حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي السادس والستون

إنها ليست مهنة سهلة لمن يتحدى نفسه على الدوام

ليوناردو ديكابريو لـ «الشرق الأوسط» «أشعر بالتوتر في كل فيلم أمثله»

كان: محمد رضا 

ردود الفعل على فيلم باز لورمان «غاتسبي العظيم» لم تكن في «كان» (بعد عرضه الافتتاحي) أفضل مما كانت عليه في الولايات المتحدة أخيرا. نسبة الذين وجدوه سيئا جدا أو سيئا إلى حد كاف يصل إلى ثلاثة من أصل كل خمسة. الاثنان الباقيان إما وجداه متوسطا أو جيدا. بين النقاد العرب الموجودين لم يهضمه أحد. قد تسلى بعضهم بذكر الحركات البهلوانية للكاميرا، لكنه من الدراية بمكان بحيث يستطيع أن يجد في العمل تكلفا كبيرا.

لكن على الرغم من ذلك، هناك قلة يخطئون الممثل ليوناردو ديكابريو. هو تصرف على نحو مهني صحيح حين قرر أنه يريد لعب شخصية جاي غاتسبي وشد رحاله إلى هذا الدور من دون تردد واثقا، على ما يبدو، بشغف المخرج للمشروع وبذل له طوال سنوات. وهو، على صعيد آخر، أفضل عنصر أمام الكاميرا في هذا الفيلم. كل ما كان ينقصه هو نص أفضل وأعمق. حين لم يجده اعتمد على موهبته وأنجز نقاطا في هذا المجال.

حط لثلاثة أيام في المهرجان وحضر الحفلة الليلية التي أقيمت على شرف المهرجان، وفي اليوم التالي كنا نجلس معا لنصف ساعة محشورة بين سلسلة من المقابلات قبلها وبعدها.

·     هذه ليست المرة الأولى التي تحضر فيها مهرجان كان. كيف تجد هذا المهرجان وكيف تفسر استقطابه للسينمائيين حول العالم؟

- شخصيا أحب «كان». أحب حضوره. ليس لدي قصص كبيرة أرويها حول هذا المهرجان. لم يحدث معي شيء يستحق الحديث فيه، لكن حين مجيئي إلى هنا أشعر كما لو أنني جزء من «لا دوتشي فيتا» (فيلم فديريكو فيلليني الذي خصه للحديث عن السينما - المحرر). المدينة كلها تتحول إلى سجادة حمراء وإلى حفل حاشد، لذلك أنا سعيد بأن أكون هنا هذه السنة عن هذا الفيلم.

·        كيف تنظر إلى هذا الفيلم. ما أهم مزاياه التي تجعلك سعيدا به؟

- أعتقد أن هذا الفيلم كان مخاطرة وإذا حضرت المؤتمر الصحافي ولاحظت قمم شركة «وورنر» موجودة فيه ترقب وتستمع وتتابع ذلك وهذا دليل على حجم اهتمامها بالعمل وفي رأيي إشارة إلى وضعه الحرج، كونه فيلما لا يتكرر إلا كل وقت طويل. أعتقد أيضا أنه فيلم يعيد ابتكار العمل السينمائي على أكثر من وجه. هذا فيلم كان يحتاج لمهرجان كبير لكي يستفيد من الهالة التي يمنحها المهرجان لأفلامه. هذا المكان في رأيي المكان الأكثر ملاءمة ولو أن هناك دوما أناس عجيبين في هذه المدينة (يضحك).

·     لكن الفيلم هوجم بضراوة من قبل كثير من النقاد - هذا ليس إلا دلالة على أن لكل امرئ رأيه الخاص. نعم النقاد في أميركا - كثيرون منهم في الحقيقة - انتقد الفيلم لكن أحزر ما الذي حصل؟

لقد نجح الفيلم على الرغم من ذلك. هذا جعلنا نحن في هذا العمل نشعر بثقة كبيرة من أنه ما زال هناك جمهور يبحث عن القيمة في العمل السينمائي. لذلك أنا سعيد بعملي فيه.

·        هل تعتقد أن فتزجرالد استوحى الرواية من حياته الخاصة؟

- هذا ممكن جدا. هناك شيء من علاقته بزوجته زيلدا. الذي أحببته في هذا الفيلم هو الطريقة التي اشتغل فيها المخرج على ترجمة العلاقات القائمة بين البشر وكيف أن حكاية غاتسبي مروية من قبل شخصية نك كاراواي (لعبها توبي ماغواير). هذا مباشرة من الكتاب وحسب علمي لم يقم أي فيلم سابق بروي الأحداث من وجهة نظر شخصية غير غاتسبي أو ربما من وجهة نظر المخرج لكن ليس من وجهة نظر الشخصية التي تسرد في الرواية ما تلاحظه من مواقف.

·        ما الذي تعلمته من شخصية جاي غاتسبي؟

- أعتقد أن أهم ميزة لهذه الشخصية هي أنها كانت مليئة بالتفاؤل. ونحن جميعا بحاجة لأن نكون متفائلين على هذا النحو.

·        لكن غاتسبي لم يكن على علاقة فعلية مع الواقع.

- صحيح. لم يكن على تواصل مع الواقع مطلقا، لكني أعتقد أننا جميعا لدينا مراحل تدفعنا للحلم بعيدا عن الواقع الذي يشدنا إلى الخلف. أنت وأنا وربما كل الناس يجدون أنفسهم دوما موزعين بين الواقع الذي يحتم عليهم حجم وماهية ما يقومون به وبين الحلم الذي يراودهم ويرغبون من خلاله إنجاز ما لا يوفره ذلك الواقع لهم.

·     شخصية غاتسبي حسبما كتبت وحسبما مثلتها تظهر جانبا متوترا في حالات كثيرة. هل هناك ما يدفعك للتوتر في حياتك الخاصة؟

- حين كنت ناشئا في المدرسة شعرت دائما بأني غير منتم إلى البيئة التي حولي. وهذا جعلني عصبيا ومتوترا (يصمت قليلا).. نعم أشعر بالتوتر دائما في كل الأوضاع. كل فيلم أقوم بتمثيله مناسبة لتوتري. إنها ليست مهنة سهلة لمن يتحدى نفسه على الدوام.

·        طبعا. متى قرأت رواية فرنسيس سكوت فيتزجرالد أول مرة؟

- حين كنت في الكلية وفكرتي عن غاتسبي كانت أنه رجل قوي وغامض وماهر وصاحب سلطة. لكني قرأتها مجددا بعدما وافقت على تمثيل الدور وقراءتها اليوم اختلفت تماما عن قراءتي الأولى، ولا بد أن هذا أمر طبيعي.

·        اختلفت من أي ناحية؟

- من ناحية أنني اليوم تفهمت شخصيته أفضل وتفهمت دوافعه أفضل بكثير. لدي ضوء مختلف جدا عن السابق. لقد أعجبني الكتاب أكثر من أي وقت مضى. تمعنت كثيرا في كلماته. تراءت لي كمشاهد وكيف سأقوم بتأديتها. والأهم أنني أدركت حقيقة حبه لدايزي وهي ناحية لم تستوقفني على نحو خاص في قراءاتي السابقة.

·     أخيرا، لديك حضور قوي جدا في «دجانغو طليقا»، فيلمك السابق مباشرة لهذا العمل. أين تضع هذا العمل بين أعمالك كافة؟

- اسمع يا صديقي. منذ سنوات وأنا محظوظ من حيث إنني تعاملت مع مخرجين مبدعين. أحدهم سألني عمن قد يكون مثلي الأعلى بين المخرجين وأجبته إذا ذكرت (المخرجين) كونتين تارانتينو ومارتن سكورسيزي فإن ذلك كافيا. أعتقد أن باز لورمان من بين المبدعين الحقيقيين أيضا، لكن إذا تسألني عن «دجانغو طليقا» دعني أقول لك شيئا: الممثل ينفعل وينجح أكثر إذا ما وجد عند المخرج ذلك الشغف بالمشروع الذي يحققه. ذلك البذل الكبير، وهذا وجدته عند تارانتينو وعند مارتن سكورسيزي وآخرين سواهما. لذلك أنا محظوظ في هذه الناحية على الأقل.

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» السينمائي (3)

كان: محمد رضا  

كل واحد من أفلام المسابقة العشرين، ومعظم الأفلام المشتركة في المسابقة الثانية «نظرة ما» مباع سلفا إلى السوق الفرنسية. هذا يتضح من أول ما يفتح الفيلم. قبل العناوين كافة، هناك ظهور دائم لاسم وشعار الشركة الفرنسية الموزعة أو المشاركة بالإنتاج، شركات متعددة من بينها MK2 وWild Bunch وLa Films Du Solange وPathé International هذا ليس ممارسا على هذا النحو في المهرجانات الدولية الأخرى. الأفلام المعروضة في برلين وفينسيا وتورنتو ليست محكومة بضرورة أن تجد لها موزعا ألمانيا أو إيطاليا أو كنديا في البداية وقبل أن تعرض في أي من هذه المهرجانات.

ما يعنيه ذلك واضح وموثق: إذا كنت منتجا سعوديا، لبنانيا، مصريا، هنديا، يابانيا، فنلنديا أو حتى أميركيا ولم يكن فيلمك مباعا سلفا إلى السوق الفرنسية، فإنه من النادر أن تستطيع الاشتراك في مهرجان «كان» به. وعلى ذكر الأميركي، فإنه تحت غطاء توفير الأفلام المستقلة في كل سنة، نجد استبعاد الأفلام الموزعة أميركيا إلا نادرا وتحبيذ أفلام تباع لشركات فرنسية ستقوم بتوزيعها محليا أو أوروبيا كما الحال هذا العام مع «داخل ليوين ديفيز» للأخوين كوون وسواه.

في العام الماضي حين نفذ فيلم يسري نصر الله «بعد الموقعة» إلى المسابقة كان بيعه الفرنسي قد تم قبل أشهر طويلة من بدء المهرجان. أتساءل فيما لو كان هذا الفيلم أو سواه تقدم إلى المهرجان الفرنسي من دون أن يكون مدعوما من قبل شركة توزيع فرنسية هل كان سيتم قبوله؟

تقنيات العمل ليست واضحة في هذا الصدد: إما أن المهرجان يختار الأفلام ثم تتسابق شركات التوزيع على إبرام العقود مع تلك الأفلام المختارة لكي تستفيد من زخمها ومن احتمال نيلها الجوائز، أو أن شركات التوزيع هي التي تتقدم بما لديها من أفلام للمهرجان (أو بنسبة كبيرة منها) أو خليطا بين الاثنين. لكن النصيحة التي عادة ما يتلقاها السينمائي الذي يود إرسال فيلمه إلى المهرجان الفرنسي عادة هي «إذا لم يكن لديك اتفاق مع شركة فرنسية تتقدم نيابة عنك إلى المهرجان بفيلمك فإن احتمالات نجاحك في الوصول إلى شاشة المسابقة … محدودة».

الكل سعيد، على ما يبدو، بهذه التوليفة. لا تسمع شكوى من أحد ولا تساؤلا (باستثناء مرة واحدة أثارتها مجلة «فاراياتي» الأميركية قبل نحو عشر سنوات) ولا تثير اهتماما يكفي لطرح القضية على طاولة بحث جدي. لكن المرء لا يستطيع إلا أن يجد في هذا المنهج غمط حق لأفلام أخرى كانت تستحق العروض الرسمية ولم تصل.

أفلام كان

فرنسوا أوزون الذي لا يحرج بطلته

Young and Beautiful

* أول فيلم شوهد من أعمال المسابقة هو الفرنسي «جميلة وشابة» من إخراج السينمائي الفرنسي المنطلق فرنسوا أوزون صاحب الفيلم المعروض حاليا في الأسواق تحت عنوان «في البيت». البيت لا يزال كيانا مهما في هذا الفيلم (وإذا لم أكن على خطأ في معظم أعماله السابقة أيضا) لكن الفارق هو أن «في البيت» مركب أكثر ومتشابك على نحو لغزي إلى حد ملحوظ في مقابل عمله الجديد الواضح والسهل.

إنه حول فتاة شابة اسمها إيزابيل (مارين فاكت) نتعرف عليها في الصيف على شاطئ البحر. في السابعة عشر وما زالت عذراء لكنها سريعا ما سوف تجد حلا لذلك مع صديق ألماني قبل أن تعود مع والدتها وزوج والدها وشقيقها الصغير إلى باريس. بعد حين نجدها تحولت إلى عاهرة بالسر عن أهلها ورفاق المدرسة. تعرض خدماتها وأسعارها في رسائل هاتفية وتتلقى الإجابات وتقوم بالزيارات. واحد من زبائنها المفضلين هو رجل فوق الستين. ومع أن العلاقة جنسية (خدمة مقابل مال) إلا أن لها جانبا دافئا على عكس زبائنها الآخرين. ذات يوم يموت الرجل بالسكتة القلبية وهي معه في الفراش. يفتضح أمرها وتحاول الأم أن تجد حلا وهي التي باتت تخشى على سعادتها البيتية من ابنتها. في النهاية، وهذا التلخيص لا يفي بسعة الموضوع وتشعباته، ها هي الفتاة تضع قدمها على الطريق الصحيح. تجد نفسها للمرة الأولى في جو شبابي طبيعي صالح لمن هم في سنها. هذه المرة تبتسم راضية بهذا التغيير.

قدر كبير من الفيلم يقوم على التلصلص كما في أفلام هيتشكوك، لكن المخرج البريطاني الفذ لم يكن مكترثا (ولا التقاليد الاجتماعية كانت تسمح له) بعرض مشاهد حب وعري. أوزون يفعل ذلك مرارا وتكرارا. يريد من المشاهد أن يتلذذ بما يعرضه في الوقت الذي يأخذ هو من الموضوع بأسره مسافة أخلاقية يدين فيها الفتاة من دون أن يحرجها أمام المشاهد. إنها تحتاج للمال لمتابعة دراستها والطريقة الوحيدة لجلبه هو التحول إلى العهر. تقرب آخر صوب المشاهد العادي موجود في استخدام الأغاني وسيلة لتعليق عاطفي (جوهريا على طريقة أفلام مصرية قديمة). لا يقوى الفيلم وتكثف مواقفه إلا من بعد الفضيحة وتعدد الاحتمالات.

في مكان ما في النصف الأول من الفيلم قد يخطر لك، إذا ما كنت متابعا سينمائيا للجديد والقديم، أن الدور الذي تقوم به البطلة هنا محاذ للدور الذي لعبته كاثرين دينوف في مطلع عملها السينمائي في فيلم لوي بانويل «حسناء النهار» (1967).

تقييم الناقد: (2*)

صوفيا كوبولا تفتقد السبب

The Bling Ring

* الجيل الجديد هو أيضا في قائمة اهتمامات فيلم صوفيا كوبولا الجديد «ذا بينغ رينغ». شوهد كفيلم افتتاح قسم «نظرة ما» ما يجعل فيلما الافتتاح (الرسمي المتمثل بـ«غاتسبي العظيم» والرديف متمثلا بهذا الفيلم) خيبتا أمل كبيرتان.

كما ورد معنا بالأمس، فإن «ذا بينغ رينغ» مبني على أحداث حقيقية لعصبة من بضعة فتيات وشاب (ثم شبان آخرين من حين لآخر) تخصصوا في سرقة منازل النجوم والأثرياء. أحدهم كان يرصد إذا ما كان النجم موجودا خارج مدينة لوس أنجليس (في رحلة عمل مثلا) ويخبر الفتيات الثلاث اللواتي كن أجرأ منه في اقتحام الأماكن المغلقة. في كل مرة يدخلون فيها واحدا من قصور الثراء هذه يقدمون على سرقة المال والجواهر والملابس والأحذية والنظارات الشمسية الثمينة. وإذا ما كانوا محظوظين السيارات الفارهة أيضا.

فيلم صوفيا لا يضيف جديدا على الوصف أعلاه ولا على وصف البارحة الذي كتب حسب المعلومات المبتسرة التي وردت عن الفيلم، ذلك لأن الستين دقيقة الأولى من الفيلم مصروفة على متابعة هذه العصبة وهي تمارس فقط نوعين من الأعمال: تسرق وتسهر. المشاهد متكررة إلى حد فاضح: في كل مرة يتم فيها دخول منزل ما علينا أن نتابع بالوتيرة ذاتها التي سبق ورودها ما تفعله العصبة داخل البيت. كيف تتسلل إلى المكان وكيف تفتح الأدراج وكيف تختطف الجواهر ثم كيف تغادر المكان منتشية بنجاحها. حتى الحوارات متشابهة: «انظروا ماذا وجدت» تصرخ كل فتاة على حدة كل قليل، أو «علينا أن نغادر هذا المكان فورا» يقول الشاب في كل مرة كم لو أن صوفيا (وقد كتبت السيناريو) نسيت، أنا استخدمت الكلمات ذاتها في المشهد السابق أو الذي قبله.

وهناك السهرات وما يحدث فيها من إدمان على المخدرات.. تستطيع أن تلم بما يحدث من مشهد وإذا كان لا بد من مشهدين.. لكن المسألة تتحول إلى «وظيفة» وأنت تتابع المشاهد ذاتها مرة تلو المرة.

ما تفعله المخرجة هو سردها لما يؤلف عملا من تسعين دقيقة خال من أي بحث مستقل واضح، ويفتقد وجهة نظر أو أي قدر من التحليل الاجتماعي. أحداثها، على الشكل الذي وردت به، يمكن أن تكون خيالية وليست واقعية. صحيح أن أسلوب تصويرها تقريري (كما الريبورتاج) لكن ذلك يمكن أن «يفبركه» أي مخرج وراء الكاميرا.

أحداث الفيلم وقعت بالفعل (ما بين 2008 و2009) فهذه مادة منقولة عن أحداث حقيقية، لكن هل وقعت على هذا النحو؟ هل كل السيارات التي تمت معاينتها (سواء أكانت أبوابها مقفولة أو لا) بلا صافرات إنذار كما نرى هنا؟ هل كل المنازل كانت سهلة الدخول لأن أحدهم نسى بابا زجاجيا مفتوحا؟ تمنيت صافرة إنذار واحدة. ثم بدأت أبحث عن مفاجأة وبعد ذلك عن فيلم آخر كان من الممكن لصوفيا كوبولا أن تقوم به. عن معالجة لا تتضمن موسيقى شبابية كما لو أنها من المقررات وحسا ريبورتاجيا كما لو أن الفيلم مصنوع لساعة تلفزيونية. وهو كان أحرى به أن يكون سهرة تلفزيونية لأنه من الأسهل على المرء أن يغير القناة متى أراد.

تقييم الناقد: (1*)

الشرق الأوسط في

18/05/2013

 

فيلمها يفتتح قسم «نظرة ما» في «كان»

صوفيا كوبولا تلتزم بالفيلم المستقل حبا في الواقع

كان: محمد رُضا 

تعود المخرجة صوفيا كوبولا (42 سنة) إلى مهرجان «كان» السينمائي للمرة الرابعة في مسيرتها السينمائية بفيلم عنوانه «The Bling Ring» أو «حلقة الجواهر»، الذي يفتتح قسم «نظرة ما» في دورة «كان» الحالية. «بلينغ» هي واحدة من كلمات إنجليزية جديدة من تلك التي انتشرت في السنوات العشرين الأخيرة، وقاموس أكسفورد يقول إنها «الجواهر والملابس المكلفة»، في حين أن مراجع أخرى تقترح أن الكلمة وردت أولا في بعض أغاني «الراب» كمصطلح لما يلمع ويلفت النظر من الجواهر التي يرتديها الناس.

مهما يكن فإن الكلمة دخلت التاريخ السينمائي بفضل المخرجة التي سبق لها أن قدمت في «كان» ثلاثة أفلام هي «قصص نيويوركية» (1989) و«عمليات انتحارية عذراء» (2002) و«ماري أنطوانيت» (2006). خارج «كان» عرضت «ضاع في الترجمة» (2003) و«مكان ما» (2010) على شاشة مهرجان «فينيسيا». وكل هذه الأفلام خيالية التأليف، حتى بالنسبة لفيلمها الأكبر حجما «ماري أنطوانيت»، ذلك لأن المخرجة، وباعترافها، نسجت عن الشخصية أحداثا عامة ومواقف غير موثقة كونها لم تشأ سرد قصة حياة.

«حلقة الجواهر» على عكسها، مأخوذ عن وقائع. طبعا من المحتمل جدا أن تكون المخرجة طورت هذه الوقائع، لكن المرجح أنها حافظت على صلب الأحداث التي وقعت قبل سنوات قليلة: مجموعة من الفتيات والشبان ألفن عصبة (أو حلقة) لسرقة منازل نجوم السينما. في عام 2008 بدأت العصبة عملياتها باقتحام منزل باريس هيلتون وسرقة ما خف ثقله وغلا ثمنه كما يقول التعبير المعهود. لكن هذه لم تكن المرة الوحيدة التي تعرضت فيها هيلتون لهذه السرقة. فالعصبة تسللت مرتين أو ثلاثا إلى منزلها وسرقته في كل مرة ما بين عامي 2008 و2009. كذلك كان من بين الضحايا أورلاندو بلوم (نال شعبيته في سلسلة أفلام «سيد الخواتم» و«قراصنة الكاريبي») وميغان فوكس («ترانسفورمرز»). فقط عندما حاولت المجموعة سرقة منزل لندساي لوهان قامت الكاميرا الخفية بالتقاط ملامحهم التي استطاع البوليس عبرها القبض عليهم.

* ليست وحدها

* لفتت الحكاية انتباه المخرجة بالتدريج. أولا قرأت تحقيقا مطولا عنها نشرته مجلة «فانيتي فير» الشهرية. بعد ذلك عادت إلى ذلك التحقيق وقررت ابتياع حقوق الاقتباس لحساب الشركة التي أسسها والدها فرنسيس فورد كوبولا («العراب» و«سفر الرؤيا الآن» إلخ...) على أن تقوم بإنتاجها. لكنها في نهاية المطاف وجدت نفسها راغبة في إخراجها بنفسها.

لكن صوفيا لم تكن الوحيدة التي أثارها هذا الموضوع. محطة «لايفتايم» الأميركية قررت إنتاج فيلم تلفزيوني عنه. وبينما كانت صوفيا لا تزال تكتب السيناريو كان تصوير الفيلم المذكور (وتحت العنوان نفسه «ذا بلينغ رينغ») جاريا على قدم وساق تحت إدارة مخرج اسمه مايكل لمبك. لم ينجز الفيلم الكثير من اللغط أو التداول. البعض قرر أن الفيلم حاول أن يربح كل الأطراف، فأفراد العصابة الشبان ليسوا أشرارا أو عنيفي الطبع، لكنهم بالطبع يمارسون أفعالا يعاقب عليها القانون. في الوقت ذاته، هم لطيفو المعشر لكنهم في نهاية المطاف لصوص.

غير معلوم إذا ما شاهدت المخرجة الفيلم التلفزيوني لكن منوال أعمالها السابقة يؤكد أنها حتى ولو فعلت فإن عملها (وهو لم يعرض حين إعداد هذا المقال بعد) سيختلف، إذ سينبع من تلك الرؤى الشخصية والفنية ومن أسلوبها الذي يصب في خانة «سينما المؤلف» وليس سينما السرد الحكائي وحده.

إلى ذلك، ليست صوفيا في وارد تحقيق فيلم بوليسي أو تشويقي، بل دراما عن الشخصيات التي تجدها مثيرة هي وظروفها المعقدة. هذا هو منوالها في أفلامها السابقة، وحين خرجت عن ذلك الخط في «ماري أنطوانيت» لم تحقق نتيجة فنية تستحق الاهتمام. على عكس «ضاع في الترجمة» مثلا أو «عمليات انتحارية عذراء» تعاملت مع التاريخ والشخصية على نطاق غير ذاتي (رغم أنه حمل وجهة نظرها الشخصية) وخرجت من المحاولة مجروحة.

أفلامها إجمالا رقيقة الحاشية، ملمة بالمكان والزمان جيدا لكنها ما زالت أضعف شأنا من أفلام مخرجين - مؤلفين أميركيين أمثال ألكسندر باين ونيل لابوت وجيم يارموش. لكنها جهدت سابقا لكي تؤخذ على محمل الجد. فهي بدأت ممثلة طفلة عندما صورها والدها في فيلميه «العراب» و«العراب 2» ثم في أفلام أخرى له مثل «غير المنتمين» و«رامبل فيش» و«كوتون كلوب». حين كبرت وأسند إليها والدها دورا رئيسا في «العراب 3» (1990) هوجمت على أدائها، ومع أنها أطلت كممثلة بضع مرات أخرى، فإنها أدركت أنها ترغب في مهنة أخرى غير التمثيل... تريد أن تصبح مخرجة.

ومع أنها تمشي الآن في خطى السينما المستقلة وميزانيات الفيلم الصغيرة (كلف هذا الفيلم ثمانية ملايين دولار) وجمعت له ممثلين يقف بعضهم أمام الكاميرا لأول مرة، لكنّ منهم أيضا ممثلين محترفين مثل البريطانية إيما واتسون (ممثلة سلسلة «هاري بوتر»، التي أمضت أسابيع تدرس لكنة فتيات كاليفورنيا).

صوفيا كوبولا لا ترى أن هذا يعني أنها لن توافق على فيلم لحساب واحد من الاستوديوهات الكبيرة. حاليا على الأقل فإن ما يهم هو كيف سيستقبل النقاد فيلمها هنا في «كان». والساعات القادمة ستكشف ذلك.

*صاحبة الجوائز

* نالت المخرجة صوفيا كوبولا حتى الآن ما يتجاوز أربعين جائزة، ولو أن معظم هذه الجوائز معنوية من مؤسسات وجمعيات نقدية. لكنها خطفت الأوسكار عن أفضل سيناريو مكتوب خصيصا وذلك عن «ضاع في الترجمة» ونالت جائزة سيزار فرنسية عن الفيلم ذاته (كأفضل فيلم أجنبي) والفيلم ذاته سمح لها باقتناص جائزة «غولدن غلوب» سنة 2004 في حين نال «مكان ما» الأسد الذهبي في مهرجان «فينسيا» الإيطالي.

المشهد الأول

الهجوم على «الهجوم»

* في لوس أنجليس صرح المخرج اللبناني زياد الدويري أن الجامعة العربية أوصت كل أعضائها بمنع فيلمه الأخير «الهجوم» (2012)؛ كون تصويره تم في إسرائيل. وقال لصحيفة «ذا لوس أنجليس تايمز» إن المنع يشمل صالات السينما والمناسبات الخاصة على حد سواء.

* هل حدث ذلك فعلا؟ ليس هناك من مصدر يؤكد أن الجامعة العربية أصدرت توصية بهذا الشأن. لكن السلطات اللبنانية منعت الفيلم وهددت بحبس زوجة المخرج لو عرضت الفيلم حتى ضمن جدران منزلها أو في مناسبات خاصة. لكن الفيلم عرض في مهرجاني مراكش السينمائي (وخرج بجائزته الأولى)، كما عرض في مهرجان دبي حيث انقسم النقاد حوله. لكنّ أحدا لم يطالب بمنعه، علما بأنه كان من الواضح أن المخرج زار إسرائيل وصور فيها ذلك الفيلم المأخوذ عن رواية الكاتب الجزائري محمد مولسهول الذي يوقع أعماله عادة باسم ياسمينة خضرة.

* في مراجعة هذا الناقد للفيلم أبدى تحفظات فنية بحتة. مسألة زيارة مخرج لإسرائيل وتصوير فيلم فيها لم تبدُ حاسمة ولا علاقة للنقد السينمائي بها أساسا. الخطب من كل جهة وطرف لها مجال آخر، أما النقد السينمائي فهو فعل مجتث عن الرأي السياسي أو هكذا يجب أن يكون. لكن المهم أيضا أن عرض أو عدم عرض فيلم في بيروت أو في سواها لا يقدم أو يؤخر في مسيرة أحد. المشكلة هي أن الفيلم لم يكن متوازنا في ما عرضه وبدا، تحت الضغط أو لأي سبب آخر، ينقل وجهة نظر تقول إن الطبيب الفلسطيني كان تمتع برعاية وصداقة واحترام زملائه الإسرائيليين وإن الحق معهم عندما قرر معظمهم تحاشي التعامل معه بعدما قامت زوجته، ومن دون علمه، بتفجير نفسها في قلب تل أبيب، ما نتج عنه موت أبرياء. يضع المخرج كل ذلك في مكيال ويمر على أسباب قد تكون حدت بالزوجة للقيام بفعلتها فإذا بها تبدو واهنة وأقل وقعا.

* من ناحية أخرى، سيبدأ فيلم «الهجوم» عروضا أميركية محدودة في الحادي والعشرين من الشهر المقبل، ومثل هذه التصريحات التي أدلى بها الدويري تصور الفيلم عرضة لغضبة عربية قد تكون أداة المخرج لترويج فيلمه. لا أقول إنها أداة مصطنعة... لكنها في أضعف الحالات صدفة يأمل منها أن تفيده تجاريا.

بين الأفلام

عملاء سابقون

* في «ممحوّ» (Erased) يكتشف رجل كان عميلا سابقا للـ«سي آي إيه» (آرون إكهارت) بأنه مستهدف من قبل تلك الوكالة هو وابنته (ليانا ليبرتو)، لكنه لن يعرف السبب قبل ورود جزء لا يستهان به من الأحداث. عملاء آخرون من تلك الوكالة الجاسوسية الأشهر يبدأون بمطاردته والهدف تصفيته تماما وما عليه إلا أن ينطلق هاربا وابنته وفي الوقت ذاته مجابها وقتا يضيق الخناق عليهما.

* السبب هو عطل إلكتروني طرأ على ملفات الوكالة، وإن بقيت تفاصيل ذلك طي الكتمان لكي لا نفسد الحكاية أمام من سيشاهدها. لكن سواء أكان ذلك نتيجة عطل إلكتروني أو عطل إداري وبشري إلا أننا نجد أن موضوع العميل السابق الذي كان «مع» والآن بات «ضد» موجود في مجموعة من الأفلام الأخيرة، أكثرها نجاحا «مخطوفة» (Taken) بجزأيه الأول (2008) والثاني (2012). ليام نيسون في هذين الفيلمين لا يواجه مطاردين أرسلتهم الوكالة لتصفيته، بل يستخدم مهارات قتالية تدرب عليها حين كان عميلا لمنازلة الأشرار الذين خطفوا ابنته (في الفيلم الأول) وزوجته (في الثاني).

* وهناك أفلام أخرى من هذا الفصيل سابقا مثل «غزو الولايات المتحدة» (Invasion U.S.A) الذي قاد بطولته تشاك نوريس سنة 1985، و«المتخصص» مع سلفستر ستالوني سنة 1994، لكن الفارق المهم الذي نجده في بعض هذه الأفلام هو أن أفلام الأمس على الأخص كانت تقدم لنا بطلها كشخص مقطوع من شجرة. ذئب وحيد يعيش منطويا ومنعزلا إلى أن تتم مداهمته، في حين أن «مخطوفة» و«ممحوّ» على وجه التحديد يضعان أفرادا من عائلة البطل، وذلك لرفع شحنة الحرارة بعض الشيء فإذا بالمهدد ليس شخصا واحدا بل هو وآخرون معه أيضا.

* في العام نفسه الذي خرج به «غزو الولايات المتحدة» إلى العروض قدم المخرج الراحل آرثر بن فيلما آخر يحتوي على قصة عميل «سي آي إيه» سابق هو «هدف» (Target) من بطولة المعتزل جين هاكمن وقليل الظهور مات ديلون. في هذا الفيلم الجيد يتم خطف الزوجة / الأم وتعاون الأب وابنه (الذي لم يكن يعلم أن أبيه كان عميلا سابقا) على استردادها.

سنوات السينما

1933 على الحافة

* في العام ذاته أخذ فصيل معين من الأفلام بتأكيد رواجه، وهو عبارة عن فيلم يتم تصويره كحلقات مسلسلة يتم عرضها على خمسة عشر أسبوعا. الفكرة كانت استخدمت في «البالب فيكشن» و«الكوميكس» من قبل ووجدت على الشاشة الأميركية رواجا كبيرا. عند نهاية كل حلقة هناك خطر ماحق يهدد البطل (انفجار، صخور متساقطة، سقوط من علو شاهق، إلخ...)، ومع مطلع كل حلقة لاحقة تفسير لكيف يمكن أن يكون البطل نجا من الموت. الغاية كانت إبقاء الناس مشدودين إلى صالات السينما. وفي هذا العام شوهد بيلا لاغوسي (إحدى أيقونات الرعب الأبيض والأسود) يمارس شروره في «الشبح الهامس»، وباستر كراب يقاتل أعداءه من البيض والسود معا في «طرزان الذي لا يخاف»، كما أول ظهور للكلب رن تن تن في «الكلب الذئب».

صالة لواحد

حبيبة المحجبة الفيلم: Habi, The Foreigner 

إخراج: ماريا فلورنسيا لويزا دراما | الأرجنتين / البرازيل 2013 تقييم: (*3) (من خمسة).

* «أنت لست الفتاة التي عرفت»... يقول حسن (مارتن سليباك) للفتاة التي جاءته لتطلع على موقفه منها بعدما اكتشف أنها ليست الفتاة المسلمة التي وقع في حبها. الموقف المعلن من قبل حسن متوافق والواقع، والأكثر أن الفيلم بأسره دراما شفافة واقعية الكتابة وطبيعية الأسلوب وقابلة للتصديق.

بطلة «حبيبة الأجنبية» الذي عرضه مهرجان سان فرانسيسكو الذي انتهت أعماله قبل أسبوعين، وشوهد في لندن، هي فتاة أرجنتينية شابة اسمها أناليا وصلت إلى بيونس آيرس في زيارة لكنها قررت البقاء في المدينة ووجدت فندقا صغيرا يقع في حي من المدينة يقطنه مسلمون. وكونها قادمة من الأرياف فإنه من الطبيعي أن يثير الإسلام فضولها. باتت تريد أن تعرف أكثر عن هذا الدين الذي تشعر بأنه ثقافة مختلفة جذريا عن ثقافتها. تدخل مركزا تعليميا وتشاهد صورة لفتاة صغيرة مفقودة اسمها حبيبة رأفت، فتقرر أن تستخدم هذا الاسم. ترحب بها الفتيات ويمنحنها غطاء رأس وتبدأ بمتابعة دروس في القرآن الكريم والاشتراك في الصلاة.

عند هذا الحد فإن المخرجة لأول مرة ماريا فلورنسيا لويزا لم تبخل على نفسها بمعالجة الموضوع بحساسية وبقدر كبير من الشفافية. ما تقصده ليس دعاية للإسلام أو ضده، بل سرد حكاية فتاة بلا معرفة مسبقة بدين شغفها، تجد في ذاتها دوافع خاصة لكي تتعرف إليه، وتشعر حيال البنات بصداقة وتعجب بترحيبهن بها. تلتهم عيناها التقاليد وفي أحيان تلتزم ارتداء الحجاب حتى حين تكون بعيدة عن المركز ومن فيه. وحين تبحث عن عمل تلجأ إلى صاحب محل لبناني وتقدم نفسها باسم حبيبة المسلمة.

لكن هدف الفيلم أبعد من ذلك. كل ما يدور حول حياة أناليا / حبيبة (كما تقوم بها مارتينا يونكاديللا) في شقه غير المسلم يدعوها، ويدعو المشاهدين، للمقارنة بين ثقافتين مختلفتين. في حين أن المسلمات سعيدات وراضيات نجد مثيلاتهن الأرجنتينات غارقات في المتاعب أو - مثل أناليا نفسها - وحيدات. المرأة التي تقطن في الغرفة الملاصقة لغرفة أناليا تعامل بالضرب من قبل صديقها. مديرة الفندق مادية جشعة، والعالم المحيط في شقه اللاتيني مظلم والإنسان فيه تائه. ذات مرة تخلع أناليا الحجاب وتدخل مرقصا لكنها ليست سعيدة. ما عادت تلك الحياة تثيرها. وحالها ليس كما عهدته سابقا. إنه هنا احتاجت إلى أن تسمع من حسن كلمة حب. لكن حسن، بعدما اكتشف حقيقة أنها ليست مسلمة صرفها... وها هي تعود إلى بلدتها الصغيرة في نهاية المطاف.

للمخرجة حسنة تناول تفاصيل مهمة وطرح أسئلة مثيرة، ولو أن السيناريو يضن بمبرر داخلي عميق داخلي لتلك العلاقة المفاجئة بين أناليا والإسلام.

عينا علي الزرقاوان

* عرض مهرجان سان فرانسيسكو أيضا فيلما آخر يتطرق إلى الإسلام من صنع غربي خالص هو «علي ذو العينين الزرقاوين» للمخرج الإيطالي كلاوديو جيوفانيسي، لكن موضوعه يمشي في اتجاه معاكس، فهو عن شاب عربي يرفض أن يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي حتى ولو أدى الأمر إلى طرده من بيت والديه. الفيلم لا يصنع من بطله نموذجا صالحا للإقتداء، بل يتركه في النهاية غير قادر لا على البقاء كما هو ولا على العودة من حيث أتى.

الشرق الأوسط في

17/05/2013

 

كوبولا تكشف عن غياب أخلاق جيل الفيسبوك 

كان- د. ب. أ : غياب الأخلاق لجيل الفيسبوك المهووس بالشهرة هو القضية التي يتناولها أحدث فيلم للمخرجة صوفيا كوبولا «ذا بلينغ رينغ» الذي عرض للمرة الأولى أمس الأول في مهرجان كان السينمائي

بعد 13 عاما على إخراجها فيلم «العذراء تنتحر» وجهت ابنة مخرج «الأب الروحي» فرانسيس فورد كوبولا الكاميرا مجددا إلى مجموعة من الشباب أصبحوا أسطورة على ايدي زملائهم

وفي حين يفوح سحر الشقيقات الخمس المنتحرات في «العذراء تنتحر» من عبير براءتهن، فإن الأصدقاء الخمسة في «ذا بلينغ رينغ» يكتسبون الشهرة من خلال سرقة المشاهير

والفيلم الذي افتتح به قسم «نظرة خاصة» بالمهرجان، مقتبس من قصة حقيقية لمجموعة من المراهقين المهووسين بالشهرة في لوس انجلوس الذين قاموا بسرقة قطع غالية تقدر بأكثر من ثلاثة ملايين دولار من منازل المشاهير في عامي 2008 و 2009. وكان من بين هؤلاء الضحايا باريس هلتون واورلاندو بلوم، ويلعب بطولة الفيلم كلارا جوليان وتايسا فارميغا وكاتي شانغ واسرائيل بروساد والنجمة البريطانية إيما واتسون.

وغالبا ما تجسد أفلام كوبولا فتيات أو نساء يافعات تصارعن قضايا الهوية. وقالت كوبولا (42 عاما) ومخرجة فيلم ماري انطوانيت (عام 2006 ) إنها اصبحت مهتمة بقصة المراهقين اللصوص بعدما قرأت مقالة عنهم في مجلة فانيتي فير بعنوان «المشتبه فيهم يرتدون (ماركة) لوبوتان». واضافت كوبولا في مؤتمر صحفي: «اعتقدت ان الأمر بأكمله جذاب ومعاصر للغاية … انه يقول الكثير عن ثقافتنا اليوم»، هذه الثقافة - ثقافة الشهرة - تغذيها التكنولوجيا

ويستخدم مارك وربيكا ونيكي وسام وتشلو الانترنت لمعرفة محل اقامة المشاهير، ويقودهم الانترنت إلى ضحاياهم، ولكن أيضا يقود الشرطة إلى صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) حيث يتباهون بمغامراتهم ويلتقطون صورا مع المسروقات.    

وتروي كوبولا القصة من خلال الشاب الوحيد في المجموعة، وهو الشخصية العاطفية الوحيدة بها، الذي يعترف بانجرافه إلى هذا الطريق بسبب افتقاده احترام الذات، والغرض من فيلم كوبولا التي ولدت في عالم صناعة السينما والمسرح هو «التحذير» مما يمكن ان يحدث للشباب الذين لا يكتسبون قيما قوية من عائلاتهم.

القبس الكويتية في

18/05/2013

 

لجنة تحكيم «كان» تكشف الستار عن مواصفات الفيلم الأفضل

إعداد ــ رشا عبدالحميد

نيكول كيدمان: أخيرًا أصبح لدى الوقت للجلوس ومشاهدة الأفلام.. سبيلبيرج: آرائى صريحة

اكد المخرج ستيفن سبيلبيرج رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان انه ليس شخصا مزاجيا، وآراؤه دائما واضحة وصريحة، وقال نحن نحكم باستمرار على الافلام التى نشاهدها فى السينما، ونقيمها ونحاول رؤية ما تتضمنه من جديد، ودائما الافلام تخوض منافسة مستمرة مع بعضها البعض».

بينما قالت الممثلة نيكول كيدمان فى المؤتمر الصحفى للجنة التحكيم: من المهم المساهمة فى الاحتفال بالسينما، اخيرا اصبح لدى الوقت للجلوس ومشاهدة الافلام، ومهرجان كان قام بالكثير من اجل ترويج الافلام التى اشتركت فيها.

وصرحت المخرجة اليابانية نعومى كاوازى عضو اللجنة قائلة: «المهرجان هو مكان للقاءات والصداقة، ويوجه رسالة معينة الى العالم كل عام، وفى اجتماعنا قال ستيفن عبارة رائعة لنا وهى أننا من جنسيات مختلفة ومهن مختلفة ولكننا نتكلم لغة مشتركة وهى ولعنا بالسينما».

وقال الممثل الفرنسى دانييل اوتيل: «عند النظر الى الافلام الفائزة بالسعفات الذهبية منذ بداية المهرجان ادركت اننى رأيت الكثير منها، وان هذه الافلام ساهمت فى تكوين ارائى وذوقى كمشاهد، والحصول على فرصة لمواصلة هذا التقليد هو شىء نادر».

وصرحت الممثلة الهندية فيديا بالان «انها المرة الاولى التى احضر فيها مهرجان كان، وهى المرة الاولى التى اشارك فيها فى لجنة تحكيم، وهذه المرة تصادف الاحتفال بمئوية السينما الهندية، لذا انه شرف كبير لى، وآمل ان اتعلم الكثير من هذه التجربة وان ارى اشياء كثيرة».

واكد المخرج الرومانى كريستيان مونجيو انه من الصعب الحكم على الافلام، وبالنسبة لى ابحث عن الصدق والشجاعة فى شخصية المخرج، وتكمن الخطوة الاولى لكل مخرج فى طريق النجاح فى القيام بما يريد، اما الخطوة الثانية فهى ان يكون فريدا من نوعه.

الممثل النمساوى كريستوف والتز قال: «الجائزة دائما هى النتيجة ولكن نتيجة لماذا؟.. ان التحليل النفسى الناجح الجيد يرتبط بالمحلل النفسى وبالمريض، ولكل منا طريقته الخاصة لإنجاز مهمته، وطريقتى ربما تكون اكثر وصفية من طريقة كريستيان».

المخرج التايوانى انج لى اضاف: «الصدق عنصر اساسى وبعد ذلك لابد ان نناقش الصفات الجمالية والاعتبارات السياسية والاجتماعية ولكن سيكون هناك بالطبع شىء يحرك مشاعرنا، ويجعلنا غير قادرين على وصفه بالكلمات، وهذا الشىء سيكون السعفة الذهبية، وهو ما اتمناه لأنه اذا لم يحدث على هذا النحو، فسوف نضطر الى تبرير الامور بشكل منطقى»، وربما تكون هذه هى آخر تصريحات لجنة التحكيم حتى اعلان الجوائز فى يوم 26 من الشهر الحالى.

الشروق المصرية في

18/05/2013

 

مشاركة مغربية ضعيفة

افتتاح الدورة 66 من مهرجان كان السينمائي 

افتتحت، أخيرا، المسابقة الرسمية للدورة 66 من مهرجان كان السينمائي بعرض فيلمي "هيلي" للمخرج المكسيكي أمات اسكالانتي، و"جون إي جولي" للمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون ضمن 20 فيلما على جائزة السعفة الذهبية للمهرجان.

أشاد المخرج إنج لي عضو لجنة التحكيم بتنوع عروض المهرجان، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 26 ماي الجاري، على شاطئ الريفيرا.

وقال لي الفائز بجائزة الأوسكار لأحسن مخرج سنة 2013 "هناك قضايا سياسية واجتماعية مختلفة، وهناك تنوع في الأساليب وتنوع في السحر والجاذبية من جانب مخرجين محددين".

مشاهد صادمة

ويتناول "هيلي" قصة عائلة انزلقت إلى حرب المخدرات العنيفة في المكسيك، من خلال أفعال غير مقصودة لفتاة تبلغ 12 عاما تقع في حب شرطي شاب.

أما فيلم "جون إي جولي" للمخرج أوزون فهو من نوعية الأفلام التي تتناول مشكلات مرحلة البلوغ، إذ تظهر الممثلة مارين فاكت عارية في الأغلب في كل مشاهدها تقريبا.

وتتنافس في المهرجان هذا العام، أيضا، خمسة أفلام أمريكية وهو أكبر عدد منذ ست سنوات.

وتضم لجنة التحكيم المخرج الشهير ستيفن سبيلبرج والممثلة الأسترالية نيكول كيدمان والممثل الفرنسي دانيال اوتيل. وسوف تختار اللجنة الفائز الرئيسي يوم 26 ماي.

ولم يمنع المطر الغزير المعجبين من التزاحم للحصول على توقيعات النجمين ليوناردو دي كابريو، وكاري موليغان على السجادة الحمراء.

مشاركة مغربية ضعيفة 

قال تييري فريمو مندوب عام مهرجان "كان" إن المشاركة المغربية تتسم بتراجع نسبي مقارنة مع مشاركة السنة الفارطة٬ إذ تحضر بفيلم واحد "هم الكلاب" لهشام العسري، جرى اختياره ضمن فقرة موازية٬ مخصصة لعروض جمعية السينما المستقلة.

وأكد على هامش المهرجان، أنه "مع ذلك لا يجب الحكم على المشاركة، انطلاقا من سنة واحدة٬ بل يجدر النظر إلى حضور السينما المغربية في كان٬ على سنوات عديدة".

وحسب فريمو فإن هذا الحضور يعكس المجهود الذي يبذله بلد برمته٬ من أجل السينما٬ مشيرا إلى وجود مدارس سينمائية في المغرب وسينمائيين شباب ومخرجي أفلام قصيرة وممثلين جيدين جدا٬ وأيضا تقاليد سينمائية.

قال "إننا نحب السينما المغربية٬ ونقدر على الخصوص المجهودات التي يبذلها المغرب٬ حكومة٬ ومهنيين وعشاق سينما، عبر مهرجانات مراكش وطنجة وتطوان٬ التي وضعت المغرب على خارطة السينما العالمية".

المغرب ضيف الشرف المقبل

أكد جيل جاكوب وتييري فريمو٬ رئيس ومندوب عام مهرجان "كان"٬ حيث تحضر السينما المغربية بشكل منتظم٬ أن مهرجان كان "يحب" المخرجين المغاربة وسينماهم "المليئة بالمستقبل".

وأضافا أنهما يشعران بالارتياح للمشاركة المغربية على امتداد الدورات٬ وإن غاب الفيلم المغربي عن المسابقة الرسمية لهذه الدورة.

وقال جيل جاكوب "إننا نحب السينمائيين المغاربة٬ ونحن شديدو الحرص على متابعة ما ينجز في المغرب الكبير٬ وفي المغرب بطبيعة الحال" مؤكدا أن السينما المغربية "لديها مستقبل كبير في طور الانبثاق".

أما تييري فريمو فذهب أبعد من ذلك٬ عندما أطلق دعوة للمغرب ليكون ضيف الشرف المقبل لمهرجان كان٬ على غرار الهند التي تحتفل هذا العام بالمائوية الأولى للسينما. 

وأضاف "لقد استقبلنا في السابق البرازيل ومصر، وها أنا أطلق دعوة لحضور المغرب كضيف شرف المهرجان٬ في غضون السنوات المقبلة".

حضور لافت السنة الماضية

تميزت المشاركة المغربية بحضور لافت في مهرجان "كان" في السنة الماضية٬ إذ حصل مخرجان سينمائيان على جوائز في فروع موازية: نبيل عيوش الحاصل على جائزة فرانسوا شالي عن فيلمه "خيل الله"٬ الذي قدم في المسابقة الرسمية٬ وفيصل بوليفة٬ الحاصل على الجائزة الأولى "إيلي" للفيلم القصير في فقرة "أيام المخرجين".

وفي عام 2011 فرضت السينما الوطنية نفسها سواء داخل المسابقة الرسمية بـ "عين النسا" لمخرجه الفرنسي الروماني الأصل٬ رادو ميهايلينو٬ أو بشريط "على الحافة" لليلى الكيلاني في فقرة "أيام المخرجين".

وفي سنة 2003، جرى اختيار شريط "ألف شهر" لفوزي بنسعيدي و"العيون الجافة" لنرجس النجار٬ على التوالي في فرع "نظرة ما" و"أيام المخرجين".

وتعود أول مشاركة بالعلم المغربي في مهرجان كان إلى سنة 1952 مع فيلم "عطيل" الذي جرى تصويره بالصويرة٬ للمخرج أورسن ويلز٬ فيما كان أول شريط مغربي تنافس ضمن فرع "نظرة ما" هو "أليام أليام" لأحمد المعنوني سنة 1978.

وعلى المستوى المؤسساتي٬ فإن المركز السينمائي المغربي ينشط في إطار القرية الدولية لمهرجان "كان"، الذي يمنح لكل البلدان المنتجة للسينما إمكانية تقديم وترويج صناعتها السينمائية.

ويشارك المركز السينمائي المغربي في المهرجان منذ 2006 عبر جناح يروم ترويج الفيلم المغربي والمغرب كوجهة متميزة للمنتجين الأجانب.

الصحراء المغربية في

18/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)