حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي السادس والستون

مهرجان كان: السعفة الذهبــية ثانيةً للعرب

عبد اللطيف قشيش في مديح العشق والحرية

عثمان تزغارت/ كان

38 عاماً مرّت قبل أن يأتي المخرج التونسي الخجول والمرتبك لينتزع للعرب ثلاث سعفات دفعةً واحدة. بعد المعلم الجزائري محمد لخضر حامينا، الذي انتزعها عام 1975 عن رائعته «وقائع سنين الجمر»، ها هو شريط «حياة أديل» ينال جائزة المهرجان العريق. عبد اللطيف قشيش أهدى تتويجه إلى الثورة التونسية وإلى الجيل الحالي «الأكثر شجاعةً منّا»

انتظرت السينما العربية ٣٨ عاماً، على أمل الحصول على سعفة ذهبية ثانية بعد تلك التي أحرزها المعلم الجزائري الكبير محمد لخضر حامينا عام 1975، عن رائعته «وقائع سنين الجمر». وإذا بالسينمائي التونسي عبد اللطيف قشيش يهدي السينما العربية ثلاث سعفات دفعة واحدةً! لم تكن المفاجأة التي أعلن عنها أمس رئيس لجنة تحكيم «مهرجان كان السينمائي» الـ 66 ستيفن سبيلبرغ أمراً معتاداً في أعراف المهرجان العريق. حين قال صاحب المخرج الأميركي إنّ اللجنة قررت منح ثلاث سعف بالتساوي، علا الصفير في القاعة لأنّ الجميع اعتقد بأنّ الأمر يتعلق بمكافأة ثلاثة سينمائيين دفعةً واحدةً، ما يعني أنّ لجنة التحكيم لم تستطع حسم خياراتها. لكن الصفير سرعان ما انقلب إلى عواصف من التصفيق والتهليل، حين أوضح سبيلبرغ أنّ الأمر يتعلق بثلاث سعف لفريق فيلم واحد: سعفة للمخرج عبد اللطيف قشيش، وسعفتان أخريان لبطلتي فيلمه «حياة أديل»، ليا سيدو، وأديل إكزارشوبولوس اللتين جسّدتا دور مراهقتين تجمعهما علاقة حب مثليّة عاصفة.

خيار لجنة التحكيم احتاج الى تفويض خاص من إدارة المهرجان لأنّه لم يسبق أن نال أي ممثل السعفة التي تكافئ مخرج الفيلم الأكثر تميّزاً في كل دورة. لكن هذه الخطوة الاستثنائية كان لها مبررات فنية وسياسية عدة. من خلالها، كافأ المهرجان موهبة عبد اللطيف قشيش (مكفّراً بذلك عن ذنب عدم قبول رائعته «كسكسي بالسمك» عام ٢٠٠٧)، ويكافئ أيضاً موهبة وجسارة ممثلتيه الشابتين. لكن الدافع الرئيس كان ـــ بلا شك ـــ رغبة المهرجان في عدم الرضوخ للضغوط والتناقضات التي انطلقت قبل يومين، بعدما بدأت تكهنات النقاد ترجّح فوز قشيش. تساءلت بعض وسائل الإعلام الفرنسية، بما فيها صحف يسارية مرموقة («لوموند» نموذجاً): هل من اللائق منح «السعفة الذهبية» لفيلم قشيش الذي يتناول من دون مواربة قصة حب مثلية عاصفة، في الوقت الذي تشهد فيه فرنسا تظاهرات ضخمة ضد قانون «الزواج للجميع» الذي يجيز زواج المثليين؟ بمنح سعفتين رمزيتين لبطلتي «حياة أديل»، أثبت «مهرجان كان» أنّه لا يزال بالفعل قلعة للإبداع والفكر الحر الذي لا يتوانى عن التجذيف ضد التيار، بدلاً من مسايرة «الهوى الاجتماعي الغالب».

هذه السعفة الثلاثية التي منحت لقشيش وممثلتيه، وسماها النقّاد على الفور «سعفة الحرية»، حجبت الأضواء عن بقية الجوائز. لم ينتبه أحد إلى الغائبين الكبار الذين استبعدت أفلامهم (ستيفن سودربرغ، جيمس غراي، رومان بولانسكي، فرنسوا أوزون، أرنو ديبليشان...). ضاعف من تسلّط الأضواء على سعفة قشيش غياب الأخوين كوين اللذين نال فيلمهما «داخل لوين ديفيس» الجائزة الكبرى. لم تخالف بقية خيارات الجوائز في أغلبها توقعات النقاد. أحرز الياباني هيروكازو كوري ــ إيدا جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «الابن شبه أبيه» (راجع المقال أدناه)، ونالت رائعة أصغر فرهادي «الماضي» جائزة أفضل أداء نسائي للفرنسية بيرينيس بيجو، وعادت جائزة أفضل ممثل الى بروس ديرن عن دوره في فيلم «نيبراسكا» لأليكسندر باين.

وكما جرت العادة، لم تخل الجوائز من مفاجآت لم يتكهّن بها أحد سلفاً. وتمثلت مفاجآت هذه السنة في جائزتي السيناريو والإخراج اللتين منحتا على التوالي للصيني جيا تشانغ عن فيلمه «لمسة خطيئة» الذي يروي تمرد عامل منجم صيني ضد الاستغلال والفساد الإداري. ونال المكسيكي أمات ايسكالانتي جائزة أفضل مخرج عن فيلمه «هيلي» الذي يروي قصة صراع ينشب بين فتاة مراهقة تدعى «استيلا» وعائلتها على أثر ارتباك المراهقة بقصة حبّ مع مُتَّهم بالفساد والاتجار بالمخدرات.

وعكست الجائزة التي منحت لهذا الفيلم المكسيكي توجهاً غالباً في هذه الدورة، يتمثل في تيمة المراهقة المعذبة التي ألقت بظلالها على أفلام هذه الدورة، بدءاً بفيلم قشيش الحائز السعفة (اكتشاف المثلية في سن المراهقة)، مروراً بـ«ماضي» أصغر فرهادي (مراهقة تعاني من طلاق والدتها وترفض خطيبها الجديد)، وفيلم «الولد شبه أبيه» الحاصل على جائزة لجنة التحكيم، وصولاً الى الأفلام التي لم تنل حظها من الجوائز، كفيلم فرنسوا أوزون (صغيرة وجميلة) أو التي عرضت خارج المسابقة، مثل فيلم صوفيا كوبولا (The Bling Ring).

إنّهم الأكثر شجاعة

خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب فوزه بـ «السعفة الذهبية»، أهدى عبد اللطيف قشيش جائزته إلى الثورة التونسية و«إلى الجيل الجديد من شباب العالم المتطلعين إلى الحرية والإنعتاق». وأضاف أنّ الجيل الحالي من الشباب بأشكال نضالاته الجديدة، «هو أكثر شجاعة بكثير من الجيل الذي نشأت فيه أو معه». وكان لافتاً لدى اعتلاء عبد اللطيف قشيش خشبة المسرح لاستلام جائزته مع بطلتيه، أنّه بدا مرتبكاً جداً، بابتسامة خفرة. وقد اعتذر من الحضور قائلاً إنّه «بطيء بعض الشيء، ويستغرق وقتاً حتى يقدر على قول ما عنده».

من الأخوين كوين إلى فرنسوا أوزون:

أقوى لحظات الدورة

عثمان تزغارت 

بعيداً عن حمى الجوائز، وما تثيره خيارات لجان التحكيم كل سنة من تجاذبات، غالباً ما ينصبّ السؤال الأبرز عند القيام بجردة حساب لحصاد كل دورة على معرفة ما سيبقى ماثلاً في ذاكرة الفن السابع من بين الأفلام. الأفلام الأكثر تميزاً هذه الدورة حملت تواقيع أربعة سينمائيين أميركيين (الأخوان كوين، ستيفن سودربرغ، جيم جارموش، جيمس غراي)، ويابانيان (تاكيشي مايكي، هيروكازو كور إيدا)، وفرنسيّان (فرنسوا أوزون، أرنو ديبليشان)، إضافة إلى مخرجين من الشرق كأصغر فرهادي (جائزة أفضل ممثلة لبيرينيس بيجو عن دورها في فيلمه «الماضي»). الأميركيون الأربعة يمثلون السينما الأميركية في أوجها الأكثر تألقاً ومغايرة للأنماط التجارية الهووليودية. عرّابا السينما الأميركية المستقلة الأخوان كوين، قدما رائعة مستوحاة من سيرة نجم الفولك النيويوركي لوين ديفيس بعنوان «داخل لوين ديفيس» (الجائزة الكبرى). بينما استوحى ستيفن سودربرغ «خلف الشمعدان» من سيرة موسيقار آخر هو عازف البيانو فالنتينو ليبيراس.

جيمس غراي عاد هذه السنة بفيلم ذي نفس إنساني مؤثر، يحمل عنوان «المهاجر» يروي رحلة عائلة يهودية بولندية فقيرة تهاجر الى نيويورك في عشرينيات القرن الماضي. أما جيم جارموش، فقد كان «وحدهم العشاق بقوا أحياء» بمثابة قصيدة حب الى طنجة. وكالعادة، تدور عوالم صاحب «أغرب من الجنة» في فضاءات مغلقة، وسط أجواء سوداوية مفعمة بالشجن والقلق الوجودي، حيث تحتل الموسيقى مكانة مركزية.

الياباني تاكيشي مايكي قدم في Wara no tate قصة تنضح بالعنف عن ملياردير ياباني ينشر إعلاناً بمكافأة مالية لمن يأتيه برأس قاتل ابنته، ما يطلق في أثر هذا الأخير عشرات الراغبين في قطف رأسه، وتتحول المطاردة إلى ما يشبه فيلم ويسترن تدور رحاه في شوارع طوكيو. أما هيروكازو كور إيدا، فقد اختار في شريطه «الابن شبه أبيه» Tel Père Tel Fils (جائزة لجنة التحكيم) تيمة مغايرة عبر قصة تمزّق عائلي قاسٍ لوالدين يُبلغهما الأطباء بأنّ طفلهما البالغ 6 سنوات ليس ابنهما الحقيقي. فرنسوا أوزون عاد الى عوالم المراهقة التي كانت التيمة الأثيرة لأعماله الأولى، وتناول في «صغيرة وجميلة» قصة مراهقة تقودها رحلة التمرد الى الوقوع في شبكات دعارة. لكن الحفاوة التي استقبل بها الفيلم نغّصها تصريح غريب اعتذر عنه المخرج لاحقاً، حين قال إنّ جميع النساء يحملن في أعماقهن نوعاً من الاستعداد الفطري للدعارة!

من جهته، قدّم أرنو ديبليشان رائعة بعنوان «جيمي ب» تألق فيها بينيثيو ديل تورو (في دور جندي من جرحى الحرب العالمية الثانية) وماثيو أمالريك (طبيبه النفسي)، فضلاً عن جماليات صوره ورؤيته الإخراجية، أبهر الفيلم جمهور الكروازيت بفضل الأسلوب الحميم الذي اعتمده لنكء جراح الذاكرة التاريخية للقارة العجوز.

عرب المهرجان:

جوائز وجدل و... مقاومة!

 عثمان تزغارت 

هاني أبو أسعد دافع عن حقّ «عمر» في مقاومة إسرائيل وانتزع جائزة لجنة التحكيم في «نظرة ما»، وعبد اللطيف قشيش استحقّ «السعفة»، وياسمين حمدان لخّصت روح شريط جيم جارموش

الحضور العربي في «مهرجان كان» اتسم بالكثير من التنوع. رؤى إخراجية متعدّدة ومضامين وأساليب فنية متباعدة. لكنّ السينما العربية تركت ــ بإجماع النقاد هنا ــ بصمة مميزة ستبقى ماثلة في ذاكرة الدورة الـ66. علم فلسطين وقضيتها احتلا مكان الصدارة على الكروازيت، بفضل فيلمين ساحرين، شكلاً ومضموناً، سواء من حيث نبرتهما العالية في التصدي لجرائم الاحتلال والدفاع عن الحق في المقاومة، أو من حيث قدرتهما على استقطاب الاهتمام وإيقاظ الضمائر ولغتهما البصرية المكثّفة التي أغنت جمهور الكروازيت عن أي خطاب إيديولوجي مباشر، كان من شأنه أن يحدّ من انتشار الفيلمين لدى المتلقّي الغربي.

فيلم «عمر» لهاني أبو أسعد الذي عرض ضمن التشكيلة الرسمية في تظاهرة «نظرة ما» (الفعالية التوأم لسباق «السعفة الذهبية»)، وأحرز جائزة لجنة التحكيم الخاصة، تناول قصة ثلاثة شبان يؤسّسون فرقة فدائية لقنص جنود الاحتلال المكلّفين بحراسة جدار الفصل العنصري. لكن الفدائيّين الثلاثة، على رأسهم عمر الذي تطارده استخبارات الكيان الغاصب وتسعى إلى الإيقاع به في فخّ التعاون مع العدو، ظهروا في وجه إنساني سحرَ المتلقي غير المعني مباشرةً بالقضية الفلسطينية. أُبهر جمهور الكروازيت بقصة العاشق الفلسطيني الذي يضطر يومياً إلى تسلّق أسوار جدار الفصل للقاء حبيبته. الحماسة والحفاوة اللتان استقبل بهما الجمهور والنقّاد الفيلم، تُرجمتا في خيارات لجنة التحكيم من خلال منحه ثاني أهم جوائز «نظرة ما». لكنّ ذلك لم يمنع من التساؤل: لماذا حُرم «عمر» من دخول السباق على «السعفة الذهبية»؟

الفرصة التي لم يحظ بها هاني أبو أسعد، انتزعها مواطناه محمد وأحمد أبو ناصر اللذان دخلا مسابقة «السعفة الذهبية» للفيلم القصير، بعملهما التجريبي Condom Lead. صُوَِّر الشريط خلال «عملية الرصاص المصبوب» الإسرائيلية على غزة، وأبرز إرادة الحياة والصمود الفلسطينية. الروح التجريبية المفعمة بالثقافة الرقمية الشبابية جعلت الفيلم يحظى بشعبية في الأوساط الإعلامية والنقدية على الكروازيت التي رأت في هذا العمل إيذاناً بولادة مخرجين سيكون لهما شأن كبير في الأعوام المقبلة (راجع الكادر).

في مسقط رأسه في كردستان العراق، صوّر هينر سليم ثالث عمل سينمائي له يعرض على الكروازيت، بعنوان «بلدي الحارة الطيبة» My Sweet Pepper Land. لكن صاحب «فودكا ليمون» خرج بخفي حنين من مسابقة «نظرة ما» التي عرض فيها فيلمه، بالرغم من روح الفكاهة السوداء التي منحت عمله ألقاً خاصاً.

سينمائيو المهجر العرب كان لهم حضور بارز في التشكيلة الرسمية. الجزائري محمد حميدي قدم (خارج المسابقة) فيلماً من بطولة النجم الكوميدي جمال دبوز، بعنوان «وُلد في مكان ما». يروي الشريط رحلة تيه شاب من أصول مهاجرة يُبعد من فرنسا بقرار من القضاء، فيجد نفسه غريباً عن موطن والديه الأصلي في المغرب.

أما المشاركة العربية الأكثر استقطاباً للأضواء وإثارة للجدل، فتمثلت ــ بلا منازع ـــ في رائعة عبد اللطيف قشيش الجديدة «حياة أديل» التي نافست على «السعفة الذهبية» وانتزعتها. في الوقت الذي تشهد فيه فرنسا تظاهرات يمينية متطرفة ضد قانون تشريع زواج المثليين تزداد عنفاً كل أسبوع، استطاع قشيش سرقة الأضواء، رغم موجات الانتقاد التي وجهت لفيلمه كونه يتناول قصة حب مثلية بين مراهقتين. ورغم طول الفيلم (أكثر من ثلاث ساعات، وبالرغم من أنّ إدارة المهرجان اشترطت اختصار ثلث ساعة من مدته الأصلية)، نجح قشيش في مراوغة منتقديه. انتزع موجات حادة من التصفيق، بفضل أسلوبه الفريد في نحت شخوصه ورسم مشاهد أفلامه ذات النفس الطويل والإيقاع البطيء. لكنّ الفيلم ينبئ بموجات إضافية من الجدل عند طرحه في الصالات في أيلول (سبتمبر) المقبل.

ولا يمكن أن نختم حصاد الحضور العربي في «كان» الـ66 من دون التوقف عند رائعة جيم جارموش «وحدهم العشاق بقوا أحياء» التي صوِّرت مدينة طنجة بشكل ساحر وغير مسبوق، بالرغم من الأعمال الادبية والسينمائية الكثيرة التي أنجزت عن «الساحرة الأطلسية». وفي ختام الفيلم، أدت اللبنانية ياسمين حمدان وصلة غنائية مبهرة، لخّصت روح الشريط وعكست بامتياز أبحاث جارموش الدائمة حول ماهية الفن ودور الابداع الفكري في إنقاذ البشرية من براثن الشرّ المتأصل فيها.

zoom

أهلاً برسولوف

يحكي فيلم «المخطوطات لا تحترق» قصة مؤلف ومعتقل سياسي يتمكّن سراً من كتابة مذكراته، على الرغم من الرقابة التي تفرضها الدولة عليه. العمل السينمائي هو للمخرج الإيراني محمد رسولوف (1972) الذي استطاع تصويره سراً في إيران بعدما حكم عليه بالسجن عام 2010 لمدّة ست سنوات، ومنعه من التصوير والسفر لمدة عشرين عاماً بسبب إدانته بالدعاية ضد النظام، ليتم في ما بعد خفض فترة سجنه لعام واحد بعد الاستئناف. وقد حضر رسولوف إلى «مهرجان كان» أخيراً برفقة بعض الممثلين وفريق العمل، لكن تمّ حجب أسمائهم لتفادي المشاكل مع السلطات الإيرانية، فيما عرض شريطه ضمن تظاهرة «نظرة ما».

الأخبار اللبنانية في

27/05/2013

 

زوم 

كان: مدينة تحتضن أهل السينما من العالم

بقلم محمد حجازي 

يوم أمس أُعلِنَتْ نتائج مسابقات مهرجان كان السينمائي الدولي في الدورة 66.

أجواء العروض الضخمة والعادية، حضور النجوم، وحتى بعض حوادث اللصوص والمُعجبين المُزِعجين كانت ضمن هذه البانوراما السنوية الأكثر حضوراً عالمياً في مجال الفن السابع.

يعنينا من هذا كله أنّ التظاهرة الفرنسية العريقة، مازالت عيداً سنوياً حقيقياً للسينما. صمدت أمام ما تردّد عن سطوة الأوسكار أو قوة حضور مهرجانَيْ البندقية وبرلين.. لكن كل هذه كانت استنتاجات لم تجد نفعاً وظلَّ أهل السينما من كتّاب نقد وسيناريو وإنتاج وإخراج وتمثيل، وحتى من فضوليين يقصدون هذه المدينة الأجمل مرة في العام.

قلّة يصدّقون أنّ كان حتى قبل ساعات من افتتاح نشاطها تكون مدينة رتيبة، كسولة، صامتة، حتى بحرها اللازوردي يكون خاوياً، لا حس له ولا خبر، ولا حتى مراكب ترسو في مينائه الملاصق لقصر المهرجان، وما إنْ تدبُّ الحياة بالنقّاد بالوافدين من جهات الإنتاج، وكل المعتمدين رسمياً من إدارة هذه الاحتفالية الكبيرة، حتى تنزرع المراكب العملاقة عند الشاطئ، وتنتشر العربات العملاقة للمحطات التلفزيونية خصوصاً «قنال بلوس»، والقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، ويمتلئ شاطئ الكروازيت، أو الكورنيش الطويل الذي يمتد لأكثر من عشرة كيلومترات، بآلاف المشاة، والكثير جداً من الظواهر الفنيّة، شباب وصبايا يؤدون حركات، ومواقف تمثيلية أو يستعرضون مواهبهم في العزف والغناء والتمثيل، ويتركون صحناً صغيراً على الأرض كي يترك فيه العابرون يورو أو أكثر دعماً لهم.

وسرعان ما تظهر الملصقات على لوحات إعلانية على طول الرصيف الرائع، وعلى واجهة الفنادق، والمحلات، ويصبح كل ما هو داخل المطاعم معنياً بالمهرجان، وخدمة أهل المهرجان، فيما تكون البوسترات موزّعة بكثافة وجنون في كل مكان يعبره الزائرون.. وحديث الجميع هو السينما.. السينما فقط.

ولا تكمن أهمية المدينة في جمالها وتنظيمها وحسن اهتمام بلديتها بكل صغيرة وكبيرة، فهذا أمر بديهي في أوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً، الأهمية هي في أبناء المدينة الرائعين الذين يتحوّلون كلهم، إلى حالة واحدة، إلى ناطقين بإسم المدينة ويحكون عنها، يدلّونك عى كل شيء، مع إنّك تجد كل ما تريده في كتيّبات عديدة داخل وخارج قصر المهرجان.

وفي القصر كل فرد يعرف دوره، وما هو مطلوب منه، بما يعني أنّ طرح أي سؤال على الموظّف عند الباب لا إجابة عليه، هو يعرف فقط ما إذا كانت البطاقة التي بحوزتك صالحة أم لا، رسمية أم لا، وعند أبواب الصالات لا يدخل الصحافي الواحد لأول مرّة إلى كان في وقت واحد مع مَنْ واظب على التغطية في أكبر عدد من الدورات الماضية، والبطاقات هي التي تدل على ذلك، والموظفون يلتزمون بهذا الأمر عند كل عرض، فيما لا يتأخر أبطال وأسرة أي فيلم يشاهده النقّاد ولو للحظات عن قاعة المؤتمرات الصحفية في الطبقة الثالثة من المبنى العملاق، فكل شيء منتظم مئة في المئة، مع ندرة حصول اختراقات، وللأمر عينه يحصل مع المصوّرين المحترفين، فلا يمكن العثور في مكان واحد على كاميرات محترفين في وقت واحد مع كاميرات الهواة لغير محترفي التصوير الفوتوغرافي، ما يعطي قيمة لكل صنعة وكل مهنة لدى منظمّي عمل الإعلاميين المعتمدين في المهرجان.

إدارة التظاهرة لا تتدخّل مع الضيوف في شيء، هي فقط تؤمّن لهم سهولة تنفيذ عملهم، فتؤمن للنقاد كل ما يفيدهم  في معرفة كل شيء عن الأفلام مع صور لها ويشعر كل شخص بأنّه محمي بصفته، وتنفتح الأمور على مصراعيها في الطبقة السفلى من القصر حيث يُقام سوق الفيلم على مساحة رحبة جداً، وتكون فرصة للتعارف وتوقيع الاتفاقيات، والتحدّث إلى أكبر عدد من الوافدين حاملي جنسيات أمم الأرض كلها.

كان 66 يطوي أيامه، والكل يعودون سعداء إلى بلادهم فمَنْ تسابق ولم ينفر، تكون أجواء رحلته هي البديل في إشباع نهمه للسينما.

اللواء اللبنانية في

27/05/2013

 

'كان' من منظور تونسي: تهنئة أو عدم تهنئة كشيش

ميدل ايست أونلاين/ تونس

إعداد: حبيب براهمي 

مع وجود حكومة اسلامية في تونس، ماهي حظوظ فيلم 'حياة اديل' ليعرض داخل قاعات السينما في مسقط رأس مخرجه؟

حظي تتويج عبداللطيف كشيش بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي بترحيب كبير في تونس.

لكن صحيفة "كورييه انترناسيونال" الفرنسية تتساءل عن آفاق عرضه في هذا البلد المغاربي قائلة "مع وجود حكومة اسلامية في السلطة، ماهي حظوظ فيلم "حياة اديل" ليسمح له بالعرض داخل قاعات السينما في مسقط راس مخرجه التونسي الفرنسي؟

لقد أهدى عبداللطيف كشيش سعفته الذهبية التي حاز عليها في مهرجان "كان" "للشبان التونسيين من أجل إنجازهم التاريخي، الثورة التونسية، ومن أجل رغبتهم، هم ايضا، في أن يعيشوا بحرية، وأن يعبّروا بحرية، وأن يحبوا بحرية". يشير إلى ذلك، وبأسلوب لا يخلو من الفخر، الموقع التونسي "كابيتاليس دوت كوم".

ويكشف الموقع أن عبداللطيف كشيش ولد في تونس يوم 7 ديسمبر/كانون الاول سنة 1960، وغادر في سن السادسة من عمره إلى فرنسا صحبة العائلة ليستقر في مدينة نيس.

ومن جهته، يتساءل موقع "ماغ14 دوت كوم": "على ماذا تم تتويج عبداللطيف كشيش وخاصة فيلمه 'حياة اديل' بالسعفة الذهبية لمهرجان 'كان'؟ هل أن أبطاله تونسيون؟ هذا الفيلم الطويل الذي تبلغ مدة عرضه 3 ساعات، يغوص خلالها المشاهد بعمق في خصوصية عشيقتين سحاقيتين، هل يمثل الثقافة التونسية في شيء؟ وإذا استطاع هذا الفيلم ان يثير اهتمام مجتمع فرنسي لا يزال الجدل مستمرا داخله حول القانون المعتمد مؤخرا بشأن زواج مثليي الجنس، فما الذي يجعل التونسيين يشعرون بأنه فيلم يعني مجتمعهم؟

وللتذكير، فإن انتشار المواضيع الجنسية المتلونة في السينما التونسية تعود الى عقود مضت. والدليل؟ أن نوري بوزيد كان قد أعطى كشيش، عندما كان شخصا مجهولا في عالم السينما، وإيمانا من المخرج التونسي بموهبته كممثل، الدور الاول في فيلمه "بزنس" (1992): وهو دور قوّاد يقدم خدمات جنسية للسياح الغربيين الوافدين على تونس. والدور نفسه حصل به كشيش على جائزة أحسن ممثل في مهرجان نامور السينمائي الفرنسي.

ويواصل "ماغ14" حديثه عن تتويج كشيش، مقدما امثلة عديدة لأفلام تونسية قدم من خلالها المخرجون التونسيون "سينما تدغدغ المشاهد بما هو اسفل الحزام". قبل ان يؤكد "بالمحصلة، ورغم كل المظاهر (التي حفت بحفل تتويجه في كان)، فإن عبداللطيف كشيش انخرط بدوره في الخط المستقيم للتقاليد السينمائية التونسية التي تبدو وقد صنعت من الغموض الجنسي اختصاصها الوحيد".

لكن موقع "كابيتاليس" يتساءل: "يبقى أننا بحاجة إلى أن نعرف ما إذا كان وزير الثقافة (التونسي) المهدي مبروك سيسمح بعرض 'حياة اديل' الذي يتحدث عن المثلية الجنسية في مسقط رأس المخرج، بينما تونس اليوم هي تحت سيطرة الإسلاميين".

ويضيف موقع "ماغ24": "يكفي أن نقول إن هذا الفيلم يهدد بإثارة شيء آخر أكثر من مجرد "زلزال سينمائي"، في حال ما تم عرضه في قاعاتنا المغلقة التي هي على ابواب الاندثار، خاصة ونحن في سياق تونسي، ما يزال 'الحداثيون' فيه يخافون صدر أمينة (ناشطة فيمن)".

نفس الحكاية على موقع "ويبدو دوت تي أن": "لم تتأخر كثيرا ردة فعل وزارة الثقافة (التونسية). فقد قال فتحي الخراط مدير عام قطاع السينما بالوزارة، وهو يهنئ بالنجاح، إن الفيلم يتوجه إلى 'محيط خاص' وإن ردود أفعال حادة ضد عرضه في قاعاتنا المغلقة، يمكن توقعها بقوة".

ويقول الموقع التونسي "هل هي عودة لزمن جديد من الرقابة؟ إن التونسيين بصفة عامة والشباب التونسي بصفة خاصة، الذين حياهم كشيش بشكل خاص يوم تسلمه جائزة "كان" في 26 مايوا/ايار، لم يحصلوا بعد على حقهم في تقييم أي فيلم بأنفسهم.. من يملك حق محاكمة إبداع سينمائي وتحديد ما إذا كان جيدا أو سيئا لمجتمعنا أو هو ليس كذلك؟

ويتساءل "ويبدو" "في مجال السينما تحديدا، أين يقع حد حرية التفكير التي دفع من اجلها التونسيون كثيرا؟ هل الفنون بصفة عامة هي مواضيع تخضع للتقييمات الأخلاقية؟"

قبل أن يستدرك "مازال لم يحن بعد موعد كلّ هذا الجدل.. فالفيلم لن يبدأ عرضه في القاعات الفرنسية إلا في اكتوبر/تشرين اول المقبل.. لننتظر إذن ومن يدري فلعل اتجاه الرياح، من هنا وإلى ذلك الحين قد يتغير"، بشكل حاسم.

ميدل إيست أنلاين في

27/05/2013

 

صور.."أوما ثورمان" تخطف الأنظار فى ختام "كان"

كتبت – ولاء جمال جـبـة:

جذبت النجمة العالمية "أوما ثورمان" اهتمام عدسات الكاميرات فى الحفل الختامى لمهرجان "كان" السينمائى الدولى فى دورته الـ66 والتى قررت فيه أن ترتدى فستان كلاسيكى من الحرير.

وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية إن الفنانة "اوما ثورمان" – 43 عاماً – اختفظت بأفضل ما لديها لآخر أيام المهرجان "حتى أنها استطاعت أن تسرق جميع الأضواء أثناء سيرها على السجادة الحمراء، وبدت فى غاية الجمال والتألق من خلال فستان فضى اللون، طويل، مصنوع من قماش الساتان؛ ومكياج بسيط ومجوهرات بسيطة تناسب الذوق العام".

وذهبت النجمة "أوما ثورمان" فى اليوم الختامى لـ "كان" لحضور العرض الخاص لفيلم " Zulu" من بطولة أورلاندو بلوم وفورست ويتكر.

صور..كاميرون دياز تتألق فى ختام مهرجان "كان"

كتبت - ولاء جمال جبة:

يقوم نجوم هوليوود خلال الأيام الجارية بالعديد من الجولات فى جنوب فرنسا بعد ختام فاعليات مهرجان "كان" السينمائى الدولى.

وأشارت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية إلى تألق النجمة العالمية "كاميرون دياز" التى كانت بصحبة النجم العالمى "ليونارد دى كابريو" للترويج والاحتفال بمرور 50 عاماً على إصدار ماركة الساعات التى تعتبر من أحد أهم التحف الفنية فى العالم.

وذكرت الصحيفة أن دي كابريو أقام شراكة خاصة معها بأن كل ساعة ستقوم ببيعها سيعود جزء من عائدات الساعات بالنفع على الجمعيات المهتمة بالحفاظ على الموارد البيئية ومنظمة الصليب الأحمر الدولية.

وأعلنت النجمة "كاميرون دياز" – 40 عاماً – عن امتنانها البالغ مما تبذله فى دعم السيدات الذين يفشلون فى تحقيق أهدافهن لمجرد أنهن سيدات.

الوفد المصرية في

27/05/2013

 

نيكول كيدمان تبهر الجماهير وتتألق بمهرجان "كان"

اللون الأبيض جعل كيدمان ذات الـ45 عاما تبدو كعروس

كتب : سارة سعيد 

طلتها الراقية.. خطواتها الثابتة.. ابتسامتها الجذابة.. أزياؤها المميزة، عناصر الجمال التي تجمعت في نجمة هوليوود الممثلة "نيكول كيدمان"، التي شاركت في لجنة تحكيم مهرجان "كان" السينمائي الدولي لهذا العام في دورته الـ66، واستحقت أن تفوز بلقب "أفضل أزياء المشاهير" في المهرجان.

وتألقت كيدمان لأول مرة في الدورة الـ66 أثناء حفل افتتاح المهرجان، بفستانها الأبيض ذي الألوان الصيفية الجذابة من Dior، واستمرت كيدمان تخطف الأنظار لها وتجذب انتباه عدسات المصورين بتألقها المستمر أثناء حفلات عرض الأفلام المشاركة في المهرجان، ففي أحد العروض ظهرت بفستان أزرق يتداخل معه الأحمر والأصفر والأسود، وارتدت أيضا فستانا من الأسود اللامع مع حذاء له سيور وكعب عالٍ، وفي إطلالة رائعة ظهرت بفستان من اللون الأسود مع حذاء وردي غامق.

وكان للون الأبيض حظ كبير في تألقها، فنيكول كيدمان صاحبة الـ45 عاما بدت كالعروس على السجادة الحمراء أثناء عرض فيلم "Nebraska"، في فستان أبيض له نقوش وردية مفرغة بدون أكمام، وفي عرض آخر ظهرت بفستان أبيض له حمالات رفيعة والجزء السفلي منه مزين بالأسود، مع حذاء من اللون الأحمر الجذاب.

ووصلت كيدمان لقمة تألقها في حفل ختام مهرجان "كان" بفستانها الأبيض الطويل، الذي يتداخل معه اللون الفضي، مع حذائها الفضي ذي الكعب العالي.

وكما تألقت كيدمان في أزيائها، تألقت أيضا في تسريحات شعرها، فتنوعت تسريحاتها ما بين المنسدل على الكتفين، أو على أحدهما، وربطه من الخلف بشكل هادئ، أو ربطه من أحد الجوانب مع الغرة من الأمام، وتميزت أغلب تسريحات كيدمان بالبساطة، والكلاسيكية في بعض الأحيان.

واكتملت طلة كيدمان الرائعة بمكياجها الهادئ الذي يعكس لون عينيها، ويبرز جمال وجهها وابتسامتها الجذابة.

الوطن المصرية في

28/05/2013

 

أفضل ممثلة في "كان"

بيرنيس بيجو تتكلم عن دورها عشية إعلان النتائج

ترجمة: ك.م 

حازت بيرينيس بيجو جائزة أفضل ممثلة في "مهرجان كان" الذي اختتم فعالياته اول من امس وذلك عن دورها في فيلم "الماضي" بادارة المخرج الايراني اصغر مزهادي وشاركها في البطولة الممثل طاهر رحيم. وفي حديث لها سبق المهرجان بأسبوع بالمشاركة مع رحيم تحدثا معاً عن دوريهما وجاء في الحديث:

·        [ هل تتذكران اللقاء الأول مع أصغر مزهادي؟

ـ طاهر: اراد ان يلتقي بي بعد ان شاهد فيلم "نبي" وكان لم يصور بعد فيلمه "فراق". واثناء اللقاء أخبرني عن فيلم ما يتحضر لتصويره في برلين واعطاني "دي.في.دي" لأشاهد فيلم "إيللّي". ثم اكتشفت فيلم "فراق" وسرعان ما أجبته "بنعم". بعد ثلاثة أسابيع اعطاني "الماضي" لأقرأه وفهمت منه بأنه كتبه في ثلاثة اسابيع!

ـ بيرينيس: أتذكر بوضوح لقائي الأول به وكان ذلك في 26 من شهر حزيران الماضي. كنت سأسافر مساء الى الأرجنتين، وفي الصباح، قال لي سكرتيري بأن أصغر يبحث عن ممثلة لفيلمه الجديد وبأنه فكر بي. وكان مصراً على لقائي قبل سفري. وخلال ساعة، جعلني اخضع لثلاثة تفاصيل غيرت ملامحي: لقد عمل على ترفيع حاجبي ثم وضع قطناً في فمي ووضع على رأسي شعراً مستعاراً.. ففكرت في الأمر وقلت في نفسي: "حسناً"، اذا كان يريد ان يغير شكلي كلياً فهذا يعني بأنه غير مقتنع بي"... وحين كنت أودعه علم بأنني أسافر مع أولادي وبنات زوجي فاهتم للأمر وراح يطرح علي الأسئلة وأظن انه اقتنع بي كزوجة وأم لعائلة.. وبعد أسابيع، ارسل لي السيناريو..

·     [ وكيف عشت تجربة ان يتم اختيارك كبديلة عن ماريون كويتار التي رفضت في اللحظة الأخيرة الدور؟

ـ بيرينيس: الأمور كانت جيدة وذلك لأنني لم أكن استلم الدور مكانها. هي لم يكن لديها الوقت لتصوير هذا الفيلم بكل بساطة وهذه امور تحصل. فهي لم تبدأ الدور ثم تخلت عنه لأشعر بأنني استلمته عنها. ولكن اصغر هو الذي عاش حزنه على فقدان ماريون للدور. ولكن حين كنا في خضم التصوير قال لي: إذا كنت ترغبين في ذلك يمكنك ان تتكلمي بالاسبانية في بضعة مشاهد (بيرينيس عاشت طفولتها في الارجنتين) وهنا فهمت انه اقتنع بي ولم يعد يرى الدور الا من خلالي.

·     [ منذ حوالي سنتين، حدثنا أصغر مزهادي عن اسلوبه في العمل الذي يجبر الممثل على تمارين قاسية..

ـ بيرينيس: تمرنا شهرين كاملين قبل البدء بالتصوير.

ـ طاهر: انا لم اكن قد مررت بتجربة مماثلة في السينما. والامر يشبه ما يحصل في التمارين المسرحية.

ـ بيرينيس: كانت فكرته انه علينا ان نراقب بعضنا البعض وان نتقاسم سوياً لحظات جميلة لتحصل الوحدة بيننا. حتى اننا كنا نحضر احيانا من دون ان نتمرن او نصور. كلك علينا ان نشكر المترجم بقوة لكل ما فعله ولوجوده الدائم معنا.

ـ طاهر: كنا لا نشعر بوجوده غير انه كان دائماً موجوداً، وحضوره المتواصل كان لاستمرارية التواصل مع المخرج أصغر الذي يفهم الفرنسية لكنه لا يتكلمها.

·        [ هل كنتم تتمرنون على مشاهد كاملة من الفيلم؟

ـ طاهر: أجل، وكنا نرتجل ايضا حول ماضي الشخصيات وهو يستمع الينا.. حتى انه طلب منا ان نسجل الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي ما بيننا ليرى ما قد نصل اليه.

·        [ وهل افاد ذلك في شيء؟

ـ بيرينيس: اعتقد ان ذلك افاد أصغر بشكل كبير من الناحية الإخراجية.

ـ طاهر: انا شخصياً، هذا قد ساعدني كثيراً.

ـ بيرينيس: أنا ايضاً، ولكن بالطبع، كان ممكناً أن يعمل كل منا على طريقته وفي النهاية نلتقي. وحين كان يراقبنا اصغر اثناء التمارين، حفظ السيناريو بكامله معنا. وكان يسألنا رأينا حول المشاهد.

·        [ منذ فيلمي: "نبي" و"الفنان" هل اصبحت صعبة في اختيار افلامك؟

ـ بيرينيس: ليس كثيراً.

ـ طاهر: انا بدأت عملي متأخراً عنك قليلاً، لذا..

ـ بيرينيس: ولكن أنت اخترت بسرعة (تضحك).

ـ طاهر: اجل وأظن بأنني نضجت ونضجت خياراتي بسبب هذه التجارب. اليوم، صرت افهم بسرعة اكبر لماذا اختار فيلماً، من جهتي، اريد ان اكون مرتاحاً في الدور وان احب المخرج الذي أعمل معه.

ـ بيرينيس: في هذا الموضوع، نحن على اتفاق.

·        [ كيف تلقيتم تصنيف الفيلم في "مهرجان كان"؟

ـ طاهر: كنا في أوج السعادة.

ـ بيرينيس: بالتأكيد!

ـ طاهر: انها لحظات سعادة قوية حين تجري الأمور بشكل جيد (...)

المستقبل اللبنانية في

28/05/2013

 

ردود فعل باردة في تونس حول فوز "حياة اديل" بالسعفة الذهبية 

لم يكن لتتويج فيلم "حياة أديل" للمخرج الفرنسي التونسي الأصل عبد اللطيف كشيش بجائزة مهرجان كان السينمائي الكبرى(السعفة الذهبية) أي وقع كبير في تونس التي يحكمها اسلاميون ربما بسبب بعد قصة الفيلم عن مشاكل التونسيين المثقلين بهموم أخرى.

وفي تونس التي تحكمها حركة النهضة الاسلامية المعتدلة منذ اكتوبر 2011،غاب الاحتفال بهذا الفيلم،وجاءت ردة الفعل باهتة رغم ان عبد اللطيف كشيش أول مخرج تونسي يحصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان العريق.

واكتفت وزارة الثقافة في تونس ببيان مقتضب تهنىء فيه المخرج بفوزه في مهرجان كان. وعبر وزير الثقافة عن أمله في أن يفتح تتويج هذا الفيلم الذي شهد مشاركة تقنيين تونسيين آفاقا جديدة أمام السينمائيين التونسيين.

واختير الفيلم - الذي يدور حول قصة حب جارف بين امرأتين مثليتين - من بين 20 فيلما زاخرة بالمشاهد الجنسية والعنيفة والمأساوية تنافست على السعفة الذهبية إحدى أرفع الجوائز السينمائية بعد الأوسكار.

ورشح بعض النقاد الفيلم للفوز بالجائزة في الدورة السادسة والستين لمهرجان كان ولكنهم تشككوا فيما إذا كانت مشاهده الجنسية المثلية الصريحة ستثني لجنة التحكيم التي يقودها المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرج عن اختياره.

وقال الصحفي جمال بوريقة في تصريح لراديو كلمة ان الفيلم يتضمن استفزازا وهو لا يعبر عن الواقع العربي الاسلامي وأضاف انه يرى فيه جانبا سياسيا بالنظر لما تثيره مسألة زواج المثليين من جدل محتدم في فرنسا.

وقال مدير مهرجان كان تيري فيرمو إن الفيلم جاء في الوقت المناسب حيث نظم مئات الآلاف من المتظاهرين مسيرة في باريس يوم الأحد احتجاجا على تقنين فرنسا لزواج المثليين أخيرا.

ونشرت الصحف التونسية خبر فوز كشيش لكنها لم تفرد لها مساحات خاصة ولم تشد بالفيلم.

وقال الناقد السينمائي كارم الشريف "للأسف نحن شعوب وأمة تاريخها حافل بقلة احترامها لمبدعيها... رغم اعتراف كل العالم بهم".

واضاف أن هناك لمسة خاصة في كل أفلام كشيش وهي اعتزازه بانتمائه لتونس ومن ذلك ان فيلمه قبل الأخير "كسكسي بالسمك" لاقى نجاحا كبيرا اضافة الى اعتماده على تقنيين تونسيين.

ومضى يقول ان الادعاء بأن الفيلم لا يعكس الواقع التونسي مغلوط لأنه يعكس الواقع التونسي والعربي والواقع في كل انحاء العالم.

وأهدى كشيش الجائزة إلى شباب تونس التي ولد فيها وأشاد بصمودهم في انتفاضات الربيع العربي واصفا إياهم بأنهم أناس "لا يريدون سوى العيش والكلام والحب بحرية".

وقال فتحي الخراط مدير عام الفنون السمعية والبصرية بوزارة الثقافة لراديو كلمة ان مسألة قبول أو رفض عرض فيلم "حياة آديل" في قاعات العرض التونسية تبقى سابقة لأوانها وموكولة لقرار اللجنة المختصة بإجازة الأفلام للعرض.

وعلى موقع فيسبوك انتقد شبان تونسيون الفيلم وقال بعضهم ان فيلما عن المثلية الجنسية لا يمكن ان يكون مصدر فخر ولا يمثلهم بينما عبر آخرون عن اعجابهم بهذا الفوز.

عين على السينما في

28/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)