حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي السادس والستون

سمير فريد يكتب من «كان»:

«المؤتمر» الفيلم التشكيلي الوحيد فى المهرجان

من بين كل أفلام برنامج المهرجان والبرنامجين الموازيين لنقابتى المخرجين والنقاد والبالغ عددها ١٣٥ فيلماً منها ٨٩ فيلماً طويلاً و٤٦ فيلماً قصيراً، لا يوجد سوى فيلم تشكيلى طويل واحد عرض فى افتتاح برنامج المخرجين، وأربعة أفلام قصيرة فى مسابقة أفلام الطلبة.

الأفلام القصيرة هى الفيلمان التشيكيان «الباندا» إخراج ماتيوس فيرار و«قصة خنزير» إخراج إليسكا شيتكوفا، وهى التى تمثل السينما التشيكية فى المهرجان، والفيلم البولندى «رقصة الموت» إخراج مالجورزاتا رانيك، والذى يمثل السينما البولندية مع فيلم قصير آخر فى مسابقة الأفلام القصيرة بعنوان «أولينا» إخراج أليزبيتا بينيكوسكا. أما الفيلم الطويل فهو الفيلم الألمانى «المؤتمر» إخراج آرى فولمان.

هذا هو الفيلم التشكيلى الطويل الثانى لمخرجه الإسرائيلى بعد «الرقص مع بشير» الذى عرض فى مسابقة مهرجان كان عام ٢٠٠٨، وأصبح من كلاسيكيات السينما التشكيلية المعاصرة فى العالم، ورشح للأوسكار فى العام التالى، حيث قدم تجربة فنية جديدة غير مسبوقة، وهى فيلم تشكيلى/ تسجيلى يستخدم التجسيد بدلاً من التجريد، والمحاورات والنصوص المختارة من تسجيلات حقيقية عن وقائع حقيقية، ومن واقع تجربة الفنان عندما اشترك وهو مجند فى غزو الجيش الإسرائيلى للأراضى اللبنانية عام ١٨٨٢، وبشير المقصود فى العنوان هو الرئيس اللبنانى الأسبق بشير الجميل. والفيلم يدين الغزو، وينتهى نهاية «تاريخية» بحق بمشهد تسجيلى يدافع بقوة ووضوح عن حقوق الشعب الفلسطينى.

ما بعد الإنسان

ويعتبر آرى فولمان الذى درس السينما فى تل أبيب وتخرج عام ١٩٩١ من هذه القلة من فنانى سينما ما بعد الحداثة الذين لا يفرقون بين استخدام الروائى والتسجيلى والتشكيلى فى التعبير عن رؤيتهم للحياة والعالم، فأغلب أفلامه تسجيلية وبعضها روائية. وكما جمع بين التشكيلى والتسجيلى فى «الرقص مع بشير»، يجمع بين الروائى والتشكيلى فى فيلمه الجديد.

هنا يقدم الفنان تجربة جديدة حيث ينقسم الفيلم إلى قسمين متساويين كل منهما نحو ساعة أو أقل قليلاً، الأول روائى، والثانى تشكيلى، ويربط بينهما التعبير عن المصير الإنسانى فى ظل الثورة التكنولوجية، أو الثورة الثالثة فى التاريخ بعد الزراعة والصناعة، والتى يمكن أن تؤدى إلى ما يطلق عليه عدد من المفكرين إلى مرحلة ما بعد الإنسان.

السيناريو الذى كتبه المخرج عن رواية كاتب الخيال العلمى والفيلسوف البولندى ستانسلاف ليم (١٩٢١-٢٠٠٦) الذى يعتبر من أعلام الأدب فى القرن العشرين، والتى صدرت عام ١٩٧١ بعنوان «مؤتمر المستقبل». وهو كاتب رواية «سولاريس» التى صدرت عام ١٩٦١ وأخرجت فى ثلاثة أفلام منها فيلم إخراج أندريه تاركوفسكى وآخر إخراج ستيفن سودربرج.

هناك من المخرجين من يترجمون الأعمال الأدبية إلى لغة السينما، ومن يعبرون عنها بهذه اللغة، ولكن هناك أيضاً من يعيدون إنتاج العمل الأدبى، فيصبح مثل المادة الخام للدراما، وهذا ما فعله فولمان مع رواية ليم. لقد كتب الأديب روايته عما أطلق عليه «الديكتاتورية الكيميائية»، أى استخدام العلم لمحو فردية الإنسان والسيطرة عليه وعلى المجتمع سيطرة تامة. ومن البدهى أن المقصود كان النظام الشيوعى الشمولى فى بولندا الذى عاش ليم بدايته ونهايته وكتب روايته فى ذروة سطوته. ولكن فولمان أعاد إنتاج الرواية ليعبر عن زمانه فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين فى عصر الثورة التكنولوجية.

وكما جمع الفنان بين الخاص والعام فى «الرقص مع بشير»، حيث عبر عن تجربته الذاتية عندما اشترك فى شبابه كجندى فى غزو لبنان، وبين قضية هذا الغزو وتأثيرها على بلاده وموقفه منها، يجمع فى «المؤتمر» بين التعبير عن المشاكل الفكرية والأخلاقية للإنسانية فى ظل الثورة التكنولوجية وأبعادها المستقبلية، وبين التعبير عن واقع ومستقبل السينما فى إطار تلك الثورة. فالفيلم أيضاً عن السينما، وهى مجال إبداعه ومحور حياته.

ميرامونت

هنا يتحول العالم إيجون تيشى فى الرواية إلى الممثلة روبين رايت، وهى لا تقوم بتمثيل شخصية روائية (خيالية)، وإنما بدورها فى الحياة كممثلة وباسمها الحقيقى كما فى الأفلام التسجيلية. ويجمع الفنان بذلك بين الروائى والتسجيلى فى هذا القسم، كما جمع بين التسجيلى والتشكيلى فى «الرقص مع بشير». إنه يصنع الأفلام من دون الخضوع للتصنيفات المسبقة. ومن يدرى ربما توصف الأفلام يوماً بأنها «أفلام» مع ذكر العنوان والتوقيت من دون تصنيف.

فى اللقطة الأولى تبكى روبين رايت، وبعد نهاية الفيلم ندرك أنها تبكى على مستقبل الإنسان عندما يقفد إنسانيته ويتحول إلى كائن رقمى أجوف، وهو المستقبل الذى تبدو ملامحه الأولى فى الحاضر، وذلك من خلال العرض الذى يقدمه لها مدير ستديوهات «ميرامونت»، وهى تسمية تسخر من ستديوهات هوليوود الكبرى مشتقة من شركة ميراماكس وشركة بارامونت، والعرض هو أن تقبل التحول إلى صور رقمية ولا تمثل بنفسها لمدة عشرين سنة، وإنما تشترك فى تمثيل الأفلام عن طريق هذه الصور، ولا يحق لها اختيار أدوارها أو الاعتراض على استخدام صورها على أى نحو.

إنها فى الخامسة والأربعين من عمرها، ورغم أنها من أعظم الممثلات، وتختار أدوارها بعناية بالغة، لكنها تستسلم لأنها فى ذلك العمر الذى لا يصبح معه الممثل مرغوباً فى ستديوهات هوليوود، كما أن هذه الاستديوهات لا تفضل الممثل الذى يختار أدواره، وتصبح «الديكتاتورية الكيميائية» فى رواية ليم «ديكتاتورية التكنولوجيا» و«ديكتاتورية الاستديوهات الكبيرة» معاً. كما أنها وحيدة، وليس لها من أصدقاء سوى وكيل أعمالها آل (هيرفى كيتل)، وتعانى الفجوة بين الأجيال فى علاقتها مع ابنها المريض وابنتها المندفعة، وكلاهما فى سن المراهقة.

وينتهى القسم الأول بمشهد كبير (ماستر سين) هو ذروة الفيلم، والذى نشاهد فيه مدير تصوير طالما عمل فى أفلام الممثلة وأحبها، وقد أصبح يسجل (سكاننج) الصور الرقمية لها فى انفعالاتها المختلفة التى سيتم استخدامها فى أفلام لا علاقة لها بها. وتتم هذه العملية داخل استديو على شكل كرة معدنية هائلة تبدو وكأنها كوكب الأرض، أو بالأحرى الكوكب الجديد للبشرية.

ميرامونت وناجازاكى

وبعد عشرين سنة، أى وهى فى الخامسة والستين من عمرها، يبدأ القسم الثانى التشكيلى، والذى يعبر عن جوهر رواية ليم، وهى مناسبة تماماً لهذا الجنس من الأفلام حيث الخيال بلا حدود ويتجاوز الواقع إلى واقع افتراضى.

إنها تذهب إلى «مؤتمر المستقبل» الذى ينعقد فى فندق «ميرامونت/ناجازاكى»، والسخرية هنا واضحة من الاندماج بين شركتين تحمل الثانية اسم المدينة الثانية التى قصفت بالقنابل الذرية الأمريكية بعد هيروشيما فى اليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥). وفى هذا المؤتمر يبتلع الناس أقراصاً تجعلهم يشعرون بما يريدون من مشاعر كالحب والكره والغضب إلى آخره، ويشربون مشروبات تحقق لهم أن يكونوا ما يريدون من شخصيات من نفرتيتى إلى مارلين مونرو ومايكل جاكسون.

 وذلك تحت دعوى أن هذه هى الديمقراطية وهذا هو الاختيار «الحر» فى المدينة الخيالية إبراما، وربما يكون اسمها تنويعاً على اسم إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام. ولكن الصراعات السياسية العنيفة لا تزال تحدث، ويقوم أحدهم باغتيال «الزعيم» الذى وجه الدعوة إلى المؤتمر بإطلاق الرصاص عليه وهو يخطب وسط قرع طبول تحيط به من الجانبين.

هناك مشكلة درامية فى الانفصال بين القسمين، والكثير من الاضطراب فى سيناريو القسم الثانى وخاصة فى العلاقات بين الشخصيات، وهناك عشرين دقيقة على الأقل زائدة فى الفيلم ككل. ولكن التجربة الفنية تظل شائقة وممتعة، وتعبر عن فنان يدافع بقوة وعمق عن القيم الكبرى التى فطر عليها الإنسان، ومن دونها لا يصبح إنساناً.

samirmfarid@hotmail.com

«كان» يعرض The Last Detail لجاك نيكلسون بعد مرور40 عامًا على إنتاجه

حاتم سعيد

عرض مهرجان «كان»، ضمن كلاسيكيات الدورة 66، فيلم The Last Detail الذي قام ببطولته الممثل جاك نيكلسون في بداية مشواره الفني، وأخرجه Hal Ashby بمناسبة الذكرى الأربعين لإنتاج العمل، وقامت شركة Sony Picture بعملية ترميم رقمي له، وستقوم بطرحه مرة أخرى في دور العرض خلال نوفمبر المقبل، حسبما ذكر الموقع الرسمي للمهرجان على الإنترنت.

وحصل «نيكلسون» على أول جائزة له من خلال هذا الفيلم، وهي جائزة أفضل ممثل في مهرجان «كان» عام 1974، وجسد خلاله شخصية ضابط في البحرية، بعد تقديمه لعدة أفلام بدأها عام 1969 في الفيلم الكبير Easy Rider، قبل أن تبلغ قمة نجاحه في فيلم عظيم آخر هو Chinatown عام 1974، ثم تبعه في العام التالي بفيلمي Profession reporter وFlight Over the Cuckoo's Nest الذي حاز عنه أول جائزة أوسكار في حياته.  

تدور أحداث فيلم The last detail حول بحار شاب صعب المراس، يقوم باصطحاب بحار آخر إلى قاعدة بحرية في مأمورية كُلف بها، حيث سيتم سجنه لمدة 8 سنوات لاتهامه بالسرقه، إلا أنه يتعلق به ويقيم معه صداقة ويقرر أن يوفر له لحظات سعيدة قبل دخوله السجن، فيزور معه ميدان التزلج، ويسهر معه في بعض المحلات.

المصري اليوم في

22/05/2013

نيكول كيدمان تخطف الأضواء برقصة مع زوجها على سجادة «كان»

رويترز/ حاتم سعيد

خطفت الممثلة نيكول كيدمان، وزوجها كيث أوربان، الأضواء، عندما فاجأت ضيوف الدورة 66 لمهرجان «كان» برقصة مع زوجها على السجادة الحمراء أثناء حضور إحدى فعاليات المهرجان.

جاء ذلك أثناء حضور «كيدمان»، عضو لجنة تحكيم الدورة 66 لمهرجان «كان»، فيلم Inside Llewyn Davis الذي يعرض ضمن المسابقة الرسمية.

المصري اليوم في

21/05/2013

 

 

مهرجان "كان" 66:  سحر الضوء وكيمياء النور ( 1 من 2)

أحقا كان مهرجان " كان " 66 موعدا مع السعادة ؟

فيلم "الجمال الكبير" للايطالي باولو سارانتينو.. سيمفونية سينمائية وتشريح لمدينة

كان . فرنسا. من صلاح هاشم  

من حقنا الآن وبعد مرور اسبوع من  بداية المهرجان الذي انطلق في 15 ويستمر حتى 26 مايو أن نتساءل إن كان مهرجان " كان " 66  كان  وعن حق موعدا مع السعادة ؟ موعد مع السعادة بسحر تلك السينما التي تشجينا وتستحوذ على كل مقدراتنا في التو في اللحظة، ثم تروح تحلق بنا عاليا في سماوات الحلم والواقع والخيال، وتجعلنا نتحول الى سحابة. سحابة مسكونة بحب الحياة والسينما والناس ، فنتصالح مع أنفسنا والعالم وكل المخلوقات ونحب العالم والسينما أكثر وأكثر، والى مالانهاية . لكن  من حقنا أولا أن نتساءل عما كنا نبحث  ياترى في " كان "  66 ؟.كنا نبحث أولا عن  الـ " سينما "  الفن في تلك الأفلام التي شاهدناها في المهرجان ، ونجح بعضها في أن يقدم لنا هذه السينما التي نريد من دون جعجعة او ثرثرة. هذه السينما الخالصة – الكتابة بالضوء- التي تقطر عذوبة ، ولاتوجد لها أولسرها "وصفة " سحرية أو " طريقة إستعمال " تجعلها تتحقق في التو كما في فيلم " الجمال الكبير " للايطالي سورانتينو.كنا نبحث في تلك الأفلام عن هذه "الكيمياء" العجيبة التي تحول الحجرالجامد الى قطع من الماس والانفاس على طريق حياتنا الصاعد الى الجبل فتجعلنا نتصالح مع أنفسنا والعالم .كنا نبحث يقينا عن تلك "العذوبة الهشة" التي قد تعبر أو تمر مثل طيف ، وبها قدر كبير من الروحانية والصوفية. كنا نتساءل هذه المرة وفي كل مرة كيف يمكن أن يتحقق  للسينما هذا السحر حتى وهي تناقش مشاكل حياتنا. كيف يتحقق لها ذلك السحروهى تطرح علينا قضايا عصرنا ومشكلات الوجود الكبرى و" تفلسف " حياتنا في الآن اللحظة ولاجدال إذن في أن المهرجان أتحفنا في دورته 66 هذه بمجموعة من الأفلام المتميزة التي نضع في مقدمتها فيلم " الجمال الكبير"  LA Grande BEAUTE أو GREAT BEAUTY للمخرج الايطالي الكبير باولو سورنتينو ..

انه " تحفة " سينمائية بكل المقاييس  فقد وجدنا فيه تلك السينما التي كنا نبحث عنها وتحكي عن حياتنا وزمننا وعصرنا ولاتخلو من ابداع وجمال وسحر، وقد كانت مشاهدة هذا الفيلم موعدا مع السعادة وعن حق في المهرجان.إذ يحكي عن حياة كاتب ايطالي  كبير تجاوز الخمسين أو الستين من عمره ، وهو أعزب ويعيش  بمفرده وفي صحبة خادمة فقط يعيش في شقة كبيرة على سطح احدي البنايات العالية التي تطل على أثر جميل من تلك الآثار الاركيولوجية التاريخية الرائعة لتي يتدفق السياح على مشاهدتها في العاصمة الايطالية  روما والجميل ان أحد السياح اليابانيين يموت فجأة في بداية الفيلم وهو يشاهد ذلك الأثر، يموت بالسكتة القلبية  من فرط جمال ذلك الأثر ومن فرط ذلك الجمال والسحر اللذان ينسكبان في الفيلم مع حركة الكاميرا التي تدور وتتأمل في جمال الأثر وكأن المخرج الايطالي يريد أن يقول لنا أن ..من الجمال ما قتل. ويجعلنا ذلك الكاتب في الفيلم نصطحبه في ترحاله وتجواله في شوارع مدينة روما وملاهيها ومراقصها وقصورها وحفلات الطبقات الارستقراطية وسهراتها التي تمتد الى الصباح الباكر وتضم أجناسا وأنماطا عجيبة غريبة من البشرويتيح لنا هكذا لنا فرصة الالتقاء بهم والتعرف على عوالمهم وجنونهم وأفكارهم بل وحتى اطفالهم ، ولذلك يبدو لنا الفيلم بقدر ما يقدم تشريحا للبرجوازية الايطالية ، يبدو لنا أيضا كما لو كان تشريحا لمدينة. كما انه يجعلنا نتذكر  من خلال تجوال ذلك الكاتب في مدينة روما ، نتذكر في التو فيلم " الحياة الحلوة " LA DOLCE VITAللمخرج الايطالي الكبير فردريكو فيلليني ، وشخصية ذلك االصحفي  - الذي لعب دوره في الفيلم الممثل الايطالي الكبير الراحل مارشيلو ماستروياني - المنغمس في الحياة الحلوة  في روما  في فترة الخمسينيات وملذاتها وهو يبحث عن معنى لحياته وعصره .كمايجعلنانتذكر أيضا فيلم " ثمانية ونصف "لنفس المخرج

وفي فيلم" الجمال الكبير "  إحالات ASSOCIATIONS من ها النوع، ليس فقط  الى أفلام فيلليني، بل الى جملة من أفلام المخرجين الايطاليين الكبار الذين وضعوا بصمتهم على تاريخ السينما الايطالية وقدموا عبرأفلامهم أجواء الحياة الايطالية  وذاكرتها ومناخاتها.فيلم " الجمال الكبير " بدا لنا كما لو كان بقصته وتركيبته الفنية وشخصياته وروحه نسخة من فيلم " الحياة الحلوة " لسنة 2013 وكأن الكاتب العجوز في الفيلم الجديد هو الصحفي الشاب الذي تعرفنا عليه في فيلم " الحياة الحلوة " لفيلليني ولعب دوره ماستروياني لكن بعد أن كبر وشاخ ، وهاهو وقد اقترب من الموت يتذكر أيام حياته " الحلوة " التي مضت ، وذكريات أول حب ، وتلك الرواية التي كانت نشرت له منذ 17 سنة وحققت له شهرته وتجعله عازف عن كتابة أية رواية الآن ، يتذكر كل ذلك في نوع من نوستاجيا الحنين اللذيذة .ويحيل الفيلم الى كتاب وأدباء مثل سيلين وفلوبير ومارسيل بروست و اتجاه تيار اللاوعي عند جيمس جويس في الرواية الحديثة من ناحية تداعي الذكريات في الفيلم ، بل أن الفيلم يبدأ  بكلمة مأخوذة عن رواية " رحلة الى نهاية الليل " للأديب الفرنسي سيلين يقول فيها مامعناه أن الحياة هى مجرد لحظات قليلة من السعادة التي نصنعها بمحض خيالنا في الحاضر، ومن خلال اصطحابنا لذلك الكاتب في رحلته وذكرياته في مدينة روما اليوم وعوالمها وأناسها، نكتشف نحن أيضا أنفسنا ، ونفلسف وجودنا الحي،  ونسأل إن كانت الحياة جديرة حقا بأن تعاش فقط الآن وفي اللحظة وما جدوى الكتابة  لأنه من يقرأ الآن ومن يسمع ونحن نشهد كل تلك التحولات الكبري في حياتنا وعصرنا،  وهي رحلة تنويرية ان صح التعبير رحلة عبر الفيلم مع كاتب عجوزلايريد أن يكتب، لكى تخرج بنا في النهاية من نفق اللاشييء والعدم الى النور. أجل قد لاتساوى الحياة شيئا ، لكن لاشييء يمكن أن يساوي الحياة..

فيلم " الجمال الكبير" كان في " كان 66 " موعدا بحق مع السعادة  لأنه فيلم صوفي روحاني يبحث في معاني الحياة والوجود وتلك الروحانية التي لامعنى لحياتنا بونها ويجعلها هنا في الفيلم حاجة وضرورة من خلال سيمفونية سينمائية موسيقية تتضافر فيها كل العناصر الفنية من تصوير وادارة ممثلين ومونتاج واخراج لتخلق كلية فنية شمولية تصبح في التو أكبر منا وقبل أن نخطو خلف واجهة الحياة الى اللاشييء والموت والعدم .. ونرشح هنا " الجمال الكبير "  للحصول على جائزة الاخراج ضمن أفلام المسابقة التي تتنافس على الفوز بالسعفة الذهبية، فهو " عصير جمال " بفتح الجيم ، وعصير فن، وعصير موسيقى،  والأهم من ذك كله "عصير فكر" مصفى ، وتحية  HOMMAGE الى" جمال مدينة روما الساحق" الذي يذهب بالعقل واستعرضه لنا باولو بفنه، و تحية أيضا الى ذلك المخرج الايطالي العبقري فيلليني الذي اخترع لنا وللعالم طفولة متوسطية حافلة بالاثارة والشقاوة والسحر..وتحية الى السينما الايطالية التي صنعتنا وذلك التراث السينمائي الرائع الذي حققته ليس للشعب الايطالي وحده فقط ، بل للانسانية جمعاء ..

مهرجان " كان "  السينمائي 66 يحتفي بالسينما الفلسطينية

فيلم "عمر" لهاني أبو أسعد يمنح المقاومة الفلسطينية شرعيتها ويتميز بحس إنساني نبيل

"عمر" فيلم سياسي يحكي عن شباب في فلسطين مع الحب والمقاومة 

من صلاح هاشم .كان.فرنسا 

على الرغم من رداءة الطقس وانهمار المطر من دون انقطاع في كان المدينة وذلك الزحام المهول  داخل قصر المهرجان وفي الشوارع والميادين العامرة بالخلق من كل الأشكال والألوان ومن جميع الجنسيات  والملل والنحل، إذ يحتمون هنا تحت المظلات  في كرنفال  انساني بديع وأشبه مايكون بقوس قزح ثم يركضون ويتدافعون للدخول الى قاعات العرض في قصر المهرجان الكبير وعبور تلك السجادة الحمراء الاسطورة.نجح مهرجان " كان " 66 ولحد الآن  وعلى الرغم من جميع معوقات وموانع وعوائق الطقس الذي لايشجع على الخروج في تلك مناخات ، نجح في أن يتحفنا بمجموعة كبيرة من الافلام الجديدة المدهشة وبخاصة في مسابقة المهرجان الرسمية  التي تشتمل على عشرين فيلما من ضمنها ثلاثة أفلام نضعها على القمة ونرشحها للحصول على احدي جوائز المهرجان  الا وهي فيلم " لمسة خطيئة " A TOUCH OF SINللمخرج الصيني جيا زهو دنج ، وفيلم " الماضي "LE PASSEللمخرج الايراني أصغر فرهادي ، وفيلم " صغيرة وجميلة " JEUNE ET JOLIEللمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون، كما عرض المهرجان أيضا  مجموعة من الأفلام المتميزة في تظاهرة " نظرة خاصة " التى تعرض أفلامها بالتوازي مع وعلى هامش المسابقة، من ضمنها فيلم " محطة فروتفيل " للمخرج الامريكي ريان كوجلر وفيلم " حلقة البلينج "  وفيلم " عمر " OMARللمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد الذي عرض يوم الاثنين 20 مايو وقوبل بحفاوة نقدية وجماهيرية ساحقة وقد وقف الجمهور في قاعة ديبوسي وأخذوا يصفقون للفيلم لأكثر من خمس دقائق ويلتقطون لنجوم ومخرج الفيلم الصور..

ونعتبر  فيلم " عمر " من أنضح الافلام التي اخرجها أبو أسعد صاحب " عرس رنا " و " الجنة الآن " بل ربما كان أنضج افلامه سينمائيا على الاطلاق، ويحكي الفيلم عن " عمر " وهو شاب فلسطيني يعمل خبازا غير ان جدار العار الذي شيدته الحكومات الاسرائيلية الصهيونية المتعاقبة  صار يحول بينه وبين رؤية ولقاء حبيبته نادية التي تعيش في الطرف الآخر من فلسطين ، وعليه ان أراد زيارتها أن يسافر بالطائرة لكي يصل الى منزلها ويلتقى بأخيها طارق صديقه، غير أن عمر يحتال لرؤية حبيبته فيجدل حبلا ويتسلق جدار العار الى الطرف الآخر من الحياة والحب والعشق ويعرض نفسه هكذا للموت ورصاصات جنود حراسة السور ويعقبض عليه ذات مرة ويقف عقابا له على حجر في عز الشمس ، ونتعرف على ابطال الفيلم الثلاثة في المشهد الافتتاحي أصدقاء عمر،  وهم طارق شقيق نادية وأمجد ويلعب أمجد على العود  ويطلب منه في المشهد الافتتاحي اذا أراد ان يتحصل على قهوته أن يقلد مارلون براندو والطريقة التي يتكلم بها في فيلم " العرّاب أو الأب الروحي " للامريكي فرانسيس فورد كوبولا أما طارق فهو انضج الثلاثة سياسيا ، وهو مناضل يحرضهم على الكفاح ومقاومة الاحتلال ويتدرب الثلاثة على اطلاق الرصاص من بندقية بميكروسكوب ويقوم عمر بسرقة سيارة ويقوم طارق بسرقة بندقية وعند مواجهة جنود حراسة جدار العار ليلا  في عملية هجومية، يطلب طارق من أمجد أن يقوم باطلاق النار فيردي أحد الجنود قتيلا ويسرع الثلاثة بالهرب ..

غير ان الجنود يتعقبون عمر ويقبضون عليه ويودع الحبس ، ومن هنا يبدأ الجزء الثاني من الفيلم فنرى عملية تعذيب عمر عاريا واجباره بكافة الوسائل على الاعتراف والادلاء بشخصية القاتل، ونشاهد ضمن عملية التعذيب حرق اعضاء عمر التناسلية بولاعة سجائر، غير مخرجنا أبو أسعد الفلسطيني لايتوقف طويلا عند هذه اللقطة المرعبة التي كنا شاهدناها من قبل في الفيلم المكسيكي " هيلي " المشارك في مسابقة المهرجان ، الذي بدا لنا  أعني الفيلم كما لوكان مؤسسا بكامله وكليته الفنية على لقطة مماثلة مؤلمة ودموية ومرعبة تقشعر لها ابداننا. حيث يقوم أحد أفراد عصابة بالقاء البنزين على الاعضاء التناسلية للضحية  بطل الفيلم ثم يشعل فيها بولاعته النار في مشهد من أفظع المشاهد الدموية التي عرضت ولحد الآن على شاشة المهرجان . .

وعودة الى فيلم عمر يلتقي عمر في السجن بشيخ ذو لحية يحرضه على عدم الاعتراف لأي مخلوق  من السجناء او الثقة في اي انسان في السجن ولايخدع اذا حكي له أحدهم أسراره ليكسب ثقته ويجعله يعترف في مابعد عن شخصية الجاني أو الفاعل الذي قتل الجندي، وفي المشهد التالي نكتشف ان ذاك الشيخ اياه لم يكن سوى أحد رجال  المخابرات الاسرائيلية الاسرائيلي الذي يقوم بتجنيد المناضلين الفلسطيننيين في السجون واقناعهم بالعمل لحساب جهاز المخابرات والاشتغال كعملاء لاسرائيل في  فلسطين المحتلة، ويتعهد ضابط المخابرات باطلاق سراح عمر ان دلّه على مكان طارق، غير ان عمر يتساءل : لكن ومن أين عرف الضابط الاسرائيلي بأن طارق قد شارك في عملية الهجوم على جنود حراسة جدار العار؟ ويتوصل الى قناعة أنه لايمكن ان يكون الا أحد الثلاثة عمر وأمجد وطارق الذين شاركوا في العملية بالطبع..

 ويخرج عمر من السجن بعد ان قطع وعدا بتسليم صديقه طارق وشقيق حبيبته نادية الى المخابرات، ولمعرفة من هو ذلك "الخائن" الذي أفشي للمخابرات الاسرائلية سرهم، وتتعقد القصة  تدريجيا وتصبح بعد انقضاء مشاهد لقاءات الحبيبين عمر ونادية في الجزء الأول أكثر تعقيدا ، إذ تتشابك خيوطها بشكل صاعد متوتر كما في الافلام البوليسية  وتنحو نحو التشويق كما في فيلم " الماضي " لأصغر فرهادي لاكتشاف الحقيقة، فيست هناك حقيقة واحدة ويجب اكتشافها بل عدة حقائق معقدة ومتداخلة وعمليات توجيهMANIPULATIONS وتحريك بما يخدم مصالح المخابرات وهى تتلاعب بعقول الفلسطينيين ..

ويخرج طارق من الحبس ويتهم بالخيانة ولابد ان يدفع الثمن ويحاول طارق ان يغتسل من عار الخيانة بأي شكل – اذا كان اطلق سراحه بهذه السرعة فلابد أنخ خان وباع  القضية- وعليه أن يكتشف الخائن الحقيقي وتتوالي الأحداث في الفيلم لتكشف عن ثلاثة حقائق أساسية تبدو لنا ولغيرنا جلية  بسبب ظروف القهر والاحتلال التي يعيشها الشعب الفلسطيني  : قسوة ظروف العزل والنفى القسري وتقسيم الفلسطيين من خلال ذلك الجدار الذي شيد ، تقسيمهم أكثر وتشتيتهم أقسى ، ووضعهم تحت ذل وقهرالرقابة ، كما يكشف  الفيلم عن  حقيقة الطبيعة السيكولوجية الشاملة للشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال يحاصر ويعذب ويقتل ويهان ، وعن مناخات التخويف والتخوين التي تستخدمها اسرائيل للتلاعب تحت ظروف الاحتلال بمصير الشعب الفلسطيني وتسفير الفلسطينيين من العملاء الى نيوزيلندا كمكافأة لهم على خيانتهم لأهلهم ولأصحاب القضية،،

 ولايمكن في أجواء كهذه أن تنتهى قصص الحب على خير ويتزوج عمر من نادية ويسافران معا لقضاء شهر عسل في الموزامبيق أو بلاد الواق الواق، فنادية لم تخرج ولن تخرج ابدا من  ذلك الزقاق الضيق الذي حشرت فيه قسرا مع أهلها،  وتقول نادية في الفيلم انها قد زارت الخليل فقط، وتحلم بقضاء شهر عسل في باريس، ومن خلال سيناريو الفيلم يطرح هاني أبو أسعد العديد من النكات التي تعكس  أجواء  الانهزامية والمرارة التي يستشعرها الفلسطينيون تحت الاحتلال ، وهناك نكتة رمزية موحية عن طريقة صيد القرود في افريقيا تفضح بين ثناياها الطريقة التي تتعامل بها المخابرات الاسرائيلية مع افراد الشعب الفلسطيني تحت ظروف الاحتلال, ومن ضمنها نكتة عن تحرير القدس ثم مضاجعة نساء العدو التي تقال لشيخ مسن فيكون رده  إن اذهبوا أولا لتحرير القدس ثم تعالوا بعد تحريرها وضاجعوا زوجتي !

وهناك في الفيلم " كمين " التي تتكرر كثيرا و" حفر " للفلسطينيين من صنع المخابرات ، وقد يعتقد بعض الفلسطينيين انهم اشطر واكثر ذكاء من جنود المخابرات الاسرائيلية لكنهم اذا بهم يكتشفون انهم سقطوا في الكمين او الحفرة التي ارادوا حفرها للعدو الذي يتجسس عليهم وعلى أسرارهم ، ويتلاعب بالعقول الفلسطينية المتعبة المنهكة الضعيفة ، وهناك ايضا في الفيلم عمليات تدجين و" تجنيد " مستمرة من قبل المخابرات لأن الاجواء النفسانية للفلسطينيين تساعد على ذلك.فيلم " عمر " فيلم فلسطيني  قوي وجد شاعري ومؤثر بفضل قصته وحبكته وتشريحه لنفسية الشباب الفلسطيني المقاوم الذي يتعرض لأبشع عمليات التغريب عن وطنه وهو يعطي لهذه المقاومة " شرعيتها " واستمراريتها رغم كل ظروف الاحتلال والتعذيب والقهر المستمرة في الأرض المحتلة كما يتسامق ذلك الفيلم " الانساني " بتصويره الجميل وانسيابيية احداثه من دون زيادة او مبالغات ميلودرامية بكائية عاطفية ، انه فيلم واقعي جد "متوازن " من أفلام الشخصيات CHARACTER MOVIEان صح التعبير ويقدم ولحد الآن أفضل معالجة سينمائية للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد من دون خطب ولاشعارات ويمضي الى هدفه من دون ان نشعر بملل أو تطويل ، وينتهى الفيلم بثأر عمر لنفسه من ضابط المخابرات الذي جعله يعيش طويلا في الوهم وكان لابد أن يدفع  ضابط المخابرات الثمن في النهاية ، كما يحذر الفيلم من ذلك الوهم: وهم أن تكون هناك فلسطين اخرى افضل، في مكان آخر غير فلسطين..فهذه أكذوبة من صنع اسرائيل لتهجير الفلسكينيين خارج بلادهم وضرب الفلسطيني بالفلسطيني اتباعا لسياسية فرق تسد، وهو ماينبه  اليه فيلم " عمر " ويتألق بتمثيل مجموعة من المواهب الفلسطينية الجديدة الرائعة التي تمنح الفيلم واقعيته وشاعريته ومصداقيته : الممثل آدم بكري في دور عمر والممثلة ليم لبنى في دور نادية والممثل سامر بشارة في دور أمجد وسوف تقوم على أكتاف هؤلاء الممثلين الجدد من الشباب الرائع سينما فلسطين الغد الوليدة، كما يحسب ايضا لمخرج الفيلم هاني أبو أسعد اعتماده على فلسطينيين في كل طاقم الفيلم الفني من مدير تصوير ومونتير ومساعدين  شاركوا جميعا في قصة نجاح الفيلم في أكبر وأضخم مهرجان سينمائي في العالم..

عن مدونة الناقد (سينما إيزيس) في

22/05/2013

 

 

عمر مثار اهتمام النقاد والإعلاميين

أفلام بموضوعات عربية تستأثر بأضواء مهرجان كان

عبدالاله مجيد 

"عمر" أحد الأفلام العربية ألتي استأثرت باهتمام الإعلاميين والنقاد في مهرجان كان، إلى جانب أفلام أخرى صنعها عرب، أو مثلوا فيها.

لندن: بعد انحسار الاستعراضات الاعلامية والمظاهر الترويجية، عاد مهرجان كان السينمائي إلى المهمة التي وُجد من اجلها، أي تقديم سينما قوية ملتزمة اجتماعيًا ذات بعد عالمي وانساني شامل.

واستأثر باهتمام النقاد والاعلاميين العرض الأول لفيلم "عمر"، من إخراج السينمائي الهولندي الفلسطيني هاني ابو أسعد. وعمر عمل سينمائي مثير يتناول الانتقام والغرام والخيانة على امتداد الجدار العازل الذي أقامته اسرائيل في الأراضي الفلسطينية. وكان للفرنسيين من أصول مغاربية حضور متميز في دعم الفيلم، حتى أن سيارة من السيارات الرسمية للمهرجان طُليت بألوان العلم الفلسطيني.

اما النجم المحلي المتألق في المهرجان فهو طاهر رحيم الممثل الفرنسي الجزائري الذي سطع اسمه في فيلم النبي. ويقوم رحيم بأداء أدوار رئيسة في فيلمين من الافلام المشاركة في المسابقة الرسمية، هما فيلم "الماضي" للمخرج الايراني اصغر فرهادي، وفيلم "غراند سنترال".

وطل في المدينة نجم الكرة الفرنسي السابق والممثل الحالي إريك كانتونا، مع زوجته الممثلة الفرنسية الجزائرية رشيدة براكني، للترويج لفيلمه الجديد "انت والليل". كما اختار المخرج سيرج بوزن معاناة المهاجرين من شمال افريقيا لتكون موضوع فيلمه Tip Top، الذي قُدم في عرض خاص للمخرجين خلال فعاليات المهرجان.

إيلاف في

21/05/2013

 

بعرض "المائدة العظيمة" وسرقة مجوهرات النجوم

مهرجان "كان" يعود بفضائحه ومشاكله

كتبت- حنان أبوالضياء: 

يبدو أن مهرجان «كان» قرر العودة من جديد إلي حكايات الفضائح والمشاكل التي شهد المهرجان الكثير منها في سنوات عمره , التي تركزت إما بعرض أفلام جريئة اجتماعياً أو دينياً.. وأحياناً بجرأة تصريحات ضيوفه، إما بالقول أو الفعل، وفي هذا العام يعاد عرض الفيلم الإيطالي La Grande Bouffe, «الأكل عظيم» وفي نفس الوقت تناقلت وكالات الأنباء خبر سرقة مجوهرات النجوم.

والفيلم الإيطالي La Grande Bouffe, «الأكل عظيم»، تسبب في فضيحة في مهرجان «كان» عام 1973 وحظي بانتقادات لاذعة من الصحافة، حتي إن «أنجريد برجمان» التي ترأست لجنة التحكيم، أعلنت أنها تأسف لاختيار إدارة المهرجان أفلاماً كهذه, يعاد عرضه ضمن كلاسيكيات المهرجان.. وبعد مرور أربعين عاماً علي إحدي أكبر فضائح «كان»، يقرر ميشيل بيكولي وأندريا فيريول تقديم «La Grande Bouffe» في عرض يبدو أكثر إثارة، حيث إن ميشيل بيكولي هو الممثل الوحيد من بين الممثلين الرئيسيين الأربعة الذي ما زال علي قيد الحياة.

والفيلم يدور من خلال قصة هؤلاء الأشخاص الأربعة في الأربعين من العمر (مرسيلو ماستروياني وفيليب نواريه وميشيل بيكولي وأوغو طونيازي) الذين يقررون تناول الطعام حتي الموت منه.

بطل الرواية الأولي، أوجو، مالك ورئيس الطباخين في مطعم يقرر الانتحار، بسبب سوء الفهم مع زوجته.. والثاني هو فيليب، قاض مهم لا يزال يعيش مع مربية طفولته، نيكول، التي تحاول منعه من إقامة علاقات مع نساء أخريات، والثالث هو مارسيلو، طيار فاسق، دمرته حقيقة أنه أصبح عاجزاً.. الشخصية الرئيسية الرابعة والأخيرة هي ميشيل، منتج تليفزيوني مخنث.. الأربعة ينطلقون معاً بالسيارة إلي فيلا مفروشة بشكل جميل ولكن غير مستخدمة يملكها فيليب.

ويضيف المخرج ماركو فيريري الي شهوة الطعام في الفيلم استئجار بعض العاهرات لممارسةالجنس الجماعي، والاستمرار في الأكل حتي الموت الفيزيولوجي.

وهناك من يري أن الفيلم يقدم قصة ساخرة تعكس مجمتع الاستهلاك والعالم الذي تسوده تفاوتات صارخة.. ولقد واجه الفيلم رفضاً قاطعاً.. وكان الجمهور الفرنسي أكثر غضباً في ذلك الوقت حيث كانت الأفلام تتنافس باسم البلد وكان فيلم La Grande Bouffe إنتاجاً فرنسياً - إيطالياً.

وعلي الرغم من رفض الجمهور والنقاد له، حاز الفيلم علي جائزة فيبريسكي مع فيلم «الأم والمومس» لجان اوستاش وهو فيلم أثار فضيحة أخري في الدورة 26.والمشكلة الكبري في عام 56، كانت فيلم «كارمن جونز» اعتبره البعض تشويهاً لعمل بيزيه الأوبرالي، خاصة أن المسرحية المأخوذة عنه نالت إعجاب الكثيرين، وفي نفس العام، كان لأناقة وحضور كيم نوفاك أثر سلبي علي النجمات الأوروبيات، ميشيل مورجان وبريجيت باردو وأدويج فويير، وهوجمت لجنة التحكيم عندما منحت فيلمي «عالم الصمت» و«سر بيكاسو» جائزة السعفة الذهبة، لأن البعض رأي أن العملين شبه وثائقي، والطريف أن هذا لم يحدث مع Fahrenheit 11/9.

وفي عام1960 أستقبل فيلم المخرج الإيطالي فيديريكو فيلليني «الحياة العذبة» بشكل سيئ للغاية ولكنه في النهاية فاز بالسعفة الذهبية، في الدورة 14 من مهرجان «كان» 1961، البعض أصبغ عليها دورة الفضيحة الدينية لوجود فيلمين معاديين للكنيسة، الأول «فيريديانا» للإسباني لويس بونويل الذي تسبب في إسبانيا بفضيحة كبيرة بعد أن كان قد حاز في مهرجان «كان» علي السعفة الذهبية, منع في إسبانيا وأقيل المدير العام للسينما لأنه صعد إلي المنصة في «كان» واستلم الجائزة ومنعت الحكومة الإسبانية عرضه, ولكن بونويل استطاع أن يسرق الفيلم بطرق مراوغة من جماعة الرقابة, والفيلم معاد للفاشيين الذين كرههم بونويل واحتقرهم, الذين تحدث عن نظامهم في عمله، والثاني «سيدة جان الملائكة» للبولوني يرزي كاواليرويتش، الذي حصل علي جائزتها الخاصة، الذي اعتبر إهانة موجهة لرجال الدين، وفي تلك الدورة حذفت الهيئة المنظمة بعض المشاهد «الطويلة» من اسكتش ماريو مونيتشيللي في فيلم «بوكاس 70»، ويعد هذا بولانسكي ولوي مال ومونيكا فيتي - ملهمة انطونيوني – وترانس يونج – الذي كان مخرجاً لأول أفلام جيمس بوند، ولكن علي الرغم من أن المهرجان يبعد 500 ميل عن باريس، وبالرغم من توقف التليفزيون عن البث مراعاة لدموية الاحداث في باريس، فإن مهرجان «كان» لم يكن بعيداً عن عمل يحدث في العاصمة، ففي 13 مايو أصدرت جمعية النقاد بياناً تدعو فيه الحاضرين إلي الانضمام إلي مظاهرة لدعم الطلبة وطالبوا بتأجيل المهرجان، فأوقف الاحتفالات وحفلات الكوكتيل والعشاء، واستقالت لجنة التحكيم.

وفي سنة 1975، اختارت إدارة «كان» عرض فيلم «قصص أ» لكن موضوع الإجهاض الذي تناوله الفيلم قوبل برفض شديد من المشاهدين، وفي 1980 منح ميشال بيكولي وانوك إيمي جائزتي «أفضل ممثل»، وذلك فاجأ الكثيرين، كون الممثلين لم يمثلا بلغتهما الأم، ولا حتي بصوتيهما، خصوصاً أن العمل خضع للدوبلاج.

في 1978، منح ايف مونتان فيلم «تحت شمس الشيطان» السعفة الذهبية اختراقاً لعرف المهرجان مما أدي الي قطع روسيلليني ماستروياني وانطونيوني زيارتهما لمهرجان «كان»، وقدّم ماريو سولداتي استقالته من لجنة التحكيم، ومع بدء مايو 1968 وكانت دورته الواحدة والعشرين، وكانت لجنة تحكيم المهرجان تضم رومان.

وحين ظهر المخرج الفرنسي موريس بيالا علي المسرح، لاستلام السعفة الذهبية، التي حصل عليها فيلمه، علا صفير المتفرجين، فما كان منه إلا أن رفع قبضته في وجوههم قائلاً: أنا أيضا، لا أحبكم.

ويبدو أن المخرج الفرنسي الذي قدم الكثير للسينما الفرنسية الدرامية، لا يحظي بكره الجمهور وحده، إذ يشاركهم في هذه العاطفة كثير من العاملين في السينما، أيضاً.

وفي عام 2011 أثارت تصريحات المخرج الدنماركي لارس فون تريير التي تحمل تعاطفاً مع هتلر النازي وعداءً لإسرائيل، جدلاً واسعاً في أوساط القائمين علي مهرجان كان السينمائي الذين أدانوا بقوة تلك التصريحات وأعلنوه شخصاً غير مرغوب فيه في المهرجان.. ويوم الجمعة الماضي سرقت من غرفة فندق في مدينة كان جواهرتفوق قيمتها المليون دولار وتوضع تحت تصرّف نجوم المهرجان ليتزينوا بها عندما يمشون علي السجاة الحمراء أو في الحفلات التي تنظم طيلة أيام المهرجان.

الوفد المصرية في

22/05/2013

 

"التونسية" في مهرجان "كان "15-26 ماي 2013" :

الدوحة تعلن عن بعث مهرجانين جديدين، ودبي تعدّ موسوعة السينما العربية وتونس تمنع المشروبات الكحولية في جناحها!

موفد «التونسية» إلى مهرجان «كان»: نبيل بنور 

كان علينا أن نجتهد في البحث عن أجوبة لسائلينا من زملائنا الصحافيين من شتى بقاع العالم عما يحدث في حي التضامن وعن حقيقة المواجهات بين قوات الأمن وقوات السلفيين وكأن الأمر يتعلق بمواجهات بين جيشين لدولتين عدوتين.  فما الذي يمكن قوله وما الذي ينبغي الاحتفاظ به لغسيلنا الداخلي؟ وبأي مزاج سنشاهد الأفلام ونتحدث عنها سلبا أو إيجابا؟ وما قيمة ما نكتب  أصلا لجمهور ينتظر في عمومه فرقعات من قبيل أخبار عن «أبو عياض» و «أبو مصعب» و«أبو مهند» و«أم البراء»  في جهادها النكاحي وأخبار الباجي قائد السبسي ولقاءاته السرية بحامد القروي( مع العلم بأن الرجلين يتمتعان ويخضعان في الوقت نفسه لمرافقة أمنية رسمية مما يعني أن أخبارهما تصل أولا بأول للجهات المختصة ولا شيء سري في حياتهما العامة وهدف تاريخي للفهد الأسمر صابر خليفة الذي أصبح اليوم معبود الجماهير التي كانت تصفر عليه حين كان يرتدي زي «المكشخة» التي باعته لـ «الهمهاما»، ويبدو أن صاحبنا تأقلم مع هواء بوقرنين فسطع نجمه فإستعادته الترجي بطبيعة الحال لتستفيد من أهدافه فـ«الماء» إليّ ماشي للسدرة الزيتونة أولى به»، ولكن صابر كان شحيحا مع الأحمر والأصفر فوجد نفسه خارج الحديقة (ب)،  ماذا يعني القارئ  في تونس أن تخبره عن مشاركة تونسية كحال البلد في مهرجان «كان» السينمائي؟ فالتونسي أصلا لا يرتاد قاعات السينما وقاعات السينما نفسها غير موجودة إلا في تونس العاصمة والمرسى وسوسة وبنزرت وصفاقس «وهز يدّك م الطبق لا يتحرق». من سينصت لنا إن قلنا إن الجزائر التي لم تشارك في القرية الدولية لمهرجان «كان» سوى في العام الماضي نجحت في تجاوزنا بأشواط ؟ ولا فائدة في تعميق الجرح بالحديث عن المغرب بطبيعة الحال ...لنطو الملف إذن عملا بنصيحة والدتي ربي يفضلها «حيوط مدرّقة وهموم مفرّقة»...

يهمني أن أحدثكم عن سيدة فرنسية إلتقيتها صدفة  على متن الطائرة التي أقلتنا الأسبوع الماضي  من تونس إلى نيس، كانت السيدة الفرنسية في بلادنا «المحروسة» بصحبة إبنتها التي ترقد الآن بمصحة خاصة بمنطقة البحيرة، ما لم تقله السيدة الفرنسية أنها اختارت تونس لانخفاض تكلفة العملية الجراحية مقارنة بفرنسا وسائر الدول الأوروبية، وما قالته أنها تثق في الكفاءات الطبية التونسية  ومضت السيدة  الخمسينية التي مازالت تحتفظ ببقايا فتنة الشباب في حديثها عن تونس قائلة «لم أزر تونس في السابق، وبصراحة ترددت كثيرا، كنت أسأل هل يمكنني كفرنسية أن أتجول مكشوفة الشعر أو علي أن أرتدي ما به أغطي شعري؟ لم اكن متأكدة هل سيتم إستقبالي جيدا في المطار او سيطلب مني أين هو زوجي؟ كنت حائرة حتى شاهدت وزير السياحة التونسي يتحدث  بلباقة لإحدى القنوات الفرنسية، لقد أشفى غليلي وطمأنني ، وبصراحة وجدت القبول الحسن في مطار تونس قرطاج  من طرف أعوان الشرطة والديوانة( ما لا تعلمه هذه السيدة أن هؤلاء الأعوان يصفهم بعض التونسيين بالطاغوت لأنهم يقومون بواجبهم في حماية الوطن) وفي النزل الذي أقمت به في قمرت،  كما أن الممرضات في المصحة حيث ترقد إبنتي كنّ في غاية اللطف والأدب معي ، أما الأطباء فأكفاء يتفانون في القيام بواجباتهم» وتضيف السيدة الفرنسية « سأكون سفيرة لتونس من اليوم» 
الشيء الوحيد الذي لم يعجب ضيفتنا الفرنسية هي الوجبة الصباحية المقدمة على متن الخطوط التونسية، قالت محدثتي وأنا اوافقها في ما قالت «كل شيء بارد في وجبة الخطوط التونسية حتى القهوة؟»

أما عن السلبيات التي لاحظتها هذه السيدة الفرنسية فتتعلق بالمدينة العتيقة، فقد كانت ضيفتنا ترغب في زيارة الأسواق لاقتناء بعض الهدايا التذكارية ولكنها لم تتمكن من عبور منطقة «باب فرنسا»Port de France  بسبب الفوضى التي تعم المكان، سيارات متراصة كما إتفق، باعة متجولون ببضائع لا تعرف مصادرها، صراخ من هنا وعويل من هناك وكلام بذيء يتردد صداه غصبا عن إرادة المارة رجالا ونساء، ... قالت السيدة الفرنسية «لذت بسيارة تاكسي وعدت إلى النزل الهادئ في ضاحية قمرت»...

ما الذي أوصلنا إلى باب فرنسا؟ لنعد إلى مهرجان «كان» السينمائي ولنبدأ بأخبار أشقائنا العرب ، فقد أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن تنظيم مهرجانين سينمائيين اثنين بدلاً من واحد هما: “مهرجان أجيال السينمائي” و“مهرجان قمرة السينمائي”. وأفادت فاطمة المناعي مديرة مهرجان أجيال  الذي سيقام في دورته الأولى في نوفمبر القادم أن المهرجان سيقدم الإبداعات السينمائية والفنية التي تناقش قضايا الشباب والأسرة وسيتضمن المهرجان مسابقة سينمائية مفتوحة لكل دول العالم في ما يتضمن فقرات فنية متنوعة أخرى، أما لجنة التحكيم فستتألف من 300 طفل من المواطنين- أي القطريين- والمقيمين- من غير حاملي الجنسية القطرية-  

أما مهرجان قمرة السينمائي الذي يركز على المختصين والعاملين المحترفين في صناعة السينما فيقام في مارس 2014. (اسم المهرجان «قمرة» هو الكلمة الأصلية للكاميرا واستخدمها عالم البصريات والفلكي وعالم الرياضيات ابن الهيثم عام 965 هجري الموافق 1040 ميلادي، وقد وضعت ابتكاراته في البصريات أسس ومبادىء عمل الكاميرا التي نعرفها اليوم)

ويلتزم مهرجان قمرة السينمائي حسب ما أفادت مؤسسة الدوحة للأفلام باستكشاف رؤى المخرجين الواعدين ومساعدتهم في إنتاج مشاريعهم وتوفير منصة لإطلاق أعمالهم. وستكون المسابقات الدولية للمخرجين الجدد الذين يخوضون تجاربهم الإخراجية للمرة الأولى أو الثانية محل تركيز واهتمام المهرجان، وسيتم اختيار الفائزين بالجوائز في فئتي الأفلام الطويلة والقصيرة من ضمنها فئة “صنع في قطر” من قبل لجنة تحكيم دولية مرموقة. ويضم المهرجان أيضاً فئات من خارج المسابقة الرسمية من ضمنها بانوراما الأفلام العالمية لكتاب معاصرين ومخرجين معروفين ومواهب جديدة، وستكون هذه الفئة مفتوحة لمشاركة المخرجين المعروفين ليعرضوا أفلاماً لعبت دوراً في إبراز مكانتهم السينمائية، بالإضافة إلى عروض تكريمية تقديراً لمساهمات شخصيات مميزة في تاريخ عالم السينما. إلى جانب ذلك، سيمثل مهرجان قمرة السينمائي فرصة نادرة لمشاهدة أولى الأفلام التي أخرجها صانعو الأفلام المحتفى بهم على الشاشة الكبيرة.

وسيتضمن البرنامج العام لمهرجان قمرة السينمائي ندوات دراسية وورشات عمل وحلقات نقاش، بالإضافة إلى مبادرة مشاريع الدوحة التي تجمع الحاصلين على منح أفلام من المؤسسة مع المنتجين والفاعلين الرئيسيين في صناعة الأفلام. وسيضم المهرجان أيضاً العديد من المعارض والعروض الموسيقية والفنية .

أما مهرجان دبي السينمائي الدولي فيعتزم بمناسبة دورته العاشرة التي ستعقد من 6 لغاية 14 ديسمبر 2013 إجراء استفتاء موسّع هو الأول من نوعه في العالم العربي لاختيار 100 فيلم  في تاريخ السينما العربية، تشكل تيارات واتجاهات مختلفة يمكن اعتبارها جدلاً من أهم ما أنتج إلى يومنا هذا و توثيقها في موسوعة سينمائية ستصدر باللغتين العربية والإنقليزية، وذلك عبر إطلاق  استفتاء يشمل نقّاد السينما والعاملين في الحقل السينمائي في اختصاصات مختلفة، إضافة لكتّاب وروائيين وأكاديميين وغيرهم من شخصيات ثقافية متصلة بواقع السينما العربية وتاريخها، من العرب وغير العرب.

وقد شرعت إدارة المهرجان في توجيه دعوات عبر البريد الإلكتروني لأكثر من ألف شخصية سينمائية وثقافية من جميع البلدان العربية إضافة لعدد من المختصين المتابعين للسينما العربية من غير العرب للمشاركة في هذا الاستفتاء عبر نظام تصويت خاص يتيح لكل مشارك اختيار 10 أفلام يعتبرها الأهم في تاريخ السينما العربية، سواء كانت أفلام روائية طويلة أو وثائقية طويلة بغض النظر عن سنة الإنتاج، بما يشمل كافة إنتاجات السينما العربية في كافة البلدان العربية، وأفلام الإنتاج المشترك العربي، وأفلام الإنتاج المشترك العربي الأجنبي، على أن يكون موضوع الفيلم عربياً ومخرجه من جنسية عربية أو أصول عربية. هذا وسيكون فرز نتائج التصويت قائماً على عدد المرات التي يتكرّر فيها الفيلم في قائمات المصوّتين المشاركين يحتل المرتبة الأولى، وهكذا يتوالى ترتيب الأفلام في قائمة الـ 100 فيلم وفق عدد الأصوات التي نالتها.

هذا عن إخواننا في قطر  والإمارات العربية المتحدة، فماذا عنا؟ 

أين مبادرات أيام قرطاج السينمائية؟-وبالمناسبة أين مديرها لدورتين السيد محمد المديوني ؟- ألم تكن أيامنا السينمائية طيلة عقود هي منصة إطلاق المشاريع السينمائية العربية والإفريقية؟ لماذا هذا الرضى بالتراجع المستمر؟ آه... سيقول فقهاء السلطان «ما عندناش فلوس»، وسنجيبهم بأن تونس لم تكن متميزة يوما بثرواتها المادية بل بطاقاتها البشرية الخلاقة...

بالمناسبة نحن أجرينا حوارا مع السيد رضا التركي رئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام الجهة التي فوضتها وزارة الثقافة منذ سنة 2007 لتنظيم المشاركة التونسية في القرية الدولية لمهرجان كان، وسننشر هذا الحوار في عدد لاحق. ولكن نريد التوقف عند بعض النقاط، فقد مررنا بالجناح التونسي مرتين  وقدمنا أنفسنا وعرفنا بهويتنا وتركنا رسالة عند مضيفة الجناح لتبلغها لرئيس الغرفة سي رضا التركي، ولكن رسالتنا لم تصل؟ نأمل فقط أن يكون مصير رسائل غيرنا من زوار الجناح أفضل من مصير رسالتنا... 

وحين  إستشعرنا عدم بلوغ الرسالة الشفوية، بعثنا برسالة إلكترونية على العنوان المدون في دليل القرية الدولية لمهرجان «كان»، وحتى نكون منصفين فقد إتصل بنا من الغد هاتفيا المنتج عماد الأسود(هو بالمناسبة شقيق الممثل الراحل سفيان الشعري) وهو عضو الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام وكان معنا في غاية اللطف واللباقة. في صباح اليوم ذاته إلتقينا السيد رضا التركي رئيس الغرفة وطرحنا عليه بعض ما يشغل الساحة السينمائية، وسنترك لكم حرية قراءة الحوار ، ولكننا نريد الإشارة إلى أن وزارة الثقافة أسندت منحة قدرها 100 ألف أورو لتنظيم الجناح الذي بلغ كلفة كرائه طيلة أيام المهرجان قرابة 20 ألف أورو؟ أي نعم... بزيادة خمسة آلاف أورو عن السنة الماضية،  وقد علمنا أن وزارة الثقافة أوصت للعام الثاني على التوالي بتفادي تقديم المشروبات الكحولية لزوار الجناح... 

مسعود يسأل عن السينما التونسية؟

في  مقهى مطل على قصر المهرجانات بمدينة «كان» الفرنسية، إلتقينا بالأستاذ مسعود أمر الله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي مرفوقا بالفنان والصحافي العراقي عرفان رشيد مبرمج السينما العربية بمهرجان دبي، وقد أبدى  «آل علي» حرصا لافتا على التعرف على آخر الإنتاجات السينمائية التونسية ، سأل عن نجيب بلقاضي وفيلمه «باستاردو» وعن رضا الباهي وفيلمه عن الثورة كما صرح الباهي نفسه، وحين أفدناه بمشروع مختار العجيمي أبدى هو والأستاذ عرفان رشيد  رغبة في ملاقاة مخرجنا الشاب في الخمسين من العمر الذي ننتظر بشغف فيلمه الروائي الطويل الثاني من إنتاج عبد العزيز بن ملوكة و رضا التركي في تجربة نأمل إن صحّت أن تشكل نواة فريق إنتاج تونسي قادر على تحقيق الكثير ...

موقع "التونسية" في

21/05/2013

 

وثائق قديمة ومطوية مخجلة

كوثر الحكيري

ماذا يجري في تونس؟

سؤال يحاصرنا أنى ذهبنا... البعض متفائل ويراهن على دور المرأة التونسية بشكل خاص في مقومة الأصوليين، والبعض الآخر يكتفي بسيل من الأسئلة ملقيا جملا اعتراضية بينها متباهيا بحالة الاستقرار في بلده... والبعض الآخر يسألني أنا تحديدا باعتباري صحافية وامرأة تونسية إن كنت أقيم خارج الوطن، ولما أجيب بالنفي يردف سؤالا آخر «هل ترتدين النقاب في بلدك؟»

هذه باختصار صورة تونس اليوم في الخارج كما سوقها جزء من إعلامنا وكما روج لها الإعلام الفرنسي بشكل خاص... صورة تربكنا وتدعمها الأخبار القادمة من البلد حول المواجهات العنيفة بين المؤسسة الأمنية وأنصار الشريعة...

نحاول أن نقول إن تونس بخير ولكن يستعصي علينا الكلام كما تستعصي الكتابة في هذه المرحلة بعد أن صارت أولويات القارئ تفاصيل ما يجري في كل شبر من الوطن والحلول الممكنة للخروج من هذه الأزمة...

يستعصي علينا الكلام ولكن صورة العلم التونسي _الذي هان عند كثير من التونسيين وصار أمر حرقه حدثا عابرا يحدث يوميا_ وهو يرفرف في القرية الدولية في الجناح التونسي يجعلنا أكثر طمأنينة واعتزازا بالوطن...

يقع الجناح التونسي في القرية الدولية بين الجناحين المغربي والجزائري _يفصل بين الجناح التونسي والجزائري جناح آخر_ لكنه لا يختلف عن حال البلد...

يفتقر الجناح الذي كان في الماضي يستقبل الكثير من الزوار إلى الكثير من الوثائق الضرورية، وتكتفي الغرفة النقابية للمنتجين التي تنظم الجناح التونسي سنويا بدعم من وزارة الثقافة وإشرافها بعرض «كاتالوغ» قديم يشتمل على بانوراما للأفلام التونسية منذ تأسيسها حتى سنة 2010، واقتطعت الورقة الأخيرة من الكاتالوغ لأنها كانت تتضمن صورة «بن علي»... كما يتضمن الجناح كاتالوغ آخر لما أنجز من أفلام تونسية في السنتين الأخيرتين وكاتالوغ آخر للدورة الأولى للقاء السنوي للمخرجين، ومطوية مخجلة تتضمن رؤوس أقلام للمركز الوطني للسينما والصورة الذي مازالت أشغاله مؤجلة وعيون السينمائيين التونسيين معلقة عليه باعتباره الحل المنتظر للسينما التونسية التي مازالت تناضل من أجل فرض وجودها وضمان استمرارها على يدي عدد من المنتجين أهمهم «عبد العزيز بن ملوكة» الذي لم يشف من الإنتاج للسينما التونسية على الرغم من المصاعب الكثيرة التي يواجهها... ولكنه لا يستطيع أن يغلق أبوابه في وجه السينمائيين وبعضهم تجاوز الخمسين من العمر وفي رصيده فيلم واحد...

l ما الذي تغير في الجناح التونسي؟

في الماضي كان الجناح «متهما» بتوزيع المشروبات الكحولية، واليوم جاءت التوصيات بمنع الكحول، فهل تغير شيء في الجناح التونسي بعد منع الكحول؟؟

الذي تغير هو دعم الصورة التي يسوقها الإعلام الفرنسي عن تونس اليوم... تونس التي يحكمها الإسلاميون، وتمنع فيها المرأة من قيادة السيارة، وتمنع فيها الكحول، ويفرض على المرأة ارتداء الحجاب أو النقاب...

تمنينا أن تأتي التوصيات أكثر جدية وتتعلق بالسينما أساسا، لأن الكحول ليست إشكالا ولا حلا... هي أمر عارض، كان الجناح التونسي يقترحها على الزائرين من باب الضيافة لا أكثر ولا تثقل كاهل الميزانية المرصودة للجناح التونسي لأنها «هدية» من أحد المستشهرين...

في جناح أبو ظبي مثلا وهي إمارة يمنع فيها بيع الكحول تقدم المشروبات الكحولية للزائرين ولا أحد احتج ولم تكتب الصحافة في الأمر... تلك تفصيلة لا تحتاج إلى تعليمات بمنعها أو إجازتها...

يعرف الجناح المغربي حالة من النشاط، ويقترح على الزائرين صورا ووثائق مهمة حول السينما المغربية والمواقع التي تغري السينمائيين الأجناب بالتصوير فيها... وفي الجناح الجزائري برنامج يومي لعرض الأفلام وإجراء اللقاءات مع السينمائيين الجزائريين، بل إنه _أي الجناح الجزائري_ استثمر ذكرى رحيل «وردة» بعرض «الكليب» الذي أنتجته وكالة الإشعاع الثقافي في الجزائر وبرمجة لقاءات مع مخرجه «مؤنس خمار»...

هذا ما تحتاجه السينما في كل مكان... برامج عمل واضحة ومدعومة من الدولة، تروج لصورة البلد... وتونس في هذه المرحلة في حاجة إلى «نخبتها السينمائية» لتدفع عنها الصورة التي روج لها الإعلام الفرنسي... تونس في حاجة إلى حراك سينمائي سلاحا تواجه القوى الظلامية التي لا تعترف أصلا بمفهوم الدولة، ولا تعنيها سياحة البلد...

عنونت المقال ب»ما الذي تغير في الجناح التونسي بعد منع الكحول؟» وهذا لا يعني موقفا من القرار، الذي نتفرع من دعمه أو نقده، ولكن الحضور التونسي في مهرجان كان السينمائي يحتاج إلى قرارات سينمائية، وإلى وعي الوزارة بأهمية هذا الوجود تماما مثلما اهتمت بإشكال «الكحول» الذي أخذ حيزا لا يستحقه من النقاش والجدال.

وما تبقى من تفاصيل الحضور التونسي في القرية الدولية في الدورة السادسة والستين لمهرجان كان السينمائي سنتوقف عنده في ورقة لاحقة...

لبكي وفية للمصمم «إيلي صعب»

كوثر الحكيري

تألقت المخرجة والممثلة اللبنانية  نادين لبكي» مساء اﻷحد 19 ماي الجاري على السجاد الأحمر لمهرجان كان السينمائي حيث حضرت العرض الخاص لفيلم   Inside Llewyn Davis  الذي يشارك في المسابقة الرسمية وارتدت ثوبا في اللون اﻷزرق يحمل توقيع مُصمم الأزياء اللبناني الشهير «إيلي صعب».

وكالعادة، بدت «نادين لبكي» بسيطة بتسريحة شعرها المنسدل على كتفيها مع مكياج خفيف، ولم ترتد من المجوهرات سوى قرطين وخاتم من الألماس  

وقد سبق ل»نادين لبكي» المشاركة في مهرجان كان السينمائي منذ سنتين في قسم «نظر ما» بفيلمها «وهل ألوين» وهي تحظى بإعجاب الفرنسيين، وحريصة على حضور مهرجان كان السينمائي بدعوة رسمية من منظميه، كما أنها وفية أيضا للمصمم «إيلي صعب» الذي تحرص على اختيار ما ترتديه في ظهورها الرسمي من توقيعه هو.

ستيفن سبيلبيرغ يعفي المهرجان

كوثر الحكيري

في موقف اختلفت حوله الآراء والمواقف، تكفل المخرج الأمريكي «ستيفن سبيلبيرغ» بمصاريف إقامته في الدورة السادسة والستين لمهرجان كان السينمائي التي يرأس لجنة تحكيم مسابقتها الرسمية، إذ بادر باكتراء «فيلا» فخمة على الجبل في «كان» للإقامة، مع جناح كامل في نزل «الماجستيك» (سعر الليلة الواحدة 500 أورو) للاجتماع مع بقية أعضاء لجنة التحكيم...

وفسر «سبيلبيرغ» سبب إعفائه لمهرجان كان السينمائي من مصاريف إقامته بأنه يدين بالكثير للمهرجان ولا يريد أن يثقل كاهله بمصاريف إقامته... وقد رحب عدد من الصحافيين بهذا القرار واعتبروه موقفا محترما من مخرج كبير، في المقابل رأى البعض الآخر أن القرار فيه شيء من المبالغة الهدف منها إثارة الانتباه خاصة أن مهرجان كان السينمائي لا يعاني من مشاكل ماليا وهو محاطا بكبار المستشهرين من العالم كله.

الصريح التونسية في

21/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)