حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوظبي السينمائي السادس

جوائز «مهرجان أبوظبي السينمائي السابع»

«تحت رمال بابل» أفضل فيلم وعلواش أفضل إخراج

نديم جرجورة

 

شكّلت النتائج النهائية للمسابقات الرسمية الخاصّة بالدورة السابعة (24 تشرين الأول ـ 2 تشرين الثاني 2013) لـ"مهرجان أبوظبي السينمائي"، لحظة تأمّل بمعنى الجائزة، وبارتباطها بالفيلم السينمائي، وبدلالاتها اللاحقة. لكن الأهم هنا كامنٌ في الأفلام العربية المُشاركة في هذه المسابقات، ومدى تواصلها مع الهموم الإنسانية العامة، وتمتّعها بالشرط السينمائي

في "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة"، شارك "تحت رمال بابل" للعراقي محمد جبارة الدراجي ("أفضل فيلم عربي"، 50 ألف دولار أميركي)، و"بلادي الحلوة... بلادي الحادة" للعراقي الكوردي هينر سليم ("لجنة التحكيم الخاصّة"، 50 ألف دولار أميركي)، و"السطوح" للجزائري مرزاق علواش ("أفضل مخرج عربي" ، 50 ألف دولار أميركي)، و"فرش وغطا" للمصري أحمد عبدالله. يُعتبر "فرش وغطا" و"السطوح" أفضل فيلمين عربيين عُرضا في هذه المسابقة: الأول، لانتمائه إلى خطّ سينمائي مستقلّ وحيوي وباحث في أعماق البيئة الاجتماعية ومفاصلها وحكايات ناسها، بلغة سينمائية متماسكة تختبر الاختلاف عن المتداول كنمط جمالي. الثاني، لقوّته التصويرية (شكلاً ومضموناً) في تفكيك البيئة الاجتماعية الجزائرية، بالتوغّل السينمائي في ثنايا المجتمع المهمّش، وفي أروقة فضاءاته المفتوحة على البؤس والتمزّق والخراب والجريمة، بالتزامن مع الصلوات الإسلامية اليومية الخمسة. أما "تحت رمال بابل" و"ماي سويت بيبرلاند"، فمحتاجان إلى تأهيل سينمائي يتوازن والحبكتين الإنسانيتين اللتين تعاينان قسوة السلطة الفاسدة والقامعة وبطشها، سواء تمثّلت السلطة بجرائم صدام حسين ونظامه بحق عراقيي الجنوب (انتفاضة الجنوب مطلع التسعينيات الفائتة)، أو برزت من خلال بيئة كوردية ترفض الاستقامة، وتنبذ حضور المرأة ودورها في تنمية أجيال جديدة متعلّمة. حبكتان محتاجتان إلى شكلين سينمائيين أرقى وأجمل.

في مسابقة "آفاق جديدة"، عُرضت أربعة أفلام عربية أيضاً: "بستاردو" للتونسي نجيب بالقاضي، و"زرافاضة" للفرنسي راني مصالحة (المولود لأب فلسطيني وأم مصرية)، و"فيللا 69" للمصرية أيتن أمين ("لجنة التحكيم الخاصّة بالفيلم العربي"، 50 ألف دولار أميركي)، و"قبل سقوط الثلج" للعراقيّ هشام زمان ("أفضل فيلم عربي"، 50 ألف دولار أميركي). السخرية المغلّفة بنقد قاس وتفكيك أقسى لبيئة فقيرة ومهمّشة في تونس سمة "بستاردو"، المتوغّل في ثنايا مجتمع مرتبك وخاضع لسطوة الفساد الناتج من سلطة الأقوى، وسقوط البعض في فخّ الهيام بسلطة خاصّة به. لكن السخرية في "زرافاضة" لم تبلغ مرتبة الإضحاك ولا المرارة السوداء، لأنها سقطت في تركيبة سينمائية عادية جداً، بدلاً من التحوّل إلى بناء درامي يتّخذ من حديقة الحيوانات في قلقيلية الفلسطينية المحتلّة مساحة لقراءة واقع الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي (الواضح في الفيلم)، من خلال جماليات الصورة. بينما رسمت أيتن أمين لوحة قاسية للانهيار الذي أصاب ويُصيب القاهرة، من خلال رحلة مهندس معماري يمضي قدما في اتجاه موته، لإصابته بمرض سرطاني، بالتزامن مع "موت" القاهرة أمام الوحش العقاري والحداثة الباهتة. بينما برز الصراع بين ثقافة قديمة وأخرى عصرية في "قبل سقوط الثلج" من خلال سؤال "جرائم الشرف". 

أربعة أفلام عربية أيضاً شاركت في "مسابقة الأفلام الوثائقية": اللبناني محمد سويد جمع مادة مُصوّرة في حلب، ليصنع منها "بلح تعلق تحت قلعة حلب"، مخترقاً الراهن من خلال شخصية مقاتل في "لواء التوحيد". العراقي قاسم عبد اكتفى بتصوير شوارع وحالات وأناس في رام الله وبغداد وأربيل، في محاولة بصرية للاستماع إلى "همسات المدن". أما التونسي حمزة عوني ("أفضل مخرج عربي"، 25 ألف دولار أميركي)، فاختار مدينة المحمدية لنبش يوميات ناسها الفقراء والكادحين والمثقلين بألف همّ وسؤال. بينما تجوّل المصري شريف القطشة في شوارع القاهرة برفقة سائقي سيارات عمومية وخاصّة، راسماً ملامح مدينة، وفضاء بيئة اجتماعية، وحكايات من واقع الحال الآنيّ، في "القيادة في القاهرة" ("أفضل فيلم عربي"، 50 ألف دولار أميركي).

السفير اللبنانية في

04/11/2013

 

'بلادي الحلوة.. بلادي الحادة' صدى لكردستان العراق

 اعداد: لمياء ورغي/ بغداد 

المخرج هينر سليم يدافع عن الوطن الكردي في العراق، ويرسم في فيلمه قصة حب تتمرد على عادات بالية.

منذ المشهد الأول من فيلمه "بلادي الحلوة.. بلادي الحادة" يغلف المخرج الكردي هينر سليم الكآبة بطبقة من حلاوة الفكاهة حتى في أحلك لحظات العمل الدرامية التي تدور في كردستان في عام 2003 بعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين وإعلان كردستان العراق إقليما مستقلا.

ويدافع هينر سليم عن الوطن الكردي في العراق. وقال عند تقدميه عمله في مهرجان كان ان "الفيلم يتكلم عن اربعين مليون كردي" وان "كردستان اليوم تشبه اميركا في حقبة الويسترن" حيث الجميع خارج عن القانون وحيث القوانين لا تجد سبيلها للتطبيق الا بصعوبة.

فالمشاهد لا يملك إلا أن يضحك على الرغم من أن الفيلم يفتتح على مشهد إعدام سارق شنقا.

و"بلادي الحلوة.. بلادي الحادة" من بطولة الممثلة الإيرانية غوليشفتي فرحاني، في دور المدّرسة غوفند، والكردي كركماز أرسلان، في دور قائد الشرطة.

وتجسد البطلة في الفيلم المعركة بين التطور والتخلف، ويمثل البطل الصراع بين الفوضى والقانون.

وعن غوفند تقول فرحاني "إنها امرأة تريد أن تتحرر. لقد كنت أريد هذا الدور بشدة لأنني أحب أن ألعب دور المتمردة".

وقال هينر سليم "خلال تجوالي في كردستان، اكتشفتُ أنها تشبه الاراضي القاحلة في أميركا القرن التاسع عشر، إنها العدم، بكل ما في الكلمة من معنى. كان ينبغي بناء كل شيء. من العدالة الى الطريق، مروراً بالقوانين".

واضاف المخرج الكردي "الاصعب من بناء الطريق، بناء القانون وجعل الناس يحترمونه، ذلك أنهم لم يعتادوا العيش في مجتمع تحكمه الأصول، صحيح ان المشاريع والاستثمارات والعمار تدفع بكردستان الى الامام، لكن نحتاج الى قوانين قبل كل شيء آخر، هذا هو التحدي الاكبر الذي نواجهه اليوم".

وتعاني صالات العرض السينمائية في العراق واقليم كردستان، اهمالا كبيرا ما ادى الى توقف عدد كبير منها ولم يبق الا عدد محدود يعرض افلاما رديئة وقديمة وفقا لمتخصصين في المجال.

ويعتبر خبراء فنيون ان مناخ الحرية في كردستان العراق يمكن ان يمثل ارضية خصبة لانطلاق الصناعة السينمائية والدفع بالفن الكردي نحو المهرجانات العالمية.

ويرسم المخرج في فيلمه بصورة كاريكاتورية الافتقار إلى الرؤية والمرونة السياسية في اقليم كردستان العراق بعد عقود من سلطة بغداد المركزية.

وعرض الفيلم بمهرجان أبوظبي السينمائي ومهرجان كان بفرنسا.

ويذكر الفيلم بأفلام الغرب الأميركي في الستينيات، ويدور في جبال كردستان الشاسعة الخضراء وفي طبيعة خلابة يستخدم المخرج عناصرها، مثل كثافة الرعد والبرق في الأفق وتحليق الصقر في الجو وصهيل الخيول.

ويتناول الفيلم قصة باران رجل الامن الذي يرفض العمل المكتبي لكنه سرعان ما يعود الى جبهة القتال هربا من محاولات أمه لتزويجه قسرا فيتم تعيينه قائدا للشرطة في بلدة صغيرة نائية على الحدود مع تركيا ليتعرف على امراة تحول مجرى حياته.

وتدور احداث الشريط في كردستان العراق في اطار "ويسترن" شرقي يستفيد من طبيعة المنطقة ليرسم قصة حب وتمرد على عادات بالية.

ويستعد المخرج العراقي الكردي هينر سليم إخراج فيلم جديد يصور فيه كيف تحول مناضلو الأمس في كردستان العراق إلى باحثين عن الثراء.

والفيلم يحمل عنوان "طفل المال" ويروي قصة مناضل سابق ضد نظام صدام حسين كان هاجر إلى فرنسا وعاد الى أربيل (عاصمة كردستان العراق) لكي يشهد كيف تحول رفاق نضال الامس إلى أثرياء لا يعبأون سوى بالمال وسرعان ما ينضم اليهم في لعبة الثراء.

ويتطرق الفيلم الى الفاتورة التي دفعها البطل بتحوله عن مبادئه ودخوله في صراع نفسي حاد وخلاف مع زوجته الفرنسية التي كانت تحبه عندما كان مثاليا لكن علاقتها به تدهورت بعد ان اصبح من عبيد المال.

وقال هينر سليم "إن الأكراد يتمتعون حاليا بعائدات ضخمة من النفط من المنطقة التي يحكمونها حكما ذاتيا في العراق، الأمر الذي تسبب في أن يحل الحلم بالثراء محل الحلم بالحرية".

والفيلم انتاج المشترك مع ألمانيا وفرنسا، وتبلغ الميزانية المخصصة له حوالي ثلاثة ملايين يورو.

وتصنع المؤسسات الرسمية والثقافية في اقليم كردستان العراق افلاما سينمائية رغبة منها بتشجيع الفن السابع بين الجمهور لكن جهودها اقتصرت على الانتاج فقط نظرا لغياب صالات للعرض.

وياتي توحيد المؤسسات السينمائية المنتشرة في مدن الاقليم الثلاث، دهوك واربيل والسليمانية، عبر دمجها بمؤسسة واحدة تابعة لوزارة الثقافة في حكومة الاقليم خطوة باتجاه تحديد ملامح صناعة السينما في هذه المنطقة.

وقال المخرج السينمائي ناصر حسن ان "توحيد هذه المؤسسات هدفه بلورة واقع افضل للسينما في كردستان التي تعاني منذ فترة طويلة من غياب صالات العرض والاكتفاء بانتاج العديد من الافلام فقط".

وشهدت الاعوام الست الماضية محاولات لتحريك عجلة السينما المتوقفة في اقليم كردستان منذ العام 1991، فقد اغلقت دور العرض وتحولت فيما بعد الى محلات واماكن لتخزين البضائع وتكديسها.

ويضيف ان "ما تحقق من انتاج على صعيد الافلام السينمائية في الاعوام القليلة الماضية ورغم غياب صالات العرض يعكس رغبة المؤسسة الثقافية في اشاعة الفن السينمائي".

ميدل إيست أنلاين في

04/11/2013

 

هيام عباس تحصد جائزة «المنجز الإبداعي»

الصين تنتزع «اللؤلؤة السوداء» في مهرجان أبوظبي السينمائي

أبوظبي - النهار 

انتزع فيلم «لمسة الخطيئة» للمخرج الصيني جا جينكي جائزة «اللؤلؤة السوداء» خلال حفل توزيع جوائز الدورة السابعة من مهرجان ابو ظبي السينمائي مساء امس الاول في قصر الامارات وتبلغ قيمة الجائزة التي تكافئ الفيلم الروائي الطويل الافضل في مسابقة الروائي الطويل 100 الف دولار.

ويصور الشريط اربع مناطق من الصين واربع شخصيات من الطبقة العاملة لكن ايضا بعض جوانب الفنون القتالية. واعتبرت لجنة التحكيم التي ترأسها الاسترالي جاكي ويفر والتي منحت جائزتها بالاجماع ان الجائزة منحت للشريط باعتباره فيلما «سينمائيا بامتياز يقدم صورة شديدة الدقة للمجتمع الصيني المعاصر».

وخرجت السينما الروائية العراقية بالنصيب الاكبر من الجوائز في ابوظبي مرة جديدة حيث نال شريط «بلادي الحلوة.. بلادي الحادة» للمخرج العراقي الكردي هينر سليم جائزة لجنة التحكيم الخاصة (50 الف دولار) في مسابقة الروائي الطويل باعتباره «ذكيا ومرحا وجذابا يعالج مسائل جدية معاصرة».

وتدور احداث الشريط في كردستان العراق في اطار «ويسترن» شرقي يستفيد من طبيعة المنطقة ليرسم قصة حب وتمرد على عادات بالية.

ولم يكن فيلم هينر سليم الذي اهدى جائزته لبلاده كردستان العراق الشريط العراقي الوحيد الفائز فقد منحت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل جائزة «افضل فيلم في العالم العربي» (50 الف دولار) لشريط «تحت رمال بابل» للمخرج محمد الدراجي باعتباره «يلقي الضوء على اهم وافظع الفصول المجهولة في حرب الخليج».

ويتناول الشريط عبر حكايات تراوح بين التوثيقي الواقعي والروائي ما حصل في العراق عام 1991 عقب «الانتفاضة» من خلال قصة جندي عائد من الحرب في الكويت.

وفازت السينما العراقية ايضا بجائزة افضل فيلم في مسابقة «آفاق جديدة» التي تكافئ الافلام الاولى والثانية لمخرجيها حيث حصل شريط «قبل سقوط الثلج» للمخرج هشام زمان والذي يعالج هو ايضا قضية انسانية لشخصيات تحاول التخلص من قيد التقاليد، على جائزة افضل فيلم من العالم العربي في هذه المسابقة (50 الف دولار).

وفي حفل الاربعاء، توج المخرج الجزائري مرزاق علواش بلقب «أفضل مخرج في العالم العربي» (50 الف دولار) عن شريطه «سطوح» تأكيدا «لقدراته المتقنة في تناول الواقع القاتم للمجتمع الجزائري والذي ينطبق على العالم العربي ككل».

وشكر علواش الشباب من ممثلين وتقنيين ساعدوه على انجاز هذا الفيلم الذي نال ايضا جائزة لجنة تحكيم النقاد الدوليين «فيبريسي».

وفي اطار مواز منحت النجمة الفلسطينية هيام عباس عضو لجنة تحكيم مسابقة الافلام الروائية الطويلة جائزة «المنجز الابداعي» عن مسيرتها المهنية ونشاطها في المجال السينمائي وأهدت الجائزة للفنانين الفلسطينيين ولأهلها.

اما جائزة «اللؤلؤة السوداء» في فئة فيلم «آفاق جديدة» (100 الف دولار) فمنحت لشريط «حياة ساكنة» الايطالي من اخراج امبيرتو بازوليني «لانسانيته وتعاطفه ورشاقته في معالجة موضوع الحزن والوحدة والموت ولحساسته الفنية وفرادته».

وترأست المخرجة التركية يشيم اوستة اوغلو التي كانت فازت بجائزة في أبو ظبي العام الماضي لجنة تحكيم «آفاق جديدة» التي منحت جائزتها الخاصة لشريط «مواعيد عشوائية» من اخراج ليفان كوغواشيفيلي من جورجيا. واختير الفيلم «لرقته وسخريته الحنونة» حول مدرس وحيد يجد له زوجة على الانترنت لكن حياتهما تتغير حين يخرج زوجها السابق من السجن.

ومنحت جائزة التحكيم الخاصة (25 الف دولار) في «آفاق جديدة» لفيلم من العالم العربي لشريط «فيللا 69» المصري للمخرجة آيتن امين في اول تجربة روائية طويلة لها والفيلم تدور احداثه كلها في الفيلا عدا المشهد الاخير، وقالت لجنة التحكيم انها منحت الفيلم الجائزة «لتصويره عائلة تمر في ازمة في المجتمع المصري المعاصر... بحب وفكاهة وتسامح».

اما في مسابقة الافلام الوثائقية فمنحت جائزة اللؤلؤة السوداء (80 الف دولار) لشريط «هذه الطيور تمشي» لعمر موليك وباسم طارق من باكستان وقد منح هذا الشريط ايضا جائزة افضل فيلم في تظاهرة «حماية الطفل» التي استحدثت هذا العام والتي ترأس لجنة تحكيمها النجم المصري خالد ابو النجا (بطل فيلم «فيلا 69»).

ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة (40 الف دولار) في فئة الوثائقي لشريط «من هو دياني كريستال» للمخرج مارك سيلفر من المملكة المتحدة والشريط يندد بالسياسات الحكومية حول الهجرة «احد اكثر الموضوعات الحاحا في زمننا» بحسب اللجنة.

وفيما يتعلق بالفيلم العربي الوثائقي فقد منح شريط «القيادة في القاهرة» جائزة «افضل فيلم وثائقي من العالم العربي» (50 الف دولار) وهو للمخرج شريف القشطة ويصور روح المجتمع القاهري بعد الثورة من خلال حركة المرور والزحمة في العاصمة المصرية.

ومنحت جائزة افضل مخرج من العالم العربي (25 الف دولار) في فئة الوثائقي لشريط «جمل البروطة» من اخراج التونسي حمزة عوني، وقد صور هذا الشريط آثار الفقر على حياة شابين تونسيين ومنحته لجنة تحكيم النقاد الدوليين جائزتها ايضا في مجال الوثائقي.

وذهبت جائزة الجمهور التي تشمل جميع العروض والمسابقات الى شريط «كفى لغوا» للاميركية نيكول هولوفيسيتير (40 الف دولار).

وفي فئة جائزة حماية الطفولة منحت جائزة افضل سيناريو للفيلم الياباني «الولد سر أبيه» لهيرو كازو كوري، عن طبيعة الروابط الأسرية وعلاقة الاهل بالاولاد وطرق التربية داخل الاسرة.

النهار الكويتية في

04/11/2013

 

مهرجان أبوظبى السينمائى السابع (١)

على أبوشادى

سينما بلا حدود

تحفل الدورة السابعة لمهرجان أبوظبى السينمائى الدولى (٢٤ أكتوبر - ٢ نوفمبر ٢٠١٣) بعشرات الأفلام المتميزة فى مسابقاتها المتعددة للأفلام الروائية الطويلة وآفاق جديدة ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة وأخرى للأفلام القصيرة، إضافة إلى مسابقة خاصة لأفلام الإمارات وأفلام الطلبة، وكذا البرامج المتنوعة بين عروض السينما العالمية وبرامج خاصة وبرنامج متخصص فى أفلام البيئة وآخر عن حماية الطفل، بمجموع أفلام يتجاوز المائتى فيلم. ويرصد المهرجان جوائز مالية متفاوتة القيمة، أصغرها عشرة آلاف دولار؛ قيمة الجائزة الثالثة فى بعض المسابقات، وأكبرها مائة ألف دولار للجائزة الكبرى (جائزة اللؤلؤة السوداء)، تمنحها ثمانى لجان تحكيم مشكلة من عناصر فنية وفكرية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة.

خمسة عشر فيلماً من جنسيات مختلفة تنتظم فى المسابقة الرئيسية؛ مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، من بينها ثلاثة أفلام لمخرجين عرب: «السطوح» للجزائرى مرزاق علواش (إنتاج جزائرى فرنسى قطرى)، و«فرش وغطا» للمصرى أحمد عبدالله (مصر)، و«تحت رمال بابل» للعراقى محمد جبارة الدراجى (إنتاج العراق والمملكة المتحدة وهولندا)، والأخير ينتمى إلى موجة الأعمال الدرامية التى ما زالت تتعيش على التنديد بنظام صدام حسين وتجسيد الممارسات والانتهاكات اللإنسانية للنظام الذى انتهى منذ عشر سنوات، ولم يبقَ من العراق بعد سقوطه سوى الفوضى والخراب.

فى فيلمه «ابن بابل»، ٢٠٠٩، يتابع «الدراجى» رحلة عبثية لأم عراقية تبحث عن ابنها المفقود بين الجثث بالمقابر الجماعية التى اقترفها النظام البعثى، وموتها بحسرتها، من دون أن تهتدى إلى قبره.

يعود «الدراجى» فى فيلمه الجديد «تحت رمال بابل» إلى رحلة الابن ذاتها من لحظة انسحابه ضمن القوات العراقية من المعارك التى دارت بعد تراجع الجيش العراقى وخروجه المهين من الكويت عام ١٩٩١، إلى لحظة إطلاق الرصاص عليه من قبل زملائه بالجيش بعد أن حفر -وآخرون كثيرون-قبره بيده منضماً إلى عشرات الآلاف، كما يؤكد الفيلم، من ضحايا النظام الذين قُبروا جميعاً فى صحراء العراق وأهالوا عليهم تراب الوطن.

فى فيلم «غيرة» للمخرج الفرنسى فيليب جاريل، أحد روافد الموجة الفرنسية الجديدة التى انطلقت فى عام ١٩٥٩ على يد جان لوك جودار وفرانسوا تريفو وشابرول وجان أوستاش وغيرهم من قامات ذلك الجيل الذى أعطى قبلة الحياة للسينما الفرنسية. و«جاريل» يعد امتداداً لتلك اللغة السينمائية التى تهتم بالتفاصيل أكثر من اهتمامها بالحدث الدرامى المتتابع، القادرة على خلق إيقاع خاص بها، وتفضيل «جاريل» لاستخدام الأبيض والأسود باعتباره الأكثر تعبيراً عن رؤيته الخاصة للواقع الفرنسى الحالى، التى تمزج بين الحب والغيرة، والارتباط والانفصال مع لغة حوار تعكس طبيعة الشعب الفرنسى.

قد لا يحمل الفيلم قضايا كبيرة، لكنه يدلف برقة إلى داخل نفوس أبطاله الممزقين بين مشاعرهم المتناقضة، بإيقاع رصين متمهل لا يسقط فى هوّة الإطالة أو التعبير الناقص، ما يجعل المتفرج يتابع بشغف وتعاطف مصاير أبطاله دون الانزلاق إلى لحظة إشفاق!

من باكستان، وفى إطار برنامج عروض السينما العالمية يأتى فيلم «انفد بجلدك»، من إخراج مينو جور وفرجاد نابى. تدور الأحداث فى مدينة لاهور، ثانى أكبر المدن الباكستانية التى قيل عنها قديماً: «من لم ير (لاهور) لا يمكنه الزعم أنه عرف الحياة».. ثلاثة شبان يبحثون عن فرصة للهجرة من هذه المدينة التى تكاد تأكل بنيها، وتوئد أحلامهم فى مستقبل أفضل، يروْن أنه لا يمكن أن يتحقق فى ظل الظروف غير الإنسانية التى يعيشونها حيث يتربص بهم الفقر والفساد، فى مقابل فتاة شابة صديقة لأحدهم تملك الإرادة والإصرار على أن تجد فرصتها وتحقق ذاتها فى «لاهور» وليس خارجها.

يحمل الفيلم لمسة كوميدية ساخرة وأحياناً ممرورة للتخفيف من أحماله الزائدة، سواء فى الأغانى أو الاستعراضات التى تبدو -كما الفيلم- أصداء باهتة ومحاكاة ركيكة للسينما الهندية التجارية فى أسوأ حالاتها، والطريف أن «انفد بجلدك» تم ترشيحه من الباكستان لجائزة أفضل فيلم أجنبى فى مسابقة الأوسكار!

الوطن المصرية في

03/11/2013

 

القيادة فى القاهرة 

كمال رمزي

خلال ساعة وربع الساعة، يصحبنا شريف القطشة، بحذر، وأنفاس لاهثة، فى ميادين وشوارع وكبارى العاصمة، ليقدم بانوراما عريضة، تتوغل فى العمق، لمدينة يعيش فيها 20 مليون مواطن، يستخدمون شتى أنواع المواصلات: الأتوبيسات، عربات الكارو، الموتوسيكلات، التوك توك، وطبعا السيارات التى وصل عددها إلى 14 مليون سيارة ما بين ملاكى وأجرة.

شريف القطشة، المصرى الأصل، ولد فى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن عاش وتعلم فى القاهرة وقال لى زميله فى الدراسة محمد حفظى إنه كان من أكثر التلاميذ تفوقا فى الأداء التمثيلى، فى المرحلة الثانوية، وفيما يبدو أن طاقته الفنية انتقلت من التمثيل لتنطلق فى الأفلام التسجيلية، حيث يرصد، بعين بصيرة، وأذن مرهفة، تفاصيل الوجوه، بانفعالاتها الصادقة، العفوية، المتباينة، ويسجل الأصوات المتداخلة المتصاعدة من الشوارع، بحوارات الناس المتقاطعة، وكلاكسات السيارات، بما تحمله من معانٍ، وشذرات من الأغانى، وخطب السياسيين فى الميادين.. لذلك فإن فيلمه الذى عرض فى مهرجان أبوظبى، يتدفق بالحيوية، ويعد جزءا من الحياة، لا تعبر عنها بقدر ما يعايشها ويعيشها.. والقطشة فى هذا، كابن بلد أصيل، لا تفوته المفارقة، أو النكتة، أو الدعابة، وبالتالى جاء فيلمه مرحا، بلمسة كوميدية، برغم مادته المتجهمة، القاسية.

وضع القطشة عدة كاميرات، داخل وأمام عدد من السيارات، تسير وتتعثر فى الشوارع، وتسجل الأحاديث.. «الفوضى»، هى الكلمة الأدق فى وصف ما يجرى. عربات لا تلتزم بإشارات المرور، ولا بالحارة التى يجب السير فيها. فى مشاهد متوالية، الجمهور لا يقيم وزنا لأماكن عبور المشاة. موتوسيكل يقوده رجل بدين ضاحك، يجلس أمامه طفل مبتهج، وخلفه تقعد زوجته المبتسمة وهى تحمل طفلا. أسرة كاملة على عجلة بخارية. ثمة عربات الأمن المركزى الضخمة، التى تنقل المساجين أيضا، بمظهرها المقبض للنفس، فهى توحى بأنها زنزانات داخل معتقل، ولكنها ــ الزنزانات ــ تتحرك، مترنحة، فى شوارع لا تخلو من عربات يد.. ولثوان قليلة، تتوقف الكاميرا أمام وجه تمثال طلعت حرب، فيبدو، بملامحه الصارمة، فى حالة غضب.

شريط الصوت، يسجل الشتائم المتبادلة بين السائقين، خاصة لعربات الميكروباص، التى تتجه من أقصى اليمين لأقصى اليسار، لتقف فى أى مكان كى تلتقط زبونا.. إلى جانب الشتائم، وبعضها بلغة الكلاكسات، ثمة لمسات صداقة مؤقتة، فالسائقون يتبادلون التحية والسجائر.. وسط تلك الفوضى، يقف رجل المرور حائرا، ضائعا، يائسا، يشير بيديه إشارات لا يستجيب لها أحد.

فى الثلث الأخير من الفيلم، يتابع القطشة محاولة إحدى الشابات للحصول على رخصة القيادة، وبعد عناء، تجد الحل السحرى دفع ألف جنيه لأحد العارفين ببواطن الأمور.. وفعلا، تحصل على الرخصة. لكنى تدرك أنها لن تستطيع القيادة، وسط هذا السيرك، فتسند المهمة لسائق محترف، ثقيل الظل، سنعرف بعد لحظات ما حدث معه، ومنه.

«القيادة فى القاهرة»، ليس فيلما فضائحيا، ولكنه عمل كاشف، يبين بجلاء التفاوت الطبقى بين أصحاب العربات الفارهة وراكبى الميكروباصات، ويتفهم، ويحنو، على المخالفين للقانون.. عند أحد الكمائن، يتم ضبط سائق عربة أجرة، بذراع واحدة. يدافع الرجل عن نفسه بقوله إنه فقد ذراعه فى الحرب، ولا عمل له. عنده أسرة تريد أن تأكل وتتعلم، وها هو يدخل فى مهاترة مع الضابط.

وفى موقف آخر، يدس أحد العابرين عملة فى يد عسكرى مرور غلبان، وترصد الكاميرا، على سريع، وجه العسكرى: خجلا وممتنا.

مع هذا كله، اندلعت فى مصر ثورة، كان ميدان التحرير قلبها النابض.. لكن الثورة لم تغير شيئا من فوضى المرور، وبرغم وعود المرشحين لرئاسة الجمهورية، ظل الحال على ما هو عليه.. وصل محمد مرسى إلى كرسى الحكم، وحين أظلمت الشاشة تمهيدا للختام، تضاء من جديد مع صرخة المرأة وصوت ارتطام، ذلك أن السائق المحترف، ثقيل الظل، صدم رجلا.. إنه فيلم مرآة، لا يعكس سوى الحقيقة.

الشروق المصرية في

03/11/2013

 

أشاد بدعم الفنانين داود حسين وزهرة الخرجي

صادق بهبهاني: «هدية» الكويت في مهرجان أبوظبي السينمائي

عبدالستار ناجي

 

عبر المخرج الفنان صادق بهبهاني عن اختيار فيلمه «هدية» في مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي، واشار في تصريح خاص عبر اتصال هاتفي مع «النهار» قال فيه:

- «هدية» الكويت في مهرجان ابوظبي السينمائي، وانا سعيد باختيار الفيلم، حتى وان كان خارج المسابقة في تظاهرة «افلام الامارات» فما يهمنا يهمنا هو حضور الانتاج السينمائي الكويتي، والذي استقبله كثير من الفنانين والنقاد بالدعم والاهتمام، وهو ما يشكل محفزاً لمزيد من الاستمرارية.

وتابع بهبهاني قائلاً:

- بودي هنا ان اشيد بالدعم الذي لقيه فيلم «هدية» ونجومه، وبالذات، الفنانين داود حسين وزهرة الخرجي، اللذين قدما اسنادا كبيرا، مضحين بوقتهما وجهدهما، من أجل دعم التجارب السينمائية الشابة.

ويستطرد:

- والشكر موصول، لجميع الفنانين الذين تعاونت معهم من ذي قبل، كبارا وصغارا.

وحول حضور السينما الكويتية قال صادق بهبهاني:

- حضور السينما الكويتية، حتى الآن، يعتمد على الجهود الفردية لعدد بارز من السينمائيين الشباب، والذين يتحملون كلفة الانتاج والمشاركة من أجل تمثيل الكويت على أكمل وجه، وما اتمناه مزيدا من الدعم الرسمي.

وحول جديده قال المخرج صادق بهبهاني:

- أحضر لعمل سينمائي جديد، مأخوذ من أحد أعمال الروائي الكويتي هيثم بودي، الذي كنت في طليعة الذين تعاملوا معه في أعمال مثل «الصالحية» وغيرها.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

03/11/2013

 

مشاركة مصرية جادة في‏ '‏أبو ظبي السينمائي‏'‏

أبو ظبي‏-‏ علا الشافعي‏:‏

 

اختتمت أول أمس فاعليات الدورة السابعة لمهرجان‏'‏ أبوظبي السينمائي الدولي‏',‏ وهي الدورة التي شهدت عرض العديد من الإنتاجات السينمائية المتميزة‏.

سواء تلك الأفلام التي حصلت علي أهم الجوائز من كبريات المهرجانات الدولية, مثل' كان وفينسيا وبرلين', أو الأعمال التي تمثل التجارب الأولي لعدد من المخرجين المصريين والعرب المتميزين, حيث مثل مصر في المسابقة الرسمية فيلم' فرش وغطا', بطولة آسر ياسين والمخرج أحمد عبدالله, وفي الأفلام الوثائقية فيلم' القيادة في القاهرة' للمخرج شريف الكاتشا, وفي مسابقة' آفاق' عرض فيلم المخرجة الشابة أيتن أمين

وبصفة عامة يلاحظ التفاوت في مستوي المشاركة المصرية هذا العام, حيث لم يحظ فيلم' فرش وغطا' برضا نقدي أو جماهيري كبير, نظرا لاستغراق مخرجه في الأسلوبية الشديدة, في محاولة لصنع تجربة مختلفة عن الأنماط السينمائية التي اعتاد الجمهور التعاطي معها, لذلك جاء الفيلم شديد الافتعال, ويحمل قدرا من التعالي علي الجمهور, وتدور أحداث الفيلم حول أحد السجناء الذين فروا من سجن القناطر في أحداث جمعة الغضب.

وتدور أحداث الفيلم في قالب' ديكو دراما', وبدا بناء الفيلم مرتبكا, في شكله الفني النهائي, حيث يأخذنا ذلك السجين معه في رحلة منذ لحظة هروبه حيث يلتقي سجينا آخر مصابا ويحاول مساعدته, ولكنه لايستطيع فيعطيه المصاب الذي يشعر باقتراب أجله خطابا لأسرته وهاتفه المحمول, حيث يؤكد له أنه يكشف حقيقية ما حدث, وقد اختار مخرجنا لبطله السجين الهارب الذي لا يتحدث طوال أحداث الفيلم, فهو صامت وكأنه يؤدي بطريقة البانتوميم, وإذا تحدث فهي مجرد همهمات غير مفهومة في أغلب الأحيان.

كما أن المخرج قد اختار أحداثا بعينها رغم التباعد الزمني بينهما, ومنها واقعة هجوم البلطجية علي حي الزبالين, وهي الواقعة التي لم تحدث في أعقاب' جمعة الغضب', الإطار الزمني الذي اختاره المخرج من البداية, وأيضا واقعة ملفقة عن اقتحام قوات من الشرطة العسكرية لأحد المساجد بعد وشاية أحد البلطجية؟, وهي الاختيارات التي تثير العديد من التساؤلات حقا, ناهيك عن المبالغة في عدم وجود حوار من قبل عدد من شخصيات الفيلم بدا غير موظف بشكل جيد, بل في بعض اللحظات الدرامية شكل عبئا علي أحداث الفيلم, لذلك كان رد فعل الجمهور باردا مع الفيلم, غير متعاطف معه.

وإذا كان المخرج أحمد عبدالله, قد اختار أن يجرب في جمهوره, إلا أن المخرجة الشابة أيتن أمين والتي تقدم تجربتها الروائية الطويلة, والتي عرضت ضمن مسابقة' آفاق' بعنوان' فيلا96', الشكل الدرامي التقليدي, حيث تدور الأحداث في أحد الفيلات التي تغادرها طوال مدة عرض الفيلم, والتي يغشي فيها بطلنا' المهندس حسين', العاشق للقراءة والموسيقي, والذي تجاوز الخمسين من العمر بقليل, ولكنه يبدو أكثر تقدما في العمر بسبب المرض, ولا يتردد علي' حسين' سوي ممرضه تجسدها' هبة يسري', و'سناء' تجسدها' أروي جودة' المصورة الفوتوغرافية, والتي تصغره بنحو عشرين عاما, والتي حرص علي استعادة علاقته معها بعد قطيعة,والمهندس حيدر والذي يعمل معه في مكتبه الهندسي, وخادمه الذي يعيش معه منذ وقت طويل,وفجأة يستأذنه في إجازة بسبب مرض والده.

ولكن سرعان ما يجد' حسين' نفسه وجها لوجه أمام شقيقته' نادرة' تجسدها الفنانة الكبيرة لبلبة, والتي تقتحم حياته فجأة وتطلب منه أن تجلس عنده لبعض الوقت, لأنها تقوم بإعادة توضيب شقتها مصطحبة معها حفيدها' سيف', ويجد' حسين', والذي اختار العزلة بكامل إرادته نفسه وسط ناس هو لا يرغب في وجودهم, ولكن سرعان ما تتبدل حياة' حسين', والذي نكتشف بمرور الوقت أنه مريض بالسرطان, وعلي وشك الموت.

اختيار موقع تصوير واحد تدور دا خله أحداثه الفيلم يمثل تحديا لأي مخرج, فما بالك بمخرجة تخطو أولي تجربتها الأولي بعد فيلمين روائيين قصيرين, وهما' رجلها,وربيع89', ويبدو أن' أيتن' كانت قادرة علي التحدي حيث استطاعت أن تصنع أجواءه بصرية وإيقاعا سينمائيا يتماشيان مع شخصية البطل, والذي فرض علي نفسه عزله إجبارية, وكأنه كان يرغب في ان يموت وحيدا, ودون أن يسبب ألما لأحد, لدرجة أنه لم يخبر حبيبته ولا شقيقته بمرضه, ويسير السيناريو بمنطق التفاصيل الدرامية الصغيرة, والتي يتم صياغتها لتصب في النهاية في تطور أحداث الفيلم, أو لتكتشف جانبا غائبا عن شخصية حسين, والذي يبدو منذ اللحظات الأولي أنه شخص صعب المعشر, قاس, يتعامل مع من حوله بعصبية وعنف غير مبررين في بعض الأحيان, ولكن شخصيته تتبدل تماما عندما تأتي إليه الممرضة' هناء', والتي يتعامل معها بإنسانية ورقي شديدين, ونري وجها أكثر رقة مع حبيبته وكأنه في لحظة يأخذ من روح المكان الذي ظل متمسكا به, تلك الفيلا القديمة والتي تحمل كل ذكرياته وروح الماضي, والتي باتت أيضا مثل شرنقته, التي صنعها لنفسه, فنري قاع يكون هدوءا ناعمافي مشاهد مراجعته لكتبه في المكتبة وجلوسه للعمل, في حين يتحايل بإيقاع أسرع مع دخول شقيقته والمناقشات الحامية بينهما, ويستبدل كليا مع علاقته بسيف الحفيد وصديقته.

وطوال أحداث الفيلم بدا أن المخرج الشابة أيتن أمين موهبة حقيقية تملك أدواتها الفنية, تعرف كيف تدير ممثليها, وتختار زواياها وحركة الكاميرا الناعمة والدافئة إلي أن تتكشف لنا الحقيقة, وهي أن حسين في طريقه للموت, وقد جاءت شقيقته لتقيم معه بعد ان أخبرها الخادم بحالته الصحية المتردية, قد يكون سيناريو الفيلم به بعض الهناء, بمعني أنه كان يحتاج إلي شغل أكثر علي التفاصيل الخاصة بشخصية' حسين', وعلاقته بنادرة شقيقته, وأيضا أصدقاؤه والذي كان يستدعيهم من مخيلته في لحظات وهنه الشديد, وهي اللحظات التي كانت تكشف الجانب الآخر في شخصية حسين, تلك الشخصية المحبة للفن الرقيقة. كانت تلك المناطق تحتاج إلي عمل من جانب كاتب السيناريو لإعطاء عمق أكبر ومعاني أكثر رحابة, ولكن الفيلم تحمل العبء الأكبر فيه إلي جانب المخرجة بطل الفيلم خالد أبو النجا, الذي لا يستطيع أحد أن ينكر حجم المجهود الذي بذله في تجسيد الشخصية وصياغة تفاصيلها, بدءا من إنقاص وزنه وتفصيلية مثل انحناء ظهره, ونبرة صوته, والتي ترق حينا وتصبح خشنة صارمة عصبية في مشاهد أخري, حيث يبدو أن خالد وقع في غرام الشخصية ودرسها بشكل كبير, لذلك استطاع أن يتكلم فيها بالميزان, خصوصا في اللحظات التي يقرر فيها أن يبعد أحدا عن عالمه, أو يدخله فقط في اللحظة التي يريدها, وتعبير وجه في مشهد قبل النهاية والنهاية والذي جاء كمشهد أقرب الي رغبته في ان يكسر عزلته, ويخرج من شرنقته الي النور,عندما قرر أن يخرج الي الشارع مصطحبا معه الحفيد وصديقته في سيارة والده,وكيف اتسع الكادر, وكأنه يري الدنيا لآخر مرة, وهو سعيد بذلك ولا يخشي مواجهة الموت.

وسواء حصل خالد أبو النجا علي حائزة أحسن ممثل أو لم يحصل عليها فهو قد أدي دوره ببراعة واجتهاد حقيقي, والفيلم إنتاج محمد حفظي, سيناريو محمد الحاج ومحمود عزت, وتصوير حسام شاهين, ومونتاج عماد ماهر وموسيقي سمير نبيل وبطولة خالد أبو النجا, ولبلبة, وعمر الغندور, يسرا الهواري, وأروي جودة, وسالي عابد, وإخراج ايتن أمين.

أما في الأفلام التسجيلية الطويلة فقد مثل مصر فيلم' القيادة في القاهرة', للمخرج شريف الكاتشا, وشريف ولد في أمريكا ثم عاد الي القاهرة لفترة,إلي أن قرر العودة للعيش في بروكلين, وقد أخرج العديد من الأفلام القصيرة إلي أن قدم فيلمه' غرفة التحكم', ومن بعده' قمامة في القاهرة', ويبدو أن شريف الذي عاد إلي القاهرة بعد فترة قد صدمه حال المرور داخل العاصمة, لذلك اختار أن يصور فيلمه عن تلك الظاهرة, والتي قد لا يوجد مثيل لها في العالم, من حيث العشوائية والفوضي التي تحكم الشارع في مصر, وبالطبع للذين اعتادوا علي العيش في القاهرة, بحيث أصبح ما يحدث في شوارع القاهرة جزء من عاداتهم اليومية, في وقت أصبحنا فيه لا نندهش.

لذلك فإن اختيار المخرج لتلك الفكرة هو اختيار ذكي بكل تأكيد, وهو ما انعكس علي إحساسه بالحالة, ولاختياراته الذكية أيضا لسائقي التاكسي والميكروباص, حيث اختار' محيط وسط البلد- المعادي- طريق آلاتوستراد', وكانت كاميراته كاشفة لحالة الفوضي تلك, ولكنه عكس أيضا خفة دم المصريين في تعاطيهم مع الزحمة وكيف يتعاملون, واعتمد علي المفارقة في مونتاج الكثير من المشاهد والتي أعطت الفيلم حسا كوميديا كان يجعل صالة العرض تضج بالضحك. ومنها مشاهد تسجيله حول لقاءات مع عدد من قيادات' ضباط المرور', وحديثهم عن ضرورة ايجاد جيل جديد يملك وعيا بالمرور, وكيفية قيامهم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم, والقطع علي مدرسات يعلمن الأطفال أغاني عن المرور وآدابه, وشكل الشارع, وهؤلاء الذين يجرون بسيارتهم علي الأرصفة, وأيضا المصريين وكيف يصفون الطرق وفي الأغلب يضللون من يسألهم,ومنذ اللقطات الأولي صور لنا شريف مشاهد القاهرة التي يقطنها02 مليونا, ويفد إليها51 مليون يوميا, كأنها مدينة سريالية يتداخل البشر مع السيارات, والميكروباصات, والتوك توك, والموتسيكلات, حيث ترك كاميراته تجوب الشوارع الرئيسية منها والجانبية, لكنه في الوقت نفسه لم ينس أن يرصد حالات التفاوت الطبقي في المجتمع المصري, وتأجيل بوضوح في الشارع, ولم ينس أيضا حس السخرية لديه عندما صور مشاهد القاهرة في وقت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي مصر في عهد الريئس الأسبق مبارك, وكيف تحملت القاهرة وصارت خاوية كأنها مدينة أخري, وفي مشاهد آخر, ومن خلال شهادات عكس الأساليب الملتوية كيف تلعب دورا في استخراج الرخص وأيضا الرشاوي التي تقدم فيلم شريف معبرا عن مدينة القاهرة بكل تناقضاتها, أثقله فقط الإطار السياسي, والذي ركز عليه المخرج في الثلث الأخير من الفيلم, والذي تناول فيه الأحداث التي مرت بمصر منذ نهاية حكم مبارك وحتي إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية, بعد فوز المعزول محمد مرسي, ولكنه يظل فيلما وثائقيا شديد الأهمية والحيوية, والفيلم تصوير ومونتاج وإخراج شريف الكاشطا.

الأهرام اليومي في

02/11/2013

 

 

المصرية في

02/11/2013

 

 

المصرية في

02/11/2013

 

 

الفرخة أم البيضة؟!

طارق الشناوي 

ما أن ينتهى مهرجان خليجى حتى يبدأ آخر، يصاحب تلك المهرجانات انتعاشة سينمائية يعيشها الخليج العربى، تلمست بعض ومضاتها فى كواليس أجواء مهرجان «أبو ظبى» السينمائى الدولى فى دورته السابعة الذى أُسدلت ستائره قبل يومين، فلقد توالدت المهرجانات الخليجية قبل نحو عقد من الزمان بداية من «دبى» 2004.

ومع تعدد المهرجانات يعتقد الكثيرون أنه لا توجد مشكلات مادية تواجه صُناع السينما، وأن البزخ الاقتصادى هو سمة عامة لكل من ينتمى إلى تلك المنطقة، بينما على أرض الواقع تستطيع أن ترى المشكلات التى تواجه السينمائى الخليجى مثلما نراها مثلا فى مصر وتونس ولبنان، دائمًا هناك عوائق تحول دون تنفيذ تلك الأحلام وسؤال «أين التمويل؟» تجده يتردد أيضا فى الخليج، العديد من المخرجين عندما التقى بهم أجد لديهم أفكارًا وطموحات تصطدم بحائط صلب، وهو السيولة المادية، فى الكويت مثلًا المخرج خالد الصديق قدم فيلمى «بس يا بحر» و«عرس الزين»، ولم نرَ مشروعه الروائى الثالث، رغم أنه بدأ المشوار قبل أربعين عامًا، وفيلمه الأول حقق نجاحًا دوليًّا كبيرًا، المخرج بسام الزوادى لم يتجاوز رصيده على مدى عشرين عامًا أربعة أفلام روائية، ورغم ذلك يعتبرونه الأوفر حظًا فى البحرين، قدم أول أفلامه «الحاجز» 1991، فقال البعض على سبيل السخرية، إنه أصبح حاجزًا يحول دون تقديم أفلام لآخرين.

ومع انطلاق كل مهرجان خليجى يتردد نفس السؤال وعلى طريقة تلك المعضلة التى توارثتها البشرية «البيضة أم الفرخة»، أقصد الفيلم أم المهرجان؟ هل الأجدى أن تتوجه رؤوس الأموال لصناعة أفلام سينمائية أم تتبدد فى إقامة مهرجان سينمائى، أليس من الأجدى أن تُصنع أفلام أولا وبعد ذلك تقام مهرجانات. تحول هذا السؤال إلى «أكليشيه» ثابت و«راكور» لا يتغير يسيطر على كواليس المهرجانات، إلا أننا فى السنوات الأخيرة وجدنا أمامنا زاوية رؤية مختلفة ربما تحمل ردًا عمليًّا على السؤال، إنها فى تلك الأفلام التى تسهم فى دعمها مهرجانات «أبو ظبى» و«دبى» و«الدوحة»، حيث إنها إما تشارك فى الإنتاج مع بداية الفكرة وإما تستكمل تنفيذ المشروع، لنجد الواقع يؤكد أن المهرجانات أنجبت مهرجانات بقدر ما أنجبت أيضا أفلامًا، وليست كلها خليجية، هناك أفلام مصرية وعراقية وجزائرية وغيرها لولا هذا الدعم ما كان من الممكن أن يتم استكمالها.

منصة الانطلاق انتعشت مع بداية مهرجان «دبى» 2004، ثم «أبو ظبى» 2007، وبعدها «الدوحة» 2009، وللتوثيق التاريخى كانت مملكة البحرين قبل 16 عامًا هى التى بدأت الخطوة الأولى من خلال جمعية سينمائية يرأسها المخرج بسام الزوادى، إلا أنها تعثرت ماديًّا، بينما يتواصل رغم كل الصعوبات مهرجان «مسقط» السينمائى الذى يعقد مرة كل عامين، ويحسب للجمعية السينمائية التى يرأسها المخرج د.خالد الذدجالى، أنه يحاول أن يترك بصمة خاصة على الساحة الخليجية.

السينما الخليجية تنتعش الآن وتلعب المهرجانات دورًا محوريًّا فى تأكيد حضورها، والجمهور يزداد تعلقًا وشغفًا بتلك الأفلام، وهى بلا شك لعبت دورًا محوريًّا فى هذا التواصل، وتلك الحميمية والدفء التى نراها فى كل محطة سينمائية أشاهدها فى أحد بلدان الخليج العربى، حيث تقام دائمًا مسابقات للفيلم الخليجى على هامش تلك المهرجانات، مثلما نشاهد فى «أبو ظبى» منذ بداية انطلاقه، حيث تقام مسابقة متخصصة لأفلام الإمارات، كما أن للسينما الخليجية مهرجانًا خاصًا فى «دبى» تُعقد دورته السابعة فى 9 إبريل القادم، ومجلس التعاون الخليجى يعقد مهرجانًا كل عامين متخصصًا فى سينما الخليج، أقيم الأول فى «الدوحة» والثانى فى «الكويت» والثالث تستضيفه «أبو ظبى» عام 2015، بينما دولة الكويت تستعد لإقامة أول مهرجان دولى فى نهاية إبريل القادم، وتنطلق بعد أيام الدورة الثالثة لمهرجان «تروب فاست إريبيا» للفيلم القصير، وفى 26 نوفمبر تعقد الدورة الأولى لمهرجان «أجيال» فى الدوحة، كما أن المملكة العربية السعودية شهدت هذا العام أول وجود دولى لها بفيلم «واجدة»، الذى يتسابق على جائزة أفضل فيلم أجنبى فى مسابقة الأوسكار، ورغم ذلك سيظل هناك سينمائى يحلم، بينما معوقات مادية تواجهه، سواء أكان فى مصر أو تونس أو الخليج، الحلم واحد، والهم أيضا واحد!

التحرير المصرية في

02/11/2013

 

السينما المستقلة أنقذت وجه مصر ولكن!

كتب : طارق الشناوي 

أكتب هذه الكلمة قبل إعلان جوائز مهرجان أبوظبى السينمائى الدولى فى دورته السابعة، وبغض النظر هل حصلت مصر على جائزة أم لا، فإن المؤكد هو أن مصر وفى السنوات الاخيرة خاصة بعد الثورة لم يعد لديها ما تُقدمه فى المهرجانات سوى هذه الأفلام التى نُطلق عليها مستقلة ولولا ذلك ما كانت لنا أفلام تحمل اسم مصر وهكذا شاركت مصر بفيلمى «فرش وغطا» و«فيلا 69».

هل ثورة 25 يناير حجمت السينما؟ البعض وجدها فرصة لكى يرى فى الثورة الجانى الذى غير وجه مصر إلى الأسوأ. كانت السينما تنتج أفلاماً بالتأكيد أكثر، شركات الإنتاج الكبرى حتى الآن لا تزال تتحسب للخطوة القادمة بينما لدينا سينما أخرى مختلفة لا تجد لها مساحات فى دور العرض، إنها السينما التى تعارفنا أن نُطلق عليها مستقلة ومصر القادمة سوف تفتح قلبها لتلك السينما.

أتذكر قبل ثلاثة أعوام فى نهاية شهر أكتوبر كنا نحتفل بحصولنا على جائزتين واحدة من ترايبكا فى دورته الثانية عن فيلم إبراهيم بطوط «الحاوى» والثانية من قرطاج «تانيت ذهبى» عن «ميكرفون» لأحمد عبدالله، ولكن الجمهور المصرى من المؤكد لا يعرف شيئا عن الفيلمين، بالمناسبة عرضا تجاريا فى صمت رهيب.. هل تلك السينما معزولة عن الناس أم أن صناعها لا يعنيهم الجمهور.. المشكلة أن البعض ارتاح إلى تلك التقسيمة نصنع فيلماً قليل التكلفة بلا نجوم لا ننتظر مردودا من شباك التذاكر وفى نفس الوقت نحصل على مكسب صغير من بيعه لمحطات وتسويقه فى مهرجانات، وكأن السينما من الممكن أن تُصبح سينما منزوعة الجمهور.

الاستسلام أرى فيه مقتل هذه السينما فلا توجد أفلام مصنوعة لعدد محدود أو لقطاع ولكن ينبغى أن تمتد الرؤية إلى دائرة جماهيرية أوسع لكى تصل الرسالة إلى الجمهور وحتى تتحقق أيضا لصناعة السينما دورة رأس المال.

السينما التجارية بمعناها التقليدى تعانى أكثر بسبب ضبابية سوق الإنتاج، الأجور المليونية صارت تُشكل حائلا أمام تنفيذ الأفلام، ربما هذا يفسر لك لماذا هذا الزحف الضارى الذى شاهدناه من نجوم السينما على المسلسلات التليفزيونية ؟ الإجابة هى أن سوق الفيديو لا تزال تضمن لهم تلك الأجور بينما فى السينما التقليدية المغامرة غير مأمونة.

النجوم الكبار سوف يجدون أمامهم فرصة أراها أخيرة لكى يتغيروا إذا أرادوا أن يكملوا المشوار، لا حل سوى أن يتوافقوا مع الإيقاع الجديد لتلك السينما التى تعنى أن العصمة بيد المخرج وليس النجم، السينما بملامحها التقليدية لن تختفى، فى العالم نرى أفلاما تُصنع على ملامح وإمكانيات نجوم الشباك، ولكن حتى هذه الأفلام ترى فيها إرادة المخرج حاضرة. ويبقى مفهوم الاستقلال فى السينما المصرية فهى مستقلة ولكن عن أى كيان، الشىء المشترك فى تلك الأفلام أنها تعبر عن إرادة مخرجيها، مثلا جهاز السينما المصرى التابع لوزارة الإعلام أنتج عام 2009 فيلم «واحد صفر» إخراج كاملة أبوذكرى، أى أن رأس المال تابع للدولة، ولكن من الممكن أن نعتبر هذا الفيلم مستقلا بالمعنى الأدبى فهو فيلم ترى فيه إرادة المخرجة ولايعبر عن نجوم الفيلم، بينما المأساة الحقيقية هى أن نفس الجهاز هذا العام شارك فى إنتاج فيلم «8٪» بطولة أوكا وأورتيجا وهذه قصة أخرى.

السينما المستقلة فى مصر ليست هى بالضرورة السينما التى نرى فيها وجوها جديدة وليست هى أيضا الفقيرة إنتاجيا، ولكنها السينما التى تتحرر من سيطرة النجوم وعليها ألا تُخاصم الجمهور. هذه السينما إذا أرادت الحياة عليها أن تحتمى بالناس، ومع الأسف الفيلمان المصريان اللذان شاهدتهما فى هذه الدورة من مهرجان أبوظبى «فرش وغطا» أحمد عبدالله و«فيلا 69» آيتن أمين أرى بينهما والناس مسافة وتلك هى المشكلة!!

مجلة روز اليوسف المصرية في

02/11/2013

المشاهدة بأثر رجعى «لص بغداد» فى مهرجان أبوظبى!!

كتب : طارق الشناوي

هل نشعر بحنين لفيلم قديم شاهدته؟ من البديهى أن يحدث ذلك لكل البشر بين الحين والآخر، حيث لا يشاهد الإنسان الفيلم بل يشاهد نفسه قبل الفيلم.

نحن نتذكر ملابسات تلك المشاهدة وقد نتعجب بما فعلت بنا الأيام، ولكن ما رأيكم عندما نعود 73 عاما للخلف دُر لنرى فيلما ربما لم يسبق لنا رؤيته، «لص بغداد» مأخوذ عن واحدة من روايات «ألف ليلة وليلة» حيث السحر والغموض الشرقى ولهذا السبب عالجتها السينما أربع مرات، الأولى بدأت منذ السينما الصامتة عام 1924 أما الثانية 1940 التى نقدمها لكم فهى قد جاءت والسينما قد شبت عن الطوق فى الصوت والصورة وبدأنا فتطلع للمزيد من الإبهار، بعد أن امتلك الفن السابع تقنية اللون وبدايات مبهرة جدا بمقياس ذلك الزمان فى تنفيذ الحيل السينمائية، وتستطيع أن ترى فى التاريخ السينمائى أفلاما تبدو أهميتها الزمنية فى أنها أجادت استخدام التكنولوجيا والتقنية الحديثة التى تصادف أنها تواجدت فى زمنها، وكأن فكرة الفيلم جاءت لتصبح معادلا فنيا لتلك الإضافات الحديثة وهكذا كان هناك فريق متكامل تكون من المخرجين الثلاثة مايكل باول ولدينج بريجر وتيم والين وهم ينتمون إلى ثلاث جنسيات ألمانى وبريطانى وأمريكى، بالإضافة إلى إسهامات فنية وتقنية من زولولتون كورداو، وليام كاميرون واستطاعوا أن يقدموا وجهة نظرهم الإبداعية من خلال تلك الإمكانيات، وتكتشف أنهم قد وصلوا للذروة لو قارنت هذا الفيلم بما كان يقدم وقتها، وبالطبع مثل هذه الحيل التقنية كانت تحتاج فى تنفيذها إلى مجهودات ضخمة، بينما قد وصلنا الآن باستخدام الكمبيوتر إلى نتائج أفضل وفى زمن أقل وبمصداقية أكبر، إلا أننا نشاهد العمل الفنى الذى يفصلنا عنه أكثر من سبعة عقود من الزمان بزاوية رؤية تعيدنا لذلك الزمان، نجح «لص بغداد» فى نسخته الثانية الذى وصل أيضا لذروة التقنية مستخدما كل الإمكانيات المتاحة على بدائيتها فشاهدنا الجن الضخم الذى يخرج من المصباح والبنورة السحرية وتناقض الأحجام و«بساط الريح» الذى يجوب البلاد والبحار، وهكذا كان من المنطقى أن يكون نصيب الفيلم فى مسابقة الأوسكار جوائز التصوير والديكور والمؤثرات الخاصة.

الحالة الميلودرامية التى تنتقل من النقيض للنقيض هى التى تغلف كل الأحداث، الصراع دائما يصل للذروة وفى اللحظة الحاسمة يأتى الحل كذلك كل الأحداث مغلفة بطابع الكوميديا، تجد فى الفيلم أصداء عديدة شاهدناها فى الأفلام العربية، خاصة المصرية حتى ملامح الجن وأسلوبه قُدمت عشرات المرات، ويبقى أن هذا العالم الساحر كثيرا ما يداعبنا فى أحلامنا ومهما مر زمن نكتشف أن الطفل بداخلنا يرنو لكى يعيش مجددا فانتازيا «ألف ليلة وليلة» ولهذا نستعيد دائما مثل هذه الأفلام لتنعش ذاكرتنا.

إنها رحلة تعيشها مع أفلام عاشت وتحدت النسيان لأنها حملت شيئا خاصا فى ملامحها الإبداعية ويظل السؤال هو عندما نشاهد فيلما قديما يعتمد على الحيل والتى كانت بمقياس الزمن بدائية لماذا لا نفقد تواصلنا معها؟ إجابتى هى أننا لا شعوريا نعيش الزمن الماضى بكل مفرداته وما يمكن أن تعتبره بدائيا فى اللحظة الحاضرة، يبدو أمامك معبرا عن آخر صيحة فى مجال التكنولوجيا، إن هذا هو سر وسحر السينما التى تظل دائما قادرة على إثارة دهشتنا مهما تباعدت الأزمنة وهكذا منحنا مهرجان «أبوظبى» هذه الدروة التى افتتحت الخميس الماضى فى قسم خاص مملوء بالحنين فرصة لكى نستعيد زمن مضى مع «لص بغداد».

مجلة روز اليوسف المصرية في

26/10/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)