حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوظبي السينمائي السادس

يعرضه في المهرجان بعد أن قدم الجزء الأول حول القضية ذاتها

محمد الدراجي: "تحت رمال بابل" يحكي قصة العذاب قبل الغزو وبعده

حوار: مصطفى جندي

 

يأتي محمد الدراجي من العراق حاملاً في جعبته آلام عقود من القمع والقتل والتغييب على شكل فيلم، محاولاً إيصال صرخة شعب عانى وما زال يعاني من ديكتاتورية الحاكم، فيلم “تحت رمال بابل” هو تتمة للقصة التي بدأها الدراجي منذ سنوات، وفيها يحكي عن رحلة من العذاب بحثاً عن الابن، عن الأهل، عن الوطن، “جريدة الخليج” التقت الدراجي الذي يشارك في الدورة السابعة لمهرجان أبو ظبي السينمائي من خلال عرض أول لفيلمه الجديد “تحت رمال بابل”:

·        ماذا يحمل فيلمك الجديد “ تحت رمال بابل”؟

- هو الجزء الثاني من فيلم “ابن بابل” الذي أخرجته قبل أربع سنوات، في الجزء الأول دارت الأحداث حول الأم الثكلى التي تبحث برفقة حفيدها عن ابنها المختفي أثناء الغزو العراقي للكويت وذلك بعد سقوط النظام، في هذا الجزء نكمل القصة حيث يتحدث عن رحلة عودة الابن إلى بلده هارباً من المعارك، ويسقط بيد وحدة الانضباطالعسكري العراقية التي تلقيه في زنازين الاعتقال بتهمة المشاركة في الانتفاضة ضد النظام عام 1991 .

·        لماذا الإصرار على بابل؟

- لبابل رمزية كبيرة لدى الشعب العراقي، تظهر كيف يحول الديكتاتور الجمال إلى قبح عظيم، فبعد أن كانت بابل رمزاً للحضارة من خلال آثارها وعجائبها المعمارية، أصبحت رمزاً للموت والقمع، بعد أن جعلها النظام الساقط مركزاً لأكثر معتقلاته دموية .

·        ما الجديد في فيلم “تحت رمال بابل” من الناحية الفنية والإخراجية، وكيف تقيم تجربتك الجديدة؟

- حاولت في فيلمي الجديد أن أصنع خليطاً ما بين الفيلم الروائي والوثائقي، فعمدت إلى البحث عن شخوص عايشوا الثورة العراقية في عام ،1991 وكانوا ضحية قمع النظام البعثي، ليحكوا قصصهم والتجارب المريرة التي عاشوها في معتقلات صدام حسين، فكثير من الشخصيات والحوارات التي تدور في الفيلم هي قصص حقيقية لأشخاص عايشوا المأساة، ليخرج الفيلم بشكل مختلف ما بين الروائي والوثائقي، لقد تطورت تجربتي كثيراً، وما أقدمه اليوم أظن أنه أفضل بكثير .

·        من أين الفكرة؟

- ذات مرة قالت لي والدتي لماذا تتعب نفسك وتصنع فيلماً، حياتنا أصبحت كلها سينما، لم أفكر في هذا الكلام في تجربتي الأولى، لكني عملت بها في الحالي، فما يعيشه العراقي وما عاشه في السنوات الأخيرة، ليس بحاجة إلى إضافات وحوارات وسيناريوهات، فعمدت إلى العراقي العادي وجعلت منه بطل القصة .

·        ما الصعوبات التي واجهتك في إنتاج العمل؟

- أولاً ضعف البنية التحتية في العراق، ليس هناك استوديوهات أو شركات إنتاج، وليس هناك جهات حكومية داعمة بشكل فعال لحركة السينما، وعلى صعيد العمل واجهت صعوبة في إقناع الناس بالحديث عما عانوه في سجون البعث، فأغلب من التقيتهم رفض في البداية الحديث عن تجربته، كونها تحوي كمّاً من التعامل اللاإنساني واللاأخلاقي، لكني نجحت في كسب ثقتهم وإقناعهم بأن ما عانوه هو فخر لهم، وبأنهم أصبحوا جزءاً مهماً من الملحمة العراقية المستمرة .

·        دراجي في الفيلم هو المخرج والمصور وكاتب السيناريو والمنتج وفني المونتاج، هل نحن أمام فيلم الرجل الواحد؟

لا ليس هذا هو السبب، لقد صور الفيلم على مدار ثلاث سنوات ونصف، وهي مدة طويلة من الصعب أن تجعل الآخرين يلتزمون معك هذه الفترة الطويلة، كما وجدت أنني الأقدر على تنفيذ ما يدور في بالي من غيري، في الوقت نفسه كان لدي عدد من المستشارين الذين لم يبخلوا علي بنصائحهم مثل المخرج عدي رشيد .

·        العمل من إنتاج عدة دول، فهل هذا من الأمور الإيجابية في الفيلم أم من السلبية؟

- إيجابي بالطبع، فالإنتاج المشترك يدفع للاستمرار، ويعطي فرصة أكبر للفيلم، في حين أن العمل ذا شركة الإنتاج الواحدة يعاني في أغلب الأحيان من ضعف التمويل وسوء الإدارة، وقد يتوقف في أي لحظة، خصوصاً إذا ما كنا نتحدث عن أفلام تنتج في العالم العربي وعنه .

·        لماذا تحرص على المشاركة في عروضك الأولى في مهرجان أبو ظبي السينمائي؟

- القائمون على المهرجان أبدوا تعاوناً كبيراً معي، وهناك العديد منهم يحرصون على دعم السينمائي العربي، إضافة إلى منحة “سند” التي يقدمها المهرجان، هذه أمور تشجعني على المشاركة في هذا المهرجان الناجح؟

·        ما رأيك بالسينما العراقية حالياً؟

- سينما شخصية، تعتمد على جهود الأفراد وليس هناك جهود حكومية داعمة لها، في هذا العام أنتج ما يقارب 12 فيلماً عراقياً طويلاً، وعشرات الأفلام القصيرة، لكن لم تكن بالصورة التي توقعناها حيث عابها كثير من الضعف .

·        تشارك في هذه الدورة خمس أفلام عراقية، فما مدلول هذا، وهل نحن أمام انطلاقة جديدة للسينما العراقية؟

- أمر رائع أن تتمكن خمسة أفلام عراقية من المشاركة في المهرجان، وهذا يدعو للتفاؤل بأن السينما في العراق على الطريق الصحيح، هناك أفلام لم تكن بالمستوى المأمول، وبالرغم من ذلك فهي محاولات جيدة تعد بالأفضل، ونأمل أن تقوم الحكومة العراقية بخطوات ملموسة في سبيل دعم السينمائي العراقي .

الخليج الإماراتية في

28/10/2013

 

يعرض معاناة طفل وأبيه

"زرافاضة" ألم وأمل في حياة الفلسطينيين

أبوظبي - فدوى إبراهيم: 

بدءاً من اسم الفيلم تتضح بعض ملامح “زرافاضة” الذي يختصر كلمتي “زرافة” و”انتفاضة”، الذي تم عرضه مساء أمس الأول في سينما فوكس، حيث يعتبر هذا العرض الأول له في الشرق الأوسط لينافس في مسابقة آفاق جديدة، وهو من إخراج راني مصالحة وإنتاج مشترك بين فلسطين وفرنسا وإيطاليا وألمانيا .

يقدم الفيلم صورة لحياة الشعب الفلسطيني من زاوية طفل وأبيه يعيشان في محافظة قلقيلية، وما يتخلل هذه الحياة من معاناة وعلى رأسها استبداد قوات الاحتلال وعنفها اليومي تجاه الشعب الأعزل، لكن المخرج وفق في نقل صورة هذه الحياة للمشاهد غير قاتمة، بل وبرغم صعوباتها يمكن تجاوزها بالإيمان والأمل، حيث ركز على إبراز صور المدينة الجميلة التي يقطنها أبطال الفيلم بالتقاط المشاهد التي تصوّر المرتفعات الجبلية والمباني ذات الطراز العتيق إضافة إلى المكان الرئيسي في الفيلم، وهو حديقة ومنتزه قلقيلية، التي تؤوي مجموعة من الحيوانات ومن بينها الزرافتان اللتان كانتا محور الفيلم إضافة إلى مشاهد الانتفاضة . يبدأ الفيلم بمشهد للطفل زياد (أحمد بياطرة) ذي العشر سنوات، وهو يتحدث عن قوة الزراف وجمالياته في صفه المدرسي مدافعاً عنها بعد تعليق زملائه عليه بأنه زرافة، ومن ثم تنتقل الكاميرا إلى أحد من مشاهد الطبيعة في قلقيلية، بتصوير زياد وهو يتأمل الحياة على أرجوحته المعلقة على شجرة أعلى الجبل أمام منزله الذي يقطنه هو ووالده (صالح بكري) الطبيب البيطري في حديقة الحيوانات .

وتتضح قصة الفيلم حينما ينتقل المخرج إلى زياد وهو يهتم بالزرافتين يطعمهما ويسقيهما، ويدمج المخرج حديثه مع صورة صامتة له في “أن الإنسان في الحياة كشجرة شامخة على طريق عام، لكن تضربها بعض الرياح” للدلالة على امتزاج الحياة بالألم والأمل . وتتوالى المشاهد لتقدّم معاناة والد زياد الطبيب البيطري في حديقة الحيوانات، وعدم قدرته على توفير العلاجات اللازمة لها في ظل جشع وأنانية مدير الحديقة، الفلسطيني الذي لا تهمه سوى حياته الشخصية والاحتفال بعيد ميلاده بشكل مبهر، وفي الوقت ذاته ينتقل المخرج إلى مشاهد لزياد محملة بالإنسانية تجاه الحيوانات، ويضمنها بتصويره علاقته البريئة بالله، حيث يدعوه بشكل دائم أن يمن على الحيوانات بولادة ميسرة، وحياة بلا أمراض ولا مشاكل صحية، وكأنما يسقط المخرج رغبة الطفل وأمنياته في الحياة على الحيوانات .

وتتخلل مشاهد الفيلم لقطات للصراع الفلسطيني ضد الاحتلال في أزقة الحي السكني، ومنها تعرض المنطقة لغارة جوية تموت على إثرها إحدى الزرافتين فيتأثر زياد تأثراً شديداً ويضرب عن الطعام، على إثر إضراب الزرافة الأنثى التي بقيت وحيدة دون زوجها، وفي غضون ذلك يلتقي أبو زياد صحفية فرنسية تتعرض لغاز مسيل للدموع فيحاول انقاذها، وتنشأ بينهما علاقة صداقة تدفعه إلى أن يطلب منها مساعدته في جلب أدوية للزرافة المضربة عن الطعام من حديقة حيوانات في أراضي الاحتلال فتلبي طلبه، لكن العلاج لم يكن ناجعاً، وتزداد حالة زياد تزداد سوءاً وحزناً على الزرافة ما يضطر والده إلى التفكير في أي حل لإعادة البسمة له، البسمة التي لطالما رغب في أن تبقى مرتسمة على وجه ابنه رغم أي صعوبات، وهنا يفكّر بأن يأتي بذكر زرافة للحديقة ليؤنس الزرافة الأنثى، فيطرح الفكرة على الصحفية الفرنسية، لكونه لا يستطيع العبور عبر الجدار العازل لوجود قوات الاحتلال .

ويأخذنا المخرج إلى مشاهد غاية في الإنسانية حين تقل الصحفية الفرنسية في صندوق سيارتها زياد وأباه مروراً بالجدار العازل، وكلها قلق في أن يُكتشف أمرهما، لكنهما ينجوان ويصلان إلى حديقة الحيوانات التابعة لحكومة الاحتلال، وهنا تبدأ محاولات أبي زياد والصحفية في اقناع الطبيب البيطري في تلك الحديقة في منحهم ذكر الزراف كي يستطيعوا معالجة زرافتهم الوحيدة في قلقيلية حتى يوفقوا في استجلابه، ووضعه في صندوق عازل تجره مركبة الصحفية الفرنسية، وبعد مرورهم بالكثير من المصاعب في طريق الإياب، وصلوا قرب الجدار العازل، وهنا يقترح أبو زياد أن يدخلوا مع ذكر الزرافة مشياً وعبوراً من منفذ في الجدار، في منظر تم تصويره بغاية الاتقان، يحمل مظاهر البهجة والسرور على وجوهم كلهم وهم يسيرون باتجاه حديقة ومنتزه قلقيلية وسط تعجب المارة أجمعين ودهشتهم من هذا المنظر المهيب، فتدخل الزرافة إلى حديقة الحيوانات ويتبعها زياد، إلا أن قوات الاحتلال تعتقل أبا زياد فيصاب بحزن شديد برغم سعادته بالزرافتين .

ويوفق المخرج في إظهار قوة الطفل الفلسطيني الذي تعايش مع الأمر الواقع .

الخليج الإماراتية في

28/10/2013

 

أحدها من دون حوار وآخر صوّر في القطب الشمالي

أعمال ترصد عنف الإنسان تجاه الحيوانات

أبوظبي - “الخليج”: 

تلقى الأفلام التي تعنى بالحيوانات وتأثيرها في حياتنا، اهتماماً كبيراً من صناع السينما، وذلك لإبراز علاقتها بالإنسان من جميع الجوانب سواء بتفاعله الايجابي أو السلبي معها، وتأثيرها في ديمومة الحياة على الأرض، ويعرض المهرجان مجموعة من الأفلام التي تجسد هذه العلاقة من خلال تقديمها صور مختلفة تعكس سلوكيات الإنسان وممارساته العنيفة التي أثرت في الحيوان واتجاهه وميله في أحيان كثيرة إلى العنف ضد الإنسان .

فيلم من دون حوار بعنوان “أمازونيا” للمخرج تييري راغوبير ومن انتاج البرازيل - فرنسا، حيث يعتمد الفيلم على الصورة المبهرة بتقنية ثلاثية الأبعاد، حيث أراد مخرجه أن يقدم فيلماً وثائقياً ذا بعد فني موجه للأطفال والكبار، ويناقش الفيلم علاقة البشر بالحيوان وعلاقة الحيوان بالطبيعة حين ينتزع منها، ويركز الفيلم على إبراز الأذى الذي يلحقه الانسان باقترابه من عالم الحيوان وكيف أن جشعه يعمل على تخريب الطبيعة، وتغيير المناخ السوي .

ويحكي الفيلم فكرته عن طريق طفلة برازيلية ودعت بأسى قردها المدلل وهو في طريق نقله إلى مكان آخر، ويزداد الألم حين تسقط الطائرة التي أقلته في غابة الأمازون الموطن الأصلي للقرد، وهنا تكمن المفارقة في أن القرد لم يألف وسطه الطبيعي في العيش مما أفقده دفاعاته الغريزية وصار لا يميز الأخطار التي تقترب منه وأصبح يقترب من الخطر دون أن يشعر به .

أما “فيلم آتسينكي”: فيروي قصة رعاة بقر القطب الشمالي “لمخرجته جيسيكا أوريك من الولايات المتحدة-فنلندا ويقدم في عرضه الاول في الشرق الأوسط، فتدور أحداثه في قلب البرية المتجمدة للدائرة القطبية الشمالية، وفي مستعمرة “لابلاند” الفنلندية تحديداً، وتتركز حول أسرة آتسينكي التي تدير آخر تعاونية لتربية قطعان حيوان الرنة في البلاد، ويعرض الفيلم مشهداً كلاسيكياً للطبيعة الخلابة للمنطقة وسط حركة القطعان ويصور استخدام أدوات وأساليب موغلة في القدم للسيطرة على جحافل الحيوانات البرية، ويجتاز الرعاة والقطعان البلاد بملابسهم التراثية متجهين إلى حظائر خشبية، ويعتمد الفيلم على المشاهد الصورية التي تستعرض جمال الطبيعة وتناغمها مع حركة الحيوان وخاصة في استعراضها الفصول الموسمية وخاصة فصل الشتاء .

ويناقش فيلم “إفراغ السموات” الذي يعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط وضمن مسابقة عروض السينما العالمية للمخرج دوغلاس كاس من الولايات المتحدة ظاهرة الصيد غير الشرعي للطيور المهاجرة في جنوب أوروبا، والناشطين الحقوقيين الذين يعملون على وقف هذه الظاهرة، خاصة وأن هناك حيوانات نادرة يتم اصطيادها وبيعها من دون مراعاة لقيمة بقائها ووجودها على الأرض، وأصبحت بفعل هذه السلوكيات مهددة بالانقراض، ويصور المخرج هذه الظاهرة كجريمة بشعة في حق الحيوان، معتبراً تصويره أحداث الفيلم تغطية اعلامية ضد حرب شرسة معلنة من قبل صيادي الحيوانات الباحثين عن التكسب المادي .

أما فيلم “الحوت الأسود” الذي يعرض ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، للمخرجة غابرييلا كوبرثوايت من الولايات المتحدة الأمريكية ،2013 ويعرض لأول مرة في الشرق الاوسط من خلال المهرجان، فيتحدث عن حادثة اصطياد حوت رضيع من نوع “أوركا” وتسليمه إلى حدائق سيلاند التي أطلقت عليه اسم تيليكوم، وتكشف من خلاله كوبر ثابت حقائق عن تعامل الإنسان مع الحيتان .

الخليج الإماراتية في

28/10/2013

 

"فرش وغطا" توثيق روائي لثورة يناير

أبوظبي - مصطفى جندي

بالرغم من أنه يشارك ضمن مسابقة الأفلام الروائية إلا أن فيلم “فرش وغطا” للمخرج أحمد عبد الله جاء أقرب إلى الوثائقي منه إلى الروائي، حاول المخرج ومن خلال هذا الفيلم أن يخلق خليطاً ما بين النوعين، وأن يوثق أحداث ثورة يناير بطريقة روائية، ويبدو أنها طريقة شائعة في هذه الأيام، إذ يشاركه في التوجه نفسه المخرج العراقي محمد دراجي من خلال فيلمه الجديد “تحت رمال بابل” .

تقع أحداث الفيلم، الذي عرض أمس الأول في المهرجان لأول مرة في الشرق الأوسط في أوج المظاهرات الثورية التي عمت مصر قبيل سقوط نظام حسني مبارك، وتدور أحداث الفيلم حول كيفية وصول أحد الأفلام التي تصور أحداث سجن القطا إلى جريدة المصري اليوم التي نشرته، وهي رحلة قام بها أحد السجناء الفارين من سجن القطا - يقوم بدوره آسر ياسين - محاولاً البحث عن ملاذ آمن لا يجده أبداً رغم انتقاله بين مناطق مختلفة ذات مرجعيات دينية مختلفة .

يبدأ الفيلم بمشاهد من الفيلم المسرب، ليظهر بعدها آسر ياسين مع صديقه المصاب، يختبئان في أحد الأكواخ، يترك آسر صديقه ويذهب طلباً للمساعدة، يصل البيت فلا يلاقى بالترحيب من قبل الأخ، وبالمصادفة يتعرف أحد الشباب الثوريين الذي يحاول مساعدته بالتعاون مع شيخ صوفي .

من خلال الرحلة التي قام بها بطل الفيلم يحاول المخرج تسليط الضوء على الجوانب التي لم تلق النصيب الكافي من الإعلام، ليكون دور آسر فيها دور المشاهد للحدث .

أعطى المخرج للصورة الدور الأكبر، فاقتصر السيناريو على كلمات متقطعة وبعض الأناشيد الصوفية التي أقحمت في العمل بشكل قد لا يخدم السيناريو رغم جمالها، وقد استوحى المخرج اسم الفيلم من إحداها، كما لجأ المخرج في سبيل الغاية نفسها إلى تجاهل الأسماء، وجعل العين هي التي تسمع من خلال الحركات والإيماءات والمناظر التي لم يعتد المصري العادي على رؤيتها بهذا الحجم وبهذه الكمية، ويحسب للمخرج المشهديات البصرية الآسرة وتوغله في أكثر الأحياء المصرية فقراً حيث قلة هم الذين يجازفون بالدخول .

لم يستطع أحمد عبد الله أن يخلع ثوبه الذي اعتاد العمل به، فجاءت خلفيته الوثائقية وهو الذي عمل مونتيراً لهذا النوع من الأفلام، جاءت طاغية على فيلمه الروائي .

الخليج الإماراتية في

28/10/2013

 

التجربة الأولى لراني مصالحة أثارت الجدل

«زرافاضة».. حكاية الفلسطينيين بطريقة ذكية

علا الشيخ - دبي 

يبدو الخطاب السينمائي الفلسطيني كأنما صار موجهاً إلى الغرب، بعد تجربة لم تنجح عندما كانت الأفلام يجري إنتاجها من قبل فصائل فلسطينية تريد نشر توجهاتها، ولم تصل الرسالة، فاتجه مخرجون فلسطينيون في السنوات الأخيرة إلى الخارج لكي يبحثوا عن منتجين أجانب لمساعدتهم على نشر أفلامهم وأفكارهم، وبعيداً عن نظرية المؤامرة التي من الممكن أن تظهر على السطح حول ماهية الإنتاج الغربي وتدخله في تغيير الكثير من النص، ثمة حقيقة لا بد من الإشارة إليها؛ أن أفلاماً فلسطينية كثيرة استطاعت بسبب لغتها العالمية التي تحاكي كل الجنسيات أن تصل إلى العالم وتنال الجوائز الكبيرة.

فيلم «زرافاضة» للمخرج الفلسطيني، راني مصالحة، وبطولة صالح بكري ومحمد بكري، والطفل أحمد بياطرة ابن الأعوام العـ10، الطفل المبهور بزرافتين اثنتين تعيشان في حديقة حيوانات في رعاية طبية لوالده الطبيب البيطري الأرمل ياسين (صالح بكري) في قلقيلية. يبدأ بسخرية مريرة، تبدأ من العنوان المختار لهذا الفيلم، المركّب من كلمتي «زرافة» و«انتفاضة»، في مقاربة درامية لأنماط الحياة اليومية في فلسطين المحتلّة، الموزّعة على «عيش» الحياة بشكل طبيعي وعادي، كما على مواجهة المحتلّ الإسرائيلي بشتّى الوسائل المتاحة.

الفيلم الذي يعرض ضمن فئة مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان أبوظبي السينمائي، ويعد أول عرض له في الشرق الأوسط، قسم مشاهديه بين راضٍ ومستنكر، خصوصاً أن جل الحكاية كان عن طبيب «إسرائيلي» ومصورة فرنسية.

ومع أن فكرة الفيلم تعد نوعاً ما ذكية، خصوصاً أنها اعتمدت على وقائع قصة حقيقية حدثت لزرافة موجودة في حديقة حيوانات في قلقيلية إحدى مدن فلسطين، وماتت بالرصاص نتيجة انبطاحها على الأرض وعدم وصول الدماء إلى رأسها بسبب رقبتها الطويلة، إلا أن الشق الثاني من الفيلم غيّر مجرى الحكاية، خصوصاً أن الأحداث تجري من خلال علاقة الطفل زياد ابن الطبيب البيطري في حديقة الحيوانات في قلقيلية مع الزرافتين .

استخدام الطفل وحكايته لفتة ذكية في إيصال معاناة الشعب إلى المشاهد الغربي، خصوصاً إذا كانت أحلامه من السهل اغتصابها، ولا يمكن لشخص ألا يتأثر بطفل يبكي.

وبعيداً عن الهدف من الفيلم وتوجه خطابه، وقريباً من أحداث الفيلم، فالمشاهد أمام قصة طفل يحب الحيوانات، خصوصاً الزراف، يعيش مع والده بعد أن توفت الأم أثناء ولادته، وعلاقته الجميلة مع الأب الذي من الواضح أنه من تيار السلم لا المقاومة، ويظهر هذا في مشهد عندما شارك ابنه في رمي الحجارة على الجنود «الإسرائيليين» أثناء اجتياحهم قلقيلية، وغضبه الشديد منه وانتزاعه من أمام أطفال الحجارة وتوبيخه «مش خايف انك تموت» إضافة إلى علاقة الصداقة التي تربطه مع طبيب «إسرائيلي» واتصاله الدائم به إذا ما تعرض لمشكلة، وسيكون لهذا الطبيب دور في المشاهد الأخيرة من الفيلم.

ينقل المخرج مصالحة المشاهد إلى حياة عادية يعيشها الفلسطيني حول حديقة الحيوانات، بداية من الطبيب البيطري أبوزياد، ومدير الحديقة الذي يدخن السيجار باستمرار ولا يأبه كثيراً إذا انتهت صلاحية الأدوية الخاصة بالحيوانات، وليس انتهاء بالطفل زياد الذي يقصد الحديقة كل يوم بعد مدرسته للعناية بالزرافتين وإطعامهما. الحدث هو عيد ميلاد مدير الحديقة، واللافت للانتباه نوعية الأغاني المختارة التي مزجت بين موسيقى شرقية وعربية وأحياناً تشعر بأنها يونانية، لا يهم اصلها لكن وجود هذه الموسيقى أشعر المشاهد بأنها ضرورة لإظهار الانفتاح الفلسطيني على الآخر (الغربي) من خلال لغة مشتركة بينهما على ما يبدو.

يبدأ القصف «الإسرائيلي» على قلقيلية بحجة وجود إرهابيين ومخربين، يهرع المحتفلون إلى الملاجئ ومن بينهم صحافية فرنسية، الطفل زياد كان مع الزرافتين، يذهب والده وهو خائف لإحضاره، فيقول له إن أحدى الزرافتين وقعت على الأرض، يتركه الوالد في الملجأ ويهب إلى الزرافة التي ماتت بالفعل.

هنا وبعد موت الزرافة تبدأ حكاية أخرى، في الشق الإنساني منها حياة طفل مليئة بصور الزرافات على جدران غرفته، لا يريد سوى أن تعود الزرافة أو على الأقل الإتيان بزرافة ذكر أخرى إلى جانب التي مازالت على قيد الحياة والتي ترفض الطعام منذ وفاة شريكها، والجانب الآخر له علاقة مباشرة بتحطم الرمز، بمعنى أن الطفل زياد كان مقتنعاً أن والده يصنع المعجزات، خصوصاً عندما يشاهده وهو يقوم بتوليد بقرة، على سبيل المثال، لكن الأب الطبيب سقط من عيني طفله عندما لم يستطع أن ينقذ الزرافة من الموت، فيتغير مجرى الحكاية إلى ضرورة إعادة الثقة بين الأب وابنه، وتتأزم المعضلة بعد اكتشاف أن الزرافة الوحيدة أصبحت حاملاً، وهنا ينهار الطفل زياد من فكرة أن تنجب الزرافة طفلاً بل أب، كما حدث معه فهو بلا أم، فتزداد حالته سوءاً.

حتى ذلك المشهد الأمور ما زالت تمر بسلام، وترضي أذواق الجميع، لكن الحل الذي لجأ إليه المخرج أوجد بلبلة واضحة في الصالة، خصوصاً أن الضحية استعان بالجلاد حتى لو كان الجلاد يرتدي الثوب الطبي الأبيض.

فقتلة الزرافة هم «الإسرائيليون»، ومنقذ حلم الطفل طبيب «إسرائيلي»، بمساعدة الصحافية الفرنسية التي لم تعد مكترثة بتصوير الموت بقدر الوقوف إلى جانب الطفل زياد، فيتفق الثلاثة أبوزياد والصحافية والطبيب «الإسرائيلي» على طريقة تهريب الأب وابنه إلى مناطق الخط الأخضر، ومن ثم تهريب زرافة من حديقة حيوانات موجودة داخل مناطق الخط الأخضر، الطبيب «الإسرائيلي» يرفض الفكرة تماماً، لكنه لاحقاً لا يقاوم دموع الطفل زياد، فيقرر الأربعة تهريب الزرافة إلى الضفة الغربية وتحديداً إلى قلقيلية، وهنا رسالة غير بريئة بأن «الإسرائيلي الجندي» هو الذي قتل الزرافة ولكن ثمة إسرائيلياً آخر حقق حلم الفلسطيني بأن منحه «زرافة». تصل الزرافة إلى قلقيلية، ويضحك جميع السكان ويستقبلونها استقبال الفاتحين، وفي هذه اللحظة تصل سيارة «إسرائيلية» لتعتقل والد زياد.

الحرب والسلم، الحوار وعدم قبوله، الشر والخير وعدم تعميمهما على الجميع، هي الفكرة الرئيسة للفيلم.

لغة مشتركة

اللافت للانتباه نوعية الأغاني المختارة التي مزجت بين موسيقى شرقية وعربية وأحياناً تشعر أنها يونانية، لا يهم أصلها لكن وجود هذه الموسيقى أشعر المشاهد بأنها ضرورة لإظهار الانفتاح الفلسطيني على الآخر (الغربي) من خلال لغة مشتركة بينهما على ما يبدو.

خطاب موجّه إلى الخارج

اتجه مخرجون فلسطينيون في السنوات الأخيرة إلى الخارج لكي يبحثوا عن منتجين أجانب لمساعدتهم على نشر أفلامهم وأفكارهم.

كما أن استخدام الطفل وحكايته لفتة ذكية في إيصال معاناة الشعب إلى المشاهد الغربي، خصوصاً إذا كانت أحلامه من السهل اغتصابها، ولا يمكن لشخص ألا يتأثر بطفل يبكي.

نظرية المؤامرة

بعيداً عن نظرية المؤامرة التي من الممكن أن تظهر على السطح حول ماهية الإنتاج الغربي وتدخله في تغيير الكثير من النص، ثمة حقيقة لا بد من الإشارة إليها، أن أفلاماً فلسطينية كثيرة استطاعت بسبب لغتها العالمية، التي تحاكي كل الجنسيات، أن تصل إلى العالم وتنال الجوائز الكبيرة.

قصة حقيقية

فكرة الفيلم تعد نوعاً ما ذكية، خصوصاً أنها اعتمدت على وقائع قصة حقيقية حدثت لزرافة موجودة في حديقة حيوانات في قلقيلية إحدى مدن فلسطين، وماتت بالرصاص نتيجة انبطاحها على الأرض وعدم وصول الدماء إلى رأسها بسبب رقبتها الطويلة، إلا أن الشق الثاني من الفيلم غيّر مجرى الحكاية

سخرية العنوان

فيلم «زرافاضة» للمخرج الفلسطيني، راني مصالحة، يحكي قصة الطفل المبهور بزرافتين اثنتين تعيشان في حديقة حيوانات في رعاية طبية لوالده الطبيب البيطري. يبدأ بسخرية مريرة تبدأ من العنوان المختار لهذا الفيلم، المركّب من كلمتي «زرافة» و«انتفاضة»، في مقاربة درامية لأنماط الحياة اليومية في فلسطين المحتلّة، الموزّعة على «عيش» الحياة بشكل طبيعي وعادي، كما على مواجهة المحتلّ الإسرائيلي بشتّى الوسائل المتاحة.

الإمارات اليوم في

28/10/2013

 

تنطلق اليوم أولى حلقات موسمه الثالث

«المقناص» يسافر بالمشاهدين إلى أعماق الصحارى العربية

أحمد السعداوي (أبوظبي) 

حقق برنامج المقناص، الذي ينطلق موسمه الثالث في التاسعة مساء اليوم على قناة أبوظبي، ويقدمه المذيع الإماراتي اللامـع طارق الزرعوني، نجاحات لافتة منذ انطلاقه قبل أربعة أعوام، نظراً لتميز مادته، وتخصصه في واحد من أهم المفردات التراثية المرتبطة بالبيئة الصحراوية، التي ارتبط بها أهل الإمارات منذ قديم الزمن، فضلاً عن كونه صورة ناجحة لبرامج تليفزيون الواقع، بما يضمه من معايشة حية لتجارب القنص في صحاري منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بمصاحبة نخبة من كبار الشخصيات في دولة الإمارات والخليج العربي.

ما أعطى البرنامج سمة خاصة، وساهم في زيادة شعبيته بين مختلف شرائح المشاهدين.

الضيافة البدوية

يقول الزرعوني، إن برنامج المقناص اعتاد منذ انطلاقته الأولى، أن تكون الحلقة الأولى خاصة بالمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، واتباعاً لهذا النهج ستذاع مساء اليوم حلقة خاصة، للمغفور له، في ضيافة خادم الحرمين الشريفين الراحل خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، عام 1978، ومحتوى الحلقة ليس موجوداً في «أرشيف» البلدين، كون هذه الصور ومحتويات الحلقة تم الحصول عليها من بعض أفراد العائلة المالكــة في السعودية.

ويسلط البرنامج الضوء على أهمية التراث بالنسبة لتاريخ المنطقة، وكيف استضاف الملك خالد بن عبدالعزيز، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ونخبة من حكام الخليج الأوائل في مقناصه الخاص، ودور المقناص في لم الشمل وتجسيد الأسرة العربية الواحدة، وما لعبته رحلات القنص في توفير أجواء مريحة لمناقشة الأمور البينية بين دول المنطقة، من خلال مناخ الألفة والضيافة البدوية، التي تسود بين الزعماء أثناء المقناص، والحنين للماضي الجميل وحياة الصحراء.

ويوضح الزرعوني أن البرنامج مر بمحطات مهمة، منذ إذاعة أولى حلقاته، ومن هذه المحطات المحورية، حلقة خاصة عن مقناص كازاخستان، كون البرنامج في هذه الرحلة كسر حاجز رحلات المقانص التقليدية، والتي غالباً ما تكون في الجزيرة العربية والمغرب وباكستان، غير أن كازاخستان تعتبر منطقة جديدة وبكر، وعمر القنص فيها لا يتجاوز 15 سنة.

ما المناطق الأخرى، فيصل تاريخ عمليات القنص فيها، إلى 50 عاماً، ما يجعل القنص أكثر متعة، سيما أن منطقة آسيا الوسطى، تعتبر المنطقة الأساسية للطرائد في العالم، وهي الموطن الأصلي للحبارى، علماً بأن دولة الإمارات ممثلة في مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية، تلعب دوراً رئيساً في انتاج وتفريخ الحبارى، في كثير من مناطق آسيا الوسطى، حيث لا يذهب الإماراتيون هناك فقط للقنص، ولكن يحرصون على التوازن البيئي حتى تظل عملية القنص مستدامة ولا تؤثر على البيئة الطبيعية التي تولد وتتكاثر فيها الحبارى.

خلوة مع النفس

إلى ذلك يشير الزرعوني، إلى أن البرنامج في عملية إعداده يواجه عدة صعوبات، يأتي على رأسها، الترتيب مع شخصيات ضيوف الحلقات، كون المقناص بالأساس خلوة مع النفس، والابتعاد عن نمط الحياة العادية، ويصعـب اختراق هـذه الرحلة، خاصـة أن أغلب ضيـوف البرنامـج من كبـار الشخصيات، ولكن حب أصحاب السمو الشيوخ لنشر هذا الموروث وإعطاء صورة جميلة عن التراث الإماراتي والخليجي بصفة عامة، والرغبة في غرسه لدى الشباب وأجيال المستقبل، عبر تجسيد صورة حية من حياة الأجداد وكيف كانت حياتهم وكفاحهم للحصول على قوتهم اليومي، عبر القنص، كونهم في السابق كانوا يعتمدون بشكل أساسي في قوتهم اليومي على صقر واحد تمتلكه القبيلة.

وهذه العوامل تجعل ضيوف البرنامج أكثر ترحيبا لاصطحاب طاقم البرنامج معهم في رحلات المقناص الخاصة بهم.

يذكر الزرعوني، أنه يسعى مستقبلاً أن يشمل تصوير حلقات البرنامج الشباب والأجيال الصاعدة، حتى نرى مدى اهتمامهم المتزايد بهذا الموروث الإماراتي الخالص، الذي توليه الدولة وشيوخها أقصى درجات الاهتمام.

موضحاً أن البرنامج يستهدف كافة شرائح المجتمع برجاله وشبابه وحتى النساء والأطفال، كون الجميع يشتاق لرؤية الوجه الآخر غير التقليدي للشيوخ، وكيف تكون رحلات المقناص ممتعة، مع امتزاجهم بالحياة في الطبيعة وسط أجواء مفتوحة، معتمدين على أساليب بسيطة في حياتهم اليومية، ما يجعل من متابعة حلقات البرنامج ومراحل القنص متعة كبيرة لمشاهدي هذه الرياضة العربية الخالصة.

ملكية فكرية

وضح طارق الزرعوني أن برنامج المقناص، تعود ملكيته الفكرية إليه شخصياً، وفقاً لقواعد حماية الملكية الفكرية للأفراد، وعلى أساس ذلك تم تسجيل البرنامج باسم طارق الزرعوني سنة 2008، وتم إنتاج الموسم الأول تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، أما الجزء الثاني الذي أذيع عام 2009، تم انتاجه برعاية الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، أما الموسم الثالث، الذي تنطلق أولى حلقاته في التاسعة من مساء اليوم، من إنتاج الزرعوني، واستغرق تصويره ثلاث سنوات، ويأمل أن يحصل البرنامج على جوائز ومراكز متقدمة في المهرجانات الدولية، كما حصل البرنامج في عام 2008، على الجائزة الذهبية، فئة الأفلام التسجيلية، في مهرجان القاهرة للإعلام، وفاز البرنامج سنة 2009، بالجائزة الذهبية في مهرجان تونس للإذاعة والتليفزيون.

صحراء كازاخستان

من المواقف الطريفة التي عاشها طاقم البرنامج أثناء إعداد الحلقات العام الماضي، يروي طارق الزرعوني، ضياعهم في صحراء كازاخستان، ما كان يعرضهم للهلاك على أيدي الحيوانات المفترسة، إذ حل الظلام عليهم، واستمر ذلك الوضع ثلاث ساعات كاملة يحاولون فيها التعرف على طريف القافلة واللحاق بهم، غير أن جهودهم فشلت بسبب انتشار الغيوم في الجو، ما يعجزهم عن تحديد الاتجاهات الصحيحة، ما أصاب فريق العمل بحالة من القلق والخوف، إلى أن جاء الفرج والحل على يدي فرقة إنقاذ خاصة عثرت عليهم وساعدتهم على الاستدلال إلى الطريق الصحيح.

الإتحاد الإماراتية في

28/10/2013

 

جائزة أطلقها «أبوظبي السينمائي» للمرة الأولى في دوراته

«حماية الطفل» رسالة تحفز المخرجين على صناعة «ســـينما البراءة»

أشرف جمعة 

تحظى قضايا الطفل بأولوية خاصة في مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السابعة التي انطلقت مؤخراً في العاصمة أبوظبي بحضور نخبة من ألمع نجوم الفن السابع في الإمارات ودول العالم، فالطفل يمثل نبض الأسرة والمجتمع، والاهتمام به يعد ركيزة أساسية، على سبيل أن خبرته بالحياة قليلة، وهو عرضة لمخاطر جمة تحيط به، لذا فإن استحداث مسابقة «جائزة حماية الطفل» في المهرجان- والتي تأتي بالشركة مع وزارة الداخلية الإماراتية- تهدف إلى توجيه نظر الجمهور إلى الأفلام التي تسهم في رفع الوعي بالقضايا الشائكة المتعلقة بالأطفال تاريخياً، وهو ما يتيح فرصة كبيرة للتعرف على مثل هذه القضايا، لكي تتضافر كل الجهود المؤسساتية والأسرية والمجتمعية من أجل أن تعبر هذه الفئة الغضة مرحلة الطفولة بسلام وأمن.

تتوزع قيمة جائزة «حماية الطفل»- التي لفتت انتباه النقاد السينمائيين، والفنانين، والمخرجين، وجمهور المهرجان الذي جاء من مختلف دول العالم- بين المخرج الذي في حالة فوزه سيحصل على 70 ألف دولار، وكاتب السيناريو 30 ألف دولار، وهو ما يضع الجائزة في بؤرة الاهتمام، ومن ثم تمثل حافزاً في المستقبل إلى اتجاه شباب الإمارات والدول الخليجية والعربية إلى التعبير عن قضايا الطفل من خلال رؤى سينمائية مختلفة، بالإضافة إلى المشاركات العالمية، ووقع الاختيار على الفنان المصري خالد أبو النجا ليرأس لجنة التحكيم، وحظي بعضويه لجنة تحكيم المسابقة رئيس قسم الخدمات الاجتماعية وعضو المجلس التنفيذي في الشارقة عفاف المري، والمقدم فيصل الشمري، مدير مركز حماية الطفولة في وزارة الداخلية الإماراتية، والمخرج جمعة السهلي الحائز عدة جوائز عن عدد من أفلامه، ومنى البحر عضو المجلس الوطني الاتحادي، واللجنة الوطنية العليا لحماية الطفل في الإمارات.

سينما هادفة

حول طبيعة هذه الجائزة التي يرعاها المهرجان بالتعاون مع مركز حماية الطفل بوازرة الداخلية يقول مدير المركز المقدم فيصل الشمري: تعد جائزة حماية الطفل بمثابة دليلاً على تقدير الدور البناء للسينما الهادفة، وأن الفن السابع يستطيع أن يرتقى بالذائقة الإنسانية لأفراد المجتمع وتوعيتهم بقضايا الطفل، ومن ثم تشكيل ثقافة خاصة في هذا الصدد، وما من شك في أن سلامة الطفل مسؤولية الجميع ولا تقتصر على الأجهزة الأمنية والشرطية أو مؤسسات الخدمة الاجتماعية، لكنها مسؤولية الجميع ويلفت إلى أن جائزة حماية الطفل التي تتعاون فيها وزارة الداخلية مع إدارة مهرجان أبوظبي السينمائي تتوافق مع تطلعات الحكومة الاتحادية من أجل أن تكون الإمارات من أفضل دول العالم، ورؤية سيدي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بجعل الإمارات منبر إشعاع حضارياً ومركزاً للتميز في مجالات حماية الطفل وبناء على هذه الرؤية صدرت توجهيات من من اللواء ناصر لخريباني النعيمي، الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بطرح مبادرات ومشروعات توعوية صادقة لبناء الوعي والمعرفة بمجالات حماية الطفل كافة، حيث ارتأينا أن صناعة الفن السابع من الممكن أن تكون حجر الزاوية في هذا المشروع الحيوي.

دور حضاري

وبخصوص هذه التجربة التي تنفذ للمرة الأولى في المهرجان يبين الشمري أن الجائزة جديدة وتعكس الدور الحضاري المأمول لدولة الإمارات في صناعة السينما وأنا أعتبرها فرصة لتوجيه السينما نحو دور إيجابي من أجل مناقشة قضايا وهموم الطفل بما يسهم في حمايته بشتى الطرق، فالوعي بمشكلات الطفل يؤدي إلى وقايته من كل الأخطار التي من الممكن أن تصل إليه، ومن ثم تؤثر على نفسيته في هذه المرحلة الدقيقة من عمره والتي يتشكل فيها وعيه بالحياة والناس والمجتمع.

منصة فنية

يجزم عضو لجنة مسابقة «جائزة حماية الطفل» المخرج جمعة السهيلي بأن مهرجان أبوظبي السينمائي أفضل منبر لتوصيل رسالة عالمية تحفظ لفئة الأطفال حقوقها المشروعة في ظل ما تتعرض له من إساءات بهدف إيقاظ الضمير الإنساني، ومن ثم إقامة منصة فنية يتجمع حولها الناس للتعرف أكثر على أكثر المشكلات التي تعترض حياة الأطفال، ومن ثم محاولة علاجها وتقديم حلول وفق رؤية كل مخرج ويلفت إلى أن المهرجان يعمل على إثراء التبادل الثقافي ونقل الخبرات بين رواد الفن العالمي وأبناء الإمارات في مختلف الزوايا وبخاصة سينما الأطفال التي يجب أن يلتزم فيها شباب الإمارات بموضوعات على مستوى عال، بالإضافة إلى اختيار موضوعات تمس عصب المشكلات التي يتعرض لها الأطفال في المجتمع.

ثقافة جديدة

ولا يخفي رئيس لجنة تحكيم مسابقة «جائزة حماية الطفل» الممثل والمنتج المصري خالد أبوالنجا سعادته البالغة باستحداث هذه الجائزة، ويورد أن دولة الإمارات دائماً سباقة إلى مثل هذه المبادرات التي تحمل كل الخير لفئة الأطفال من خلال اختيار نوعية من الأفلام التي تتناول قضايا عديدة ثم مناقشتها عبر أعمال فنية من زوايا مختلفة، وعلى المستوى الشخصي أجدني متحمساً للغاية لهذه الجائزة، لكونها تصب في مصلحة الطفل العربي في المقام الأول، ثم أطفال العالم من جهة أخرى، فضلاً عن أن السينما تستطيع أن توصل رسالتها الإنسانية إلى كل أفراد المجتمع وتشكل في أذهانهم ثقافة جديدة وتبني وعياً ربما لا يغيب عنا وعن واقعنا الاجتماعي والإنساني، لكنه يحتاج إلى تذكير، لكن اللافت في «جائزة حماية الطفل» أنها تتناول قضايا الإساءة للأطفال بشكل بصري مع استخدام التقنيات السينمائية الحديثة كافة، وهو ما يجعل من تفاعل المتلقي أسرع، لذا فمع انطلاق هذه الجائزة في مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام ستتحقق أهداف كثيرة إذ تسعى وزارة الداخلية الإماراتية إلى أن تكون على قائمة أولويات الفن السابع في أحد من المهرجانات التي تحظى بصدقية عالية في كل أنحاء العالم.

ولا تختلف الإعلامية بوسى شلبي مع ما ذهب إليه أبوالنجا، التي كانت تستقبل نجوم الفن السابع على السجادة الحمراء في أول أيام المهرجان وتجري معهم لقاءت حيوية، إذ تذكر أن الأطفال من أكثر شرائح المجتمع تعرضاً للإساءة، وهم بحاجة مستمرة إلى عناية خاصة ولا يمكن أن تتحقق أية أهداف تخص حماية الطفل إلا من خلال مبادرات كبرى تسهم في تعزيز التوعية بالأخطار التي تحدق بهم وتؤكد أن الإمارات دائماً تسعى للتميز، لذا فإن إطلاق «جائزة حماية الطفل» في مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الحالية يخلق تحدياً كبيراً من أجل توصيل رسالة غالية إلى مؤسسات المجتمع وفئاته من أجل وضع حلول لكل المشكلات التي يعاينها الطفل في كل أنحاء العالم.

مغزى حضاري

يشعر المخرج الإماراتي سعيد سالمين، الذي يطلقون عليه لقب صائد الجوائز، بالفخر لكون الإمارات من الدول التي تراعي حقوق الإنسان وتطبق قواعد الحماية التي تنص عليها القوانين الدولية والأعراف المجتمعية من أجل أن ينعم الطفل ببراءته، ومن ثم تجابه كل محاولات استغلاله، أو الإساءة إليه .

ويوضح أن جائزة «حماية الطفل» التي استحدثها مهرجان أبوظبي السينمائي بالتعاون مع وزارة الداخلية انطلقت من واقع حرص القيادة الرشيدة على أن يتآزر الفن والمؤسسات المعنية بالطفل من أجل إيصال رسالة ذات مغزى حضاري عميق ويعتقد سالمين أن الفن السابع بما يمتلك من تقنيات ومقومات كبيرة يسهم في تعميق الوعي وتشكيل ثقافة عالية تعنى بكيفية التعامل مع الطفل والاهتمام به، ومن ثم اتخاذ كل سبل الوقاية حتى لا يتعرض إلى مشكلات حياتية تؤثر بالسلب على مستقبله.

شباب واعد

عما إذا كان إطلاق هذه الجائزة سيوجه نظر المخرجين الإماراتيين الشباب إلى صناعة أفلام تخض الطفل وتعبر عن قضاياه ترى المخرجة الشابة خولة المعمري، التي كانت لها تجربة ثرية في فيلم «يولد حلم في العينين»، أن مهرجان أبوظبي هذا العام حرك شجون العديد من الشباب الواعد، وتعتقد أن مثل هذه التجربة ستنشئ في الواقع الإماراتي حركة فنية ترتبط بسينما الأطفال لمناقشة قضاياهم العسيرة وفق رؤية عربية خالصة.

قوانين حماية الطفل

يؤكد مدير مركز حماية الطفل بوازرة الداخلية المقدم فيصل الشمري أن الوزارة تنتهج أفضل الممارسات لحماية الطفل العالمية وفق القوانين والتشريعات، والتي تتمثل في المحاور الآتية: الوقاية من تشغيل الأطفال، المضايقات، الكوارث، في الرياضة، في المرافق العامة، في الأسرة، الوقاية من الاعتداء الجسدي، في المدارس وحلقات التعليم، في المنزل، في المباني، التحقيق في قضايا الاعتداء على الأطفال المواصلات، والإنترنت، مراقبة ومتابعة أولئك الذين يشكلون خطراً على الأطفال.

الإتحاد الإماراتية في

28/10/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)