حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي السادس والستون

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» السينمائي (10)

أفضل أفلام «كان» عمره 60 سنة.. و«عمر» يخطف جائزة لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما»

كان: محمد رُضــا 

فاز الفيلم الفلسطيني «عمر» بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة «نظرة ما»، ثاني أهم التظاهرات في مهرجان «كان»، الذي انتهت أعمال دورته السادسة والستين، ليل أمس (الأحد). وجاء إعلان نتائج مسابقة «نظرة ما»، خارج إطار الاحتفال النهائي الذي أقيم في الساعة السابعة ليلا.

بفوز «عمر»، الذي يتناول وضع شاب فلسطيني متهم بالعمالة لمخابرات الجيش الإسرائيلي من ناحية، ويضغط عليه ضابط المخابرات لكي يفشي أسرار رفاقه من ناحية أخرى، يكون المخرج هاني أبو أسعد عاد لتبوأ مكانته العالمية التي يستحق بعد سنوات من الغياب (اقرأ المقابلة معه في مكان آخر هنا) أنجز فيها فيلمين عاديين. وكان أبو أسعد انطلق للعلن حينما قدم قبل ثماني سنوات فيلم «الجنة الآن» الذي خطف من مهرجان برلين إحدى جوائزه الحاسمة ثم دخل مسابقة الأوسكار حيث فاز بالترشيح الرسمي لأوسكار أفضل فيلم أجنبي.

المخرج الدنماركي توماس فنتربيرغ ترأس لجنة التحكيم الخاصة بتظاهرة «نظرة ما» التي ضمت أيضا الممثلة الصينية جانغ زيي والممثلة الفرنسية لودفين سانييه ورئيسة مهرجان ريو دي جانيرو، إلدا سانتياغو، كما المنتج الإسباني إنريكو غونزاليس ماشو.

وحكمت اللجنة بفوز الفيلم الجيد «الصورة المفقودة» للمخرج الكمبودي ريثي بالجائزة الأولى، وهو فيلم تسجيلي حول عنف وقسوة سنوات عصابات الخمير روج الكمبودية النظامية ما بين عامي 1975 و1979. وفي حين حل فيلم «عمر» ثانيا، فإن هذا يعكس (على الأرجح) المناقشات التي سادت لجنة التحكيم في عملية اختيارها من يكون الفيلم الفائز بين هذين العملين. في مطلق الأحوال، ذهبت جائزة أفضل مخرج إلى ألان غويرودي لفيلم «غريب عند البحيرة»، ونال فريق ممثلي فيلم «صندوق الذهب»، وهو فيلم مكسيكي - إسباني لدييغو كومادا - دييز (وجل الفريق مؤلف من غير المحترفين) جائزة أفضل موهبة جديدة، وذهبت جائزة أخرى لفيلم «محطة فروتفال» للأميركي رايان كوغلر.

* بورنو قشيش

* لكن التوقعات الكبيرة تبقى من نصيب المسابقة الرئيسة والسؤال الذي يطرحه الجميع هنا (والذي طرحناه في «الشرق الأوسط» من اليوم الأول) هو كيف سيتعامل المخرج ستيفن سبيلبرغ رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، مع أفلام هي - لجانب أنها متضاربة - لا تحوي تحفة واحدة ولا يعلوها فيلم واحد من دون شوائب. هذا إلى جانب رعونة كبيرة من قِبل النقاد الفرنسيين، الذي أجمعوا (تقريبا) على منح فيلم عبد اللطيف قشيش، أعلى درجات التقييم، على أمل أن يؤثر ذلك على رئيس لجنة التحكيم وأعضائها. لكنه أمل ضعيف، إذ ليس متوقعا، وللمخرج سبيلبرغ، بمبادئه المنافية لروح هذا الفيلم، أن يتعامل معه على أساس سينمائي، وليس أخلاقيا.

بكلمات أخرى فيلم قشيش، وعنوانه «الأزرق أكثر الألوان دفئا» هو فيلم يحوي من العري والجنس أكثر مما ذهب إليه أي مخرج فرنسي من قبل، باستثناء مخرجي أفلام «البورنو». وقد اختار له حكاية واردة في كتاب مصور بعنوان «حياة أديل» يروي علاقة شاذة بين امرأتين. عوض أن يواصل سرد الحكاية (المتعبة سياقا في الأساس) عمد إلى نحو 5 دقائق حامية الوطيس من الممارسة الجنسية بين المرأتين لا ترغب فيها الكاميرا بالإيحاء بما يحدث بينهما، بل تصوره وتعرضه كما هو.

هناك زملاء يرون أن الفيلم «إيروتيكي» فقط، بينما آخرون يرونه «بورنو» والفارق في الواقع، وحسب المرتسم على الشاشة، نحيف جدا، لا يكاد يقع. الواقع هو رغبة المخرج الفرنسي المولود في تونس باللهث وراء مثل هذا الصيت الداوي والسعفة، إذا ما تحققت له. وفي حين أن الفيلم يقسم الحاضرين إلى مدافعين على الحد الأدنى من مقومات أخلاقية وآخرين ليبراليين يريدون هدم ذلك الحد، فإن طرح الفيلم على أسس سينمائية بحتة هو السبيل الوحيدة لتقييمه، وفي هذا الإطار فإن «الأزرق اللون..» يأتي باهتا. بداية هو ليس بجودة أفلام قشيش السابقة («كُسكُسي مع السمك» و«فينوس السوداء») وثانيا حتى تلك الأفلام، ومن وجهة نظر سينمائية بحتة، لا تخلو من شوائب تبرز في فيلمه الجديد هذا بوضوح، وأهمها أن المخرج يمسك بكاميرا تمسح الوجوه وتنتقل في بانوراميات بين المتحدثين في ثرثرة لا تنتهي. أولئك المدافعون عن الفيلم لا يرون في ذلك أي خلل. لكن المتحررين من عقد إظهار الالتزام باختيارات المخرج المذكور يجدون في ذلك خلوا من ملكية التعامل مع عنصري السياق السردي الصحيح (خصوصا أن الفيلم مستطيل الشكل ومستطرد المواقف بقليل من الأحداث) والمونتاج.

* يارموش الكسول

* آخر العروض المتسابقة كانت في فيلمين يقعان في خانة الفشل (وليس من المتوقع، والنتائج لم تعلن بعد حين إعداد هذه الصفحة للنشر) هما «فقط العشاق بقوا على قيد الحياة» و«فينوس في الفراء».

الفيلم الأول كان إضافة آخر لحظة لأجل كسب اسم مخرجه جيم يارموش الذي هو من زبائن «كان» التقليديين، وذلك منذ أن عرض فيما كان يُسمى بـ«القسم الموازي» فيلمه المبكر «أغرب من الجنة» سنة 1984. بعد ذلك عاد 9 مرات آخرها عبر هذا الفيلم المتوعك، بسبب غايات غير محققة؛ حكاية رجل وامرأة من مصاصي الدماء (فامبايرز) يعيشان من أمد بعيد، تدخل حياتهما في ذلك المنزل الداكن والمؤلف من عدة طوابق، شقيقتها الشابة التي تعتبرهما، كما تقول في الفيلم، مجرد «موضة قديمة» و«متكبران خسرا مكانتهما». الثلاثة يعيشون على غذاء واحد هو الدم يجدونه في القوارير التي تصل إليهم بانتظام عبر صديق من أحد الأطباء، لكن الشقيقة الصغيرة تستبيح لنفسها غرز أنيابها في عنق معاون الرجل، قبل أن يطردها من البيت. هو وامرأته يطيران إلى طنجة حيث يكتشفان أن كريستوفر مارلو (جون هيرت) الذي لا يزال حيا من منتصف القرن السادس عشر يحتضر بعدما تناول دما فاسدا. في رغبتهما بالبقاء حيين يهاجمان شابا وفتاة جالسان في راحة الليل وينتهي الفيلم بلقطة كبيرة متوسطة للثنائي وهما يهاجمان العاشقين الشابين بأنياب مشرعة.

الثنائي المذكور مؤلف من توم هدلستون وتيلدا سوينتون والشقيقة تؤديها ميا وازيكوفسكا، وهناك دور صغير لجفري رايت وآخر لجون هيرت. جيم يارموش كتب حوارا يعتمد فيه على اللعب بأسماء بعض الشخصيات؛ فالدكتور الذي يؤمّن الدواء يحمل ألقابا منها «دكتور كاليغاري» على اسم بطل الفيلم الألماني الصامت (1920) «عيادة الدكتور كاليغاري» لروبرت واين. أما اسم كريستوفر مارلو، فهو الشاعر والأديب البريطاني الذي اشتهر بمعاداته لويليام شكسبير.. هذا، وبضع استخدامات فكاهية أخرى لا تنقذ الفيلم من هوانه.

هو ليس فيلم رعب، بل شيء من الكوميديا المكتومة، واللعب بتفاصيل من نوع أن هذا الثنائي متزوج منذ سنة 1868 (بذلك يؤلفان أطول زواج في العالم). وهو فيلم داكن تبعا لحقيقة أن عالم مصاصي الدماء هكذا غالبا، كما تبعا لحكاية تحاذي أحيانا البرنامج التلفزيوني السابق «عائلة أدامز» التي انتقلت إلى السينما مرتين في عقد واحد (التسعينات). وهو ليس فيلم حركة ولا تقع فيه أحداث جسام، بل استطراد لموقف منتشٍ بالفكرة وحدها لأكثر مما يلزم.

* بولانسكي كاشف للذات

* فيلم رومان بولانسكي من ناحية أخرى هو أعلى تحديا مما يرد في عمل يارموش الكسول. مقتبس عن مسرحية للأميركي ديفيد آيفز حول مخرج وكاتب (ماثيو أمالريك) يستعد لمغادرة المسرح، حيث كان يجري تدريبات لملاقاة زوجته على العشاء، عندما تدخل ممثلة غير معروفة، اسمها فاندا، وتؤديها زوجة بولانسكي (تصغره بسنوات ضوئية) إيمانويل سيغنر. لقد وصلت لكي تقنع المخرج بصلاحيتها للدور. وفي البداية (وكما هو متوقع في مثل هذا الظرف) يرفضها ويطلب منها الخروج من المكان. لكنها تصر وتبكي فيستوقفها ويرضى بإجراء تدريب هو ما يأخذ الحيز الوحيد من الأحداث. فالفيلم مبني على ساعة ونصف الساعة من قيام المخرج والممثلة بمعايشة واقعين، هما رجل وامرأة في عالمنا، وشخصيتان من الإبداع المسرحي (بعدما رضي المخرج أن يمثل أمامها شخصية مقابلة بهدف نجاح التمارين).

هذا الوضع يحتوي على نقاشات واسعة الأرجاء تتناول رؤية المخرج في الفيلم للمرأة ولحياته ولعلاقاته مع النساء ولما يقال عنه في الكتابات الإعلامية، وسريعا ما يتبدى أن المخرج بولانسكي يودع في الممثل أمالريك نظرياته الخاصة مدافعا، في الغالب، عن رويته الفنية والشخصية الخاصة تلك التي شابها ومنذ عقود حادثا مقتل زوجته شارون تايت والتهمة الموجهة إليه بممارسة الحب مع قاصر. وبداية، قص بولانسكي شعر أمالريك ليبدو كما كان تصميم شعر بولانسكي في شبابه إلى جانب أن أمالريك فيه قدر من الشبه مع المخرج المعروف.

لكن الفيلم لا يبقى قيد محاولة للحديث عن الشأن الخاص، بل يندفع في تناول مسرحية وضعها كرواية قصيرة الكاتب النمساوي ليوبولد فون ساشر – ماسوش، التي استمدها من حياته الخاصة. هكذا ننتقل من فيلم إلى مسرحية ومن المسرحية إلى أصل روائي في تتابعات تشكيلية وذات أبعاد وتتضمن اتهام الممثلة للكاتب وللنص المسرحي بالتحيز ضد المرأة، ولعبة فأر وقط بينها وبين المخرج حول قلب المائدة وارتداء المخرج ملابس نسائية وتحوله إلى عبد، حسب لعبة «سادو - مازوشية». على أن كل ذلك، وتصوير جيد من باول إدلمان، لا يمنح الفيلم أكثر من حضور ماثل بعده يخفق في البقاء كحدث أو حتى كعمل بارز من المخرج الذي ربما، وحسب رأي زميل، أخذ - في مثل هذه السن - يميل إلى الحكايات المحدودة مكانا (هذا ثاني اقتباس مسرحي يقوم به بعد فيلمه السابق «أشلاء»).

* الفيلم الأفضل

* وإذا كان لا بد من تحديد أي فيلم تم عرضه في «كان» يستحق تصنيف «الأفضل» فإن التفكير يتجه إلى «فرتيغو»، فيلم ألفريد هيتشكوك الذي أنجزه قبل 60 سنة. هذا ليس نتيجة توجه هذا الناقد وحبه للأفلام القديمة (ولو أن هذا التوجه صحيح) بل، على الأقل، نتيجة استفتاء شمل مئات النقاد والسينمائيين قامت به مجلة «سايت أند ساوند»، قبل نهاية العام الماضي، حيث تبوأ فيلم هيتشكوك هذا القائمة لأول مرة، محتلا المركز الأول عوض فيلم أورسن وَلز «المواطن كاين» (1941). لكن بعيدا عن الاستفتاء فإن الفيلم، بعد كل هذه السنوات ومئات الألوف من الأفلام، لا يزال عملا يستحق القيمة التاريخية التي اكتسبها. ربما كلمة «أفضل فيلم في التاريخ» ليست صحيحة من حيث إنه لا يمكن تطبيقها على فيلم واحد (أين تذهب أفلام كوريساوا وأوزو وتاركوفسكي وبرغمان وعشرات سواهم؟)، لكن «فرتيغو» لديه قوة جذب لا تقاوم. عمل هو بوليسي ونفسي وعاطفي وفني في وقت واحد وكل واحد من هذه الجوانب في أعلى مرتبة يمكن بلوغها في فيلم.

يفتح الفيلم بـ«كلوز أب» على وجه امرأة.. الشفتان.. العينان.. النظرات المتنقلة بتوتر. الوجه ذاته يبقى بلا شعور واضح، لذلك تلك النظرات غير واضحة بأكثر من توترها. بعد ذلك هناك خطوط دائرية تلتف حول نفسها في الوقت الذي تبدو فيه تلك الدوائر كما لو كانت خارجة من الوجه إلى الوجه. من وجه المرأة إلى وجه المشاهد. دورانا يرمز للعنوان كما للحالة النفسية الغامضة التي سنشاهدها.

المتوقع هنا إذا أننا سنصادف امرأة ربما كانت خطرة. ربما كانت حائرة. بالتأكيد تمر بأزمة. لكن اللقطات الأولى بعد ذلك هي لبطل الفيلم سكوتي (جيمس ستيوارت) الذي نراه هو من يمر بأزمة. قطع ليد تمسك بقضيب حديدي. حين ترجع الكاميرا للوراء فإن الصورة توضح صعود رجل إلى سطح مبنى في ليل سان فرانسيسكو. يركض الرجل يتبعه رجل بوليس بالزي الرسمي وآخر بالزي المدني. إنهما يطاردان مجرما والبوليس الأول يطلق النار في الهواء إنذارا، لكن المجرم يواصل الركض قافزا من هذا السطح إلى آخر منحدر. الشرطي يقفز بدوره بنجاح.. الشرطي المدني يقفز لكني ينزلق فوق السطح، لا يمنعه من الوقوع من عل سوى إطار معدني يحيط بحافة السطح. موقفه حرج؛ ففي أي وقت قد تضعف قبضته على ذلك المعدن ويهوي. الشرطي ذو الزي الرسمي يقلع عن مطاردة المجرم ويعود لكي ينقذ ذلك الشرطي المعلق بين الحياة والموت، لكنه يسقط من عل وهو يحاول إنقاذه.

في دقيقة ونصف الدقيقة رسم المخرج وضعا خطرا يحتوي على مأزق حياة أو موت. وفي المدة ذاتها قدم بطله في حادثة ستشكل خلفية شخصيته ومبررا لتصرفاته اللاحقة. فذلك التحري العالق هو سكوتي (جيمس ستيوارت) الذي نراه بعد أشهر من الحادثة وقد تقاعد. لن نعلم كيف نجا سكوتي من الحادثة. سنراه في اللقطات الأولى بعد هذه المقدمة يعلن أن غدا هو آخر أيام استخدامه العكاز، لكن هيتشكوك لن يجيب إذا ما تحامل سكوتي على نفسه وزحف إلى أعلى، أو إذا ما وصل شرطي آخر وساعده. كذلك لا نعرف كيف حدث أن ساقه معطوبة بحيث يحتاج إلى عكاز.

تغيب هذه المقدمة قصدا عن لعب دور فيما سيلي؛ صديق سابق لسكوتي يطلب منه ملاحقة زوجته التي تتصرف على نحو غريب «لا تفهمني خطأ. حياتنا العاطفية جيدة، لكنها تبدو كما لو كانت تعيش في عالم آخر». يرضى سكوتي بالمهمة، وينقذ الزوجة مادلين (كيم نوفاك) من الموت غرقا ليقع في حبها، ويعلن له أنه سيحرسها ويلازمها، لكنها تفلت من بين يديه وتصعد منارة لكنيسة لتلقي بنفسها منها وتسقط ميتة. سكوتي مصاب بالدوخة الناتجة عن خوفه من العلو (أكروفوبيا) لذلك لم يستطع الصعود أكثر من طابقين قبل أن يتوقف ليعيش حياته بعد ذلك شاعرا بالذنب أنه لم يتمكن من إنقاذ المرأة التي أحب.

لكنه فجأة يجد نفسه أمام امرأة تشبهها تماما، ويجد أن علاجه من يأسه وبؤسه هو أن يجعلها تتماثل شكلا مع المرأة التي انتحرت. ترفض ويصر، ثم يكتشف أنها هي ذاتها المرأة، وأنه كان ضحية لعبة غادرة. فالزوج أراد التخلص من زوجته (التي لا نراها في الفيلم) فرسم خطة تقتضي توظيف خوف سكوتي من الأعالي، ولم تكن مادلين سوى المخلب.

هيتشكوك لم يخش مطلقا تقديم الحقيقة وكشف السر. المشاهد يعلم حقيقة ما جرى عندما تتذكر مادلين ملابسات الحادثة. لكن سكوتي لا يعلم. عوض استخدم الملابسات لتشكل غموضا سيكون مفبركا، ها هو يكشفه للجمهور مخلصا نفسه، والفيلم من عناء التمسك بخيوط واهية وتحويل الحكاية، عوض ذلك، إلى تجسيد لموقف بوليسي لغزي من الصنف الأول. في هذا الفيلم كشف عن الذات أيضا، فهيتشكوك كان يحب الشقراوات، وكيم نوفاك مقدمة كامرأة شقراء الشعر، مما يجعل سكوتي يمثل هيتشكوك في هذه الناحية.

كيم نوفاك (الوحيدة التي ما زالت على قيد الحياة بين المذكورين) كانت حاضرة بسنواتها الثمانين، وخصت في كلمتها جزءا للرد على الكذبة التي أشاعها فيلم «هيتشكوك»، كما أخرجه في العام الماضي واحد باسم ساشا جرفازي، الذي تبنى الإيحاء بأن هيتشكوك كان محبطا وسكيرا، وأن زوجته هي من وقف وراء إبداعاته، فقالت: «هيتشكوك ليس بيننا ليدافع عن نفسه، لكنه كان من ألطف المخرجين وأكثرهم موهبة».

مقابلات «كان»

هاني أبو أسعد الفائز بجائزة لجنة تحكيم «تظاهرة ما»:

شبابنا محبط والفيلم نافذة أمل

* كما ورد هنا سابقا، يتحدث «عمر» عن شاب فلسطيني (يقوم به أدام بكري) واقع في حب فتاة اسمها ناديا (ليم لباني) التي تبادله الحب وهو ينتظر فرصة مفاتحة شقيقها طارق (إياد حوراني). عمر وطارق وصديق ثالث اسمه أمجد (سامر بشارات) يشتركون في إطلاق النار على جندي إسرائيلي. الأمن يقبض على عمر الذي ينفي التهمة لكنه لا يعترف بمن أطلق النار حتى بعد تعذيبه. يحقق معه ضابط استخبارات يجيد العربية، ويكني نفسه برامي (وليد زعيتر) ثم يطلق سراحه لشهر واحد ليراجع نفسه: إما أن يشي بمطلق النار أو يعاد إلى السجن، حيث من السهل إصدار حكم عليه بالسجن المؤبد. كنا شاهدنا من أطلق النار فعلا، لذلك، وبنجاح، فإن علاقة الجمهور بشخصية عمر تعاطفية واضحة، أولا لأن عمر تعرض لإهانة الجنود قبل عملية الاغتيال، وثانيا لأنه تعرض للتعذيب، وقبل كل شيء لأنه بريء. الأحداث ستنقلنا إلى مواجهات متعددة لعمر: المخابرات الإسرائيلية الممثلة برامي من ناحية، طارق الذي يرتاب فيه من ناحية أخرى، وأمجد الذي كان من وشى بطارق ثم استغل الظرف وطلب يد ناديا التي وافقت على اعتقاد أن عُمر هو متعاون مع الإسرائيليين وخائن.

هذا كثير في ساعة ونصف الساعة على فيلم، لكن المخرج هاني أبو أسعد لا يضيع بوصلته.

·     في فيلميك «الجنة الآن» و«عمر» هناك حكاية شاب فلسطيني يواجه اختيارات حاسمة. فإما أن يخون الجهة التي يعمل لحسابها، أو يختار الحياة.

لكن الأمر مختلف هنا تبعا لاختلاف القصة. في الفيلم السابق كان على الشاب أن يرتفع إلى قرار شجاع، وهو أن لا يفجّر نفسه في حافلة مدنية إسرائيلية. في هذا الفيلم الاختيار الذي تتكلم عنه أكثر وضوحا منذ البداية. عمر بريء من تهمة الخيانة، ولن يعمل ضد القضية. لكن الصحيح أن هناك مواجهة بين الحب والحياة والموت، لكن المسألة أكثر تعقيدا مما ورد في الفيلم السابق. هنا أطرح أسئلة حول قيمة الحب وحول الصداقة.. ما قيمتها عندما تخلو من الثقة؟ ما الأهم؛ الكرامة أو الحياة؟

·     كانت شكوى الأوروبيين والغرب عموما هي أن كل فريق يتحدث عن حقه. الفلسطينيون يقدمون أفلاما عن القضية ويرد الإسرائيليون بأفلام يدافعون فيها عن أنفسهم.. كيف عالجت هذا الموقف؟

- أولا المشاهد الأوروبي مستقل الإرادة، وأعتقد أنه يدرك أين يقف مما يدور. لكن ما يشغلني هو المشاهد العربي فهو محبط، وليس لديه أمل، لا أود الخوض في السياسة لكن الواقع المعاش، هذه الأيام أيضا، يجعله يائسا لا يجد فيما يقع أي رجاء يمنحه بعض التفاؤل. شبابنا متروك للضياع على عكس الشباب الأوروبي الذي تحميه القوانين وتشجعه على اتخاذ مواقف مستقلـة. وأعتقد أن الفيلم واضح في تعاطفه مع شخصيته الرئيسة. ليس هناك أي إشكال في ذلك. لكن هناك معايير لا بد منها لوضع عمر في موضع من يستطيع أن يكسب هذا التعاطف.

·        مثل ماذا؟

- مثل تصوير الشخصية الند. لقد جملت قدر ما أستطيع شخصية الإنسان الذي لديه وظيفة بشعة.

·        تقصد الضابط؟

- نعم. أولا لأن ذلك يمنح مصداقية ويتحول العمل بعيدا عن إظهار الصراع بين خير مطلق وشر مطلق، مما سيؤول على الفيلم بالسذاجة. ثانيا في الأفلام كلما كان المجرم ذا حضور واقعي، بدت شروره أكبر حجما.

·     كيف تخلق التوازن الفعلي بين توجه الفيلم إلى المثقفين وهواة الأفلام وتوجهه إلى الجمهور السائد؟

- هذه أصعب مرحلة من العمل. لكن لا توجد نظريات في الواقع. إنه حس داخلي ليس من السهل الحديث فيه. الفيلم هو حالة رهان فلا يوجد تأكيد على أنك ستصل إلى جمهورين مختلفين في وقت واحد ومتساوٍ. إنه سير على حبل نحيف ودقيق جدا.

·        هل يؤدي ذلك عادة إلى مراجعة السيناريو وتعديله أكثر من مرة؟

بالتأكيد. إنها في الأصل قصة حقيقية، وبالنسبة للضابط الذي كنا نتحدث عنه قبل قليل، فإن عمر في الواقع أطلق النار عليه في النهاية، وقتل معاونا له قبل أن يسقط برصاص المعاونين الآخرين. في الفيلم نتوقف عند رصاصة واحدة يطلقها عمر على الضابط رامي. وجدت أن الأثر المطلوب عليه أن يتوقف عند هذا الحد. في مكان آخر اضطررت لتصوير مشهد إضافي لم يكن واردا في السيناريو الأول عندما أجبر جنود الاحتلال عمر على الوقوف على حجر صغير ويديه مرفوعتين. كنت بحاجة إلى هذا المشهد لأوظفه في عملية اشتراك عمر في الخطة التي نتج عنها مقتل جندي إسرائيلي.

·        أحد النقاد كتب أن الفيلم هو نوع من «الفيلم نوار».. هل توافق على ذلك؟

- نعم.

·        لكن «الفيلم نوار» فيه خصائص مختلفة تماما.

(مقاطعا).. وهناك خصائص منه موجودة في هذا الفيلم. الفيلم «نوار» ليس فقط حكاية تقع في الظل والإضاءة الخافتة، بل هي مواقف تتدخل فيها العاطفة. المرأة التي تؤدي دورا خفيا في توجيه مصير الرجل، كما في هذا الفيلم.

·     التصوير تحت الشمس الشرق أوسطية دائما ما شكل معضلة بالنسبة صانعي الأفلام.. كيف كسرت حدة الضوء في المشاهد النهارية؟

- هناك ما نسميه بـ«إطفاء اللون»، وهو فعل نقوم به لتخفيف قوة اللون وسطوع ضوء النهار. لكن ملاحظتك صحيحة؛ كثير من أفلامنا العربية لا تنجح في التعامل مع شمسنا في التصوير الخارجي، خصوصا الصحراوي منه، أو البيئي بشكل عام.

·     كيف تقيم تجربتك في لوس أنجليس؟ لقد انتقلت إلى هناك بعد «الجنة الآن» مع وعود كبيرة لم تتحقق. أنجزت أفلاما صغيرة والآن تعود إلى الواجهة بفيلم يعيد إلى الذاكرة الفيلم السابق.

- حقيقة تعلمت من إخفاقي في هوليوود أكثر مما تعلمته من نجاحي في الانتقال للعيش والعمل هناك. نعم، في البداية كانت هناك مشاريع كثيرة بعضها كانت مما أطلبه لنفسي، لكن الأزمة الاقتصادية من ناحية ثم إضراب الكتاب فيما بعد وضع العراقيل. تم شطب أفلام كنت على وشك تصويرها.

·        والآن.. أين تجد نفسك؟

- عدت إلى موقعي الصحيح وهو تحقيق أفلام عن قضايا ومواضيع عربية برؤية متطورة وعالمية. التمويل موجود. السيناريو والموقف هما من بين المصاعب التي تواجه المخرج خلال التحضير، لأن عليه دائما التعامل مع الصورة الأكبر للوضع، ومع الجهات الأجنبية الداعمة. لكن المشجع هو القدر الكبير من الاستقلالية التي يتمتع بها المخرج هنا في أوروبا.

الشرق الأوسط في

27/05/2013

 

مهرجان «كانّ» السينمائي الـ 66

«عمر» لهاني أبو أسعد.. خسارات العاشق المحاصر

زياد الخزاعي (كان) 

بما يقارب النكتة، يُعلن المقاوم الفلسطيني طارق إلى صديقه عمر أنه في العمل النضالي لا يوجد شيء اسمه «مُقاتل بالفرجة»، مُصرّاً على أن يُتقن ثالثهما أمجد فنّ التصويب. فالثلاثي يُعدّ العدّة لعملية تصفية جنود إسرائيليين.

يصوغ هذا المُفتتح مزاج الفيلم الجديد للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، الذي حمل اسم بطله «عمر» (نظرة ما)، ليحمله خفة دم لم يحافظ على رونقها إلى النهاية. ذلك أن حكاية الحب بين عامل المخبزة ونادية شقيقة طارق لن تنتهي بوفاق العهد التقليدي بينهما، إذ يفاجئنا أبو أسعد بترتيب علاقة جانبية بين الشابة وأمجد، تكون نتيجتها الطبيعية حملها بسفّاح، تدفع به إلى أن يتحوّل إلى منقذ شرف على الرغم من أنفه، مُضحّياً بعشقه وحلمه تأسيس عائلة.

يستكمل إعلان خيانة نادية نظيرتها التي تدفع عمر إلى تقديم «تنازل كاذب» للضابط الإسرائيلي رامي، إثر اعتقاله وتعذيبه، للوشاية بمكان اختباء قائد العملية طارق. تهديدات الإسرائيلي بـ«تدميره» و«فضح الحبيبة» تجعله ضحية مزدوجة لطرفي النزاع. فهو، في نظر الأخير، كائن سهل لارتكاب الغدر، فيما يرى الفلسطيني في خروجه المبكر مدعاة للشكوك كونه جاسوساً، مثلما ترمي لبنى التهمة بوجهه مراراً. هنا، يتحوّل مصير عمر (أداء لافت لآدم بكري) وقرار وجوده حكما بلعنة العمالة، وكان قبلها مُهدَّداً بعرف اجتماعي ضيق الأفق، يرى في عشقه عورة وتهوراً، يتحايل عليه للقاء الحبيبة بالقفز من فوق الجدار العازل ليقطف لحظة غزل. يُبقي أبو أسعد بطله طريداً، من جهة سعي رامي إلى الاقتصاص منه، ومن جهة أخرى وقف تهمة الفلسطيني بدسيسته كي لا تُصبح قدراً أسود في ما تبقى من حياته. مصير هذه الشخصية يسير نحو فاجعة تجعله كأنّه متورّط بمصادفة قتل طارق أثناء جدلهما حول شرف لبنى و«زناها»، وهو مشهد ملتبس، حَوّل المناضل، عبر دعوة دفاعه عن كرامة أخته ضد عمر، إلى شخص ممسوس بالعفّة أكثر منه مسؤولاً ومتفهّماً أولوية «شرف قضيته». أي أن مستوى هياجه من أجل عزّته العائلية، لا يتساير مع ما يفترض أن يقوم به للذود عن وطن سليب. الرجولة هنا تغلب المناضل وجهاده، وتحوّله إلى هباء أخلاقي ناقص.

يفترض أبو أسعد، برحيل طارق (أياد حوراني)، أنه السبيل الدرامي الأمثل كي يكشف عن «الخائن الحقيقي» بين رفاق العمر. إنه أمجد (سامر بشارات)، صاحب الظرافة وخفّة الدم الذي أغوى نادية (ليم لوباني) وحبّلها. وهو أمر لا يستقيم البتّة مع إصرار الأخيرة على إبقاء لقاءاتها بالبطل الفرّان على الرغم من وجود رجل آخر في حياتها. لا ريب في أن أبو أسعد، وبحصافة سينمائية، أسقط الكثير من التحميل السياسي عن شريطه، وانتصر لدرامية شخصياته ومرتباتها الاجتماعية وأقدارها. خلافاً لنصّه الكبير في «الجنّة الآن» (2005)، الذي وضع خيارات بطليه الشابّين أمام استحقاقين سياسي وانتمائي لا يمكن خيانتهما. يتماهى عمر، إلى حدّ كبير، مع نظيره سعيد، وقرار استجماعه لشجاعته، والمضي في تفجير حزامه الناسف داخل الباص الإسرائيلي، الذي أخفى أبو أسعد نازلته عبر شاشة بيضاء، مُكمِّلاً هذا الفعل عبر تصويبه رصاصة الاغتيال الحاسمة إلى رأس الضابط رامي (وائل زعيتر)، مُختَتماً انتقامه وخسارته حبّه وحصار المحتلّ بشاشة سوداء.

يشدّد هاني أبو أسعد، في القسم الثاني من شريطه، على ثيمة الثقة التي تحوّل عمر إلى راعي مصالح الحبيبة السابقة، والذائد عن سمعتها. يؤمّن البطل الفرّان المال اللازم لزيجتها من أمجد تغطية لحملها، بينما يعتبر علاقته محسومة بهذا الأخير. كلّما يستعيد عمر ثقته ، يُصوّر أبو أسعد مشاهد تنقلاته الأخيرة بأقل قدر من الحركة السريعة، التي غلّفت نظيراتها مع الإسرائيليين وتعقّبهم له. إنه لم يعد طريداً، بل صاحب قرار دموي. تصميمه الذاتي حُسم بشأن نضاله ووجهته.. وربما استشهاده.

السفير اللبنانية في

27/05/2013

 

يوم تحرير فلسطين فى «كان»

طارق الشناوي 

أول من أمس كان يوما فلسطينيا حافلا فى مهرجان «كان» ليثبت الفنان الفلسطينى أن المقاومة بالسينما أحد الأسلحة التى يمتلكها فى تلك المواجهة، فاز الفيلم الفلسطينى «عمر» للمخرج هانى أبو أسعد بجائزة لجنة التحكيم فى مسابقة «نظرة ما» والفيلم يشرع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، قبلها بساعتين وداخل مسابقة الفيلم القصير وهى من التظاهرات التى تقام سنويا على الهامش، وبالطبع تسرق الكاميرا من كل الفاعليات الأخرى الموازية، حيث إنه قبل ختام المهرجان بأربع وعشرين ساعة فقط تُعرض الأفلام القصيرة، هذه المرة كان لنا فيلم عربى فلسطينى من قطاع غزة، إنه مع كثير من التحريف فى العنوان الحرفى «بالونات الكاندوم» العازل الطبى، حيث إن الزوجين لديهما طفل واكتفيا بهذا القدر ويريدان فقط ممارسة حقهما الطبيعى فى الحياة، ولكن أزيز الطائرات فى انتفاضة 2009 على غزة توقظ الطفل أحيانا فيصرخ ويمنع أى محاولة لاستكمال اللقاء وبعد أن تهدأ الصرخات يصبح من المستحيل أن يكمل الزوجان ما بدآه. المخرجان الشقيقان محمود وأحمد أبو ناصر من قطاع غزة قدما هذا الفيلم الاستثنائى فى بنائه، حيث استخدما ببراعة وسيلة تعبير عبقرية للحرب وما يجرى فيها بعيدا عن البناء التقليدى الذى قدمته وشاهدناه فى عشرات الأفلام منذ عام 48 بعد النكبة، يكتب المخرجان هذا السيناريو العبقرى وهما يوثقان الموقف السياسى والعسكرى برؤية ساخرة تجعلك تضحك وأنت تقرأ على الشاشة مر يومان ونرى الزوج وهو قد نفخ فى العازل ليتحول إلى بالون فى أعلى سقف الغرفة وبعد ذلك تتوجه زاوية الكاميرا إلى الأرض لنجد بالونتين ثم نقرأ على الشاشة مر 22 يوما ليصبحوا 22 بالونا، ثم نستمع إلى أزيز طائرات وصوت مدافع وتفجيرات قنابل، ويفتح الشرفة ويتطلع إلى السماء لنكتشف أنها ملبدة بمئات من العوازل الطبية تمرح فى الهواء.

إنه ليس تعبيرا عن العجز، ولكن عن القدرة المكبوتة غير القادرة على التعبير الصحيح عن نفسها، لو تأملت الصراع بعمقه لاكتشفت كم أننا بالفعل فى صراعنا مع إسرائيل نشبه هذا الفيلم فما يعانيه العرب ليس عدم قدرة، ولكن هم لا يتمكنون من خوض المعركة فى التوقيت الصحيح، ولهذا فإنه لم يتبق لهم سوى تلك البالونات التى تمرح فى الهواء.

أعلنت جوائز قسم «نظرة ما» فى المهرجان وكما توقعت فى هذه المساحة فى أكثر من مرة فوز فيلم «الصورة المفقودة» للمخرج ريثى باناه بالجائزة وهو فيلم من كمبوديا، قيمة هذا العمل الفنى أنه يعلى من شأن الصورة، خصوصا السينما وبقدر ما هو عمل فنى يستحق التحية، فإنه فى عمقه يوجه تحيه أيضا إلى السينما.

«الصورة المفقودة» تروى تاريخا يقع ما بين عامى 75 و79 فى أثناء حرب الإبادة التى تعرض لها جزء أصيل من شعب كمبوديا، كانت هناك محاولات فى أثناء تلك الحرب لتوثيقها، ولكن اكتشف المخرج أن عوامل الزمن تدخلت وسحقتها تماما مزج المخرج بين تلك الرؤية التى صورت فى زمن سابق بين التسجيلى والروائى وهو ما يطلق عليه «سيمى دراما» شبه درامى، مستعينا أيضا بالرسوم التى سجلها فنانون، ولكنها لم تكتمل، بل وبحكم الزمن وضآلة الخبرة فى التخزين ضاعت ملامح هذه الأشرطة تماما وتوارت تفاصيل تلك الرسوم، ولكن المخرج لم يكتف فقط بأن يحاول ترميمها، ولكنه كان يحرص على أن يعيد إليها أيضا نبض الحياة. الفنان دائما لا يقهره شىء والفن لا يزال هو القادر على التوثيق وكما كتب القدماء المصريون التاريخ على أوراق البردى وحفروه على أعمدة المعابد، فإن الشريط السينمائى وثق حياتنا، ولكن ماذا يفعل الفنان عندما يجد أن الأرشيف تم انتهاكه والصور ضاعت ملامحها، يستطيع الفنان أن يعيد إلينا هذه الحياة من خلال إضافاته الخاصة، لقد استطاع المخرج مجددا أن يقفز فوق كل العوائق وحفر العديد من الشخصيات على الخشب وأعادها لنا مرة أخرى فى حالة ألق وإبداع لنسترجع كيف حدثت الإبادة لمن نطلق عليهم «الكمبوديين الحُمر».

الفنانان الكبيران قامة وقيمة وعمرا عمر الشريف وأميتاب باتشان جمعهما هذا العام فى «كان» شىء مشترك، حيث إن كل منهما كان ضيف شرف. باتشان فى فيلم الافتتاح «جاتسبى العظيم» وعمر الشريف فى فيلم فى المسابقة الرسمية «قصر فى إيطاليا»، لم أشعر فى الحقيقة أن فى هذا الوجود ما يستحق شرف المشاركة، فلقد جاء باتشان إلى «كان» وصعد على السجادة الحمراء يوم الافتتاح لن يتذكره أحد فى الفيلم ولا المهرجان، بينما عمر الشريف لم يحضر ووجهت له على تترات الفيلم كلمة تحية، النجمان الكبيران شاركا بالطبع من أجل المقابل المادى فلا توجد قيمة أخرى تستحق فى الفيلمين، باتشان مكانته فى الهند وتبدو وكأنه فى مصاف أشباه الآلهة وتعود الهنود أن يحجون إلى بيته مرة كل أسبوع فقط للتعبير عن الحب، كما أنه حظى بمكانة استثنائية عالميا، وعندما أقامت إذاعة «بى بى سى» فى مطلع هذه الألفية استفتاءً عن أهم فنان عالمى فى القرن العشرين كان اللقب من نصيب باتشان بعد أن توحد كل الهنود للتصويت لصالحه، أما عمر الشريف فيكفيه أنه لا يزال الفنان العربى الوحيد الذى حقق مكانة عالمية مرموقة ولا يزال عندما يذكر اسم مصر فى الخارج يصبح عمر واحدا من أسماء قليلة جدا تقترن بها، هل هو الزمن الذى دفع النجمين إلى قبول العمل كضيفوف شرف، فى عز النجومية من الممكن أن يقبل الفنان ذلك أما مع بداية تضاؤول الوجود فعليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يقبل لقب ضيف شرف!!

نائب رئيس مؤسسة السينما الصينية غادر، كان غاضبا، وذلك بعد أن اكتشف ضياع كل حقائبه وأوراقه الشخصية وجواز سفره بعد ساعات قليلة من وصوله، جاء الرجل لإلقاء محاضرة وعقد اتفاقات داخل المهرجان، إلا أنه فوجئ بعد لحظات باقتحام غرفته وسرقة كل شىء فرفض أن يجرى أى اتفاقات أو يعقد حتى مؤتمرا صحفيا، وهكذا تعددت السرقات داخل جنبات المهرجان منذ بداية الافتتاح مع سرقة المجوهرات التى يتم إعارتها إلى النجوم فقط للتصوير حتى اقترابنا من الختام وأصبح على كل من عليه الاقتراب من المهرجان أن يتأكد من موبايله ونقوده وحتى لغاليغه!!

التحرير المصرية في

27/05/2013

 

كيف صنع مخرجو "كان" أفلامهم؟

كتبت- حنان أبو الضياء: 

السينما عالم غريب لا يعرف القواعد والقوانين.. كل فنان حالة خاصة والمبدع من المستحيل أن يكون نسخة بالكربون من مبدع آخر.. ومن خلال لقاءات صحفية في كان تحدث بعض المخرجين عن التجارب الإبداعية من مبدعيها وأساليبهم المميزة والمختلفة.

من باخرة «بى» إلي جبال ألبيرتا الشامخة، تكون حياة أنج لي مسار رحلة سينمائية رائعة. أربعة عشر فيلماً ينتمي كل واحد منها إلي أنواع سينمائية مختلفة.

وعن أسلوبه السينمائى يقول «أنج لى»: أود أحياناً أن يكون مسارى المهنى وكأنى دائماً في مدرسة السينما. أنا من المخرجين المولعين بها، أحب أن أمثل أدواراً مختلفة. وأنا كذلك فضولى وأحب أن أصوّر شتى دروب السينما.

والأشخاص الذين التقيت بهم في كل مكان علمونى صناعة الأفلام، أكتب أفلامى بنفسى وأحاول أن أصور ما يثير اهتمامى. في بعض الأحيان، أؤجل مشاريع أربع أو خمس سنوات وهذه المشاريع تستبد بذهنى، لأنه يجب أن أصور أمراً له علاقة بى، وعليه فأنا استكشف نفسي، يوجد دائماً جزء مني في الموضوعات التي أتناولها أو في شخصيات أفلامى. كلما كنت بعيداً عن القصص والثقافات أبدعت علي نحو أسهل. وأنا أرى نفسى في أفلامى، في معظم شخصياتي وفي الشخصيات المتقدمة في السن كما في الأمر في فيلم Lust, Caution . وفي شخصية لي مور باي في فيلم  Tigre et Dragon. الشخصية الرئيسية هي صيغة مُحسنة للمخرج! وعندما أري أن أمراً معيناً له علاقة بى، أجد طريقة لإخراج فيلم عن ذلك كما كان الأمر بالنسبة إلى فيلم L'Odyssee de Pi أثار هذا الكتاب اهتمامي حقاً. ظننت أنه من الصعب إخراج فيلم مقتبس منه. وبعد مرور فترة طويلة علي قراءة الكتاب، اقترح علي اقتباسه. أنا فضولى وهذه الصفة تحفزني كثيراً منذ أن تخرجت فى مدرسة السينما. وأنا مهووس بالخوف، وهذا الأمر راسخ في ذهنى. أخاف أن أكرر نفسي وبفضل فيلم «حياة بي» نلت جائزة الأوسكار كأفضل مخرج. وعملت لأكثر من أربع سنوات في هذا الفيلم. في الفيلم، يقول «بى»: «للحيوانات روح.. رأيتها في أعينها». وأنا سمعت أناساً كثيرين يتفوهون بهذه المقولة، ولاسيما الأشخاص الذين يهتمون بالحيوانات الوحشية.

ويقول «لاف دياز» خضعت لعملية جراحية في الأسنان خلال التصوير بعد أن خُدِّرت. وبينما كان يجري طبيب الأسنان العملية الجراحية، فكرت في مبدأ تخدير الأسنان فابتكرت إحدى شخصيات الفيلم.

وتقول ليني راماساى: لقد ولدت للإخراج، وقمت بتصوير العديد من الأعمال قبل الالتحاق بمعهد السينما حيث درست السينما وتعلمت كيف أستخدم الكاميرا، والتركيز علي التفاصيل، وأعتقد أن هذا هو السبب وراء اختيارى الوقوف وراء الكاميرا. وعلى الرغم من أن أهلى بسطاء إلا أنهم كانوا يصطحبوننى لمشاهدة الكثير من الأفلام، خاصة الأفلام الكلاسيكية، وفي سن 16، اكتشفت فيلم Blue Velvet للمخرج دافيد لونش. لقد أعجبت كثيراً به وأعطانى الرغبة في الوقوف وراء الكاميرا. وكنت محظوظة جداً. لقد تم اختيار فيلم تخرجي بكان ونال جائزة لجنة التحكيم، وبطبيعة الحال ساعدتني هذه الجائزة في حياتي، وأتذكر أنني قد استعرت كاميرا من معهد السينما، وقد تضايقت الإدارة لأني استعملت الكاميرات مدة أسبوعين. صورت باسكتلندا مع ممثلين غير محترفين. أتذكر أن النور كان جميلاً جداً. وفي هذه اللحظة فقط أدركت أني أمتلك موهبة فطرية للإخراج وأنني خلقت لهذه المهنة.. أحب أن أعرض الأشياء بطريقة فريدة، أحب أن أصل بالتعبيرات المرئية إلي أبعد مدى. أحب خوض المخاطر وتجريب أشياء جديدة والتعلم من التجارب.

تأتيني أفكار مشاهد وصور وهي التي تعطي عادة الحياة لشخصيات القصة. أتعلم دائماً من تجاربى السابقة ومن التساؤلات ومن الأخطاء، وفي كل مرة أبدأ فيها تصوير فيلم ما، أصوره وكأني أصور لأول مرة. أعتقد أن طريقتي في صنع الأفلام قد تطورت وتحسنت. ومعظم الممثلين الذين عملت معهم أصبحوا أصدقاء لى.

عموماً، أستطيع دائماً أن أحصل منهم علي ما أريده، أحتاج لأن يمنحونى أنفسهم وأن يثقوا بي وبنظرتى للأشياء، أتمكن أحياناً من أن أجعلهم يتجاوزون حدود إمكانياتهم التي لم يتجرأوا على تجربتها. لقد كان فيلم We Need To talk about Devin فيلما حزيناً جداً ولكننا كنا في التصوير كعائلة واحدة، كنا نستمتع بالموسيقى، نطبخ.. هناك أشياء رائعة في إخراج الفيلم وأروع شيء هو تصويرها. وأسوأ شىء هو إيجاد تمويلها بطبيعة الحال. هذه حياتي وأنا أحبها، إن الإخراج يجعلني أحيانا، لا أمل أبداً ولكنه أمر مرهق نفسياً.

يقول دانيل أوتوى: ألاحظ أن المشاعر التي تعبر عنها الأفلام تدرك حسب الثقافات، وتقوم كل جنسية بالتقاط الإشارات التي تعرفها بشكل أسرع من غيرها، يمكنني أن أدرك أشكال المشاعر التي تظهر علي الممثلين الفرنسيين والإيطاليين، وحتي الإنجليز أو الأمريكيين، بينما يدركها أصدقاؤنا اليابانيون بشكل مختلف، من جهتي، والممثل هو كشجرة تنمو وتكبر وتشيخ ونحن بحاجة دائماً إلي الشجر الكبير، والمسن، لقد سبق لي أن رفضت أداء أدوار تمس داء العصاب عندي لأنني لم أكن أرغب بمواجهة هذا الداء، كما سبق لي من جهة أخرى أن وافقت علي أداء أدوار معقدة جداً وصعبة، مثل دور الخصم I'Adversaire من إخراج نيكول جارسيا مثلاً، فهذه الشخصية التي تعيش في الكذب وتقنع كامل محيطها العائلى بأنها تعيش حياة مختلفة.. في مثل هذه الأدوار، نتحرر عندما يري الفيلم النور ويراه المشاهدون. وعندما تكون ممثلاً وتقوم بأدوار في أفلام كثيرة، تنتقل بسهولة من دور إلي آخر، وقد يحصل أحياناً أن يشهد الدور شهرة كبيرة في أنحاء العالم، في حين أن أداءه كان بشكل مرح وسطحى، وأنا أواصل العمل كما في بداياتي، مع الطاقة نفسها.

الوفد المصرية في

27/05/2013

 

لا مفاجآت حقيقية صاخبة في احتفال توزيع جوائز مهرجان كان

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

إذا، انتهى الأمر بستيفن سبيلبرغ ورفاقه في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الى الإستجابة الى ذلك «الضغط» الفرنسي المدهش الذي مورس طوال اربعة ايام تلت عرض «حياة أدال» في اتجاه منح هذا الفيلم الذي يمتد نحو ثلاث ساعات «السعفة الذهبية»، وهي كبرى الجوائز ليس في «كان» وحده بل في كل المهرجانات السينمائية العالمية. وبهذا تكون فرنسا حققت فوزا إنما من طريق المخرج التونسي الأصل عبد اللطيف كشيش، كما من طريق واحد من اكثر الأفلام التي عرضت في مسابقات كان إباحية منذ «إمبراطورية الأحاسيس» في السبعينات. كثر سرّهم هذا واعتبروه مكافأة جيدة لمخرج شاب وجريء، وكثرهم آخرون اعتبروا الأمر فضيحة. لكنّ على الجميع ان يقبل الآن، فتلك هي قواعد اللعبة، وسبيلبرغ اعترف بهذا قائلا ان الفيلم احدث هزة لدى المحكّمين..

في المقابل عجزت التحفة السينمائية الإيطالية «االجمال العظيم» عن اقناع وإمتاع اللجنة، فخرج فيلم باولو سورنتينو من مولد الجوائز بلا حمّص وسط أسف الكثر الذين أحبوه، ولم ينل حتى بطله الرائع طوني سرفيلو جائزة التمثيل التي راحت، عن استحقاق كذلك، الى السبعيني الأميركي العائد كالشبح بعد غياب طويل: بروس ديرن عن دوره الرائع في فيلم «نبراسكا» لألكسندر باين...لتفوز مقابله الرائعة بيرينيس بيجو بجائزة التمثيل النسائي التي حجبت عنها للأسف قبل عامين حين كانت تستحقها عن دورها الصامت في فيلم «الفنان».

هذه المرة عوضت عن الصمت بحوارات قوية ومسهبة في رائعة الإيراني أصغر فرهادي «الماضي»، فيلمه الأول الذي حققه خارج إيران. أما الأخوين جويل وإيتان كون فكان عليهما ان يكتفيا بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم التي تعتبر عادة جائزة أكثر فنية ونخبوية من «السعفة»، وذلك عن فيلمهما «داخل لوين دايفيز».

وإذا كنا في «الحياة، قد توقعنا هذه النتائج في رسائل متلاحقة من دون ان يعني التوقع اعجابا معينا، فإننا وغيرنا وجدنا انفسنا امام «المفاجأة» السلبية الوحيدة غير المتوقعة حين أعطيت جائزة الإخراج الى الفيلم المكسيكي «هيلي» الذي كان ثمة شبه إجماع على ردائته منذ عرضه. مقابل هذا اتت الجائزتان الأخيرتان، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة السيناريو، لتكافئا السينما الآسيوية عن جدارة على تفوقها وارتباطها بالمواضيع الإنسانية، فذهبت الأولى الى الفيلم الياباني «من شابه اباه» الذي يروي فيه مخرجه هيروكازو كوري إيدا، حكاية عائلية لا تخلو من قسوة، فيما ذهبت الجائزة الثانية (السيناريو) الى العمل المميز الجديد من المخرج الصيني جيا جانكي، «لمسة الخطيئة» والذي يقدم في اربع حكايات قاسية صورة شائكة عن واقع الصين ما بعد الفورة الإقتصادية. طبعا كل هذا ستكون لنا عودات اليه. وفي الإنتظار نذكّر فقط بأن الفيلم الفلسطيني «عمر» لهاني ابو اسعد، وهو العربي الوحيد في مسابقات المهرجان، فاز اول من أمس بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في تظاهرة «نظرة ما».

الحياة اللندنية في

27/05/2013

 

نعومي كوازي من "كان":

أميل إلى الأفلام الوثائقية باعتباري كائناً بشرياً

كتب : أمنية نجيب 

بعد تخرجها عام 1989، توجهت نعومي كوازي مباشرة نحو إخراج الأفلام الوثائقية، وهو نوع سينمائي تحبه ومايزال يغذي حتى اليوم طريقتها في إخراج أفلام الخيال. إن أفلامها التي تم تصويرها بوسائل متواضعة أكسبتها اعترافاً دولياً بموهبتها. في كان، أصبحت هذه المخرجة السينمائية عام 1997 الفائزة الأصغر سناً بالسعفة الذهبية عن فيلم "سوزاكو" قبل أن تحصد بعد عشرة أعوام الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عن فيلم "غابة موغاري". تتكلم فيما يلي عن علاقتها بالسينما.

تقول نعومي إنها كانت في الثامنة عشرة من عمرها، حين دخلت إلى مدرسة السينما. وتمكنت فيها للمرة الأولى من الاطلاع على أفلام الموجة الجديدة الفرنسية والأمريكية. فاكتشفت في هذه اللحظة الفرق بين السينما التجارية والسينما التأليفية وإنما أيضاً الإمكانية المتاحة أمام المخرج، إذا ما رغب في ذلك، للتعبير عن أفكاره بحرية.

وتضيف "كنت أقيم في قرية صغيرة لم يكن فيها أي صالة سينما. كانت حياتي اليومية تقتصر على البقاء إلى جانب والديّ بالتبني. في هذه اللحظات بالذات، حفر في ذهني العالم الذي نجده في أفلامي".

وتؤكد نعومي أن رغبتها في إخراج فيلم "تنبع دائماً من حدث شخصي أثرت فيّ وارغب في التعبير عنه بالصور. أنا أخرج أفلام خيال انطلاقاً من أمور شخصية جداً. مثلا بالنسبة لفيلم "غابة موغاري"، انطلقت من مرض ألزهايمر الذي أصاب والدتي بالتبني. العائلة والعلاقات الشخصية هي أمور مهمة جداً بالنسبة لي، تمثل الرابط بين الماضي والمستقبل. وأنا أحب وصل هذا الرابط العمودي بالطبيعة، وأنا أتعاطى مع أفلامي باعتباري كائناً بشرياً. إن الفيلم الوثائقي مثلا يعالج الواقع في حين أن فيلم الخيال يقوم الممثلون بخلقه وتكوينه. لهذا السبب أشعر بأنني أقرب إلى الأفلام الوثائقية. يمكن لهذه الأفلام أن تظهر بعض المواقف الصعبة وأن تحولها إلى شيء إيجابي. لا يمكنني تصور فيلم خيال إلا بعد إخراج فيلم وثائقي.

وعن السينما اليابانية، قالت نعومي إنها حظيت بفرصة لمشاهدة جميع الأفلام المشاركة في المنافسة وهي أفلام مختلفة جداً عن بعضها البعض.. "أعتقد أن هذا ما تفتقد إليه السينما اليابانية، هي بحاجة إلى مزيد من التنوع. الكثير من نصوص الأفلام اليابانية تعتمد على القصص المصورة (المانغا) أو على قصص خيال كتبت للتلفزيون.. لا أعرف إذا كانت هذه هي الحال في البلدان الأخرى ولكني أولي أهمية خاصة إلى السيناريوهات المميزة في السينما، لا نملك الكثير من الأفلام المميزة والمختلفة في اليابان، ربما يعود ذلك إلى كون اليابان بلداً يتميز بثقافة خاصة جداً".

الوطن المصرية في

27/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)