كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمود عبدالعزيز

ممثل متجدد تنوعت أدواره مع تقلبات الزمن

العرب/ أمير العمري

عن رحيل الساحر (صانع البهجة)

محمود عبدالعزيز

   
 
 
 
 

شخصية 'الشيخ حسني' في فيلم 'الكيت كات' للمخرج داود عبدالسيد كانت أشهر أدوار الممثل المصري الراحل وأكثرها رسوخا في ذاكرة الجمهور.

القاهرة - ربما لم يكن الممثل المصري محمود عبدالعزيز، الذي رحل عن عالمنا مؤخرا، يمتلك، في البداية، من الموهبة ما يؤهله لتحقيق كل ما حققه من نجاح، أصبح فيما بعد، نجاحا أسطوريا لدى جمهور السينما والتلفزيون في مصر والعالم العربي.

جاء محمود عبدالعزيز إلى عالم التمثيل معتمدا أساسا على ملامحه الشكلية الجذابة، وعلى نوع من البراءة الطفولية التي تميز بها وجهه، فحصره المنتجون أولا في الأدوار الرومانسية الناعمة، قصص الحب والعشق، ميلودرامات الفقد والحزن والألم.

لكنه سرعان ما انتقل إلى مجال الكوميديا وتألق فيه ثم انتقل إلى أداء أدوار القسوة والشر، ثم إلى الأدوار التي تتطلب مهارات خاصة مع تنويع في الأداء والقدرة على تقمص الشخصيات المركّبة التي تخفي أكثر مما تظهر.

وإن كانت تلك الأدوار لم تحظ بشهرة أدواره الأخرى الأقرب إلى الكوميديا الإنسانية وإلا لما أصبحت شخصية “الشيخ حسني” في فيلم “الكيت كات” للمخرج داود عبدالسيد، أشهر أدواره وأكثرها رسوخا في ذاكرة الجمهور، وكانت تجسيدا سينمائيا بارعا لشخصية شيخ كفيف محب للحياة، يعشق المخدرات والنميمة، لكنه يدرك ما يحدث من حوله أكثر مما يدركه الآخرون الذين يتمتعون بنعمة الإبصار.

جاء محمود عبدالعزيز إلى عالم السينما والتلفزيون في وقت كان موجودا على الساحة نجوم كبار من أمثال محمود ياسين وحسين فهمي ونور الشريف وأحمد زكي وعادل إمام. كان العصر عصر البطل الوسيم الذي يتمتع بذكاء خاص، وقدرة على السخرية من خصومه وإنزال العقاب بهم في الوقت المناسب.

كانت السينما المصرية في سبعينات القرن العشرين وثمانيناته تتميز بصعود تيارين واضحين، أولهما تيار الواقعية المستعادة التي أطلق عليها البعض “الواقعية الجديدة”، وشملت مجموعة من الأفلام التي بدأت في الظهور منذ أواخر سبعينات القرن الماضي من إخراج رأفت الميهي وعلي بدرخان وداود عبدالسيد وعاطف الطيب ومحمد خان ويسري نصر الله.

أما التيار الثاني فهو تيار الأفلام التقليدية التي تجمع بين النقد الاجتماعي والسياسي، مع أفلام المغامرة والإثارة البوليسية والميلودراما، وهي أفلام أخرجها مخرجون مثل حسين كمال ومحمد عبدالعزيز وعلي عبدالخالق وأحمد فؤاد وأحمد جلال، ومن الجيل القديم كمال الشيخ وصلاح أبوسيف إلى حين توقفهما عن الإخراج.

حرب الخليج الثانية، تلتها موجة سينمائية مصرية كانت معها صورة البطل قد تغيرت كثيرا، وأصبحت بعيدة كل البعد عن الرومانسية القديمة، وهنا كان محمود عبدالعزيز النموذج الأفضل للبطل المهزوم المأزوم، الذي لم يعد يملك سوى استدعاء الماضي الجميل.

تداعيات الانفتاح

كانت صورة مصر في تلك الفترة صورة غامضة ملتسبة، توحي بتغيرات كثيرة قادمة، لا شك أنها ستلقي بظلالها على علاقة مصر بالعالم وبمحيطها العربي، بل وعلاقة السينما المصرية بجمهورها القديم أيضا.

فقد كانت سياسة الانفتاح الاقتصادي التي دشنها الرئيس أنور السادات في منتصف سبعينات القرن العشرين قد قطعت شوطا كبيرا، وأنتجت بالضرورة قيما جديدة تتعلق أساسا بالكسب السريع بأيّ طريقة، وكانت السينما العربية الجديدة، خارج مصر، قد بدأت تطرح نفسها كسينما بديلة للسينما المصرية التقليدية. وهو ما خلق نوعا من المنافسة الجادة.

وبينما كان الفيلم العربي غير المصري يعتمد على المخرج-المؤلف كنجم للعمل السينمائي، ظل اعتماد الفيلم المصري على النجوم، لكن صورة النجم كانت قد بدأت تلقى تحديات من جانب نماذج أخرى جديدة، فلم تعد الوسامة أو الجاذبية الشكلية للنجم السينمائي تكفي، فظهر على سبيل المثال أحمد زكي كممثل-نجم لم يكن يتطابق في شكله الخارجي مع صورة النجم الوسيم، ابن الطبقة الوسطى، الناعم الذي يقع في حب فتاة ثم يواجه بعض المشاكل في علاقته بها، إلى أن يتمكن من قهرها والفوز بالفتاة الجميلة.

كان هذا هو النجم الذي ظلّ يتربع على قمة السينما المصرية منذ عصر كمال الشناوي وشكري سرحان وصلاح ذو الفقار وحسن يوسف، في ظل وجود نجم شعبي هو فريد شوقي الذي كان قد أصبح “بطل الترسو” كحالة فريدة من نوعها لم ينافسه في نجوميته عبر السنين أحد حتى بعد أن تقدم به العمر واختلفت أدواره.

ولم يكن من الغريب بالتالي أن تعدّل السينما المصرية من مسارها. فظهرت أفلام الواقعية الجديدة التي لم تعد تتناول واقعا رومانسيا يسير إلى الأمام، محمّلا بالأمل في التطور الاجتماعي المنشود الذي كان يبشر به عصر عبدالناصر، بل كانت تعكس على نحو ما، التدهور الاجتماعي الذي لحق الطبقة الوسطى، وكيف أصبح ابن هذه الطبقة يواجه تحديات من نوع جديد.

كانت أفلام تلك الموجة أساسها “البطل المهزوم” أو المنكسر، فقد كانت تعبيرا عن ذلك الانكسار الذي وقع للطبقة في صراعها من أجل البقاء في مجتمع الانفتاح الشرس، فلم يعد ممكنا أن تكون عن انتصار البطل في واقع يهزم طموحاته باستمرار.

سقوط الطبقة الوسطى تمثل بشكل جاد وواضح من خلال أسلوب ساخر في أفلام مثل “الصعاليك”، أول أفلام داود عبدالسيد، و”يا عزيزي كلنا لصوص” الذي أخرجه أحمد يحيى، و”العار” لعلي عبد الخالق ثم الأفلام التي قام ببطولتها محمود عبدالعزيز للمخرج رأفت الميهي مثل “السادة الرجال” و”سيداتي آنساتي” و”سمك لبن تمر هندي”.

وهي تجربة في الكوميديا الاجتماعية ربما لم تكتمل أو لم تنجح أو أجهضت بسبب بروز تيار عريض كاسح في ثمانينات القرن الماضي وما بعدها عرف بـ”سينما المقاولات” أي تلك الأفلام السريعة الاستهلاكية التي كانت تنتج أساسا لتغذية سوق الخليج بمواصفات ومقاييس جديدة مختلفة.

كان تشابك الواقع قد أدّى بالضرورة إلى أن أصبح فن السخرية يفرض نفسه على عدد كبير من الأفلام، تلك السخرية السوداء التي تصل في أفلام الميهي إلى السوريالية أسلوبا ولغة، خاصة في “سمك لبن تمر هندي” الذي نجح فيه محمود عبدالعزيز نجاحا أدى إلى قيامه فيما بعد بدور البطولة في فيلم “البحر بيضحك ليه” لمحمد القليوبي الذي أخرجه عن رواية جورج أمادو، مع تمصير الشخصية الرئيسية ووضعها في قالب سوريالي هجائي ساخر، يعكس اغتراب المثقف واضطراره إلى الانطواء بعد أن تقلص دوره كثيرا في المجتمع الجديد، مجتمع الطبقة الجديدة من “رجال الأعمال” كما يطلق عليهم.

أزمة نظام

محمود عبدالعزيز نظر إليه في ذلك العصر باعتباره نموذجا للممثل الذي يصلح للقيام بدور البطل الإيجابي الوطني، الذي يقدم خدمات غير عادية لبلاده، وهو ما تمثل في مسلسل “رأفت الهجان” الذي قام فيه بدور جاسوس مصري تمكن من اختراق المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، وعاش لسنوات في تل أبيب ونقل الكثير من المعلومات للمخابرات المصرية ولم يكشف الستار عنه سوى بعد وفاته بسنوات في هذا العمل تحديدا.

كان نظام الرئيس مبارك في ذلك الوقت، في حاجة إلى أن يرفع من أسهمه لدى الجمهور، كان يريد أن يستدعي الروح الوطنية ويبث الأمل في قلوب أبناء الشعب بعد أن كاد اليأس يفتك بالروح المعنوية بسبب تردي الأحوال الاقتصادية، مع التوسع في تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي التي أدت إلى اتساع الفوارق بين الطبقات بشكل غير مسبوق، ووضعت عديد الملايين من المصريين تحت خط الفقر.

ظهر الجزء الأول من المسلسل عام 1987 من إخراج يحيى العلمي، وحقق نجاحا غير مسبوق أدى إلى إنتاج جزء ثان ثم ثالث منه فيما بعد.

لكن شخصية الرأسمالي أو “رجل المال” المستغل أسندت أيضا إلى محمود عبدالعزيز في أكثر من فيلم ومسلسل تلفزيوني. كانت صورة البطل التقليدي قد سقطت، ومع تقدمه في العمر ونضجه أكثر فأكثر بدا أن مثل هذه الأدوار المركبة تناسبه أكثر.

في منتصف تسعينات القرن العشرين، أي بعد حرب الخليج الثانية، كانت صورة البطل قد تغيرت كثيرا، وأصبحت بعيدة كل البعد عن الرومانسية القديمة بل وعن صورة ذلك البطل الذي يمكنه أن يرد الصّاع صاعين لمن يستغلونه أو يوجّه رسالة قاسية لطبقة اللصوص الجدد كما فعل نور الشريف في “سواق الأوتوبيس″ لعاطف الطيب، أو عادل إمام في “الغول”، هنا كان محمود عبدالعزيز النموذج الأفضل للبطل المهزوم المأزوم، الذي لم يعد يملك سوى استدعاء الماضي الجميل، يعيش أسيرا له ويستدعيه بل ويريد أن يقف ضد التيار ويحاول بلا جدوى، أن يعاكس المسار الجديد في المجتمع من حوله. كان أبرز من جسّد هذا المعنى رضوان الكاشف في فيلم “الساحر”، وفخر الدين نجيدة في فيلم “هارمونيكا” اللذين قام ببطولتهما محمود عبدالعزيز.

صراع المتناقضات

كان عصر محمود عبدالعزيز عصر صراع بين البطولة والهزيمة، بين فكرة مواجهة الشر بالشر، والعنف بالعنف، وفكرة التشبث بذكريات الماضي وأمجاده، والذي لم يعد قائما، إضافة إلى الانكفاء على الذات تحت ضغوط حاضر متقلب وأحداث لاهثة تتقاطر تداعياتها فوق جلد المجتمع، فتصنع بؤرا عميقة الغور، تستبعد خارج الواقع الملايين من البشر أو “المواد البشرية” من سكان المقابر، هذا التناقض كان قد عبر عنه ببراعة وفي وقت مبكر للغاية، المخرج إبراهيم الشقنقيري والممثل الراحل أحمد ذكي في فيلم “أنا لا أكذب ولكنّي أتجمّل”.

لكن يجب أن أستدرك فأقول إن عصر محمود عبدالعزيز على صعيد السينما كان عصر الممثل المتغير المتحول، الذي ينضج مع الزمن وتنضج معه قدراته ويصبح بمقدوره أن يقوم بأدوار أكثر تركيبا وتعقيدا مع التنويع المذهل والانتقال بين الأساليب المختلفة، من الكوميديا والرومانسية إلى فيلم الحركة والشر والجريمة إلى فيلم النقد السياسي والاجتماعي، إلى الفيلم الخيالي، وأن يحافظ على مستواه، ويطوّر من أدائه وطريقته في التعامل مع الدور، ويجتهد ويظلّ محافظا على نجوميته بشكل مدهش، لعدة عقود.

تغيرت صورة السينما والعصر كثيرا خلال السنوات العشرة الأخيرة، فقلت أدوار محمود عبدالعزيز وقل حضوره، وعندما عاد في فيلم “ليلة البيبي دول” عام 2008 من إخراج عادل أديب، بدا أنه كان يبحث عن حضور وسط حشد من النجوم في فيلم يتمتع بميزانية ضخمة أهدرت على سيناريو مفكك ضعيف، في إخراج مهترئ بحيث أصبح الكثيرون يتساءلون: ماذا حدث؟ ولماذا؟ هل كانت لديه رغبة في التشبث ببصيص أمل ولو ضئيل، للعودة إلى الأضواء من خلال فيلم “سياسي” يفترض أنه يتناول قضية الإرهاب الدولي؟ أم أن محمود كان بحاجة للعمل بدوافع مادية أساسا؟

لم يظهر محمود عبدالعزيز بعد ذلك سوى في فيلم واحد بعد هذا الفيلم هو “إبراهيم الأبيض” الذي حاول فيه تقديم شخصية تتناسب مع الحالة الجديدة التي صبغت الواقع والتي أصبح يبرز فيه العنف والجريمة.

لكنه يقينا كان قد أدرك أن العصر الحالي لم يعد مناسبا له فقد أصبح عصر المضحكين الجدد كما يطلق عليهم، فانسحب في صمت، خاصة بعد أن هاجمه المرض فأقعده وكأنما جاء المرض نذيرا بانتهاء عصر محمود عبدالعزيز وأقرانه من كبار الممثلين الذين أثروا السينما المصرية والعربية بأدوارهم المتنوعة الجريئة، فقد أصبحنا الآن أسرى عصر الممثل ذي البعد الواحد.

ورغم وجود المواهب الحقيقية، إلا أنها تنحصر في نمط واحد، أو صورة معيّنة واحدة تتكرر من فيلم إلى آخر. وهي حالة فنية لا شك أنها تنسجم أيضا مع نهاية عصر السينما على نحو ما، وزحف عصر الإنترنت.

العرب اللندنية في

20.11.2016

 
 

روح «الساحر» تملأ أجواء حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ38

كتب ــ وليد أبوالسعود:

فى ليلة وفاء كبيرة للنجم الراحل محمود عبدالعزيز، افتتح حلمى النمنم وزير الثقافة مساءأمس فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بالمسرح الكبير بدار الأوبرا، بحضورد ماجدة واصف رئيس المهرجان والفنان محمود حميدة الرئيس الشرفى، حيث خيمت روح «الساحر» على اجواء الافتتاح منذ اللحظة الأولى بداية من موسيقى اعماله وصوره التى ملأت المكان.

بينما بدأت وقائع الحفل بعرض مقتطفات من اهم إبداعات الفنان الكبير، الذى وافته المنية قبل 48 ساعة من انطلاق المهرجان، مصحوبة ببعض أغنياته وموسيقى مسلسل «رأفت الهجان»، الذى قام ببطولته، ثم ظهرت المطربة نسمة محجوب لتقدم تابلوه «صوت السينما» إخراج خالد جلال وإعداد موسيقى أحمد طارق يحيى وديكور محمد غرباوى وأزياء مروة عودة والإضاءة ياسر شعلان والمخرج المنفذ علا فهمى، وعقب استعراض سريع لملامح وأفلام الدورة الثامنة والثلاثين؛ عبر الشاشة الخلفية للمسرح، ظهرت جاسمين زكى مقدمة الحفل لتلقى كلمة ترحيب بضيوف الدورة المهداة للفنان محمود عبدالعزيز، وتدعو الفنان محمود حميدة رئيس شرف المهرجان ود. ماجدة واصف رئيس المهرجان وحلمى النمنم وزير الثقافة للصعود إلى خشبة المسرح، وقبل أن يُعلن الوزير افتتاح الدورة الجديدة طالب الحضور بالوقوف دقيقة حدادا على روح الفنان محمود عبدالعزيز.

بعدها جرى الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة فاتن حمامة للتميز؛ حيث تسلم المخرج الألمانى كريستيان بتزولد الجائزة فيما عُرضت مقتطفات من أفلامه على الشاشة الخلفية، وبعده تسلم المخرج الصينى جيا زان كيه جائزته، وبعد أن ألقى كلمة قصيرة عاد المخرج الألمانى ليلقى كلمة أيضا، ومع ظهور النجم المصرى الشاب أحمد حلمى دوت القاعة بالتصفيق، وبدوره ألقى كلمة مؤثرة لاقت استحسان الحضور، ركز فيها على أهمية تكريم الفنان فى حياته، وأكد أن تكريمه يعنى بالنسبة له أربعة جوانب إيجابية؛ أولها كونه يجرى على خشبة دار الأوبرا المصرية، والثانى كونه يأتى من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والثالث كون الجائزة تحمل اسم فنانة مصرية عظيمة مثل فاتن حمامة، والرابع لأن الجائزة تحمل اسم امرأة ثم فاجأ الحضور بإهداء جائرة تكريمه للفنان الراحل محمود عبدالعزيز.

وعقب التقاط الصورة التذكارية للفائزين بجائزة فاتن حمامة للتميز نادت مقدمة الحفل على الفائزين بجائزة فاتن حمامة التقديرية؛ بادئة بالمخرج المالى شيخ عمر سيسوكو والمنتج الفلسطينى حسين القلا واسم المخرج الراحل محمد خان، الذى عُرضت أجزاء من أفلامه اختتمت بمقطع من حوار مصور قال فيه: «الأفلام هى التى تعيش مش إحنا»، وقالت كريمته نادين خان عقب تسلمها جائزة التكريم: «أشكر كل الناس اللى كرمت والدى.. ونحن كعائلة أدركنا أن حياته كان لها معنى كبير جدا» فيما نوهت مقدمة الحفل إلى تأجيل تكريم الفنان يحيى الفخرانى إلى حفل الختام بسبب سفره إلى الخارج. وبعد التقاط الصورة التذكارية التقليدية نودى على مديرى البرامج الموازية: د. محسن التونى المشرف على مسابقه «سينما الغد الدولية»، أحمد حسونة مدير أسبوع النقاد، وسيد فؤاد مدير برنامج آفاق السينما العربية، وكان من اللافت اقتصار ظهور أعضاء لجان التحكيم الثلاثة على أعضاء لجنة تحكيم «آفاق السينما العربية» فقط بينما ظهر رئيس وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية الرسمية للمهرجان بالكامل على خشبة المسرح.

مع اقتراب مراسم الحفل من النهاية رحبت مقدمة الحفل بفريق العمل فى فيلم «يوم الستات»، الذى يُشارك فى المسابقة الرسمية أيضا؛ وطالبتهم باعتلاء خشبة المسرح لتحية الجمهور؛ حيث ظهرت الفنانة إلهام شاهين منتجة وبطلة الفيلم، وانضم إليها محمود حميدة رئيس شرف المهرجان، كونه مشاركا فى بطولة الفيلم، بالإضافة إلى أبطال وبطلات الفيلم وعناصره التقنية، وألقت كاملة أبوذكرى مخرجة الفيلم كلمة قصيرة أهدت الفيلم خلالها إلى والدتها و«الأستاذ» محمد خان ثم أعلنت مقدمة الحفل عن استراحة قصيرة أعقبها عرض فيلم الافتتاح «يوم للستات» للمخرجة كاملة أبوذكرى.

فيديو.. طارق الشناوي: عقد أمسية «في حب صانع البهجة» اعتزازا بـ«الساحر»

مارينا نبيل

أعلن الناقد الفني طارق الشناوي، عن عقد أمسية لتكريم الفنان الراحل محمود عبد العزيز، تحت عنوان «في حب صانع البهجة»، وذلك بالمسرح المكشوف، بالتنسيق مع الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، والدكتورة ماجدة واصف، رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وأضاف «الشناوي»، خلال برنامج «حكايات فنية»، المذاع بعر فضائية «سي بي سي إكسترا»، مساء الأربعاء، أن «هذه الأمسية ليست للبكاء والدموع ولكن للاعتزاز بكل ما منحنا إياه صانع هذه البهجة محمود عبد العزيز».

وأوضح أن سبب إقامة عزاء «الساحر»، يوم الأربعاء، وليس في اليوم التالي للجنازة، هو الرغبة في عدم إفساد الاحتفال بفاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، متابعًا: «اعتقد أن هذه هى رغبة محمود، ونفذها أولاده وزوجته، حتى لا يُحدث تشتت للفنانين والحضور بين المهرجان، والعزاء».

وكان الفنان محمود عبد العزيز قد وافته المنية، مساء السبت، عن عمر ناهز الـ70 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

وتعرض الفنان الراحل لهبوط حاد فى الدورة الدموية وضيق فى التنفس، ونُقل إلى مستشفى الصفا فى المهندسين، وفى وقت لاحق تم الكشف عن غموض حالته التى تمثلت فى تورم شديد فى الأنسجة المحيطة بالفك، وقام باستئصال هذا الورم بفرنسا، ورغم أنه كان ورما حميدًا إلا أن حالته الصحية تدهورت سريعًا.

وشُيعت جنازته بعد ظهر الأحد، بمسجد الشرطة بمدينة الـ6 من أكتوبر، وسط حضور عدد كبير من الفنانين، وتم نقل الجثمان إلى مثواه الأخير بمدافن الأسرة بمنطقة الورديان في محافظة الإسكندرية، مسقط رأسه.

حسين فهمي وفاروق الفيشاوي في عزاء «الساحر»

كتب - محمود مصطفي

حضر الفنانان حسين فهمي وفاروق الفيشاوي لتقديم واجب العزاء في وفاة صديقهما الفنان الراحل محمود عبد العزيز بمسجد الشرطة، حيث بدا عليهما الحزن الشديد لرحيل رفيق المشوار «الساحر».

وكان من بين الحضور وزير الثقافة حلمي النمنم، وعلاء مبارك، ومحمود الخطيب، وفاروق حسني، والإعلامي عمرو أديب، والمطرب محمد حماقي ومحمد منير، والفنان محمد صبحي، وإلهام شاهين، وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، وإيهاب فهمي، وحمدي الوزير، وتامر عبد المنعم، وتامر هجرس.

وتوفى محمود عبد العزيز السبت الماضي، عن عمر ناهز 70 عامًا، بمستشفى الصفا في المهندسين، بعد صراع مع المرض.

بالصور.. نجوم الفن والسياسة في عزاء «الساحر»

كتب محمود مصطفى

شهد عزاء النجم الراحل مجمود عبد العزيز، والذي أقيم مساء اليوم بمسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر، حضورا مكثفا من رجال السياسة والفن والمجتمع

حضر الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة، والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، ومندوب من رئاسة الجمهورية، وعلاء مبارك، وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية.

كما قدم واجب العزاء من الوسط الفني كل من عادل إمام، ومحمد صبحي، وحسين فهمي، والمطرب محمد منير، والمخرج يسري نصر الله، ومحمد هنيدي، وأحمد السقا، ومحمد حماقي، ورامز جلال، وشقيقه ياسر جلال، ومحمد رمضان، وهيثم شاكر، وعمرو عبد الجليل، وسيد رجب، ورشوان توفيق، وفاروق الفيشاوي، وأحمد زاهر، وإدوارد، وأشرف مصيلحي، وعمرو عبد العزيز، والمنتجون صادق الصباح وحسين القلا وريمون وشادى مقار ووليد صبري وجابي خوري وعصام شعبان، والكتاب ناصر عبد الرحمن، ومحمد سليمان عبد المالك، والمخرجون عادل أديب وأحمد سمير فرج، والمطرب محمد حماقى ، والمنتج ريمون مقار، وإيهاب فهمى وحمدى الوزير، وتامر عبد المنعم، وتامر هجرس وأحمد فهمي، والناقد الرياضي حسن المستكاوي، والإعلامي عمرو أديب، والكابتن محمود الخطيب.

كما حضر من نجمات الفن من مصر والوطن العربي ميرفت أمين، ويسرا، وإلهام شاهين وماجدة زكي، وعفاف شعيب، وسميرة عبد العزيز، وحنان ترك، وكارول سماحة، ولقاء سويدان، وأنوشكا، وفيدرا، وميرنا وليد، ورجاء حسين، ونجوى فؤاد، والمخرجة إيناس الدغيدى، والإعلاميتان منى الشاذلى ورولا خرسا.

وتلقى العزاء كل من كريم ومحمد محمود عبد العزيز نجلى الفنان الراحل وزوجته الإعلامية بوسي شلبي.

كان الفنان محمود عبد العزيز توفى السبت الماضي، عن عمر ناهز 70 عامًا، بمستشفى الصفا في المهندسين بعد صراع مع المرض.

الشروق المصرية في

20.11.2016

 
 

ملف خاص|

مؤلفو أعمال محمود عبد العزيز الأخيرة يكتبون عن الساحر

خاص

لايستطيع أحد أن ينسى الساحر محمود عبد العزيز الذي حُفرت أعماله في قلوب وعقول المشاهدين العرب، منذ أول ظهور له في «الحفيد»، وصولا إلى الطيب «فضل الغول»، هذا الملف رغم أنه في محبة نجم خالد كتب عنه الكثيرون، إلا أن عشاقه وكتاب أعماله الأخيرة وأصدقاءه هم أفضل من يكتبون عنه:

رسالة لمحمود عبد العزيز من تلميذه ناصر عبد الرحمن !

عصام الشماع:الصديق الذي عاد محمولا على الأعناق إلى الوديان

شريف بدر الدين: خسرنا رجل التواضع والموهبة والمرح!

محمد سليمان عبدالملك:منجم الحكايات وأستاذ البهجة!

محمد الشماع: هذا هو الفارق بين الفنان محمود عبدالعزيز والنجم عادل إمام

سليمان القلشي: الهجان كلمة السر

حميدة أبو هميلة: قطعت بينا يا أستاذ

رامي المتولي: فيلسوف الشارع

 

رسالة لمحمود عبد العزيز!

ناصر عبدالرحمن

كنت بتعمد وجانبى التليفون

أسمع صوتك وإنت بتنادينى

وبتسأل عملت إيه؟

كنت متخرج يدوب بدبدب

وحضرتك عملاق كبير بتطبطب

يا أستاذ

تقولى تيجى دلوقت متضايق

نتكلم وتضحك

وتعصر الليمون على الجعران

ونتعشى عسل وأنشوجه

وتعدى السنين

نتقابل ونجدد الحواديت

كان محمد ابنك وضى عنيك ف الثانوية

وكان كريم ابنك وحبيب قلبك ف المدرسة

عيونهم وقلبهم معاك ما بيلتفتوش لغيرك

من وقتها من عشرين سنة 98

وإنت بتخبى هيبتك وبتظهر حنانك

بقولك إيه!

اللى تحبه الناس يحبه ربه

يا أبو هيبة خيالك اللى بتحلم بيه

إنت فى حنانه دلوقت

ربك ميزك بالاتنين الضحك والبكاء

من النهاردة

مافيش على البساط بكا

على البساط حب وجمال

الصديق الذي عاد محمولا على الأعناق إلى الورديان

عصام الشماع

الساحر نام. وما هى إلا غفوة سوف يستيقظ بعدها ويعيش أبدًا خالدًا فى الفن والوجدان.
الساحر نام غارقا فى الأحلام. ربما يقابل البسطاء، ويفجر فيهم الضحكات من القلب كما تعود. ربما كان مهمومًا هناك يقاوم اليأس والانكسار كما فعل مع الشيخ حسنى فى «الكيت كات». قد يكون هناك فى حى الورديان بالإسكندرية يلعب الكرة طفلا أو يغازل الفتيات شابا على بحر الماكس.
ربما هو الآن «رأفت الهجان» يكشف سرًّا عن العدو الإسرائيلى ويرسله إلى المخابرات. قد يشاغب زوجته وحماته ويدير الغسالة الكهربائية فى الليل ليزعجهما، ويشاهد فيلمًا لإسماعيل يس، ويقلده فى مشهد من أمتع مشاهد فيلم «الشقة من حق الزوجة».

ربما يسخر فى مرارة فوق مركب فى الملاحات ويغنى «الملاحة وحبيبتى ملو الطراحة.. حسرة علينا يا حسرة علينا»، فى نهاية فيلم «العار». ربما كان يغنى للكيميا ويدلعها بـ«الكيمى كيمى كا»، كما غنى مزاجنجى فى «الكيف».

إنه ساحر كل الناس الفقراء والصعاليك والأغنياء. كان يحمل قدرة فائقة على الحوار مع الجميع. لا تصدقوا من يدعى أنه كان أقرب الأصدقاء. ولكن صدقوا أن الناس كلها هى أقرب الأصدقاء. كل الذين عرفوه عن بعد أو عن قرب أو حتى تبادلوا معه سلامًا عابرًا هم أقرب الأصدقاء.

ليس من المبالغة أن أدعى أن من شاهدوا أفلامه كانوا أيضا أقرب الأصدقاء. كان على المستوى الإنسانى معجزة بكل المقاييس. سهلا بسيطا عميقا دافئا ومتفجرا ومسكونا بحب الحياة والناس، ورغم أنى كتبت له ثلاثة أفلام «دنيا عبد الجبار»، و«الجنتل»، و«النمس»، وهى كل تعاملى معه فنيا، ولكن سنوات عمر معرفتى به والتى اقتربت من 30 عاما، وقربى منه كصديق هى تاريخى الحقيقى مع هذا الفنان والإنسان الطيب بلا افتعال. الجدع بلا تصنع. المبهج بلا حدود.

«الساحر» هو اسم لفيلمٍ من إخراج الراحل المبدع رضوان الكاشف، ولكن ولترتيب الأقدار أن يكون اسم الفيلم هو وصف موح ودقيق وعميق لمحمود عبد العزيز الإنسان. هو فعلا ساحر، فكل من اقترب منه وكل من تحدث إليه، وكل من رآه، وقع عليه سحره. وقع فى مجال مغناطيسى روحانى شفاف يجعله مجذوبا مشدودًا لروحه.

لا تستطيع غير أن تحبه. لا تستطيع سوى أن تقترب وتنجذب وتفرح بأسره. الفنان الحقيقى لا يموت. فقط ينام ويرسل أحلامه ووجدانه إلى ذاكرة الشعوب عبر الضوء فى أجهزة الاستقبال الإلكترونية وألياف الأعصاب الإنسانية. سيجلس هذا الجيل والأجيال القادمة يعيد مشاهد وكلمات ونكات وضحكات الفنان ويستعيد كل موقف صنعه الفنان فى مأساة أو ملهاة. يأخذ العبرة وينتشى ويفرح.

سيعيش الساحر أطول منا جميعا سيرى أجيالا لن نراها ودولا لن تدركها أعمارنا الصغيرة. سيكون شاهدا على عصور سوف تأتى، وسيكون فتى أحلام لفتيات لم تولد بعد، وسيصبح مثلا لفتيان لم يتزوج أباؤهم بعد.

نم أيها الساحر وارْتَحْ. نم بعد طول عناء. آن للجسد المرهق وللنفس الحائرة والعقل المكدود أن يهدأ وينعم بالسكون الوديع الصافى.

محمود الشاب الذى خرج من منطقة الورديان بالإسكندرية ليفتح حصون الفن فى العاصمة، ويصبح أحد أهم رؤساء دولة التمثيل فى الوطن العربى عاد أخيرا محمولا على الأعناق منتصرا إلى موطنه الأصلى والأصيل فى الورديان. عاد بأكاليل الحب والفخر كبطل منتصر وسط هتاف محبيه «لا إله إلا الله».

ستبقى أيها الساحر فى قلوبنا وفى ذاكرة أحفادنا، وسيزداد شوقنا إليك مع الأيام والأزمان. وسنحبك بقدر ما أحببتنا، ولكنها الدنيا وقوانين الحياة التى قضت بأن الله وحده هو خالق الميلاد والموت وهو وحده الذى بيده الأمر كله. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

خسرنا رجل التواضع والموهبة والمرح!

شريف بدرالدين

بالطبع كان لى شرف التعاون مع النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز فى آخر عمل ظهر به على شاشة التليفزيون وهو مسلسل «راس الغول» الذى تم عرضه فى شهر رمضان الماضى، واكتشفت فى كواليس تحضير وتصوير المسلسل ذكاءه وحرصه الشديد على العمل، فكان دؤوبًا بشكل يتنافى مع المرحلة العمرية التى يمر بها، فحرصه كان حرص صاحب التاريخ، أما دأبه فكان دأب أى شخص يعمل للمرة الأولى، إذ يهتم بجميع تفاصيل العمل، الذى شارك فيه خطوة بخطوة منذ أن كان فكرة.

اهتمامه بمراقبة ومتابعة التنفيذ كان يدفعه فى بعض الأحيان لأن يهاتفنى فى أوقات متأخرة من اليوم ليقترح على بعض التفاصيل التى يمكن إضافتها للعمل، وذلك دون أن يتعامل على أنه نجم العمل لكن بمشاعر صاحب عمل خائف على كل المشاركين فيه، فكانت طريقته فى العمل تعتمد على الاقتراح لا الفرض، وذلك عبر أسئلة استشارية بسيطة، إذ اتسمت معاملته بالتواضع والمحبة، هذا بخلاف روحه غير الطبيعية، والتى تصنع بهجة فى أى مكان يتواجد فيه.

خلال فترة تصوير «راس الغول» كنت أتوجه إلى الموقع من وقت لآخر، وذات مرة وجدته مرهقًا بدرجة ملحوظة، فسألته عن سبب هذا الإرهاق فأجابنى بأنه ضغط على نفسه وتعافى عليها فى مشهد أكشن قام بتصويره، ولهذا السبب تعرض وقتها لمزق فى عضلة ساقه، حيث صمم أن يجرى تصوير هذا المشهد بنفسه، والذى كان يضم جريا ومواجهة عنيفة بينه وبين أحد أبطال العمل الدرامى، وعندما اقترحت عليه الاستعانة بدوبلير رفض وأخبرنى «العيال الصغيرة بتتنطط أنا مش هعرف أتنطط زيهم؟!»، ورغم آلامه هذه لكنه كتمها فى داخله، ولم يفصح عنها لمدة 24 ساعة، حتى لا يتوقف التصوير.

ملاحظات الراحل محمود عبد العزيز غالبًا كانت متعلقة بالرغبة الملّحة فى دقة القصة، خصوصا أنها كانت معتمدة على تفاصيل كثيرة، لذا كان يلفت انتباهنا إلى بعض التفاصيل حتى لا تسقط سهوًا منّا، فكان حافظًا وواعيا لسيناريو وحوار المسلسل، وتعرفت على ذلك خلال تحضيره لأحد المشاهد، فكان حافظًا للجمل الحوارية التى سوف يرددها، والجمل أيضًا التى تخص الفنان الذى سيقف أمامه فيه، ويعلم جيدًا المشهد التالى والسابق له، وأنه فى هذه المرحلة سيرتدى شكل ملابس محدد هو كذا، عكس مرحلة أخرى، إذ لم يظهر عليه أى مرض، إنما فقط الإرهاق والتعب من التصوير، وكذلك المعاناة الطبيعية لأى شخص فى عُمره، ورغم ذلك كنت أجده فى أداء أعلى من أشخاص كثيرين فى نفس سنّه، كان يتحرك ويجرى ويصور لمدة 12 ساعة يوميا، عكس آخرين لا يستطيعون الالتزام بهذه الأمور.

نشاطه وحركته كانت ملحوظة لأى شخص يقترب منه أو يتواجد فى نفس مكانه، ومعروفًا عنه أيضًا كرهه لجلسة كونه مريضا، وكذلك الجلسة الاعتيادية فى المنزل، لذا نجده فى حالة عدم تصويره لأعمال جديدة إما يقرأ عملًا معروضًا عليه، وإما يحضر له، أو مشغولًا بأمر ما.

خسارتنا للعظيم محمود عبد العزيز على المستوى الإنسانى أكبر من خسارتنا له على المستوى الفنى، فهو ساند كثيرا من الممثلين والمؤلفين والمخرجين الموجودين على الساحة، لأنه كان من المؤمنين بأن القادم من الشباب أفضل، وكان يعلم جيدًا حتى أسماء الممثلين الجدد، ويطلبهم بالاسم ليشاركوا فى أعماله، وكان هناك أمل أن نتعاون مجددًا فى عمل جديد، لكن وفاته حالت دون ذلك، رحمه الله ويلهمنا وأسرته الصبر على فراقه.

منجم الحكايات وأستاذ البهجة!

محمد سليمان عبدالملك

سأظل فخورا للأبد بكونى جزءا من مسيرة عملاق مثل الأستاذ محمود عبدالعزيز بعمل درامى استغرق منا عامين كاملين لإنهائه وهو مسلسل «باب الخلق».

كان الأستاذ طوال مدة عملنا نموذجًا للالتزام بدوره كممثل لا يتدخل إلا فى ما يتعلق بتفاصيل أدائه وتذوقه الفنى للعمل ككل.

 المشهد الذى يتدخل فيه لحل الأزمة بين مسلمى ومسيحيى الحى والذى يهتف فيه بحرقة: فوقو يا إخوانا... استغرق منه مجهودا نفسيا وعضليا كبيرين.. أعيدت كتابته أكثر من مرة وظللت أعيد كتابته حتى هتف المخرج «أكشن».. وحتى يخرج فى تلك الصورة، صورناه على مدار يومين.. وكان الأستاذ رحمه الله يهمس لى فى الكواليس: المشهد ده مهم.. وكل ما تحصل أزمة كبيرة فى البلد هيذيعوه عشان الرسالة اللى فيه توصل.. وهو ما تحقق بالفعل فاتصل بى يوما كى يقول لى بروحه المرحة حتى فى أحلك الأوقات: مش قلت لك؟

مرح الأستاذ محمود كان استثنائيا.. كانت لديه قدرة خارقة على إشاعة أجواء الضحك والبهجة.. كنت عندما أزور موقع التصوير وأسمع صوت الضحكات العالية من غرف الممثلين أعرف أنه موجود.. وكان يجيد دراسة الشخصيات ويعرف كيف يقلدها جيدا بصورة كاريكاتيرية.. إنه منجم من الحكايات والذكريات التى لا تنتهى، ورغم أنه سريع الملل فإن جلسته لا يمل منها أحد أبدا.

عشقه للإنتيكات والأشياء القديمة كان يعكس ذوقه الفنى الراقى والمتفرد.. وهو مثقف وقارئ نهم، أمتع أوقاتى معه كانت ونحن نناقش كتابا أو رواية.. رشحت له يوما رواية من إصدار قصور الثقافة عثرت عليها بالصدفة وفتنتنى، وتواصلت مع مؤلفها.. قرأها الأستاذ محمود وطلب منى أن يتحدث مع المؤلف بنفسه وقد كانت فرحة صديقى المؤلف وقتها لا توصف.. هذا هو الأستاذ محمود عبدالعزيز المشع بطاقة الفن والفرحة.. رحمه الله وأسكنه جناته.

الفارق بين الفنان محمود عبدالعزيز والنجم عادل إمام

محمد الشماع

- التجريب والمغامرة سمة مشروع الساحر.. و«الجمهور عايز كده» مقولة يؤمن بها الزعيم

- «بلحة» شخصية لم تظهر سوى دقيقتين فى «الدنيا على جناح يمامة».. لكنها صارت أيقونة فى تاريخ السينما

- مر الاثنان بمرحلة رأفت الميهى.. لكن عبدالعزيز تشبع بها فنيا بينما تركها إمام بعد فيلم واحد

المقارنة بين أى شخصين فى مجتمع مثل المجتمع المصرى قد تكون غير محببة، وغير مقبولة فى بعض الأحيان، فمقارنة رئيس بآخر، أو سياسى بآخر، أو حتى لاعب كرة بآخر، يختلف عليها الكثيرون، وعادة ما يخرجون من هذا المأزق الوهمى بعبارة «أصل ده له طريقة، وده له طريقة مختلفة خالص»، فما بالك إذا كانت المقارنة بين نجمين من نجوم الفن.

فى صحافة هوليوود وعواصم السينما المتقدمة يقارنون دى نيرو بآل باتشينو بشكل عادى واعتيادى، ويقارنون ميريل ستريب بميج رايان بأريحية مطلقة. يعددون مواطن القوة والضعف لديهما، ويضفيان شرعية على المقارنة بطريقة كل منهما فى الأداء. قد ينتصرون لأحدهما وقد يتركون الحكم للقارئ.

لذا فإن المقارنة بين الراحل محمود عبدالعزيز والفنان الكبير عادل إمام، مشروعة، حتى لو كان الساحر بيننا الآن.

لا يختلف اثنان على موهبة كل منهما فى التمثيل، إلا أن مشروع الساحر يختلف كلية عن مشروع الزعيم، وهو بالمناسبة مشروع يشبه شخصية كل منهما الحقيقية، فعبد العزيز، وباختصار، ابن بلد، كان يجيد النظر والتأمل فى الشخصيات التى تدور من حوله، كانت عينه بمثابة كاميرا سينمائية تنظر إلى الشخصية أو الحدث الذى يمر أمامه بطريقة فنية بحتة. كان الساحر أحد الحكائين الظرفاء، يعشق المغامرة، ويهوى التأنى إلى درجة القلق والتوتر فى بعض الأحيان، ما جعل مشروعه أقرب إلى مشروع الفنان عنه إلى مشروع النجم.

أما مشروع الزعيم فيشبه شخصيته أيضا، وهو مشروع نجومية، فكان عادل إمام منشغلا منذ بداياته، بمشروع النجم عادل إمام، وليس الفنان عادل إمام. كان يضع كرسى الزعيم أمامه ونصب عينيه، لم يتخل عن حلمه الدائم بأن يكون رقم 1 فى الأجر وفى التوزيع وفى إيرادات شباك التذاكر. عادل إمام، شخص ذكى استطاع أن يستثمر فطنته وموهبته الربانية فى اختيار الشخصيات المناسبة فى المراحل المناسبة، وخير مثال هى مرحلة وحيد حامد وشريف عرفة، التى بدأت بـ«اللعب مع الكبار» وانتهت مع «النوم فى العسل»، وهى المرحلة التى أعادته على القمة من جديد، بعد فترة عدم اتزان فى منتصف الثمانينيات وأواخرها.

والفارق بين النجم والفنان، كالفارق بين السماء والأرض. فالأول، لا يهوى التجريب ولا يحب المغامرة. أداؤه يميل إلى الثبات، واختياراته تميل إلى مقولة «الجمهور عايز كده». أما الثانى، فهو فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يحب المغامرة ولا يجد حرجا من العمل مع الجميع، ولا يجد غضاضة فى التعاون مع الأجيال الصاعدة، وهو يميل أكثر لما يفهمه البسطاء عن نظرية «الفن للفن».

لذا، تجد التاريخ التمثيلى لعادل إمام متنوعا بين الصعود والهبوط، وفقا لمتغيرات وطبيعة الجمهور. قدم الكوميديا عندما كانت الكوميديا هى الحصان الرابح، وقدم الأكشن فى مرحلة غزو أفلام أميتاب باتشان الهندية، وقدم التراجيديا مجبرا، وفى أعمال لا يهوى ذكرها كثيرا، كـ«الحريف» و«حب فى الزنزانة». ربما أعمال قليلة للغاية توفرت فيها كل شروط النجاح والصمود مع متغيرات الزمن وهى أفلام «المشبوه» و«اللعب مع الكبار» و«طيور الظلام» وأخيرًا «عمارة يعقوبيان». فضلا عن تجربته الناجحة فى المسرح، والتى لم ينجح فيها الساحر.

أما تاريخ محمود عبدالعزيز فملىء بالتجريب، منذ بداية بطولاته الحقيقية مع «الصعاليك» الذى أخرجه داوود عبدالسيد فى أوائل الثمانينيات، وكذا «البرىء» و«الدنيا على جناح يمامة» ومن قبلهما «أبناء وقتلة» مع عاطف الطيب، و«الكيف» مع على عبدالخالق، و«الساحر» مع رضوان الكاشف.

ملحوظة: لم يعمل عادل إمام مع أسماء المخرجين المذكورة فى الفقرة الماضية أى عمل.

قدم عبدالعزيز للسينما شخصيات لا تنسى مثل «بلحة» فى «الدنيا على جناح يمامة» الذى لم يتعدَ ظهوره على الشاشة فيه دقيقتين، إلا أنه صار علامة فارقة فى تاريخ الفن السابع. وفى «العار» استطاع بمشهد واحد وهو مشهد النهاية أن يكون كـ«ولد الكوتشينة» الذى يظهر فى نهاية النزال فيلتهم كل الأوراق، برغم أن المعركة التمثيلية بين حسين فهمى ونور الشريف كانت مستعرة طوال الفيلم.

هذا هو الفنان، الذى يستطيع بمشهد أو مشهدين أن يترك علامة مع الناس.

مر الساحر والزعيم بمرحلة يمكن أن نسميها مرحلة «رأفت الميهى»، لكن الأول استطاع أن يتشبع بها فنيا. فقدم عبدالعزيز مع الميهى 3 أفلام هى «السادة الرجال» و«سيداتى آنساتى» و«سمك لبن تمر هندى»، بينما اكتفى إمام بفيلم واحد وهو «الأفوكاتو».

صنع الاثنان طفرات كبرى فى الإيرادات المصرية، خلال عقود الثمانينيات والتسعينيات، ومعهما بالقطع نادية الجندى وأحمد زكى. نعم، كانت أفلام إمام الأكثر نهمًا لشباك التذاكر وخصوصا الكوميدية منها مثل «بخيت وعديلة» و«الواد محروس بتاع الوزير»، وكذا عبدالعزيز بـ«الجنتل»، ما جعلهما متقاربين فى الأجور إلى حد كبير.

أخيرا، إذا كان هناك سيناريو تخيلى لجائزة أفضل ممثل فى الأفلام التى صنعت فى تاريخ السينما المصرية، فلاشك أن دور محمود عبدالعزيز فى «الكيت كات» سيكون الأكثر حظا فى الفوز، وقد ينازله عادل إمام فى «الإرهاب والكباب». وإذا كان السيناريو خاص بالأعمال التليفزيونية فسيكون عبدالعزيز فى «رأفت الهجان» هو الأفضل، وقد ينازله إمام فى «أحلام الفتى الطائر».

الهجان كلمة السر

سليمان القلشي

بعد حالة الحزن العميق التى انتابت الشارع المصرى بالإعلان عن وفاة الفنان محمود عبد العزيز.. ظللت أتساءل مع نفسى: لماذا حزن المصريون لهذه الدرجة على وفاة محمود عبد العزيز فى الوقت الذى فارق فيه الحياة فنانون عظام كان آخرهم الفنان المبدع نور الشريف ولم نرى من الناس هذا الحزن الكبير؟!

نعم محمود عبد العزيز فنان كبير وعظيم وقدم للفن الكثير من الروائع التى لا يمكن أن تُنسى ولكنْ هناك فنانون رحلوا عن دنيانا ومع ذلك لم يحزن عليهم المصريون لهذه الدرجة التى حزنوا بها على محمود عبد العزيز وجدت نفسى تذهب سريعا إلى رأفت  الهجان، ذلك المسلسل الرائع والأسطورة الفنية العالمية التى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ينساها المصريون ولا يمكن لأى مصرى أن يتابع هذا المسلسل العظيم مرة واحدة فما زال المسلسل يعرض منذ ثمانينيات القرن الماضى على الشاشات والجميع يجلس أمامه كأنه يراه لأول مرة، أنا شخصيا أرى أن تجسيد محمود عبد العزيز دورا كدور رأفت الهجان بهذا العمق الفنى العظيم والأداء المبهر لنا كمشاهدين ومتألقا للدرجة التى جعلت شخصية محمود عبد العزيز تذوب فى شخصية رأفت الهجان والهجان تلك الأسطورة المصرية الوطنية التى قدمت للوطن أروع قصة إنسانية على قدر كبير من الحرفية الفنية العالية! 

عندما مات محمود عبد العزيز وجدنا أنفسنا نحزن على موت الهجان، ومحمود عبد العزيز والهجان شخصيتان امتزجتا سويا ولا يمكن بأى حال أن نفرق بينهما، حتى مع كل الشخصيات الفنية الرائعة التى قدمها محمود عبد العزيز على الشاشة، منها الساحر ومحمود المصرى والعار!

لكن فى النهاية محمود عبد العزيز فى ذاكرتنا الفنية والإنسانية هو الهجان. 

حزننا اليوم على محمود عبد العزيز هو حزن على فراق الفنان العظيم الذى لا يمكن أن ينسى.. حزننا اليوم حزننا على فقدان الهجان.

قطعت بينا يا أستاذ محمود!

حميدة أبو هميلة

إنه يتغير بالكامل.. لا تصبح عيناه مثله، ولا يصبح صوته يشبهه، ولا تشويحة يديه معتادة، يبدو كمن يرتدى رجلا آخر، يرتديه كاملا من الداخل إلى الخارج، من الثياب وحتى أعمق طبقات الروح.. كل الكلام صار صغيرا، وكل عبارات الوصف أقل من إيماءاتك حتى، أيها الممثل الذى لا يكترث إلا بما يحب، الكوميديان حينما كان الكل يذوق لوعة الغرام والحرمان على الشاشة، العاشق، حينما كان الجميع يلهث وراء حكايات رجل الأكشن، الجاد جدا فى موسم سينما الضحك على الدقون.. لست تشبههم، ولم يشبهك أحد يوما.

محمود عبد العزيز.. أى مساء ضبابى حمل هذا الخبر؟! هذا الكبير غادرنا.. «قطع بينا»، مثلما يقول التعبير الدارج، يليق به كثيرا هذا التعبير، لم يكن مجرد رحيل، ولكنك «قطعت بينا يا أستاذ محمود».. النجم الأشقر الذى لم يجد المصريون فنانا يشبههم إلى هذا الحد فى محبتهم للحياة برغم الأسى سواه.

مؤكد كلمة الرثاء لا تليق بك، من كان مليئا بالحياة على الأرض فى السماء حتما سترافقه دعوات المحبين، سيكون محاطا برعاية المتذكرين، وبمن أحبوه عن بعد وعن قرب، وعن تقدير، سيبقى كل هؤلاء على العهد، إنهم الممتنون فعلا لموهبته، ولقربه منهم بهذا الشكل، ولإخلاصه لشخصياتهم التى قدمها على الشاشة دون رتوش، كان يأسر النقاد بأدائه، وكان يتوحد معه الجمهور.. رجل الأداء الذى ليس به هفوة، التلقائى حتى فى تنهيدات «الكاركترات».

محمود عبد العزيز الذى كان يكفينا حضوره بيننا حتى لو لم يقدم أى جديد، كان يكسر كل فترة من الزمن القواعد، ويعود بعمل يليق بهيبته، يملأ الشاشة بطلته وقوة وحضوره، وسيطرته الكاملة على الكادر، سطوة هائلة لم تمنعه يوما من الوصول لذروة الأداء الكوميدى الأكثر اختلافا فى جيله، وفى أجيال كثيرة بعده، كان فريد النمط لم يلق بالا لوسامته، ولا لكل من يلهثون وراءه يرمون تحت أقدامه سيناريوهات رومانسية يصلح هو بطلا لها، لكنه رفض وقاوم ولم يعجبه أن يكون محبوسا فى دور العاشق المعذب دوما، وانتصر فعلا لمشروعه، وتدريجيا ربح معركة شرسة جدا، معركة مع ملامحه.. حتى أصبح جديرا بلقب المزاجنحى والقبطان والنمس والجنيتل، والساحر.

فيلسوف الشارع

رامي المتولي

- أنا أعمى ياغبى؟!.. ده أنا أشوف أحسن منك فى النور وفى الضلمة كمان

يتخطى محمود عبد العزيز المكانة الطبيعية لأى ممثل فى الوجدان المصرى، التفاعل مع شخصيات أفلامه حيوى يتخطى الأجيال المختلفة، طريقة أداءه جعلت الكثير من الجمل الحوارية الطى قدمها فى الأفلام تصبح علامات وربما تعطى دلالات مختلفة تستند إلى طبيعة ما قدمه وليس المعنى الأصلى، عند هذه النقطة يعتبر الممثل قدم معجزة، فمحمود لم يكتفى بتلقى الإعجاب والإشادة بما قدمه أو أن يجود فى أدائه ليحظى بالمركز الأول ويحافظ عليه، الساحر خطط أن ينال الخلود ويعيش طويلًا ليس فقط على شاشة السينما أو التليفزيون أو حتى بصوته فى الإذاعة، لكن فى الوعى العام لجماهيره، يتندرون بجمل شخصياته من الأفلام، وتصبح الأدوات التى يستخدمها كممثل دلالات على مشاعر ومقاصد مختلفة.

- عادل.. انزل معايا الملاحة.

- الملاحة.. الملاحة وحبيبتى ملو الطراحة.

فيلم «ريا وسكينة» إنتاج عام 1953 وإخراج صلاح أبو سيف بالتأكيد واحد من علامات السينما المصرية، وأغنية الراحل شفيق جلال «بنت الحارة» التى صاحبت مشاهد قتل الشخصية التى لعبتها زينات علوى فى الفيلم، ومع تصاعد حده المشهد يصدح شفيق جلال «والملاحة والملاحة وحبيبتى ملو الطراحة»، ليصبح المشهد علامة وهذه الجملة تحديدًا علامة، لكن ليس بعد 1982 عام عرض فيلم «العار» الذى قدم من خلاله محمود عبد العزيز شخصية طبيب يدعى عادل، يعمل أبوه الراحل وأخوه الأكبر فى تجارة المخدرات دون أن يعلم هو وأسرته إلا بعد أن يموت الأب ويخبره الأخ بالحقيقة ويقع على عاتقه الاختيار بين طريقين إما يشترك مع أخويه فى عملية تهريب وبيع للمخدرات ليحصل على نصيبه من الميراث ويرفض، وعلى الرغم من الصراع الأخلاقى الذى يقع فيه عادل ورفضه للموقف الذى يتعارض مع قناعته كطبيب مهمته إنقاذ المرضى لا المشاركة فى منحهم السموم.

الصراع الأخلاقى فى شخصية عادل قدمه محمود بنعومة شديدة لدرجة أنه لم يكن ملاحظا وربما يكون الأقل وسط باقى ممثلى الفيلم بشخصيته المترددة وملامحه المعذبة الميالة للبكاء طوال أحداث الفيلم، لكن مع نهاية الفيلم يتغير كل شىء، ويصبح هو البطل وينتهى المشهد بانهياره تحت ثقل الضغط النفسى والعصبى، ليصاب بالجنون لتتحول جملة الغزل الشهيرة فى الأغنية الشعبية فى الوعى المصرى لمرادف الجنون ويتحول أداء محمود لعلامة مميزة ربما ميزت الفيلم ككل لتصبح الجملة التى يؤديها الساحر منغمة مع أداء جسدى وتعبير بالوجه الماركة المسجلة لفيلم «العار» ومشهد هام فى أفلام سينما الوعظ بمصر.

- زحمة يا دنيا.. زحمة وتاهو الحبايب.

- زحمة ولاعادش رحمة.. مولد وصاحبه غايب.

أغنية المطرب الشعبى الشهير أحمد عدوية «زحمة يا دنيا زحمة» لاقت شعبية واسعة وضخمة فى مصر وقت صدورها، والجميع كان منقسما بالفعل حول عدوية مع مناقشات حول الفن الهادف والإسفاف، لكن الشهرة المدوية للأغنية تحولت على يد الساحر لمسار آخر مختلف، فيلمه «الشقة من حق الزوجة» إنتاج عام 1985 بخلاف أنه مميز ومحبب لدى الكثيرين إلا أن مشهد الغسيل أصبح وحدة منفردة، وتغير تذوق الأغنية لتتحول إلى اسكتش طريف مقرون دائمًا بمشهد الغسيل.

الفيلم الذى يعرض المشكلات الناجمة عن الوضع الاقتصادى المتردى فى مصر وقتها والذى اضطر سمير أن يبحث عن مصدر لزيادة دخله بأن يعمل كسائق تاكسى، الأمر الذى يعرضه -مع مضايقات حماته- إلى ضغط تؤدى لانفصاله عن زوجته ليتدخل القانون بتمكين الزوجين من الشقة ليعيشا تحت سقفها أغرابا، ومن هنا تبدأ حرب بين سمير وحماته ليرحل أحدهما ويترك الشقة للآخر، ومشهد الغسيل هو رد سمير على إزعاج حماته له، المشهد تقريبا دون كلام سوى صوت عدوية والأغنية وهو يشدو «زحمة» التى يمكن استخدامها على مستويات فى التعبير عن الفيلم، بالإسقاط على أزمة الزيادة السكانية والتضخم، أو الزحام الذى تشهده شقة الزوجين بوجود حماة سمير التى تزيد من حياته سوءا، بينما استخدمها محمود بأداء جسدى فى السخرية من الوضع مسقطًا على الشعب المصرى الذى يسخر عندما تتأزم أحواله، لتغيب الأغنية تماما أمام سطوة عبد العزيز على الرغم من جماهيريتها الطاغية فى شكلها الأصلى.

- بتستعمانى يا هرم

- أنا أعمى يا غبى.. ده أنا أشوف أحسن منك فى النور والضلمه كمان

الشيخ حسنى الرجل الضرير بطل «الكيت كات» إنتاج عام 1991، الشخصية التى لعبها ولعب عليها محمود عبد العزيز ليقدم واحدا من أفضل أدواره على الإطلاق، الحديث عن الأداء الجسدى والاقتراب الشديد من تجسيد الإعاقة فى السينما بشكل لا يحمل أى تنفير أو يقترب حتى من المنطقة الشائكة الفاصلة بين تجسيد معاق جسديا والسخرية من أصحاب الإعاقة خاصة وأن الفيلم فى النهاية كوميدى، ليس المقصود بل تغيير النظرة للمعاق وقلب المصطلحات والأماكن التى أجادها عبد العزيز هى المقصودة، ولعل التضاد الذى تحمله جملة الشيخ حسنى فى الفيلم «بتستعمانى يا هرم» هو أكثر ما يبرز ذلك، فالبطل بالفعل كفيف لكنه غير مقتنع بذلك وبمنطق «الفلهوة والنصاحة» المصريين هو أقدر وأذكى من الهرم (نجاح الموجى) تاجر المخدرات، لذلك تصبح كلمة بتستعمانى جملة تضفى قوة وهيبة لصاحبها البطل الخارق الذى لا تهزمه الحياة والمصاعب، وهو ما أكدته آخر جمل الفيلم بعد سقوطه -الشيخ حسنى- فى النيل ووجهه لابنه يوسف (شريف منير) ليؤكد على نفس المعنى.

اليوم الجديد المصرية في

21.11.2016

 
 

"ما علينا ..."

سما حسن

كاتبة وصحفية فلسطينية مقيمة في غزة، أصدرت ثلاث مجموعات قصصية، ترجمت قصص لها إلى عدة ...

زجرنا أبي، كي ندير مؤشر التلفزيون عن المشاهد الساخنة التي بدأت تظهر في منتصف أحداث فيلم "العذراء والشعر الأبيض"، حين تعتقد الابنة المتبنّاة أنها تحب والدها بالتبني، ذا الشخصية الوقورة الجذّابة، وقد فعلنا سريعاً، ولكنني كتبت على هامش الرواية الورقية التي أخفيها عن أبي عبارة "ذو العينين العميقتين الساحرتين"، وهو الفنان محمود عبد العزيز، وكان وقتها في الثلاثينات من عمره، حين قام ببطولة الفيلم، وكنت أنا مراهقة صغيرة، حين عرض الفيلم أول مرة على شاشة التلفزيون الإسرائيلي الناطق بالعربية. 

في الصباح الباكر، وبين مقاعد الصف المدرسي، كنا نجلس ساهماتٍ، ونحملق في الفراغ، وفي خيال كل واحدة "مدحت". وبعد سنواتٍ كثيرة، اكتشفت أن محمود عبد العزيز قدم أعظم أدواره، لأن الفتيات في سن المراهقة يغرمن بالرجال الذين في سن آبائهن، وظل الشعر الأبيض يراود مخيلتي سنوات، على الرغم من أن فيلمه "العار" سبقه، إلا أن دوره فيه لم يكن جاذباً لفتاة في سني. ولكن، مع تطورنا النفسي، واطلاعنا أكثر على أمور الحياة، بدأنا نكتشف ممثلا آخر غير محمود عبد العزيز، فارس أحلام المراهقات، كما ظهر في أفلام السبعينيات، والذي يعتمد على وسامته في الدرجة الأولى، وإن ظلّ محتفظاً بها حتى آخر عمره، فقد كشفت زوجته بوسي شلبي أنه كان يخفي عينيه بنظارةٍ، طوال الوقت، لضعف بصره، وهي سعيدة بإخفائهما، لأن سحراً لا يقاوم ينفذ منهما باتجاه قلوب المعجبات من مختلف الأعمار. 

هو بالفعل الساحر الذي استطاع أن يأخذنا نحو قضايا جديدة، بعيداً عن الرومانسية، فتفتحت عيوننا على قضايا الفساد والوضع الاقتصادي السيئ، وقضايا الأمة وهمها الواحد، من خلال الأستاذ الجامعي الذي يحصل على راتبٍ أقل من راتب ساعي مكتبه، والذي يلتقي بأربع فتيات فاتهن قطار الزواج، بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة للشباب، فيقرّر أن يتزوجهن معاً في فيلم "سيداتي سادتي". وفي ذلك الفيلم، نحت محمود عبد العزيز عبارته الأكثر شهرة "ما علينا"، ولخص بها أهمية البعد العملي في حياة الإنسان البسيط الباحث عن لقمة العيش، تاركاً التفاصيل والمبرّرات، زاهداً عن الخوض فيها، لأنه لم يعد هناك مجال للمنطق والفكر. 

واللص المتنكّر في ثوب شيخ، وينزل على أهل قرية بسطاء، ويحل لهم مشكلة مولد الكهرباء المتعطل بالمصادفة، ويبدأون بالتبرّك به والتقرب إليه، ويمنحونه ما يستطيعون من قوت يومهم القليل. 

ومع مشاهدات متكرّرة لفيلم "العار"، اكتشفت عمق المضمون من خلال قصة الإخوة الذين يتمتعون بمراكز مرموقة، ويقرّرون السير على خطا أبيهم، لكي يحافظوا على مستواهم الاجتماعي، فتخلوا عن مبادئهم من أجل المال. ولذلك، استحق أن يصاب أحدهم بلوثة عقلية، ويهتف بعبارة شهيرة تدل على تصديق اللص نفسه، وبأن ضياع المال الحرام الممتص من دم الغلابة يعتبر كارثةً، حيث ظل يهتف من دون وعي: شقا عمري ضاع. 

وأهل الحي الفقير الذين يصدمون بوفاة عم مجاهد الفوال، وهدم مقهى الحي، فيحاولون التصدّي للدخلاء، وهم لصوص كبار لا حيلة لبسطاء حي "الكيت كات" في مواجهتهم، فقد برع الساحر في تجسيد شخصية الضرير الشيخ حسني، إلى درجة أنني بحثت عنه في الأزقة في الحي، عندما كنت أزور مصر، خصوصاً في الشتاء، وألمس بأسىً كيف يتحوّل فصل الخير لنقمةٍ على بيوت الفقراء المتصدعة، والآيلة للسقوط، وفوق ذلك لاحقهم اللصوص بربطات أعناقهم الزاهية، وبدلاتهم الأنيقة. 

ليست هذه الأمثلة على سبيل الحصر في تاريخه الفني، وإن كان محمود عبد العزيز قد قبل بأدوارٍ لم تحقق له نجاحاً في سنواته الأخيرة، لكنه ظلّ بطلاً حتى النهاية، ولم يكن يوماً "سنّيداً" لواحدٍ من أبطال سينما اليوم الشباب، لكنه ظلّ محافظاً على مكانته، وتنوع أدواره، والأهم أنه لم يتقلب مثل غيره من فناني جيله مع تقلب السلطة في مصر، بل ظل يحلم ببطل مثل "رأفت الهجان"، المحب لوطنه، من دون أهداف أو مصالح.

العربي الجديد اللندنية في

23.11.2016

 
 

وداعا الساحر محمود عبد العزيز

كتب - طاهــر البهــي

رحم الله فقيد مصر الصديق الحميم لكل مصري، والأخ الأكبر لكل فتاة أحبته ورأت فيه نموذجا للرجولة.. رحم الله الفنان محمود عبد العزيز–الساحر - فقد رحل هرم من أهرامات الفن العربي، كانت لي لقاءات كثيرة معه ومكالمات عديدة مطولة، كنت أراه  طفلا ناضجا تسعده كلمة وتغضبه مجاملة.. خاصمني عندما قلت له إنت "جان" مصر بمعنى فتاها الأول، انفجر في وجهي صارخا: إنت كمان هتجامل. قوللي الوحش وخللي الحلو لنفسك، اوعى تمدح.. نبكيك يا ساحر ولن أودعك، سوف استحضر روحك المرحة التي طالما أسعدت الملايين من عشاقك، سوف نقبل على أعمالك التي تركتها لنا خالدة أبد الدهر.

وكان الفنان الكبير الراحل قد دخل في غيبوبة طويلة في أحد مستشفيات مدينة المهندسين عقب عودته من رحلة علاج صعبة في فرنساحيث عاش صراعا مريرا مع مرض الأنيميا الذي أصابه خلال الفترة الأخيرة، ما أدّى إلى تدهور حالته الصحية بشكل كبيربعد أن ضعفت المناعة ونقص وزنه بشكل ملحوظ، وقال له الأطباء إن السبب المباشر وراء هذا هو شراهته في التدخين.

سكندري:

محمود مولود في حي الورديان غرب الإسكندرية وكان ينتمي إلى أسرة متوسطة كغالبية المصريين، تعلم في مدارس الورديانحتى حصوله على الثانوية العامة، ليلتحقبكلية الزراعة جامعة الإسكندرية وهي الكلية التي استهوت عددا كبيرا من مشاهير الفن، وبها بدأ يمارس هوايته في التمثيل من خلال فريق المسرح بكلية الزراعة.

وحصل محمود عبد العزيز على درجة البكالوريوس في الزراعة، ثم درجة الماجستير في تربية النحل، إلى أن بدأت مسيرته الفنية من خلال مسلسل "الدوامة" الشهير في بداية السبعينيات حين أسند له المخرج نور الدمرداش دوراً في المسلسل مع محمود ياسين ونيللي ونادية الجندي، ومع السينما انطلق من خلال فيلم "الحفيد" أحد كلاسيكيات السينما المصرية (1974)، وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما قام ببطولة فيلم "حتى آخر العمر"، واستمرت نجوميته السينمائية حتى آخر أفلامه "إبراهيم الأبيض" وكان يستعد لفيلم يعد الجزء الثاني من فيلمه الأشهر "الكيت كات" الذي جسد فيه شخصية الشيخ حسني الكفيف عاشق الحياة.

بطولة:

في خلال 6 سنوات قام ببطولة 25 فيلماً سينمائياً وهو رقم قياسي لم تعرفه السينما المصرية منذ الأربعينياتولم ينافسه في ذلك سوى النجم عادل إمام، وخلال تلك الفترة ظل يقدم الأدوار المرتبطة بالشباب والحب والرومانسية والحب والمغامرات، إلى أن انقلب على أدوار الفتى الأول وقدم بعيدا عنها عشرات الأفلام التي عالجت قضايا اجتماعية بالغة الأهمية منها أفلام عالجت قضايا المرأة والأسرة.

تنوع:

منذ عام 1982 بدأ محمود عبد العزيز بالتنويع في أدواره، فقدم فيلم "العار" ليثبت أقدامه على بساط النجومية، وتنوع أكثر في أدواره فقدم دور الأب في "العذراء والشعر الأبيض"، الذي يناقش قضيتين مهمتين هما التبني والقضية الأخرى هي حب المراهقة عند البنات.

وفي فيلم تزوير في أوراق رسمية قدم قضية الزواج السري والإنجاب من أكثر من زوجة ومدى التفرقة بين الأبناء غير الأشقاء، ثم قدم دور ضابط المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم "إعدام ميت"، كما قدم شخصيات مختلفة ومتنوعة في فيلمي: الصعاليك والكيف الذي عالج قضية إدمان المخدرات، وهو الفيلم الذي حظي بنجاح جماهيري كبير وضاعف من شعبيته.

في عام 1987 قدم فيلماً من أهم أفلامه وهو"البريء" الذي ناقش قضية الحرية كما اتضح من تترات الفيلم والإهداء الذي صدر به الفيلم مؤلفه السيناريست الكبير وحيد حامد، وفي النصف الثاني من الثمانينيات قدم دوراً  قلب موازين الدراما التليفزيونية وكان فتحا جديدا لكل من شارك به، وهومن العلامات المهمة في مسيرته الفنية وهو دور رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم وهو من ملفات المخابرات المصرية بجزئيه.

بلغ عدد أفلام محمود عبد العزيز نحو 84 فيلماً، قام فيها بدور البطولة بينما أخرج فيلماً واحداً هو "البنت الحلوة الكدابة"، وقد تنوعت هذه الأفلام ما بين الرومانسية والكوميديا والواقعية.

في عام 2004 م قدم محمود عبد العزيز للشاشة الصغيرة المسلسل التليفزيوني "محمود المصري" والذي جسد فيه شخصية أحد كبار رجال الأعمال الذين بدءوا رحلتهم مع النجاح من الإسكندرية، وآخر أعماله الدرامية "رأس الغول" ومن أهم أفلامه:

الحفيد (فيلم) – 1974، وضاع العمر ياولدى (فيلم) – 1978، بناتنا في الخارج (فيلم) – 1980،البنات عايزة إيه (فيلم) – 1980، أنا في عينيه (فيلم) - 1981م، العار (فيلم) - 1982.

العذراء والشعر الأبيض (فيلم) – 1983، العذراء والشعر الأبيض من بطولة نبيلة عبيد، وتدور أحداث الفيلم حول امرأة تكتشف أنها عقيم فتقوم بتبني فتاة بعد محاولتها الفاشلة في الحمل ولكن لم يكن في حسبانها أن الفتاة تقع في غرام زوجها الذي يقوم هو بصدها فتتوالى الأحداث، حيث إن المرأة(نبيلة عبيد) تبنت الفتاة المراهقة (شيريهان)من دار الأيتام ومجهولي النسب (اللقطاء)وحينما كبرت الفتاة اكتشفت أنها ليست ابنتهما الحقيقية، ما أدى إلى انهيارها وبدأت تتصرف بطيش ولامبالاة بسمعتها وسمعة الأسرة التي تبنتها وبدأت بالسهر حتى ساعات الفجر في النوادي الليلية.

بيت القاصرات -  ويتناول حياة الفتيات القاصرات المحتجزات في دور الرعاية الاجتماعية (1984).

عفوا أيها القانون 1985.. بعد قصة حب تتزوج هدى أستاذة الجامعة من الدكتور على المصاب بعقدة نفسية لعجزه جنسيا وهو الابن الوحيد لرجل ثرى مدلل، يلجأ على إلى أحد الأطباء النفسيين لعلاجه ويكشف له الطبيب أن العقدة ترجع إلى مرحلة الطفولة عندما شاهد خيانة زوجة أبيه، يتم شفاء الزوج وينخرط في علاقة محرمة مع لبنى زوجة مدير المطبعة التي تطبع مؤلفاته، تفاجئهما الزوجة هدى في حجرة النوم مع زوجها، وتقوم بقتل الزوج الخائن بإطلاق الرصاص عليه، يسعى الأب إلى استخدام كبار المحامين من أجل إيقاع أكبر عقوبة بهدى،ويحكم على هدى بالسجن 15 عاما، الفيلم يناقش قضية تفرقة القانون بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بقضايا الشرف، وهو من أهم أفلام إيناس الدغيدي.

سيداتي آنساتي -  ويناقش قضية التحول النوعي للنساء اللاتي مللن الأعباء الملقاة على عاتقهن (1990).

الكيت كات – 1991في حى الكيت كات الشعبي، تبدو لنا شخصية الشيخ حسنى الكفيف كراصد ليوميات أبناء الحى ومرآة لهمومه الحقيقية التي يتجاهلها، رغم فقدانه البصر وزوجته وعمله، يعيش مع والدته المسنة وابنه الشاب المحبط الذي انحصرت أحلامه في الهجرة، الشيخ حسني يواجه الحياةبالأمل والبسمة والضحكة، وينطلق للتعبيرعن هوايته للغناء ليلا في جلسات تدخين المخدرات ليتغلب على واقعه المرير، بعدإجباره على بيع منزله.. عندما يموت أحد عجائز الحى يحضر الشيخ حسنى واجب العزاء ومع إغفال غلق مكبر الصوت عقب انتهاء تلاوة القرآن يكشف الشيخ حسنى عن فضائح بعض الحي ليسمعها الجميع، ليتأكد حضور حسني كصانع للبهجة.

أسرة محمود:

زوجة الراحل هي الإعلامية الكبيرة بوسي شلبي والتي لم ينجب منها، وله ابنان هما الممثل الشاب كريم  المولود عام 1986 وبدأ التمثيل في فيلم الناظر عام 2000، ومحمد الذي يكثف اهتمامه في السنوات الأخيرة في الإنتاج التليفزيوني منطلقا من الشركة التي أسسها والده الفنان الراحل محمود عبد العزيز وهو خريج الأكاديمية البحرية بالإسكندرية.

حواء المصرية في

24.11.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)