حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي السادس والستون

مظلات تحت المطر وسرقات صغيرة

الطقس يصبح هاجس الحضور.. وفيلم «ليووين ديفيز» يعيد الستينات والبسمات

كان: محمد رُضا

ينتظر المرء أن تمطر السماء في «كان».

يحدث ذلك في كل سنة يوما أو يومين. ربما في ساعات بعد الظهر والليل. وربما في يومين في مطلع أيام المهرجان ويوم أو يومين في أيام نهايته... لكن هذا العام كان المطر مستديما من اليوم الأول للمهرجان وحتى ليل السبت. للدقة كان هناك يوم واحد سطعت فيه الشمس طوال اليوم، ثم سطعت في نصف اليوم التالي، بعد ذلك عادت غيوم الظلام فسادت وهطل المطر بلا توقف طوال الأيام اللاحقة.

لم يكن المطر وحده ما جعل الناس خلال تجمعها أمام الصالات هذه الأيام تبدو كما لو أنها تقلد المشهد الشهير من فيلم ألفرد هيتشكوك «مراسل أجنبي» (1940) حيث تلتقط الكاميرا من علو مجموعة كبيرة من المظلات تتجمع فوق أحد الأدراج العريضة حيث ستقع، بعد لحظات، جريمة قتل وسنلحظ رقصة أوبرالية قوامها المظلات وهي تتحرك خافية الوجوه. كان هناك أيضا برد ملحوظ مصحوب برياح قوية.

المشهد تحول إلى سريالي تحت وطأة المطر وانتشار البقع السوداء المتحركة تحت الماء. لم يكن ينقصه سوى جريمة مشابهة ليبدو متكامل الغرابة. لكن ما زاده غرابته انتشار ما يبدو مئات من الأفارقة حاملي المظلات المعروضة للبيع. كل شخص يشاهد بلا مظلة يسارع الباعة لعرض مظلة تحميه من ويل الطقس. لكن المظلات بدورها مشكلة إضافية، فعدا عن أنك قد تفقدها في اليوم نفسه أو في اليوم التالي (كما حدث مع هذا الناقد) هي ليست مصنوعة لكي تدوم، فسريعا ما يصيبها العطب فتبرز أسلاكها خارج القماشة أو تفتح مقلوبة مثل صحن طعام كبير، أو - ببساطة - لا تفتح على الإطلاق.

الأغرب من ذلك كله والذي يكمل الصورة التي وجدها البعض، ولو بصمت، مأسوية هو أن يواصل المهرجان طريقته المفضلة قبل العروض الرسمية: إيقاف الناس تحت المطر لنحو ساعة قبل السماح لهم بالدخول.

صحيح أن الكثيرين يصرون على الوقوف قبل الوقت أمام الحاجز الذي يضعه المهرجان على الرصيف على مسافة من الأدراج العريضة المحمية بسقف واقٍ، لكن لا يعني ذلك أن على إدارة المهرجان تجاهلهم والإصرار على فتح باب الدخول أحيانا قبل ثلث ساعة فقط من موعد عرض الفيلم.

في الوقفة الطويلة إفادة، فخلالها تسمع من الناس الملتحمين كل أنواع الحديث. لكنّ أحدا لا يبدو قادرا على الاحتجاج أو راغبا فيه. هؤلاء رضوا بالمعاملة التي هي - في صلبها - غريبة حتى في الأيام الصاحية، فما البال تحت وبال طقس مطري شديد؟

وعليه فإن الملتحمين في وقفة الانتظار هذه كانوا يبدأون حديثهم بالطقس ثم ينتهي كل منهم حيث يشاء. الحديث الأكثر ترددا هو السرقة الجريئة التي تمت قبل ثلاثة أيام والتي أعلن عن أن مرتكبيها سرقوا خزنة تحتوي على قرابة مليون دولار من المال والجواهر. بالأمس ارتفع الرقم إلى مليون و400 ألف دولار. معقول؟ هناك شيء مريب في الموضوع، وهو أن صاحب هذه الثروة (الذي لم يذكر اسمه بعد) جلب معه كل هذا القدر من الثروة إلى فندق 4 نجوم ووضعها في الخزنة فإذا بالخزنة تقلع من مكانها عندما دخل اللصوص من باب يفصل بين غرفة هذا الثري وغرفة ملاصقة شاغرة.

وهذا كله تم تحت المطر، كذلك الكثير من السرقات الصغيرة التي تقع كل عام كون المطر يشكل غطاء واقيا. هناك ناس أقل، وشواغل أخرى، والرؤوس عادة ما تكمن تحت المظلات لا خارجها.

من ناحية أخرى، المطر عرقل «كان» في جوانب مختلفة. مثلا - وإلى جانب أنه يؤثر في المزاج العام - دفع شركات ومؤسسات سينمائية إلى إلغاء حفلاتها الليلية الساهرة. وتلك التي أصرت على القيام بها سجلت حضورا أقل مما هي العادة. هذه الحفلات المقامة سبقها قيام العاملين بالتأكد من أن الأعمدة المنصوبة على الشاطئ لكي تحمل الخيام الضخمة التي سيجتمع تحتها المدعوون ستكون قوية بما فيه الكفاية وأنها لن تنهار كما حدث مع حفلة أمها المخرج الألماني فيم فندرز والممثل الأميركي جيمس فرانكو من باب ترويج فيلمهما المشترك «كل شيء سيكون على ما يرام». فجأة ثقل الماء المتجمع فوق أحد أركان الخيمة وأخذ يتسلل على الحاضرين.

* كلها فرنسية

* لكن لم تلقَ كل الحفلات المصير ذاته. هناك حفلات ترويجية أخرى، معظمها في أوقات النهار، وجد فيها القائمون عليها أن عدد الحضور زاد عن المتوقع، كما حدث مع حفلة «سينما كوبيك» الكندية التي تم ترتيبها على أساس أن عدد الحضور لن يزيد على مائة فإذا بالعدد يبلغ 300 حسب متحدث باسمها. في هذه الحالة، وفي أخرى مشابهة، كان اللجوء إلى الخيام والمكاتب الكبيرة الحل الوحيد لتفادي المطر... هذا وحقيقة أن هذه الحفلات تطعم ضيوفها ما يوفر بالنسبة للبعض مصروفا بات باهظا بسبب الارتفاع المستمر لمستوى المعيشة في هذه المدينة.

وفي الحيز ذاته، لم يعد ممكنا، تحت عبء هذا الطقس، إبرام العقود على مسافات بعيدة من مكاتب الموزعين أو المؤسسات الإنتاجية. ففي السابق كان البائع يدعو المشترين المحتملين إلى جلسة في يخت عائم أو في مطعم معروف بأسعاره الباهظة. هذا العام ها هو المكتب موجود في الطابق الأرضي أو الأول من سوق المهرجان وعلى الزبون المحتمل أن يقابل البائع في مكتبه، فالمكان الأنسب هو المكان الجاف وليس المبلل بالماء.

وعلى ذكر السوق، هناك حركة تجارية ملحوظة هذا العام. السينما أصبحت مثل صنع السيارة حيث يتم تركيب كل جزء منها على حدة. هذه الأيام تتداخل الجهات التمويلية فيبدو الفيلم مثل مخلوق دكتور فرانكنستاين حسب رواية ماري شيلي الشهيرة: الذراع اليمنى من بدن، واليسرى من بدن آخر، والرأس لجثة ثالثة، والقلب مستخرج من رابعة. في حياتها لم تكن السينما على هذا النحو من تعدد النشأة كما الحال اليوم، ما يدلف بنا إلى المسابقة أصلا.

علاوة على ما ذكرناه هنا قبل أيام قليلة من أن كل الأفلام المعروضة في المسابقة تم شراؤها من قبل موزعين فرنسيين أو تم إنتاجها - جزئيا أو كليا - من قبل شركات فرنسية بما فيه تلك الأميركية المعروضة هنا، فإن الإمعان في هذا الوضع يحمل شقين، أحدهما يؤكد أن سينما اليوم أصبحت، في أكثر من جانب، تحمل شتاتا من التمويل، وثانيهما أنه بالنتيجة فإن كل الأفلام المعروضة في المسابقة ومعظم ما هو وارد في قسم «نظرة ما» (المسابقة الرديفة) يصح القول فيه إنه فرنسي ولو بلهجات مختلفة.

* كتابات ساخرة

* فيلم يوم أمس (الأحد) مثال واضح. إنه «داخل ليووين ديفيز»، عمل جيد وجديد من الأخوين إيثان وجوول كوون يتحدث عن مغنٍّ معدوم في مطلع الستينات ورحلته البائسة بحثا عن مستقبل له في عالم الأغنية. هذا الفيلم انطلق من شركة أميركية هي «زوس» (وهي الشركة التي يتولاها الشقيقان كوون) التي لكي تجمع تمويلها للفيلم اتصلت أولا بالشركة الفرنسية «ستديو كانال» التي دفعت فاتورته كاملة (ثمانية ملايين دولار) قبل أن تقوم شركة «سي بي إس» الأميركية بشراء حقوق توزيعه داخل الولايات المتحدة برقم غير معلن عنه بعد (من المرجح أن لا يزيد عن ثلاثة ملايين دولار). مثل كل شركة إنتاج مستقلة فإن القيام بتبني فيلم لها لا يعني أنها ستموله بنفسها، بل تكتفي بوضع البذرة وعرضه على الشركات الكبيرة لأجل أن تؤمن ميزانيته. بالتالي، وبما أن الشركة التي أقدمت على توفير المبلغ المطلوب فرنسية، فإن الفيلم فرنسي الهوية ولو كانت البذرة أميركية كالتصوير والتمثيل والهويات الفردية لكل العاملين فيه.

«داخل ليووين ديفيز» من ناحية ثانية يبدو من الآن ترشيحا رئيسا للسعفة الذهبية، تلك التي نالها الأخوان من قبل في دورة عام 1991 عن فيلم «بارتون فينك»، بل نال ذلك الفيلم، في الواقع، جائزة أخرى لجانب السعفة وهي جائزة أفضل إخراج. في عام 1996 نالا جائزة أفضل إخراج عن «فارغو» ثم جائزة أفضل إخراج أيضا عن «الرجل الذي لم يكن هناك» سنة 2001.

هذه المرة لديهما العمل الذي قد لا يكتفي بجائزة إخراج كونه فعلا ممتازا لقدراتهما الفنية والخطابية. من ناحية عمل متكامل العناصر، ومن أخرى كتابة أخرى ساخرة حول مصائر أناس مهمشين كحال الكثير من شخصيات أفلامهم. ليووين ديفيز (يقوم به أوسكار إسحاق) من جيل مغلف اليوم بالنسيان إلا من بضعة أفلام تفتح صفحات الستينات عن قصد بغية تسليط الضوء على أميركا ذلك الحين. في العام الماضي كان هناك «على الطريق» لوولتر سايلس (وكان تمويلا فرنسيا أيضا) عن رواية جاك كيروياك حول رحلته في مطلع الستينات، وجيل ذلك العقد الفريد والتوق لاكتشاف الذات وأميركا في آن معا.

فيلم الأخوين كوون أفضل من فيلم وولتر سايلس في المعالجة والأجواء وحصر المهمة في نطاق أضيق عوض توسيع دائرة العرض لتشمل محاولة نقل صورة عريضة. بطل الفيلم جائع ومفلس ولو أنه موهوب ولديه القدرة على فرض الإنصات لصوته وكلماته وعزفه. لكن لا شيء يحدث معه مما يمكن أن يقربه صوب تحقيق حلمه بالتحول إلى مغنٍّ له أسطوانات مبيعة. مقطوع من شجرة لم تثمر سواه ونضج لكنّ أحدا لا يقترب منه لتلقفه والعناية به. وفي النهاية حين يعلن أنه سيعتزل المحاولة لكونه يعلم أنه متعب ولا مستقبل له يعكس براءة الحالمين وإحباطاتهم في الوقت نفسه.

هذا نوع آخر من «الرجل الذي لم يكن هناك». يمكن تسميته بـ«المغني الذي لم يكن هناك» كون بطله بقي في الظل مهمشا ومجهولا، لكن الجيد في أفلام الأخوين كوون والممارس هنا على نحو أفضل من أفلام أخرى لهما، هو أنها تتعامل دائما مع غرائبيات هذه الشخصيات غير المحسوبة. تستمد من مواقف شبه مجنونة الطقس الكوميدي الأسود المناسب لها.

الشرق الأوسط في

20/05/2013

 

مهرجان «كانّ» السينمائي الـ 66

«هيلي» و«محطة فروتفال».. حماة القانون قتلة

زياد الخزاعي 

في إطار الدورة الـ66 (15ـ 26 أيار الجاري) لمهرجان «كانّ» السينمائي، شارك المكسيكي أمات أسكالانته بعمله الجديد «هيلي»، الجسور بتحامله على يوميات قاسية وعنيفة لمدينة أنشأتها فضائل شركة «جنرال موتورز» الأميركية النافذة، ومجمعها الصناعي الذي يعمل البطل الشاب بين مكائنه ومسؤوليه المستعدّين للوم العمّال، وتهديد لقمة خبزهم. إنها عبودية حداثية لا شفقة فيها، حيث المال الرأسمالي يولّد الفاقة والجريمة وفساد الذمم. شدّد أسكالانته على بيئة فيلمه، وصَوّر جلّ فصوله في العراء والحقول والأطراف البرّية للمدينة المفبركة. وهذه اشتملت على عنصرين: إنها لا تخفي جور البشر على بعضهم البعض، وتعزّز من وحشيتهم وعزلاتهم وأمراضهم. هيلي أشبه بربّ عائلة. يكدّ في عمله. يكتم مهانات الآخرين. لا يعترض على صدود زوجته لرغباته الجنسية، حيث آثار الإجهاض الحديث لم تندمل بعد. يومياته لن تبتعد عن بوابة المصنع وباب بيته السقيم. إنهما النقطتان الوحيدتان في حياة مملّة، فَقَدت جوهر وجودها ومنفعيتها. فالفقر حاكم بمصائرهم جميعهم، والكلام عن رفاهية هو هراء، وتحقيق ثروة صغيرة تبعد العوز عنهم أشبه بمعجزة مستحيلة. ما يكون في متناولهم القسوة الاجتماعية، وريبة السطوة الحكومية وفاشيتها.

في الوقت الذي يجاهد البطل الشاب من أجل التحكّم بتوازن عائلته وأمانها، تكون شقيقته اليافعة أستيلا في مرحلة متقدّمة من عشق شاب مجنّد، يقنعها بالهروب من المدينة الكئيبة والزواج بها وتأسيس عائلة بأسرع وقت. تنفيذاً للمخطّط ولتأمين مصاريفه، يسرق كمية معتبرة من الكوكايين على أن يبيعها لاحقاً. بيد أن قادته الفاسدين يكونون في المرصاد لمغامرته وخيانته. في المشهد الافتتاحي البليغ، يختزل أسكالانته مزاج فيلمه، حين نرى رأس معتقل وفوقه جزمة عسكرية في سيارة مسرعة بين شوارع خالية من البشر، قبل أن نشهد على شنق أحدهم من فوق جسر. الدموية شرع أناس غامضين، نعرف لاحقاً أنهم حماة القانون وشرطته وجنوده.

يمعن أسكالانته في تصوير التعذيب الرهيب الذي يتعرّض له المجنّد الخائن، وعلى نحو أقلّ البطل الشاب. فمحنته تكمن في قراره الخطأ، حينما دمّر كيسيّ الكوكايين، وجعل شقيقته، بذلك، ضحية عمليتي اختطاف واغتصاب من قِبَل أفراد شرطة بذروا في رحمها روحاً نجسة. البرّية ووحشيتها تفتتان العائلة. يدخل البطل نقطةً سوداء لن تُغلق إلاّ بانتقامه الدموي اللاحق من جار تواطأ في تأجير منزله البائس حيث أُسرت الصبية فيه. يقول أسكالانته: «شخصياتي عانت العنف، ووجدت نفسها تحت طائلة أزمة. حاولت ان أشارك فيها مشاهدي الفيلم». المشكلة أن محنة هيلي وأسرته لم تُقنع نقّاد «كانّ» وصحافييه، فأعرضوا عن عنفه، على الرغم من حصافة اتّهاماته الموغلة بالغلاظة.

في المقابل، هناك محنة عائلية أخرى تحدث في قلب الـ«متروبوليس» الأميركي، تضمّنتها باكورة الأميركي الشاب رايان كوغلر «محطة فروتفال» (نظرة ما)، المستندة إلى وقائع حقيقية حدثت في محطة قطارات في مدينة سان فرانسيسكو ليلة رأس السنة (2009)، وراح ضحيتها شاب مسالم، كان في المكان والزمان الخطأين. تحوّلت حادثة تصفية الشاب الزنجي أوسكار (22 عاماً) على يدي شرطي أبيض إلى قضية رأي عام، هدّدت الأمن الاجتماعي الهشّ، إذ إن الرصاصة الغادرة التي اخترقت صدره، لم تكن سوى رعونة وقتل بدم بارد.

يسرد كوغلر حكايته بتدبر سينمائي ذي بصيرة سياسية، على الرغم من طغيان نَفَس ميلودرامي غير مبرَّر على فصوله. تتساير مع عقد أوباما الاجتماعي، وتستمد شجاعتها منه، معلنة موقفاً لا لبس في اتّهامه أعوان القوّة الصغيرة الذين بادر أحدهم إلى تصفية الأب الشاب. نتابع، عبر مئة دقيقة، يوميات عائلية، وتفاصيل إيمان ديني عميق، وأواصر صداقات وخيبات عمل، وجرائم صغيرة، ومحاولات شخصية لتأمين لقمة كريمة، على خلفية خطاب حزبي بطله رئيس أسود يسعى إلى تقوية «إلفة أمة».

يجعجع فيلم «محطة فروتفيل» بخطاب إدانات متعجّلة. بل يمرّر بحنكة بياناً حول شرعية التكافل الإنساني وثقافته، باعتباره صمّام الأمان الوحيد بين أعراق الأمّة الكبيرة، إذ لا سبيل لأفرادها سوى أن يتشاركوا بالمصير والتفاهم. السؤال البليغ الذي يطرحه نص كوغلر هو: هل قوّة الدولة الحداثية حوّلت حماتها، من دون أن تدري، إلى قتلة يتوارثون عنصريتهم، على الرغم من أنف القانون الذي يسعون إلى الدفاع عنه؟

السفير اللبنانية في

20/05/2013

 

مهرجان «كان» في فلك المراهقة المعذّبة

«ماضي» أصغر فرهدي يبهر الكروازيت

عثمان تزغارت/ كان 

انطلقت التكهّنات باكراً هذه السنة. توجّهت أنظار الصحافة الفرنسية إلى شريط «الماضي» الذي يصوّره أصغر فرهدي للمرة الأولى خارج إيران، مستدرجاً جمهوره إلى لعبة مرايا مستمرّة. مع دخولنا الأسبوع الثاني من المهرجان، ينتظر النقّاد أفلام «الأعيرة الثقيلة» من الأخوين كوين الى ستيفن سودربرغ

عند منتصف الطريق نحو «السعفة الذهبية»، بدأت تتضح معالم الدورة 66 من «مهرجان كان السينمائي» وتيماتها المميزة. لعل أبرز هذه التيمات موضوع المراهقة المعذبة الذي شكّل المحور الرئيس لثلاثة من أبرز الأفلام التي عُرضت خلال الأسبوع الأول من المهرجان، وهي «الماضي» لأصغر فرهدي، و«صغيرة وجميلة» لفرنسوا أوزون، و«الخاتم اللماع» لصوفيا كوبولا.

صاحبة «ماري أنطوانيت» اقتبست موضوع فيلمها الذي افتتح «نظرة ما» ـ ثاني أهمّ تظاهرات المهرجان ــ من قصة واقعية لمجموعة من المراهقين في سان فرانسيسكو يقودهم ولعهم بمشاهير تلفزيون الواقع الى تأسيس عصابة للسطو على بيوت نجومهم المفضلين من خلال رصد أخبارهم وتتبع تحركاتهم وأسفارهم عبر صفحات الفايسبوك. انطلقت كوبولا من هذه الواقعة لتلقي نظرة نقدية ساخرة على عالم المشاهير والنجوم في المجتمعات الاستهلاكية الغربية. ورغم أنّ المقارنة قد تبدو نوعاً من ردة الفعل النمطية، إلا أنّه للمرة الأولى، قارن النقاد فيلم صوفيا بأعمال والدها المعلم الكبير فرنسيس فورد كوبولا، خصوصاً لجهة الأسلوب الذي صوّرت به مسقط رأسها سان فرانسيسكو، جاعلةً المدينة واحدة من شخصيات الفيلم المحورية.

فرنسوا أوزون الذي ينافس على «السعفة الذهبية» سلط كاميراه على موضوع جارح هو دعارة القصر من خلال تتبع رحلة تمرد وتيه مراهقة تدعى إيزابيل (مارين فاكت) تقع في براثن عصابات الاتجار بالبشر. في هذا العمل، يعود أوزون على خطى بداياته، حيث شكّلت المراهقة تيمته الأثيرة، منذ فيلمه القصير «انظر الى البحر» (1997)، وصولاً الى فيلميه الروائيين «قطرات ماء على أحجار ساخنة» و«المسبح». ورغم قساوة موضوعه، إلا أنّ الفيلم لم يخل من الشاعرية، واحتلت أغاني فرنسواز هاردي مكانة مركزية في بنية الفيلم، حيث تدور أحداثه عبر أربعة فصول تتداخل فيها الأحداث والأزمنة، ويفتتح كل واحد منها بأغنية من أغانيها.

المراهقة المعذبة كانت أيضاً محور فيلم الايراني أصغر فرهدي الذي شكل الحدث الأبرز في انتظار دخول «الأعيرة الثقيلة» في السباق على «السعفة الذهبية» من الأخوين كوين الى ستيفن سودربرغ وجيمس غراي. نجح فرهدي في إشعال معركة التكهنات باكراً هذه السنة. شكّل فيلمه مفاجأة مبهرة للنقاد ولرواد الكروازيت. وكان مشروع الفيلم قد استقطب الاهتمام منذ البداية، كونه أول عمل يصوّره صاحب «انفصال» خارج بلاده. وزاد الفضول كونه اختار تصويره فيلمه في فرنسا وبلغة موليير، مما دفع النقاد إلى التساؤل الى أي مدى سينجح في اجتياز تجربة الاغتراب هذه من دون خسارة روحه؟

قصة الفيلم تروي رحلة تيه طويلة (جسدية ونفسية) تقود أحمد من طهران الى باريس لاستكمال إجراءات طلاقه من زوجته الفرنسية ماري. وإذا به يكتشف أنّ ابنتها من زواج سابق، تعاني مشكلة نفسية محيرة، حيث تعارض ارتباط والدتها بخليلها الجديد، وتسعى لابتكار الحيل لفصلهما عن بعض، في حين كانت علاقاتها جيدة وأبوية مع أحمد أيام ارتباطه هو الآخر بوالدتها.

يحدس أحمد أنّ في الأمر «سراً كبيراً» يفسر سلوك ربيبته المراهق، ويقرر ألا يغادر باريس قبل أن يكتشفه. على غرار فيلميه «انفصال» (أوسكار افضل فيلم أجنبي 2012) و«بخصوص إيلي» (الدب الفضي في «مهرجان برلين» 2009)، ينطلق فرهدي من هذه الصلات العائلية الاشكالية ليغوص عميقاً في الأغوار النفسية المعذبة لشخصيات فيلمه. من خلال لعبة مرايا محكمة، يراوغ جمهوره، ليجره من دون أن يدري الى تمرين ذهني تلتبس فيه قيم الخير والشر، وتسقط تدريجاً الانطباعات الأولية التي يكوّنها المشاهد عن شخوص الفيلم، بحكم انقلاب جدلية الضحية والجلاد كلما غيّر المخرج زاوية الرؤية، ليعيد طرح المشهد أو الحدث ذاته من وجهة نظر الآخر.

الحماسة النقدية التي رافقت العرض الأول للفيلم دفعت بعض الصحف الفرنسية الى إشعال معركة التكهنات باكراً، مراهنة بأنّ «أياً من أعضاء لجنة التحكيم لن يكون بمقدوره ألا يفكر في رائعة فرهدي لحظة توزيع السعفة الذهبية». هذه الحماسة أسهمت فيها «الشوفينية الفنية» الفرنسية المعتادة، كونه صُوّر بلغة موليير، ويؤدي بطولته اثنان من أبرز رموز السينما الفرنسية الجديدة، هما طاهر رحيم وبيرينيس بوجو. لكن العامل الأهم يبقى أنّ فرهدي اجتاز ـ بإجماع النقاد ـ الامتحان ذاته الذي سبق أن تصدّى له المعلم الكبير عباس كياروستامي عام ٢٠١٠ من خلال فيلم «صورة طبق الأصل» الذي صوّره في إيطاليا (بطولة جوليت بينوش). من خلال عمليهما الساحرين، أثبت هذان المخرجان الإيرانيان أن النَفَس الانساني هو المسلك الأمثل نحو العالمية.

«عمر» هاني أبو أسعد

ضمن تظاهرة «نظرة ما» التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج توماس فينتربرغ، يعرض اليوم «عمر» لهاني أبو أسعد (الصورة). يروي الفيلم الروائي الخامس للمخرج الفلسطيني صراع ثلاثة أصدقاء وامرأة في الأراضي المحتلة. الشريط من بطولة الممثلين الفلسطينيين وليم لوباني (نادي)، ووليد فاروق زعيتر (رامي)، وآدم بكري (عمر)، وسامر بشارات (أمجد)، وإياد حوراني (طارق).

باز لورمان لم يلتقط سوى مجون «غاتسبي»

فيصل عبد الله/ لندن 

بدأت عروض «غاتسبي العظيم» في الصالات. اختيار الشريط لافتتاح «مهرجان كان» ــ هذه التظاهرة العريقة وبهرجتها الباذخة ــ كان أقرب إلى محاكاة رمزية لليالٍ اقتَبس عوالمها الأوسترالي باز لورمان عن رواية الأميركي ف. سكوت فيتزجيرالد الكلاسيكية في شريط بالأبعاد الثلاثة. منذ صدورها في منتصف عشرينيات القرن الماضي، لم تنقطع المحاولات السينمائية لتقديمها للشاشة من بينها عمل جاك كلايتون (1974)، وفيلم روبرت ماركوفيتز التلفزيوني (2000) ومحمد خان في شريطه «الرغبة» في نهاية السبعينيات.

مع ذلك، ظل سؤال الإمساك بروح هذا النص الميلودرامي وتقديمه سينمائياً هو الرهان. كتب لورمان وكريغ بيرس السيناريو، فاختصر المخرج الأوسترالي دراما شريطه بفرجة سينمائية تقوم على المؤثرات البصرية. أسند شخصية غاتسبي المحاطة بالألغاز لليوناردو دي كابريو، ودور معشوقته ديزي للإنكليزية كاري موليغان، فيما يؤدي توبي ماغواير دور قريبها الراوي نيك. طعّم لورمان شريطه ببعض فقرات الرواية على لسان نيك، وهو يسطرها على الآلة الكاتبة. بفعل كآبته وإدمانه الكحول، يخضع نيك لجلسات مع معالج نفسي يقترح عليه كتابة سيرة غاتسبي وحفلاته الباذخة. يبدأ نيك باسترجاع عوالم غاتسبي الخرافية، مستعيداً أيامه، مُضارباً في سوق السندات المالية في سنوات ما عرف بـ«حظر بيع الكحول». استأجر منزلاً صغيراً بالقرب من قصر غاتسبي الذي ترتسم شكوك حول حفلاته وثروته وتاريخه. هو الجاسوس الألماني، ومتخرج جامعة «أكسفورد» ، والمتوج بنياشين انتصارات الحرب العالمية الأولى، والمرتبط بعصابات التهريب.... مع ذلك، يواظب رجال الأعمال والقضاة ورجال الشرطة والمشاهير على حضور حفلاته المجنونة. إنّها مشاركة العيش في فانتازيا «الحلم الأميركي». على خلفية صورة عشرينيات القرن الفائت، يبني لورمان سرديته، مازجاً بين عالم الثراء والسلطة والنفاق والخيانات والجاز وحفلات الرقص الماجنة مع اللقطات التاريخية القديمة لنيويورك، ومنطقة هامتون حيث تدور الرواية والفيلم. من أجل حبّه الضائع لديزي التي تزوّجت أرستقراطياً، شيّد غاتسبي عالمه الفانتازي هذا. سنشاهد عصر الجاز وصخب العشرينيات. لكنّ لورمان ضيّع فرص الإفادة من أداء الممثلين وسط بهرجة الحفلات. بعد مقتل غاتسبي مضحيّاً بحياته من أجل ديزي، واستخدامه ككبش فداء في المجتمع النيويوركي، يصرخ نيك: «إنّهم زمرة فاسدة. أنتَ أفضل منهم»، لتكون هذه خاتمة الشريط والرواية. هل كان الفيلم أميناً لرواية فيتزجيرالد، الجواب هو كلا!

الأخبار اللبنانية في

20/05/2013

 

مهرجان "كان السينمائي" ...

«داخل لوين دايفيز» آخر أيام الفن قبل تحوّله صفقات تجارية

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس 

بعد الحدث السينمائي الكبير في مهرجان كان، على صعيد أفلام المسابقة الرسمية على الأقل، والذي شكّله عرض فيلم الإيراني أصغر فرهادي «الماضي»، ها هو حدث جديد يطل في اليوم التالي، حاملاً هذه المرة عنوان «داخل لوين دايفيز» وتوقيع الأخوين إيتان وجويل كوين... وهذه المرة أيضاً يمكن القول إن النتيجة أتت بحجم التوقعات وأكثر.

مجدداً قدم الأخوان الأميركيان عملاً فاتناً عميقاً محكم الصنع مدهشاً في موضوعه وفي بناء شخصياته التي قد تذكّر، من ناحية ما ببعض الشخصيات الفللينية (نسبة إلى الراحل فديريكو فلليني). إذ من جديد، في فيلم يعودان به إلى التباري في «كان» بعد ست سنوات من الغياب عن مهرجان أعطاهما سعفة ذهبية ( «بارتون فينك») وجائزتي إخراج وأربعة أو خمسة نجاحات مدهشة أخرى، وبعد نجاحات ضخمة خارج «كان» جعلتهما يحتلان مكانة مرموقة في راهن السينما الأميركية، يعود الأخوان كوين إلى لغة البناء المحكم للشخصيات والمواقف التي حين تبدو شديدة الطرافة، تطفح بذلك الحس الدرامي الذي ينهل من الحياة والتاريخ وعالم الفن مباشرة.

وكالعادة هنا يمحور الكاتبان - المخرجان موضوعهما حول شخصية أساسية يتابعان أسبوعاً من حياتها النيويوركية. وكالعادة يبدو الفيلم كأنه عمل «وثائقي» يتابع حياة تلك الشخصية. والحال أن هذا ليس مصادفة هنا، ذلك أن «داخل لوين دايفيز» مأخوذ أصلاً من جزء من السيرة الذاتية لمغني الفولك الأميركي داف فان روك الذي كان من نجوم الغناء في «غرينتش فيلاج»، وهي كانت في ذلك الحين محور الحياة البوهيمية والفنية الأميركية يوم كانت هاتان صنوين لرسولية ما في الفن والحياة الاجتماعية... كان ذلك أيام ألفيس بريسلي وبدايات بوب ديلان، وقبل طغيان الصناعة والشركات الكبرى والصفقات، على الفن في أميركا وغيرها.

من هنا، يقدم لنا الأخوان كوين شخصية دايفيز في براءتها الفنية، وفي عيشها الصعب من دون مأوى ومن دون سند، وحتى من دون جمهور... إنه فنان يتصور لنفسه رسالة فنية ولا يريد تقديم تنازلات، يطرد من هنا ويضرب من هناك، يسعى وراء من يسجّل له وقد بات يكتب ويلحّن ويغني وحيداً بعدما انتحر شريكه. لا تفاهم يقرّبه من أهله ولا تناسق مع حبيبة يقيه وحدته. كل يوم يتسول مكاناً للنوم فيه ولقمة تقيه الجوع. يدور بين مكان وآخر بحثاً عن مستقبل، وهذا كله في رحلة يصورها الفيلم بيكارية تنتهي من حيث بدأت غير واعدة بشيء. أما المغني - الشاعر نفسه فيمضي أيامه ولياليه من دون أي تبدل في ملامحه أو تفاعل مع أية ردود فعل على ما يحدث له. والحال أننا لولا لحيته الكثة وشارباه لكان يمكننا أن نخاله، لسلبية تعابيره الكئيبة، تجسّدا لباستر كيتون. وليس هذا مصادفة، فالأخوان كوين لطالما عبرا عن رغبتهما في أن يحققا يوماً فيلماً عن الهزلي الأميركي الكبير ذي الوجه الأخرس. وفي الفيلم الذي أثار موجة إعجاب بعد عرضه الأول في كان، تكاد الشخصية أن تكوين كيتونية بامتياز. ويعزز هذا الشعور تنوع الشخصيات التي يلتقيها دايفيز خلال تجواله حيناً بحثاً عن قطّة لأصدقاء يضيّعها، وحيناً بحثاً عن منتج أو أريكة ينام عليها ليلته أو لحظة دفء في صقيع نيويوركي كان قارساً في شكل استثنائي عام احداث الفيلم 1961. وفي كل مرة كان المغني ينفد بجلده ولكن الثمن مزيد من التدهور والاكتئاب والتفكك العائلي حتى في زمن كان يبدو أن أميركا تعيش أحلى أيامها، فيما تعيش «غرينتش فيلاج» آخر سنوات براءتها، والفن أول عهود تحوّله إلى مجرد صفقات تجارية. لكن هذا كله من دون أي حنين مفرط أو محاولة لإثارة شفقة ما... وبهذا شكل الفيلم حدثاً سينمائياً كبيراً ووفّر لمهرجان «كان» واحدة من لحظاته الممتعة.

الحياة اللندنية في

20/05/2013

 

في عروض المسابقة الرسمية بمهرجان "كان"

البداية ساخنة في الفيلم الفرنسي "الفتي والجميلة"

الدعارة وتجارة المخدرات وأمراض الحروب .. أهم القضايا

فكري كمون 

بدأت عروض الأفلام المتنافسة في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" وكانت البداية ساخنة بالفيلم الفرنسي "الفتي والجميلة" أو "جون وجيلي" وتمثيل مارين فاكت وجيرالدين بيلهاس وفريدريك بيرو.. وتدور أحداث الفيلم حول "إيزابيل" التي تلعب دورها مارين فاشت حيث يكتشف زوج أمها فريدريك بيرو انها تمارس الدعارة وبالطبع فإنه تعامل بعنف معها كي يردعها. 

قالت مارين فاكت في العرض الخاص للفيلم: إنها كانت عارضة أزياء ولكنها تحب التمثيل واستمتعت بالعمل مع مخرج الفيلم فرانسوا أوزون ولم تشعر بأن هناك فرقاً بين عرض الأزياء والتمثيل.. وقال مخرج الفيلم انه مر بفترة مؤلمة في فترة المراهقة الخاصة به ولم يستسلم لسحرها بل قدمها لا تبيع الهوي للضرورة ولكن لمجرد الشهوة. 

وهذا الفيلم هو الأول الذي كتبه وأخرجه أوزون وكان فيلمه الثاني "حوض السباحة" الذي أخرجه منذ عشرة أعوام. 

والفيلم الثاني في المسابقة الرسمية وهي انتاج مشترك بين المكسيك وألمانيا وهولندا وفرنسا تمثيل أرماندو سبتيا وليندا جونزاليز وتدور أحداثه حول "استيلا" التي تبلغ من العمر 12 عاماً وتكتشف عائلتها انها وقعت في حب شرطي يهرب المخدرات.. مخرج الفيلم امات سكالانتي قال في مؤتمر صحفي: انه قدم الفيلم كي تعيد الأسر النظر في أسلوب حياتهم. 

وفي يوم الجمعة عرض الفيلم الفرنسي الإيطالي "الماضي" اخراج الإيراني اصغر فارهادي وتمثيل الممثلة الأرجنتينية الأصل برنيس بيجو وتدور أحداثه حول إيراني يصل إلي باريس لاتمام إجراءات الطلاق من زوجته الفرنسية ماري وفي باريس يكتشف توتر العلاقة بين ابنته لوسي وماري زوجته ويحاول الإصلاح بينهما ولكنه يكتشف حقيقة ماض أليم ومكبوت. 

ويوم السبت الفيلم الفرنسي "جيمي بيكارد" اخراج أرنود ديسبليشن.. تمثيل بينيشيو تورو وجينا ماكي وتدور أحداثه عقب الحرب العالمية الثانية حيث يدخل جيمي مستشفي الأمراض العصبية في ولاية كانسس وهو هندي أمريكي من إحدي القبائل حيث أصابته المعارك في فرنسا بحالة اضطراب ودوار وعمي مؤقت وفقدان لحاسة السمع وتقرر المستشفي الاستعانة بخبير في عالم الأجناس لتحليل مرضه. 

أمس الأحد عرض الفيلم الهولندي البلجيكي الدانمركي "بورجمان" سيناريو واخراج الهولندي اليكس فان ورمردام وتمثيل جان بيفون وتوم وساراجور ويدور حول عائلة بورجوازية تصل إلي حي الأثرياء. 

كما عرض الفيلم الأمريكي "داخل لوين دافيز" سيناريو واخراج إيتان كوين وجويل كوين وتمثيل أوسكار إيزاك وكاري مولجان وجون جودمان وجاستن تيمبر ليك وتدور أحداثه حول مطرب شاب في الموسيقي الشعبية يسعي لاثبات وجوده. 

الجمهورية المصرية في

20/05/2013

 

وبدأت فعاليات مهرجان كان الـ‏66‏

سعيد عبدالغني

يوم الأربعاء الماضي‏15‏ مايو‏..‏ بدأت فعاليات مهرجان كان هذا العام رقم‏..66‏ الذي ستستمر دورته حتي يوم الأحد‏26‏ مايو أيضا‏..‏ وخلال هذه الأيام التي تبدأ دورة المهرجان وحتي نهاية فعالياته‏..‏ التي يصل عدد أيامها إلي‏11‏ يوما‏..‏ يعيشها نجوم ونجمات الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية‏..‏ والأخري في المهرجان‏..‏ في قلق مستمر مع حلم الأمل في الحصول علي جائزة السعفة الذهبية هذا العام‏.‏

وهناك‏19‏ فيلما في المسابقة الرسمية كل أبطالها يعيشون حلم القلق الساحر الجميل‏..‏ حصولا علي السعفة الذهبية من مهرجان كان‏..‏ بلد النخيل‏..‏ الذي استمد شكل جائزته من سعف النخيل الذي يزين هذه المدينة الفرنسية الجميلة كان‏.‏

والأفلام التي تنتظر حلم الفوز بسعفة النخيل الذهبية هي‏:‏ داخل لويس دافيس‏..‏ إخراج الأخوين إيثان وجويل كوين‏..‏ والفيلم الفرنسي قلعة في إيطاليا‏..‏ تأليف وإخراج وبطولة فاليري بروني‏..‏ والفيلم الألماني ميشيل كولهاس إخراج إرناد ديسباليري‏..‏ و حياة ميلادي للمخرج التونسي عبداللطيف كشيش‏..‏ والسحر للمخرج محمد صالح هارون‏..‏ و العلاج النفسي في سهول الهند‏..‏ والفيلم الإيراني الماضي للمخرج أصغر فرهادي‏..‏ و المهاجر للمخرج فرنسوا أوريني‏..‏ وفيلم فراء فينوس للمخرج رومان بولانسكي‏..‏ وفيلم وراء الشمعدان للمخرج ستيفن سودبرج‏..‏ وهو عن أشهر عازف بيانو في الستينيات‏..‏ و ليبراشي صاحب الملابس الغريبة الفخمة‏..‏ وفيلم الله فقط يغفر للمخرج نيكوس‏..‏ وباقي الأفلام الـ‏19‏ التي في المسابقة الرسمية‏.‏

وهناك مسابقة أسبوع النقاد‏..‏ ونصف شهر المخرجين‏..‏ ومسابقة الأفلام القصيرة التي يتنافس فيها‏9‏ أفلام من فلسطين‏..‏ واليابان‏...‏ وكوريا الجنوبية‏..‏ والدنمارك‏..‏ وبلجيكا‏..‏ وهولندا‏..‏ وقسم الأفلام الكلاسيكية‏..‏ وهو علي هامش المهرجان ويعرض فيه‏20‏ فيلما منها أفلام‏..‏ كليوباترا‏..‏ والأميرة مارمو‏..‏ وفيدرا‏..‏ وفيلم مايو الجميل‏.‏

وكانت هناك في أحداث المهرجان واقعة دخول لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من الباب الخلفي لقاعة المهرجان‏..‏ وفي فترة النهار قبل حفل الليل‏..‏ ولحق بهم عدد من الجماهير تحييهم وهم يصعدون إلي داخل القاعة علي سلالم عديدة‏..‏ وكان علي رأسهم رئيس لجنة التحكيم المخرج الكبير ستيفن سبيلبرج‏..‏ والنجمة الكبيرة عضوة لجنة التحكيم نيكول كيدمان‏..‏ وباقي أعضاء اللجنة‏..‏ ويبدو أنهم كانوا في طريقهم لعقد اجتماع خاص بهم‏..‏وبأسلوب التعامل مع أفلام المسابقة وجوائزها‏.‏

وكان هناك عدد كبير من نجوم المهرجان علي السجادة الحمراء كعادة المهرجانات‏..‏ وهم‏:‏ لينوردو كابريو‏..‏ صاحب وبطل فيلم الافتتاح جانس العظيم‏..‏ والنجمة ماريون كوتيار الممثلة الفرنسية‏..‏ ولها فيلمان في المهرجان‏..‏ والفيلمان من الإنتاج الأمريكي هما المهاجرة للمخرج جيمس جراي‏..‏ والثاني فيلم روابط الدم أول إخراج للفرنسي جيم كانيه‏..‏ وماريون كوتيا حاصلة علي جائزة أفضل ممثلة عن تجسيدها لشخصية المطربة الفرنسية الشهيرة إديت بياف في فيلم الحياة الوردية‏..‏ والنجم مايكل دوجلاس بطل فيلم خلف الشمعدان‏..‏ والممثلة البريطانية كاري ماليجان التي تشترك بفيلمين في المهرجان‏..‏ الأول جانس العظيم خارج المسابقة‏..‏ والفيلم الثاني يعرض في المسابقة وهو الأمريكي داخل لويس ديفيس‏..‏ والممثلة البريطانية بطلة أفلام هاري بوتر إيما واطسون‏..‏ وهي بطلة في فيلم عصابة بلينج الذي سيعرض في قسم نظرة ما‏..‏ والممثل مات ديمون الذي يمثل شخصية صديق عازف البيانو مايكل دوجلاس‏..‏ والممثلة برنيس بيجو بطلة الفيلم الصامت الفنان الحاصل علي‏5‏ جوائز أوسكار‏..‏ ويعرض لها الفيلم الإيراني الفرنسي الماضي للمخرج أصفار فرهادي‏..‏ والممثل ريان جوزلينج الذي يشارك في فيلم الله فقط يغفر في المسابقة الرسمية‏.‏

طبعا إلي جانب نجوم آخرين مشاركين في المهرجان بأفلام في المسابقات‏..‏ وضيوف المهرجان‏..‏ ومن المشاركين المشهورين الممثل الهندي الشهير أميتاب باتشان‏..‏ والنجمة الهندية الشهيرة أيضا إيشواريا راي‏..‏ وعدد من نجوم السينما الهندية أبطال أفلام بوليوود الهندية‏..‏ والهند هي ضيفة شرف مهرجان كان هذا العام‏..‏ وكانت السينما المصرية هي ضيفة شرف كان العام الماضي‏..‏ وكان لها دور مهم في مساعدة مهرجان كان في كل دوراته بعد توقفه أيام الحرب العالمية الثانية‏..‏ ولنا لقاء مع أيام كنا في كان‏..‏ الأحد المقبل يوم إعلان جوائز مهرجان كان هذا العام وكانت إدارة المهرجان قد اعلنت سرقة صندوق مجوهرات النجوم إلا انها إكدت أن السعقة الزهبية لم تسرق.

الأهرام المسائي في

20/05/2013

 

المخرج السوري فارس خاشوق يغامر في 'كان' بفيلم 'الكلب'

ميدل ايست أونلاين/ كان (فرنسا) 

الفيلم يعالج ردود فعل سوريين مغتربين يغضبون من ثورة مطالبة بالكرامة والعدالة والحرية لمجرد أنها أفسدت عليهم إجازاتهم السنوية.

لم يضع المخرج السوري الشاب فارس خاشوق خلال كتابته وتصويره لفيلم (الكلب) أمام عينيه إلا أن ينجز عملا سينمائيا مميزا له هوية ويحمل رسالة، بل لم يكن يخطر بباله للحظة أن فيلمه هذا سيصل إلى واحد من أهم المهرجانات السينمائية الدولية.

وفيلم (الكلب) للمخرج خاشوق الذي اختير للعرض في ركن الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي في دورته الجديدة لعام 2013، هو أول إنتاج سينمائي له ومدته 20 دقيقة، وتم تصويره في دولة الإمارات العربية المتحدة في آذار/ مارس العام 2013.

الفيلم مستوحى من الثورة السورية التي أنهت سنتين من المآسي، ويعالج ردود الفعل السلبية لبعض السوريين المغتربين المُترفين تجاه الاحتجاجات في بلدهم، وأنانيتهم واستخفافهم بدماء شركائهم بالحياة، ويغضبون من ثورتهم المطالبة بالكرامة والعدالة والحرية لمجرد أنها أفسدت عليهم إجازاتهم السنوية.

لكن خاشوق، المخرج السوري ـ الفرنسي الجنسية، الموجود في مدينة كان الفرنسية، أشار إلى أن فيلمه إنساني بالدرجة الأولى، وقال "فيلمي ليس سياسيا بقدر ما هو إنساني، على الرغم من أن محوره وموضوعه الأساسي هو الثورة السورية، إنه يحاول تعرية اللامبالاة بالدم السوري، حتى عند بعض السوريين أنفسهم".

والفيلم يسلط الضوء على عقلية بعض السوريين الرازحين تحت حكم شمولي متواصل منذ أكثر من أربعة عقود، وكيف أن عنف النظام غير المسبوق والمجازر اليومية والمتكررة التي تخلف مئات القتلى لم تحرك شيئا عندهم، بل استثمروا هذا الواقع المأساوي للحفاظ على مستوى حياتهم المريح، وهو مليء بالرمزية والخيال.

وحول هذه الرمزية يقول المخرج "لقد اعتمد الفيلم على الرمزية كأداة فنية للتعبير والرابط بين عالمين حقيقي وتخيلي، وإيجاد الرموز لم يكن صعبا، ولم أواجه إشكالات بهذا المعنى، فأي ثورة من أجل الحرية تغصّ بالرموز بطبيعتها، فكيف بالثورة السورية التي تلد يوميا رموزا جديدة لتصبح خزان رموز سيبقى للتاريخ، ابتداء من أطفال درعا، لحمزة الخطيب، للقاشوش، لأبو فرات.. والقائمة طويلة جدا".

وأضاف "إن رسم تلك الشخصيات السورية، دون الوقوع في شرك المبالغات أو الكليشيه، وسرد القصة بتفاصيلها مع البقاء ضمن حيّز دقائق الفيلم العشرين، شكّلت تحديات، لكن يبقى التحدي الأكبر هو التنقل بين عالمين: الواقع اليومي الذي تعيشه الشخصيات، بكل تفاصيله وبين رمزية ميتافيزيقية تتدخل في لحظات مفصلية لتغيّر في مجرى الحدث وفي الشخصيات لكن من دون انتزاعها من الكادر اليومي للحياة والدخول في عالم خيالي".

ويعتبر كادر الفيلم صغيرا جدا، فالمخرج هو في نفس الوقت صاحب السيناريو، كما شارك أيضا في التصوير والمونتاج والتمثيل إلى جانب ممثلين اثنين فقط، علياء خاشوق وبشار المقيد.

وحول غاية المخرج من جمع كل هذه المهمات بيده، قال "السبب الأساسي هو غياب الدعم المادي الذي يمكنني من تشغيل فريق كامل، والفيلم في البداية عبارة عن مغامرة متواضعة، لم يخطر ببالي أنه سيصل لمهرجان كان السينمائي".

وحول خطر الجهات الممولة والداعمة على المحتوى السينمائي لأي عمل يتعلق بثورة، قال المخرج المغترب "قد ينتقص التمويل من موضوعية الطرح في كثير من الحالات، والأمر يعود للمخرج وخياراته، وفي حالة فيلمي لم يكن هناك أي تمويل أو دعم مادي، فقد أنتجت الفيلم من حسابي الخاص المتواضع جدا".

ووفق المخرج فإن عمليات التصوير انطلقت باستخدام كاميرا واحدة (DSLR) مرتكزا في خياره هذا على خبرته في التصوير الفوتوغرافي، واقتصرت الإكسسوارات على مجموعة إضاءة وميكرفون بسيطين، ومواقع التصوير هي منزله ومنزل الممثل في الفيلم، وتمت عمليات المونتاج ليلا بالتوازي مع التصوير، فيما نفذ المؤثرات في مشهد الغيوم بنفسه باستخدام برنامج تصميم ثلاثي الأبعاد.

والمخرج خاشوق من مدينة حمص التي يُطلق عليها السوريون اسم (عاصمة الثورة)، وهو حائز على دكتوراه في مجال الفنون البصرية من باريس، ويعمل أستاذا في جامعات فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة، يرى أن للوضع السياسي والإنساني في سورية دورا في تسليط الضوء على الإنتاج الفني السوري بشكل عام، لكنه لا يجزم بعلاقة ذلك الوضع بإدراج فيلمه في مهرجان كان السينمائي.

ميدل إيست أنلاين في

20/05/2013

 

السينما الهندية تحاول في مهرجان كان تبديد صورة بوليوود التقليدية

رويترز/ كان 

يقوم نجوم السينما الهندية ومجموعة من المخرجين الجدد بمهمة خاصة في مهرجان كان السينمائي لاثبات ان صناعتهم التي بدأت منذ مئة عام هي أكثر مما اصطلح على تسميته بوليوود نسبة الى بومباي (مومباي) عاصمة السينما الهندية على غرار هوليوود عاصمة السينما الامريكية. وتوافد على الريفييرا الفرنسية أكبر عدد من نجوم السينما الهندية والمشتغلين بها للترويج لاكبر صناعة سينمائية في العالم التي تنتج أكثر من الف فيلم في العام مقارنة بانتاج هوليوود الذي يقف عند نحو 600 فيلم في العام.

ورغم ذلك تبذل أفلام بوليوود وأفلام الاقاليم الهندية الاخرى جهدا كبيرا للصمود في اختبار شباك التذاكر على مستوى العالم مع انتقاد المشاهد لطول الافلام الهندية وانها مجرد استعراضات للغناء والرقص.

لكن صناعة السينما الهندية تنظر الى مهرجان كان السادس والستين الذي اختيرت فيه "كضيفة شرف" بمناسبة بلوغها مئة عام كفرصة للترويج لنوع جديد من الافلام الهندية على مستوى العالم والدعاية للهند كمكان ممتاز لتصوير الافلام وأيضا لكسب عدد هائل من رواد السينما. وقال المخرج اميت كومار الذي عرض الفيلم الذي أخرجه (مونسون شوت آوت) وهو فيلم اثارة وحركة عن عالم العصابات أمس الاحد في مهرجان كان "اذا استخدمت مصطلح بوليوود فهذا يعني حقا الغناء والرقص.. نوع من الافلام التي تدور حول قصص ممطوطة."

وقال لرويترز "نريد ان نظهر السينما الهندية بصورة عالمية أكثر وآمل ان يجعل وجودنا في كان العالم يدرك ان السينما الهندية أكثر من مجرد بوليوود." ويأمل الوفد الهندي في مهرجان كان في جذب الاستثمارات الى صناعتهم المتوقع لها ان تنمو الى خمسة مليارات دولار عام 2014 مقارنة بما كان 3.2 مليار دولار عام 2010 

إيلاف في

20/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)