كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 
 

فى حوار "إطلاق الرصاص" لـ"اليوم السابع".. رأفت الميهى:

مطلوب رئيس ثورى.. والسيسى شخصية وطنية.. ومواقف البرادعى "مجنونة".. وظهور الإسلاميين على الساحة من سلبيات 25يناير.. ونجومية الزعيم بالسينما كبيرة

حوار: علا الشافعى - العباس السكرى

عن رحيل المختلف

رأفت الميهي

   
 
 
 
 

نقلاً عن العدد اليومى: 

قطب من أقطاب السينما المصرية، أسس لمدرسة جديدة فى الفن السابع، لديه وجهة نظر خاصة وواضحة سواء فى السياسة أو فى الفن.

منذ بداية تعاونه مع كبار مخرجى السينما، وعلى رأسهم كمال الشيخ، بدت موهبته الفذة المتميزة ذات الشخصية المستقلة التى لا تقبل المقارنات.. إنه السيناريست الكبير، والمخرج القدير، رأفت الميهى.

ليس مخرجاً عادياً، حيث ظهرت موهبته منذ فيلمه «غروب وشروق» و«على من نطلق الرصاص»، ذلك الفيلم المحمل بجماليات السينما، حيث الكتابة المحكمة والإخراج المتقن، وبعد ذلك جاءت الانطلاقة التى تبلورت فيلماً وراء الآخر، وتجلت موهبة الميهى وتفرده فى أفلام الكوميديا والفانتازيا التى أطلقها ومنها «سيداتى آنساتى»، «السادة الرجال»، «سمك لبن تمر هندى»، وهى المنطقة التى حلق فيها وحيداً.

وليس مجرد مبدع عابر، نقول عليه مر من هنا، بل هو فنان يعشق السينما ولم يعرف شيئاً سواها، أخلص لما يعشق وكان يعمل بكل ما يملك من طاقة، فى الكتابة وإخراج الأفلام وإعادة تأسيس أستوديو جلال وإنشاء مدرسة لتعليم السينما للموهوبين، كما خاض الكثير من المعارك لأجل السينما ونهضتها.

اليوم وبعدما أبعده المرض عما يحب، يجلس الميهى فى منزله، يراقب ويتابع ما يحدث، ويحلم فقط بأن يستعيد ولو جزءًا من عافيته ليتمكن من الوقوف خلف الكاميرا من جديد.

يتساقط دمعه من عينيه وهو يتكلم عن حبه للإخراج الذى حرم منه رغما عن إرادته، والمدهش أن المبدع الذى أطلق العديد من النجوم والمواهب ووقف وراء العديد منهم، عندما تسأله عن هؤلاء يرد بتلقائية وبحزن لا أحد يرفع سماعة الهاتف حتى يسأل عنى، «اليوم السابع» التقت المخرج الكبير ليتحدث عن شكل المجتمع والفن والسياسة.

·        فى عصر السادات طالبت بإطلاق الرصاص على الفساد السياسى عبر فيلمك الشهير «على من نطلق الرصاص»، تُرى على من نطلقه الآن؟

- نطلقه أيضاً على الفساد الذى سيطر وترعرع فى المجتمعات من الماضى وحتى الآن، وأرى أنه من العيب بعد قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو، أن تجتاح البلاد هوجة المطالب الفئوية والإضرابات التى غزت المصانع والهيئات والمؤسسات، وكان يجب على الداعين لهذه الاحتجاجات أن يضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم الشخصية، لأن أولويات هذه المرحلة تتمثل فى القضاء على الفساد، وهذا يدفعنى أن أقول لهم «إحنا فى إيه ولا فى إيه» وأعرف أن هذه الجملة ستغضب الكثيرين وستخرج الأصوات تدافع وتقول «من حقهم يعتصموا ومينفعش نقولهم لا».

·        تقصد أصوات النشطاء السياسيين؟

- هؤلاء دخلاء، وليسوا نشطاء سياسيين، ولا يوجد لديهم فكر قيّم يقدمونه للأمة، وأعتقد أنهم يتشابهون كثيرا مع التروتسكيين الذين «بوظوا» الحركة الشيوعية.

·        فى الثمانينيات وصفت المشهد الحياتى بـ«سمك لبن تمر هندى»، فما وصفك له فى الوقت الحالى؟

- المشهد مازال مرتبكًا، وأنا مثل المجتمع كله أشعر بقلق، لأن البلد فى حاجة إلى رئيس ثورى حقيقى يتولى مقاليد الأمور، ويستطيع أن يعبر بالوطن من المنعطف الخطير الذى يمر به، ويقضى على مسألة محو الأمية، هذا السرطان الخطير الذى ضرب أواصر المجتمع، بتركيز الأنظمة السابقة على الطبقات الارستقراطية وتهميشها للعادية.

·        يعتبر الملايين من المصريين ترشح عبدالفتاح السيسى للرئاسة خطوة نحو مستقبل أفضل، فكيف يرى المخرج السينمائى رأفت الميهى الأمر؟

- لا أشك فى أن المشير عبدالفتاح السيسى شخصية وطنية، وأنا أقّدره، وأحمل له جميل إنقاذه البلاد من يد جماعة الإخوان الإرهابية، لكن أتمنى أن يطرح المشير برنامجه الانتخابى ويكون فى صدارته حلول جادة لسرطان الأمية، لأن الجهل استشرى فى المجتمع وأصبح بكثافة غير معقولة، وهنا أتذكر مقولة عميد الأدب العربى طه حسين «التعليم كالماء والهواء»، وأكرر أننا فى حاجة إلى رئيس ثورى قوى، بمعنى أنه يستطيع تلخيص احتياجات المجتمع، ويقوم باتخاذ قرارات جريئة يعجز عنها الآخرون بما يلبى مطالب الشعب المشروعة وأيضا حماية حدود البلاد، والشىء الذى حبب الناس فى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استماعه لصوتهم رغم كل العيوب التى شابت المرحلة الناصرية، إلا أن عبدالناصر كان يستمع لصوت الشارع.

·        ما تقييمك لأداء رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور خلال المرحلة الانتقالية؟

- لست ضده، لكنه ليس ثوريا، ولا يستطيع إدارة البلاد فى المرحلة المقبلة، لأن الشعب فى حاجة لحاكم قوى.

·        هل استطاعت حكومة الدكتور حازم الببلاوى، ومن بعدها حكومة المهندس إبراهيم محلب، تحقيق مطالب الشعب المصرى؟

- حكومة الببلاوى أخذت «الشر وراحت» ذلك لأن شخصية هذا الرجل مرتعشة، ولا يمتلك إدارة القيادة، حيث لم يستطع اتخاذ قرارات نافذة طوال فترة رئاسته للحكومة، وكنت أشعر أن إحدى عينيه فى أمريكا والأخرى فى أوربا، مثل الدكتور محمد البرادعى، أما حكومة المهندس إبراهيم محلب فيمكن توصيفها بالـ«سكرتارية» وأعتبر أن مسألة نزول مسؤوليها إلى الشوارع مجرد «شو إعلامى» أكثر منه شغل.

·        على ذكر البرادعى ما تقديرك لمواقفه عقب ثورة 30 يونيو؟

- مواقف البرادعى مجنونة، ووقع فى «خيّة» حكم الغرب، وهناك كثيرون مثله مرعوبون من الغرب، لذلك أفعالهم متناقضة دائما والبرادعى بطبعه يميل للتقاليد الغربية أكثر من الشرقية.

·        البعض يعلل تشبثه بالغرب لأنه قضى معظم حياته بعيدا عن المجتمع الشرقى وعاداته؟

- هذه حجج غير مقبولة، فالزعيم الهندى مهاتما غاندى، مثلا، كان يعيش بعيدا عن الهند، ورغم هذا كان الملهم الروحى للهند خلال حركة استقلالها، لكن البرادعى متشبع حتى النخاع بالتراث الغربى، وأتساءل «لماذا عندما ثار 50 ألف أوكرانى اعتبروها ثورة ولم يستطع أحد التدخل فى شؤونهم، بخلافنا نحن الذين قمنا بثورة فى 30 يونيو وخرج فيها عشرات الملايين فوصفوها بالانقلاب؟».

·        من وجهة نظرك لماذا تتعامى دول الغرب عن ثورة 30 يونيو وتصفها بالانقلاب؟

- لأنهم يهدفون إلى تقسيم المنطقة مثلما حدث فى العراق والسودان، وما يحدث الآن فى ليبيا من عدم استقرار «فضيحة» كبرى.

·        أحمد شفيق وعمرو حمزاوى شخصيات سياسية صاحبها الجدل منذ قيام ثورة يناير.. كيف تراهما؟

- أحمد شفيق «مينفعش يكون رئيس جمهورية»، وعمرو حمزاوى يسير على خطى البرادعى بالضبط، ويحمل نفس المرض الذى أصاب البرادعى، فتراه دائما مرتعشًا، وأقول له هو والبرادعى «روحوا شوفوا المذابح اللى حصلت فى أمريكا اللاتينية» والمعروفة بمذبحة «الموزوت» و«بعدين اتكلموا عن حقوق الإنسان».

·        فى فيلمك «قليل من الحب كثير من العنف»، كشفت بعض صور الطغيان والاستبداد والانتهازية فهل تتشابه هذه الصور مع السلوكيات التى تمارسها جماعة الإخوان؟

- لم أر فى حياتى تطرفا أو فسادا بالشكل الذى تمارسه جماعة الإخوان، من عمليات قتل وذبح فى الشوارع ليل نهار، وعشنا ومازلنا نعيش معهم واقعا يسوده الكثير من العنف، وتخريب الجماعة يزيد على ما جاء فى الأفلام السينمائية، وهذا يدلل على إفلاسهم بعد سقوطهم، وصور العنف الدائم تزيد الشعب إصرارا على التمسك بالسيسى، لأن يده قوية ويستطيع «هدهم»، وكنت فى قمة سعادتى عقب الإطاحة بهم، وخاصة بعد المعزول محمد مرسى ما «غار»، وأعتقد أننا «مش هنخلص منهم» بدون تفعيل الدور الحقيقى للثقافة والقضاء على الجهل والأمية.

·        ما تفسيرك لتصدر الجماعات السلفية المشهد السياسى الآن؟

- لا أثق فى السلفيين ولست مقتنعا بهم، هؤلاء ظهروا فجأة بيننا، وهم حديثى عهد بالحياة السياسية، وأول مرة يلعبون فيها سياسة كانت بعد قيام ثورة 25 يناير، ويبدوا أنهم قالوا لأنفسهم «دى فرصة نستولى فيها على الحكم»، والناس ضجوا من أفعالهم، وصراحةً أنا ضد تأسيس أى حزب على أساس دينى لأنه يؤدى إلى تقسيم البلد على أساس عرقى ودينى وغيرهما من المسميات، وكلنا مواطنون مصريون.

·        هل ظهور السلفيين على مسرح الحياة السياسية يُعد من سلبيات ثورة 25 يناير؟

- بالطبع من أبرز سلبيات ثورة 25 يناير ظهور الإخوان والسلفيين، وارتكابهم الكوارث فى حق الشعب المصرى، وبكل وضوح انضحك علينا فى الثورة من الإخوان بالاتفاق مع السلفيين، وهذا أبرز سلبياتها.

·        مع فكرة المصالحة التى يسعى لها بعض السياسيين مع جماعة الإخوان؟

- ضدها تماما، ولا يصح التصالح مع قتلة ومجرمين، ومن الممكن أن يكون التصالح مع أحد يريد الصلح لكنهم لا يريدون ذلك، هؤلاء مخربون، وأنا مشفق على الطلبة الـ«مضحوك عليهم» من قبل هذه الجماعات الإرهابية.

·        ما رؤيتك للمحتوى الذى تصدره برامج «التوك شو» على الفضائيات؟

- الصورة التى يصدرها الإعلام قاتمة، والتليفزيون أصبح يجلب لى النكد كلما شاهدت البيوت «المهدومة» ومياه الصرف الصحى التى تغرق سكان العشوائيات، وبعض البرامج السياسية لا تطاق وأقول لها «أف عليكى»، وهذا ما دفعنى للهروب من الفرجة عليها إلى متابعة القنوات الرياضية تارة، وعالم الحيوان تارة أخرى، ويبدو أن الحيوانات أصبحت ألطف من بعض «البنى آدمين».

·        هل تؤيد وقف برنامج «البرنامج» الذى يقدمه باسم يوسف؟

- باسم يوسف شخص «غلبان»، يعتمد على تقليد برنامج أوروبى، ولا أرى فى وجوده ضررا، نتركه «يهجص وينكت والشعب المصرى طول عمره دمه خفيف»، و«مفيش داعى أنه يضطهد».

·        بما أنك أشهر مخرج فانتازيا فى السينما المصرية، ترى أن هناك أفلاما الآن تستطيع نزع البسمة من شفاه المصريين؟

- يصعب على المصريين أن يجدوا ما يضحكهم الآن فى الأفلام التى تطرح بالأسواق لأن «دمها تقيل» وليس بها شىء من الفن.

·        كنت واحدا من الأصوات التى ظلت تنادى بنهوض صناعة السينما وأيضا توقعت انهيارها كيف تصف حالها الآن؟

- الآن «مفيش سينما»، كانت موجودة فى الماضى فقط، وتاريخها كان قائماً على أكتاف أفراد وليس مجموعات مثل جيل الرواد من المنتجين رمسيس نجيب وحسن رمزى وحلمى رفلة وآسيا، وغيرهم، ومازلت بحلم أن نعود مثل الماضى، ومع أن هناك منتجين جدد يبذلون محاولات وتجارب إلا أن الفيلم يخرج ضعيفا نظرا لتكلفته القليلة والمحدودة.

·        هل تؤيد فكرة إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية؟

- أنا ضد وجودها و«مفيش حاجة اسمها رقابة»، والمفترض أن يكون هناك جهاز مصنفات لحماية حق المبدع وليس رقيبا على أعماله، ويكفى الرقابة المجتمعية بمعنى «اللى ميعجبوش فيلم يرفع قضية ضد صناعه» وهذا بتنا نشاهده كثيرا.

·        قدمت أعمالا مع عمالقة السينما المصرية بدءًا من جيل شادية وسعاد حسنى وحتى جيل داليا البحيرى فما عوامل الاختلاف بين الأجيال؟

- الفرق يكمن فى اهتمام نجوم الزمن الجميل بالعمل والحرص على تقديمه فى أفضل صورة للمشاهد بخلاف الجيل الجديد، فمثلا سعاد حسنى النجمة الموهوبة التى لا تقارن بأحد كانت تنام وتستيقظ وسيناريو العمل بين أحضانها، وكذلك النجمة نادية لطفى، وكنت أرى شريهان مشروع سعاد حسنى القادم، لكنها لم تستطع الوصول لمكانتها للأسف رغم امتلاكها موهبة فنية جيدة، وعندما قدمت معى فيلم «ميت فل» كان العمل كوميديا ويتطلب خفة ظل ولمحت فى عيونها الحزن قلت لها «أنت حزينة ليه الفيلم كوميدى» وفى اليوم التالى جاءت إلى الأستوديو وهى «شاربة الشخصية»، أما داليا البحيرى فلم تنضج فنيا حتى الآن.

·        تعاونت مع عادل إمام فى فيلم «الأفوكاتو» ومع يحيى الفخرانى فى «للحب قصة أخيرة» أيهما أكثر موهبة؟

- بالطبع عادل إمام، لأنه رشيق وذكى ولديه تنوع فى أعماله و«مبيحصرش» نفسه فى عمل واحد، أما يحيى الفخرانى فكنت أطلق عليه شارلستون مصر، لكن «تخنه» أضره.

·        وماذا عن النجمات يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين وشريهان كممثلاث وقفن خلف كاميرا رأفت الميهى؟

- شريهان أكثر موهبة من يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين، بس للأسف هى «دمرت نفسها».

·        من هم أوفى تلاميذك من الفنانين الذين عملت معهم؟

- ولا واحد من تلاميذى الفنانين بيسألوا عنى، ولست أشكو عدم سؤالهم، وأيضا لا أعتب عليهم، أما تلاميذى بأستوديو جلال على اتصال بى دائما للاطمئنان على حالتى الصحية.

·        أى أفلامك أقرب إلى قلبك؟

- أفضل أفلامى هى التى تعاونت فيها مع أستاذى المخرج الكبير الراحل كمال الشيخ، ومنها «غروب وشروق» و«على من نطلق الرصاص»، أبدعنا معا، وأيضا فيلم «الأفوكاتو» وفيلم «للحب قصة أخيرة» اعتبرهما من أجمل أفلامى كمخرج وكاتب.

·        ما أمنيات رأفت الميهى؟

- أمنياتى متعددة، لكن الأمنية التى أريدها أن تتحقق، هى أن أتحرك على قدمى مرة أخرى وأعود لممارسة عملى الإخراج السينمائى لأن الكاميرا «وحشتنى» ولم استطع فعل شىء غير أنى «أنام وأستيقظ»، لكن هذه إرادة الله وأنا راضٍ بها.

اليوم السابع المصرية في

31.03.2014

 
 

رأفت الميهي:

الواقع أكثر حبكة من السيناريوهات

حوار - علا الشافعي

في مكتبه بوسط القاهرة دأب المخرج المصري الكبير رأفت الميهي على الحديث عن مشروعاته الجديدة. وبكامل الحيوية والصخب الإبداعيين كان يقف وسط «استوديو جلال» ليحوله من حالة الجمود والتهالك إلى فضاء نابض بالحياة والمنجزات السينمائية. كما امتدت أفضال الميهي إلى غيره من خلال تأسيسه أكاديمية لتخريج الموهوبين في مجالات الفن السابع.

صاحب «على من نطلق الرصاص» ليس مجرد مخرج يتقن هذه الحرفة، أو سيناريست يكتب وكفى... بل إنه تجربة مثلما حققت فنياً حالة مرجعية مُكتملة، فإن مضمونها الفكري اقترن بالتمرد والمغامرة والفضح. ولأنه كذلك دخل في معارك مع سماسرة التراث، والموزعين الذين كانوا سداً منيعاً أمام أي فن مختلف وحقيقي.

حالياً، يوجد الميهي بمستشفى بـ«المعادي العسكري»، عليك أن تقطع ممراً طويلاً، قبل أن تصل إلى الغرفة رقم 36 بقسم المخ والأعصاب. تضم تلك الغرفة الصغيرة جسده الذي صار نحيلاً من شدة المرض، لكن صوته الخفيض يأتي من الداخل، واستقبلنا بنفس الابتسامة الهادئة، التي لم يأخذ المرض منها شيئاً. روحه المتمردة سلاحه في مواجهة المرض. يحرص على متابعة كل ما يدور في المجتمع.. يعرف تفاصيل المشهد العربي المتردي سياسياً.. يتحرك في الغرفة الصغيرة مابين سريره أو كرسيه المتحرك، مُمسكاً بالريموت كنترول، وعندما يمازحه أحد «يا أستاذ مش كفاية سياسة ريح بالك» فيرد بجديته ونبرة لا تخلو من سخريته المعتادة، «مافيش غيرها في المستشفى، ولا أستطيع أن يمر عليّ يوم دون معرفة تفاصيل ما يدور حولي من أحداث».

قبل أن نجري معه هذا الحوار، بادرناه بالسؤال عن صحته وحالته المرضية؟ فرد دون أن يستطيع منع دموعه عن حلمه، وحبه للإخراج: «الحمد لله أنا راضٍ جداً، وأعرف أن حالتي صعبة، ورغم ذلك لا أتوقف عن الحلم بأن أستعيد ولو جزءاً من عافيتي، كل ما أرغب فيه هو الوقوف وراء الكاميرا من جديد، وأعرف مدى صعوبة ذلك، ولكن لن أتوقف عن الحلم..». 

·        أنت أشهر مخرج فانتازيا في السينما المصرية: هل ترى بأن الواقع الحياتي الآن أكثر فانتازية من الأفلام، ولماذا لم تعد هناك أفلام تنزع البسمة من شفاه المصريين؟

- الواقع الحياتي صار أكثر حبكة من السيناريوهات السينمائية، بل صار أكثر قرباً إلى الكوميديا السوداء، لذلك أصبح من الصعب أن يجد المصريون ما يضحكهم الآن في الأفلام التي تطرح كما أن الأفلام «دمها تقيل» ولا تمت للفن بصلة.

·        منذ أكثر من 30 عاماً وأنت تنادي بضرورة تغيير قوانين صناعة السينما، والتي عرفت فساداً لا يختلف كثيراً عما يدور في المجتمع، ودائماً ما كنت تنادي بضرورة النهوض بالصناعة، ووضع أسس لذلك، ولكن تدهور حال الصناعة، وحالياً هناك محاولات لإنقاذها كيف ترى المشهد السينمائي؟

- حالياً لا توجد سينما، كانت موجودة في الماضي فقط، وتاريخها كان قائماً على أكتاف أفراد وليس مجموعات مثل جيل الرواد من المنتجين رمسيس نجيب وحسن رمزي وحلمي رفلة وآسيا، وغيرهم، ومازلت أحلم أن نعود مثل الماضي، ومع أن هناك منتجين جدداً يبذلون محاولات وتجارب إلا أن الفيلم يخرج ضعيفاً نظراً لتكلفته القليلة والمحدودة، ولكن أتمنى أن تملك الدولة وعياً بأهمية الفنون ومن بينها السينما لتعمل بجدية على تطويرها، بعيداً عن لقاءات الغرف المغلقة، والخروج بتوصيات تملأ الأدراج ولا ينفذ منها شيء.

·        معارك كثيرة خضتها مع الرقابة، ولا تزال معارك المبدعين مع هذا الجهاز العقيم البيروقراطي قائمة. من يحمي المبدع وهل تؤيد فكرة إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية؟

- أنا ضد وجودها و«مفيش حاجة اسمها رقابة»، والمفترض أن يكون هناك جهاز مصنفات لحماية حق المبدع وليس رقيباً على أعماله، ويكفي المبدع الرقابة المجتمعية بمعنى أننا ومنذ فترة طويلة نرى ونسمع عن «اللى ميعجبوش فيلم يرفع قضية ضد صناعه» وهذا بتنا نشاهده كثيراً، وعن نفسي عانيت منه.

·        في مشوارك السينمائي الحافل تعاونت مع أجيال في السينما المصرية بدءاً من جيل شادية وسعاد حسني، وحتى جيل شريهان وداليا البحيري.. ما الذي تغيّر في مواصفات النجمة من جيل لآخر ؟

- بدأت مشواري مع عمالقة في كافة أفرع الفن، جيل كان يخلص في عمله ويحرص على تقديمه في أفضل صورة للمشاهد بخلاف الجيل الجديد، فمثلاً سعاد حسني النجمة الموهوبة التي لا تقارن بأحد كانت تنام وتستيقظ وسيناريو العمل بين أحضانها، وكذلك النجمة نادية لطفي، وكنت أرى شريهان مشروع سعاد حسني القادم، لكنها لم تستطع الوصول لمكانتها للأسف رغم امتلاكها موهبة فنية جيدة، وعندما قدمت معي فيلم «ميت فل» كان العمل كوميدياً ويتطلب خفة ظل ولمحت في عيونها الحزن. قلت لها «أنت حزينة ليه الفيلم كوميدي» وفي اليوم التالي جاءت إلى الأستوديو وهي «شاربة الشخصية»، أما داليا البحيري فلم تنضج فنياً حتى الآن.

·        وماذا عن النجم عادل إمام الذي قدمت معه فيلم «الأفوكاتو»؟ ويحيى الفخراني الذي قام ببطولة فيلمك المتميز «للحب قصة أخيرة»؟ ويسرا وليلى علوي وإلهام شاهين وشريهان كممثلين وقفوا خلف كاميرا رأفت الميهي؟

- بالطبع عادل إمام، في المقدمة لأنه رشيق وذكي ولديه تنوع في أعماله و«مبيحصرش» نفسه في عمل واحد، أما يحيى الفخراني فكنت أطلق عليه شارلستون مصر، لكن «تخنه» أضره، وهذا لا ينفي أنه فنان شديد الموهبة، ويقدم تجارب متميزة في الدراما. شريهان الأكثر موهبة من يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين، بس للأسف هي التي «قضت على نفسها»، ولكن عندما أسمع عنها أو أشاهدها أقول لنفسي كان الله في عونها تحملت الكثير أيضاً.

·        رغم اكتشافك للعديد من المواهب وتقديم نجوم ونجمات في أفلام غير تقليدية إلا أن معظمهم تجاهلك في مرضك؟ وقامت النجمة ليلى علوي بالاعتذار لك على تقصيرها في حقك في أحد البرامج. كيف تشعر تجاه عدم وفاء تلاميذك من الفنانين؟

- ولا واحد من تلاميذي الفنانين بيسألوا عني، ولست أشكو عدم سؤالهم، وأيضاً لا أعتب عليهم، أما اعتذار ليلى (يصمت للحظة): «وماله يمكن افتكرتني لما عرفت أن إلهام شاهين جاءت لزيارتي» أما تلاميذي بأستوديو جلال فعلى اتصال بي دائماً للاطمئنان على حالتي الصحية. وأكثر من يهتم هي الفنانة نادية لطفي التي تربطني بها صداقة قديمة ممتدة منذ تصوير فيلم «المومياء» لشادي عبد السلام، والتي لا تتوقف عن متابعة حالتي والاتصال يومياً بطاقم التمريض، خصوصاً أنها لا تستطيع أن تأتي لزيارتي بسب عدم قدرتها على المشي لوقت طويل، ويكفي أنها هي التي كانت وراء إصدار قرار علاجي على نفقة وزارة الدفاع، ولم تتوقف حتى اطمأنت على حالتي، وهي سيدة يعتمد عليها وصديقة مخلصة، وكان يحز في نفسي تجاهل الدولة لي ولمشواري الفني، والكثير من النجوم والذين لم يفكر بعضهم حتى في رفع سماعة الهاتف للسؤال عليّ، ومؤخراً قام بزيارتي الكاتب وحيد حامد، والمخرج محمد يس، والفنانة إلهام شاهين، إضافة إلى تلاميذي من الأكاديمية التعليمية.

·        مشوارك شديد التنوُّع والثراء، ولكن بصراحة أقرب أفلامك إليك بعيداً عن مقولة كلهم أبنائي؟

- أفضل أفلامي هي التي تعاونت فيها مع أستاذي المخرج الكبير الراحل كمال الشيخ، ومنها «غروب وشروق» و«على من نطلق الرصاص»، أبدعنا معاً، وأيضاً فيلم «الأفوكاتو» وفيلم «للحب قصة أخيرة» اعتبرهما من أجمل أفلامي كمخرج وكاتب.

·        لم تعرف في حياتك سوى حب السينما، والتي تعني في جزء منها الحلم. هل لايزال الميهي قادراً على الحلم رغم محنة المرض؟

- (يصمت للحظات) لا أستطيع أن أعيش بدون حلم، رغم كل ما أعانيه وأمنياتي مُتعدّدة، لكن الحلم الذي أتمنى من روحي أن يتحول إلى حقيقة ولو لبعض الوقت، أن أتحرك على قدميّ مرة أخرى وأعود لممارسة عملي الإخراج السينمائي، لأن الكاميرا «وحشتني»، وحالياً لا أستطع فعل شيء غير أني «أنام وأستيقظ»، لكن هذه إرادة الله وأنا راضٍ بها.

·        في فيلمك «على من نطلق الرصاص» ناقشت الفساد السياسي، وكان ذلك في عصر الرئيس السادات. بعد مرور كل هذه السنوات على الفيلم من ترى يستحق إطلاق الرصاص عليه؟!

- نطلقه أيضاً على الفساد الذي سيطر وترعرع في المجتمعات من الماضي وحتى الآن، وأرى أنه من العيب أن يستمر. ويجب على مختلف الفئات أن تتكاتف لأجل مصلحة الوطن، والتي يجب أن تكون فوق المصالح الشخصية، لأن أولويات هذه المرحلة تتمثل في القضاء على الفساد، وهذا يدفعني أن أقول «إحنا في إيه ولا في إيه»...

مجلة الدوحة القطرية في

01.11.2014

 
 

في حواره الأخير|

الميهي: البطل يسيطر على صناعة الفيلم الآن وليس المخرج

الأفوكاتو: أفلام الأبيض والأسود ما زالت تعيش في أذهان المشاهدين لأنها تميزت بالصدق وقد فتحت ذهني على السينما

حوار - فايزة هنداوي:

قبل مرضه الأخير أسعدني الحظ بلقاء المبدع الكبير الراحل رأفت الميهي، في منزله بجاردن سيتي، وانتهزت الفرصة وأجريت معه حوارًا مطولًا ومختلفًا، لم نتحدث فيه عن أعماله، بل تحدثنا عن الأفلام والمبدعين الذين أثروا في تكوينه، خاصة أفلام الأبيض والأسود التي كان يري أنها لا زالت تعيش في أذهان المشاهدين لأنها تميزت بالصدق، مشيرًا إلى أنها فتحت ذهنه على السينما من خلال مخرجين كبار أمثال صلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار وغيرهم.

وعن تأثره بتلك الفترة ورأيه في هذه الأعمال كان هذا اللقاء مع الميهي:

·        بداية برأيك لماذا عاشت أفلام الأربعينات والخمسينات حتى الآن، في الوقت التي تمر فيه أفلام كثيرة مرور الكرام؟

السبب الرئيسي برأيي هو الصدق، فهذه الأفلام كانت حقيقيقة وليست مصطنعة، ذلك أن الذين صنعوها كانوا يحبون السينما بحق ولا يتعاملون معها بمنطق "السبّوبة" الذي يسود الآن، كما أن هذه الأفلام كان المخرج فيها هو المسيطر على كافة الأمور، وكانت الأفلام تُنسب إليهم ولا تُنسب إلى الأبطال كما يحدث الان، حيث يسيطر البطل على كل الأمور بداية من اختيار النص وصولًا باختيار الأبطال الآخرين مرورًا بكل تفاصيل العمل السينمائي، لذا فإن تلك الأعمال كانت محكمة وليست مفصلة على مقاس البطل أو البطلة كما هو حاليًا.

·        من هم أهم المخرجين الذين تأثرت بهم في تلك الفترة؟

هناك عدد كبير من المخرجين وعلى رأسهم أستاذي صلاح أبو سيف، الذي قدم مجموعة من أعظم أفلام السينما المصرية ومنها "بداية ونهاية" و"القاهرة 30" وغيرها، وكذلك عز الدين ذو الفقار، الذي تميز في النوع الرومانسي، إلا أنه قدم أيضًا أفلامًا مختلفة مثل "امرأة على الطريق" الذي خرج فيه عن عباءته المعتادة ليقدم فيلم جريء ينتمي إلى "الواقعية الطبيعية" التي تختلف عن واقعية صلاح أبو سيف.

·        ماذا كان يُميّز كل مخرج في هذا الجيل؟ 

صلاح أبو سيف كان يتميز بالواقعية الشديدة حيث كان ملتصقًا بالواقع بشكل كبير، ونجح في تقديم أفلام تعبر عن هذا الواقع وكان متأثرًا بالواقعية الإيطالية.

وكان كمال الشيخ يتميز بتقديم النوع البوليسي والتشويقي مثل "المنزل رقم 13" و"حياة أو موت" بطولة عماد حمدي، وكانت تجربة مثل "بين السما والأرض" أيضًا لصلاح أبو سيف جديدة من حيث وحدة المكان والزمان.

وكان عز الدين و الفقار يتميز بالنوع الرومانسي مثل "رد قلبي" بطولة شكري سرحان ومريم فخر الدين وغيرها من الأفلام، وكان متاثرًا بالأفلام الإنجليزية والفرنسية ولكنه تميز بأسلوبه الخاص أما فطين عبد الوهاب فقدم نوع الكوميديا الراقية في أفلام كثيرة مثل "الزوجة رقم 13"، و"مراتي مدير عام" بطولة شادية وصلاخ ذو الفقار الذي لم يكن كوميديًا فقط بل كان يناقش قضية خطيرة وهي حق المرأة في العمل والترقي وناصر للمراة بنعومة شديدة.

·        هل كان هذا الجيل مواكبًا للسينما العالمية؟

بالفعل كانت السينما في هذه الفترة مواكبة تمامًا للسينما العالمية من حيث الموضوعات والتكنيك، والدليل مشاركة صلاح أبو سيف وكمال الشيخ أكثر من مرة في مهرجان "كان" بأفلام مختلفة.

·        من هم أهم كتاب السيناريو في تلك الفترة؟

علي الزرقاني، كان أستاذ الجميع في كتابة السيناريو والحوار، بينما كان سيد بدير هو أفضل من كتب الحوار وليس السيناريو.

·        من الممثلين الذين تضعهم في صدارة هذه المرحلة؟

سعاد حسني ونادية لطفي من النساء ورشدي أباظة من الرجال أعتبرهم ممثلين و "مشخصاتية" بحق أما الباقي فكانوا نجوم عاديين، وشكري سرحان هو القاسم المشترك في كثير من الأفلام المهمة فقد كان محظوظًا بمشاركته في أفلام عظمية

·        ما رأيك في اختيارات أعظم 100 فيلم مصري وعربي؟

الاختيارات تتوقف على الهيئة التي اختارت وطريقة الاختيار، والتي قد يكون بعضها غير موضوعي، لذلك فهي لا تمثل حكمًا نهائيًا ولكنها مجرد وجهات نظر.

·        معظم الاستفتاءات كانت نتيجتها أن "الموميا" هو أفضل فيلم مصري، هل تتفق مع هذه الآراء؟

اتفق تمامًا، لأن المومياء مكتمل العناصر تصوير وإخراج وتحريك ممثل.

·        مع بدايات السينما الناطقة في مصر ما هو أول فيلم ترك علامة في السينما المصرية؟

يعتبر فيلم "فاطمة" لأم كلثوم من أهم أفلام البدايات في السينما المصرية، وكذلك أفلام توفيق صالح الأولى مثل "درب المهابيل" إضافة إلي فيلم "العزيمة" لكمال سليم الذي كان عظيمًا بمقايييس زمنه سواء من حيث التكنيك أو الموضوع، حيث كان يتحدث عن البيئة والحارة المصرية، والتأكيد على قيمة العمل والأشخاص العصاميين.

·        ماذا عن الكوميديا في تلك الفترة؟

كانت هناك أفلام كوميدية عظيمة في تلك الفترة وكلها أفلام راقية وغير مبتذلة مثل جميع أفلام فطين عبد الوهاب، التي ما زلت استمتع بمشاهدتها وتبعث على الضحك حتى الآن.

·        تميزت تلك الفترة بالأفلام الغنائية لكبار المطربين المصريين ما رأيك فيها؟

كانت هناك أفلام غنائية ناجحة جدًا في تلك الفترة، وكانت أسطورية حيث حققت لنا شهرة في العالم العربي و كذلك في أوروبا، حيث تمكن السينمائيون من استغلال نجاح مطربي هذه الفترة مثل عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم ومحمد فوزي، وتمكنوا من توظيفهم بشكل جيد وكان الجمهور في المغرب العربي يقطع التذكرة ويدخل السينما في موعد الأغنية للاستماع إلى الأغنيات من مطربيهم المفضلين مثل أفلام "فاطمة" و"وداد" لأم كلثوم.

·        ما هي أهم الأفلام التي أثرت في وجدانك وتحرص على مشاهدتها؟

انا دائما أشاهد أفلام الأبيض والأسود مثل جميع أفلام صلاح أبو سيف ويوسف شاهين، حيث التكنيك المتميز، وخاصة فيلم "أنت حبيبي".

·        "الفناتزيا" التي اخترت أن تكون هي العلامة المميزة لأفلامك.. هل كانت موجودة في السينما المصرية القديمة؟

كانت قليلة جدًا وأنا أعتبر فيلم "بابا أمين" للراحل يوسف شاهين هو بداية الفناتازيا التي لو استمر عليها يوسف شاهين لصنع أفلامًا عظيمة في هذ المجال

·        ما الذي كان يُميز الإنتاج السينمائي في تلك الفترة؟

أهم ما كان يميز تلك الفترة هو وجود منتجين عظام يحبون السينما بحق مثل رمسيس نجيب وآسيا وحلمي رفلة، وغيرهم من المخرجين الذين كانوا ينتجون الأفلام التي يعشقونها ويحبون تقديمها.

·        هل كانت الأفلام المُقتبسة من السينما العالمية ناجحة برأيك؟

كنت في البداية لا أحب هذه الأفلام واعتبرها نوعًا من أنواع السرقة، إلا أنني بعد ذلك أدركت قيمة هذه الأفلام لأنها كانت مصنوعة بتقنية عالية وتم تمصيرها بشكل جيد مثل فيلم "نهر الحب" إخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة فاتن حمامة وعمر الشريف وزكي رستم وهو مأخوذ عن القصة المعروفة "أنا كارنينا".

التحرير المصرية في

26.07.2015

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)