق علواش بفيلم تحقيق في الجنة، المغربي هشام العسري بفيلم هيدبانج لولابي، والفلسطينيان رائد أنضوني بفيلم اصطياد أشباح ومهند يعقوبي بفيلم خارج الإطار أو ثورة حتى النصر”. وفي قسم الفورم تشارك التونسية رجاء عماري بجديدها جسد غريب واللبنانية ماري جيرمانوس سايا بـ شعور أكبر من الحب والمغربي تالا حديد بـمنزل في الحقول”.

أما المشاركة المصرية بالأفلام فتقتصر على فيلمين في قسم الفورم الممتد هما الفيلم الطويل صيف تجريبي لمحمود لطفي، والفيلم متوسط الطول واحد زائد واحد تساوي كيكة الفرعون بالشوكولاته لإسلام كمال ومروان عمارة، وهي ترجمة اجتهادية للعنوان الإنجليزي للفيلم الذي لم يختار صناعه عنوانه العربي بعد.

مشاركات عربية أخرى

المشاركة العربية لا تقتصر على الأفلام ولجان التحكيم، فيشارك العديد من العرب في برنامج برليناله للموهوبين تالنتس من ضمنهم أربعة مصريين هم المخرجان كريم الحكيم وهشام عيسوي، المنتج حسام علوان والناقدة روان الشيمي.

ويواصل مركز السينما العربية نشاطه الواضح في ترويج سينما المنطقة من خلال سوق الفيلم الأوروبي أكبر أسواق المهرجانات في العالم، بعدما تم الاتفاق على أن يستضيف السوق حلقة نقاشية كبيرة بعنوان التحديات والفرص في صناعة السينما العربية، يديرها الصحفي نيك فيفاريلي، ويشارك فيها بالحديث المنتج محمد حفظي، مديرة منصة موفي بيجز للأفلام بيري أبو زيد، مدير سينمات فوكس جاك كروجر، المخرجة المغربية لميا شرايبي، ومدير مركز السينما العربية علاء كركوتي.

المركز يطلق أيضاً خلال المهرجان مبادرة جديدة هي جوائز النقاد، والتي يشارك فيها 26 ناقداً سينمائياً عربياً وأجنبياً، يختارون الأفضل في السينما العربية ويمنحون خمس جوائز لأحسن فيلم ومخرج وسيناريو وممثل وممثلة. الجوائز يتم الإعلان عن تفاصيلها خلال برليناله ويتم توزيعها لأول مرة خلال مهرجان كان في مايو المقبل.

كل الشواهد تؤكد إذن إننا بصدد دورة استثنائية من حيث المشاركة العربية في برليناله. تكريم وتحكيم وأفلام وأنشطة وفعاليات، في تأكيد على استمرار الحراك الذي تشهده السينما العربية في الأعوام الأخيرة.

جريدة القاهرة في

07.02.2017

 
 

تكريم سمير فريد في برلين: مغامرة ناقد

نديم جرجوره

يصعب اختزال السيرة المهنية للناقد السينمائيّ المصريّ سمير فريد (1943). أسباب ذلك عديدة، يكمن أبرزها في اشتغاله النقديّ على مدى 53 عاماً، يمضيها في متابعة دقيقة ويومية لأحوال صناعات سينمائية، تمتدّ من مصر إلى العالم، مروراً بالبقاع العربية المختلفة. بالإضافة إلى تشعّب اهتماماته، تحتوي كتبه الكثيرة على كمٍّ هائل من المعطيات والتحليل والقراءات، المنفلشة على أحوال السينما وصناعاتها العديدة، أفلاماً وسينمائيين ونقابيين ونقّاداً وممثلين، وقضايا وذكرياتٍ وتأريخ.

وهو، بهذا، يُثابر على تفعيل مقولةٍ متعلّقة بدور الناقد، مستشهداً بالأميركي تي. أس. إليوت (1888 ـ 1965)، ومُعتبراً معه أنه لا يتوجّه، بالمقالة النقدية التي يكتب، إلى الفنان، بل إلى القارئ المتفرّج، لعلّه يُلفت نظره إلى "أشياء تُساعده على تلقّي العمل الفني على نحو أفضل". كما أنه، بتحديده دور الناقد كما يراه ويُمارسه، يستعين بقولٍ للفرنسيّ جان ـ بول سارتر (1905 ـ 1980)، يُفيد بأن النقدَ لقاءٌ بين ثلاث حريات: حرية الناقد، وحرية المُبدع، وحرية المتلقّي.

وإذْ تضمّ غالبية كتبه مقالاتٍ منشورة في صحفٍ ومجلات، أو تؤلِّف نصوصاً تستعيد اختباراتٍ وتجارب مختلفة لشخصياتٍ ومسائل سينمائية؛ فإن اهتمامه بالتأريخ والأرشفة لن يكون أقلّ أهميةً من كتاباتٍ نقدية كثيرة، تكشف سلاسةً في التعبير، وبساطة في صوغ الجمل، وعمقاً في تفكيك المادة المُعالَجة وقراءتها. ذلك أنّ التأريخ والأرشفة أساسيان في مشروعه الكتابيّ، إنْ يكن موضوعهما مرتبطاً بالسينما المصرية ـ العربية، أو مفتوحاً على آليات الإنتاج، وقوانين الرقابة، والبناء الثقافي لسينمات مستقلّة، في مصر وأوروبا تحديداً. والكتابات ـ وإنْ ترتكز على تحليلٍ نقديّ، أساساً ـ تُساجِل وتناقش، وتُشكّل، أحياناً، خلاصة حواراتٍ لا تنتهي مع سينمائيين ونقاد ومثقفين وباحثين، ينتمون إلى أجيالٍ وجنسيات وهواجس مختلفة.

هذا لن يكون عابراً، في السيرة المهنيّة والحياتية لسمير فريد، لأنه أساسيّ. فهو ملتزم فنّ التواصل مع الجميع بلغة واضحة وهادئة ومُحبَّبة، من دون تفكيرٍ بعمر الآخر، أو بهويته، أو بجنسيته، أو بالتزاماته، شرط أن يكون للتواصل تبادل حقيقي في الإفادة والغنى والتنوّع، يتأتّى أصلاً من وعي معرفيّ وثقافيّ وسجاليّ لمن يحاوره فريد، ويتواصل معه. فهذا الوعي لدى الآخر شرطٌ أوّل في سلوك فريد إزاء الآخرين

وإذْ تكون المعلومة لديه مُوثّقة، فإن التحليل يتّسع لسجالٍ يرتضيه فريد كمدخلٍ إلى مزيدٍ من معرفةٍ، يرتّب مفرداتها في سياقٍ ثقافي ينبثق من السينما، لكنه يتّجه إلى فنونٍ وأفكارٍ ومعارف، لن تُحاصَر في الاستديوهات والمختبرات والمعامل الفنية فقط، لقدرتها البديعة على أن تنتقل بين آداب ورسومٍ وجمالياتٍ، وبين سياسةٍ واجتماعٍ واقتصادٍ وتاريخ.

حضوره الدوليّ قديمٌ. مشاركاته المتتالية في مهرجانات، منتمية إلى فئات مختلفة، جزءٌ من رغبةٍ في الاطّلاع والمُشاهدة. وهذا، إذْ يبقى ذاتياً في علاقته بالسينما والثقافة والفنون والمعارف، يؤدّي إلى تكريمٍ له، لن يكون "مهرجان برلين السينمائيّ الدوليّ (برليناله)" أوّل من يُبادر إليه. فالتكريم، الذي يُقام لسمير فريد في الدورة الـ 67 (9 ـ 19 فبراير/ شباط 2017) للـ "برليناله"، يأتي بعد أعوامٍ عديدة على اختياره ـ كناقدٍ سينمائيّ عربيّ وحيد ـ بين 20 ناقداً، لمنحهم "الميدالية الذهبية" من مهرجان "كانّ" السينمائيّ الدوليّ، مرّتين اثنتين: أولى عام 1997، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي للمهرجان؛ وثانية عام 2000، بمناسبة بداية الألفية الجديدة.

والمُقابِل العربيّ لن يكون غائباً، كلّياً، وإنْ يُحصَر في القاهرة (جائزة الدولة، 2002) ودبي، التي يمنحه مهرجانها السينمائي "جائزة تكريم إنجازات الفنانين"، في دورته الـ 10 (6 ـ 14 ديسمبر/ كانون الأول 2013). مع هذا، يُفضَّل التعامل مع سمير فريد كناقدٍ سينمائيّ له تاريخٌ حافلٌ بالمواجهات والتحدّيات، خصوصاً أن اشتغاله التأريخي ـ التوثيقيّ يُعتَبر أساسياً في صون بعض الذاكرة السينمائية من الاندثار. فإحدى المجلات ـ التي يُصدرها بدءاً من عام 1992 (6 أعداد سنوية) ـ باسم "السينما والتاريخ"، استكمالٌ لمؤلَّفاتٍ يريدها توثيقاً لمعطيات متداولة أو مغيَّبة. فإذا بالوثيقة (المخطوطة، الحكاية الشفهية)، المرفقة بتقديمٍ لها أو سردٍ لسيرتها، تتحوّل بين يديه إلى نصٍ حكائيّ، بدلاً من بقائها مجرّد وثيقة عادية.

تبقى "السينما والتاريخ" ركناً مهمّاً في سيرة الفن السابع. أعدادٌ قليلة منها، كما يحصل عادةً مع كل مشروعٍ ثقافي عربيّ جدّي، تُقدِّم وجهاً آخر لعمل سمير فريد، يُشبه بعض كتبه المتوغّلة في تفاصيل المهنة، وصناعتها: "لديه مخزونٌ هائلٌ من الحكايات"، يكتب وائل عبد الفتاح (1965) في تقديم كتابه "سمير فريد: مغامرة النقد" (المهرجان القومي للسينما المصرية الـ 11، 2005، وزارة الثقافة، صندوق التنمية الثقافية)، مضيفاً أنه "لا ينتظر فرصةً لاستخدامها، بل هي حاضرة دائماً في كلّ موقف أو حدث".

تكريم الـ "برليناله" مهمّ، وأهميته تنبع من المكانة الثقافية والسجالية، التي يمتلكها سمير فريد بحقٍّ وجدارة.

العربي الجديد اللندنية في

06.02.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)