كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

{الشرق الأوسط} في مهرجان كان السينمائي (2)

«غريس موناكو».. فيلم الافتتاح يحتفظ بحقـه مزج الحقيقة ببعض الخيال

كان: محمد رُضـا

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع واالستون

   
 
 
 
 

في فيلمه الذي حازت عنه الممثلة ماريون كوتيار أوسكار أفضل تمثيل نسائي «وردة الحياة» سنة 2007. تحدث المخرج عن فنانة لا تستطيع التوقّـف عن الفن. إنها المغنية الفرنسية إديت بياف التي كادت أن تقضي وهي تقف على المسرح.

في فيلمه الجديد «غريس أوف موناكو» (Grace of Monaco) الذي افتتح الدورة الـ67 لمهرجان «كان» السينمائي يوم أمس الأربعاء، يتحدث المخرج ذاته عن ممثلة كانت لا تريد أن تعتزل الفن، لكنها قبلت بذلك على مضض.

إنها غريس كيلي، الممثلة التي ولدت سنة 1929 ومثلت للتلفزيون منذ سنة 1950 وحتى قيام المخرج ذائع الصيت جون فورد بتحويلها إلى وجه سينمائي في فيلمه «موغامبو» أمام كلارك غايبل وآفا غاردنر. كان ذلك سنة 1953 وبعد عام واحد طلبها ألفرد هيتشكوك للعب دور الزوجة التي ينوي زوجها راي ميلاند قتلها مستأجرا للغاية خدمة قاتل محترف. هيتشكوك أحب موهبة هذه الممثلة التي لا ترهقها إرشاداته الصارمة فأسند إليها البطولة النسائية في «نافذة خلفية» الذي حققه في العام ذاته حول مصوّر صحافي (جيمس ستيوارت) لا يستطيع الحراك بسبب حادثة، لكنه يستطيع التلصص على جيرانه مكتشفا جريمة قتل تقع في إحدى شقق البناية المواجهة.

ظهرت في ثلاثة أفلام أخرى قبل أن يطلبها هيتشكوك مرّة ثالثة في «للقبض على لص» (1955) أمام غاري غرانت لاعبا شخصية لص ظريف يعيش ويعمل في منطقة الريفييرا. بعد ذلك ظهرت في فيلمين، ثم عندما التقت راينر الثالث، أمير موناكو، وافقت على الزواج منه. وحين عرض عليها هيتشكوك بطولة فيلمه اللاحق «مارني» شعرت بالرغبة في العودة للتمثيل، لكنها كانت اكتشفت موقعها الجديد وما يفرضه عليها، وواجهت بعد ذلك ممانعة زوجها ما دفعها للاعتذار عن قبول ذلك الدور فذهب إلى الممثلة تيبي هدرن التي كانت لعبت بطولة «الطيور» لهيتشكوك سنة 1963.

أحداث فيلم أوليفييه داهان تجري قبل عامين من ذلك التاريخ. في ديسمبر (كانون الأول) سنة 1961 جاءها المخرج الكبير إلى دارتها وترك عندها سيناريو الفيلم. قالت لا، لكنها لم تعنها. عندما رأت أن مكانها الحقيقي هو في موناكو وليس في هوليوود، ودورها هو الوقوف إلى جانب زوجها الذي كان يمر بحقبة تاريخية صعبة وأن ترعى أولادهما الثلاث، تصدّت للمهمة وانتزعت من رأسها فكرة العودة إلى التمثيل. فيلم داهان هو عن نجمة لامعة أعادت وضع أولوياتها وهو ينتهي قبل عشرين سنة من وفاتها أي العام 1962، وحسب الفيلم الذي استندت كتابته إلى مصادر متعددة، استطاعت إقناع الرئيس الفرنسي شارل ديغول بـ«الحفاظ على الجمال» الذي هو إمارة موناكو بعدما كان يسعى لتقويض الإمارة وضمّـها إلى الإدارة الفرنسية إلا إذا دفعت للدولة الفرنسية الضرائب.

آخر كلمة حوار في الفيلم هي «أحبّـك»، يقولها الأمير راينر (توم روث) لزوجته هامسا في تلك الحفلة الكبيرة التي أقيمت احتفاء بمنظّـمة الصليب الأحمر. لقد استطاعت تعديل رأي الرئيس الفرنسي (بعدما قبل دعوتها الشخصية للحضور قائلا لوزرائه «لن أخاف من ممثلة») بعد كلمتها التي ترقرقت الدموع في عينها وهي تلقيها. في الحقيقة، الفيلم فيه أكثر من مشهد يصوّر فيها المخرج دموع نيكول كيدمان تترقرق في مقلتيهما أو تنذرف على خدّيها وهو لم يكن ليستطيع ذلك لولا هذا الأداء الجيد من الممثلة الذي يفوق معظم ما أدّته من أفلام سابقة.

الفيلم سلسلة من المآزق، ولا بد أن بعضها كان مبكيا لامرأة وجدت نفسها محور الحياة الشخصية لموناكو كلها، فإلى جانب الأزمة العاتية التي ضربت العلاقة بين فرنسا والإمارة وما كادت أن تفضي إليه من التهام الأولى للثانية، مرّت الإمارة في ذلك الحين أزمات أخرى مثل إشرافها على الإفلاس كما عايشت كيلي أوضاعا كئيبة: لديها زوج يفضل السياسة على كل شيء. ينظر إليها بحذر. يحاول فرض وصايته عليها وتحيط بها ثقافة تختلف تماما عن تلك الأميركية الأكثر، والكلام للفيلم، مباشرة وحرية.

لكنها كسبت الزوج مرّة ثانية وكسبت معركة الإمارة ضد فرنسا كما كسبتها ضد شقيقة الزوج التي كانت تحاول مساعدة شارل ديغول الاستيلاء على الإمارة لقاء تعيينها هي كملكة.

كم من هذا الفيض من الأزمات صحيح وكم منه خيالي هذا ليس واضحا تماما. هل خطاب غريس كيلي هو فعلا ما أثّـر في شارل ديغول فعفا الإمارة من خطته؟ هل حدثت تلك المشادات بينها وبين زوجها أو بين زوجها وبين مندوبين ومسؤولين أوروبيين؟ هل قدّر الأمير راينر زوجته حق قدرها لاحقا عندما يكتشف الجهد الذي تبذله في سبيله وسبيل الإمارة؟ لا ريب أن هناك صدقا في الكثير من هذه الأحداث التي نراها، لكن لا عجب أيضا أن يصدر من القصر، وكما أشرت البارحة، إعلان تتبرأ فيه العائلة من الفيلم وتنفي أن أحداثه وقعت على النحو الذي يصوّره المخرج داهان. العجيب هو أن أولاد غريس كيلي هم من أصدره.

الفيلم لا يحاول إلا أن يتوجّـه للجمهور العام: 35 مليون دولار ميزانيّـته. ناطق بالإنجليزية (مع قليل من الفرنسية). يحمل أسلوب سرد غير شخصي ومنفتح على كل الأذواق من دون خصائص فنية تحد من وصوله إلى الجمهور السائد. حتى ولو لم تكن المشاهد المعروضة حقيقية تماما أو حتى لو رش المخرج الملح والبهارات على السطح وفي بعض الجوانب، إلا أنه يبقى ممارسا لحقّـه في مزج الحقائق بشروط العرض رغم أن الكثير مما نراه على الشاشة يبقى عكسا للتفاصيل الواقعية من تصاميم الأماكن والملابس وتصفيف الشعر إلى مجمل ما وجده المخرج مناسبا لسرد الحكاية.

هذا لا يعني أنه فيلم جيّـد على نحو كبير. بالتأكيد ليس عملا فنيا خالدا أو فيلم يعود إليه المشاهد متأثرا بما ورد فيه، لكنه ليس إضاعة وقت، ومع أن عليه أن يتمتع بجماليات المكان وأن يلتزم بتقديم شخصيته الرئيسية على نحو إيجابي، إلا أنه ليس بلاستيكيا هشّـا كما كان متوقعا. في مجمله هو نتيجة معرفة بما يريد المخرج قوله وبكيفية قوله ونتيجة رغبته في أن يقدّم غريس في ضوء لامع والآخرين في ظلالات متباينة قبل أن يمنحها (كما حال شخصية الزوج وحال المشرفة الأولى في القصر) إضاءة أفضل.

اختيار المهرجان لهذا الفيلم لافتتاح هذه الدورة في مكانه، إن لم يكن لشيء فلحقيقة أن غريس كيلي تعرّفت على أمير موناكو في هذه المدينة وبمناسبة عرض فيلمها «للقبض على لص» في المهرجان سنة 1955. باختياره يمنح المهرجان تأييده للمخرج داهان الذي واجه مشاكل عدّة خلال التصوير. فقد بوشر بتصوير هذا الفيلم قبل عامين. في العام الماضي اختلف المنتج الفرنسي بيير أنج لي بوغام والمخرج داهان مع الجانب الأميركي المتمثّـل بهارفي واينستاين (الذي كان دفع خمسة ملايين دولار لقاء عروضه الأميركية). سبب الخلاف هو رغبة واينستاين إعادة توليف الفيلم على نحو يرضاه هو. لقد وجد أن الفيلم يتحدّث في السياسة والأزمات الداخلية للإمارة أكثر مما يسرد قصّـة عاطفية ناعمة يستطيع بيعها لجمهوره.

إلى ذلك، يقال: إنه كان يرغب في فيلم يدخل به أوسكار السنة المقبلة لكنه فوجئ بفيلم لم يأخذ بعين اعتباره أيا من هذه الشروط. داهان رفض إعادة توليف فيلمه ملتزما بحقه كمخرج، وهو حق يضمنه القانون الفرنسي. أما هارفي فصنع نسخة مختلفة ليفاجأ بأن مهرجان «كان» اختار الفيلم، بنسخته الأصلية، للافتتاح. ربما ستكون النسخة التي سيعرضها على الأميركيين أو سيبعث بها إلى الأكاديمية موزعة الأوسكار أو إلى مسابقة «الغولدن غلوب»، لكن من المشكوك فيه أن تكون أفضل من هذا العمل على تواضعه فنيا.

ألفرد هيتشكوك الذي لا يكف عن الحضور

* يؤدي الممثل روجر أشتون غريفيث شخصية المخرج ألفرد هيتشكوك في هذا الفيلم ويعرض المهرجان فيلم هيتشكوك «نزل جامايكا» (1939) في تظاهرة من الكلاسيكيات السينمائية. لكن الحقيقة أن هيتشكوك حاضر شبه دائم من العام 1946 عندما قدّم هنا «مشهور» داخل المسابقة وحتى اليوم. فبعد ذلك الفيلم اشترك هيتشكوك خمس مرّات متوالية عن «أنا أعترف» (1953) و«الرجل الذي عرف أكثر مما يجب» (1956) و«الطيور» (1963) و«ذعر» (1972) ثم «حبكة عائلية» (1976). بعد وفاته سنة 1980. مباشرة قبل دورة ذلك العام، استعيد هيتشكوك عدة مرات فعرض المهرجان له «سايكو» الذي حققه المخرج سنة 1960 وذلك في حفل خاص سنة 1910. في العام الماضي عرض له فيلمين من أعماله الفذّة «فرتيغو» الذي أخرجه سنة (1958) وذلك بحضور بطلته كيم نوفاك و«الطيور» (1963).

كل هذا ولجان التحكيم طوال هذه الحقبة أغفلت منحه أي جائزة عن أي من أعماله.

الشرق الأوسط في

15.05.2014

 
 

67 دورة لمهرجان «كانّ»..

من حدث اجتماعي إلى أسطورة السينما

نديم جرجورة 

«منذ بداياته الأولى، يحرص مهرجان «كانّ» على الوفاء لدعوته التأسيسية: كشف النتاجات وتنميتها بهدف خدمة تطوّر السينما، وتيسير نموّ صناعة الفيلم في العالم، والاحتفال بالفن السابع على المستوى الدولي». بهذه الكلمات، المستلّة من النظام الداخلي المكتوب في العام 1948، يُحدَّد أحد أبرز المهرجانات السينمائية الدولية، الذي يحتلّ المرتبة الأولى إلى جانب مهرجاني برلين والبندقية، علماً بأن مهرجان «كانّ» تأسّس، قبل 68 عاماً، لتفعيل حدث ثقافي دولي قابل لمنافسة الـ«موسترا»، أي مهرجان البندقية الأقدم منه. لكن الاهتمام الأول بالجوانب الثقافية والفنية والصناعية للسينما في «كانّ» لم يحجب المساحة الأبرز في دوراته السنوية، الخاصّة بالاستعراض والأضواء: السجادة الحمراء تقليد أساسي. النجوم وسيرهم عليها في اتّجاه قاعة العروض الاحتفالية. الحشد الكبير لوسائل الإعلام المرئي والمصوّرين الصحافيين. السهرات الليلية. هذا كلّه يُكمّل لقاءات مهنية إنتاجية توزيعية بحتة، وندوات تُقام إثر تقديم كل فيلم مشارك في المسابقة الرسمية في عرض صحافي صباحي، وحوارات تُجرى مع صنّاع السينما ومبدعيها في الفنادق الفخمة الممتدة على شاطئ الـ«كروازيت» الخلاّب.

توازنات
مهرجان «كانّ» قادرٌ، سنوياً، على إيجاد توازن مهمّ بين الفني ـ الثقافي من جهة أولى، والاستعراضي ـ الإعلاميّ من جهة ثانية. الجانب الأول لبّ الحكاية. المرحلة التي شهدت ولادة المهرجان خصبة بتحوّلات خطرة حالت دون تحقيق الفكرة في موعدها. جان زاي، وزير التعليم الرسميّ والفنون الجميلة في ثلاثينيات القرن المنصرم، هو الذي أعلن تلك الرغبة الفرنسية في إيجاد منافس ثقافي دولي لمهرجان البندقية. تعاون مع لوي لوميير، المؤسّس الرسمي لصناعة السينما. هذا الأخير مكلَّف حينها بتنظيم الدورة الأولى وإدارتها في العام 1939. العالم، يومها، ذاهبٌ إلى حرب وحشية انتهت في العام 1945. كل شيء تأجّل. بعد نحو عام واحد فقط على نهاية الحرب العالمية الثانية، انطلق المهرجان. حدث هذا في 20 أيلول 1946، وحافظ منظّموه على شهر أيلول كموعد سنوي، باستثناء الأعوام الممتدة بين 1948 و1950، قبل أن يُتَّخذ من شهر أيار موعد سنوي ثابت له، بدءاً من العام 1952. يُذكر هنا أن المهرجان استفاد من قانون العام 1901 المتعلّق بتأسيس الجمعيات التي تُديرها مجالس إدارية. غير أنه لم يحصل رسمياً على صفة «جمعية ذات منفعة عامة» إلاّ في العام 1972.

للمهرجان حكايات عديدة تضمّنتها كتب ودراسات وأبحاث متفرّقة. ارتباطه بالسياسة معدوم، لكن أحداثاً كبيرة هزّت العالم فكرياً وثقافياً واجتماعياً، أثّرت فيه. الدورات الأولى نُظّمت كحدث اجتماعي بحت، والأفلام المعروضة فيها حصلت كلّها تقريباً على جوائز. لكن مجيء نجوم العالم إليه، ومشاركتهم فيه، وتوسّطه المتنامي الفعالية من دون توقّف بين صنّاع السينما ونجومها ومشاهديها، دفعه إلى امتلاكه سريعاً صيتاً دولياً وأسطورياً. شعبيته تنامت سريعاً هي أيضاً، منذ خمسينيات القرن الفائت تحديداً، مع زيارة مشاهير له، أمثال كيرك دوغلاس وصوفيا لورين وغريس كيلي (افتُتحت الدورة الأخيرة هذه، مساء أمس الأربعاء، بعرض فيلم «غريس دو موناكو» للفرنسي أوليفييه داهان، مع الممثلة الأوسترالية نيكول كيدمان في دور الأميرة والممثلة السابقة غريس كيلي) وبريجيت باردو وكاري غرانت ورومي شنايدر وآلان دولون وسيمون سينيوري وجينا لولو بريجيدا وغيرهم.

برامج ودروس

في الستينيات الماضية، أُنشئ برنامجان مستقلّان عن المسابقة الرسمية هما «الأسبوع الدولي للنقد» (1962)، و«أسبوعا المخرجين» (1969)، اللذان تحوّلا مع الأعوام اللاحقة إلى حيّزين أساسيين في «كانّ»، خصوصاً أنهما ساهما، كل بطريقته الخاصّة، في إعلان «ولادات رسمية» لمخرجين باتوا اليوم في واجهة الإبداع السينمائي. وإذا حافظ المهرجان على مبدأ أساسي متمثّل بضرورة أن يكون هو صاحب الحقّ الدولي للعروض الأولى للأفلام الجديدة، فإن الغالبية الساحقة من السينمائيين تجتهد لإنهاء نتاجاتها الحديثة قبل موعد بدء هذه الدورة أو تلك. وإذا امتلك مهرجانا برلين والبندقية الحقّ نفسه، فإن المنافسة تُصبح أكبر وأحَدّ، لأن المهرجانات الثلاثة باتت، منذ سنين بعيدة، الواجهة الأولى والأساسية لـ«دخول» الأفلام إلى العالم.

في العام 1972، تحوّلت عملية اختيار الأفلام. قبله، كانت دول الإنتاج تُرسل أفلامها للمشاركة في «لائحة الاختيار الرسمي». بعده، تبدّل الحال: امتلك المهرجان استقلاليته المطلقة في اختيار الأفلام. بعد ذلك بـ6 أعوام، عُيِّن جيل جاكوب «مندوباً عاماً» للمهرجان، فإذا به يؤسّس مباشرة «نظرة خاصّة»، ويبتكر «جائزة الكاميرا الذهبية» التي تُمنح لأفضل أول فيلم في الاختيارات كلّها. أما بالنسبة إلى «درس السينما»، الذي تُقدّمه صوفيا لورين في دورة هذا العام، فافتُتح في العام 1991 مع الإيطالي فرانشيسكو روزي، بينما كان «درس الموسيقى» الأول في العام 2003 مع نيكولا بيوفاني، و«درس الممثل» الأول في العام 2004 مع ماكس فون سيدو.

المحطات الأساسية عديدة: بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيسه، طُلب من 33 مخرجاً من العالم كلّه تحقيق فيلم جماعي بعنوان «لكل واحد سينماه»، على أن يُنجز كل واحد منهم فيلماً قصيراً جداً مدّته 3 دقائق فقط، متعلّق بـ«صالة السينما». قبل 4 أعوام، بات للفيلم القصير مكانته الثابتة في أروقة المهرجان وواجهته. لكن «سوق السينما»، المؤسَّسة في العام 1959، لا تزال محافظة على حضورها الصناعي الفاعل في المشهد السينمائي الدولي، كونها المكان الوحيد المفتوح على مفردات الصناعة كلّها.

في العام 2000، انتُخب جيل جاكوب رئيساً للمهرجان، خلفاً لبيار فيو الذي بات رئيساً له منذ العام 1985، بعد مرحلة روبير فافر ـ لو بري. بين العامين 2001 و2005، تعاون جاكوب مع فيرونيكا كايلا كمديرة عامة، وتييري فريمو كمندوب فني، هو الذي عُيّن مندوباً عاماً للمهرجان منذ العام 2007. أما جاكوب، فسيُغادر موقعه الحالي في الأول من تموز 2014، مُسلّماً رئاسة المهرجان لبيار لاسكور المُنتخب في كانون الثاني 2014.

أسئلة ملحّة عن الحضور السينمائي اللبناني في «كانّ»

نديم جرجوره  

هل يُمكن القول إن الحضور السينمائي اللبناني في السوق السينمائية التابعة لمهرجان «كانّ»، قابل لتفعيل العلاقة التي يُفترض بها أن تقوم بين الأفلام اللبنانية والعاملين الدوليين في صناعة السينما؟ هل توصّل الحضور هذا، الذي يحتفل هذا العام بمشاركته العاشرة، إلى «دعم» فعلي وحقيقي ومتين لأفلام لبنانية، لا يُمكن التثبّت من آلية اختيارها، وإلى «الترويج» لها فرنسياً ودولياً، في أحد أهمّ الأسواق السينمائية الدولية وأفضلها؟ ما هي الميزانية الحقيقية الموضوعة لحضور كهذا؟ أي دور فعليّ يلعبه «المكتب اللبناني للسياحة» في باريس، عبر تعاونه مع «وزارة السياحة اللبنانية» و«مؤسّسة سينما لبنان»؟ هل تُشارك المؤسّسة هذه في تمويل الحضور اللبناني، أم تكتفي بأنواع شتّى من المشاركات، باستثناء المشاركة المالية؟ ما هي الخطط (أو الخطّة الواحدة على الأقلّ) المعتمدة من قبل المكتب والمؤسّسة لتنظيم نشاط كهذا، علماً أن المؤسّسة بحدّ ذاتها تثير أسئلة كثيرة حول دورها الفعلي واشتغالاتها العملية في المشهد السينمائي داخل لبنان أولاً وأساساً؟

أسئلة عديدة مطروحة الآن، بالتزامن مع بدء الدورة الـ67 (14 ـ 25 أيار 2014) لمهرجان «كانّ» السينمائي. يشتدّ إلحاح الأسئلة، مع الاحتفال اللبناني بمرور 10 أعوام على المشاركة اللبنانية للمكتب والمؤسّسة في «بافيون» السوق السينمائية. 10 أعوام؟ كان يُفترض بهذه المدة الزمنية أن تؤثّر إيجاباً في فعالية الحضور السينمائي اللبناني وحيويته، في حين أن معظم الذين يتردّدون على السوق السينمائية يلتقون عند رأي واحد تقريباً: لا وجود فاعلا للسينما اللبنانية في السوق.

بحسب البيان التعريفي الصادر عن الاحتفال بالعام العاشر، يتبيّن أن النشاط مقتصر على حفلة كوكتيل وعرض فيلمين روائي طويل ووثائقي. يتبيّن أن حفلة الكوكتيل (الأحد 18 أيار 2014، بين 3 و5 بعد الظهر) مقتصرة على مشاركة مهنيين لبنانيين (لم تُذكر أسماؤهم) يُقدّمون أبرز النشاطات السينمائية اللبنانية، وأخباراً متعلّقة بالعمل السينمائي اللبناني منذ أيار 2013. أما الفيلمان المختاران فهما: الروائي الطويل «طالع نازل» (2013) لمحمود حجيج، والوثائقي الطويل «طيور أيلول» (2013) لساره فرنسيس (يُعرضان يوم الأربعاء في 21 أيار 2014، 11،30 صباحاً للأول و1،30 بعد الظهر للثاني).

هذا أمرٌ أفضل. عرض بعض أحدث الإنتاجات السينمائية في مكان يُتوقّع أن يزوره عددٌ كبيرٌ من المعنيين بصناعة السينما، أنسب من أي شيء آخر. لكن، هل يعتزم المكتب والمؤسّسة ترويجاً إعلامياً كبيراً، لتحريض أكبر عدد ممكن من الزوّار لمشاهدة الفيلمين، أو أحدهما على الأقلّ؟ هل يملك المكتب والمؤسّسة خطة إعلانية قادرة على إثارة حماسة مُشاهدين مفترضين؟ التجارب السابقة لا تُقدّم أجوبة إيجابية. الفيلمان، بحدّ ذاتهما، يمتلكان حيوية سينمائية قابلة لمشاهدة ممتعة، ولنقاش نقدي ضروري. الفيلمان مستلاّن من أحوال البلد والمجتمع والناس والحكايات الفردية والخاصّة. الفيلمان منتميان إلى حالة إنتاجية لبنانية تميل إلى صناعة صورة سينمائية ذات موضوع إنساني واقعي، يعكس شيئاً من فداحة التمزّق والخوف والألم.

10 أعوام. ليس الرقم عادياً. ليست النتيجة مهمّة. لكن، لا بُدّ من قراءة نقدية تتناول نشاطاً كهذا، وأنشطة شبيهة بها، تقع في التباس المعاني والمغازي والأهداف والتمويل.

السفير اللبنانية في

15.05.2014

 
 

"تمبكتو" في مسابقة "كان":

بيع التخلف إلى الغرب!

أمير العمري/ مهرجان "كان" 

المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو (الذي نشأ في مالي) يأتي بفيلمه الجديد "تمبكتو" Temboktu إلى مهرجان كان السينمائي. والفيلم ليس فقط في المهرجان بل وفي مسابقته الرسمية التي لم تتسع هذا العام لأكثر من 18 فيلما. محظوظ ربما؟ كلا بل هو موجود عن رغبة وعن قصد من المهرجان العريق، فهو فيلم "فرنسي" بالكامل فيما عدا أنه من إخراج صاحبنا سيساكو، وهو يقيم ويعمل في باريس إلى اعتبار فيلمه فيلما "عربيا" أو "الممثل الوحيد للعرب" في المسابقة، وهو نوع من "الكذب الرشيق" أو ربما بالطبع.

الحقيقة أن المتفائلين بالفيلم الفرنسي الناطق بالفرنسية والعربية والانجليزية ولغة الطوارق، ربما يندمون بل ويتبرأون من الفيلم بعد مشاهدته، فهو ليس فقط مخيب للآمال، بل ولم يكن يصلح أصلا للمشاركة في مسابقة مهرجان كان بتاريخه العريق.

هذا فيلم نموذجي في قصديته أي فيما يتعلق بتلك "النية المسبقة" التي تدفع مخرجه إلى مغازلة جهات التمويل الفرنسية عن طريق التلويح لها بموضوع يدور في تلك البلاد الصحراوية الممتدة برمالها التي لا نهاية لها، ونهرها الشاسع الذي يتصارع حوله البشر والحيوان، لكن الأهم بالطبع، أنه يدور حول مشكلة العصر أي التطرف الإسلامي أو ظاهرة "الجهاديين" الذين يريدون الوقوف في وجه التطور التاريخي والعودة بشكل قسري إلى ما قبل التاريخ بدعوى أنهم يطبقون "الشريعة".

الفيلم إذن يدور في تمبكتو بمالي ويصور كيف يرغب الجهاديون القادمون من خارج البلاد، من بلدان عربية مثل ليبيا والجزائر وموريتانيا، في إرغام السكان المحليين على التخلي عن عاداتهم وتقاليدهم، يهددونهم بقطع أيديهم وأرجلهم، ينزلون بنسائهم العقاب بالجلد بسبب عدم الاستجابة لتعليماتهم الصارمة التي تقضي بضرورة ارتداء الحجاب أولا ثم القفزات والجوارب!

غير أن المشكلة الحقيقية في هذا الفيلم أنه عمل مفكك، تغيب فيه الحبكة، وتتشتت الرؤية، وتتناقض رسالته مع تناقض مشاهده، وعجزها الفني عن تقديم رؤية متماسكة تعكس حقيقة القضية التي يناقشها من خلال دراما إنسانية يشارك فيها البشر بغبائهم وحماقتهم واندفاعهم الأعمى وراء الايديولوجيا الدينية بفهمهم المنحرف للدين. فنحن لسنا أمام قصة تقليدية ولا أمام لوحة ممتدة من المواقف التي يجمعها رابط ما، بل مجموعة متنافرة مفتعلة من المشاهد المفككة التي تعاني ضعفا واضحا في الإخراج بل وفي الخيال أيضا. والمخرج الذي كان قد بدأ قبل أكثر من 12 عاما بداية طموح بفيلمه الروائي الطويل الأول "في انتظار السعادة"، لا يشبع مشاهد فيلمه بل يتوقف حيث يجب أن يستمر، ويستمر حيث يجب أن يتوقف. ولاشك أن هذا هو اختياره الواعي والقصدي، فهو لا يريد أن يكشف بل أن يخفي أكثر مما يكشف، لكن هذا الأسلوب يجعل الفيلم يفتقد المنطق والتسلسل الطبيعي.

هناك المرأة التي تبيع السمك والتي يرغب "الجهاديون" في ارغامها على ارتداء القفازات في يديها لكنها ترفض وتعلن تمردها بوضوح فيقولون لها إنهم مضطرون في هذه الحالة الى اصطحابها معهم (والمفهوم أنهم سيقومون بإنزال العقاب بها) لكنها تختفي دون ان نعرف ماذا حل بها ثم تظهر قبل نهاية الفيلم لتقول إنها ترغب في مغادرة البلاد!

وهناك ذلك الجهادي القادم من الجزائر الذي يريد اقامة علاقة ما مع امرأة من السكان تدعى ساتيما، ويتردد عليها فقط عندما يكون زوجها كيدان غائبا. والفيلم يريد أن يقول لنا ان الجهاديين أنصار تطبيق الشريعة والحدود ليسوا كما يتظاهرون، وفي مشهد آخر نرى الرجل يدخن السجائرفينهره سائقه، الذي لا يبدو مقتنعا تماما بالفكر الجهادي، ونعود الى زوج المرأة كيدان الذي يرتبط بعلاقة خاصة بابنته الصغيرة التي لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، والذي يرفض ممارسات الجهاديين خاصة بعد أن يقتل أحدهم بقرة من بقراته وتنتهي المشاجرة بينهما الى مقتل الشاب دون قصد من كيدان، ويمر بمحاكمة تنتهي على ما يبدو بالحكم عليه بالاعدام، وهي محاكمة طويلة تقطعها مشاهد عديدة للابنة وهي تحاول الاتصال بوالدها، وبالزوجة تحاول الاتصال بالرجل الذي وعد بمساعدتها لكنه يتهرب منها، وبفتى يسعى ولو على صعيد الحلم، لجمع اربعين بقرة لتقديمها فدية ضمانا لاطلاق سراح كيدان!

ويصور الفيلم أيضا كيف يحظر الجهاديون الموسيقى ويعاقبون من يعزفها ويستمع إليها بالجلد، كما يحرمون لعب كرة القدم. وفي المشهد الوحيد الذي يتميز بالخيال والبراعة في التنفيذ نرى مجموعة من الشباب يلعبون مبارة كرة قدم وهمية أي بدون كرة، على غرار المشهد الشهير لمباراة التنس الوهمية في فيلم "تكبير" Blow Up  لمايكل أنجلو انتونيوني (1967). هذا المشهد يتميز بايقاعه السريع والانسجام التام بين مجموعة الممثلين الثانويين الذين يؤدونه، وموسيقاه التي تضفي حيوية على المشهد وتشي بطابعه الساخر. وعندما تقترب سيارت الدفع الرباعي للجهاديين من اللاعبين الشباب يتوقفون على الفور، عن لعب الكرة ويتظاهرون بأنهم يقومون بتدريبات على اللياقة البدنية!

غير أن الفيلم يعاني من الاستطرادات والتكرار، ومن الخطب الطويلة والحوارات التي تكرر الفكرة، كما نرى في المشهد الذي يناقش فيه شيخ المسجد أحد زعماء الجهاديين عن تزويج الجهاديين عنوة فتاة دون موافقتها، من شاب ينتمي إليهم. والنتيجة أننا أمام معالجة سينمائية سطحية اقرب إلى الصورة الاستشراقية، التي تميل الى التنميط، تتوقف عن حدود الوصف الخارجي،  مع غياب المهارة الحرفية في تنفيذ معظم المشاهد، كما في مشهد جلد المرأة مثلا.

"تمبكتو" فيلم يبيع مخرجه التخلف الى الممولين الغربيين الذين يرحبون بكل عمل "بدائي" يصور موضوعا "بدائيا" يدور في عالم بدائي يسكنه البدائيون!

عين على السينما في

15.05.2014

 
 

كان السينمائي: برنامج طموح وافتتاح تاريخي

أمير العمري- من "كان" 

افتتحت مساء الأربعاء 14 مايو، الدورة السابعة والستون من مهرجان كان السينمائي، أهم المهرجانات السينمائية في العالم وأكثرها تأثيرا على صناعة السينما.

فيلم الافتتاح هو الفيلم الأمريكي "جريس أميرة موناكو" Grace of Monaco للمخرج الفرنسي أوليفييه داهان. وهو فيلم رأى القائمون على المهرجان أنه يناسب تماما العرض الاحتفالي- خارج المسابقة- في المهرجان الكبير الذي يقام على شاطيء الريفييرا الفرنسية خاصة وأن أحداثه تدور في إمارة مونت كارلو القريبة، كما يتناول العلاقة المعقدة بين مونت كارلو وفرنسا في ستينيات القرن الماضي، من خلال شخصية جريس كيلي، نجمة هوليوود الشهيرة التي تزوجت عام 1956 الأمير رينيه الثالث أمير موناكو، في حفل أسطوري، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وتوفيت في حادث سيارة عام 1982 لتصبح أسطورة من أساطير القرن العشرين.

مدخل المخرج داهان الى التعامل مع شخصية جريس كيلي (أميرة موناكو) يدور في إطار فكرة المرأة الجميلة- التي تصبح ضحية الخضوع لما تقتضيه الحياة في قصور الأثرياء- الملوك والأمراء، كيف تفقد براءتها وقدرتها على التعبير التلقائي عن نفسها، خاصة وهي الممثلة الأمريكية المدللة (فتاة فيلادلفيا) التي أصبحت الآن أسيرة حياة جديدة، تقتضي منها الصمت والتظاهر وإنكار الذات وتجاهل رغبتها الحقيقة في العودة إلى اضواء السينما مجددا رغم الإغراءات، وكيف أنها تقرر الوقوف الى جانب زوجها الأمير خلال الأزمة التي كادت أن تؤدي الى ابتلاع فرنسا لإمارة موناكو في الستينيات. غير أن مشكلة الفيلم تكمن في ميله الواضح إلى تنميط الشخصيات، والمغالات في تسييس الموضوع بشكل يضر بالجانب الانساني الذي كان يتعين إبرازه في الشخصية الرئيسية، بعيوبها ومزاياها، كما يمل الفيلم الى ابتكار الكثثر من التفاصيل التي لم تحدث في الواقع، وبالتالي يأتي رفض عائلة الأميرة للفيلم قبل عرضه بدعوى أنه مجاف للحقيقة بل واتهاكه أيضا بتشويه العائلة!

معالم الدورة

الدورة الجديدة التي ستستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، تشهد عرض حوالي مائة وخمسين فيلما من الأفلام الطويلة والقصيرة، الروائية والتسجيلية وأفلام التحريك، في كل أقسام المهرجان سواء البرنامج الرسمي (المسابقة، نظرة ما، مسابقة الأفلام القصيرة، عروض خاصة خارج المسابقة)، أم التظاهرات الموازية مثل أسبوع النقاد، ونصف شهر المخرجين، وكلاسيكيات كان، وركن الأفلام القصيرة.

أهم أقسام المهرجان قسم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي تحتوي هذا العام على 18 فيلما فقط وهو أقل عدد من الأفلام في المسابقة منذ سنوات، وهي تأتي من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وكندا وبلجيكا وروسيا واليابان وألمانيا والأرجنتين. وتمثل السينما الفرنسية وحدها في المسابقة بخمسة أفلام تليها السينما الكندية (ثلاثة أفلام) ثم السينما البريطانية والأمريكية (فيلمان لكل منهما) مع ملاحظة أن عددا كبيرا من الأفلام الأخرى من الإنتاج المشترك مع فرنسا، وبالتالي تبرز كثيرا الهوية الفرنسية على أفلام المسابقة وقسما كبيرا من أفلام الأقسام الأخرى في المهرجان.

والملاحظ غياب السينما الإيطالية من المسابقة وهي السينما التي قدمت العام الماضي أهم الأفلام الأوروبية قاطبة وهو فيلم "الجمال العظيم" The Great Beauty الذي حصل على جائزة أحسن فيلم أوروبي وأحسن فيلم أجنبي في مسابقة الأوسكار رغم عدم حصوله على جائزة كان الكبرى بل على الجائزة الخاصة الكبرى للجنة التحكيم، كما يلاحظ أيضا تهميش سينما القارات الثلاث (وهذه هي التسمية الأفضل من سينما العالم الثالث)أي افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية في عرض فيلم واحد من الأرجنتين، كما تغيب أفلام إفريقيات السوداء غير أن المسابقة الرسمية تضم الفيلم الجديد للمخرج الموريتاني المعروف عبد الرحمن سيساكو وهو بعنوان "تمبكتو" لكنه من الإنتاج الفرنسي.

السينما العربية

للمرة الأولى منذ سنوات تغيب السينما العربية غيابا شبه تام عن المهرجان، فهي غائبة من المسابقة التي تستقطب عادة أنظار الصحافة الدولية، لكن هناك فيلما واحدا يعرض في قسم "نظرة ما" Un Certain Regard للمخرج السوري أسامة محمد الذي يقيم في منفاه الاختياري في باريس، وهو فيلم "مياه فضية: سوريا بورتريه شخصي". هذا الفيلم أخرجه أسامة محمد (صاحب نجوم النهار) بالتعاون مع وئام بدرخان وهي سيدة سورية كردية تقيم في حمص، سألت المخرج المقيم في باريس ماذا كنت ستصور لو كنت في حمص، وقد صرح اسامة بأنه لا يمكنه سوى أن يقوم بتصوير السماء في باريس. وعلى شاكلة التعاون الشهير بين المخرج التركي الراحل الكبير يلماظ جوني وشريكه ومساعده شريف جوران عام 1982 في انجاز الفيلم الشهير "الطريق" يصنع أسامة محمد فيلما عن "حقول القتل" في سوريا من خلال نظرته الخاصة. وفيلم أسامة محمد من الإنتاج الألماني بتمويل فرنسي.

وفي مسابقة أفلام طلبة معاهد السينما فيلم قصير من مصر يحمل عنوانا غريبا هو "ما حدث بعد وضع حجر الأساس لمشروع حمام عمومي بالكيلو 375" للمخرج الشاب عمر الزهيري. والفيلم يقع في 18 دقيقة، وهو من إنتاج معهد السينما بالقاهرة.

من أهم أفلام المسابقة المنتظرة الفيلم الجديد للمخرج الفرنسي- السويسري الكبير جان لوك جودار (أحد رواد حركة الموجة الجديدة الفرنسية التي ظهرت في أواخر الحمسنيات). والفيلم بعنوان "وداعا للغة" Adieu Au Langage وهو فيلم لم يكشف عنه مخرجه أي معلومات محدده حتى الآن، وليس معروفا ما إذا كان جودار نفسه سيحضر المؤتمر الصحفي الذي سيعقب عرض فيلمه يوم 21 مايو.

ويعود المخرج الكندي (من أصل مصري من الطائفة الأرمنية) أتوم إيجويان إلى المسابقة بفيلم جديد هو "أسرى" Captives يواصل فيه ما سبق أن صوره في فيلم سابق، يدور حول نسبية الحقيقة.

ضمن قسم "نظرة ما" يعرض 19 فيلما، وخارج المسابقة ضمن أقسام عروض منتصف الليل والعروض الخاصة وأفلام خارج التسابق، يعرض 16 فيلما منها عدد من الأفلام التسجيلية المهمة أولها الفيلم الفرنسي الإنتاج "جسور سراييفو" The Sarajevo Bridges الذي شارك في اخراجه 13 مخرجا من فرنسا  وايطاليا وبلغاريا وألمانيا والبوسنه والبرتغال وأوكرانيا وصربيا ورومانيا واسبانيا. يصور المخرجون الأوروبيون الثلاثة عشر نظرتهم الخاصة لمدينة سراييفو وما تمثله في الثقافة الأوروبية وما أصبحت عليه اليوم، وعلاقتهم الخاصة بالمدينة التاريخية وما تعرضت له خلال المائة عام الأخيرة.

ويشهد مهرجان كان أيضا العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي الطويل "الميدان"- إخراج سيرجي لوزينستا- الذي يصور حركة التمرد الشبابي ضد نظام الرئيس يانكوفيتش في أوكرانيا خلال شتاء 2013- 2014. كما يعرض خارج المسابقة الفيلم الفرنسي الوثائقي "رسامو الكاريكاتير: جنود المشاة من اجل الديمقراطية" إخراج ستيفانى فالواتو وهو يسجل تجربة 12 رسام كاريكاتير من شتى أنحاء العالم بما في ذلك العالم العربي في نقد الأنظمة الديكتاتورية، والوثائقي الطويل "شعوب العالم" إخراج إيف يولاند عن تاريخ جريدة «لوموند» الفرنسية الشهيرة بمناسبة مرور 70 سنة على بدء صدورها.

ويعود المخرج الألماني الكبير فيم فيندرز Wenders إلى المهرجان بفيلم وثائقي طويل بعنوان "ملح الأرض" عن التجربة الطويلة للمصور البرازيلي الكبير سيباستياو سيجادو Sebastiao Salgado خلال الأربعين عاما الأخيرة في رصد مظاهر الظلم الإنساني في أرجاء العالم المختلفة.
وعلى هامش المهرجان تعرض الممثلة سلمى حايك مشاهد من الفيلم الجديد المقتبس عن كتاب "النبي" لجبران خليل جبران، وهو فيلم من أفلام التحريك إشترك في اخراجه 10 مخرجين، وهو فيلم لايزال في مراحل الانتاج. وجدير بالذكر أن الفيلم حصل على تمويل قطري من مؤسسة الدوحة للسينما، كما شاركت في انتاجه شركة لبنانية.

الجزيرة الوثائقية في

15.05.2014

 
 

«الأميرة» كيدمان شاغلة الكروازيت!

عثمان تزغارت/ كان  

للمرة الأولى منذ عقد، جرت فعاليات افتتاح «مهرجان كان السينمائي الدولي» ظهر أمس في أجواء مشمسة منحت استعراض صعود سلالم قصر المهرجان المكسوة بالبساط الأحمر، مزيداً من الألق والجاذبية. وللمرة الأخيرة، قبل أن يغادر الى التقاعد، وقف عراب «قلعة السينما» رئيس المهرجان جيل جاكوب، على بوابة قاعة لوميير الأسطورية، مستقبلاً رواد الكروازيت ونجومها أولهم نيكول كيدمان، بطلة فيلم الافتتاح «غريس أميرة موناكو» للفرنسي أوليفييه داهان.

منح الأخير الكروازيت واحداً من تلك السجالات التي تشكّل ملح المهرجان. بدأ الجدل بمعركة لي أذرع امتدت لأشهر بين داهان والمنتج الأميركي هارفي فينشتاين الذي اشترى الحقوق العالمية لتوزيع الفيلم. وإذا به يحاول أن يمارس القاعدة الهوليودية التي تتمثل في منح المنتج والموزع حق التحكم بالمونتاج النهائي للفيلم. فينشتاين الذي يشتهر بلقب «صانع الأوسكارات»، أراد أن يؤقلم سيناريو الفيلم مع متطلبات النجاح التجاري في الصالات الأميركية. هكذا، أعاد إنجاز المونتاج، مُدخلاً تعديلات جذرية اعتبرها داهان «تشويهاً لعملي وتبسيطاً تسخيفياً لقصة الفيلم». وأدت المعركة بين المنتج والمخرج الى معركة قضائية شائكة عرقلت طرح الفيلم في الصالات في الخريف الماضي كما كان مزمعاً.

مع بدء الترشيحات لـ «مهرجان كان»، وجد المفوض العام تيري فريمو نفسه أمام معضلة غير مسبوقة: تلقى نسختين من فيلم «غريس أميرة موناكو»: واحدة هي النسخة الأصلية للمخرج داهان، والثانية هي النسخة الأميركية التي نقّحها فينشتاين. وكالعادة، يقول فريمو: «لم يتردد المهرجان في الوقوف في صف المخرج، على اعتبار أنّ الملكية الفكرية يجب أن تبقى بيد المبدعين، وألا تخضع لأيّ ضغوط مالية أو اعتبارات تجارية».

مع قبول النسخة الأصلية وتزيكتها للعرض في الافتتاح، اضطر المنتج الأميركي للرضوخ. لكن ما أن مرّت ساعات على إعلان «المصالحة» بين داهان وفينشتاين، حتى انفجر جدال آخر جعل الأضواء تتركّز أكثر على الفيلم قبل ٢٤ ساعة من عرضه الرسمي. في بيان أصدره القصر الأميري الحاكم في موناكو، شجب أبناء الأميرة غريس محتواه، واعتبروا أنّه «تشويه للأحداث وإساءة لسيرة وصورة الأميرة غريس لأهداف تجارية».

خلال المؤتمر الذي تلا عرض الفيلم المخصّص للصحافيين صباح أمس، عبّر داهان عن استهجانه للاتهام الموجه له، قائلاً: « لو كان الرواج التجاري هدفي، لما خضت تلك المعركة الطويلة والشاقة مع منتج من مصاف هارفي فينشتاين». وأضاف: «لم اقل إنّني أريد التأريخ لسيرة الأميرة غريس. أنا فنان ولست مؤرخاً. وفيلمي قصة خيالية مستوحاة من التاريخ. ولا أرى فيه أي إساءة للاميرة أو للعائلة الحاكمة التي سهّلت لنا تصويره في الامارة، واطلعت مسبقاً على السيناريو، ولم تبد إلا ملاحظات ثانوية على قصته».

تأجج هذا الجدل أكثر مع اعلان الاميرة ستيفاني، صغرى بنات غريس بأنّه «لن نذهب لحضور الفيلم لا أنا ولا أي شخص من أبناء وأحفاد الأميرة غريس». وتضاربت التأويلات بخصوص انقلاب موقف العائلة في موناكو من الفيلم. والأرجح أنّ ذلك بسبب تطرق الفيلم الى الخلافات الداخلية بين أعضاء العائلة الحاكمة وتآمر شقيقة الأمير رينيه (زوج غريس) لإطاحته بايعاز من الجنرال ديغول في صيف ١٩٦١. يومها، حاصرت الدبابات الفرنسية الامارة الصغيرة لارغام حاكمها على قبول فرض ضرائب على سكانها من قبل الخزينة الفرنسية التي كانت بحاجة الى مصادر جباية جديدة لتمويل التكاليف الباهظة لحرب الجزائر.

الأخبار اللبنانية في

15.05.2014

 
 

أنتجت بدعم من المختبر الإبداعي التابع لـ «توفور-54»

5 أفلام عربية قصيرة في «كان»

أبوظبي ــ الإمارات اليوم

أعلنت «توفور-54»، الذراع التجارية لهيئة المنطقة الإعلامية بأبوظبي، عرض خمسة أفلام عربية قصيرة في مهرجان «كان» السينمائي الدولي، تم إنتاجها بدعمٍ من المختبر الإبداعي التابع لها. وستعرض الأفلام في قسم «أفضل الأفلام العربية القصيرة في الركن المخصص لعرض الأفلام القصيرة، في المهرجان الذي تستمر فعالياته طوال الفترة بين 14 إلى 25 مايو، موفراً بذلك فرصة مميزة لصانعي الأفلام العرب لعرض مواهبهم أمام جماهير غفيرة من عشاق السينما من مختلف أنحاء العالم».

أعربت الرئيس التشغيلي لـ مريم المهيري، عن فخرها برؤية إبداعات صانعي الأفلام العرب في واحد من أهم المهرجانات السينمائية الدولية. وأكدت المهيري أن عرض أفلام مدعومة من المختبر الإبداعي في مهرجان «كان» خير برهان على انتهاج «توفور-54» استراتيجية ناجحة في استقطاب ودعم المواهب العربية الناشئة. ومن الأفلام المشاركة في المهرجان؛ الفيلم الإماراتي «13:37»، من إخراج عيسى السبوسي، الذي تدور أحداثه حول الدراما السيكولوجية في المستقبل، والفيلم المصري «الأطلال» من إخراج حازم مهدي، الذي يعكس مجموعة من الاستكشافات البصرية لحالات الأسر وآثار الانفصال، إذ استوحى المخرج قصة الفيلم من أغنية أم كلثوم الشهيرة «الأطلال». كما سيشارك الفيلم الإماراتي لمصطفى عباس «حالة غروب»، الذي يروي قصة شخصين، الأول روائي الجنسية، والآخر طالب إماراتي، يجد كل منهما العزاء لنفسه عندما يستمع لقصة حياة الآخر. بينما يصور الفيلم السعودي «مع الوقت»، للمخرج ملاك قوته حالة الخوف التي قد يعشيها بعض الأطفال في منازلهم بمناطق مختلفة من العالم، إلى جانب الفيلم العراقي «هذه ليلتي» للمخرج علاء شاكر، الذي يصور أحداث قصة واقعية حول العلاقات بين الناس في العراق، بعد الاحتلال الأميركي.

التاريخ: 14 مايو 2014

الإمارات توحّد مشاركتها في «كان السينمائي»

دبي - الإمارات اليوم

أعلن «مهرجان أبوظبي السينمائي» و«مهرجان دبي السينمائي»، اليوم، عن توحيد مشاركتهما في مهرجان كان السينمائي الدولي، الذي ستنطلق فعالياته خلال الفترة من 14 إلى 25 مايو الجاري، وذلك بهدف تسليط الضوء على صناعة الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية في الإمارات، من خلال عرض مجموعة من الأفلام العربية، التي تم إنتاجها في دولة الإمارات، وإقامة العديد من الفعاليات خلال المهرجان.

يضم وفد الدولة ممثلين عن «توفور54»، الذراع التجارية لهيئة المنطقة الإعلامية بأبوظبي، ووفد من مهرجان أبوظبي السينمائي، والمختبر الإبداعي، ولجنة أبوظبي للأفلام، كما يضم أيضاً ممثلين من مهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي احتفل في ديسمبر الماضي بمرور 10 سنوات على دعمه وتبنيه للمواهب المحلية والعالمية، بالإضافة لعرضه نخبة من أفضل الأفلام السينمائية العالمية منذ انطلاقه.

إلى جانب حضور وفد من سوق دبي السينمائي، بالإضافة إلى لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني السينمائي.

وأعرب علي الجابري، مدير عام مهرجان أبوظبي السينمائي، عن فخره بهذه المشاركة التي ستسلط الضوء على جهود الإمارات في دعم المواهب والإبداعات العربية، واعتبر رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبدالحميد جمعة، أن مهرجان «كان» لعب دوراً رئيساً في تطوير صناعة الأفلام عالمياً، منذ انطلاقه 67 عاماً، ويعتبر نقطة انطلاق أساسية للمواهب الناشئة في صناعة الأفلام.

الإمارات اليوم في

15.05.2014

 
 

انطلاق مهرجان "كان" وسط انتقادات لفيلم الافتتاح

كان (جنوب فرنسا) - سعد المسعودي 

على بساطها الأحمر الشهير، استقبلت مدينة كان الغافية في حوض البحر الأبيض المتوسط نجوم وصناع السينما في العالم، لتبدأ رحلتها مع النجوم والصراع من أجل الفوز بـ"السعفة الذهبية". وتحولت مدينة كان إلى شريط سينمائي أبطاله صحافيون ونقاد من مختلف العالم، تجاوز عددهم الأربعة آلاف صحافي وناقد، فيما احتشد عشاق السينما من أهالي وزوار المدينة أمام قصر المهرجانات لمشاهدة النجوم، بينما اصطف عدد آخر للبحث عن تذاكر لمشاهدة الأفلام التي خصصت للصحافيين والسينمائيين.

فيلم الافتتاح

لم يفلح جمال نجمة فيلم الافتتاح الأسترالية، نيكول كيدمان، في إنهاء حالة الجدل الدائر في أروقة المهرجان، ولم يخف نقاد المهرجان من إطلاق صيحات الاستهجان لمستوى الفيلم، واتهموه بأنه تزوير للتاريخ في مرحلة مهمة وحساسة من تاريخ فرنسا ورئيسها شارل ديغول.

ويروي الفيلم قصة ممثلة هوليوود وأميرة موناكو، جريس كيلي، التي رحلت عام 1982 في حادث سير. وبسبب هذا الفيلم رفضت العائلة الحاكمة في إمارة موناكو حضور الفيلم، وقال الأمير ألبرت وشقيقتيه الأميرة كارولين والأميرة ستيفاني في بيان لهم إن "الشريط الدعائي للفيلم مهزلة على ما يبدو ويؤكد الطبيعة الخيالية تماماً لهذا الفيلم". وأضافوا أن "العائلة لا تريد بأي حال الارتباط بهذا الفيلم الذي لا يعكس الواقع، كما تبدي العائلة أسفها لسرقة تاريخها لأغراض تجارية محضة".

وتابعت عائلة موناكو الحاكمة في بيانها أن المخرج أوليفيه داهان والمنتجين رفضوا أن يأخذوا في اعتبارهم الملاحظات التي أبداها القصر والتي "تشكك في النص كله وشخصيات الفيلم"، وختم البيان بأن الفيلم لا يمت للواقع بصلة.

المستوى الفني

وعلى المستوى الفني، شهد الفيلم حالة من الجدل فالبعض يرى أنه جاء دون المستوى، ولم يكشف أي تفاصيل جديدة أو منتظرة في قصة، جريس كيلي، بينما يري البعض الآخر أن الفيلم كان موفقاً في رصد المرحلة التي اتجهت فيها كيلي للتمثيل وسط اعتراضات كثير من أفراد العائلة.

وعلقت النجمة نيكول كيدمان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد، الأربعاء، قبيل حفل الافتتاح بأن تجربتها في هذا الدور كانت تحديا كبيرا، وأنها قامت بتحضيرات كبيرة للتعامل مع هذه الشخصية.

وأضافت كيدمان: "لم أقصد إطلاقاً تقليد أميرة موناكو، وكنت أتعامل مع الشخصية، وكأنني أقدم دور ممثلة حيث إن كثيراً من تفاصيل الدور كنت أواجهها في حياتي العادية أمام الكاميرات وفي الكواليس".

بينما قال المخرج أولييفيه دهان: "قصدت من هذا الفيلم أن أقدم عملاً عن السينما لأنني أتحدث في الأساس عن ممثلة، وليس سيرة ذاتية ومع ذلك فكل ما قدمته عن جريس كيلي خلال الأحداث كان صحيحاً لأنني شخصياً جمعت الكثير من المعلومات من مصادر مختلفة حتى أصل لهذه النتيجة".

وكان الجميع يتمنى بأن يرقى المخرج الفرنسي أوليفيه داهان بأسطورة غريس كيلي سينمائياً، وأن يبقى الجدل في سجل الإشاعة، فهو الذي صنع شهرة الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار الحائزة على الأوسكار عن دورها في فيلمه "لاموم" الذي يتناول سيرة المغنية إديث بياف.

لكن الفيلم لم يكن في مستوى التوقعات وربما حتى لا يستحق كل الإثارة التي حركها. لكن الفضيحة وعكسها هي أيضاً من مكونات مهرجان كان الأساسية وكأنها لعبة في جعبة الألعاب السحرية للفن السابع.

خيبة أمل نقاد المهرجان

من جانبه، دافع النائب العام للمهرجان، تيري فريمو، بقوة عن المخرج وعن الفيلم ووصفه بالفيلم "الجذاب بفضل حضور نيكول كيدمان وتيم روث وكذلك بفضل موضوعه. إنه فيلم قريب من كان، بما أن الأمر يتعلق بموناكو فيحمل نكهة خاصة كفيلم افتتاحي".

يذكر أن غريس كيلي التقت زوجها الأمير رينيه في كان. وإن كانت كان شاهداً على بداية قصة حب تاريخية بينهما فإن المنطقة كانت كذلك قبر الأميرة التي فارقت الحياة وهي تقود سيارتها الروفر 350 أس على أحد طرقات الكوت دازير.

وعلى غرار الأقدار الساخرة كان هيتشكوك قد صور في فيلم "يد على العنق" غريس وهي تقود بسرعة فائقة على نفس الطريق التي شهدت وفاتها بعد 28 سنة.

لا ربيع لنيكول كيدمان

لكن محاولات فريمو لم تمنع القاعة من التصفير استياء بعد العرض الصحافي. وحتى أداء نيكول كيدمان لم ينقذ سحر الأسطورة، فكانت شديدة التصنع في تقمصها دور إحدى أكثر الممثلات إغراء. ولم يغتنم المخرج داهان حتى مأساة غريس كيلي لخلق ديناميكية تتنافس فيها الحياة والسينما في سباق على الرواية حيث انتظر النقاد هذا المشهد وكيف تم تنفيذه، إلا أن الفيلم انتهى دون الإشارة إليه، فظلت إيحاءاته إلى تراجيدية الحياة فاترة لا يدق لها قلب. أما إحالاته إلى مرجعية أفلام هتشكوك فبقيت كذلك سطحية ومنها محاولات عادية للتذكير بسيناريو "لا ربيع لمارني" الذي كان سبباً في تمزق غريس كيلي بين نداء التمثيل وعرش موناكو.

ففي النهاية غلبت منظومة الأخلاق الأميركية المحافظة سحر الفن، فترفض غريس كيلي دور "مارني" الذي اقترحه عليها هتشكوك وتفضل التفرغ لزوجها وأبنائها.

وانطلق فيلم "غريس دي موناكو" مع اعتراض أبناء الأميرة غريس ومطالبة الموزع الأميركي بمونتاج مختلف للجمهور الأميركي. فإذا كانت النسخة الفرنسية فاترة فماذا ستكون عليه النسخة الأميركية؟

ودافع المخرج أوليفيه داهان بقوة عن الفيلم مؤكداً أن "السينما" وأن الخيال في مفهومه الأولي يخالف الواقع. لكن الواقع في قصة غريس كان أكبر من الخيال، فحتى الأمير رينيه الذي عرف بضعف شخصيته أثار فينا التعاطف بفضل أداء مقبول لتيم روت.

مهرجان "كان":

"تمبكتو" فيلم موريتاني يواجه القاعدة

كان (جنوب فرنسا) - سعد المسعودي 

أشاد نقاد ونجوم مهرجان "كان" السينمائي بشجاعة المخرج الموريتاني، عبدالرحمن سيساكو، الذي يتناول في فيلمه موضوع التطرف الديني الذي يجتاح دول الساحل الإفريقي، ويقدم مدينة "تمبكتو"، المعروفة بتاريخها الثقافي وانفتاحها على العالم فنيا وثقافيا، ضحية للعنف الذي تمارسه القاعدة في المدن والقرى الإفريقية التي قامت بغزوها وأعلنتها دولا إسلامية تحكمها بقوة السلاح والسوط وبفتاوى بعيدة عن تقاليد وأعراف إفريقيا.

وفي الفيلم، يواجه إمام جامع تمبكتو، الذي يمثل الإسلام المعتدل، التطرف ببدء حوار مع مجموعة تمثل القاعدة حول مفاهيم الإسلام، وفتاوى زواج القاصرات بالقوة، ومنع الموسيقى، وتحريم عمل المرأة وغيرها.

ويسألهم إمام الجامع: من أرسلكم لتطبيق هذه القوانين البعيدة عن الإسلام؟ ولماذا تحرمون كل شيء حتى لعبة كرة القدم لشباب المدينة؟ وهنا يترك أعضاء القاعدة الجامع، ويطالبون الإمام بالطاعة وتطبيق الشريعة الإسلامية دون تقديم إجابات عن تساؤلاته.

وفي تحدٍّ لعناصر القاعدة، يقيم شباب القرية مباراة لكرة القدم ولكن دون كرة، ويجرون وراء كرة افتراضية، وتتعالى صيحاتهم دون أن نرى أي كرة في الملعب. ويضع الموقف الغريب عناصر القاعدة في حيرة، فيتركون الشباب يلهون بالكرة الافتراضية.

كثيرة هي مشاهد الكوميديا السوداء في الفيلم، لعل أبرزها مشهد تعذيب المغنية التي حكمت عليها محكمة جهادية بالجلد 22 جلدة، واستمرت في الغناء أثناء تنفيذ العقوبة، ثم تنهار وتترك في العراء.

وفي مؤتمره الصحافي، لم يخف المخرج سيساكو قلقه من أن التطرف يتوسع، ومحاربته مسؤولية دولية. وعن اختيار فيلمه في المسابقة قال لا توجد أي أسباب سياسية أو توجهات متطرفة ضد الإسلام أو المسلمين لاختيار الفيلم للعرض في المسابقة الرسمية، مشيرا إلى أن هناك توجها حقيقيا من أجل تقديم الوجه الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف والقبول بالآخر.

وقال سيساكو إن ظروفا صعبة مرت بفترة تصوير الفيلم وتزامنت مع الحملة الدولية لمطارة المتشددين الإسلامين في مالي على وجه الخصوص، حيث تم تصوير أحداث الفيلم الذي تطلب قرابة أربعة أعوام من الإعداد والتحضير والإنتاج، مشيرا إلى أن الفترة الأولى للتصوير أحيطت بالسرية التامة.

وحول واقع حال السينما في موريتانيا، قال سيساكو إن السينما في العالم العربي والدول الإفريقية بوجه عام تمر بظروف إنتاجية غاية في الصعوبة، ملمحا إلى ضرورة السعي إلى إنتاج سينمائي مشترك مع عدد من القطاعات الإنتاجية الأوروبية، والفرنسية على وجه الخصوص.

وسيساكو اسم فني له تجارب سينمائية، حيث أنتج أربعة عشر فيلما سينمائيا في المجالين الوثائقي والروائي.

العربية نت في

15.05.2014

 
 

المخرج البريطانى مايك لى يبدأ سباق مهرجان كان

الألمانية 

يبدأ المخرج البريطانى مايك لى سباق مهرجان كان السينمائى، اليوم الخميس، حيث سوف يعرض فيلمه الذى ينافس على الجائزة الكبرى وتدور قصته حول الرسام جيه ام دبليو تيرنر. 

ويلعب الممثل تيموثى سبال دور البطولة في الفيلم الذى يحكى قصة الاعوام الاخيرة من حياة الرسام الذى حظى بحب وكره الشعب البريطاني، وقد توفى تيرنر عام 1851 . 

وارتبط تيرنر، الذى كان يرتاد الحانات بصفة دائمة، بعلاقة حميمة مع سيدة تعيش على ساحل البحر حيث عاش معها ثم توفى لاحقا في المنزل الذى كانا يعيشان فيه معا. 

ويأمل لي، 71 عامًا، في أن يحقق ثانى فوز له بجائزة السعفة الذهبية لافضل فيلم وذلك بعدما حاز على الجائزة عام 1996 عن فيلم سيكرتس اند لايز ( أسرار وأكاذيب). 

ويشار إلى أن فيلم تيرنر يعد خامس فيلم للمخرج لى يتم اختياره للمشاركة في المنافسة الرسمية في مهرجان كان، أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم. 

وقد تم افتتاح مهرجان كان في نسخته الـ67 أمس الاربعاء وبدأ فعالياته بعرض فيلم "جريس أوف موناكو " للمخرج الفرنسى أوليفييه داهان وتقوم ببطولته الممثلة نيكول كيدمان التى تجسد دور أسطورة هوليوود الراحلة جريس كيلى.

بوابة الأهرام في

15.05.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)