كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ننشر الحوار الأخير للفنان الراحل نور الشريف

نور الشريف: أصارع المرض منذ 18 شهراً

أجرى الحوار: صفوت دسوقى

عن رحيل

هرم العطاء

نور الشريف

   
 
 
 
 

ننشر الحوار الأخير للفنان الراحل نور الشريف

القاهرة- بوابة الوفد

تنشر بوابة الوفد الاليكترونية آخر حوار صحفي أجراه الفنان الراحل نور الشريف.
وأجرى الزميل صفوت دسوقي الحوار مع الفنان الكبير في يناير الماضي، وتحدث خلاله عن صراعه مع المرض ومشواره الفني
.

تابع الحوار على الرابط التالي:

الوفد المصرية في

11.08.2015

 

 نور الشريف: أصارع المرض منذ 18 شهراً

أجرى الحوار: صفوت دسوقى

الخميس, 01 يناير 2015 10:33

· غضبت من أمى لزواجها بعد رحيل أبى.. والغرور كاد ينهى مشوارى الفنى مبكراً

· لست نادماً على احترافى الفن.. و«خلفة البنات رضا من ربنا»

· رفضت تقديم أفلام سيئة السمعة فى بيروت بعد النكسة.. رغم الإغراءات المادية

· معدوم الموهبة فى الوسط الفنى يتحول لحاقد.. وعانيت من هذه النوعية فى بداية مشوارى

· توقفت عن التدخين منذ عامين.. ومواقع التواصل الاجتماعى أصبحت وسيلة للضغط والاعتداء على الحرية

· الإنسان بدون حب «كائن ميت على قيد الحياة»

مرت الأيام والسنوات، ولم يتنازل «نور الشريف» عن قناعاته أو يغير عاداته اليومية.. يستيقظ من النوم مبكراً وكأنه طفل صغير يبحث عن فرصة للانطلاق.. من نافذة غرفته يطارد الهواء الجديد.. ويراهن بداخله على يوم جديد خال من متاعب الحياة.. على الطاولة كتاب وحيد يبدو أنه كان رفيقه فى المساء، وبجواره مجموعة من الصحف يطالعها وهو يتناول وجبة إفطاره الخفيف.

استقبلنى نور الشريف بابتسامة رائعة ولكن نبرة صوته الضعيفة كانت تخفى خلفها أوجاعا كثيرة.. أعرف جيداً أننى أمام فنان استثنائى يسكن فى قلوب الملايين وعطاؤه الدائم يضمن له الخلود فى سجلات السينما والمسرح والتليفزيون.. واتفقت مع الفنان الكبير على أن يكون الحوار قراءة للماضى والحاضر..

·        قبل أن نبدأ حديثنا سألته: أنت بخير يا أستاذ؟

أجاب بثقة: الحمد لله على كل شىء، فلست نادماً على اختيار الفن طريقاً للعبور إلى قلوب الناس.

·        الحنين إلى الماضى ربما يكون باعثاً لسعادة وربما يكون محركاً للأحزان.. فكيف يرى نور الشريف الماضى؟

- الماضى جزء من الإنسان، مهما كان حاضره جميلاً ومبهراً يجب أن يحن للماضى ويفتش فى درج الذكريات.. لم تكن حياتى ناعمة كما يظن البعض فقد توفى والدى وعمرى تسعة شهور، وكنت أتمنى أن أرى وجهه وأحفظ ملامحه.. وفرحت عندما وجدت صورة لوالدى عند ابنة عمى.. أخذت الصورة فى حضنى فما أصعب أن يخرج الإنسان إلى الدنيا بدون أب يحميه ويعلمه، وتربيت فى منزل عمى إسماعيل فى منطقة السيدة زينب، وكان يرعانى وكأنه والدى، وحتى هذه اللحظة يعيش أبناء عمى فى شارع محمد قدرى بالسيدة زينب كانت أيام الطفولة مليئة بالسعادة والوجع أيضاً.

·        تقول إن عمك تحمل عبء التربية.. فأين هو دور الأم فى حياتك؟

- عندما توفى والدى كانت أمى فى سن الصبا، لذا فكرت فى الزواج والبحث عن حياة جديدة.. فقد نصحها كثير من الناس بتكرار تجربة الزواج لأن الحياة بدون رجل صعبة فى مجتمعنا، وبالفعل تزوجت أمى أملاً فى حياة جديدة.

·        وهل تأثرت علاقتك بوالدتك بعد زواجها؟

- بكل تأكيد.. فقد غضبت من أمى جداً، وإذا وضعت نفسك مكانى فتكشف أنه أمر صعب أن يحل رجل آخر محل والدك، خاصة أننى كنت أسمع كلاما طيبا ورائع عن أبى رحمه الله.. استمرت علاقتى متوترة بوالدتى حتى دخلت معهد فنون مسرحية وعندما درست علم النفس، التمست العذر لأمى لأنها تزوجت وتفهمت لماذا اتخذت هذا القرار.. وأدركت أن الإنسان لا يجب أن يتعجل فى إطلاق الأحكام فعندما تتسع معارفنا ونصل إلى مرحلة النضج تتغير أفكارنا.

·        مؤكد أنك فكرت فى الاعتذار لها عن موقفك القديم؟

- لم أفكر فى الاعتذار لأمى ولكن المعاملة معها تغيرت، أصبحت قريبا منها وأرعى شئونها، وتحسنت علاقتى بها، وكنت دائم الحديث معها، وعندما رحلت عن الحياة شعرت بحزن كبير فقد كانت شديدة الحنان.

·        من الشخص الذى يدفعك دائماً للتفتيش فى جراب الذكريات؟

- لى شقيقة وحيدة اسمها «عواطف» تقيم فى الإسكندرية، أشعر معها بالدفء والود، وأسأل عنها دائماً وهى أيضاً تهتم بأمرى ولا تنسى السؤال عنى، أدعو ربى دائماً أن يمد فى عمرها لأننى متعلق بها وعندما نجلس سوياً نسترجع الماضى ونقف عند أشياء تفتح الشهية للضحك وأشياء أخرى تحرك مؤشر الحزن.. الذكريات شىء جميل حتى إن كانت حزينة، كما قلت فى بداية حديثى الماضى جزء من الإنسان.

·        كنت الولد الوحيد فى أسرتك.. فهل غضبت لأنك لم تنجب ولدا يحمل اسمك؟

- بالعكس أنا فى منتهى السعادة وأعشق سارة ومى شكراً لربنا لأنى لم أنجب ولدا.. ربما جاء الولد ولم يكن صالحاً ويدمر اسمى ويسىء لسمعتى، المبدع الراحل عاطف الطيب لم يكن لديه بنت أو ولد وقال لى قبل رحيله إنه سعيد لأنه ترك 21 فيلماً تحمل اسمه وكلها علامات مضيئة فى تاريخه الفنى ويكفى أننا عندما نشاهد أعمال المخرج عاطف الطيب نقرأ تفاصيلها بشكل جديد ونقول الله يرحم عاطف الطيب ذلك المبدع الذى قدم أعمالا فنية رائعة، أنا أيضاً أحمد الله على «سارة ومى» وفخور بأن أرشيفى يضم 171 فيلماً كلها تحمل اسمى، هذا بالإضافة لأعمالى فى الدراما التليفزيونية والمسرح.

·        وهل اتبعت منهجا معينا فى تربية «سارة ومى»؟

- أنا بطبعى ضد القهر والخوف.. قررت أنا وبوسى أن نعامل «سارة» و«مى» مثل الأصحاب، هناك حوار دائم وحرية فى النقاش، لم أهتم بشىء أكثر من سارة ومى، هما بالنسبة لى مصدر للسعادة وأتمنى أن تكون حياتهما حافلة بالنجاح والسعادة، ولا أبالغ إذا قلت إننى لم أفرض أى قرار عليهما وأترك لهما كل الحرية فى اتخاذ القرار والحمد لله ثقتى فى تصرفاتهما تأتى دائماً فى محلها.

·        إلى أى مدى كانت البدايات محبطة ومهددة باحتمال الفشل؟

- سوف تندهش إذا قلت إننى دخلت السينما بطلا.. فقد اكتشفنى المخرج محمد فاضل بعد أن رشحنى الصديق والأخ الحبيب عادل إمام للمخرج حسن الإمام الذى قدمنى فى فيلم «قصر الشوق» بالمناسبة عادل إمام رشحنى للدور دون أن يكون بينى وبينه أى معرفة مسبقة ولذا أنا مدين له بالكثير، وبعد عام من عرض فيلم «قصر الشوق» توالت الأعمال وأصبحت ممثلا مشهورا ويجب القول إن عائلتى لم تكن تضم أى فرد يعمل بالوسط الفنى وأن أبى الذى رحل مبكراً عن عالم الأحياء كان «بقال» ولكنى عشقت الفن وتمنيت أن أصل من خلاله إلى الناس، ولست نادماً على اختيار الفن طريقاً للحياة، كانت البدايات بفضل الله مبشرة ومبهجة.

·        تقول إن البدايات كانت سهلة ومبهجة.. فهل هذا اعتراف بأنك لم تتعرض للحرب من نجوم فى الوسط وقت ظهورك؟

- لا تخاف من الشخص الموهوب لأنه سوف يظل مشغولا بتنمية موهبته وتقديم أعمال جيدة، لكن الأزمة تكمن فى عديمى الموهبة. الشخص عديم الموهبة عندما يفشل فى الوصول إلى الناس يتحول إلى شخص حاقد وكاره للآخر.. ويحاول دائماً تعطيل مسيرة المتميزين ووصف نجاحهم بأنه وليد الصدفة وليس ناتجاً عن جهد وموهبة حقيقية.. وقد عانيت كثيراً من الحاقدين وحاولوا اعتراض طريقى لكن التوفيق دائماً بأمر الله فقد نجحت وحققت الكثير.

·        الموت، الحب، الهروب من الواقع.. كيف يرى نور الشريف هذه المعانى؟

- الموت هو نهاية كل البشر طال الأجل أو قصر، فالكل راحل عن الحياة لذا أحاول جاهداً أن أكون إيجابيا أقرأ وأتعلم وأقدم أعمالا مفيدة للناس، أعمال تحمل رسالة وتترك فى النفس أثرا طيبا.. أما «الحب» فهو كما قال جبران خليل جبران «ذات الله» ويقصد أن الحب هو شخصية ربنا.. أنا أحب، والإنسان بدون عاطفة الحب «كائن ميت على قيد الحياة».. وبخصوص الهروب من الواقع فلم أهرب أبداً وأحب المواجهة.

·        لاحظ كثير من الناس أثناء ظهورك فى مهرجان دبى أن حالتك الصحية ليست جيدة.. وتضاربت الأقوال فما حقيقة مرضك؟

- بصراحة شديدة تعبت من الشائعات التى تحاصر حالتى الصحية وكثيراً أقرأ أخبارا غريبة وتصيبنى بالضيق لذا سوف أعترف بحقيقة حالتى الصحية لـ«الوفد» حتى أغلق الباب أمام الشائعات: الدم لا يصل إلى قدمى اليمنى وقد نصح الأطباء بإجراء جراحة توسيع شرايين وقبل إجراء الجراحة اكتشفت أننى أعانى من وجود مياه على الرئة ونتج عن هذه المياه حدوث التهاب فى الغشاء البللورى وتوقفت عن التدخين منذ عامين، وأتلقى علاجا للرئة وإزالة الالتهاب الموجود فى الغشاء البللورى وإذا كتب الله سبحانه وعالى الشفاء فسوف أجرى جراحة فى القدم اليمنى.. هذا باختصار شديد وصف دقيق لحالتى الصحية وأتمنى من كل المحبين والمخلصين الدعاء لى بالشفاء.. المرض محنة قاسية والشفاء منها نعمة من عند الله.

·        وهل من المتوقع أن تؤجل مشروعاتك الفنية بسبب الحالة الصحية؟

- الحمد لله حالتى الصحية ليست سيئة حتى أتوقف عن العمل... فقد انتهيت من تصوير فيلم «بتوقيت القاهرة».. وعرض مؤخراً فى مهرجان دبى السينمائى وكان استقبال الفيلم رائعاً.. وحالياً مشغول بالتحضير لمسلسل «أولاد منصور التهامى» وحتى هذه اللحظة لم يتم الاستقرار على فريق العمل، تم اختيار المخرج فقط وهو سميح النقاش وربما لا يلحق هذا المسلسل بموسم شهر رمضان القادم، وهناك احتمال كبير لعرضه بعد شهر رمضان.

·        لماذا قررت العودة إلى السينما بفيلم يحمل عنوان «بتوقيت القاهرة» رغم أن هناك موضوعات كثيرة عُرضت عليك؟

- بصراحة شديدة السينما كانت «وحشتنى جداً» ولاحظت أن معظم الأفلام المعروضة فى دور العرض المصرية أفلام تم اقتباسها وتمصيرها، أردت أن أعود إلى سينما لتقديم فيلم مصرى أشم فيه رائحة مصر.. وبدون مبالغة أعجبنى السيناريو أمير رمسيس مؤلف ومخرج الفيلم لأنه يرصد نماذج من الواقع الحالى وكيف أثر التيار الدينى فى سلوكهم.. الفيلم يقدم أناسا تأثروا بشكل سليم ونماذج أخرى تأثيرها ظاهرى فقط.. باختصار شديد فيلم «بتوقيت القاهرة» يبدى رأيا فى السلوك الإنسان وبالطبع يلقى الضوء على الواقع السياسى ولكن ليس بشكل مباشر، وأثق فى أن الفيلم سينال إعجاب الجمهور لأنه جيد وطرحه مختلف.

·        تردد أنك وراء إقناع الفنانة ميرفت أمين بالعمل فى الفيلم.. ما حقيقة ذلك؟

- هذا الكلام لا يمت للحقيقة بصلة لأن الشركة المنتجة هى التى تعاقدت معها وليس لى أى دور فى الموضوع ولكنى فرحت لأن ميرفت ستعمل معى.. فقد اشتغلت معها كثيراً، وهى فنانة رائعة.. وسوف أعترف لك بشىء غريب فكرت فى الاستعانة بالفنانة ميرفت أمين فى مسلسل «الدالى» وكان الهدف هو الاستعانة بمشاهد قديمة تجمع بينى وبينها من خلال فيلم «الحب وحده لا يكفى» فكما تعلم أن المسلسل يرصد رحلة صعود البطل وكيف بدأ من السفر وأدركت أن وجود ميرفت فى المسلسل سوف يساعدنى على الاستعانة بمشاهد من الفيلم، لكن فى هذه الفترة كانت ميرفت أمين مرتبطة بالمنتج كامل أبوعلى واعتذرت عن عدم المشاركة فى المسلسل لذا أنا سعدت بالعمل معها فى فيلم «بتوقيت القاهرة» وانتهى الأمر بترشيح الفنانة سوسن بدر للمشاركة فى بطولة مسلسل «الدالى» وحقق المسلسل وقت عرضه نجاحا كبيرا كما أن سوسن بدر قدمت دورها بشكل ممتاز.

·        من تحت عباءة نور الشريف خرج نجوم فى الإخراج والتمثيل.. حدثنا عن رغبتك فى اكتشاف المواهب؟

- الحياة مستمرة ويجب على الكبار أن يمنحوا فرصة للصغار كى يظهروا ويتوهجوا، وأنا عاشق لاكتشاف المواهب ففى الإخراج اكتشفت، عاطف الطيب ومحمد خان، داود عبدالسيد، حسين الوكيل، سمير سيف، وفى التمثيل سوسن بدر، محمد رياض، مصطفى شعبان، ومجموعة ممتازة من الشباب فى مسلسل «الدالى» وفى الكتابة قدمت مواهب رائعة مثل فايز غالى فى فيلم «ضربة شمس» وعبدالرحيم كمال فى مسلسل «الرحايا» والسيناريست عبدالرحمن محسن فى فيلم «زمن حاتم زهران»، ،وهناك مواهب كثيرة كانت تحمل كل علامات التوجه والانطلاق لكن الضعف أمام الفلوس شوه موهبتهم وأجبرهم على البقاء فى الظل.

·        بعد نكسة عام 67 سافر عدد كبير من نجوم الفن إلى بيروت بحثاً عن عمل وأغلبهم حالياً يبدأ من الأعمال الفنية التى قدمها فى هذه المرحلة.. ما رأيك؟

- أنا أيضاً سافرت إلى بيروت وسوريا بعد النكسة.. وقدمت هناك حوالى 6 أفلام وبصراحة شديدة كلها لم تكن جيدة وفيلم واحد فقط من بين هذه المجموعة أعتز به ولا يدخل فى القائمة لأننى أريد أن أسقطها من حساباتى الفيلم يحمل عنوان «امرأة حائرة» من إخراج عاطف سالم.. صحيح فى بيروت وسوريا لم أقدم أعمالا جيدة ولكن سافرت بعد توقف العمل فى القاهرة وفى مشوارى أعمال أريد أن أشطبها من رصيدى الفنى ولكن هذه الأعمال لم يكن سلوكى فيها سيئاً، ولكن كانت أعمالا ساذجة وسطحية ومقدمة فى قالب فنى ضعيف، أنا لم أقدم فى بيروت أفلام سيئة السمعة رغم الإغراءات المالية احتراماً لمبادئى فالفن مسئولية، وهناك أفلام مصرية لا أحبها أبداً ولو عادت الأيام لتراجعت عنها مثل فيلم «ألوو أنا القطة» وفيلم آخر يحمل عنوان «بنت من البنات» لم تكن أفلاما جيدة وأنا لا أحبها، هناك أفكار بسيطة جذابة وحتى تحقق النجاح يجب أن تقدم فى قالب جيد فيلم مثل «إى. تى» فكرته بسيطة ولكن المعالجة الجيدة صنعت منه فيلما متميزا.

·        يقال إن النجاح والشهرة يغيران طباع الإنسان.. هل حدث ذلك معك؟

- بكل تأكيد النجاح يغير الإنسان ولكن الأمر متعلق بالأجواء المحيطة بالفنان والتربية أيضاً.. عندما سافرت إلى بيروت أصابنى الغرور لأن المنتجين كانوا يتهافتون على حتى أعمل معهم ورفعوا أجرى بشكل مبالغ فيه.. كنت فى العشرين من عمرى وأحسست بالغرور وهذا الغرور كان من الممكن أن يدمرنى ويجعلنيدأسكن الظل لولا أننى أدركت سريعاً أننى أسير فى الاتجاه الخطأ بسرعة استرجعت حساباتى وقررت أن أسترد نفسى قبل أن تضيع منى.. ودائماً أحذر الشباب الجديد الذين ترتفع أجورهم فجأة ويجدون أنفسهم فى القمة. أقول لهم احذروا لأن النجاح المفاجئ قد يصيب الإنسان بسقوط مفاجئ.. يجب أن يكون فى حياة الفنان نجاحات متكررة حتى يكتب لنفسه الاستمرار والتألق.. الأضواء المبهرة ربما تصيب الإنسان بالعمى ويعجز عن رؤية الطريق بوضوح لذا أرجو من الشباب الجديد أن يفكروا ويتعلموا لأن الغرور مدمر والمبالغة فى الأجور ليست ضامنة للنجاح.. لكن الفنان الجيد هو الذى يبحث عن النجاح ويطارده ويبتعد عن آفة الغرور لأن الغرور مدمر للإنسان.

·        نال فيلم «حبيبى دائماً» إعجاب الجمهور والنقاد.. بينما فيلم «العاشقان» لم يحقق أى نجاح يذكر علماً بأن الفيلمين بطولة نور الشريف وبوسى.. بماذا تفسر ذلك؟

- فى فيلم «حبيبى دائماً» كان العدو لعاطفة الحب هو الموت وهذا أكسب القصة تعاطف الكثير.. ولكن فى فيلم «العاشقان» كان العدو هو التغييرات الاقتصادية ولكنى فخور أيضاً بهذا الفيلم وأتمنى أن يشاهده الناس حالياً وهناك مشهد مهم فى الفيلم يظهر فيه الفنان عزت أبوعوف وخلفه لوحة مرسوم عليها دولار ويحمل رمز الماسونية ولهذا معنى كبير.. الفيلم يرصد تحولا أخلاقيا مرعبا من المجتمع وهذا التحول قادر على أن يطفئ أى قصة حب مهما كانت عميقة وصادقة.. فى فيلم «حبيبى دائماً» الحب مرهون بحكمة القدر ولكن فى «العاشقان» قصة حب ناضجة يقابلها تحول اقتصادى له تأثير على الأخلاق والقيم والعواطف أيضاً.

·        فى الفترة الأخيرة فرضت مواقع التواصل الاجتماعى نفسها.. ما رأيك فيها؟

- أنا ضد مواقع التواصل الاجتماعى بكل أشكالها «فيس بوك» و«تويتر» و«انستجرام» فيها اعتداء للحرية ومستفزة بشكل مرعب، وأصبحت وسيلة على الناس ليس لدى صفحة على أى موقع للتواصل الاجتماعى وهناك أشخاص يضعون صورتى وأخبارى ينتحلون شخصيتى، وهذا ليس من حقهم، وأندهش من استخدام البعض لهذه المواقع فى عمل شهرة مزيفة وليست حقيقية، بعض الناس لا يجيد الحديث بالإنجليزية ويستخدم الانستجرام ويأتى بشخصى يتحدث بلسانها ويخاطب الآخر: شىء مضحك ومستفز أيضاً.. التكنولوجيا سلاح ذو حدين وأتمنى أن يستخدمها الناس بشكل إيجابى، ما المتعة فى أن يضيع الإنسان وقته فى متابعة الفيس ونشر صور، على الإنسان أن يطور موهبته وينهض بقدراته فى العمل.. فالوقت شىء غال وثمين وإهداره فى أشياء بلا معنى أمر محزن ومؤسف.

الوفد المصرية في

01.01.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)