كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

نور الشريف .. يستحقّ أن يكون نجماً

نديم جرجوره

عن رحيل

هرم العطاء

نور الشريف

   
 
 
 
 

بعد أقلّ من 4 أشهر على بلوغه الـ 69 عاماً، يرحل نور الشريف (28 نيسان 1946 ـ 11 آب 2015). يُرهقه المرض كثيراً في الأعوام القليلة الفائتة. ينقضّ عليه مراراً. يتصدّى له الممثل بجدارة من يحمل شهادة العيش على التخوم المتنوّعة والقاسية للحياة والموت معاً. يحاول المرض أن يُنهكه. يتوصّل الممثل إلى صدّه. يصنعان معاً لعبة يُمكن أن تُضاف إلى لائحة كبار يجعلون من الموت حكاية تُروى، لشدّة براعتهم في وضعه عند حدّه، قبل أن يمارس الموت عليهم سطوته الأخيرة. يؤجّل الممثل ذهابه دائماً، لكنه يعلم في قرارة نفسه أن الرحيل قدرٌ لا فرار منه، فيعمل جاهداً على ابتكار أغنية أخيرة للوداع: وداع الحياة. لكن أولاً وأساساً وداع الموت. ذلك أن المرء، عند إدراكه التخوم النهائية للعيش، يودّع الموت قبل الحياة، كي يتسنّى له رحيلاً هانئاً، فيبتسم ابتسامةً ساخرة، وعيناه تمعنان فتكاً بالموت، ثم يُغلقهما بهدوء من يمتلك نشوة التمرّد على القرار الأخير.

ألف شخصية.. وممثل

69 عاماً فقط. تمثيلٌ أمام كاميرات وجمهور. اختيارات صائبة تجعله أحد أبرز ممثلي عقدَيّ سبعينيات القرن الـ 20 وثمانينياته تحديداً، من دون أن تكون الأعوام اللاحقة أقلّ هيبة وجمالاً تمثيليين. النجومية قدرٌ أيضاً. نور الشريف يستحقّ أن يكون نجماً، لأن النجومية تكبر به. حيويته أمام الكاميرا، السينمائية والتلفزيونية، مرادفٌ لمعنى اختزال الأداء بشخصه، أو لمغزى أن «ينتحل» الممثل شخصيةً، واضعاً إياها أمام مرآة ذاتها وذاته. انتحال يُتيح للممثل فعل الخلق، بالتفاهم مع صانع العمل المرتكز على نصّ مكتوب. خلقٌ يدفع بالممثل إلى أقصى تجريب ممكن، وإلى أجمل اختبار: أن تكون ألف شخصية، من دون أن تغادر ذاتك الأصيلة في جذرها التكويني، إنسانياً وتربوياً واجتماعياً وثقافياً. لعلّ نور الشريف، بتنويعاته المتناقضة في تقديم شخصيات عديدة، أقدر على اختراق الحدّ الفاصل بين شخصية وممثل، جاعلاً من الأولى مرآة للثاني، وصانعاً من الثاني حيّزاً للتوغّل في أنحاء العوالم المختلفة لأناس وحالات وانفعالات، المتجسّدة كلّها في الأولى، بتنويعاتها كافةً.

لن يكون كلامٌ كهذا رثاءً. الأصل كامنٌ في أن وداع نور الشريف منبثقٌ من كونه قطباً رائعاً في تقديم شخصيات، يُتقن تماماً منحها ذاته كي تستقيم هي في لغة التمثيل، ويُدرك فعلياً أن ما يفعله يتلاءم ومهنة التمثيل أيضاً. لغة ومهنة؟ بل «مهنةُ لغةٍ» تتماهى (اللغة) بمتانة عاملين فيها وسط ازدحام متطفّلين كثيرين عليها، فإذا بمن يُجيد مهنة اللغة هذه يُحصّن المهنة من غباء غزاة لها، ويحمي اللغة من انحدار يتكاثر في تقدّم «أزمنة حديثة» صوب وبائها القاتل. معه، يتحوّل التمثيل من مهنة إلى حكاية، والحكاية تقول إن «جلباب» الممثل انعكاسٌ لبهاء حضوره في شخصية، والشخصية مفتاح اختبار أشخاصٍ يتوزّعون على مشارب الدنيا والتفاصيل. التمثيل مجالٌ رحبٌ يسمح للممثل أن يكون الناس جميعهم، والمهن كلّها، والحيوات التي لا تنضب. يخرج الممثل من صورته ككائنٍ حيّ، كي يتحوّل إلى ما هو أعمق وأرحب وأوسع: أي إلى ملاذٍ من عاديات العيش اليومي.

لنور الشريف رحابة عمر يُمضيه في ابتكار معجزة التمثيل. التمثيل معجزة، لأنه افتتان ببهاء الحياة، مع أن الحياة مليئة بصخبٍ وألمٍ وأوهامٍ وخيبات، وهذه كلّها امتدادٌ لجماليات تنفتح على عشق التلاعب بالمكتوب والمرسوم، أثناء تجسيد الشخصية أمام كاميرا، أو على خشبة مسرح. تلاعب يبدأ صُنعه على يديّ كاتب، وينتقل في أطوارٍ يُفرزها عقل مخرج ومخيّلته، ويستقيم عُوده بزيّ ممثل يُفترض به أن يكون من طينة الخالقين.

شغف التمثيل

مع نور الشريف مثلاً، يُصبح التمثيل أكبر من مهنة، وأوسع من حياة، وأجمل من دور، وأعمق من شخصية. معه، يُصبح الأداء تُحفةً، وإن تَغرَق التحفة أحياناً في تكرار أو تصنّع هما نتاج غلبة المهنة على اللغة أحياناً، وهذا عاديٌ في عوالم الفن السابع والشاشة الصغيرة والأعمال المسرحية. تُحفةٌ ترتفع بالشخصية إلى مصاف الواقع، وترفع الممثل إلى مرتبة الإبداع فيرتفع الإبداع به أيضاً، وتخرج من إطارها الضيّق كي تنفلش على امتداد المسافة الفاصلة بين بداية ونهاية. تُحفةٌ تقول بانعدام نجومية، إن لم تُغلّف بشغف المثول أمام محكمة العدسة، أو فوق خشبة الصليب/ المسرح؛ وتبوح بأنقى ما في الذات والروح، كي يتباهى الجسد بانشغال المخيّلة في صناعة اللحظة.

أيكون صائباً نصٌّ يودّع نور الشريف، ويبقى خالياً من عناوين وأسماء؟ الجواب الأهمّ: نعم. 48 عاماً من شغل ثلاثيّ الأنماط، ومن حياة تنتهي بـ «موت» شخصية إثر بروز الـ «نهاية»، قبل أن تولد مجدّداً في عنوان آخر. حياة حافلة، وحضور يتأرجح بين نجومية حقيقية، ونقاءِ أداءٍ، والذهاب بعيداً ـ أحياناً ـ في ممارسة فعل إنساني يجعل ولادة شخصية رهناً بحساسية ممثل، ويضع ممثلاً أمام مرآة ذاته وأحلامه وتهويماته و»فنتازماته» الساحرة بأدران الأرض، وسكينة الانتشاء بمعنى الخلق. 48 عاماً. عمرٌ مديد. اختراعات لا حدّ لها ولا حصر. تفنُّنٌ في تحويلِ المهنة إلى لغة، من دون الانتقاص من أهمية المهنة وجمال اللغة. جرأة في تحطيم قواعد الأداء أحياناً، لكن ضمن حدود البحث عن المختلف، وإن يكن البحث هذا مُصاباً بلعنة تقاليد.

يُخيّل إليّ أن المسار الحياتيّ كلّه لنور الشريف مبنيّ على التضاد الجميل بين مهنة ولغة، وبين حياة وعيش. يُخيّل إليّ أن البحث اليوميّ في عوالم الشخصية هذه أو تلك، درسٌ في معنى التمثيل الملتزم حماسة الفنان، ووعي الرجل في مقاربة شخصيات وأدوار وحالات وحكايات.

يغيب نور الشريف. هذا قدرٌ. هذا أمرٌ محتوم. لن يكون للرجل حضور آخر. لن تكفي الأدوار/ الشخصيات كلّها في إعادته إلى نبض الحياة. أفلامه خزّانٌ من المعاني والمواجهات والتفاصيل. مسلسلاته معينٌ لمن يسعى إلى فهم الحدّ الفاصل بين نجومية وتمثيل ومجابهة. هذا جزءٌ منه. أما الكُلّ فيه، فله حكاية تُكتب ذات مرّة، هنا أو هناك.

محطات

ولد نور الشريف (واسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبد الله) في «الخليفة» بالقاهرة يوم 28 نيسان من العام 1946، وقد أطلق عليه اسم نور جده لوالده، عند ولادته كما كانت تقتضي بذلك التقاليد في الأحياء الشعبية.

ظهرت مواهبه في كرة القدم وظل مغرماً بها لفترة طويلة، كما بقي عضواً بارزاً في فريق الزمالك وهو طالب في الثانوية العامة.

كانت لديه ميول واهتمامات متعددة في فن النحت والرسم، ومارسها في أوقات العزلة، على العكس من هواية التمثيل التي قاده إليها خاله شعيب رئيس قسم التمثيل بالمدرسة وكان يقدّم تمثيليات من تأليفه وإخراجه لأطفال الحارة على مسرح مكوّن من عربات «الكارو».

بعد الثانوية العامة التحق بمعهد التمثيل، فعارض عمه ذلك وامتنع عن إعطائه أي مصروف، فوقف إلى جانبه محمود الجوهري وشجّعه على الاستمرار في المعهد وتعهّد أن يقدّم له ربع راتبه كل شهر. وحصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية (قسم تمثيل وإخراج مسرحيّ) العام 1967.

تزوّج من الفنانة بوسي سنة 1972 ولهما سارة ومي.

من العام 1967 حتى العام 1972 عمل بالمسرح القومي، ومن 1972 إلى 1973، عمل بصفة أستاذ معيد في المعهد العالي للفنون المسرحية.

أول ظهور له على الشاشة كان في فيلم «القاهرة والناس» سنة 1965.

ظهر في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، من بينها: «قصر الشوق»، «الكرنك»، «سونيا والمجنون»، «غريب في بيتي»، «الأخوة الأعداء»، «السكرية»، «سواق الأوتوبيس»، «دمي ودموعي وابتسامتي»، «حدوتة مصرية»، «زوجتي والكلب»، «وضاع العمر يا ولدي»، «سيد مرزوق»، «المصير»، وغيرها الكثير.

حاز الكثير من الجوائز، منها: «الطاووس الفضي» (مهرجان نيودلهي 1983)، جائزة «هيئة سيدالك» التابعة لليونسكو في مهرجان القاهرة الدولي، والعديد من الشهادات التقديرية من عدد من مهرجانات عربية ودولية.

اختارته لجنة التحكيم في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي الرابع عشر (1998) أفضل ممثل لهذه الدورة.

####

رحيل الممثل نور الشريف

بعد أشهر طويلة من تعرّضه لأزمات صحّية مختلفة، يغيب الممثل والمنتج المصري نور الشريف عن 69 عاماً، تاركاً وراءه 48 عاماً من التمثيل في أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية وأعمال مسرحية مختلفة. تاريخٌ من العناوين الحافلة بشتّى أمور الحياة والدنيا، وبأحوال الناس والبيئات، وبمعاني المواجهة والتسلّط والفساد والبراءة الملتبسة. أدوارٌ يمنحها الشريف بريقاً من ذاته في مهنة متاعب، وشخصيات يخرج بها إلى رحاب العالم، مُفَنِّداً وقائع، ومبتكراً حكايات، ومُسرفاً في تنويع تناقضات في الذات والنفس والروح، عبر شخصيات تقول الجنون والفرح والتصابي والخداع والجريمة والقناعة والإيمان والتمرّد والسياسة والتحدّي.
يرحل نور الشريف بعد اشتغاله بإدارة مخرجين يختلفون في أساليبهم الفنية والجمالية، بدءاً من أول مخرج يُقدّمه على الشاشة الكبيرة، وهو حسن الإمام، في فيلميّ «قصر الشوق» (1967) و»بنت من البنات» (1968)، وصولاً إلى آخر مخرج يتعامل معه، وهو الشاب أمير رمسيس في «بتوقيت القاهرة» (2014).

171 فيلماً في 48 عاماً. هناك مسلسلات ومسرحيات. هناك أعمال له كمنتج. هذه ليست مجرّد أرقام. هذا عمرٌ حافلٌ بتنويعات وتناقضات في مهنة تتطلّب تنويعاً وتناقضات. غالبية أفلامه تلتزم آليات العمل السينمائيّ، وتفتح له أبواباً من النجاحات النقدية والتجارية. مسلسلات يتبوّأ فيها مناصب رفيعة في قيادة العمل نحو سِيَر بيئات اجتماعية وثقافية ودينية. مسرحيات تبقى الأقلّ عدداً، لكنها تنضمّ إلى اللائحة الكبيرة التي يصنعها عاماً تلو آخر، والتي تحتوي على كَمٍّ ونوعٍ يليقان بأن يجعلا منه نجماً.

يُردّد نور الشريف أنه ينظر إلى بداياته، فيرى طفلاً صغيراً أثقلت كاهله مشاعر اليُتم وأحزانه. الانطلاقة معقودةٌ على الفَقْد، والفَقْدُ دافعٌ إلى تحريك الخلايا النائمة لإبداعٍ يتمثّل في الذهاب بعيداً في الأداء، أي إلى ما يُشبه التخوم النهائية للخلق الفني، على الرغم من أن الخلق الفني نفسه لا تخوم نهائية له، بل تجديد دائم لمعنى ابتكار الحكايات على الشاشتين، أو على خشبة المسرح. وهذا ما يحاول نور الشريف فعله دائماً.

####

تصفيق المرة الأخيرة

مؤمن المحمدي

لم يكن رحيل نور الشريف مفاجئا، ومع ذلك سادت حالة من الصدمة بين أوساط المثقفين المصريين، وليس الفنانين فقط، فالراحل (69 عاما) احتل جزءا مهما من وجدان الثقافة العربية، لتنوع إسهاماته بين السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة والمجال العام، بالإضافة إلى دوره في اكتشاف عدد كبير من الفنانين.

قبل عامين انتشر خبر تعرض الفنان الراحل للمعاناة مع مرض السرطان، وكان واضحا أنه اقترب من خط النهاية، رغم ذلك عاش الفنان ما تبقى له دون توقف، وقدم فيلما جديدا هو «بتوقيت القاهرة»، إخراج أمير رمسيس.

لا يمكن اختصار الحديث عن نور الشريف في مئات الكلمات المتاحة لهذه المساحة، كما أن مهمة اختيار الأهم هي مهمة شاقة في طريق جل ما فيه مهم، غير أن الحديث لا بدّ وأن يتطرق للمخرج سعد أردش الذي اكتشفه صغيرا، وقت تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية في دفعة 1967.

اختاره أردش للعب دور في مسرحية «الشوارع الخلفية»، فكانت الخطوة التالية المنطقية هي دخوله عالم السينما عبر بوابة ضخمة اسمها «حسن الإمام» الذي قدمه في «قصر الشوق»، الفيلم الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ، ليتحول «محمد جابر» (اسمه الرسمي) إلى نور الشريف بصورة نهائية، كما يغلق ملف كرة القدم، الذي كان قد بدأه كلاعب في نادي الزمالك.
من النادر أن تجد فنانا استطاع أن يوازن بين المسرح والتلفزيون والسينما كما فعل الشريف، ففي كل مرحلة من مراحل حياته كان يقدم عملا محوريا من خلال إحدى النوافذ الثلاث.

ويدين مخرجو جيل الثمانينيات لنور الشريف بالكثير، فقد أسهم في تقديم أغلبهم بأعمال لم يكن إسهامه فقط التشجيع بأداء دور البطولة، بل كذلك عن طريق تحمله تكاليف إنتاج الفيلم نفسه، ومنهم على سبيل المثال المخرج محمد خان، الذي أنتج له الشريف فيلمه الأول «ضربة شمس»، ثم عاطف الطيب في «الغيرة القاتلة» ويليه «سواق الأتوبيس» (أيقونة السينما الواقعية)، قبل أن يمتد مشوارهما معا حتى آخر أفلام الطيب «ليلة ساخنة»، وكذا داوود عبد السيد الذي قدمه في «البحث عن سيد مرزوق».

ولا ينسى المثقفون العرب خوض الشريف لمغامرة تقديم فيلم «ناجي العلي» 1991، وما صاحب ذلك من هجوم على كل صناع الفيلم، وأولهم الشريف نفسه، على خلفية رفض السلطات المصرية وقتها لخط «العلي» السياسي، وما تلا ذلك من منع للفيلم، وإفراد الصفحات للتحريض على الشريف، والمطالبة بمنعه من العمل.

وكان الشريف حريصا على ألا يفقد صلته بالمسرح، مهما كانت ظروفه (الهاء تعود للفنان، ويمكن أن تعود للمسرح كذلك) فقدم عددا من العروض أهمها «كاليجولا» لألبير كامو على مسرح سيد درويش بالهرم، كما خطط في السنوات الأخيرة لتقديم سيرانو دي برجراك، وحالت وفاة معدها حازم شحاتة دون إتمام المشروع.

تلفزيونيا، كانت مسلسلات الشريف دائما ما تحمل جدلا، لتقديمها رؤى تاريخية واجتماعية ربما لا تلقى قبولا من المثقفين، مثل المسلسلات التاريخية، وتقديمه رؤية خاصة لهارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز وعمرو بن العاص، (رحل دون تحقيق حلمه بلعب دور الحسين بن علي) وأبرز مسلسلاته الاجتماعية كانت «لن أعيش في جلباب أبي» و «عائلة الحاج متولي» وأخيرا «سعد الدالي» الذي قدم من خلاله حسن الرداد وعمرو يوسف وأحمد صفوت وغيرهم من نجوم التلفزيون حاليا، كما دعم عددا من الممثلين مثل خالد كمال، والكتاب مثل عبد الرحيم كمال، وكان مهتما حتى اللحظات الأخيرة بتشجيع الجديد.

وشهد مهرجان دبي العرض الأول للفيلم الأخير «بتوقيت القاهرة»، ويقدم المخرج إياد صالح، شهادة للعرض يقول فيها: «لا يمكن أن تقاوم فكرة حضور الفيلم ومشاهدته في أول عرض له، خاصة إن كنت تعرف أن «نور الشريف» سيتواجد في قاعة العرض التي امتلأت بالجمهور لدرجة أنه كان مصيري أنا وصديقي المخرج أمجد أبو العلاء الجلوس علي الأرض في نهاية القاعة. يضيف إياد: بمجرد صعود «نور الشريف» إلى المسرح بعد أن قدمه رئيس المهرجان، بدأت حالة من التصفيق الغريب، في العادة يبدأ التصفيق عاليا ثم يهدأ تدريجيا حتى ينتهي، قد يطول في حالة أهمية النجم ولكن دائما ما يكون تدريجيا، لكن في ذلك اليوم بدأ التصفيق عاليا، وعندما بدأ في الهدوء عاد ليرتفع مرة أخرى، ثم هدأ ثم عاد ليرتفع مرة أخرى، وكأن الجمهور كان يشعر في نهاية التصفيق أنه لا يكفي، فيعود ليبدأ من جديد.

ويختتم إياد شهادته: كنت أشعر أني أصفق لكل ما قدم نور الشريف وليس فقط بتوقيت القاهرة، وعندما نظرت لأمجد شعرت أننا لا نود أن نقول لأنفسنا أننا نخاف أن تكون هذه المرة هي المرة الأخيرة.

وقد كانت.

مؤمن المحمدي

(القاهرة)

السفير اللبنانية في

12.08.2015

 
 

عصام زكريا: نور الشريف لم يضع نفسه في قالب فني واحد

رانيا يوسف

قال الناقد الفني عصام زكريا، إن الفنان الراحل نور الشريف ينتمي إلى نوع من الممثلين القادرين على عمل أدوار متنوعة، موضحًا أن هناك ممثلين فرضت ملامحهم عليهم أدوار محددة، ولكن نور كان من الممثلين اللذين استطاعوا التنويع وتقديم أدوار مختلفة طوال مشواره الفني، فهو لم يضع نفسه في قالب واحد لكنه انفتح على كل الأنواع الفنية.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«التحرير» أنه قدم الكوميديا والأكشن والأعمال الاجتماعية، وخرج من فخ التنميط الذي وقع فيه بعض الفنانين، وأوضح أن نور هو الذي اختار شخصية الشرير في فيلم «زمن حاتم زهران» رغم أنه منتج الفيلم.

وقدم نور أعمالًا كوميدية مثل شخصية شحاتة أبو كف في فيلم "غريب في بيتي"، لانه كان دائمًا حريص علي تغيير جلده من عمل إلى عمل، حيث جسد أيضًا شخصيات حقيقية مثل شخصية عمرو بن العاص، وأبن رشد وشخصية يوسف شاهين، وناجي العلي، في أفلام السيرة الذاتية.

وأضاف زكريا، أن فيلم "سواق الأتوبيس" الذي قدمه مع المخرج الراحل عاطف الطيب يعد من أهم الأعمال التي قدمها الشريف، والتي تتعرض لمرحلة هامة من مراحل التحول السياسي والاجتماعي الذي شهدته مصر بعد الانفتاح الاقتصادي في عهد الرئيس أنور السادات.

وأشار إلى أن الفنان الراحل عمل مع معظم مخرجي السينما المصرية، من مختلف الأجيال، والتي كان آخرها تجربته مع المخرج الشاب أمير رمسيس في فيلم "بتوقيت القاهرة".

وأوضح أن أدوار نور الشريف كان من الممثلين غزيري الإنتاج بإيجابياته وسلبياته، ومن الممكن أن يقدم أدوارًا ضعيفة، فهو فنان مغامر أحيانًا في اختياراته، على عكس بعض النجوم الآخرين مثل الفنان أحمد زكي أدواره قليلة مقارنة بالفنان نور الشريف

وتابع «الفنان الراحل نور الشريف عندما يعمل مع مخرج جيد كان ينعكس على أدائه.. اختيار المخرج كان يؤثر على نجاح العمل، فهو كان يستشف بذكاء الفنان قدرات المخرج، ويصفه زكريا بالممثل المطيع، هو من الجيل الذي تعلم أن يطوع ويشكل نفسه حسب رغبة المخرج، وعلى وجهة النظر العامة للفيلم».

وعن الأعمال التليفزيونية الأخيرة الذي قدمها نور الشريف، أكد زكريا أن بعض منها كان تجاري ومن أجل التواجد، قائلًا «التليفزيون ليس وسيلة فنية تحدد قيمة الفنان.. الفنان نور الشريف كان يدرك أنه يقدم عمل شعبي من أجل التواجد أحيانًا، لم يكن انتقائي في أعماله التليفزيونية خلال السنوات الأخيرة».

ويختم زكريا «الشريف كمنتج نجح في التجارب المختلفة الذي قدمها، وقدم مخرجين جدد وكان يعمل أيضًا مع مخرجين غير معروفين، مثل عاطف الطيب في فيلم الغيرة القاتلة، أول أعمال عاطف الطيب، ومحمد خان في (ضربة شمس)، عندما كان يؤمن بمخرج يدعمه ويتعاون معه.

####

محمد خان: كنت أحلم بتقديم جزء ثاني من «ضربة شمس» مع نور الشريف

فايزة هنداوي

تحدث المخرج محمد خان، اليوم الأربعاء، عن تجربته مع نور الشريف كمنتج لفيلم «ضربة شمس».

وأشار في تصريحات خاصة لـ«التحرير»، إلى أنه كان يحلم بتنفيذ هذا الفيلم وعندما سمع عن نور الشريف ذهب إليه أثناء تصوير أحد أفلامه، وعرض عليه فكرة الفيلم فتحمس لها بشدة.

 وأضاف خان، أن الشريف عرض عليه أن يقوم هو بإنتاج الفيلم، وهو ما حدث فعلًا، موضحًا أنه اشترط عليه ألا يتدخل في الفيلم، والتزم نور الشريف، بالرؤية المكتوبة بالفعل، وسلم نفسه تمامًا لخان كمخرج، ذلك أن نور الشريف فنان محترف.

 وتابع خان، أنه اتفق مع نور أكثر من مرة على تقديم فيلم «شمس الخريف» عن المصور شمس بعد أن كبر في السن والتغييرات التي طرأت عليه وعلى الحياة من حوله.

####

صور| ننشر نص رسالة الرئيس الفلسطيني لأسرة «نور الشريف»

شريف البراموني

سعيد الشيمي: نور الشريف تنحي عن الرد علي مهاجميه ومن وصفوه بالخيانة

وضع مديرالمركز الإعلامي والثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة، ناجي الناجي، إكليل زهور بإسم الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، على ضريح الفنان نور الشريف.

جاء ذلك أثناء مشاركة سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، اليوم، في تشييع جثمان الفنان من مسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر .

ونقل «الناجي» تعازي الرئيس محمود عباس إلى أسرة الفنان نور الشريف نيابةً عن سفير  فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكي وسلّم رسالة من أبو مازن الى أسرة الفنان الكبير جاء فيها:
«
تلقينا ببالغ الأسف والتأثر نبأ رحيل الفنان العربي الكبير نور الشريف بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء الفني، أثرى خلالها الثقافة والفن العربي والعالمي بالكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والأدبية القيمة، كان خلالها مدافعًا قويًا عن قضايا الشعوب العادلة ومناصرًا لها وفي مقدمتها قضية فلسطين التي ظلت في وجدانه حتى لاقى وجه ربه الكريم، وبرحيله خسرت مصر والأمة العربية فنانًا كبيرًا وأخًا عزيزًا..  سنظل نذكر مواقفه بإكبار وإجلال، ونحن نشارككم الألم والعزاء برحيله لندعو الله سبحانه وتعالى أن يشمله بعميم عفوه وغفرانه ويسكنه فسيح جناته، ويلهمكم جميعًا وكل محبيه الصبر والسلوان
.» 

واشتهر نور الشريف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة من بداياته الأولى في السينما وكان أبرزها فيلمه السياسي حول قصة رسام الكاريكاتير الفلسطيني، ناجي العلي، ومسرحيته «لن تسقط القدس» و التي تناولت قضية المخططات الصهيونية في تدمير الوعي العربي وإنهاء حلم دولة فلسطين.

وكان «الشريف» حريصًا على ترسيخ دور الفنان العربي في دعم الفعل النضالي عبر سلوكه الشخصي في الحياة وفي الأدوار التي يعكسها في فنه حيث تخاطب فئات حاشدة من الرأي العام بما يعزز مكانة فلسطين في ضمير الإنسان المصري والعربي.

####

طارق الشناوى: «أخبار اليوم» تُعادي نور الشريف وعاطف الطيب وبوسي

رامي المتولي

بعد أن كان نور تحمس لـ«ناجي العلي»، وشارك فيه ممثلًا ومنتجًا في مطلع التسعينيات، ومع قرار الراحل سعد الدين وهبه عرض الفيلم في افتتاح فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، الا أن الفيلم واجهه عاصفة من الهجوم بسبب وجهة النظر السياسية لشخص فنان الكاريكاتير الراحل ناجى العلى، الذى كان يسخر من أنور السادات وكامب ديفيد والعديد من الحكام العرب، بما يقدمه من شخصيات، وعلية أصبح نور الشريف مغضوبا علية هو وفريق عمل الفيلم المتضمن المؤلف بشير الديك، والمخرج عاطف الطيب ومدير التصوير محسن أحمد وبالطبع على الفيلم نفسه، وحدها مؤسسة "أخبار اليوم" ممثلة من رئيسها فى ذلك الوقت الكاتب الصحفي ابراهيم سعدة، فتحت النيران ضد ناجي العلي وكل من شارك بالفيلم.

واستكمل الشناوى تصريحة الخاص لـ"التحرير" بأن سعدة أصدرأوامره بعدم كتابة أخبار فى كافة إصدارات المؤسسة عن الشريف والطيب وبوسي، رغم أنها لم تشارك في الفيلم، ولكن هكذا كان دائما سعدة عنيفا - حسب تعبيره - وامتد الأمر أيضا إلى الديك ومحسن حيث ووضعوا جمعيا فى قائمة سوداء منعت نشر أخبارهم  عدة سنوات حتى لو لم تتعلق بالفيلم.

 وأضاف الشناوى "أن موقف المؤسسة كان غريبا لدرجة أننى وقتها دعيت لندوة فى نقابة الصحفيين حضرها الشريف والطيب والديك ومدير تصوير الفيلم محسن أحمد، للدفاع عن حق الفيلم فى العرض وطرح وجهات النظر المختلفة بحرية".

####

بالفيديو.. طارق الشناوى: نور الشريف كان متصالح مع النقاد

سعد الدين محمود

قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن الفنان الكبير الراحل نور الشريف كان بعيد النظر وساهم في اكتشاف عدد كبير من الممثلين والمخرجين، مشيرًا إلى أنه كان متصالح مع النقد والنقاد، وصاحب رسالة ورؤية.

وأضاف «الشناوي»، خلال مداخته الهاتفية، اليوم «الأربعاء» بقناة on tv، أن نور الشريف توقف خلال الأشهر الماضية عن الوقوف أمام الكاميرا، لكنه لم يتوقف عن القراءة، وظل الكتاب رفيقه حتى اللحظة الأخيرة، وكان محتفظًا بلياقته الفكرية.

####

ناقد فني: نور الشريف كان يستقي أداءه من مصادر متعددة..وليس الموهبة فقط

مروة راشد

سعيد الشيمي: نور الشريف تنحي عن الرد علي مهاجميه ومن وصفوه بالخيانة

قال الناقد كمال رمزي إن الفنان الراحل نور الشريف كان جادًا في عمله ولم يكن يومًا من الممثلين العشوائيين، فعندما كان يسند له دورًا يدرسه على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية حتى الجسمانية، وكان يتوغل في الشخصية على نحو بالغ البراعة.

وأضاف «رمزي»، في تصريحه لـ«التحرير»، أن أداء «نور» كان مبنيًا على التحليل والدراسة والفهم وليس الموهبة فقط، خاصة أنه كان من كبار الفنانين المثقفين.

وتذكر «رمزي» مشهدًا قدمه «الشريف» في فيلم السكرية للكاتب نجيب محفوظ كانت نظرة عينيه لحبيبته بها مزيج من الأسى والمحبة والتفهم وممتلئة بالانفعالات المركبة، وعندما سأله علم أن هذه النظرة أخذها من عمه الذي لم يتزوج، وقام بتربيته هو وشقيقته بعد وفاة والده، وتلك النظرة شاهدها في عينيه في إحدى المرات وهو ينظر إلى حبيبته.

وأشار إلى أن «الشريف» كان يرى أن ملاحظات كبار الكتاب؛ ومنهم يوسف إدريس ونجيب محفوظ على أبطال رواياتهم تحمل دروسًا في الأداء التمثيلي.

####

البشلاوي: نور الشريف جزء عضوي من الروح المصرية وإنتاجه انعكاس لها

رانيا يوسف

قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، إن فقد الفنان نور الشريف مصاب فادح للفن المصري، وليس كل فنان يغيب عن الحياة نشعر أنه مصاب فادح، ورحيله عميق ومؤلم، مؤكدة أن الخسارة لا تعوض بسهولة، مضيفة "نستطيع أن نقول إن فنان كبير مثل نور الشريف لا يموت فأعماله تظل موجودة، وكل عمل أضاف لوعي الجمهور وحقق لهم قدر من البهجة، يعتبر صدقة جارية، وكلنا شاهدنا له دور محترم يحمل مبادئ يجسد صورة حلوة للإنسان المصري وللشخصية المصرية وللملامح والثقافة المصرية، كل هذا يعني أن نور الشريف سيظل موجودًا".

وأضافت البشلاوي، في تصريح خاص لـ "التحرير" أننا لو حصرنا الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية للفنان نور الشريف سنجدها جيدة جيدًا، ونسبة كبيرة منها يستحق الخلود، فـ"سواق الأتوبيس" يمثل علامة بارزة ومضيئة جداً، وفيه مثال منذر ومحذر لمرحلة خطيرة هي مرحلة الانفتاح، ومجموعة المصريين اللذين حاربوا في معركة 1973 وخرجوا ولم يجدوا تغيرًا في الحياة.

ووأضحت الناقدة الفنية أن الفنان نور الشريف عايش مرحلة التطور المصري من صعود وهبوط المزاج المصري وصعود وهبوط الثقافة المصرية في سنوات انكسارها وازدهارها، وكان لصيقًا بالروح المصرية وبما يجري على أرض المحروسة، ولصيقًا بالهموم والطوحات سواء المحبطة منها أو التي تحققت، متابعة "نور الشريف فنان ابن هذة التربة ابن هذة الثقافة، ابن هذة الصناعة، حاول أن يدلو بدلوه في كل مجالاتها، فهو مبدع في أكثر من مجال، منتج وممثل وكان يطرح الأفكار أيضًا، فهو  شخصية مبدعة مثمرة واعية وإحساسها بالمصريين عالٍ جدًا، هو من حي شعبي أصيل نشعر معه أنه جزء عضوي من هذا الحي ولذلك فهو جزء عضوي في الروح المصرية، وإنتاجه يعكس هذة الروح".

####

«عام الحزن» للفنانين..

رحيل فاتن حمامة وعمر الشريف ونور الشريف

محمد منسي

قامات فنية كبيرة، رحلت عن عالمنا، في الشهور الثمانية التي مضت من العام الجاري 2015، جعلته ليكون "عام الحزن" للفن المصري، نظرًا لرحيل نجوم صنعت جزء كبير من تاريخ السينما المصرية، أبرزهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والممثل العالمي عمر الشريف، وأخيرًا الممثل المثقف نور الشريف.

نور الشريف.. المثقف العبقري الذي حفر اسمه في تاريخ السينما

لاشك أن رحيل الفنان نور الشريف، صدمة للفن المصري والعربي، بعد أن حفر اسمه في لوحة عظماء السينما المصرية، من خلال أفلامه التي تعدت 190 فيلمًا ستظل في ذاكرة المصريين، بداية من فيلم "قصر الشوق"، نهاية "بتوقيت القاهرة، بجانب عددًا من المسلسلات التليفزيونية التي تمحورت حول الأسرة المصرية منها "عائلة الحاج متولي" و"لن أعيش في جلباب أبي" و"حضرة المتهم أبي".

تمتع نور الشريف، بثقافة واسعة، لأنه كان يحب القراءة كثيرًا، وظهر ذلك جليًا في حواراته الصحفية، وأدائه وتحليله للأدوار التي قام بها خلال مشواره الفني.

وتميز نور الشريف، بالإجادة التامة للأدوار التي كان يقوم بها، لدرجة تعلقها بالأذهان حتى اليوم، على سبيل المثال شخصية "عبد الغفور البرعي" في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، تمتعت بمصداقية كبيرة بين المصريين، وحاز المسلسل على إعجاب معظم النقاد وقتها، وشخصية "كمال" في فيلم "العار"، و"جابر" في "بئر الخيانة" التي أقنع فيها الجمهور بأدائه الرائع.

وتميز نور الشريف، في بدايته بالسينما، بأدواره لدور "الطالب" ونجح فيه للغاية خاصة في فيلم "الشوارع الخلفية".

ونجح نور الشريف، في أدوار الفكاهة مثل "غريب في بيتي"، "مدرسة المشاغبين"، و"في الصيف لازم نحب"، و"البعض يذهب للمأذون مرتين".

فاتن حمامة.. القصر بلا سيدة

لاشك أن رحيل الفنانة فاتن حمامة، سيدة الشاشة العربية، يناير الماضي، أصاب المصريين والعرب  بالحزن والألم، لرحيل فنانة احترمت عقلية المشاهد وقدمت له أدوار هادفة، لا من أجل شباك التذاكر أو الحضور فقط.

رحلت سيدة القصر التي وصلت للقمة بفضل الأداء الراقي والتعبير الصادق عن المرأة المصرية والعربية، دون تقديم أدوار إغراء أو أفلام رخيصة أو مقاولات من أجل جلب المال والشهرة، لتستحق عن جدارة لقب سيدة الشاشة العربية.

عبرت فاتن حمامة، من خلال مشوارها الفني، عن قضايا المرأة وما تتعرض له، وساهمت في تغيير بعض قوانين الدولة لصالح المرأة المصرية، ولنا في دعاء الكروان خير مثال على تقديمها لمعاناة الفتاة الصعيدية.

فاتن حمامة وصلت لسلالم المجد بمجهود كبير وليس بجسدها كما تفعل معظم الممثلات في الفترة الحالية.

وتندرج 8 أفلام من أفلام سيدة القصر ضمن قائمة لجنة السينما للمجلس الأعلى للثقافة لأفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية بسبب قوة المضمون.

وأوصت فاتن حمامة بعدم إقامة عزاء لها، مما يدل على أنها لا تحب المظاهر والشكليات.

عمر الشريف.. لورانس العرب الذي صنع "العالمية" بمفرده

فى مكان هادئ بعيدًا عن الأضواء والضوضاء، غيّب القدر "لورانس العرب" الفنان العالمي عمر الشريف عن عمر يناهز 83 عاما، بعد أن وافته المنية يوليو الماضي، في مستشفى بهمان للعلاج النفسى والأمراض العصبية والعقلية.

وصنع عمر الشريف، لمصر، شهرة عالمية، بعد أن توجه لأمريكا، ونجح في فيلمه الأول "لورنس العرب Lawrence of Arabia" عام 1962، نال الشريف شهرة جماهيرية كبيرة وأصبح العالم الغربي كله يتابع أفلامه.

كانت بدايته في السينما عندما التقى المخرج يوسف شاهين الذي علم بقصة حبه للتمثيل وقدمه في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي" الذي لقى جماهيرية كبيرة جعلت عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائي لا يفترق.

####

بالصور| 5 أدوار «مُحرمة» جسدها نور الشريف.. الملحد والشاذ والخائن

أحمد سالم

على عكس كثير من النجوم الذي ظهروا قبله أو من جيله أو بعده، لم يكن الفنان الراحل نور الشريف يومًا مجرد ممثل يهتم بالنجومية وتحقيق الشهرة والمال، لكنه كان عاشقًا للسينما ومهتم بشتى قضاياها.

لم يخف "الشريف" من الدخول في أي تجربة تمثيلية جديدة أيًا كانت عواقبها، ولم يحسب لها حسابات شخصية، حيث أنه لم يفكر فيها لا بعقلية الفنان، وهو ما أوقعه في العديد من الأزمات بسبب جرأة بعض أدواره

ونستعرض خلال التقرير التالي أبرز وأهم 5 أدوار محرمة فنيًا جسدها الراحل نور الشريف

1- لقاء هناك 

في دوره بفيلم "لقاء هناك"، سنة 1976 للمخرج أحمد ضياء الدين، وتأليف ثروت أباظة، وسيناريو أحمد عبدالوهاب، الذي جمع بين أفكاره بالرغبة في التحرر وبين قيود الأديان وتشدد والده، وإرغامه على إقامة الشعائر الدينية، يقع "عباس" الطالب في كلية الهندسة، في حب فتاة مسيحية.

واقتحم نور الشريف بشخصية "عباس" أكثر من منطقة شائكة في مجتمعنا، فمن التحرر من القيود الاجتماعية والدينية إلى منطقة الحب المستهجن بين شاب مسلم وفتاة مسيحية.

2- قطة على نار 

قدم نور الشريف، أجرأ الشخصيات المثلية، حيث جسد شخصية "أمين" الذي عاش قصة حب مع صديقه في فيلم "قطة على نار"، القصة التي أثرت على حياته الزوجية، ليقدم بعدها على الانتحار بعد إصابته بانتكاسة لاكتشافه خيانة صديقه وعدم إخلاصه، مما جعل البطل يقبل على الخمر ويعامل زوجته بقسوة شديدة.

3- الإخوة الأعداء

جسد نور الشريف، في عام 1974، واحدًا من أكثر أدواره إثارة للجدل، عندما قدم فيلم "الإخوة الأعداء". 

حيث قدم "الشريف" دور "شوقي القرماني" الشاب الملحد الذي ينكر وجود الله، ويدخل في صراع مع العائلة بسبب معتقداته

4- ناجي العلي 

جسد نور الشريف شخصية رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، ليتعرض بعدها لهجوم كبير من قبل الصحافة والإعلام، بل والرئيس الفلسطيني نفسه.  

وقال "الشريف" في إحدى اللقاءات التليفزيونية له: "فوجئت ببعض زملائي شاركوا فى المذبحة ضدي وانتقادي بالإضافة إلى بعض الأقلام وخاصة جريدة الأخبار التى استمرت فى مهاجمتى لمدة ستة أشهر، وقالت إنى خاين واتهمتنى بإننى قابض من منظمة التحرير الفلسطينية لعمل الفيلم".

وأضاف: "الرئيس الفلسطينى ياسرعرفات كان صديق لي، ومع ذلك علمت بمقابلته للرئيس السابق مبارك والذى مازال على قيد الحياة ويعلم هذا جيدًا بأن عرفات طلب منه منع عرض هذا الفيلم"، وبعدها تم وضعه في قائمة المحظورين فى بعض الدول والناتجة عن قرار مجلس التعاون الخليجي.

5- الرقص مع الشيطان 

من جديد يعود نور الشريف لتقديم شخصية الملحد، ولكن هذه المرة بشكل مختلف، بعيدًا عن رغبات التحرر المكبوتة، ولكن بمرر علمي هذه المرة

حيث جسد "نور" عام 1993، شخصية "واصل" الذي كان مغموس في القضايا العلمية، رافضًا جميع المعتقدات الدينية الأخرى.  

####

نور الشريف.. وداعًا عملاق الشاشتين

معتز لاشين

غيب الموت، الفنان الكبير نور الشريف، عن عالمنا، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، ومن المنتظر تشييع جنازته، اليوم الأربعاء، من مسجد الشرطة.

ونور الشريف 69 عامًا، متزوج من الفنانة بوسي وله منها ابنتين "سارة ومي"، ثمرتي زواج استمر 36 عامًا.

ولد محمد جابر محمد عبد الله في 28 أبريل 1946 لعائلة متوسطة، وتخرج عام 1967 من المعهد العالي للفنون المسرحية وكأن الأول على دفعته. وارتبط بالفنانة بوسي واستمر زواجهما لمدة 36 عامًا حتى افترقا عام 2005 وعادا من جديد هذا العام.

للفنان الراحل أعمال سينمائية عديدة تصل إلى 190 فيلمًا، بالإضافة إلى عشرات المسلسلات الشهيرة، أهمها: "لن أعيش في جلباب أبي، الحاج متولي، الدالي، العطار والسبع بنات".

ولما في قلوب المصريين من مكانة عالية للفنان الراحل، قام العديد من النجوم بنعيه، ونقل موقع "ستيب فيد" العالمي، بعضًا من ردود أفعال المحبين على وفاة الفنان نور الشريف.

نشرت الفنانة دينا، على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "إنستجرام" صورة النجم الراحل نور الشريف، وعلقت: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحل الفنان المحترم نور الشريف عن دنيانا.. اللهم ارحمه برحمتك الواسعة واغفر له وتجاوز عنه واسكنه فسيح الجنات، نسألكم الدعاء" .

ونشر الفنان خالد الصاوى" عبر حسابه على "فيسبوك" صورة للفنان "نور الشريف"، معلقاً عليها، "إن لله وإنا إليه راجعون، فقدت الساحة الفنية في مصر والوطن العربي اليوم احدًا من أكبر رموز مبدعيها الفنان الكبير نور الشريف".

ونشر فريق "بلاك تيما" على صفحته الرئيسية بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" نعي للفنان نور الشريف "البقاء لله.. وفاة الفنان الكبير نور الشريف".

فيما قالت الفنانة منى زكي: "الله يرحمك يا أستاذي، أستاذ نور الشريف أكبر بكتير من إني أتكلم عنه".

وعلقت راندا البحيري: «‏وداعًا نور الشريف، أبدعت وأمتعت الملايين وفارقتنا.. أطلب لك الرحمة والمغفرة ودعوات المحبين».

أما آيتن عامر التي تعاونت معه في أكثر من عمل منها مسلسلي «حضرة المتهم أبي»، و«الدالي» فكتبت: «اللهم ارحمة رحمة واسعة واغفر له وثبته عند السؤال.. حتوحشنا أوي يا أستاذ.. إلى اللقاء».

فيما كتبت ريم البارودي: «البقاء لله البقاء لله البقاء لله اختي ميرنا المهندس واستاذي نور الشريف البقاء لله البقاء لله».

وعلق طارق لطفي: «رحل الأستاذ المعلم الصديق الفنان رحل نور الشريف».

أما موقع تويتر فقام العديد من المعجبين بالنجم الراحل بالتعليق على وفاته.

فقد تصدر هاشتاج "نور الشريف" قائمة مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد دقائق من انتشار خبر وفاته.

وعلق أحد النشطاء: "البقاء لله.. مصر خسرت فنانًا لا يقدر فعلا، قدم الكثير للسينما والدراما المصرية، في ذمة الله نور الشريف"، وعلق آخر: "نور الشريف أحد عمالقة وأعمدة الفن، توفي عن عمر ناهز 74 عاما".

وأضاف أحد المعلقين: "الله يرحمك يا فنان مصر الكبير نور الشريف، عظم الله أجر الشعب المصري بفقيدهم، وألهم ذوي الفقيد الصبر والسلوان، رحمه الله تعالى"، وعلق آخر: "في بعض الأحيان الموت عز للإنسان، عانى المرحوم بإذن الله نور الشريف معاناة طويلة مع مرضه، وأتى يوم وفاته".

وكتب أحد عشاق نور الشريف ويدعي مهاب قائلًا :"بعتبره من أحسن ممثلي جيله وكنت بموت فيه عشان شبه جدي الله يرحمه #وداعاً_نور_الشريف"

أما ادمن صفحة "كلنا الجيش المصري" كتب قائلًا:" #وداعا_نور_الشريف واخير انتصر المرض علي نور الدراما المصرية الله يتغمدك برحمته #حركة_بلدنا".

وكتب محمد محيي قائلًا :"رحل نور الدراما والسينما المصريه انا لله وانا اليه راجعون #وداعا_نور_الشريف"

وقال أحد النشطاء: "ننعى خسارة أحد أهم فناني العالم العربي، نور الشريف فلتحيا أعماله في ذاكرتنا"، وأضاف آخر: "نور الشريف في ذمة الله.. حبيبي دائما.. ولا تبكي يا حبيب العمر الله يرحمك".

####

ليلى علوي تودع نور الشريف: تحيطنا بأعمالك

كتبت - هند سامي

نعت الفنانة ليلى علوي وفاة النجم القدير نور الشريف قائلة: "مثلك لا يجوز له فراق لأنك تحيطنا بأعمالك وروحك ونصائحك التي لم تبخل بها على أحد".

وأضافت ليلى أمس الثلاثاء على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام": "أنت الأستاذ الذي تعلمنا جميعا فى مدرسته وندين له بجزء كبير مما حققنا"، متابعة: "كانت تجربتي معك ثرية بمعنى الكلمة بداية".

واعتبرت الفنانة أنها محظوظة لتقديمها عددا من الأعمال بالتعاون مع الشريف، مشيرة إلى أنه كان بجانبها في أوقات عصيبة وقدم لها العديد من النصائح.

ودعت ليلى بالرحمة على روح الشريف، سائلة الله أن يصبر أسرته وأصدقائه ومحبيه.

ومن المقرر أن يشيع الفنان القدير إلى مثواه الأخير بعد أداء صلاة الجنازة على جثمانه ظهر اليوم الأربعاء بمسجد الشرطة.

التحرير المصرية في

12.08.2015

 
 

يطوي صفحة الفن بعد صراع مع المرض

رحيل نور الشريف بعد نصف قرن من الإبداع

القاهرة - «الخليج»:

توفي أمس الفنان القدير نور الشريف عن عمر يناهز 69 عاماً، داخل أحد المستشفيات الخاصة، بعد نحو 50 عاماً من الإبداع، في مجال السينما والتلفزيون والمسرح. ومن المقرر أن تشيع جنازته اليوم من مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر. وخلّف الشريف وراءه حزناً كبيراً بين زملائه في الوسط الفني، ومحبيه في الوطن العربي، غير أنه سيظل باقياً بأعماله وشخصياته التي أثرت في وجدان الجمهور، عبر تاريخه الطويل الممتد من نهاية الستينات وحتى قبيل رحيله.

ولد محمد جابر محمد عبدالله، أو كما اختار لنفسه اسم «نور الشريف»، بحيّ الخليفة بالقاهرة في الثامن والعشرين من إبريل عام 1946، تعلق بالمسرح والفن في طفولته فقدم عدداً من المسرحيات المدرسية وانضم إلى فريق أشبال نادي الزمالك، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية التجارة ولكنه سرعان ما تركها وانضم إلى صفوف المعهد العالي للفنون المسرحية.
بدأت رحلة نور الفنية، من وقت التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حين رشحه المخرج سعد أردش، للعمل في دور صغير بمسرحية «الشوارع الخلفية» وبعدها اختاره المخرج كمال عيد لتقديم دور «روميو» في مسرحية «روميو وجولييت»، في الوقت الذي كان صديقه الفنان عادل إمام بدأ بالفعل يشق طريقه إلى التمثيل، إذ عرض عليه المشاركة في بطولة الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ «قصر الشوق» في دور «كمال عبدالجواد»، غير أن عادل إمام كان مرتبطاً بأكثر من عمل، فرشح صديقه نور الشريف للمخرج الكبير حسن الإمام، الذي لم يلفت نظره في بداية الأمر، لكن ما إن شاهده أمام الكاميرا حتى أكد له أنه سيكون له شأن عظيم كممثل، وبالفعل كانت البداية مع أول جائزة حصل عليها عن دوره في «قصر الشوق
».

بعدها انطلق سهم نور في السينما، فقدم أفلاماً عديدة، ولكنه لم يحصل على البطولة المطلقة إلا من خلال فيلم «السراب» عام 1970، ومن وقتها تصدر اسم نور الشريف أفيشات السينما والتلفزيون والمسرح، ولم يعد للخلف لمدة 50 عاماً.

في مسيرته الحافلة بالأعمال ذات القيمة الفنية كان نور هو بطل أول أفلام عدد من مخرجي مدرسة الواقعية الجديدة مثل محمد خان، وعاطف الطيب، وداود عبدالسيد، إذ قدم «الرغبة» و«سواق الأتوبيس» الذي يعتبره أغلب نقاد ومؤرخي السينما أول أفلام عاطف الطيب الفعلية.

كان للمسرح نصيب كبير في مسيرة الفنان الراحل، باعتباره خريج معهد الفنون المسرحية، مثل «القدس يوم آخر»، و«يا مسافر وحدك»، وغيرهما.

وعلى مدار نصف قرن تقريباً أثرى نور الشريف السينما المصرية بعشرات الأفلام المتميزة، وقدم نحو 170 فيلماً، من بينها «حبيبي دائماً»، و«الصرخة»، و«الكرنك»، و«ضربة شمس»، و«ناجي العلي»، و«حدوتة مصرية»، و«المصير»، و«ليلة ساخنة»، و«زمن حاتم زهران»، و«آخر الرجال المحترمين» وأخيراً فيلم «بتوقيت القاهرة»، الذي كان المحطة الأخيرة له.

مع اتجاه أغلب نجوم السينما من ممثلين ومخرجين، بل ومؤلفين إلى التلفزيون، كان نور أسبقهم إليه، خصوصاً أنه لم ينقطع عنه منذ أن قدم مسلسل «القاهرة والناس» في نهاية الستينات و«أديب» أمام نورا، و«مارد الجبل» أمام محمود المليجي، و«بعد العذاب»، و«الحواجز الزجاجية»، و«ابن الليل»، و«الثعلب»، و«لن أعيش في جلباب أبي»، و«هارون الرشيد»، و«عائلة الحاج متولي»، و«السيرة العاشورية» و«الحرافيش»، و«عمرو بن العاص»، و«الدالي»، و«عرفة البحر»، و«خلف الله» وكان يريد تقديم مسلسل «أولاد منصور التهامي» لكنه تأجل أكثر من مرة بسبب مرضه.

محطة يوسف شاهين

لم تخطئ عين المخرج العالمي يوسف شاهين موهبة بحجم نور الشريف فكان لقاؤهما الأول في فيلم «حدوتة مصرية» عام 1982 حين قدم الشريف شخصية يحيى شكري مراد وهي المعادل الموضوعي لشخصية يوسف شاهين الحقيقية، واللقاء الثاني كان في عام 1997 بفيلم المصير حينما قدم شخصية الفيلسوف والعالم الوليد ابن رشد، وحصل الفيلم على جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان في يوبيله الذهبي.

صائد الجوائز

توج مهرجان دبي السينمائي في دروته الماضية مسيرة نور الشريف ب»جائزة تكريم إنجازات الفنانين»، وقبلها حصد الفنان الراحل عدد اًكبيراً من الجوائز بداية من فيلم السينما الأول «بين القصرين» حيث حصل على جائزة تقديرية خاصة، وكذلك عن دوره في فيلم «قطة على نار»، وحصل على 4 جوائز عن فيلم «يارب توبة» وأفلام «وضاع العمر يا ولدى» و«حبيبى دائماً» و«الكرنك» و«حدوتة مصرية» و«الطاووس» و«العار» و«أهل القمة»، كما حصل على جائزة مهرجان نيودلهي عن فيلم «سواق الأتوبيس» وجائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم «ليلة ساخنة» في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996

وصل عدد الجوائز التي حصل عليها نور الشريف إلى ما يقرب من 50 جائزة، وهو ما جعل النقاد يطلقون عليه «صائد الجوائز»، أو «نجم الجوائز»، ولم يكتف بمكانته كنجم سينمائي، فأنتج عدداً من الأفلام المهمة.

ثنائي السينما والحياة

تعد قصة حب نور الشريف وبوسي من أشهر قصص الحب في السينما المصرية، خصوصاً بعد تقديمهما فيلم «حبيبي دائماً» الذي يعد من أشهر كلاسيكيات السينما المصرية، وكان «العاشقان» نور وبوسي، تزوجا في بداية سبعينات القرن الماضي، وشكلا ثنائياً فنياً، وتنوعت أعمالهما بين الاجتماعية والكوميدية، وانفصلا عام 2006، ثم عادا لبعضهما قبل نحو ثمانية شهور.

اسم الراحل على مسابقة الفيلم العربي

قررت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول حوض البحر المتوسط، إطلاق اسم الفنان الراحل نور الشريف على مسابقة الفيلم العربي بالمهرجان.

جاء ذلك عقب انتشار خبر رحيل الفنان الكبير نور الشريف، حيث اتفق الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، مع مسعد فودة نقيب السينمائيين، على إطلاق اسمه على مسابقة الفيلم العربي التي ينظمها المهرجان والنقابة لأول مرة معا ضمن برامج الدورة الحادية والثلاثين للمهرجان التي تقام خلال الفترة من 2 إلى 8 سبتمبر المقبل.

وقررت إدارة المهرجان إطلاق اسم الفنان الكبير على جائزة أحسن ممثل في هذه المسابقة التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج الكبير عمر عبدالعزيز.

نجوم الفن يبكونه

عبر عدد من الفنانين والإعلاميين المصريين عن حزنهم الدفين لرحيل الفنان الكبير نور الشريف، وقال الفنان حسين فهمي إن الساحة الفنية العربية فقدت واحداً من كبار الفنانين.

وأكد الفنان محمد صبحي إن الشريف كان قريباً من قلبه وهو كان على خلق عالٍ ولم تغيره النجومية، لأنه قدر قيمة الفن وعرف أن الفنان ملك لجمهوره وعليه أن يكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.

وأوضح الفنان عمرو يوسف أن نور الشريف كان يساند الشباب ويقدم لهم النصيحة ويحكي لهم ملخص تجاربه وخبراته.

الإعلامي معتز الدمرداش أكد أن الراحل ترك فراغاً في الفن المصري لأنه موهوب بالفطرة وكان يمتلك رؤية سياسية واجتماعية تستحق الرصد، وأوضح أن أعمال الشريف كانت قريبة من الناس، وعبرت بصدق عن آلامهم وطموحاتهم والهواجس التي بداخلهم.

وشدد الفنان علي الحجار على ضرورة تكريم الراحل بالشكل الذي يتناسب مع تاريخه ومشواره الفني، لأنه لم يبخل لحظة على فنه وعاش حياته ليمتع الجمهور المصري والعربي بأهم وأفضل الأعمال والأدوار.

وقال الفنان شريف رمزي، إنه فقد الأب نور الشريف مشيراً إلى أنه ارتبط به في الفترة الأخير خلال عملهما في فيلم «بتوقيت القاهرة» بعلاقة أبوية وكان من أعظم الفنانين.

وأوضحت الفنانة سمية الخشاب أن الراحل ترك أعماله الفنية التي ستتعلق بها الأجيال الجديدة، وأدواره كانت قريبة من الناس ومن نبض الشارع، وقال الفنان عبد الله مشرف أنه كان من أشد المعجبين بفن الراحل ووصفه بأنه «أستاذ ورئيس قسم».

الخليج الإماراتية في

12.08.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)